18
خرج من مكتب أبيه وهو شاردٌ ميؤوس نظر حوله
يبحث عن طيف صديقه أوم ولكنه لم يجده، توجه
للخارج حيث إصطفاف السيارة الخاصة به وجده
هناك يتكأ عليها ينفث سم دخانه في الهواء لم
ينتبه لتواجد الأخر حتى اقترب منه.
"لطالما كنت تتشاجر معي على هذا السم الذي
تتعطاه الآن، ولكن يبدو أن الأدوار تبادلت!"
خطف عود السجائر من يد أوم أثناء حديثه له، ويبدأ
بمعاقرتها دون إكتراث الآخر ليأخذ أخرى ويشعلها
ويتشاركان معاً في تلويث هواءهما سوياً.
"كيف سارت الأمور معك!"
"أخبرتك لن ينصت إلي وسيتجاهلني دون إعطائي
رده، بإختصار تركني معلقاً كعادته لم أعرف ما هو
جوابه."
"لا تقلق جوابه واضح سامحك ولم يعد يكترث
لأمر السيد روبن بعد الآن، لذا لن يسمح لك بالتواجه
معه"
"هل تعني أنهما انتهيا ولن يعودا كالسابق؟ أوم إن
حصل هذا ستتولد عداوةٌ كبيرة وقد يتأذى أحدهما
أو كلاهما حينها!"
نظر أوم نحو موكيش لبرهةٍ ثم يفصلها لتظهر
على شفتيه إبتسامةٌ جانبية، لاحظها موكيش قبل
أن يخفيها وقد تعجب من ذلك.
"لا تهتم لأمرهم موكيش المهم أن والدك تفهمك وقد
يكون سامحك أيضاً هذا هو الأهم"
"لمَ تبدو لي أنك سعيدٌ على هذا!"
"هذه ليست سعاده بل سخريةً من تفكيرك البسيط يا
عزيزي موكيش"
"ماذا تعني؟!"
"سأشرحها لك بما أنك الآن تعلم سر عمل أبيك الآخر
موكيش هناك تنافس للزعامة بين والدك وبين السيد
روبن، بعد نزاعهما الأخير تبين لوالدك أن صديقه
قد وجدها فرصةً لفض العلاقة التي كانت بينهما
لسنواتٍ طويلة ليقوى مكانته في المنظمة ويجد
من يعتمد عليه أكثر في أعماله بديل أبيك"
"هذه تعد خيانة حقيرة من صديق لصديقه الآخر
ألا يجب على الأصدقاء أن يضحوا من أجل صداقتهم!"
"ليس كل الأصدقاء أصدقاء موكيش لا تثق بأحدٍ أبداً!"
"ولكنني أثق بك يا صديقي!"
رد عليه موكيش وهو ينفث دخانه في الهواء
لينظر نحو الاخر والذي بدوره كان من الأساس يتأمل
فيه بعد جملته تلك، لببتسم موكيش بوجه صديقه
دون مبادلةٌ منه بل ظل على حاله شارداً بوجهه لبضع
ثوانٍ وبعدها يفصلها عنه ينظر للفراغ ليسأله عن
سبب تلك الثقة.
"لما تثق بي موكيش؟!"
"ألا تعلم الجواب حقاً؟"
"أريد سماعها منك"
"حمايتك لي وثقتك بأن أتغير واصبح الأفضل، تحرص علي وتهتم لأمري ولن أنسى تضحياتك
في سبيل أنقاذي من والدي في كل مرةٍ ينوي بها
شراً لي، شكراً لك صديقي!"
سرح أوم بكلام الآخر ويسخر داخلياً من نفسه
ومن علاقته بالآخر، ترى هل له نوايا ومصالح أخرى
مرتبطةٌ به؟.
(العودة للصديقتين)
بعد ساعةٍ تقريباً أخرى رجعت مكانها دوللي في
قيادتها للطريق، لإقترابهما من المكان المنشود هنا
في هذه اللحظة ارادت زيلدوڤيا كسر ملل الطريق
المتبقي قليلاً فارتسمت إبتسامة خبيثةٌ على
وجهها، لاحظتها دوللي تخرج هاتفها وتبحث عن
رقم احدهم.
"ما سر تلك الإبتسامة التي لا تبشر خيراً!"
"ششش!! انتظري قليلاً لا تصدري صوتاً!"
تعجبت دوللي قليلاً من ردة فعل الآخرى والتي
بدورها ماإن عثرت على مرادها حتى طلبته
وهاهي تنتظر الرد.
"مرحباً سيد موكيش!"
هنا توسعت عيني دوللي دهشةً وصدمة عندما نطقت
زيلدوڤيا بإسمه، لتجنب السيارة وتتوقف قليلاً تولي
إهتمامها لتلك المكالمة.
"من معي؟!"
"هل يعقل أنك نسيتني فوراً منذ لقاءنا الأول!"
تحدثت زيلدوڤيا بغنج وقد شعرت بقرب توقف
قلبه ما إن علم بهويتها.
"اللعنة!! كيف حصلتي على رقمي يا هذه!"
"لا يهم لا شيء يصعب علي، وبالمناسبة إسمي
زيلدوڤيا تذكره جيداً لأننا سنلتقي قريباً وكثيراً
أيضاً"
"اسمعيني مالذي تريدينه مني ما مقصدك من تقربك
إلي وتواصلك هذا الذي سيتسبب بفصل رأسي
عن جسدي!"
"لا تخف إذا بقيت معي لن يصيبك شيء بل
ستنال رضاه تماماً، لا تنسى أنني مدللته!"
"أريد أن أعرف نيتك أفصحي مالديك قبل أن أقوم
بحظر رقمك"
"صدقني إن فعلت سألفق تهمةً عليك أجعل والدي
يرسل رجاله إليك وأنت تعرف ما سيحدث بعدها!"
"هل هذا تهديدٌ صريح؟!"
"افهمها كما شئت عزيزي"
"نهاية الحديث ماذا تريدين مني؟!"
"لنقل أنك أعجبتني وأريدنا معاً ما رأيك؟!"
صاعقةٌ نزلت عليه من هول ما تلتقطه أذناه لم يدري
ما يفعل جعل الهاتف يطير ويتشقلب بين يديه
يقفل الخط تلقائياً ويسقط الهاتف أرضاً، وأوم ينظر
ناحيتة بإستغرابٍ لتصرفات الآخر والذي بدوره
مازال ينظر أرضاً ناحية هاتفه ويتنفس بسرعه.
"أسمعتها أوم؟!!"
تحدث موكيش وهو يشير لهاتفه بإصبعه يسأل
صديقه أوم إن كان سمع ما سمعته أذناه.
"لم أستمع للمحادثة لكن من المتصل؟!"
"ابنة روبن روتشيلد!!"
أجابه بعدما رفعه أبصاره نحو ويصرخ بإسمها في
وجه صديقه من رعب صدمته.
"لكن لما تتصل بك ومالذي تريده؟!"
"تلك الفتاة واقعةٌ لي أوم تطلب مواعدتي بطريقةٍ
غير مباشرة هل تصدق؟!"
انزعج أوم من هذا الخبر وتبدلت ملامحه، لكنه أصبح
يفكر هل فعلاً سيبادلها مرادها؟.
"وأنت ما كان ردك لها؟"
"بالله عليك يا رجل هل أذهب لحبل المشنقة بقدمي
تلك الفتاة معتوهة!!'
" لكنها تستطيع الحصول على ما تريده عن طريق
والدها فهي مدللته الوحيده!"
نظر موكيش نحو أوم يسرح بكلامه مذهولاً متوتراً
ومن جهةٍ أخرى كانت زيلدوڤيا ودوللي يضحكان
بهستيريا، بعد تلك المكالمه فقد شرحت لها نواياها
تجاهه.
"ساندي انصحك ألا تتورطي مع هذا الخبيث قد
يؤذيك في شيء بمكيدةٍ ما!"
"لا تقلقي عزيزتي أعرف كيف أدبر أموري أنا فقط
سأريه وجه ساندي الآخر سأكمل عنها مالم تستطع
أن تفعله قبل موتها"
"مع هذا كوني حذره فيما تفعلينه إنه كالحية
السامة، والخبر السار هنا هاقد اقتربنا كثيراً
سنأخذ غرفةً في فندقٍ قريب وبعدها في النهار
نذهب إلى مبتغانا"
"لكن لما لا نذهب إليه الآن لما علينا الإنتظار حتى
نهار اليوم الثاني!"
"لا تتعجلي ساندي المكان لا بصلح للذهاب إليه
في الليل ولوحدنا، فلتصبري فلعجلة من الندامه تأني
قليلاً"
سكتت زيلدوڤيا ولم تجبها يبدو أن عليها الانتظار
والإنتظار، حتى ينفجر صبرها لذا لن تتجادل معها
وستنتظر حتى الصباح فقط، لم يستغرق الأمر
كثيراً حتى وصلا إلى أقرب فندق وأخذا غرفةً
ليرتاحا به حتى الصباح.
(قصر روتشيلد)
"لقد اشتقت لها كثيراً ياروز لاهي ولا حتى والدها!"
تكلمت بيلا الجالسة على كرسيها الهزاز وبيدها تحمل
إبرتها وإطارها تطرز إحدي مناديلها المفضله، ضحكت
روز بخفةٍ على كلامها فقد كانت بنفس الغرفة معها
تنفض غبار الكتب والنوافذ.
"سيدتي اتسمحين لي بقول شيء؟"
"تكلمي مللت من الصمت والتحدث لنفسي قولي
اي شيء يخرجني عن هذا السكون المقبر!"
"عفواً سيدتي ولكنك لطالما تذمرتي من وجود السيد
معك بسبب شجاركما ونزاعكما في كل شيء"
"ومع هذا فهو أفضل من هذا الهدوء القاتل ليتني حتى ذهبت لقريتي لحين عودتهما"
"لماذا التمني يمكنك الذهاب غداً لم يمضي على
ذهابهما سوى يومٌ واحد"
"كلا إن ذهبت هناك ستنقطع سبل الإتصال بابنتي
علي الإطمئنان عليها كل لحظة"
صمتت روز بعدما أومأت لها تحترم رغبتها فهي على
علم بمزاج سيدتها، رغم تعبها وضجرها هاهي تضع
ابنتها من أولويات إهتماماتها، لذا هي عادت لعملها
والأخرى تخيط قماشها وتنظر للحديقة من خلال
زجاج نافذتها ولكن عقلها سارحٌ بمكانٍ آخر.
(في مكانٍ آخر)
"دوللي يا حيوان الكسلان استيقظي هيا تنامين
كالعجائز"
"كم الساعة الآن؟"
استيقظت دوللي بنصف وعيها ما زال النوم يستولي
عليها، تفرك عينيها تحاول الإستيعاب معها قليلاً.
"السادسة صباحاً!"
"آنسة روتشيلد هل أنتِ بوعيك أم أنك مخمورة؟!"
صدمت عندما علمت بالوقت حتى أن لسانها ألجم لثواني، لتصرخ وتعاتب الصغرى على حماسها الذي
أيقظها مع شروق الشمس، لكن زيلدوڤيا لم تهتم بل
ظلت تحن وتقفز فوق السرير تحاول قتل ما بقي
من نسمات النعاس لدى دوللي التي تكاد تمسك
نفسها من الإنقضاض عليها ونتف شعرها.
"حسناً يا لعينة انقلعي من أمامي وتجهزي على
الأقل نفطر سوياً، لأنني أقسمت بروح أبي المتوفى
ألا أغادر بمعدةٌ خاويه، فلن أعذبها جوعاً من أجل
حضرة جنابك!"
"خمس دقائق فقط وأكون جاهزه، لكن سيكون
الإفطار خفيفاً حتى لا نتأخر اتفقنا؟!"
لم تعطي الأخرى فرصةً للرد فقد خطفت قبلةً من خد
من تصنمت أمامها وتقفز تدخل إلى الحمام لتستحم
وتتجهز، هنا أخيراً استوعبت دوللي ماتفوهت به
تلك المجنونه لتكشر عن أنيابها وتتحدث بصراخ لتسمعه الأخرى.
"في أحلامك لن أطلب إفطاراً خفيفاٌ من أجل مطلبك
علي أن أملأ معدتي وكأنه آخر يوم! ماذا لو قتلنا
هناك أقسم لك لن أسمح لك بأن تجعلينني أموت
ومعدتي فارغه، أسمعتني!!"
ومن جهةٍ أخرى زيلدوڤيا كانت تتجاهل صراخها
بغناءها العالي حتى لا تعطيها مجالاً أن ترفض
لها طلباً، لكن نحن نتحدث عن دوللي فهي فعلاً
لم ولن تتزح من مكانها قبل أن تتذوق كل مافي
قائمة الإفطار في هذا الفندق وسط تذمرات
ونياح زيلدوڤيا الغاضبة.
يتبع...
يبحث عن طيف صديقه أوم ولكنه لم يجده، توجه
للخارج حيث إصطفاف السيارة الخاصة به وجده
هناك يتكأ عليها ينفث سم دخانه في الهواء لم
ينتبه لتواجد الأخر حتى اقترب منه.
"لطالما كنت تتشاجر معي على هذا السم الذي
تتعطاه الآن، ولكن يبدو أن الأدوار تبادلت!"
خطف عود السجائر من يد أوم أثناء حديثه له، ويبدأ
بمعاقرتها دون إكتراث الآخر ليأخذ أخرى ويشعلها
ويتشاركان معاً في تلويث هواءهما سوياً.
"كيف سارت الأمور معك!"
"أخبرتك لن ينصت إلي وسيتجاهلني دون إعطائي
رده، بإختصار تركني معلقاً كعادته لم أعرف ما هو
جوابه."
"لا تقلق جوابه واضح سامحك ولم يعد يكترث
لأمر السيد روبن بعد الآن، لذا لن يسمح لك بالتواجه
معه"
"هل تعني أنهما انتهيا ولن يعودا كالسابق؟ أوم إن
حصل هذا ستتولد عداوةٌ كبيرة وقد يتأذى أحدهما
أو كلاهما حينها!"
نظر أوم نحو موكيش لبرهةٍ ثم يفصلها لتظهر
على شفتيه إبتسامةٌ جانبية، لاحظها موكيش قبل
أن يخفيها وقد تعجب من ذلك.
"لا تهتم لأمرهم موكيش المهم أن والدك تفهمك وقد
يكون سامحك أيضاً هذا هو الأهم"
"لمَ تبدو لي أنك سعيدٌ على هذا!"
"هذه ليست سعاده بل سخريةً من تفكيرك البسيط يا
عزيزي موكيش"
"ماذا تعني؟!"
"سأشرحها لك بما أنك الآن تعلم سر عمل أبيك الآخر
موكيش هناك تنافس للزعامة بين والدك وبين السيد
روبن، بعد نزاعهما الأخير تبين لوالدك أن صديقه
قد وجدها فرصةً لفض العلاقة التي كانت بينهما
لسنواتٍ طويلة ليقوى مكانته في المنظمة ويجد
من يعتمد عليه أكثر في أعماله بديل أبيك"
"هذه تعد خيانة حقيرة من صديق لصديقه الآخر
ألا يجب على الأصدقاء أن يضحوا من أجل صداقتهم!"
"ليس كل الأصدقاء أصدقاء موكيش لا تثق بأحدٍ أبداً!"
"ولكنني أثق بك يا صديقي!"
رد عليه موكيش وهو ينفث دخانه في الهواء
لينظر نحو الاخر والذي بدوره كان من الأساس يتأمل
فيه بعد جملته تلك، لببتسم موكيش بوجه صديقه
دون مبادلةٌ منه بل ظل على حاله شارداً بوجهه لبضع
ثوانٍ وبعدها يفصلها عنه ينظر للفراغ ليسأله عن
سبب تلك الثقة.
"لما تثق بي موكيش؟!"
"ألا تعلم الجواب حقاً؟"
"أريد سماعها منك"
"حمايتك لي وثقتك بأن أتغير واصبح الأفضل، تحرص علي وتهتم لأمري ولن أنسى تضحياتك
في سبيل أنقاذي من والدي في كل مرةٍ ينوي بها
شراً لي، شكراً لك صديقي!"
سرح أوم بكلام الآخر ويسخر داخلياً من نفسه
ومن علاقته بالآخر، ترى هل له نوايا ومصالح أخرى
مرتبطةٌ به؟.
(العودة للصديقتين)
بعد ساعةٍ تقريباً أخرى رجعت مكانها دوللي في
قيادتها للطريق، لإقترابهما من المكان المنشود هنا
في هذه اللحظة ارادت زيلدوڤيا كسر ملل الطريق
المتبقي قليلاً فارتسمت إبتسامة خبيثةٌ على
وجهها، لاحظتها دوللي تخرج هاتفها وتبحث عن
رقم احدهم.
"ما سر تلك الإبتسامة التي لا تبشر خيراً!"
"ششش!! انتظري قليلاً لا تصدري صوتاً!"
تعجبت دوللي قليلاً من ردة فعل الآخرى والتي
بدورها ماإن عثرت على مرادها حتى طلبته
وهاهي تنتظر الرد.
"مرحباً سيد موكيش!"
هنا توسعت عيني دوللي دهشةً وصدمة عندما نطقت
زيلدوڤيا بإسمه، لتجنب السيارة وتتوقف قليلاً تولي
إهتمامها لتلك المكالمة.
"من معي؟!"
"هل يعقل أنك نسيتني فوراً منذ لقاءنا الأول!"
تحدثت زيلدوڤيا بغنج وقد شعرت بقرب توقف
قلبه ما إن علم بهويتها.
"اللعنة!! كيف حصلتي على رقمي يا هذه!"
"لا يهم لا شيء يصعب علي، وبالمناسبة إسمي
زيلدوڤيا تذكره جيداً لأننا سنلتقي قريباً وكثيراً
أيضاً"
"اسمعيني مالذي تريدينه مني ما مقصدك من تقربك
إلي وتواصلك هذا الذي سيتسبب بفصل رأسي
عن جسدي!"
"لا تخف إذا بقيت معي لن يصيبك شيء بل
ستنال رضاه تماماً، لا تنسى أنني مدللته!"
"أريد أن أعرف نيتك أفصحي مالديك قبل أن أقوم
بحظر رقمك"
"صدقني إن فعلت سألفق تهمةً عليك أجعل والدي
يرسل رجاله إليك وأنت تعرف ما سيحدث بعدها!"
"هل هذا تهديدٌ صريح؟!"
"افهمها كما شئت عزيزي"
"نهاية الحديث ماذا تريدين مني؟!"
"لنقل أنك أعجبتني وأريدنا معاً ما رأيك؟!"
صاعقةٌ نزلت عليه من هول ما تلتقطه أذناه لم يدري
ما يفعل جعل الهاتف يطير ويتشقلب بين يديه
يقفل الخط تلقائياً ويسقط الهاتف أرضاً، وأوم ينظر
ناحيتة بإستغرابٍ لتصرفات الآخر والذي بدوره
مازال ينظر أرضاً ناحية هاتفه ويتنفس بسرعه.
"أسمعتها أوم؟!!"
تحدث موكيش وهو يشير لهاتفه بإصبعه يسأل
صديقه أوم إن كان سمع ما سمعته أذناه.
"لم أستمع للمحادثة لكن من المتصل؟!"
"ابنة روبن روتشيلد!!"
أجابه بعدما رفعه أبصاره نحو ويصرخ بإسمها في
وجه صديقه من رعب صدمته.
"لكن لما تتصل بك ومالذي تريده؟!"
"تلك الفتاة واقعةٌ لي أوم تطلب مواعدتي بطريقةٍ
غير مباشرة هل تصدق؟!"
انزعج أوم من هذا الخبر وتبدلت ملامحه، لكنه أصبح
يفكر هل فعلاً سيبادلها مرادها؟.
"وأنت ما كان ردك لها؟"
"بالله عليك يا رجل هل أذهب لحبل المشنقة بقدمي
تلك الفتاة معتوهة!!'
" لكنها تستطيع الحصول على ما تريده عن طريق
والدها فهي مدللته الوحيده!"
نظر موكيش نحو أوم يسرح بكلامه مذهولاً متوتراً
ومن جهةٍ أخرى كانت زيلدوڤيا ودوللي يضحكان
بهستيريا، بعد تلك المكالمه فقد شرحت لها نواياها
تجاهه.
"ساندي انصحك ألا تتورطي مع هذا الخبيث قد
يؤذيك في شيء بمكيدةٍ ما!"
"لا تقلقي عزيزتي أعرف كيف أدبر أموري أنا فقط
سأريه وجه ساندي الآخر سأكمل عنها مالم تستطع
أن تفعله قبل موتها"
"مع هذا كوني حذره فيما تفعلينه إنه كالحية
السامة، والخبر السار هنا هاقد اقتربنا كثيراً
سنأخذ غرفةً في فندقٍ قريب وبعدها في النهار
نذهب إلى مبتغانا"
"لكن لما لا نذهب إليه الآن لما علينا الإنتظار حتى
نهار اليوم الثاني!"
"لا تتعجلي ساندي المكان لا بصلح للذهاب إليه
في الليل ولوحدنا، فلتصبري فلعجلة من الندامه تأني
قليلاً"
سكتت زيلدوڤيا ولم تجبها يبدو أن عليها الانتظار
والإنتظار، حتى ينفجر صبرها لذا لن تتجادل معها
وستنتظر حتى الصباح فقط، لم يستغرق الأمر
كثيراً حتى وصلا إلى أقرب فندق وأخذا غرفةً
ليرتاحا به حتى الصباح.
(قصر روتشيلد)
"لقد اشتقت لها كثيراً ياروز لاهي ولا حتى والدها!"
تكلمت بيلا الجالسة على كرسيها الهزاز وبيدها تحمل
إبرتها وإطارها تطرز إحدي مناديلها المفضله، ضحكت
روز بخفةٍ على كلامها فقد كانت بنفس الغرفة معها
تنفض غبار الكتب والنوافذ.
"سيدتي اتسمحين لي بقول شيء؟"
"تكلمي مللت من الصمت والتحدث لنفسي قولي
اي شيء يخرجني عن هذا السكون المقبر!"
"عفواً سيدتي ولكنك لطالما تذمرتي من وجود السيد
معك بسبب شجاركما ونزاعكما في كل شيء"
"ومع هذا فهو أفضل من هذا الهدوء القاتل ليتني حتى ذهبت لقريتي لحين عودتهما"
"لماذا التمني يمكنك الذهاب غداً لم يمضي على
ذهابهما سوى يومٌ واحد"
"كلا إن ذهبت هناك ستنقطع سبل الإتصال بابنتي
علي الإطمئنان عليها كل لحظة"
صمتت روز بعدما أومأت لها تحترم رغبتها فهي على
علم بمزاج سيدتها، رغم تعبها وضجرها هاهي تضع
ابنتها من أولويات إهتماماتها، لذا هي عادت لعملها
والأخرى تخيط قماشها وتنظر للحديقة من خلال
زجاج نافذتها ولكن عقلها سارحٌ بمكانٍ آخر.
(في مكانٍ آخر)
"دوللي يا حيوان الكسلان استيقظي هيا تنامين
كالعجائز"
"كم الساعة الآن؟"
استيقظت دوللي بنصف وعيها ما زال النوم يستولي
عليها، تفرك عينيها تحاول الإستيعاب معها قليلاً.
"السادسة صباحاً!"
"آنسة روتشيلد هل أنتِ بوعيك أم أنك مخمورة؟!"
صدمت عندما علمت بالوقت حتى أن لسانها ألجم لثواني، لتصرخ وتعاتب الصغرى على حماسها الذي
أيقظها مع شروق الشمس، لكن زيلدوڤيا لم تهتم بل
ظلت تحن وتقفز فوق السرير تحاول قتل ما بقي
من نسمات النعاس لدى دوللي التي تكاد تمسك
نفسها من الإنقضاض عليها ونتف شعرها.
"حسناً يا لعينة انقلعي من أمامي وتجهزي على
الأقل نفطر سوياً، لأنني أقسمت بروح أبي المتوفى
ألا أغادر بمعدةٌ خاويه، فلن أعذبها جوعاً من أجل
حضرة جنابك!"
"خمس دقائق فقط وأكون جاهزه، لكن سيكون
الإفطار خفيفاً حتى لا نتأخر اتفقنا؟!"
لم تعطي الأخرى فرصةً للرد فقد خطفت قبلةً من خد
من تصنمت أمامها وتقفز تدخل إلى الحمام لتستحم
وتتجهز، هنا أخيراً استوعبت دوللي ماتفوهت به
تلك المجنونه لتكشر عن أنيابها وتتحدث بصراخ لتسمعه الأخرى.
"في أحلامك لن أطلب إفطاراً خفيفاٌ من أجل مطلبك
علي أن أملأ معدتي وكأنه آخر يوم! ماذا لو قتلنا
هناك أقسم لك لن أسمح لك بأن تجعلينني أموت
ومعدتي فارغه، أسمعتني!!"
ومن جهةٍ أخرى زيلدوڤيا كانت تتجاهل صراخها
بغناءها العالي حتى لا تعطيها مجالاً أن ترفض
لها طلباً، لكن نحن نتحدث عن دوللي فهي فعلاً
لم ولن تتزح من مكانها قبل أن تتذوق كل مافي
قائمة الإفطار في هذا الفندق وسط تذمرات
ونياح زيلدوڤيا الغاضبة.
يتبع...