الفصل١٦
تحدثت «روز» في سعادة ودهشة ماذالت تتملكها لأجل عرضه، قائلة:
-موافقة.
تبسم «راسل» بل ازدادت بسمته في التوسع، ليقوم بوضع الخاتم بإصبعها، مقبل يدها بحب قد خاف فقدانه.
تبسمت «روز» بسعادة مجففة الدموع بعيناها، فكم أنها بالفعل احبته وظنت أنه لا يبادلها الشعور، خاصة حينما رأت تعامله رفقة «فيونا».
(حيث دينا وساينوس).
ما إن خرجوا من منزل «ساينوس» ذاهبين لركوب السيارة حتى يذهبوا للملهى.
قطع طريقهم مجموعة من الشبان والتي بالكاد تابعة ل«هارلي».
طالتهم «دينا» حين التفوا من حولهم، ليقول احداهم مقترب من «ساينوس»:
-طلع اللي معاك بهدوء، وهات مفتاح العربية.
تحدثت «دينا» التي وقفت أمام «ساينوس»، والذي كاد يخرج اشيائه!
لتقول في دفاع منها عنه:
-أنت متعرفش بتتكلم مع مين ولا أيه؟
طالعها الشاب بسخرية، قائل:
-هيكون مين يعني؟!
اجابته «دينا» ببرود:
-أنا هعرفك بيكون مين.
قامت بضرب جبينه بجبينها، ليضع يده فوق جبينه متألم.
تقدم إحدى الشبان معهم ليدافع عنه، ولكن ضربها له جعله يتراجع، ليهرعوا جميعًا راكضين أثناء قولها:
-عرفت مين ولا اعرفكوا كمان؟!
طالعها «ساينوس» الذي كان في دهشة من مافعلته، التفتت لتطالعه حتى قال:
-مش معقول، أنتِ بجد خوفتيهم منك!
اجابته «دينا» برسمية مصطنعة، قائلة:
-دي أقل حاجة ممكن اعملها، لو كانوا استنوا شوية كنت فرمتهم، ده غير إني مستعده أضحي بحياتي ولا تتأذن أنت.
رفع «ساينوس» حاجبيه في اعجاب ودهشة لما قالت، فلم يرى أحد من قبل على استعداد للموت، بل والتضحية لأجله!
قاموا بالصعود إلى السيارة، ليقول «ساينوس»:
-من النهارده هتكوني دراعي اليمين زي مانفسك، وهترافقيني في كل مشاويري، وأنا اتأكدت دلوقت إنك قدها.
تبسمت «دينا» لتقول وقد سعد قلبها بنيلها ما ارادت:
-ده شرف ليا، وبأذن الله اشرفك.
تبسم «ساينوس» وعلقه لا يتوقف عن التفكير فيما فعلت، فلم يكون متوقع أن يصدر منها كل هذا!
(بمنزل أدم).
تحدث «أدم» إلى «هارلي» التي لم تتحدث منذ أن اخبرها بشأن طفولتهم التي قضوها سويًا:
-تحبي تشربي حاجة؟ هعمل شاي اعملك معايا؟
أومأت «هارلي» بهدوء، ليصنع كوبان من الشاي، وعندما انتهى من صنعه، اقترب ليجلس بجانبها ليمده لها.
اخذته «هارلي» لتطالعه وهناك مايدور بعقلها، قائلة:
-أنت عارف إني ماخترتش الطريق ده بمزاجي؟ رغم جبروتي وقوة «هارلي» الظاهرة للكل، إلا إني اتجبرت امشي في الطريق ده، عارف أزاي؟
استمر «أدم» في مطالعتها مستمع لما تقول، ليحرك رأسه نافي بهدوء، حتى تكمل حديثها قائلة:
-حبيت واحد، خادني للطريق ده، مش بس كده ده محى «عشق» تمامًا، وجاب مكانها واحدة جديدة، بشخصية جديدة، بأسم جديد، بشكل تاني، كل ده مجاش من فراغ، أنا مريت بحاجات أنت نفسك مش هتقدر تستحملها.
مازال يطالعها، ليتحدث سائل:
-وهو راح فين؟
اجابته «هارلي» ببسمة ساخرة؛ كأنها تتذكر سزاجتها حين كانت تابعة له كالبلهاء بكل شيء، فقط لأنها تحبه:
-كان بيلعب عليا، وتممنا عملية كبيرة مع بعض، سرق الفلوس وهرب، وقال إنه معندوش قلب علشان يحب، بعد ما جاب شخص جديد مكاني، اكتشف إنه معندوش قلب.
ضحكت بطريقة ساخرة عليها، لتقول:
-قد أيه كنت غبية لما حبيته، أكيد كنت.
يستمر «أدم» في مطالعتها، ليقول:
-أنتِ مكنتيش غبيه، بالعكس، هو نصاب ولأنك واحدة طبيعية جدًا، خدعك، الواحد مبيتنبأش بأللي هيحصله، أو بيعرف الشخص ده بيخدعه ولا لا، علشان كده في ناس ممكن تنخدع، وفي اللي ربنا بيسترها معاها وبيبعتلها أي اشارة تدل أن الشخص اللي معاها ده مش مناسب ليها، أنتِ مش غبيه، هو اللي نصاب.
استمرت «هارلي» في مطالعته، لتبعد نظراتها عنه مكملة ارتشاف الشاي خاصتها، بعقل شارد تمامًا.
تحدث «أدم» سائل:
-عندي سؤال عايز اسألهولك، يمكن مش وقته، بس فضول.
طالعته «هارلي» لتومأ بهدوء، قائلة:
-قول.
اجابها «أدم» قائل:
-لو رجع الشخص ده، وقالك أنه غلطان تسامحيه؟
استمرت «هارلي» في تصويب نظراتها اتجاهه شاردة بحديثه، لتقول:
-لا، زي ماتعلمت منه الكرة، فأنا كرهته ولو رجع هندمه على اليوم اللي فكر يخدعني فيه.
تبسم «أدم» ليومأ مشجعها، قائل:
-برافو، كده بقى أنتِ صح.
رفعت «هارلي» حاجبيها ببسمة متعجبة، لتقول:
-يعني أنت كده عاجبك اللي بقوله؟
أومأ «أدم» قائل:
-طبعًا؛ كده أنتِ فعلًا اتعلمتي من اللي عمله، ومش غبية.
أومأت «هارلي» قائلة:
-صح كده.
تبسم «أدم»، وقد شرد بملامحها، ليقول:
-مش هتصدقي لو قولتلك بفكر في أيه دلوقت.
تسائلت «هارلي» أسفل نظراتها له، لتقول:
-بتفكر في أيه؟
اجابها «أدم» قائل:
-لو تمسحي الميكب وتصبغي شعرك للونه الطبيعي، ونشوف هترجعي «عشق»، ولا طلعتي «هارلي» من الأول ومخبية عليا.
ضحكت «هارلي» لما قال، لتتطلع إليه بنظرات شاردة بعض الشيء، تفكر بها بحديثه، لتقول في نفي وبسمة خافتة:
-معنديش استعداد أعمل حاجة علشان حد تاني.
أومأ «أدم» ليقول:
-بس أنا مش هغيرك زي ماهو عمل، أنا بس بطلب منك ترجعي ليكِ، غير إن رجعوك لشخصيتك دي حاجة أنتِ مفتقداها، وهتعرفي كده لما تعملي اللي بقولك عليه.
لم تكون تعلم ماذا تفعل؛ فهي قلقة من شأن أن تفعل شيء لأجل أحد لما حدث لها من قبل، وبذات الوقت تُفكر بما قال بشأن عودتها لطبيعتها، وهو مايصنع الحيرة بداخلها.
تحدث «أدم» قائل:
-عارف إني مفرقش معاكِ بحاجة، ولا كلامي هيفرق معاكي، بس أنا عايزك تبقي أحسن؛ لأني فعلًا ارتحتلك، وحاسس إنك غير مانتي بتبيني.
استمرت «هارلي» في مطالعته، لتحرك رأسها نافية، قائلة:
-أنت فنظري مش كده، وعارفة ليه بتقول الكلام ده، أنا بس قلقانة يعني، مش عارفة هتفهمني ولا لا.
أومأ «أدم» بتفهم، ليقول:
-فاهمك، علشان كده مش هضغط عليكِ.
تبسمت «هارلي» بخفوت، لتعاود التطلع امامها شاردة الذهن.
في اليوم التالي.
تتحدث «دينا» إلى «هارلي» قائلة:
-الخطة نجحت وصدق فعلًا إني قادرة احميه، قال إنه هيخليني دراعه اليمين، وهياخدني معاه كل مشاويره، أظن كده بداية مشواري، أيه اللي بعده بقى؟
اجابتها «هارلي» ساخرة:
-أد أيه البني أدم ده سازج، معقول يصدق بالسهولة دي!
تحدثت «دينا» قائلة:
-«هارلي»، لاحظي إنه لو مكنش صدق خطتنا مكنتش هتنجح، فقولي الحمدالله.
أومأت «هارلي» لتكمل ساخرة:
-وبردو ميمنعش إنه غبي، على العموم الخطوة اللي بعد كده مع تقربك منه، هتصوري كل مصيبة بيعملها، وهتبعتيهالي، وسيبي الباقي عليا.
أومأت «دينا» في قلق من ماهو قادم، لتقول:
-ربنا يستر.
اغلقت معها، لتفكر بشأن «مارف» وهائولاء في تواعد منها لهم، كما أنها اصبحت تتسائل عن مايفعلوه، فهذا الهدوء بالكاد يسبق العاصفة.
تطلعت إلى الخارج حينما استمعت لصوت «أدم» القريب من المنزل، ولكنه ليس واضح لتستمع لما يقول.
يتحدث «أدم» رفقة «راسل»، قائل:
-أنا قربت من هدفي أوي، بس في حاجة كده شاغله بالي، يعني مش هقولك عليها دلوقت وهتعرفها بعدين، المهم إنها قربت تقولي على مكان السلاح، متعرفش أنا بعاني قد أيه هنا.
تحدث «راسل» قائل:
-عارف، كلنا بنعاني، بس المهم يجي بفايده.
أومأ «أدم» قائل:
-يارب.
حينما انهوا المكالمة معًا.
تلقى «راسل» اتصال من والدته، لذا قام بالإجابة، ليقول:
-صباح الخير على ست الكل.
تحدثت «حبيبة» والدته، والتي تتوتر بالحديث، قائلة:
-«راسل» أنت فين؟
عقد «راسل» حاجبيه بخفوت، قائل:
-في البيت، في حاجة ولا أيه؟!
اجابته «حبيبة» قائلة:
-في ناس عندي، ومش فاهمه هما عايزين أيه.
سحب «يونس» الهاتف من يدها، قائل:
-صباح النور يا «راسل» بيه.
عقد «راسل» حاجبيه في قلق، قائل:
-أنت مين؟ وأيه اللي بتعمله عندها؟
اجابه «يونس» بذات لهجته الباردة، قائل:
-نفس اللي «روز» بتعمله عندك! فاكر إنك المنقذ اللي هيخلصها مني؟ دي السما اقربلك؛ أنا يا قاتل يا مقتول لو مرجعتليش.
استمر «راسل» في التطلع امامه والقلق يعم به، ليقول:
-ملكش دعوه بأمي، هي ملهاش علاقة بحاجة كلامك معايا، أكيد أنت عارف إنك كده بتغلط، لأن اللي بتلعب معاه ده غلط تلاعبه كده.
اجابه «يونس» بسخرية، قائل:
-والله أنا العب مع الي عايزه وبالطريقة اللي تعجبني، بص يا «راسل» بيه، من الأخر كده، هترجعلي «روز» هسيب الست الوالده في حالها، هتنشف دماغك وتعمل فيها سبايدر مان، يبقى زي منت هتاخد حاجة بتاعتي، أنا كمان هاخد حاجة بتاعتك، بس هوصلها للي خالقها ببساطة، وحاولت تقوم بدور الظابط المجتهد واللي مفيش منه اتنين، وبعت حد ليها، هتلاقيهم جاينلك براس الحجة، قولت أيه؟
تطلع «راسل» إلى داخل المنزل، خاصة نحو غرفة «روز»، لا يدري مالذي يفعل، ولكن لا يمكنه التفريط بوالدته، لذا قال:
-طيب، أعمل أيه علشان تسيبها.
أومأ «يونس» ببسمة، قائل:
-هتجيبها عند العنوان اللي هبعتهولك، وهيكون في حد قاعد مع والدتك هنا، سلمتهاني هقولهم يسيبوها، حسيت بلعب، مش محتاج اقولك هعمل أيه.
تنهد «راسل» في غضب؛ فهو لا يستطيع الإنصات لمن يقوم بلوي زراعه كما يفعل «يونس» معه، ولكن لا طريقة غير القبول.
أغلق الخط ليقوم بالدخول من الشرفة، ولا يدري مالذي يقوله لها، بل يفكر مالذي سيفعله، فليس من الممكن أن يتركها له هكذا!
خرجت «روز» من الغرفة، ويبدو أنها مستيقظة منذ بعض الوقت، لتقول ببسمة ارتسمت فوق ثغرها:
-صباح الخير.
طالعها «راسل» منتبه، ليقول ولم يستطيع ارسام البسمة فوق ثغره:
-صباح الخير.
تحدثت «روز» قائلة:
-هروح أحضر الفطار، أسفه إني نمت كتير النهارده، بس قومت خدت دش سخن علشان أعرف أفوق وإلا كنت هنام أكتر.
ضحكت بخفوت، ليتبسم محاول منه في مشاركة راحتها وسعادتها، مؤكد لما قاله ليلة أمس من اعتراف كفيل لإسعادها، ولكن لا يأتي الأمر معه.
قامت بالذهاب إلى غرفة الطهي، بادئة في صنع الطعام وقد شرد عقلها؛ فهناك مايضايقه وهي تلاحظ هذا عليه، ليست من عادته أن يكون عابس الوجهه هكذا، اصبحت تفكر بما يمكن أن يكون ضايقه في الصباح الباكر هكذا!
ولكنها حاولت أن لا تشغل بالها كثيرًا، وأن تفكر في الطعام لتنهيه بمزاج جيد، ويجلسوا يتحدثوا بعدها عن ماتريد سائلة عنه.
ما إن انتهت من اعداده، وضعت الطعام فوق الطاولة لتقول ببسمة لطيفة:
-يلا علشان ناكل.
أومأ «راسل» بهدوء، ليقترب جالس وهو يفكر كيف سيقول الأمر، وهل خطته بالفعل صالحة حتى يتمكن من تنفيزها؟!
بدئوا في تناول الطعام، لتتحدث «روز» سائلة:
-قولي أيه اللي شاغل عقلك على الصبح كده؟
طالعها «راسل» الذي قال:
-«يونس» كلمني.
تبدلت ملامح «روز» من البهجة إلى الدهشة، لتقول:
-وبعدين؟
أكمل «راسل» في أسف، قائل:
-عايزني ارجعك ليه، يا إما هيأذي أمي.
استمرت «روز» في مطالعته، وقد شعرت أن قلبها يكاد يُفتك؛ فالخيار الأن أصبح لا مقارنة به!
-موافقة.
تبسم «راسل» بل ازدادت بسمته في التوسع، ليقوم بوضع الخاتم بإصبعها، مقبل يدها بحب قد خاف فقدانه.
تبسمت «روز» بسعادة مجففة الدموع بعيناها، فكم أنها بالفعل احبته وظنت أنه لا يبادلها الشعور، خاصة حينما رأت تعامله رفقة «فيونا».
(حيث دينا وساينوس).
ما إن خرجوا من منزل «ساينوس» ذاهبين لركوب السيارة حتى يذهبوا للملهى.
قطع طريقهم مجموعة من الشبان والتي بالكاد تابعة ل«هارلي».
طالتهم «دينا» حين التفوا من حولهم، ليقول احداهم مقترب من «ساينوس»:
-طلع اللي معاك بهدوء، وهات مفتاح العربية.
تحدثت «دينا» التي وقفت أمام «ساينوس»، والذي كاد يخرج اشيائه!
لتقول في دفاع منها عنه:
-أنت متعرفش بتتكلم مع مين ولا أيه؟
طالعها الشاب بسخرية، قائل:
-هيكون مين يعني؟!
اجابته «دينا» ببرود:
-أنا هعرفك بيكون مين.
قامت بضرب جبينه بجبينها، ليضع يده فوق جبينه متألم.
تقدم إحدى الشبان معهم ليدافع عنه، ولكن ضربها له جعله يتراجع، ليهرعوا جميعًا راكضين أثناء قولها:
-عرفت مين ولا اعرفكوا كمان؟!
طالعها «ساينوس» الذي كان في دهشة من مافعلته، التفتت لتطالعه حتى قال:
-مش معقول، أنتِ بجد خوفتيهم منك!
اجابته «دينا» برسمية مصطنعة، قائلة:
-دي أقل حاجة ممكن اعملها، لو كانوا استنوا شوية كنت فرمتهم، ده غير إني مستعده أضحي بحياتي ولا تتأذن أنت.
رفع «ساينوس» حاجبيه في اعجاب ودهشة لما قالت، فلم يرى أحد من قبل على استعداد للموت، بل والتضحية لأجله!
قاموا بالصعود إلى السيارة، ليقول «ساينوس»:
-من النهارده هتكوني دراعي اليمين زي مانفسك، وهترافقيني في كل مشاويري، وأنا اتأكدت دلوقت إنك قدها.
تبسمت «دينا» لتقول وقد سعد قلبها بنيلها ما ارادت:
-ده شرف ليا، وبأذن الله اشرفك.
تبسم «ساينوس» وعلقه لا يتوقف عن التفكير فيما فعلت، فلم يكون متوقع أن يصدر منها كل هذا!
(بمنزل أدم).
تحدث «أدم» إلى «هارلي» التي لم تتحدث منذ أن اخبرها بشأن طفولتهم التي قضوها سويًا:
-تحبي تشربي حاجة؟ هعمل شاي اعملك معايا؟
أومأت «هارلي» بهدوء، ليصنع كوبان من الشاي، وعندما انتهى من صنعه، اقترب ليجلس بجانبها ليمده لها.
اخذته «هارلي» لتطالعه وهناك مايدور بعقلها، قائلة:
-أنت عارف إني ماخترتش الطريق ده بمزاجي؟ رغم جبروتي وقوة «هارلي» الظاهرة للكل، إلا إني اتجبرت امشي في الطريق ده، عارف أزاي؟
استمر «أدم» في مطالعتها مستمع لما تقول، ليحرك رأسه نافي بهدوء، حتى تكمل حديثها قائلة:
-حبيت واحد، خادني للطريق ده، مش بس كده ده محى «عشق» تمامًا، وجاب مكانها واحدة جديدة، بشخصية جديدة، بأسم جديد، بشكل تاني، كل ده مجاش من فراغ، أنا مريت بحاجات أنت نفسك مش هتقدر تستحملها.
مازال يطالعها، ليتحدث سائل:
-وهو راح فين؟
اجابته «هارلي» ببسمة ساخرة؛ كأنها تتذكر سزاجتها حين كانت تابعة له كالبلهاء بكل شيء، فقط لأنها تحبه:
-كان بيلعب عليا، وتممنا عملية كبيرة مع بعض، سرق الفلوس وهرب، وقال إنه معندوش قلب علشان يحب، بعد ما جاب شخص جديد مكاني، اكتشف إنه معندوش قلب.
ضحكت بطريقة ساخرة عليها، لتقول:
-قد أيه كنت غبية لما حبيته، أكيد كنت.
يستمر «أدم» في مطالعتها، ليقول:
-أنتِ مكنتيش غبيه، بالعكس، هو نصاب ولأنك واحدة طبيعية جدًا، خدعك، الواحد مبيتنبأش بأللي هيحصله، أو بيعرف الشخص ده بيخدعه ولا لا، علشان كده في ناس ممكن تنخدع، وفي اللي ربنا بيسترها معاها وبيبعتلها أي اشارة تدل أن الشخص اللي معاها ده مش مناسب ليها، أنتِ مش غبيه، هو اللي نصاب.
استمرت «هارلي» في مطالعته، لتبعد نظراتها عنه مكملة ارتشاف الشاي خاصتها، بعقل شارد تمامًا.
تحدث «أدم» سائل:
-عندي سؤال عايز اسألهولك، يمكن مش وقته، بس فضول.
طالعته «هارلي» لتومأ بهدوء، قائلة:
-قول.
اجابها «أدم» قائل:
-لو رجع الشخص ده، وقالك أنه غلطان تسامحيه؟
استمرت «هارلي» في تصويب نظراتها اتجاهه شاردة بحديثه، لتقول:
-لا، زي ماتعلمت منه الكرة، فأنا كرهته ولو رجع هندمه على اليوم اللي فكر يخدعني فيه.
تبسم «أدم» ليومأ مشجعها، قائل:
-برافو، كده بقى أنتِ صح.
رفعت «هارلي» حاجبيها ببسمة متعجبة، لتقول:
-يعني أنت كده عاجبك اللي بقوله؟
أومأ «أدم» قائل:
-طبعًا؛ كده أنتِ فعلًا اتعلمتي من اللي عمله، ومش غبية.
أومأت «هارلي» قائلة:
-صح كده.
تبسم «أدم»، وقد شرد بملامحها، ليقول:
-مش هتصدقي لو قولتلك بفكر في أيه دلوقت.
تسائلت «هارلي» أسفل نظراتها له، لتقول:
-بتفكر في أيه؟
اجابها «أدم» قائل:
-لو تمسحي الميكب وتصبغي شعرك للونه الطبيعي، ونشوف هترجعي «عشق»، ولا طلعتي «هارلي» من الأول ومخبية عليا.
ضحكت «هارلي» لما قال، لتتطلع إليه بنظرات شاردة بعض الشيء، تفكر بها بحديثه، لتقول في نفي وبسمة خافتة:
-معنديش استعداد أعمل حاجة علشان حد تاني.
أومأ «أدم» ليقول:
-بس أنا مش هغيرك زي ماهو عمل، أنا بس بطلب منك ترجعي ليكِ، غير إن رجعوك لشخصيتك دي حاجة أنتِ مفتقداها، وهتعرفي كده لما تعملي اللي بقولك عليه.
لم تكون تعلم ماذا تفعل؛ فهي قلقة من شأن أن تفعل شيء لأجل أحد لما حدث لها من قبل، وبذات الوقت تُفكر بما قال بشأن عودتها لطبيعتها، وهو مايصنع الحيرة بداخلها.
تحدث «أدم» قائل:
-عارف إني مفرقش معاكِ بحاجة، ولا كلامي هيفرق معاكي، بس أنا عايزك تبقي أحسن؛ لأني فعلًا ارتحتلك، وحاسس إنك غير مانتي بتبيني.
استمرت «هارلي» في مطالعته، لتحرك رأسها نافية، قائلة:
-أنت فنظري مش كده، وعارفة ليه بتقول الكلام ده، أنا بس قلقانة يعني، مش عارفة هتفهمني ولا لا.
أومأ «أدم» بتفهم، ليقول:
-فاهمك، علشان كده مش هضغط عليكِ.
تبسمت «هارلي» بخفوت، لتعاود التطلع امامها شاردة الذهن.
في اليوم التالي.
تتحدث «دينا» إلى «هارلي» قائلة:
-الخطة نجحت وصدق فعلًا إني قادرة احميه، قال إنه هيخليني دراعه اليمين، وهياخدني معاه كل مشاويره، أظن كده بداية مشواري، أيه اللي بعده بقى؟
اجابتها «هارلي» ساخرة:
-أد أيه البني أدم ده سازج، معقول يصدق بالسهولة دي!
تحدثت «دينا» قائلة:
-«هارلي»، لاحظي إنه لو مكنش صدق خطتنا مكنتش هتنجح، فقولي الحمدالله.
أومأت «هارلي» لتكمل ساخرة:
-وبردو ميمنعش إنه غبي، على العموم الخطوة اللي بعد كده مع تقربك منه، هتصوري كل مصيبة بيعملها، وهتبعتيهالي، وسيبي الباقي عليا.
أومأت «دينا» في قلق من ماهو قادم، لتقول:
-ربنا يستر.
اغلقت معها، لتفكر بشأن «مارف» وهائولاء في تواعد منها لهم، كما أنها اصبحت تتسائل عن مايفعلوه، فهذا الهدوء بالكاد يسبق العاصفة.
تطلعت إلى الخارج حينما استمعت لصوت «أدم» القريب من المنزل، ولكنه ليس واضح لتستمع لما يقول.
يتحدث «أدم» رفقة «راسل»، قائل:
-أنا قربت من هدفي أوي، بس في حاجة كده شاغله بالي، يعني مش هقولك عليها دلوقت وهتعرفها بعدين، المهم إنها قربت تقولي على مكان السلاح، متعرفش أنا بعاني قد أيه هنا.
تحدث «راسل» قائل:
-عارف، كلنا بنعاني، بس المهم يجي بفايده.
أومأ «أدم» قائل:
-يارب.
حينما انهوا المكالمة معًا.
تلقى «راسل» اتصال من والدته، لذا قام بالإجابة، ليقول:
-صباح الخير على ست الكل.
تحدثت «حبيبة» والدته، والتي تتوتر بالحديث، قائلة:
-«راسل» أنت فين؟
عقد «راسل» حاجبيه بخفوت، قائل:
-في البيت، في حاجة ولا أيه؟!
اجابته «حبيبة» قائلة:
-في ناس عندي، ومش فاهمه هما عايزين أيه.
سحب «يونس» الهاتف من يدها، قائل:
-صباح النور يا «راسل» بيه.
عقد «راسل» حاجبيه في قلق، قائل:
-أنت مين؟ وأيه اللي بتعمله عندها؟
اجابه «يونس» بذات لهجته الباردة، قائل:
-نفس اللي «روز» بتعمله عندك! فاكر إنك المنقذ اللي هيخلصها مني؟ دي السما اقربلك؛ أنا يا قاتل يا مقتول لو مرجعتليش.
استمر «راسل» في التطلع امامه والقلق يعم به، ليقول:
-ملكش دعوه بأمي، هي ملهاش علاقة بحاجة كلامك معايا، أكيد أنت عارف إنك كده بتغلط، لأن اللي بتلعب معاه ده غلط تلاعبه كده.
اجابه «يونس» بسخرية، قائل:
-والله أنا العب مع الي عايزه وبالطريقة اللي تعجبني، بص يا «راسل» بيه، من الأخر كده، هترجعلي «روز» هسيب الست الوالده في حالها، هتنشف دماغك وتعمل فيها سبايدر مان، يبقى زي منت هتاخد حاجة بتاعتي، أنا كمان هاخد حاجة بتاعتك، بس هوصلها للي خالقها ببساطة، وحاولت تقوم بدور الظابط المجتهد واللي مفيش منه اتنين، وبعت حد ليها، هتلاقيهم جاينلك براس الحجة، قولت أيه؟
تطلع «راسل» إلى داخل المنزل، خاصة نحو غرفة «روز»، لا يدري مالذي يفعل، ولكن لا يمكنه التفريط بوالدته، لذا قال:
-طيب، أعمل أيه علشان تسيبها.
أومأ «يونس» ببسمة، قائل:
-هتجيبها عند العنوان اللي هبعتهولك، وهيكون في حد قاعد مع والدتك هنا، سلمتهاني هقولهم يسيبوها، حسيت بلعب، مش محتاج اقولك هعمل أيه.
تنهد «راسل» في غضب؛ فهو لا يستطيع الإنصات لمن يقوم بلوي زراعه كما يفعل «يونس» معه، ولكن لا طريقة غير القبول.
أغلق الخط ليقوم بالدخول من الشرفة، ولا يدري مالذي يقوله لها، بل يفكر مالذي سيفعله، فليس من الممكن أن يتركها له هكذا!
خرجت «روز» من الغرفة، ويبدو أنها مستيقظة منذ بعض الوقت، لتقول ببسمة ارتسمت فوق ثغرها:
-صباح الخير.
طالعها «راسل» منتبه، ليقول ولم يستطيع ارسام البسمة فوق ثغره:
-صباح الخير.
تحدثت «روز» قائلة:
-هروح أحضر الفطار، أسفه إني نمت كتير النهارده، بس قومت خدت دش سخن علشان أعرف أفوق وإلا كنت هنام أكتر.
ضحكت بخفوت، ليتبسم محاول منه في مشاركة راحتها وسعادتها، مؤكد لما قاله ليلة أمس من اعتراف كفيل لإسعادها، ولكن لا يأتي الأمر معه.
قامت بالذهاب إلى غرفة الطهي، بادئة في صنع الطعام وقد شرد عقلها؛ فهناك مايضايقه وهي تلاحظ هذا عليه، ليست من عادته أن يكون عابس الوجهه هكذا، اصبحت تفكر بما يمكن أن يكون ضايقه في الصباح الباكر هكذا!
ولكنها حاولت أن لا تشغل بالها كثيرًا، وأن تفكر في الطعام لتنهيه بمزاج جيد، ويجلسوا يتحدثوا بعدها عن ماتريد سائلة عنه.
ما إن انتهت من اعداده، وضعت الطعام فوق الطاولة لتقول ببسمة لطيفة:
-يلا علشان ناكل.
أومأ «راسل» بهدوء، ليقترب جالس وهو يفكر كيف سيقول الأمر، وهل خطته بالفعل صالحة حتى يتمكن من تنفيزها؟!
بدئوا في تناول الطعام، لتتحدث «روز» سائلة:
-قولي أيه اللي شاغل عقلك على الصبح كده؟
طالعها «راسل» الذي قال:
-«يونس» كلمني.
تبدلت ملامح «روز» من البهجة إلى الدهشة، لتقول:
-وبعدين؟
أكمل «راسل» في أسف، قائل:
-عايزني ارجعك ليه، يا إما هيأذي أمي.
استمرت «روز» في مطالعته، وقد شعرت أن قلبها يكاد يُفتك؛ فالخيار الأن أصبح لا مقارنة به!