الفصل 12
الفصل 12
كانت لازالت واقفة مع أليخاندرو الذي تحرك معها، إلى داخل الغرفة التي تقيم في داخلها روڤان، وهو يبتسم لها ويقول:
"مرحبا أيتها الجميلة"
" شكرا لك سيد أليخاندرو لقدومك إلى هنا "
"ساعود مرة أخرى ما أن انهي تلك الأوراق لأطمئن عليكم؛ أعلم جيدا إنك ستقضي اليوم هنا"
"ماذا؟"
التفت ينظر إلى سيلڤا بابتسامة، وهو يقول:
"هل تظني أنها ستخرج في اليوم الأول من إجراء العملية، لا تنسي انها لم تستعيد قوتها بعد وعليها ان تلتزم بأدوية، و أنواع من الأطعمة، وعلى الطبيب أن يتأكد أن كل شيء بخير"
نظرت له سيلڤا بتفكير، وهي تقول:
" ربما يكون كلامك صحيح "
"انه صحيح سيلڤا، خوفك على صديقتك أنساكي ان هناك أشياء كثيرة يجب أن تحدث، علينا أن نتواصل مع اهلها، لنخبرهم"
الصدمة على وجه روڤان جعلت سيلڤا تربت على يدها، وهي تقول:
"اهدئي لن يحدث شيء، سأتكلم مع أمك أخبرها إنك معي، وان لم تقتنع وقتها سأضطر إلى اخبارها الحقيقة"
" يا إلهي سيلڤا، لو علمت ربما تغضب مني، لأني فعلت خطوة كهذه دون أن أرجع إليها، بالإضافة إلى أنها ستسألني من أين أتيت بالمال؟ وقتها أن أخبرتها إنك أنت من قمت بتكاليف كل شيء، ستغضب أكثر"
" أهدي يا حبيبتي ساتكلم معها وأقنعها أنها هدية عيد ميلادك مبكراً، وانك كنت بحاجة إليها وهذا يساعد في أن يكف والدك عن إغضابك"
" هل تدركين سيلڤا أنه لولا أنت في حياتي لكانت أصبحت أكثر سوء"
أبتسمت لها بينما تتصل بأم روڤان، وهي تقول:
" مرحبا خالتي أنا سيلڤا صديقة روڤان"
" مرحبا بك يا أبنتي، كيف حالك؟ هل حدث شيء، لقد كنت مع روڤان في الصباح، وهي لم تعود بعد إلى المنزل"
"أجل أنا أتصل بك لأخبرك، انها لن تعود اليوم "
" لماذا؟ ماذا حدث لابنتي؟ هل هناك شيء أصابها؟ "
"اطمئني خالتي هي بخير، لكني أريد أن أبقى معها اليوم"
"الأمر فيه شيء ما، عليك أن تخبريني لما تريدي أن تبقى أبنتي معك اليوم؟ أنت من عالم ونحن من عالم آخر، ادرك إنك تدخلين بيتنا وتعرفين مقدار الفقر الذي يحيط بنا، وأعرف جيداً أن مكانتك وسيارتك يغنيني عن السؤال عن حالك، وما أن أخبرتني ابنتي عن أسمك وادركت إنك أبنته إدواردو صاحب المصانع وشركات، ادركت جيدا انك لست من عالمنا وابنتي بسيطة في كل شيء، فما الذي تريدينه منها، اياك ان تكوني سببا في ألمها فلقد أكتفت من الألم في حياتها"
حسنا خالتي سوف أخبرك الحقيقة، لقد قدمت لروڤان هدية مبكرة لعيد مولدها، تكفلت بعملية تكميم المعدة، ولقد أجرت العملية وخرجت، وهي بخير الآن، لكن لا أريد أن أخبر أحد حتى تستطيع أن تسيطر على شراهتها "
ضحكت أم روڤان، بينما روڤان تضع يدها على بطنها، وتقول لها:
"إياك أن تجعليني اضحك، لا أستطيع أن أضحك معدتي تتعبني"
" حسنا لن افعل، ولكننا لا نريد ان نخبر والدها بما حدث، لذا عليك ان تجدي عذرا لوجودها خارج البيت، نحن في مستشفى النجوم الساطعة"
" ماذا قلت؟ اي مستشفى أنها الاغلى في المدينة بأكملها!"
" لا يوجد شيء أغلى من روڤان نفسها، عليها أن تعيش حياتها بالطريقة الصحيحة، أن تستطيع السير واللعب والضحك، وإن تدخل الجامعة، أن تحب وتتزوج ويكون لها أسرة لما يقف حجمها عقبة في تحقيق ما تريد"
" انت نعم صديقة سيلڤا، هل تعرفين أن ما فعلته لا يفعله أحد"
" الأمر ليس صحيح أن روڤان داعمة لي، تعرف عني الكثير، تعرف عني ما لا يعرفه أحد"
" حسنا سأخبر والدها أنها معك، أو علينا ان نخبره الحقيقة، حتى لا يثور إذا علم ما يحدث"
" لا أعرف ماذا أقول، لكن أنت من بيدك الأمر هي الآن في المستشفى، وأنا لن أتركها سأبقى معها طول الليل، إلى أن يسمح لنا الطبيب بالعودة إلى البيت، حتى أنني لم أذهب إلى الشركة أو المدرسة، لذا لا تخافي انا مع اختي وصديقتي، ولن أتركها"
في هذه اللحظة كان والد روڤان يدخل الى البيت، يستمع إلى كلام زوجته، وهي لا تدرك بأنه يقف خلفها، لكن زوجته سالت
" كيف استطاعت أن تفعل كل ذلك دون أن تعلمنا؟ "
"كانت تشعر بالخوف من والدها، أنت تعلمين جيداً أنه قد يغضب، أن فعلت شيء دون ان يدرك"
"لكنها كانت هدية مني، توقعت اني سأجعلها تسير على نظام غذائي، ولكن الأمر اقتصر على ان نجري تكميم المعدة، وازالة ذلك الجزء الكبير، حتى تستطيع السيطرة على رغبتها في تناول الطعام، بالإضافة إلى أننا سنقوم بعلاج الغدد، حتى لا تجعلها تتضخم مرة أخرى، أن ما تعاني منه ابنتك، ليس شراة بقدر ما هو مرض"
"انا أعلم ولكن والدها لا يهتم بتلك الأمور، وحتى لو اهتم من أين لنا بالمال لعملية مثل تلك؟ أنا أدرك جيداً أنه يحبها ولكن بطريقته"
"لا بأس خالتي عليك أن تقنعيه بسبب بقائها في الخارج"
هنا تكلم والدها، وهو يقول:
"لا تحتاج إلى أن تشرح شيئا لقد سمعت كل ما تقوليه، كان يجب عليها أن تخبرنا أولا لما تجعل صديقتها تتكفل بكل تلك الأموال؟"
استمعت سيلڤا لكلامه بصوت مرتفع، ولكنها لم تكن تعرف كيف سترد عليه، هي تشعر بأنه حاد وقاسي في حق ابنته، ربما لأنه يريدها أن تفقد الوزن، ولكن في بعض الأحيان تكون الطريقة خاطئة تماما، أخذ من زوجته الهاتف وهو يقول:
"هل هي بخير؟"
" اجل عمي انها بخير، اطمئني عليها"
"سآتي أنا وأمها لنراها"
نظرت إلى روڤان التي تشعر بالخوف، وهي تقول:
" اسف عمي لقد مضى وقت الزيارة، ولكن انا مرافقة معها إلى الغد، إن أردت أن تطمئن عليها في أي وقت يمكنك الاتصال بي "
"حسنا سيلڤا شكرا لك، لكل ما فعلته من أجلها هذا ما كنت أفكر في فعله، لو كان معي المال"
" أعلم جيدا عمي أن هذا ما كنت ستفعله بالإضافة، لأن روفان نفسها متأكدة من ذلك، اطمئن هي بخير، ستصبح جميلة ورشيقة، تستطيع ان تفعل اشياء كثيرة، تسافر للدراسة في المكسيك "
"ومن سيتكفل بكل هذا يا فتاة أنت لا تعلمين كيف نعيش"
"انا سأتكفل بكل شئ من أجل أن تكون معي لا اريد ان ابتعد عنها، فهي صديقتي المقربة التي اعتبرها اختي"
لي ابتسم انجلو وهو يغلق الخط..
بعد وقت كان أليخاندرو يذهب، بينما سيلڤا تجلس بجوار صديقتها، تنظر في هاتفها تقرا تلك الرسائل المتتالية التي أتت لها من أمها، ومن ضمنها..
« لقد تاخرتي! اين انت، طمنيني عليكي»
روڤان: "عليك الذهاب الى البيت، ستشعر أمك بالقلق عليك، هل هي من تتواصل معك"
" أجل ولكن لا تهتمي"
بعد وقت كان أليخاندرو يرجع مرة أخرى، يحمل بعض العصائر والأطعمة، من أجل سيلڤا، فهو يعلم أن روڤان نائمة فهي لن تستطيع تناول الطعام، لأنها تتغذى على المحاليل والأمصال التي يحقنونها بها، نظرت له سيلڤا بدهشة، وهي تفكر كيف استطاع الدخول؟ فالوقت لا يسمح بأن يدخل اي احد، ولكن يبدو انه يستطيع ان يفعل الكثير.
أشار لها لتخرج معه، إلى خارج الغرفة ليتركوا المجال لروڤان أن تنام، أو بمعنى أصح ليجد فرصة ليتكلم معها، كان يجلس بجوارها وهو يدعوها لتناول الطعام..
" لا أريد أن أكل شيء"
" ولكنك لم تتناولي الغداء، أكلت بعض لقيمات صغيرة، لا تكفي أحد "
"أنا لا آكل أكثر من ذلك"
"لكني رأيتك في ذلك المطعم، أنت وروڤان تأكلين بشهية"
" ذلك صحيح لقد كنت آكل معها، والآن هي لا تستطيع تناول الطعام"
" ستتناول الطعام معك في الأيام القادمة، ستكون بصحة جيدة ستلحين عليها من أجل تناول الطعام، وهي لن تشعر بقابلية لشيء"
" اعلم ذلك"
" اخبريني عن نفسك، ماذا فعلت في تلك السنوات؟ كيف قضيتي كل ذلك الوقت؟ هل ارتبطت بأحد؟ "
نظرت له بطرف عينيها، وهي تقول:
" لما تسأل؟"
" ألست زوجتي المستقبلية؟"
" هل تمزح؟ "
"بالطبع لا، أنت تعلمين ماذا عنين لي منذ كنت طفلة"
" ربما ذلك حينما كنا أطفال صغار، الآن هناك الكثير حولي، ربما تكون واحدا منهم من أجل ما املكه "
"هل تملكين الكثير؟"
" أنت تعلم "
"لما ترهنين على نفسك؟ ربما لا تعرفين ما الذي املكه؟ "
" ألا يكفيك ما تملك من المال؟ يجب عليك ان تملك أبنة السيد إدواردو نفسه، الذي كنت تعتبره مثلك الأعلى "
" هذا ما تريدين قوله؟ أم إنك تحَرفين الكلام حتى لا تحرجينني، أن كنت تظن أنك الوحيدة في هذا العالم فأنت مخطئة سيلڤا هناك الكثيرات من يتمنين أن أنظر لهن، ولكن يبدو انك تفكرين بطريقة خاطئة أن كنت تظنين أنني أسعى خلفك من أجل المال، أنا سأتوقف عن هذه المحاولات"
" احسنت يجب ان تكون علاقتنا مبنية على العمل فقط، فأنت الآن شريك في الشركة التي أملكها "
"تقصدين نملكها سويا"
"ربما"
"لكن يجب أن تدركي أن لدي أعمال أخرى علي أن أهتم بها، اذا عليك ان تنتهي من التزاماتك مع صديقاتك، وتنتهي من امتحاناتك هذا الشهر، حتى تلتزم بالحضور الى الشركة"
" كلامك صحيح، يمكنك ان تذهب لا داعي لان تبقى هنا فترة أطول"
" حتى لو كان هناك اختلاف بيننا عليك أن تدركي أنني لن أتركك بمفردك في هذا المكان "
"أنه أمان، أنت تعلم أن المستشفى التي نحن بها تعد الأغلى والأمن"
"هذا صحيح ولكني مع ذلك لا أستطيع أن أتركك بمفردك، سأبقى معك إلى الصباح"
"إلى الصباح"
ارتفع رنين الهاتف فنظرت له، وإعادته مكانه
" ردي على والدتك، ربما تشعر بالقلق"
" كلامك صحيح "
رفعت سماعة الهاتف تتكلم مع امها:
" اين أنت سيلڤا؟ لقد ارسلت إليك العديد من الرسائل، ولم تردي علي، لقد انتصف الليل ولم تعودي بعد "
"انا مع روڤان في المستشفى"
" هل أجرت العملية؟ "
"أجل"
"من معك؟"
"أليخاندرو"
"ماذا يفعل معك؟"
"اتصل على اخبرني أن هناك بعض الاوراق يجب مراجعتها في الصباح، وما ان انهيت الورق، حتى ﭢعاده إلى الشركة، ورجع ليبقى معنا بعد أن انتهى دوام العمل، احضر لنا بعض الأطعمة والعصائر"
" وهل روڤان تستطيع أن تأكل؟ "
" لا امي لقد احضرها من اجلي، هل هو تحقيق ام ما الذي تريدينه مني على اي حال؟"
" لا شيء، ولكن اهتمي بنفسك كوني حذرة فلقد كان خوسيه يظهر المحبة، وفي النهاية كان سبب في خسارتي أشياء كثيرة وأولهم أنت "
أغلقت مونيكا الخط، بعد أن قالت لابنتها كلام جعلها تشعر بأنها في لحظة قد تفقد كل شيء، أن اليخاندرو يستطيع السيطرة على افكارها، وجوده بالقرب منها يشتتها، رغم أنها تدعي قوة لا تشعر بها، تحاول ان تحجمه، ولكنه منذ أن دخل إلى الشركة أول مرة، وهي تشعر برجفة في قلبها
افكارها تتزاحم في وجوده، رغبتها في القرب منه، لا تستطيع اخفائها رغم انها تصرح بغير ذلك.
مر الليل وشعرت النوم يداعب عيونها ودون ان تدرك وجدت نفسها تغفو على كتف أليخاندرو الذي أحاطها بذراعيه وتركها لتنام وهو يعبث في شعرها، بعض وقت أستيقظت تشعر بالخجل تنظر له، فابتسم وهو يقول:
"لا تقلقي لم يتعبني كتفي"
"اسفه"
"لا شيء يدعو للأسف سيلفا، يمكنك ان تدخلي لتنامي على الفراش بالداخل، وسأبقى هنا"
"لا لم اعد اريد ان انام، سابقى حيث انا"
في الصباح اتت عائلة روڤان ينظرون لها وللمستشفى، يشعرون بصدمة من جمال المكان وبعدم تلائمها معه، فهم لا يعالجون عادة في مستشفيات كهذا، لا يستطيعون المرور من أمامها
أقتربت أم روڤان تنظر إلى سيلڤا بمحبة لتضمها وهي تقول:
" شكرا لك يا ابنتي على كل ما فعلتيه من أجل روڤان"
" لم أفعل شيء خالتي، هي في مكانه أختي لقد أخبرتك ذلك بالأمس"
مر اليوم وفي المساء كانوا ينقلونها إلى البيت ومع ذلك لم تتركهم سيلفا، رغم أنها كانت في سيارة الأسعاف..
كانت لازالت واقفة مع أليخاندرو الذي تحرك معها، إلى داخل الغرفة التي تقيم في داخلها روڤان، وهو يبتسم لها ويقول:
"مرحبا أيتها الجميلة"
" شكرا لك سيد أليخاندرو لقدومك إلى هنا "
"ساعود مرة أخرى ما أن انهي تلك الأوراق لأطمئن عليكم؛ أعلم جيدا إنك ستقضي اليوم هنا"
"ماذا؟"
التفت ينظر إلى سيلڤا بابتسامة، وهو يقول:
"هل تظني أنها ستخرج في اليوم الأول من إجراء العملية، لا تنسي انها لم تستعيد قوتها بعد وعليها ان تلتزم بأدوية، و أنواع من الأطعمة، وعلى الطبيب أن يتأكد أن كل شيء بخير"
نظرت له سيلڤا بتفكير، وهي تقول:
" ربما يكون كلامك صحيح "
"انه صحيح سيلڤا، خوفك على صديقتك أنساكي ان هناك أشياء كثيرة يجب أن تحدث، علينا أن نتواصل مع اهلها، لنخبرهم"
الصدمة على وجه روڤان جعلت سيلڤا تربت على يدها، وهي تقول:
"اهدئي لن يحدث شيء، سأتكلم مع أمك أخبرها إنك معي، وان لم تقتنع وقتها سأضطر إلى اخبارها الحقيقة"
" يا إلهي سيلڤا، لو علمت ربما تغضب مني، لأني فعلت خطوة كهذه دون أن أرجع إليها، بالإضافة إلى أنها ستسألني من أين أتيت بالمال؟ وقتها أن أخبرتها إنك أنت من قمت بتكاليف كل شيء، ستغضب أكثر"
" أهدي يا حبيبتي ساتكلم معها وأقنعها أنها هدية عيد ميلادك مبكراً، وانك كنت بحاجة إليها وهذا يساعد في أن يكف والدك عن إغضابك"
" هل تدركين سيلڤا أنه لولا أنت في حياتي لكانت أصبحت أكثر سوء"
أبتسمت لها بينما تتصل بأم روڤان، وهي تقول:
" مرحبا خالتي أنا سيلڤا صديقة روڤان"
" مرحبا بك يا أبنتي، كيف حالك؟ هل حدث شيء، لقد كنت مع روڤان في الصباح، وهي لم تعود بعد إلى المنزل"
"أجل أنا أتصل بك لأخبرك، انها لن تعود اليوم "
" لماذا؟ ماذا حدث لابنتي؟ هل هناك شيء أصابها؟ "
"اطمئني خالتي هي بخير، لكني أريد أن أبقى معها اليوم"
"الأمر فيه شيء ما، عليك أن تخبريني لما تريدي أن تبقى أبنتي معك اليوم؟ أنت من عالم ونحن من عالم آخر، ادرك إنك تدخلين بيتنا وتعرفين مقدار الفقر الذي يحيط بنا، وأعرف جيداً أن مكانتك وسيارتك يغنيني عن السؤال عن حالك، وما أن أخبرتني ابنتي عن أسمك وادركت إنك أبنته إدواردو صاحب المصانع وشركات، ادركت جيدا انك لست من عالمنا وابنتي بسيطة في كل شيء، فما الذي تريدينه منها، اياك ان تكوني سببا في ألمها فلقد أكتفت من الألم في حياتها"
حسنا خالتي سوف أخبرك الحقيقة، لقد قدمت لروڤان هدية مبكرة لعيد مولدها، تكفلت بعملية تكميم المعدة، ولقد أجرت العملية وخرجت، وهي بخير الآن، لكن لا أريد أن أخبر أحد حتى تستطيع أن تسيطر على شراهتها "
ضحكت أم روڤان، بينما روڤان تضع يدها على بطنها، وتقول لها:
"إياك أن تجعليني اضحك، لا أستطيع أن أضحك معدتي تتعبني"
" حسنا لن افعل، ولكننا لا نريد ان نخبر والدها بما حدث، لذا عليك ان تجدي عذرا لوجودها خارج البيت، نحن في مستشفى النجوم الساطعة"
" ماذا قلت؟ اي مستشفى أنها الاغلى في المدينة بأكملها!"
" لا يوجد شيء أغلى من روڤان نفسها، عليها أن تعيش حياتها بالطريقة الصحيحة، أن تستطيع السير واللعب والضحك، وإن تدخل الجامعة، أن تحب وتتزوج ويكون لها أسرة لما يقف حجمها عقبة في تحقيق ما تريد"
" انت نعم صديقة سيلڤا، هل تعرفين أن ما فعلته لا يفعله أحد"
" الأمر ليس صحيح أن روڤان داعمة لي، تعرف عني الكثير، تعرف عني ما لا يعرفه أحد"
" حسنا سأخبر والدها أنها معك، أو علينا ان نخبره الحقيقة، حتى لا يثور إذا علم ما يحدث"
" لا أعرف ماذا أقول، لكن أنت من بيدك الأمر هي الآن في المستشفى، وأنا لن أتركها سأبقى معها طول الليل، إلى أن يسمح لنا الطبيب بالعودة إلى البيت، حتى أنني لم أذهب إلى الشركة أو المدرسة، لذا لا تخافي انا مع اختي وصديقتي، ولن أتركها"
في هذه اللحظة كان والد روڤان يدخل الى البيت، يستمع إلى كلام زوجته، وهي لا تدرك بأنه يقف خلفها، لكن زوجته سالت
" كيف استطاعت أن تفعل كل ذلك دون أن تعلمنا؟ "
"كانت تشعر بالخوف من والدها، أنت تعلمين جيداً أنه قد يغضب، أن فعلت شيء دون ان يدرك"
"لكنها كانت هدية مني، توقعت اني سأجعلها تسير على نظام غذائي، ولكن الأمر اقتصر على ان نجري تكميم المعدة، وازالة ذلك الجزء الكبير، حتى تستطيع السيطرة على رغبتها في تناول الطعام، بالإضافة إلى أننا سنقوم بعلاج الغدد، حتى لا تجعلها تتضخم مرة أخرى، أن ما تعاني منه ابنتك، ليس شراة بقدر ما هو مرض"
"انا أعلم ولكن والدها لا يهتم بتلك الأمور، وحتى لو اهتم من أين لنا بالمال لعملية مثل تلك؟ أنا أدرك جيداً أنه يحبها ولكن بطريقته"
"لا بأس خالتي عليك أن تقنعيه بسبب بقائها في الخارج"
هنا تكلم والدها، وهو يقول:
"لا تحتاج إلى أن تشرح شيئا لقد سمعت كل ما تقوليه، كان يجب عليها أن تخبرنا أولا لما تجعل صديقتها تتكفل بكل تلك الأموال؟"
استمعت سيلڤا لكلامه بصوت مرتفع، ولكنها لم تكن تعرف كيف سترد عليه، هي تشعر بأنه حاد وقاسي في حق ابنته، ربما لأنه يريدها أن تفقد الوزن، ولكن في بعض الأحيان تكون الطريقة خاطئة تماما، أخذ من زوجته الهاتف وهو يقول:
"هل هي بخير؟"
" اجل عمي انها بخير، اطمئني عليها"
"سآتي أنا وأمها لنراها"
نظرت إلى روڤان التي تشعر بالخوف، وهي تقول:
" اسف عمي لقد مضى وقت الزيارة، ولكن انا مرافقة معها إلى الغد، إن أردت أن تطمئن عليها في أي وقت يمكنك الاتصال بي "
"حسنا سيلڤا شكرا لك، لكل ما فعلته من أجلها هذا ما كنت أفكر في فعله، لو كان معي المال"
" أعلم جيدا عمي أن هذا ما كنت ستفعله بالإضافة، لأن روفان نفسها متأكدة من ذلك، اطمئن هي بخير، ستصبح جميلة ورشيقة، تستطيع ان تفعل اشياء كثيرة، تسافر للدراسة في المكسيك "
"ومن سيتكفل بكل هذا يا فتاة أنت لا تعلمين كيف نعيش"
"انا سأتكفل بكل شئ من أجل أن تكون معي لا اريد ان ابتعد عنها، فهي صديقتي المقربة التي اعتبرها اختي"
لي ابتسم انجلو وهو يغلق الخط..
بعد وقت كان أليخاندرو يذهب، بينما سيلڤا تجلس بجوار صديقتها، تنظر في هاتفها تقرا تلك الرسائل المتتالية التي أتت لها من أمها، ومن ضمنها..
« لقد تاخرتي! اين انت، طمنيني عليكي»
روڤان: "عليك الذهاب الى البيت، ستشعر أمك بالقلق عليك، هل هي من تتواصل معك"
" أجل ولكن لا تهتمي"
بعد وقت كان أليخاندرو يرجع مرة أخرى، يحمل بعض العصائر والأطعمة، من أجل سيلڤا، فهو يعلم أن روڤان نائمة فهي لن تستطيع تناول الطعام، لأنها تتغذى على المحاليل والأمصال التي يحقنونها بها، نظرت له سيلڤا بدهشة، وهي تفكر كيف استطاع الدخول؟ فالوقت لا يسمح بأن يدخل اي احد، ولكن يبدو انه يستطيع ان يفعل الكثير.
أشار لها لتخرج معه، إلى خارج الغرفة ليتركوا المجال لروڤان أن تنام، أو بمعنى أصح ليجد فرصة ليتكلم معها، كان يجلس بجوارها وهو يدعوها لتناول الطعام..
" لا أريد أن أكل شيء"
" ولكنك لم تتناولي الغداء، أكلت بعض لقيمات صغيرة، لا تكفي أحد "
"أنا لا آكل أكثر من ذلك"
"لكني رأيتك في ذلك المطعم، أنت وروڤان تأكلين بشهية"
" ذلك صحيح لقد كنت آكل معها، والآن هي لا تستطيع تناول الطعام"
" ستتناول الطعام معك في الأيام القادمة، ستكون بصحة جيدة ستلحين عليها من أجل تناول الطعام، وهي لن تشعر بقابلية لشيء"
" اعلم ذلك"
" اخبريني عن نفسك، ماذا فعلت في تلك السنوات؟ كيف قضيتي كل ذلك الوقت؟ هل ارتبطت بأحد؟ "
نظرت له بطرف عينيها، وهي تقول:
" لما تسأل؟"
" ألست زوجتي المستقبلية؟"
" هل تمزح؟ "
"بالطبع لا، أنت تعلمين ماذا عنين لي منذ كنت طفلة"
" ربما ذلك حينما كنا أطفال صغار، الآن هناك الكثير حولي، ربما تكون واحدا منهم من أجل ما املكه "
"هل تملكين الكثير؟"
" أنت تعلم "
"لما ترهنين على نفسك؟ ربما لا تعرفين ما الذي املكه؟ "
" ألا يكفيك ما تملك من المال؟ يجب عليك ان تملك أبنة السيد إدواردو نفسه، الذي كنت تعتبره مثلك الأعلى "
" هذا ما تريدين قوله؟ أم إنك تحَرفين الكلام حتى لا تحرجينني، أن كنت تظن أنك الوحيدة في هذا العالم فأنت مخطئة سيلڤا هناك الكثيرات من يتمنين أن أنظر لهن، ولكن يبدو انك تفكرين بطريقة خاطئة أن كنت تظنين أنني أسعى خلفك من أجل المال، أنا سأتوقف عن هذه المحاولات"
" احسنت يجب ان تكون علاقتنا مبنية على العمل فقط، فأنت الآن شريك في الشركة التي أملكها "
"تقصدين نملكها سويا"
"ربما"
"لكن يجب أن تدركي أن لدي أعمال أخرى علي أن أهتم بها، اذا عليك ان تنتهي من التزاماتك مع صديقاتك، وتنتهي من امتحاناتك هذا الشهر، حتى تلتزم بالحضور الى الشركة"
" كلامك صحيح، يمكنك ان تذهب لا داعي لان تبقى هنا فترة أطول"
" حتى لو كان هناك اختلاف بيننا عليك أن تدركي أنني لن أتركك بمفردك في هذا المكان "
"أنه أمان، أنت تعلم أن المستشفى التي نحن بها تعد الأغلى والأمن"
"هذا صحيح ولكني مع ذلك لا أستطيع أن أتركك بمفردك، سأبقى معك إلى الصباح"
"إلى الصباح"
ارتفع رنين الهاتف فنظرت له، وإعادته مكانه
" ردي على والدتك، ربما تشعر بالقلق"
" كلامك صحيح "
رفعت سماعة الهاتف تتكلم مع امها:
" اين أنت سيلڤا؟ لقد ارسلت إليك العديد من الرسائل، ولم تردي علي، لقد انتصف الليل ولم تعودي بعد "
"انا مع روڤان في المستشفى"
" هل أجرت العملية؟ "
"أجل"
"من معك؟"
"أليخاندرو"
"ماذا يفعل معك؟"
"اتصل على اخبرني أن هناك بعض الاوراق يجب مراجعتها في الصباح، وما ان انهيت الورق، حتى ﭢعاده إلى الشركة، ورجع ليبقى معنا بعد أن انتهى دوام العمل، احضر لنا بعض الأطعمة والعصائر"
" وهل روڤان تستطيع أن تأكل؟ "
" لا امي لقد احضرها من اجلي، هل هو تحقيق ام ما الذي تريدينه مني على اي حال؟"
" لا شيء، ولكن اهتمي بنفسك كوني حذرة فلقد كان خوسيه يظهر المحبة، وفي النهاية كان سبب في خسارتي أشياء كثيرة وأولهم أنت "
أغلقت مونيكا الخط، بعد أن قالت لابنتها كلام جعلها تشعر بأنها في لحظة قد تفقد كل شيء، أن اليخاندرو يستطيع السيطرة على افكارها، وجوده بالقرب منها يشتتها، رغم أنها تدعي قوة لا تشعر بها، تحاول ان تحجمه، ولكنه منذ أن دخل إلى الشركة أول مرة، وهي تشعر برجفة في قلبها
افكارها تتزاحم في وجوده، رغبتها في القرب منه، لا تستطيع اخفائها رغم انها تصرح بغير ذلك.
مر الليل وشعرت النوم يداعب عيونها ودون ان تدرك وجدت نفسها تغفو على كتف أليخاندرو الذي أحاطها بذراعيه وتركها لتنام وهو يعبث في شعرها، بعض وقت أستيقظت تشعر بالخجل تنظر له، فابتسم وهو يقول:
"لا تقلقي لم يتعبني كتفي"
"اسفه"
"لا شيء يدعو للأسف سيلفا، يمكنك ان تدخلي لتنامي على الفراش بالداخل، وسأبقى هنا"
"لا لم اعد اريد ان انام، سابقى حيث انا"
في الصباح اتت عائلة روڤان ينظرون لها وللمستشفى، يشعرون بصدمة من جمال المكان وبعدم تلائمها معه، فهم لا يعالجون عادة في مستشفيات كهذا، لا يستطيعون المرور من أمامها
أقتربت أم روڤان تنظر إلى سيلڤا بمحبة لتضمها وهي تقول:
" شكرا لك يا ابنتي على كل ما فعلتيه من أجل روڤان"
" لم أفعل شيء خالتي، هي في مكانه أختي لقد أخبرتك ذلك بالأمس"
مر اليوم وفي المساء كانوا ينقلونها إلى البيت ومع ذلك لم تتركهم سيلفا، رغم أنها كانت في سيارة الأسعاف..