الفصل الخامس عشر

(15) الفصل الخامس عشر



ما الذي عرفته بالتحديد؟.



ذهب الحارس إلى كولن وأخبرها بأنهم فشلوا في إيجاد البرت، فور أن انتهى من كلماته هجمت عليه كولن وتلذذت في مص دمه، تراجع صديقه للخلف وهو يقول:

"سنذهب ونبحث عنه مرة أخرى فمن الممكن بأن يكون عاد إلى هنا أو نأتي به من أي مكان"



رم الحارس هذه الكلمات وذهب هو وأصدقاءه سريعًا خوفًا من الذي سيجري لهم بعدما رأى صديقه جثة هامدة.



تم تخليص سيلينا من يد نيرفيتا، ذهبت تركض للأسفل والدموع تملئ وجهها، أمسكت يدها المصابة وضمت عليها الأخرى وهي تتألم، نادت عليها روفال عندما رأتها وقالت:

"سيلينا ماذا حدث معك؟ ولما يدك مُصابة"

تألمت سيلينا أكثر بعد لمس روفال ليدها، أبعدتها عنها وهي تقول:

"لقد تم طردي من هنا أتركينني وشأني"

وضعت روفال يدها على صدرها وأجابت باندهاش:

"سيلينا ما الذي فعلته لطردك، لما تم طردك من القصر تكلمي؟"

أجابه عليها وهي تأخذ المفتاح من رقبتها:

"لا أعرف شيء يا روفال، يبدو بأن نيرفيتا جنت على الآخير"

تحركت سيلينا ودلفت للغرفة لتجميع أغراضها لكي تذهب، دخلت الغرفة وجدت البرت يجلس على الطاولة وأمامه رواية ميرامالا.


عندما رأت سيلينا البرت جالس على المكتب وأمامه الرواية جن جنونها، دخلت وأخذتها منه وهي غاضبة وتقول:

" البرت أخبرني من سمح لك بأخذها وقراءتها"


كانت عينيه على روفال، نظرت للخلف عليها وجدتها تشير برأسها بالرفض، صمتت دقائق ثم أكملت:

" البرت تكلم على الفور من سمح لك بأن تعبث في أغراضي بهذا الشكل"


وقف البرت أعتذر منها قائلًا:


"أعتذر كثيرًا لكنني كنت مستيقظ ووجدتها أمامي فظننت بأنها ملك ل.."


قاطعته سيلينا بغضب وهي ترفع الرواية لأعلى وتشير بيدها:


"لن أغفر لك يا البرت على فعلتك التي قمت بها"


دفعت روفال للأمام وهي خارجة سارت قليلًا وتذكرت باقي الأغراض فعادت وأخذت الهاتف والريشة من على الطاولة، غادرت بصمت وهي تتطلع عليهم فقط بالنظرات، ركضت خلفها روفال وأوقفتها أمام المدخل الرئيسي بعدما لحقت بها وهي تقول:


" سيلينا انتظري أنا أريد الحديث معك بشيء مهم قبل ذهابك، يجب أن تستمعي لي على الأقل لتعرفي الذي حدث"


كتفت سيلينا يدها ووقفت تستمع لها وهي منفعلة:



"صدقًا أنا لا أعرفت شيء عن الذي كان يفعله البرت بالغرفة، ولم يخبرني بأنه يشك بأمرك، صحيح من قبل لأحظ وجود أغراضك عندما أدخلته، لكنني منعته وأخرجته دون العبث بهم، وبخصوص وجوده هنا ما كنت أعرف بأنه سيكون جريح ويعيش بغرفتنا هذه المدة"


أجابت سيلينا عليها ببرود وهي تبتعد عنها:

"لكنك أنت من أدخلته للغرفة وجعلته يعبث بالأغراض ومن الممكن الآن بأن يكون كشف أمري بالطبع أصد بأني أدون هذا الكلام، لو علم ملك ميرامالا بحقيقتي سيطردني من المدينة بأكملها حتى وأن كان زوجي ويعشقني بجنون"

كفكفت سيلينا دموعها بيدها، أمسكتها روفال وأخذتها من المدخل لغرفة الضيوف وهي تقول:


"سيلينا ابعدي هذه الخرافات من ذهنك، لم يحدث لك شيء حتى لو عرف الملك، وشيء آخر البرت يُحبك والذي تفكرين به لن يحدث صدقيني"

جلست سيلينا بالغرفة لأنها شعرت بأن ساقيها لا يحملاها، وقالت بعد ذلك:

"روفال لمَ توقفتي أكملي ما تقولينه رجاءً، لماذا لا تتكلمين؟..روفال.. اذن لا يهم التكمله فأنا أتذكر ما قلته الآن، بخصوص البرت هل حقًا تظنين بأنه يُحبني؟ ومتي برأيك حدث هذا الشيء، روفال لا تنسين بأنه جاء للقصر منذ أيام فقط"


تنهدت روفال بضجر وهي تفتح النافذة لتتنفس:


"أنت لا تتصرفين بشكل صحيح فقد حذرتك بما أنك صديقتي"


ردت عليها سيلينا بانفعال وهي تتحرك من الغرفة لتخرج:


" ماذا تريدي مني أن أفعل يا روفال؟ أتركيني وشأني فنيرفيتا طردتني الآن من هنا ومن يدري أين سأطرد لأحقًا؟ "


خاطر البرت وخرج من الغرفة وأستطاع معرفة مكانهم، أقترب ثم أمسك بيد سيلينا وأردف:


"رجاءً لا تنزعجي منها فهي ليس لها دخل"


دفعته سيلينا بعيدًا عنها فسقط على الأرض لأن جراحه لم تلتئم بعد فقالت روفال بخوف وهي تذهب ناحيته؟

" لمَ دفعته فهو للآن مصاب "

رم البرت هذه الكلمات وهو يحاول الوقوف:

" روفال لا تقلقي فأنا بخير، أتركيها تفعل ما تريده بي فأنا المخطأ"


وقفت روفال وبدأت تتحرك وتنظر على مكان تحركات الجنود أين تكون؟ وهي تقول:

"البرت يجب أن تدخل هذه الغرفة أخشى من مرور الجنود بالقرب من هنا، فلن يرحموك حينها وسيسلمونك لكولن بالحال"


اوقفتهم سيلينا أمام الغرفة وظلت تردد هذه الكلمات قبل السماح لهم بالدخول:


" البرت متي عرفت بوجود هذه الرواية وإلى أي جزء توقفت"


نزفت جراحه فوضع روفال يدها عليها، رد البرت وهو بالكاد يخرج أنفاسه:


"إلى يوم موتي"


صرخت سيلينا بوجع وهي تقول:


"لن أسامحكم أنتما الأثنين"


إلى الآن وبعد تغير الرواية لم يحدث كل شيء قد ذكره الكاتب بداخل الرواية، ولكن موت البرت يعتبر اقتراب النهاية وموت روديان.



تظن سيلينا بسبب قراءتها للأحداث مسبقًا وهي بداخل مدينة ميرامالا، أصابت الرواية باللعنة ولهذا بدأت الرواية بالتغير كلما رأت حدث ما، الحيرة التي تملئ سيلينا الآن، ماذا لو عرف الملك بأنها من عالم آخر؟ لأن هناك أسطورة في الرواية تقول بأن شخص من عالم مختلف سيأتي لقتل الملك، وشيء آخر تفكر به ويشغل تفكيرها ماذا عرف البرت عن حياتها بالتحديد؟

...

ذهبت نيرفيتا لغرفة كولن، وهي تقول:


" أُمري جنودك بأن لا يبحثون عن البرت مرة أخرى وأتركي يعيش بالقصر بسلام"

أغلفت كولن الباب في وجه ليريا، وتحركت أمامها ببطىء وهي تضع يدها خلف ظهرها وتفكر ثم اردفت:

"وما الذي سيجعلني أنفذ ذلك"

أجابتها نيرفيتا وهي تخرج علبة الحبوب من جيبها:

"لانه منذ أيام يعطي الملك هذه الحبوب بدلًا مني"

باستغراب أخذت العبلة منها وهي تجيب:


"ولمَ لا تُعطي منها مثلما أتفقنا"

أخذتها من بين يدها وهي تردف:


"لأن روديان لا يُطيق وجودي بقربه ولا يثق بي بالمرة، فأتفقت مع جلاور على زرع البرت بالقرب من روديان وها قد نجحنا لا تفسدي الذي خططنا له رجاءً"

هزت كولن برأسها وفتحت الباب ونادت على الجنود بصوت مرتفع فجاءها الجندي يركض ويقول:


"أمرك سيدتي ماذا تريدي مني أن أفعل؟"


اجابت وهي تخرجت بعض الأموال من الدرج:


"تقاسموا هذه النقود سويًا كمكافأة على بحثكم على البرت، وتوقفوا عن البحث عنه فهو بأمان بيننا"


حنى الجندي رأسه وأخذ الأموال منها وهو يقول:

"أمرك سيدتي"

خرجت نيرفيتا من الغرفة وجدت ليريا تنتظرها عانقتها وهي تردف:

"صديقتي شكرًا لكِ، سأذهب وأخبر البرت بالحال سيفرح كثيرًا"


وصل الأمير روديان وجنوده إلى المقابر الملكية ويعتبر المكان المقرر به دفن عمه زوليا.



تقابل روديان مع فالكا والملك شومار في المقابر للمرة الأولى منذ عودتهم للمدينة، قدم روديان التحية لهم، ثم تلفت يمينًا ويسارًا يبحث على أخيه جلاور ما وجده بين الحضور، كان الحشد كبير للغاية فأضطر البدء بالطقوس الخاصة بمدينة ميرامالا لأنه حان وقت دفن الجثة .



أوقدوا الجنود النيران واحرقوا جثه زوليا بالكامل وهم يرقصون حولها، بعدما تأكدوا من احتراقها بالكامل ملئوا الصندوق بالرماد الخاص به، ومن ثم دفنوا الصندوق الصغير وغاطوا بالأتربة، ووضعوا بالأعلى لافته صغيرة بها اسمه وتاريخ ميلاده ووفاته.


وقف الملك روديان أمام قبر عمه فقال بهمس وهو يرفع يده للدعاء:

«عمي زوليا أنا أعتذر منك بدلا من والدتي كولن على التي اوصلتنا به، فبسببها فقدت حياتك بهذا الشكل الغريب، سأخبرك بشيء للمرة الأولى كم تمنيت أن أناديت بأبي، فمنذ وفاة الملك والحياة سوداء بعيني وأنت الوحيد الذي ساعدتني، أنا حزين للغاية على خسارتك، أتمنى بأن ترقد روحك بسلام أحبك عمي زوليا إلى اللقاء لحين ألقاك"


وقف الجميع ينتظرون دورهم بالحديث معه وراء روديان واحد تلو الأخر، ذهب فالكا وتحدث معه ثم شومار ثم الباقية.

انتهى الحال وجميع المراسم وعاد روديان للمنزل وهو متعب، قبل أن يبدل ثيابه نادى على سيلينا وما وجد أي رد منها، سال عليها نيرفيتا وصممت على قرارها بالصمت وما أرادت أخباره بأنها طردتها من القصر.

بدأت بأكمال الحديث الذي كانوا يتحدثون عنه قبل ذهابه، تضايق الملك لأن تفكيره بسيلينا، دفعها نحو الحائط وذهب للأسفل لكي يبحث عنها، طرق على غرفتها فتحت له روفال فسال عن سيلينا قائلًا:

"من فضلك نادي لي سيلينا"

أجابت عليه روفال وهي حزينة:

" للأسف ليست هنا، فقد تم طردها اليوم من القصر بسبب الأميرة نيرفيتا"

نظر الأمير بساعته وأجاب:

" متى حدث ذلك، فالوقت تأخر الآن أين هي بالتحديد ؟ هل بمنزل والدك؟لكن هذا المنزل ليس أمان بسبب الذئب لا أعتقد بأنها ذهبت لهناك"

هزت روفال رأسها بالموافقة لأنها تخشى من دخول الملك للغرفة فأغلقته ووقفت بالخارج وهي تقول:

"لم تخبرني بأين أجدها لأننا تشاجرنا قبل ذهابها، لكن ليس لديها مكان غير منزل والدي لتذهب آليه، ستجدها هناك بكل تأكيد"


صعد الأمير إلى الأعلى وهو غاضب بعد الحديث مع روفال وقال لزوجته:


"نيرفيتا أنا أحررك مني وأريدك بأن تعودي مع والدك وتتركي مدينة ميرامالا"

وقفت نيرفيتا من فراشها وبتعالي أردفت:

"هل أنت جاد بالذي تقوله؟ "

أجابها روديان وهي ينزع الجاكت لأنه شعر بدوار فجأة:

"من فضلك أحضري لي كأس من المياه"


أستغلت نيرفيتا تعب روديان ووضعت له كمية من الحبوب وأعطتها له وهي تبتسم، بعد دقائق فتح روديان عينيه وجد بأنه مُستلقي على الفراش أخذ جاكته وخرج.


ذهب روديان لمنزل والد روفان على الفور، وجد سيلينا مستغرقة بالنوم على الفراش، دخل وجلس بجانبها وهو يستمتع بمنظر رؤيتها نائمة، سرح بجمالها وقبل يدها فشعرت بيه واستيقظت عندما رأته يجلس بجانبها وأخذت تبكي، مسح الملك دموعها وهو يقول:



"سيلينا لمَ البكاء؟ ولماذا تشاجرتِ مع روفال؟ وما هو سبب طردك من القصر"


" أشك بأنها تعلم بأنك تُحبني"

رمت سيلينا هذه الكلمات وهي تجلس على الفراش وتنظر بداخل عينيه، هدائها روديان لحين غفت مرة أخرى،.

قرر البقاء معها وعدم الذهاب للمنزل خوفًا من عودة الذئب لهنا، نام هو أيضًا بجانبها وأغمض عينيه وهو ممسك يدها بعدما قالت:

"روديان لا تتركي وتذهب لأي مكان"

أجابها روديان وهي يرى شيء من بعيد يقترب منهم:

"لا تقلقي لن أتركك أبدًا"

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي