الفصل الرابع عشر
(14) الفصل الرابع عشر.
طرد سيلينا من قصر الملك.
بعدما أحكمت كولن قبضتها على البرت، أدخلت نابيها في رقبته ثم رفعت رأسها لأعلى أنزلتها وهي تضع شفتيها عليه وشربت دمه دفعه تلو الأخرى، دفعها البرت بقدمه ما أستطاع الهرب منها لتملكها منه لضعفه أمامها، غاب البرت عن وعيه وسقطت يده لأسفل لتعلن...
فجأة طرقت ليريا على الباب وهي تحمل بيدها قلادة روديان، عرفت كولن بأنها ليريا لأنها سألت عن الطارق وسكعت صوتها، سريعًا خبأت جسد البرت بالحمام ومسحت جيدًا مكان الدماء ثم فتحت الباب مردفه:
"ماذا هناك يا ليريا في هذه الساعة؟"
دخلت ليريا وجلس على الفراش ورمت القلادة بجانبها وهي تقول:
"أتعلمين بأن روديان على علاقة بالخادمة"
تفاجأت كولن ودارت للوراء وهي في حالة ذهول وقالت:
"تقصدين سيلينا بالخادمة!"
وضعت ليريا ساقيها فوق بعضهم وأجابه وهي ممسكة بالقلادة بيدها:
"ومن غيرها سيكون"
دورت كولن الكلام بذهنها ونظرت على سيلينا من النافذة قائلة:
"هل أخبرتِ صديقتك نيرفيتا؟"
ذهبت ليريا ووقفت بجانب كولن وأجابت:
"لستُ بعد لكنني سأذهب و.. "
قاطعتها كولن وهي تلف يدها فوق عنقها:
"أحذرك يا ليريا من أخبارها بشيء"
رجعت ليريا للوراء وهي تقول:
"لماذا لا أخبرها فهي يجب أن تعرف حقيقة روديان"
سمعت ليريا صوت البرت قريب منها، كانَ يُنادي عليها بصوت ضئيل لتعبه، ارتعبت ليريا بعدما رأت يده أمامها وممتلئة بالدماء، جاءت كولن وجلست مقابلها وهي تكمل كلامها:
"ليريا صديقتك نيرفيتا مجنونة وستصعب الأمور على روديان أكثر"
أجابت بلهفة وهي تدمع عينيها:
"ومنذ متى تقلقين على روديان، هل تقنعينني بأنك أصبحتِ تُحبينه الآن حتى بعدما أعتقل جلاور؟"
وضعت ليريا يدها بجيبها وأخرجت القلادة المُنجية دفعتها ناحية البرت، وللأسف ألقتها بعيدة عنه تأوه البرت من التعب وفقد وعيه لدقائق، دافعت كولن عن نفسها:
"أنا لا أحبه لكنني أخشى م...."
طُرق الباب للمرة الثانية ذهبت كولن ووجدت فالكا يقف أمامها، عانقته وهي تقول:
"فالكا متى جئت يا بني"
منذ زواج روديان وذهاب فالكا لمدينة انتوليسا أعجبته كثيرًا، ومن حينها قرر الاستقرار فيها والعمل مع الملك شومار وابنه وترك مدينته، وعندما أرسل روديان رساله إلى الملك بأن يأتي لجنازه عمه زوليا أخبر فالكا وجاءوا معًا إلى القصر.
كان فالكا كالثور الحائر دخل الغرفة وهو يشتاط غضبًا ولا يتكلم، أوقفه كولن وهي تقول:
"ماذا هناك يا فالكا في هذه الساعة؟ "
تحركن ليريا للخروج بعدما تأكدت من أخذ البرت للعلبة وذهبت لتنتظره بالأسفل، توقف فالكا عن الحركة وقال:
"كيف لروديان اعتقال عمي زوليا وأخي؟"
أخذت كولن فالكا بين أحضانها فأكمل:
"عمي قد مات الآن ماذا سنفعل من بعده؟ فمن الممكن بأن يُفضح سرنا الذي خبأنا عن الجميع لسنوات وبالأخص روديان فلو عرف سيقتلني ؟"
هدأت كولن فالكا ونصحته بذكاء كعادتها لأنها تريد فعل شيء خطير للغاية:
"روديان ليس المسؤول حول موت عمك، فجلاور هو من قتله دون أعلامي وأخذ رأيي كالسابق، والأعتقال هذا لمصلحتنا بسبب اقتربنا من يوم الكهف الملعون"
لم يفاجئ فالكا من قتل جلاور لعمه، بأستغراب قال لها بعد آخر كلماتها:
"ماذا تقصدين بيوم الكهف الملعون؟ "
أجابه كولن وهي تضحك:
"في هذا اليوم يا فالكا سيفتح باب الكهف الخلفي، وسيطوفون به مُلاكه ولو وجدوا أحد بداخله سيقتل، ومن ثم يذهبوا لحاكم المدينة ويقتلوه لتجرئته على دخول الكهف والعبث به دون علمهم"
جلس فالكا ونظر حوله كأنه أول مرة يدخل بها الغرفة، فتذكر والده وقال:
"هل هذه القصة التي كان يخبرنا بها والدي من قبل"
رفعت يدها لأعلى ناحية السماء وأجابه وهي تضم كورة صغيرة وتدفعها لأعلى:
"أجل فهناك يوم واحد فقط بالسنة يفتح به باب الكهف الملعون، ومن خوفنا من وجود أحد بالكهف ونحن لا نعلم عنه شيء نختبئ بداخل الجحور، لأنهم لا يهددون بمجرد كلمات هما سيقلبون المدينة رأسًا على عقب، سبق وفعلوا ذلك بجدك عندما تحداهم فهم اقوى منا".
وضع فالكا يده على النافذة وهو يقول بعد تفكير:
"من الشخص الذي سيكون بالكهف"
فقط بنظرات عينيها أجابه كولن ما تريد قوله، باندهاش أجاب فالكا وهو يذهب لوالدته:
"هل تقصدين بأنك سَتُضحين بأخي جلاور بداخل الكهف؟ "
أخرجت من الخزانة صندوق ووضعته أمام فالكا وأردفت:
"أصبح الآن جلاور غير نافع ويتصرف بغباء كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه، أنت ها قد كبرت لتولي دور الملك أليس كذلك"
عارضها فالكا بالبداية وهو يدفع الصندوق بيده لبعيد ويسقط على الأرض ويتساقط الذي بداخله ويملئ الغرفة:
"وهل ستضحين بأبنك بهذه السهولة؟ كولن بهذا الشكل من الممكن بأن تفعلين بي مثله بيوم من الأيام"
قبضت على يده ووضعت يدها الأخرى على شعره وهي تقول:
"ليست تضحية يا فالكا عندما تصبح أبًا ستفهم حينها الذي أفعله لأجلكم"
شرد فالكا وأخذ يقلب كلمات والدته ويتخيل بأنه هو الملك، خرج من شروده بعدما أعجبه الحال، أمسك يد والدته وقبلها وهو يبتسم ويقول:
"معك حق يا أمي فجلاور أساء للمملكة بأكمله منذ وقت، فأنا أجدر به الآن على الحكم"
ذهب روديان إلى غرفته لتبديل ثيابه لكي يذهب لجنازة عمه، أنتهى وكان على وشك الذهاب، أوقفته نيرفيتا وتشاجرت معه وهي تقول:
" روديان فأنا بحاجة للحديث معك الآن بموضوع مهم للغاية لا يحتمل التأجيل"
أكمل روديان تجهيزاته وما أجاب عليها، نادت نيرفيتا على سيلينا بغضب، جاءت بعد ثواني وهي تقول:
"أمرك أميرتي"
بتعالي أمرتها بأن تنضف الأرض، ذهبت سيلينا وأتت بالمعدات وبدأت بالتنظيف، أمسك روديان بيد سيلينا وأخرجها خارجًا وهو يقول:
"أنا أعتذر سيلينا لدينا موضوع نريد الحديث به:
جلست نيرفيتا فوق فراشها وقالت:
"من فضلك روديان تعال وأجلس هنا"
جلس روديان وهو لا يعجبه الذي تفعله، تقربت نيرفيتا من روديان وصدها وهو يردف:
"نيرفيتا ليس هذا وقته، فأنا لدي جنازة عمي بعد قليل من فضلك أعذريني و..."
بدأت نيرفيتا بالصراخ كالمجنونة، لأول مرة تشعر بهذا الشعور حتى مع جلاور كانت تعرف بأنه مع غيرها وما كانت تحرقها هذه الغيرة، جلست أسفل قدمه وهي تقول:
" روديان أنت لا تتواجد معي منذ أن تزوجنا، تتركني وترحل وتنام بالأسفل كل يوم، لا تبقى هنا إلا أذا كانت سيلينا وتنام على هذه الأريكة، أنا أعرف بأنك لا تُحبيها ولكنني بسبب شدة حُبك أغار عليك منها كالمجنونة"
ابتسم روديان وقال بداخله:
« ها قد عرفتي الآن كيف كان شعوري عندما كنت أراكُ مع أخي؟ وعن توالي خيباتي عندما علمت بأنك على علاقة معه وستنجبين طفلك منه»
هزت نيرفيتا جسده بيدها وهي تصرخ بأعلى صوت لها، تجمع الجميع أمام غرفه روديان وهم يتسألون عما يجري بالداخل.
خرجت كولن من غرفتها وأعطت أوامر بأن يذهب الجميع لعمله، وضعت يدها على الباب لتدخل تذكرت حديث ليريا معها فقالت بين نفسها:
«ليريا أيتها الحقيرة هل أخبرتها بالحقيقة؟ فأنا طلبت منكِ بأن لا تخبريها ستدفعين الثمن يا ليريا عما فعلته، صحيح نسيت أمرت البرت»
تراجعت كولن للوراء ودخلت لغرفتها بعدما تذكرت البرت وذهبت تنظر عليه والمفاجأة ما وجدته، اشتاطت بالغضب وصرخت على روفال وهي تقول:
"أين البرت أطلبي من الحراس أيجاده واحضاره لي هنا بالحال؟ هيا أذهبي ماذا تنتظرين؟ "
ردت عليها روفال وهي ترتعش خوفًا عليه:
"أمرك سيدتي"
..
دفع روديان نيرفيتا وذهب للطاولة وأجابها ببرود وهو يعطر نفسه:
" نيرفيتا أنا لا أريد أطاله الحديث معك أكثر، بعدما أعود سنكمل هذا الكلام وأنت لا تذهبي لأي مكان إلى حين عودتي"
اعترضت نيرفيتا وهي تقف أمامه بحزن:
" لكنني تحضرت وأريد الذهاب معك كما أتفقنا، فأنا زوجة ملك ميرامالا كيف لا أكون معك بشيء مهم كهذا؟ "
فتح روديان باب غرفته وخطى خطوة واحدة وهو يقول:
"هذا نهاية حديثي معكِ فأنا لا أمتلك الوقت الكثير للثرثرة، واتمنى بأن لا تعصي كلامي إلى اللقاء نيرفيتا"
أغلق روديان الباب خلفه وكان في طريق للدرج رأى سيلينا تقف بالقرب منه، أمسكت يده وأخذته إلى المفترق وأردفت بلهفة:
" روديان أخبرني ما الذي حدث معك ولما كانت تصرخ نيرفيتا بهذا الشكل"
قبل روديان جبينها ونظر إلى ساعته واجاب:
"لم يحدث شيء هي غاضبة لأني ابتعد عنها كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله لهذا هي منزعجة، أتريدي بأن أقترب منها"
همهمة سيلينا واجابت وهي حزينة:
"هل ستقترب منها بعد الآن بسبب انزعاجها منك؟"
أعاد روديان في تقبيل جبينها ويدها وهو يقول:
"إلى اللقاء لأني سأتأخر على موعدي"
تركها روديان ودلف للأسفل تجمعوا حوله الجنود وخرجوا سويًا.
تبعته سيلينا للأسفل وهي حزينة مما سيحدث، ذهبت إلى روفال تشتكي لها، وجدتها شاردة في المطبخ أخذت تكلمها ولا ترد عليها، إلى أن تركتها ودخلت في غرفتها.
كانت نيرفيتا تذهب بغرفتها يمينًا ويسارًا وهي غاضبه للغاية، فجأة توقفت وأخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة وهي تنوي الشر.
حالة البرت سيئة للغاية نادى على ليريا وقال لها:
" ليريا أنا متعب كثيرًا، هل لك بأن تحضري لي تلك العشبة التي أخذتها من قبل؟ "
هزه ليريا برأسها وذهبت لكي تجلب تلك العشبة من أعلى قمة ميرامالا، وتركته أمانه بغرفة روفان، دخلت روفال وهي معها بعض اللحوم ليتغذى اقتربت منه قائلة بعدما وضعت يدها على الجرح:
" هل تشعر بتحسن بعد أخذك لهذه الزهور"
اجابها وهو يتأوه من الوجع:
" تحسنت قليلا لكن نيبناها حادة كثيرًا وتمكنت مني لوقت كبير"
اقتربت روفان من البرت أكثر وعانقته وهي تقول:
" أنا حقًا حزينة لأجلك وكم اتمنى بأن اقتلها بين يدي"
اوجعت روفال البرت فابتعدت عنه وهي تقول:
" أنا اعتذر منك هل ألمتك كثيرًا"
أخذ البرت انفاسه بصعوبة ثم قال:
"لا عليك فأنا اشكرك لأنك تعتني بي وتخاطري بحياتك لأجلي"
أجابت روفال وهي تذرف دموعها:
" البرت أنا معجبة كثيرًا أعرف بأنك تُحب سيلينا، لكني لست قادرة على تجاهل هذا الحب الذي أكنه لك"
أغمض البرت عينيه وأخبرها بأن تتركه لكي يرتاح، خرجت روفال من الغرفة فلمحت الجنود بالحديقة يبحثون عن البرت بكل مكان، اغلقت روفال الغرفة بالمفتاح لكي تطمئن بأنه لن يدخل أحد للداخل.
وصلت نيرفيتا إلى الكهف الذي به جلاور عندما راها صفق بيده وهو يقول:
"كم أنا محظوظ اليوم، فقد زارني الكثير"
ردت نرفيتا باندهاش وهي تبتسم له:
" أرى بأن صحتك ممتازة يا جلاور، هل أعاد الملك لك شريحة قلبك"
عبث جلاور بوجهه واقتربت منها وهو يقول:
"ليس الأمر كذلك لكنه سيفعل في للقريب ليس لديه خيار آخر"
ردت نيرفيتا عليه وهي تضع حقيبتها على الطاولة:
" روديان أصبح شخصًا عنيد وقاسي القلب للغاية، رفض بأن يأخذني معه لجنازه عمه"
تقهقه جلاور وهو يقول بسخرية:
"ارأيت الفرق بيننا فهو جاء لي إلى هنا وتوسل إلي لكي أذهب ورفضت أن أذهب بينما أنتِ"
اجابت عليه نيرفيتا وهي تعقد شعرها للخلف:
"وهل ستذهب مثلما طلب منك؟"
أجابها جلاور وهو يجذبها نحوه وعانقها ثم نظر لعينيها:
" لا أريد الذهاب لكي يقولون في المدينة بأن الملك لم يسمح لآخاه بأن يحضر جنازه عمه، ارأيت فانا ذكي للغاية"
وضعت يدها على فمه ثم قالت:
" ما رأيك بأن تذهب فإن الشعب سيكره روديان في هذه الحالة"
تركها جلاور واجابها وهو يحوم حولها:
"هل أصبحتِ تُحبينه حقًا يا نيرفيتا وصدقتي الكذب الذي يخبرك به؟ فأنا أرى بأنك كل يوم تُحبينه أكثر من اليوم الذي قبله، ماذا يفعل لك بالقصر لتحبينه بهذا الشكل؟ هل نسيتين حبك لي؟ "
صرخت نيرفيتا بأعلى صوت لديها وقالت:
" أجل أنا أظن بأني أحب روديان لا بلا متأكدة من مشاعري اتجاهه، عندما عانقتك قبل قليل لم أشعر باي شيء نحوك كالسابق، أما روديان فقط عندما يكون بقربي أشعر بأنني امتلكت الكون "
جلس جلاور وقال وهو يضع يده على رأسه برعشة:
"تعرفين أنت الشخص الوحيد الذي لا اتوقع منه إن يخونني في يوم، أذهبي يا نيرفيتا ولا تعودي إلى هنا مرة أخرى، لأنني لو رأيتك بيوم أمامي سأقتلك"
أخبرت روفال سيلينا بأن البرت بغرفتهم لكي تنتبه عندما تدخل الغرفة، اعترضت بالبداية وقالت:
"روفال الأميرة كولن بنفسها هي من تبحث عنه، لو عرفت بأننا نعرف مكانه ستقتلنا بلا رحمه"
وضعت روفال يدها عليها قائلة:
"سيلينا لا تقلقي لو كُشف أمره سأقول بأنك لا تعرفين شيء وأتحمل الموضوع بمفردي"
أجابتها سيلينا وهي تتحرك لأعلى:
"أنا سأذهب وأتفقد الأميرة نيرفيتا"
تحولت ليريا لذئب وركضت بأقصى سرعة لتجلبت العشبة، ومن ثم أعطتها لألبرت وتركت روفال معه بالغعرفة لترعاه.
...
دخلت نيرفيتا غرفتها وجدت ليريا تنتظرها، فور أن رأتها قالت لها:
"أذهبي وأطلبي من كولن بأن تترك البرت وشأنه، فالقصر بأكمله يبحث عنه وهو جريح"
أجابتها نيرفيتا وهي متعبة:
"ليريا ماذا يحدث مع البرت؟ ولما كولن تضعه في ذهنها ما فهمت ذلك أشرحي لي"
مددت نيرفيتا جسدها على الفراش وعانقت الوسادة وأغمضت عينيها وهي لا تُبالي لها.
"عندك علم بأن روديان يخونك مع سيلينا"
رمت ليريا هذه الكلمات وهي تقف فوق رأس نيرفيتا، فتحت عينيها وقالت لها:
"هل تمزحين معي يا ليريا؟ "
أجابتها وهي تمسكها من يدها وتحركت معها لكي تذهب لغرفة كولن:
"في البداية أذهبي لغرفة كولن وأطلبي منها عدم البحث عن البرت وسأخبرك بكل شيء"
فتحت ليريا الباب وجدت سيلينا أمامه، من غضبها هجمت عليها ومصت من دمها، خلصتها ليريا منها وهي تقول:
"نيرفيتا ابتعدي عنها فهي بحماية الملك لا تجعلي الحرب تشتعل بينكم"
تركتها نيرفيتا ودفعتها لبعيد وهي تردف:
"سيلينا أغربي عن وجهي وأتركِ القصر بالحال وحسابك معي فيما بعد"
يتبع..
طرد سيلينا من قصر الملك.
بعدما أحكمت كولن قبضتها على البرت، أدخلت نابيها في رقبته ثم رفعت رأسها لأعلى أنزلتها وهي تضع شفتيها عليه وشربت دمه دفعه تلو الأخرى، دفعها البرت بقدمه ما أستطاع الهرب منها لتملكها منه لضعفه أمامها، غاب البرت عن وعيه وسقطت يده لأسفل لتعلن...
فجأة طرقت ليريا على الباب وهي تحمل بيدها قلادة روديان، عرفت كولن بأنها ليريا لأنها سألت عن الطارق وسكعت صوتها، سريعًا خبأت جسد البرت بالحمام ومسحت جيدًا مكان الدماء ثم فتحت الباب مردفه:
"ماذا هناك يا ليريا في هذه الساعة؟"
دخلت ليريا وجلس على الفراش ورمت القلادة بجانبها وهي تقول:
"أتعلمين بأن روديان على علاقة بالخادمة"
تفاجأت كولن ودارت للوراء وهي في حالة ذهول وقالت:
"تقصدين سيلينا بالخادمة!"
وضعت ليريا ساقيها فوق بعضهم وأجابه وهي ممسكة بالقلادة بيدها:
"ومن غيرها سيكون"
دورت كولن الكلام بذهنها ونظرت على سيلينا من النافذة قائلة:
"هل أخبرتِ صديقتك نيرفيتا؟"
ذهبت ليريا ووقفت بجانب كولن وأجابت:
"لستُ بعد لكنني سأذهب و.. "
قاطعتها كولن وهي تلف يدها فوق عنقها:
"أحذرك يا ليريا من أخبارها بشيء"
رجعت ليريا للوراء وهي تقول:
"لماذا لا أخبرها فهي يجب أن تعرف حقيقة روديان"
سمعت ليريا صوت البرت قريب منها، كانَ يُنادي عليها بصوت ضئيل لتعبه، ارتعبت ليريا بعدما رأت يده أمامها وممتلئة بالدماء، جاءت كولن وجلست مقابلها وهي تكمل كلامها:
"ليريا صديقتك نيرفيتا مجنونة وستصعب الأمور على روديان أكثر"
أجابت بلهفة وهي تدمع عينيها:
"ومنذ متى تقلقين على روديان، هل تقنعينني بأنك أصبحتِ تُحبينه الآن حتى بعدما أعتقل جلاور؟"
وضعت ليريا يدها بجيبها وأخرجت القلادة المُنجية دفعتها ناحية البرت، وللأسف ألقتها بعيدة عنه تأوه البرت من التعب وفقد وعيه لدقائق، دافعت كولن عن نفسها:
"أنا لا أحبه لكنني أخشى م...."
طُرق الباب للمرة الثانية ذهبت كولن ووجدت فالكا يقف أمامها، عانقته وهي تقول:
"فالكا متى جئت يا بني"
منذ زواج روديان وذهاب فالكا لمدينة انتوليسا أعجبته كثيرًا، ومن حينها قرر الاستقرار فيها والعمل مع الملك شومار وابنه وترك مدينته، وعندما أرسل روديان رساله إلى الملك بأن يأتي لجنازه عمه زوليا أخبر فالكا وجاءوا معًا إلى القصر.
كان فالكا كالثور الحائر دخل الغرفة وهو يشتاط غضبًا ولا يتكلم، أوقفه كولن وهي تقول:
"ماذا هناك يا فالكا في هذه الساعة؟ "
تحركن ليريا للخروج بعدما تأكدت من أخذ البرت للعلبة وذهبت لتنتظره بالأسفل، توقف فالكا عن الحركة وقال:
"كيف لروديان اعتقال عمي زوليا وأخي؟"
أخذت كولن فالكا بين أحضانها فأكمل:
"عمي قد مات الآن ماذا سنفعل من بعده؟ فمن الممكن بأن يُفضح سرنا الذي خبأنا عن الجميع لسنوات وبالأخص روديان فلو عرف سيقتلني ؟"
هدأت كولن فالكا ونصحته بذكاء كعادتها لأنها تريد فعل شيء خطير للغاية:
"روديان ليس المسؤول حول موت عمك، فجلاور هو من قتله دون أعلامي وأخذ رأيي كالسابق، والأعتقال هذا لمصلحتنا بسبب اقتربنا من يوم الكهف الملعون"
لم يفاجئ فالكا من قتل جلاور لعمه، بأستغراب قال لها بعد آخر كلماتها:
"ماذا تقصدين بيوم الكهف الملعون؟ "
أجابه كولن وهي تضحك:
"في هذا اليوم يا فالكا سيفتح باب الكهف الخلفي، وسيطوفون به مُلاكه ولو وجدوا أحد بداخله سيقتل، ومن ثم يذهبوا لحاكم المدينة ويقتلوه لتجرئته على دخول الكهف والعبث به دون علمهم"
جلس فالكا ونظر حوله كأنه أول مرة يدخل بها الغرفة، فتذكر والده وقال:
"هل هذه القصة التي كان يخبرنا بها والدي من قبل"
رفعت يدها لأعلى ناحية السماء وأجابه وهي تضم كورة صغيرة وتدفعها لأعلى:
"أجل فهناك يوم واحد فقط بالسنة يفتح به باب الكهف الملعون، ومن خوفنا من وجود أحد بالكهف ونحن لا نعلم عنه شيء نختبئ بداخل الجحور، لأنهم لا يهددون بمجرد كلمات هما سيقلبون المدينة رأسًا على عقب، سبق وفعلوا ذلك بجدك عندما تحداهم فهم اقوى منا".
وضع فالكا يده على النافذة وهو يقول بعد تفكير:
"من الشخص الذي سيكون بالكهف"
فقط بنظرات عينيها أجابه كولن ما تريد قوله، باندهاش أجاب فالكا وهو يذهب لوالدته:
"هل تقصدين بأنك سَتُضحين بأخي جلاور بداخل الكهف؟ "
أخرجت من الخزانة صندوق ووضعته أمام فالكا وأردفت:
"أصبح الآن جلاور غير نافع ويتصرف بغباء كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه، أنت ها قد كبرت لتولي دور الملك أليس كذلك"
عارضها فالكا بالبداية وهو يدفع الصندوق بيده لبعيد ويسقط على الأرض ويتساقط الذي بداخله ويملئ الغرفة:
"وهل ستضحين بأبنك بهذه السهولة؟ كولن بهذا الشكل من الممكن بأن تفعلين بي مثله بيوم من الأيام"
قبضت على يده ووضعت يدها الأخرى على شعره وهي تقول:
"ليست تضحية يا فالكا عندما تصبح أبًا ستفهم حينها الذي أفعله لأجلكم"
شرد فالكا وأخذ يقلب كلمات والدته ويتخيل بأنه هو الملك، خرج من شروده بعدما أعجبه الحال، أمسك يد والدته وقبلها وهو يبتسم ويقول:
"معك حق يا أمي فجلاور أساء للمملكة بأكمله منذ وقت، فأنا أجدر به الآن على الحكم"
ذهب روديان إلى غرفته لتبديل ثيابه لكي يذهب لجنازة عمه، أنتهى وكان على وشك الذهاب، أوقفته نيرفيتا وتشاجرت معه وهي تقول:
" روديان فأنا بحاجة للحديث معك الآن بموضوع مهم للغاية لا يحتمل التأجيل"
أكمل روديان تجهيزاته وما أجاب عليها، نادت نيرفيتا على سيلينا بغضب، جاءت بعد ثواني وهي تقول:
"أمرك أميرتي"
بتعالي أمرتها بأن تنضف الأرض، ذهبت سيلينا وأتت بالمعدات وبدأت بالتنظيف، أمسك روديان بيد سيلينا وأخرجها خارجًا وهو يقول:
"أنا أعتذر سيلينا لدينا موضوع نريد الحديث به:
جلست نيرفيتا فوق فراشها وقالت:
"من فضلك روديان تعال وأجلس هنا"
جلس روديان وهو لا يعجبه الذي تفعله، تقربت نيرفيتا من روديان وصدها وهو يردف:
"نيرفيتا ليس هذا وقته، فأنا لدي جنازة عمي بعد قليل من فضلك أعذريني و..."
بدأت نيرفيتا بالصراخ كالمجنونة، لأول مرة تشعر بهذا الشعور حتى مع جلاور كانت تعرف بأنه مع غيرها وما كانت تحرقها هذه الغيرة، جلست أسفل قدمه وهي تقول:
" روديان أنت لا تتواجد معي منذ أن تزوجنا، تتركني وترحل وتنام بالأسفل كل يوم، لا تبقى هنا إلا أذا كانت سيلينا وتنام على هذه الأريكة، أنا أعرف بأنك لا تُحبيها ولكنني بسبب شدة حُبك أغار عليك منها كالمجنونة"
ابتسم روديان وقال بداخله:
« ها قد عرفتي الآن كيف كان شعوري عندما كنت أراكُ مع أخي؟ وعن توالي خيباتي عندما علمت بأنك على علاقة معه وستنجبين طفلك منه»
هزت نيرفيتا جسده بيدها وهي تصرخ بأعلى صوت لها، تجمع الجميع أمام غرفه روديان وهم يتسألون عما يجري بالداخل.
خرجت كولن من غرفتها وأعطت أوامر بأن يذهب الجميع لعمله، وضعت يدها على الباب لتدخل تذكرت حديث ليريا معها فقالت بين نفسها:
«ليريا أيتها الحقيرة هل أخبرتها بالحقيقة؟ فأنا طلبت منكِ بأن لا تخبريها ستدفعين الثمن يا ليريا عما فعلته، صحيح نسيت أمرت البرت»
تراجعت كولن للوراء ودخلت لغرفتها بعدما تذكرت البرت وذهبت تنظر عليه والمفاجأة ما وجدته، اشتاطت بالغضب وصرخت على روفال وهي تقول:
"أين البرت أطلبي من الحراس أيجاده واحضاره لي هنا بالحال؟ هيا أذهبي ماذا تنتظرين؟ "
ردت عليها روفال وهي ترتعش خوفًا عليه:
"أمرك سيدتي"
..
دفع روديان نيرفيتا وذهب للطاولة وأجابها ببرود وهو يعطر نفسه:
" نيرفيتا أنا لا أريد أطاله الحديث معك أكثر، بعدما أعود سنكمل هذا الكلام وأنت لا تذهبي لأي مكان إلى حين عودتي"
اعترضت نيرفيتا وهي تقف أمامه بحزن:
" لكنني تحضرت وأريد الذهاب معك كما أتفقنا، فأنا زوجة ملك ميرامالا كيف لا أكون معك بشيء مهم كهذا؟ "
فتح روديان باب غرفته وخطى خطوة واحدة وهو يقول:
"هذا نهاية حديثي معكِ فأنا لا أمتلك الوقت الكثير للثرثرة، واتمنى بأن لا تعصي كلامي إلى اللقاء نيرفيتا"
أغلق روديان الباب خلفه وكان في طريق للدرج رأى سيلينا تقف بالقرب منه، أمسكت يده وأخذته إلى المفترق وأردفت بلهفة:
" روديان أخبرني ما الذي حدث معك ولما كانت تصرخ نيرفيتا بهذا الشكل"
قبل روديان جبينها ونظر إلى ساعته واجاب:
"لم يحدث شيء هي غاضبة لأني ابتعد عنها كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله لهذا هي منزعجة، أتريدي بأن أقترب منها"
همهمة سيلينا واجابت وهي حزينة:
"هل ستقترب منها بعد الآن بسبب انزعاجها منك؟"
أعاد روديان في تقبيل جبينها ويدها وهو يقول:
"إلى اللقاء لأني سأتأخر على موعدي"
تركها روديان ودلف للأسفل تجمعوا حوله الجنود وخرجوا سويًا.
تبعته سيلينا للأسفل وهي حزينة مما سيحدث، ذهبت إلى روفال تشتكي لها، وجدتها شاردة في المطبخ أخذت تكلمها ولا ترد عليها، إلى أن تركتها ودخلت في غرفتها.
كانت نيرفيتا تذهب بغرفتها يمينًا ويسارًا وهي غاضبه للغاية، فجأة توقفت وأخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة وهي تنوي الشر.
حالة البرت سيئة للغاية نادى على ليريا وقال لها:
" ليريا أنا متعب كثيرًا، هل لك بأن تحضري لي تلك العشبة التي أخذتها من قبل؟ "
هزه ليريا برأسها وذهبت لكي تجلب تلك العشبة من أعلى قمة ميرامالا، وتركته أمانه بغرفة روفان، دخلت روفال وهي معها بعض اللحوم ليتغذى اقتربت منه قائلة بعدما وضعت يدها على الجرح:
" هل تشعر بتحسن بعد أخذك لهذه الزهور"
اجابها وهو يتأوه من الوجع:
" تحسنت قليلا لكن نيبناها حادة كثيرًا وتمكنت مني لوقت كبير"
اقتربت روفان من البرت أكثر وعانقته وهي تقول:
" أنا حقًا حزينة لأجلك وكم اتمنى بأن اقتلها بين يدي"
اوجعت روفال البرت فابتعدت عنه وهي تقول:
" أنا اعتذر منك هل ألمتك كثيرًا"
أخذ البرت انفاسه بصعوبة ثم قال:
"لا عليك فأنا اشكرك لأنك تعتني بي وتخاطري بحياتك لأجلي"
أجابت روفال وهي تذرف دموعها:
" البرت أنا معجبة كثيرًا أعرف بأنك تُحب سيلينا، لكني لست قادرة على تجاهل هذا الحب الذي أكنه لك"
أغمض البرت عينيه وأخبرها بأن تتركه لكي يرتاح، خرجت روفال من الغرفة فلمحت الجنود بالحديقة يبحثون عن البرت بكل مكان، اغلقت روفال الغرفة بالمفتاح لكي تطمئن بأنه لن يدخل أحد للداخل.
وصلت نيرفيتا إلى الكهف الذي به جلاور عندما راها صفق بيده وهو يقول:
"كم أنا محظوظ اليوم، فقد زارني الكثير"
ردت نرفيتا باندهاش وهي تبتسم له:
" أرى بأن صحتك ممتازة يا جلاور، هل أعاد الملك لك شريحة قلبك"
عبث جلاور بوجهه واقتربت منها وهو يقول:
"ليس الأمر كذلك لكنه سيفعل في للقريب ليس لديه خيار آخر"
ردت نيرفيتا عليه وهي تضع حقيبتها على الطاولة:
" روديان أصبح شخصًا عنيد وقاسي القلب للغاية، رفض بأن يأخذني معه لجنازه عمه"
تقهقه جلاور وهو يقول بسخرية:
"ارأيت الفرق بيننا فهو جاء لي إلى هنا وتوسل إلي لكي أذهب ورفضت أن أذهب بينما أنتِ"
اجابت عليه نيرفيتا وهي تعقد شعرها للخلف:
"وهل ستذهب مثلما طلب منك؟"
أجابها جلاور وهو يجذبها نحوه وعانقها ثم نظر لعينيها:
" لا أريد الذهاب لكي يقولون في المدينة بأن الملك لم يسمح لآخاه بأن يحضر جنازه عمه، ارأيت فانا ذكي للغاية"
وضعت يدها على فمه ثم قالت:
" ما رأيك بأن تذهب فإن الشعب سيكره روديان في هذه الحالة"
تركها جلاور واجابها وهو يحوم حولها:
"هل أصبحتِ تُحبينه حقًا يا نيرفيتا وصدقتي الكذب الذي يخبرك به؟ فأنا أرى بأنك كل يوم تُحبينه أكثر من اليوم الذي قبله، ماذا يفعل لك بالقصر لتحبينه بهذا الشكل؟ هل نسيتين حبك لي؟ "
صرخت نيرفيتا بأعلى صوت لديها وقالت:
" أجل أنا أظن بأني أحب روديان لا بلا متأكدة من مشاعري اتجاهه، عندما عانقتك قبل قليل لم أشعر باي شيء نحوك كالسابق، أما روديان فقط عندما يكون بقربي أشعر بأنني امتلكت الكون "
جلس جلاور وقال وهو يضع يده على رأسه برعشة:
"تعرفين أنت الشخص الوحيد الذي لا اتوقع منه إن يخونني في يوم، أذهبي يا نيرفيتا ولا تعودي إلى هنا مرة أخرى، لأنني لو رأيتك بيوم أمامي سأقتلك"
أخبرت روفال سيلينا بأن البرت بغرفتهم لكي تنتبه عندما تدخل الغرفة، اعترضت بالبداية وقالت:
"روفال الأميرة كولن بنفسها هي من تبحث عنه، لو عرفت بأننا نعرف مكانه ستقتلنا بلا رحمه"
وضعت روفال يدها عليها قائلة:
"سيلينا لا تقلقي لو كُشف أمره سأقول بأنك لا تعرفين شيء وأتحمل الموضوع بمفردي"
أجابتها سيلينا وهي تتحرك لأعلى:
"أنا سأذهب وأتفقد الأميرة نيرفيتا"
تحولت ليريا لذئب وركضت بأقصى سرعة لتجلبت العشبة، ومن ثم أعطتها لألبرت وتركت روفال معه بالغعرفة لترعاه.
...
دخلت نيرفيتا غرفتها وجدت ليريا تنتظرها، فور أن رأتها قالت لها:
"أذهبي وأطلبي من كولن بأن تترك البرت وشأنه، فالقصر بأكمله يبحث عنه وهو جريح"
أجابتها نيرفيتا وهي متعبة:
"ليريا ماذا يحدث مع البرت؟ ولما كولن تضعه في ذهنها ما فهمت ذلك أشرحي لي"
مددت نيرفيتا جسدها على الفراش وعانقت الوسادة وأغمضت عينيها وهي لا تُبالي لها.
"عندك علم بأن روديان يخونك مع سيلينا"
رمت ليريا هذه الكلمات وهي تقف فوق رأس نيرفيتا، فتحت عينيها وقالت لها:
"هل تمزحين معي يا ليريا؟ "
أجابتها وهي تمسكها من يدها وتحركت معها لكي تذهب لغرفة كولن:
"في البداية أذهبي لغرفة كولن وأطلبي منها عدم البحث عن البرت وسأخبرك بكل شيء"
فتحت ليريا الباب وجدت سيلينا أمامه، من غضبها هجمت عليها ومصت من دمها، خلصتها ليريا منها وهي تقول:
"نيرفيتا ابتعدي عنها فهي بحماية الملك لا تجعلي الحرب تشتعل بينكم"
تركتها نيرفيتا ودفعتها لبعيد وهي تردف:
"سيلينا أغربي عن وجهي وأتركِ القصر بالحال وحسابك معي فيما بعد"
يتبع..