الفصل١٢
تحدث «زاس» قائل:
-هو بياخد شاور، يطلع واقوله أنك هنا.
أومأت «دينا» قائلة:
-وأنا مستنيه.
طالعها «زاس» بنظرات صامتة، ليجلس قائل:
-يعني موضوع أيه اللي عيزاه فيه؟
طالعته «دينا» في ضيق، قائلة:
-«زاس» قولتلك موضوع شخصي، أنت هتحقق معايا؟!
ضحك «زاس» لإنفعالها، قائل:
-ليه العصبية دي بس؟! هو كلامي بيعصب أوي كده؟!
ابعدت «دينا» نظراتها عنه في ضيق من حديثه المستمر، صامتة تمامًا.
استمر «زاس» في مطالعتها، ليقول وكأنه يود أن يفتح حديث معها:
-تحبي تشربي أيه؟
طالعته «دينا» متبسمة بنفاز صبر، لتقول:
-شكرًا يا «زاس»، مش عايزة حاجة.
أومأ «زاس» ناهض:
-براحتك، زي مانتي عايزة.
في هذا الوقت خرج «ساينوس» من دورة المياه، قام بإرتداء ملابسه، ليذهب «زاس» له فور شعوره بخروجه.
طرق باب الغرفة، ما إن اجابه قام بالدخول، ليقول:
-«دينا» برا وعايزة تقابلك.
طالعه «ساينوس» في تعجب، قائل:
-«دينا»! عايزة تقابلني ليه؟
اجابه «زاس» نافي:
-مرضتش تقولي، قال أيه موضوع شخصي.
شرد «ساينوس» يفكر بماذا ستود محادثته، لينهي نوبة تفكيره، قائل:
-طيب، قولها جاي، محدش أتصل بيك أو عرفت حاجة عن «هارلي»؟
حرك «زاس» رأسه نافي، ليقول:
-لسه مفيش اخبار.
طالعه «ساينوس» ليقول:
-عايزك تهتم أنت بالحوار، لإن لو لقينا البت دي وقدرنا نخليها تعترف، هنطلع بقرشين حلوين.
تبسم «زاس» بغموض، قائل:
-لو مسكناها فأكيد هتعترف، مفيش كلام.
أومأ «ساينوس» قائل:
-يبقى لاقيها الأول وبعدين نتصرف.
أومأ «زاس» قائل:
-من عنيا، هدورلك عليها وهقلبلك الدنيا حتة حتة.
(بمنزل فيونا).
خرجت «فيونا» من غرفتها، وبيدها حقيبة تجمع بعض الملابس الخاصة بها.
طالعتها «سوزان» التي تنهدت بضيق من عنادها، كما طالعها «جان».
تحدثت «سوزان» في ضيق قائلة:
-أنتِ بجد هتمشي؟! وهتروحي على فين كده أنشاء الله؟!
طالعتها «فيونا» بثبات وعند، قائلة:
-والله دي حاجة ترجعلي.
نهض «جان» الذي تحدث ماد يده حتى يصافحها، ليقول:
-طب ممكن تيجي تسلمي الأول حتى؟
طالعته «فيونا» بنظرات باردة، بل توقفت صوبه قليلًا؛ فرؤيتها لهذا الشاب الوسيم، والذي يعد في منتصف عقده الثالث، من المفترض أنه سيصبح زوجها، ولكن الحقيقة أنه يبدو في ذروة شبابه!
تحدثت «فيونا» رافعة حاجبيها في سخرية منها، قائلة:
-هو ده اللي هتتجوزيه؟! يعني ده حتى عيب عليكِ يبقى عندك تجاعيد وتتجوزي واحد زي ده.
طالعتها «سوزان» في دهشة لما قالت، ليكبح «جان» بسمته الذي لا يستطيع امساكها.
تحدثت «سوزان» في غضب من حديث «فيونا»، لتقول منفعلة:
-طيب، عايزة تمشي أمشي أنا غلطانة أصلًا إني مسكت فيكِ أو كنت عايزاكِ تفضلي.
أومأت «فيونا» قائلة:
-منا ماشية، مش مستنية تديني الإذن.
أخذت حقيبتها متجهة إلى الخارج أسفل نظرات «جان» الذي انتظر رحيلها حتى يتحدث قائل:
-لا يا «سوزان» أنتِ غلطي بأللي عملتيه ده، هي بردو بنتك، والله أعلم مين ممكن يضحك على عقلها وهي في الحالة دي.
استمرت «سوزان» في مطالعته شاردة الذهن، ليكمل قائل:
-أنا هحاول الحقها وامنعها تمشي.
وبالفعل ذهب إلى الخارج ليلحق بها، أسفل نظرات «سوزان» التي تشتعل ضيق.
وبالفعل قام باللحاق بها، ليمسك زراعها حتى يوقفها، قائل:
-«فيونا» استني.
توقفت «فيونا» لتطالعه في ضيق، قائلة:
-خير؟
اجابها «جان» متحدث:
-ممكن نقعد في حتة وتسيبي الشنطة دي هنا بس نتكلم واعملي بعدها اللي تعوزيه.
طالعته «فيونا» بعند، لتقول:
-متحاولش لإني مش هرجع عن فكرتي.
تنهد «جان» في محاولة أخرى منه لما يسيطر عليها من عند، قائل:
-«فيونا» لو سمحت، طيب اسمعيني وبلاش تسيبي الشنطة، بس تعالي نقعد في أي كافيه قريب علشان نعرف نتكلم براحتنا.
استمرت «فيونا» في مطالعته بضع ثواني، لتبعد نظراتها عنه في ملل من اصراره، وبالفعل ذهبوا إلى إحدى الكافيهات القريبة.
طالعها «جان» ليتحدث قائل:
-عارف إنك مش متقبلة فكرة وجودي، بس..
قاطعته «فيونا» في عند وضيق، قائلة:
-ملوش لازمة تتكلم لإني مش ههتم لأي حاجة هتقولها، وهعمل اللي في دماغي.
استمر «جان» في مطالعتها، ليوميئ بهدوء، قائل:
-وأنا مش جاي اكلمك علشان ترجعي عن اللي في دماغك، أنا بس عايز أقول إني مش هتجوز مامتك أصلًا.
طالعته «فيونا» لتتبدل ملامحها، عاقدة حاجبيها بخفوت، لتقول:
-أزاي؟!
اجابها «جان» معتدل أكثر في جلسته، قائل:
-بصي يا ستي، بإختصار كده أنا كنت بلعب على مامتك علشان فلوسها مش أكتر.
استمرت «فيونا» في مطالعته وملامحها تزداد صدمة، ليس من أمر تأكدت منه، بل من صراحته في اخبارها هذا!
تحدثت والدهشة تتملكها، لا تستطيع استيعاب كلماته، والتي تفوه بها من ليس عليه البوح بمثلها:
-مش، مش فاهمة، قصدي أنا عارفة حاجة زي كده، بس أنت أزاي بتقولها قدامي ومش خايف لأبوظ الجوازة، ولا أي حاجة!
أومأ «جان» متفهم ماتحاول البوح به، ليقول:
-حتى لو بوظتي الجوازة فده ميهمنيش، لأنها كده كده مش هتتم، هفهمك ليه، زي مقولتلك الجوازة كلها كانت هتتم بسبب الفلوس، ليكِ حق تستغربي أنا ليه بقولك كده وليه دلوقت ومش بعد ماتجوزها، ببساطة لأني لقيت البنت اللي قدرت تلفت انتباهي، وقلبي كمان بمجرد ماشوفها.
استمرت «فيونا» في مطالعته وفي دهشة من حديثه، فإن كان قد ذُكر برواية ما، لقالت إنها مجرد رواية!
تحدثت وعقلها بالكاد يحاول استيعاب مايتفوه به:
-يعني أنت لقيت البنت اللي بتحبها، وعلشان كده ناوي ترجع عن فكرة جوازك من ماما، صح كده؟
أومأ «جان» صاحب الخصلات البنية، والعينان العسليتان، ليقول:
-بالظبط كده، أنا محبتش تشوفيني بطريقة وحشة، أو تضيع من أيدي لو اتجوزت ومقدرش اتجوزها.
أومأت «فيونا» بلا مبالاه، قائلة:
-تمام كده، يبقى ملكش حق تدخل البيت ده تاني وأظن كده أنا عداني العيب، ولا اقولك، أنت تكلمها الأول وتقولها إنك عايز تفسخ خطوبتكوا، وبعدها تقدر تمشي بقى وتعمل اللي أنت عايزة.
استمر «جان» في مطالعتها، ليوميئ قائل:
-هعمل كده، بس مش عايزة تعرفي مين البنت اللي خلتني اتغاضى عن كل الفلوس والغنى اللي كنت هعيش فيه، علشانها؟
حركت «فيونا» رأسها نافية، لتقول بملل:
-صدقني مش فارقة، أصل أنا من الأول كنت عارفة إنها مجرد لعبة، واتأكدت لما شوفتك؛ أصل واحد زيك هيبص لواحده قد مامتهي يعني بتاع أيه؟ إلا لو كان الموضوع زي ماطلع كده.
اجابها «جان» قائل:
-على فكرة البنت اللي بتكلم عليها أنتِ عرفاها كويس أوي.
تطالعه «فيونا» والتي عقدت حاجبيها بخفوت ومزاح، قائلة:
-أيه عمتي؟
ضحك «جان» لما قالت، ليحرك رأسه نافي، قائل:
-تؤ، أنتِ.
تبدلت نظرات «فيونا» والتي تلاشى بها السخرية والملل، ليحل مكانهم الصدمة، والتي تعد أكبر بكثير من التي مضت، لتقول في انفعال وصوت مرتفع مسموع لمن حولها:
-نعم؟!
تحدث «جان» مهديئها، ليقول:
-ممكن توطي صوتك طيب.
نهضت «فيونا» التي تحدثت بذات انفعالها، قائلة:
-أنت شكلك بني أدم مجنون.
تركته وذهبت لينهض هو الأخر في تسرع واضع حسابه فوق الطاولة، ليذهب محاول اللحاق بها.
وبالفعل قام بالوقوف امامها أثناء سيره السريع والذي كان أسرع منها لما تحمل من حقيبة بيدها.
ما إن وقف امامها، قائل:
-«فيونا» اسمعيني.
تحدثت «فيونا» منفعلة، لتقول:
-أنت اللي بتقوله ده مستحيل؛ فكرك أصلًا لو أنا وافقت على حاجة زي كده هتتم؟ ده غير إني مش واثقة فيك ولو شوية، أنت تحمد ربنا أصلًا إني ماحبستكش على اللي كنت هتعمله ده، لو متعرفش فده نصب.
استمر «جان» في مطالعتها، لم تنتظر ثانية لتذهب تاركاه يقف مكانه ولا يدري ماذا يفعل.
-هو بياخد شاور، يطلع واقوله أنك هنا.
أومأت «دينا» قائلة:
-وأنا مستنيه.
طالعها «زاس» بنظرات صامتة، ليجلس قائل:
-يعني موضوع أيه اللي عيزاه فيه؟
طالعته «دينا» في ضيق، قائلة:
-«زاس» قولتلك موضوع شخصي، أنت هتحقق معايا؟!
ضحك «زاس» لإنفعالها، قائل:
-ليه العصبية دي بس؟! هو كلامي بيعصب أوي كده؟!
ابعدت «دينا» نظراتها عنه في ضيق من حديثه المستمر، صامتة تمامًا.
استمر «زاس» في مطالعتها، ليقول وكأنه يود أن يفتح حديث معها:
-تحبي تشربي أيه؟
طالعته «دينا» متبسمة بنفاز صبر، لتقول:
-شكرًا يا «زاس»، مش عايزة حاجة.
أومأ «زاس» ناهض:
-براحتك، زي مانتي عايزة.
في هذا الوقت خرج «ساينوس» من دورة المياه، قام بإرتداء ملابسه، ليذهب «زاس» له فور شعوره بخروجه.
طرق باب الغرفة، ما إن اجابه قام بالدخول، ليقول:
-«دينا» برا وعايزة تقابلك.
طالعه «ساينوس» في تعجب، قائل:
-«دينا»! عايزة تقابلني ليه؟
اجابه «زاس» نافي:
-مرضتش تقولي، قال أيه موضوع شخصي.
شرد «ساينوس» يفكر بماذا ستود محادثته، لينهي نوبة تفكيره، قائل:
-طيب، قولها جاي، محدش أتصل بيك أو عرفت حاجة عن «هارلي»؟
حرك «زاس» رأسه نافي، ليقول:
-لسه مفيش اخبار.
طالعه «ساينوس» ليقول:
-عايزك تهتم أنت بالحوار، لإن لو لقينا البت دي وقدرنا نخليها تعترف، هنطلع بقرشين حلوين.
تبسم «زاس» بغموض، قائل:
-لو مسكناها فأكيد هتعترف، مفيش كلام.
أومأ «ساينوس» قائل:
-يبقى لاقيها الأول وبعدين نتصرف.
أومأ «زاس» قائل:
-من عنيا، هدورلك عليها وهقلبلك الدنيا حتة حتة.
(بمنزل فيونا).
خرجت «فيونا» من غرفتها، وبيدها حقيبة تجمع بعض الملابس الخاصة بها.
طالعتها «سوزان» التي تنهدت بضيق من عنادها، كما طالعها «جان».
تحدثت «سوزان» في ضيق قائلة:
-أنتِ بجد هتمشي؟! وهتروحي على فين كده أنشاء الله؟!
طالعتها «فيونا» بثبات وعند، قائلة:
-والله دي حاجة ترجعلي.
نهض «جان» الذي تحدث ماد يده حتى يصافحها، ليقول:
-طب ممكن تيجي تسلمي الأول حتى؟
طالعته «فيونا» بنظرات باردة، بل توقفت صوبه قليلًا؛ فرؤيتها لهذا الشاب الوسيم، والذي يعد في منتصف عقده الثالث، من المفترض أنه سيصبح زوجها، ولكن الحقيقة أنه يبدو في ذروة شبابه!
تحدثت «فيونا» رافعة حاجبيها في سخرية منها، قائلة:
-هو ده اللي هتتجوزيه؟! يعني ده حتى عيب عليكِ يبقى عندك تجاعيد وتتجوزي واحد زي ده.
طالعتها «سوزان» في دهشة لما قالت، ليكبح «جان» بسمته الذي لا يستطيع امساكها.
تحدثت «سوزان» في غضب من حديث «فيونا»، لتقول منفعلة:
-طيب، عايزة تمشي أمشي أنا غلطانة أصلًا إني مسكت فيكِ أو كنت عايزاكِ تفضلي.
أومأت «فيونا» قائلة:
-منا ماشية، مش مستنية تديني الإذن.
أخذت حقيبتها متجهة إلى الخارج أسفل نظرات «جان» الذي انتظر رحيلها حتى يتحدث قائل:
-لا يا «سوزان» أنتِ غلطي بأللي عملتيه ده، هي بردو بنتك، والله أعلم مين ممكن يضحك على عقلها وهي في الحالة دي.
استمرت «سوزان» في مطالعته شاردة الذهن، ليكمل قائل:
-أنا هحاول الحقها وامنعها تمشي.
وبالفعل ذهب إلى الخارج ليلحق بها، أسفل نظرات «سوزان» التي تشتعل ضيق.
وبالفعل قام باللحاق بها، ليمسك زراعها حتى يوقفها، قائل:
-«فيونا» استني.
توقفت «فيونا» لتطالعه في ضيق، قائلة:
-خير؟
اجابها «جان» متحدث:
-ممكن نقعد في حتة وتسيبي الشنطة دي هنا بس نتكلم واعملي بعدها اللي تعوزيه.
طالعته «فيونا» بعند، لتقول:
-متحاولش لإني مش هرجع عن فكرتي.
تنهد «جان» في محاولة أخرى منه لما يسيطر عليها من عند، قائل:
-«فيونا» لو سمحت، طيب اسمعيني وبلاش تسيبي الشنطة، بس تعالي نقعد في أي كافيه قريب علشان نعرف نتكلم براحتنا.
استمرت «فيونا» في مطالعته بضع ثواني، لتبعد نظراتها عنه في ملل من اصراره، وبالفعل ذهبوا إلى إحدى الكافيهات القريبة.
طالعها «جان» ليتحدث قائل:
-عارف إنك مش متقبلة فكرة وجودي، بس..
قاطعته «فيونا» في عند وضيق، قائلة:
-ملوش لازمة تتكلم لإني مش ههتم لأي حاجة هتقولها، وهعمل اللي في دماغي.
استمر «جان» في مطالعتها، ليوميئ بهدوء، قائل:
-وأنا مش جاي اكلمك علشان ترجعي عن اللي في دماغك، أنا بس عايز أقول إني مش هتجوز مامتك أصلًا.
طالعته «فيونا» لتتبدل ملامحها، عاقدة حاجبيها بخفوت، لتقول:
-أزاي؟!
اجابها «جان» معتدل أكثر في جلسته، قائل:
-بصي يا ستي، بإختصار كده أنا كنت بلعب على مامتك علشان فلوسها مش أكتر.
استمرت «فيونا» في مطالعته وملامحها تزداد صدمة، ليس من أمر تأكدت منه، بل من صراحته في اخبارها هذا!
تحدثت والدهشة تتملكها، لا تستطيع استيعاب كلماته، والتي تفوه بها من ليس عليه البوح بمثلها:
-مش، مش فاهمة، قصدي أنا عارفة حاجة زي كده، بس أنت أزاي بتقولها قدامي ومش خايف لأبوظ الجوازة، ولا أي حاجة!
أومأ «جان» متفهم ماتحاول البوح به، ليقول:
-حتى لو بوظتي الجوازة فده ميهمنيش، لأنها كده كده مش هتتم، هفهمك ليه، زي مقولتلك الجوازة كلها كانت هتتم بسبب الفلوس، ليكِ حق تستغربي أنا ليه بقولك كده وليه دلوقت ومش بعد ماتجوزها، ببساطة لأني لقيت البنت اللي قدرت تلفت انتباهي، وقلبي كمان بمجرد ماشوفها.
استمرت «فيونا» في مطالعته وفي دهشة من حديثه، فإن كان قد ذُكر برواية ما، لقالت إنها مجرد رواية!
تحدثت وعقلها بالكاد يحاول استيعاب مايتفوه به:
-يعني أنت لقيت البنت اللي بتحبها، وعلشان كده ناوي ترجع عن فكرة جوازك من ماما، صح كده؟
أومأ «جان» صاحب الخصلات البنية، والعينان العسليتان، ليقول:
-بالظبط كده، أنا محبتش تشوفيني بطريقة وحشة، أو تضيع من أيدي لو اتجوزت ومقدرش اتجوزها.
أومأت «فيونا» بلا مبالاه، قائلة:
-تمام كده، يبقى ملكش حق تدخل البيت ده تاني وأظن كده أنا عداني العيب، ولا اقولك، أنت تكلمها الأول وتقولها إنك عايز تفسخ خطوبتكوا، وبعدها تقدر تمشي بقى وتعمل اللي أنت عايزة.
استمر «جان» في مطالعتها، ليوميئ قائل:
-هعمل كده، بس مش عايزة تعرفي مين البنت اللي خلتني اتغاضى عن كل الفلوس والغنى اللي كنت هعيش فيه، علشانها؟
حركت «فيونا» رأسها نافية، لتقول بملل:
-صدقني مش فارقة، أصل أنا من الأول كنت عارفة إنها مجرد لعبة، واتأكدت لما شوفتك؛ أصل واحد زيك هيبص لواحده قد مامتهي يعني بتاع أيه؟ إلا لو كان الموضوع زي ماطلع كده.
اجابها «جان» قائل:
-على فكرة البنت اللي بتكلم عليها أنتِ عرفاها كويس أوي.
تطالعه «فيونا» والتي عقدت حاجبيها بخفوت ومزاح، قائلة:
-أيه عمتي؟
ضحك «جان» لما قالت، ليحرك رأسه نافي، قائل:
-تؤ، أنتِ.
تبدلت نظرات «فيونا» والتي تلاشى بها السخرية والملل، ليحل مكانهم الصدمة، والتي تعد أكبر بكثير من التي مضت، لتقول في انفعال وصوت مرتفع مسموع لمن حولها:
-نعم؟!
تحدث «جان» مهديئها، ليقول:
-ممكن توطي صوتك طيب.
نهضت «فيونا» التي تحدثت بذات انفعالها، قائلة:
-أنت شكلك بني أدم مجنون.
تركته وذهبت لينهض هو الأخر في تسرع واضع حسابه فوق الطاولة، ليذهب محاول اللحاق بها.
وبالفعل قام بالوقوف امامها أثناء سيره السريع والذي كان أسرع منها لما تحمل من حقيبة بيدها.
ما إن وقف امامها، قائل:
-«فيونا» اسمعيني.
تحدثت «فيونا» منفعلة، لتقول:
-أنت اللي بتقوله ده مستحيل؛ فكرك أصلًا لو أنا وافقت على حاجة زي كده هتتم؟ ده غير إني مش واثقة فيك ولو شوية، أنت تحمد ربنا أصلًا إني ماحبستكش على اللي كنت هتعمله ده، لو متعرفش فده نصب.
استمر «جان» في مطالعتها، لم تنتظر ثانية لتذهب تاركاه يقف مكانه ولا يدري ماذا يفعل.