الفصل التاسع

التاسع معدل



الفصل التاسع...

يا من تريد الحب، فأن المحب للحبيب مجابا...

يا تارك فؤادى يلتوى بنار أشتياقك، أطفئ لهيبى بكلمات عشقك.


القصر الملكى...


أستيقظ كيت صباحا وفعل روتينه اليومى، بعدما تجهز ذهب لينشغل بأعمالة الملكية و من ثم بعد مرور الوقت وقد اوشكت علي الغروب، أرتفع صوت البوق بالقرب من بوابة القصر ليعلن عن وصول الضيفة المنتظرة، فهى تكون أبنه صديق والده التى تواظب على زيارتهم سنويا وكان كيت يبغض تلك الزيارات للغاية، فهو يعرف جيدا انها ترغب به وتعشقه وتريد أن تكون الزوجة المستقبلية لمملكته ولكنه لن يضعها بتلك المكانة مطلقا.


توجه كيت لبوابة القصر لتهبط مايا من اعلى فرسها الأبيض لتحنى أمامه بأحترام قائلة:

_ مرحبا جلالتك.

قابلها كيت بجمود قائلا:

_مرحبا بكِ أميرة مايا.

نظرت له مايا بتعجب ولكنها لم ترغب في أن يلاحظ ذلك التعجب لتتغاضى عن اقتضابه وجموده لتجيب:
_باحسن حال.. وأنت جلالتك كيف حالك؟
أجابها باللهجة والنبرة ذاتها بقوله:
_بخير.
صمت وكانت تنتظر أن يحدثها أكثر ورغم علمها بانه لا يطيقها لكنها لا تبالي فكل ما تريده هي أن تصبح زوجته فقط.
كادت أن تذهب لكنها توقفت ونظرت له لتقول ببعض الدلال:
_ألم تشتاق لي؟.
تحدث بجمود وهو يحاول أن ينفذ صبره فقالت:
_لا.
ها هي الكلمة التي قالها تضرب اي فتاة بمقتل والرفض يصبح موضوع حساس لديهن لكنها رغم كل هذا لا تبالي عكس أي فتاه أخرى لو كانت بمحلها لتتبسم بقولها الذي تحداه:
_لا تقلق عزيزي.. فستشتاق إلى كثيرا في المستقبل القريب.
لتتركه غامزة له، ليتأفف كيت بصدمة من ردة فعلها فهي في الحقيقة لديها شخصية سيئة للغاية، علاوة غلى ذلك الطمع الذي يظهر في عينيها بقوة وجبروت لا يراه في عيون أحد من قبل.

أما هي في الأعلى في إحدى الغرف، ما إن جلست على فراشها حتى قالت بغضب جامح:
_ماذا يظن نفسه؟ حسنا سأُريه نجوم السماء في ظهيرة كل يوم.
تحدثت مع وصيفتها لتقول:
_أذهبي الآن اطلبي من كبيرة الخدم أن تخبرهن أن يعدوا لي المرحاض.. أريد أن استرخي كثيرا.
_أوامركِ سيدتي.
لتتركها وتذهب.
نهضت مايا تتفحص الغرفة، تتلمس الأشياء بيدها وهي تتخيل إنها كلها لها وحدها.. تحدثت متمته لذاتها فقالت:
_الأمر ليس بكبير.. أراني قادرة على إنهاء هذا الأمر في غمضة عين لكنني أعشق الألعاب وأرى استمتاع كبير في لغبتي مع جلالته.. واراهن على وإنه في يوم ما سيرغب في اللهو معي.
خرجت من الشرفة لتراه يتحدث مع عدة رجال من الواضح إنهم من رجال الدولة في الادارة يبلغوه كل ما حدث منذ الأمس.
فكرت في شئ ما لتقوم بالدلوف للغرفة بهدوء ومت ثم أسقطت شمعة مشتعلة على المفروشات وما إن وجدت النار تتمسك بكل هذا قامت سريعا بالسعال كثيرا وتجاهد في أن تريه أن نفسها منقطع، لتذهب على الشرفة تقول وهي اسعل باستغاثة وصوت مرتفع:
_كيت! أرجوك ساعدني.. فأنا ساحترق، كيت.
قالتلها ليلتفت الجمع وما إن رأى كل هذه الأدخنة عندها قام هو بالصعود سريعا والجميع من خلفه سواء كان من الحرس او من رجال الدولة.. كاد كيت أن يقوم بفتح الباب ليمنعه احد الأشهاص بقوله:
_جلالتك لا يحدث عذا أبدا.. قد تعرض حياتك للخطر، دع الحرس يقوموا بذلك.
يغضب بقوة فقال لهم:
_إذا فاسرعوا.
ليبتعد وهم فتحوا الباب ليدلفوا وهو خلفه، سعل كثيرا لكنه حاول أن يجدها، اما الحرس فقاموا بالسيطرة علي النيران.
جميع من في الثصر تجمعوا بخوف ينتظرون ماذا حدث ليخرج كيت وهو يحمل أبنة عمه بين يديه والسواد يجتاح وجوههم وهي مغشي عليها...



...


بالسوق حيث يجلس برايم يتابع عمله لم تذهب عنه خياله ولو للحظه واحده، تراوده فى غفوته وفى صحيانه، ود ولو يراها مرة اخرى ولكن كيف يفعل ذلك، كيف يجد السبيل لرؤيتها.

نهض لكى يرتب تلك الاقمشة التى وردت الية توا، انغمس بالعمل حتى راوده صوت أنثوى جعله يلتفت فجأه، لا يصدق عيناه، ها هى تقف أمامه بكامل هيئتها، ود حقا ان يراها وكأن ما يتمناه ينسج ليصبح واقع.


تقدم منها و وقف امامها صامتا لتحكى عيناه ما يكنه لها من أشتياق، نظرت له بعينيها وقالت:

_ مرحبا.

هنا قد عاد لواقعه ونظف حلقه قائلا:

_ مرحبا بكِ أنستى، كيف حالك؟

أبتسمت له وقالت ببسمة:

_بخير سيد....

صمتت حين تذكرت انها لا تعرف أسمه، ولكنه تظاهرت بالأمر فهى فعلت تلك الخدعة حتى تعلم أسمه التى لم تسنح لها الفرصة سابقا ان تطلع عليه.

هنا تحدث براين بلطف مبالغ به وقال:

_ براين، أدعى براين سيدتى الجميلة، هل لى أن أتشرف بأسمك.


نظفت حلقها وابتسمت وقالت بنبرة ظهر بها توترها:

_ ا أنستازيا.

أبتسم لها بسعادة فأخيرا قد حصل على اسم من عذبت قلبه ومخيلته بذكراها ليقول:

_ تشرفت بك، بماذا اقدر ان اخدمك؟

اجابته بلباقة أتقنتها كثيرا وقال:

_ لا شئ، فقد كنت قريبة منك وودت ان اشكرك على أقمشتك الرائعة، فحقا الخامات جيدة للغاية، شكرا لك.

هنا قد علم ان تصنع ذلك الموضوع حتى تستطع التحدث له، بحكم تجارته وعمله وان أكثرية زبائنه من النسوة ويعلم تدابيرهن وافعالهن، فقد كشف مؤامرتها سريعا.

سحب لها أحد الكراسي المصنوعة من خشب الأرو وقال:

_ تفضلى بالجلوس.

نظرت له متوترة لا تعلم السبب ولكن تلك النظرة التى رمقها بها توترها للغاية، نظفت حلقها وقالت:

_ احم، لا لن استطيع، يجب عليا الذهاب للمنزل فالوقت قد تأخر.

أبتلع لعابه وقال بأندفاع حين اوشكت على المغادرة:

_ هل سأراكى مجددا؟

ألتفتت له وقالت بمداعبه:

_ هل تريد رؤيتي مره اخرى؟


ابتسم لها وقال:


_ بالتاكيد اود ذلك، ومن لا يرغب في رؤيه القمر يوميا.


ابتسمت بخجل وقالت:
وهل وصفك لى بالقمر الان مغازله، ام تودد لى؟


لاحت بسمه بسيطه على شفتيه وقال:


_ستصدقيني اذا قلت لك انهم الاثنان معا.


تنهد واقترب منها وقال:

_ حقا لا اعلم ما سبب ذلك، ولكن اود رؤيتك يوميا، فقط اعطى قلبك فرصه ان يراني، وسنرى ماذا تفعل بنا الايام.


ابتسمت له وقالت:


_ اراك في الغد عند البحيره الغربيه.


لا يعلم لما رقص قلبه الان من السعاده، ولكنه ود اخفاء ذلك، ولا يعلم اذا كان استطاع فعلها ام لا، ابتسم وقال:

_ حسنا يا انستي الجميله، ولكن متى؟


التفتت لكي ترحل وقالت قبل رحيلها:

_ في الصباح الباكر بعد شروق الشمس بنصف ساعه.


ابتسم لها حين رحلت ورقص قلبه على انغام حبها بود وحب ولا يعلم ما تخفيه له الايام ولكن سعادته بالغة الان تصل لعنان السماء.



رحلات انستازيا وقلبها يقرع فرحا على تلك الخطوه التي اتخذتها، لم تجد السبب المناسب لكي تخبريه به ولا تعلم ما هذا السبب السخيف الذي اخبرته به ولكنها لم تجد السبب المناسب لكي تقابله.


ضحكت كثيرا على ذاتها وهي تسير بالارجاء عائده الى المنزل على ما فعلته، فتلك المره التى تفعل فيها ذلك الامر، ولكن حقا لاول مره تشعر هذا الشعور، ضحكت كثيرا وهي تسير بمفردها لدرجه ان الناس بالشوارع ينظرون لها بدهشة ولكنها لم تهتم إلا بسعادة قلبها فقط.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي