الفصل الثاني

تسقط تلك الكلمات علي مسامع عبد الله لتسبب صدمة لعبد الله بإستصال رحم زوجته خوفا عليها من ذلك الخبر فلن تتحمله فهي تحلم دائما بإنجاب طفل آخر و مما زاد رعبه تحذير الطبيب له من تأخير تلك العملية فذلك النزيف قد يؤدي إلي الوفاة ليوافق عبد الله علي الفور علي التدخل الجراحى فورا ليبدى موافقته علي العملية الجراحية لليتوجه لللتوقيع علي الموافقة الخاصة بإجراء الجراحة شاردا كيف يخبرها بذلك الخبر ليغلب عليه الحزن والألم ولكنها إرادة الله وقضاءه وهو راض بها الأهم من ذلك هو سلامتها أولا
        _______________________
في المستشفي
يتم إجراء الجراحة الخاصة بسعاد لتخرج بعدها من غرفه العمليات علي غرفة عادية لتبدأ سعاد أن تفيق بعد إجراء الجراحة لهالتتطلع حولها لتجد الجميع ملتف حولها بلهفة لتبكي علي حالها ويشغل تفكيرها أنها أصبحت لا تستطيع الإنجاب مرة أخرى لتواسيها صفية لتقول لها مبتسمة بألم إحمدي ربنا يا سعادإن ربنا نجاكي وبعدين عبد الله كان كل همه تقومي بالسلامه دا كان صعبان علينا وأنتي في العمليات والله كان بيعيط زي العيل الصغير وبيدعي ربنا تقوميله بالسلامه
لتتؤكد سعاد علي كلامها فإنها تعي جيدا مكانتها في قلب عبد الله لتحمد الله علي قيامها بالسلامة لتتطلع بعيون عبد الله لتستمد منها القوة لمواجهة قدرها المحتوم
            ________________________
في منزل عاطف
تدخل نوال تبحث عن منال في أرجاء الشقة تحثها أن تنتهي لكى يلحقوا بميعاد الزيارة لتجد منال لم تنتهي بعد من الإستعداد مقترحة أن ينتظروها لحين عودتها من المستشفي ليقوموا بزيارتها في المنزل بدلا من الذهاب إلي المستشفي لتنهرها نوال علي الفكرة خشية أن يلومهم أحد علي ذلك ليلبسوا ويذهبوا إليها بشماتتهم ليرسموا الحزن علي وجوههم ولكن قلوبهم فرحة لإستبعاد فكرة إنجابها للولد
           _________________________
في منزل عبد الله
تمكث سعاد بالمستشفي أسبوع وخلالها يحاول عبد الله التهوين عليها فهو يعلم مدي الألم والحزن الذي تشعر به
اليوم تعود لبيتها بصحبة عبد الله وأخيها أحمد وأختها صفيه
يساعدها عبد الله في النوم علي السرير  حامدا الله علي سلامتها لتشكره سعاد علي تعبه معها فهي منذ مكوثها بالمستشفي لم يفارقها متوليا كل شئونها فيلومها عبد الله علي ذلك الشكر واصفا لها أن أمنيته في الحياة هي خروجها وسطنهم لتنير المنزل مرة أخرى ليفاجأ بها تبكي ليأخذها في أحضانه فهو يعلم سبب بكائها ليلومها علي تفكيرها قائلا وهي مازالت بين أحضانه أنا كل اللي يهمني في الدنيا وجودك في حياتي وربنا يبارك في بناتنا يا سعاد متخليش الشيطان يضحك عليكي أستغفري ربك
لتمسح سعاد دموعها وتستغفر ربها ليرفع عبد الله ذقنها بيده ليقول لها بهدوء أنا منساش أنك أستنتيني قد إيه علي ما جوزت إخواتي ومنساش أنك وقفتي جنبي كتير ومنساش أنك أول وأخر حب في حياتي
لتضحك سعاد بكسوف وتداري نفسها في أحضانه
لتدخل صفيه فجأة عليهم لتقول بمرح يعني أنتوا سايبنا برة وقاعدين هنا تحبوا في بعض
وبذلك ينقلب الموقف إلي ضحكات من عبد الله وسعاد وسط مشاغبة صفيه التي جلست بينهم لتصف نفسها أنها العازول لتحاول التخفيف عن أختها الصغرى
             _______________________
تمر السنوات وتدور الأيام وتتغير الأحوال لتكبر تغريد فهي الآن في الصف الثالث الإعدادي أما ندي فهي في الصف الأول الإبتدائي
عبد الله قد علم بإصابته منذ عام بالكبد ولكنه أخفي الخبر عن زوجته خشية من حزنها ويوفر ثمن العلاج لسد إحتياجات بناته متوكلا علي بعض الأعشاب من العطارة ليتطلع لبناته بحزن وأسي فهو لم يستطع توفير ما كان يحلم به لهم بالإضافة الآن إلي مرضه الذي من الممكن أن يودى بحياته في أي لحظة دون أن يترك لهم ما يستندوا عليه لبستغفر الله بعد ذلك التفكير داعيا الله أن يصلح حالهم ويسترهم وأن يكونوا تلك الذرية الصالحة
يعود اليوم عبد الله من العمل مرهق كثيرا فقد إشتد عليه التعب اليوم فقام بترك العمل وفور دخوله تجري عليه ندي كعادتها ولكن اليوم عبد الله مرهق جدا فلا يستطيع حملها ليبتسم لها بضعف ويصفها بالشقيه ولكن ندى تنفي ذلك ليقبلها عبد الله بحنان ليعطيها عروسة كانت ندى تصف له كم ستكون سعيدة إن حصلت عليها لتأخذها منه مهروله إلي تغريد لتأتي تغريد معاتبه أبيها بطفولية لنسيانها ولكنه ينفي ذلك ليقوم بإعطائها هي الأخرى حقيبة بها بعض الأغراض التي كانت تحتاجها لتقبله تغريد لتلاحظ برودة بشرته المبلله وقبل أن تتحدث تخرج سعاد من المطبخ علي صوته ولكنها تفاجأ بألمه المكتوم ووجهه الشاحب الذي يحاكي شحوب الأموات وجبينه الذي يتصبب عرقا لتهرول إليه في لهفة ولكنه يطمئنها بكلماته التي يغلب عليها الألم وفجأة يسقط عبد الله وسط صرخات ندى وتغريد وسعاد ليتجمع الجيران علي صراخهم ويقومون بحمله إلي المستشفي لتجرى خلفه سعاد وتتشبث بها ندى رافضة المكوث مع أختها ولكن لا وقت للجدال الآن لتأخذها سعاد وتجرى لتطمئن علي حب حباتها لتشعر بالتوهان فهي تشعر منذ فترة بمرضه وتغيره ودائما ما كان ينفي ذلك مطمئنا لها ولكن هو اليوم يقع أمام عينها

           _____________________
في المستشفي
حركات كثيرة بالغرفه التي يرقد  بها عبد الله وبالخارج يتجع الأهل منهم من يأكله القلق والبعض ينتظر النهايه والبعض لا يمتلك سوي الدعوات له
وفي وسط هذا تتسلل الطفلة ندي من بينهم لتستطيع الدخول الغرفه وتري كيف يسعفون والدها ويتم وضعه علي بعض الأجهزة التي لاتعلم عنها شئ لتقف في زاويه الغرفة تتطلع لأبيها تنادى عليه بصوت مكتوم حتي يعودوا إلي المنزل مرة أخرى .....ينتهي الجميع من عمله ليتفاجأ الطبيب بوجود تلك الصغيرة فيثور غضبا فتذهب إليها إحدي الممرضات بهدوء
فاطمه ( ممرضه في مقتبل عملها متوسطه القامه ذات عيون عسليه محجبه ذات بشرة بيضاء )  لتقف أمامها مبتسمة حبيبتي واقفه كده ليه
لترد ندي بخوف وفزع وهي تضع يديها أمام وجهها عاوزة أشوف بابا وعاوزة ييجي معايا البيت
لتحاول أن تطمئنها فاطمة بأن والدها أصبح بخير ولكنه يحتاج للراحة بعض الوقت واعده ندى بأن تدخلها لترى أبيها في وقت لاحق لتشكرها ندى وتقبلها علي وجنتها فجأة لتفرح لذلك فاطمة لتنظر إلي ندى بشفقة لتسألها ندى علي إسمها ببراءة وطفوليه لتجيبها فاطمة
لتعرفها ندى علي نفسها بسعادة وتسألها علي عملها لتجيبها فاطمة أنها ممرضة لتصمت ندى للحظات ثم تفاجأ فاطمة بقولها أنا عاوزة لما أكبر أبقي زيك عشان أنتي طيبه وشاطرة
لتضحك فاطمة علي كلماتها لتحثها بكلماتخا لتقول بإبتسامة هادئة ذاكري دروسك كويس وأنتي تبقي زي ده
وتشير علي الطبيب الذي يقف بجوار سرير والدها
لتؤكد ندى علي كلماتها أنها تريد أن تصبح مثلها لما وجدته فيها من طيبة وحنان فقد أصبح ذلك حلما لها
لتفرح فاطمة بها وبتصميمها الطفولى علي ذلك لتستأذن منها حتي تقوم بإستكمال عملها واعدة إياها أن تدخلها في وقت لاحق لتوافقها ندى مهرولة نحو والدتها التي تزرف الدموع علي حال زوجها فعندما ترى ندى تغضب من غيابها المفاجأ نادمة علي إصطحابها معها لتبرر ندى موقفها بأنها كانت عند أبيها تراه لتنظر لها سعاد بلهفة تسألها عنه لتجيبها ندى أنه يحتاج إلي بعض الراحة وقد وعدتها صديقتها فاطمة بالدخول إليه مرة أخرى لتقوم سعاد بإحتضانها والدعاء لعبد الله أن يعافي
تجلس نوال بجوار منال بملل وتأفف تريد أن تنتهي من ذلك الحوار والعودة إلي المنزل ليستأذنوا من سعاد التي تشكرهم علي تعبهم معها ليتركوها متمنيين في نفوسهم الخبيثة لعبد الله ألا يعود إلي البيت مرة أخرى ليتحكموا في سعاد وبناتها ويقوموا بطردهم ليستولوا علي المنزل بمفردهم
لتقترح سعاد علي ندى أن تعود مع زوجات عمها ولكنها ترفض تركها بمفردها أو ترك أبيها لتجلس بجوار والدتها منتظرة تلك اللحظة التي تري فيها والدها مرة أخرى
وبعد قليل يخرج الطبيب ليجرى عليه الجميع بلهفة يسألونه علي حالة عبد الله ليجيبهم الطبيب بأسف أن الحالة متأخرة جدا وتم وضعه الآن علي جهاز التنفس الصناعي وما بيدهم الآن إلا الدعوة له فأملهم عند الله كبير لتنهار سعاد في البكاء فور سماعها تلك الكلمات لتشعر بالضياع فحب عمرها وشريكها يضيع منها ولا تستطيع فعل أي شيئ له لتدخل في هيسريا من البكاء
وعندما تري حالتها ندي تبدأ في البكاء وهي لا تعلم لماذا يبكون لتتذكر أبيها فتتركهم وتدخل إليه تتطلع إليه بتلك الأجهزة المتصلة به
لتراهها فاطمة لتقول لها بألم تاني يا ندي مش أتفقنا أنا هدخلك
لتتطلع لها ندي ببكاءقائله من بين شهقاتها كلهم بيعيطوا برة جيت أسأل بابا ليه بيعيطوا وأخليه يقوم يسكت ماما عشان بتعيط جامد أوى
لتدمع عين فاطمه علي هذه المسكينه وعلي حالتها لتعدها أن تدخلها باكر لترى أبيها لتدعو الله في قلبها أن يظل للصباح حتي تراه تلك المسكينه وتودعه
لترفض ندى أن تذهب لتصر أن تنتظر أبيها حتي يفيق لتخبره بما بكلام زوجة عمها فهى تصفها دائما أنها سمراء لتنزل فاطمة إلي مستواها قائلة بحنان أنتي جميله يا ندي وقمر متخلليش حد يهز ثقتك في نفسك
لكن ندى تنظر إليها كالبلهاءفهى لا تعلم معني تلك الكلمات ولكن لا وقت للشرح لتدعوها أن تنصرف قبل أن يراها الطبيب فينهرها علي دخولها لتستجيب ندى لطلبها لتغادر ملوحة لفاطمة التي تلوح لها بحزن علي حال تلك المسكينة

    ___________________________
في شقة سعد
تجلس نوال تشاهد التلفاز لتنظر إلي تغريد التي تجلس ودموعها منهمرة لتتطلع لها نوال بضيق لتأمرها فجأة أن تدخل لتنظف المطبخ لتذبح تلك الكلمات قلب تغريد لتنظر لها بألم لترفض متحججة أنها سوف تنزل إلي شقتهم لتطلع لها نوال بغضب لتخبرها أن تقوم بتنظيفه ثم تنزل لترد عليها تغريد بتهكم ما تخللي واحدة من بناتك تعمله أو تقومي تعمليه أنتي
لتغضب نوال من كلماتها لتنهرها ولكن تغريد تتركها دون رد وتغادر ودموعها تسيل علي تلك المعاملة فأبيها مازال حيا في المستشفي وتكون تلك هي معاملتهم فكيف إن رحل

لتخرج عايده من الحمام
عايدة تبحث بنظرها في أرجاء الشقه لتتساءل متعجبة تغريد فين يا نوال
لترد عليها نوال بغضب لتصف تغريد بأبشع الصفات لتنظر لها عايدة بغضب تاركة إياها دون تعليق لتنزل لإبنة أخيها تأخذها بين أحضانها تحاول أن تداوى جروحها التي تنزف دون نزول نقطة من الدماء
            _______________________
في المستشفي
تدخل فاطمه للمستشفي لتجد ندي تنتظرها لتتعجب فاطمة من موقفها لتسألها عن سبب وقفتها تلك لتخبرها ندى أنها تنتظرها منذ فترة طويلة حتي تعطي لها قطعة من الشيكولاته لتخرج ندى القطعه من جيب ردائها لتهديها لفاطمة لتفرح فاطمة لشعورها هذا لتصطحبها إلي الداخل لتسألها ندى عن إمكانيه رؤيتها لأبيها لتوافق فاطمة.
لتأخذها من يدها ويدخلا معا وتأخذها وتدخل عند عبد الله
فاطمة بهمس أنا جيبتك تشوفي بابا بس بسرعه عشان ألبس وأستلم
لتستجيب ندى لكلامها وتدخل بلهفة لأبيها
تقف ندي بجوار أبيها الموصل بأجهزة كثيرة لا تعي منها شئ
ندي بدموع وهي تمسك يده بابا وحشتني أوي قوم بقي أنا سبت العروسه اللي أنت جبتهالي لما تصحي نلعب بيها سوي بابا ماما بتعيط علي طول عشان أنت نايم وتغريد كمان زعلانه بس فاطمه قالتلي أنك هتنام شويه وتقوم ليا تاني قوم بقي بسرعة يا بابا عشان وحشتني خلاص مش هقولك شيلني تاني وهسمع كلامك والله وكلام ماما وكلام تغريد بس يالا بقي إنت نايم من زومان
سهام ( إحدي الممرضات )تتحدث إلي فاطمة بحزن قائلة يا حرام صعبت عليا أوي
لتصف فاطمة كم أنها حزينة علي حالة تلك البنت ويتمها الحتمي بعد موت أبيها المنتظر فتلك الحالات لا تستمر كثيرا ثم تستأذن من سهام حتي تبدل ملابسها وتستلم منها لتوافقها سهام علي ذلك لتتطلع إلي تلك الطفلة بحزن حتي سقطت دموعها رغما عنها
            _________________________
في المستشفي
تجلس سعاد تبحث بعينيها علي ندى ولكنها لم تجدها حتي رأتها قادمة من بعيد لتنهرها سعاد علي غيابها المستمر لتخبرها ندى ببكاء أنها كانت عند أبيها ولكنها تتحدث إليه دون إجابة منه ظنا منها أنه غاضب منها في شيئ لتأخذها سعاد في حضنها باكية داعية الله أن يعود لحياتهم مرة أخرى يأخذهم بين أحضانه فذلك العالم ليس له معني بدونه
لتأتي صفية ومعها طعام لتلح علي سعاد حتي تتناول منه شيئا تحت عناد سعاد ورفضها ولكنها في النهاية تأخذ بعض اللقيمات حتي تستطيع أن تستمر بها علي الصمود
وفجأة حركة غريبة في الغرفه وهرولة للأطباء والتمريض ليجروا علي غرفه عبد الله ليجدوا الاطباء والتمرض ملتفين من حوله ولا وجود لبصيص من الأمل فيما كانوا يفعلوه دعوات مكثفه ودموع تغرق الوجوه
ليخرج الطبيب معلنا بكل حزن خبر الوفاة لتنطلق الصرخات تهز الأرجاء وتجلس ندي في ركن تبكي في خوف لتجري فاطمة عليها لتأخذها بين أحضانها تحاول طمأنتها وخروجها من تلك الحالة التي وصلت إليها
- ماذا ستفعل سعاد مع بناتها
- ما وقع الخبر علي العائله
- هل تستطيع سعاد الصمود أمام جشع نوال ومنال
مع أحداث أخري في البارت القادم
❤❤مع تمنياتى لكم بقراءة ممتعة ❤❤
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي