الفصل السابع

الفصل السابع...


الحب بين الأوردة ولكن العقل يرفض تصديق الأمر، كيف لك نكران الامر أيها العقل والفلب يذكرك يوميا بالأمر.

القصر الملكى:
فى الحديقة الأمامية للقصر صباحاً حيث العشب مازال مبلل بفعل قطرات الندى، يتمدد كيت بجسده العضلى على العشب ليشعره ببعض الرطوبه تجتاح جسده.


نظر للسماء ولصفاء لونها المايل للزرقه، وبعض السحاب يزينها، أبتسم وهو يتخيل تلك السحابه تشكل وجهها الذي حقا يشتاق له كثيرا.


منذ ان كانت معه ليله امس، وهو يشتاق لللقائها، ولكنها لم تأتي حتى الآن، فهي قد وعدته ليله أمس أن تزوره صباحاً، أو سترسل له من يخبره أنها تنتظره في الغابه، ولكن لم يحدث أي شيء من هذا، وها هو يجلس هنا تاركاً بعض الأعمال المؤجله خلفه وانتظر فقط قدومها.



أغمض عينيه ليغط بثبات عميق دون أن يشعر فهو توقع أنه سيظل مستيقظا حتى تزوره، ولكن قد غلبه النعاس لتزوره بمنامه بدلا من الواقع.


ابتسم حين رأها داخل أحلامه دون أن يشعر، كل آيات الجمال تقف عند هذا الجمال، كانت تقف عند سور القصر وخصلاتها تنسدح على ظهرها لتخبئه أسفلها حتى نصفه، عينيها تلمع ببريق غير مفهوم، ولكن من يراها يعلم كم هى سعيدة، دلفت حافية القدمين تتدل بداخل حديقة القصر، تنظر له مبتسمة ولكنها صرخت متألمة وأنحنت تمسك بقدمها ثم جلست وهى تبكى على الارضية.

تقدم منها كيت وأنحنى قبالها وأمسك بقدمها ليجد جرح غائر بقدمها وقطعة من الزجاج منغرسة بداخل باطن قدمها.

حاول مرارا وتكرارا نزع تلك الزجاجة ونجح بالأخير ليتفاجأ بحذاء كرستالى قد صنع من الزجاج يحتل قدميها، نظر لها بتعجب لتقول له:

_ يعجبنى هذا الحذاء كيت.

أبتسم لها وساعدها على النهوض من على الأرضية ليجد السماء تمطر الكثير من الثلوج، أندهش حين وجد الثلج يتشكل على جسدها كفستان زفاف والغريب انه وجد ذاته يمسك يدها فى باحة القصر وكان يقام حفل زفافهم، وهو يرتدى بذلة ملكية أنيقة وهى تقف بجانبة.

أستيقظ حين شعر ببعض من قطرات المياة تتناثر على وجهه ففتح عينيه ببطء ليجد السماء تمطر، حك رأسه ببسمة بعدما نهض و أتجه للداخل حتى يبدل ملابسه المبلله من أثر المطر.


...


عندما يغزو الحب حياتك البائسة ستعلك حينها انك كنت ميت يتنفس ليعيش نفس اليوم بملل ويعيد التفاصيل ذاتها يومياً.


منزل أنستازيا، حيث تمكث فى منزل العائله، وسندريلا برفقتها، تمر بهم الايام سواء، حتى زار قلب أنستازيا الحب، وهذا ما جعل الأمور تنقلب رأساً على عقب.



صباحاً...

أستيقظت أنستازيا صباحاً وتجهزت حتى تذهب إلى السوق برفقة سندريلا، فهى تريد شراء بعض الأقمشة لصنع فستان يليق بحفل عيد ميلادها، والذى تعلم
انه لن تستطيع ان تقيم الحفل هذا بسبب حالتها الماديه الذي ساءت كثيرا بعد وفاه والدها وهجران امها لها لتكرر أنها ستسعد نفسها فقط في ذلك اليوم وتشتري فستان جديد.

هبطت من اعلى الدرج طرقت باب غرفه سندريلا التي استجابت لها على الفور وفتحت الباب قائله:

_ صباح الخير انستازيا اليوم مشرق للغايه، واعتقد اننا سنتسوق حتى ننفق ما لدنيا جميعا.


ابتسمت لها انستازيا وقالت:

_ حسنا هيا بنا حتى نستمتع باليوم من بدايته سويا.


صارو وهمن تبتسمن حتى وصلا الى السوق بعد عده دقائق من السير على الاقدام، ظلوا يتجولون هنا وهناك حتى وجدت انستازيا مرادها ودلفت داخل متجر الاقمشه وظلوا تعبثون هنا وهناك ليفاجئها رجل يرتدي زي مهندم وقال:

_مرحبا انستي، بماذا استطيع ان اساعدك.

التفتت له انستازيا، ولكن هنا قد توقف الوقت، كما يقولون هل تعلم الحب من اول نظره، هذا ما قد حدث مع انستازيا، فكان ذلك الرجل ممشوق القوام صاحب جسد عضلي، عريض المنكبين، طويل القامه لديه لحيه خفيفه وحاجبان كثيفان، وشعر اسود كالفحم ولديه بحه بصوته رجوليه تجذب من يتحدث معه.


هنا قد تحدثت سندريلا وقالت أجل نحن نريد شراء قماش يصلح لصنع فستان، ولكن هذا الرجل لم يجيب عليها ولم يصب تركيزه عليها من الاساس فهو كان يصب تركيزه على انستازيا التي حصل بينهما التواصل بالعينين.



لمحت سندريلا ما يحدث وقد تفهمت الامر لتلكز ابنه عمها فى ذراعها كي تنتبه لها، تألمت انستازيا وهي تمسك ذراعها أثر لكزتها قائله:

_ماذا بك سندريلا، انها مؤلمه للغايه.


رفعت سندريلا احدى حاجبيها وقالت:

_ هل يمكننا ان نرى الأقمشة التى اتينا من اجلها، أم سنمضي اليوم هنا ننظر للأعين.

نظرتانستازيا للرجل الذي يقف امامها قايلة بخجل:

_ هل يمكنك ان تريني بعض الاقمشه؟


أجابها الرجل بتوهان قائلا:

_ كما تريدين انستى.

وبدأت رحله البحث عن ذلك القماش الذي سيصلح لعمل فستان عيد ميلاد انستازيا.

...

منزل تريمين...


تجلس تريمين بداخل غرفتها شاردة الذهن، فهى منذ زيارتها لتلك الساحرة وعقلها منشغل بما رأته، لا تعلم ماذا يمكنها ان تفعل حيال ذلك الامر، ولكنها خائفة مما رأت، ومن لا يخشي الموت، ولكنها عليها أن تتأكد من موت سندريلا، وأن تعلم ما علاقة دايموند بزوجها الراحل، كيف لم تكتشف الامر مبكراً، ولكن الأن الوقت ليس مناسب لمحاسبة ذاتها، عليها ان تتوصل لحقيقة الامر وتنهى شكوكها.

...


عودة للقصر الملكى...

بعد غروب الشمس، قد أتت اخيرا سندريلا للقصر المكى لكى ترى كيت، سمح لها الحراس بالدخول، فكيت قد أعطى الاوامر حين تأتى سندريلا للقصر تدلف على الفور وتفعل ما تريد.

تقدمت للداخل وهى تبتسم، نظر لها ليبادلها نفس البسمة وقال:

_ حقا لقد تأخرتى كثيرا.

ابتسمت له وأعتذرت له قائلة:

_ عذرا كيت فاليوم كنت أتسوق برفقة أنستازيا لكى نشترى بعض الاقمشة لصنع فستان عيد ميلادها.


جلس على العشب وقال:

_ حسنا لقد تركتينى من اجل أبنة عمك تلك، حسنا لقد حزنت كثيرا من اجل تركك لى، والان يجب عليكِ أن ترضينى

جلست بجواره قائله:

_ حسنا ماذا أفعل لك حتى ترضي؟

ابتسم لها وقال:

_ أريد ان أتذوق الكعك ولكن من صنع يديك.

أبتسمت له ونهضت بنشاط قائلة:

_ حسنا لك ذلك، ولكن عليك ان تساعدنى.

نهض متعجبا ونظر لها بصدمة وقال:

_ ماذا، هل تريدين من الملك ان يدلف للمطبخ الملكى.

اومأت له وقالت:

_ ان كنت تريد الكعك عليك ان تساعدنى كيت.

نظر لها بحيرة ولم يستطيع ان يقرر ماذا يجب أن يفعل، لتلح سندريلا عليه وقالت:

_ أرجوك كيت، فقط من اجلى.

أومأ لها وقال:

_ هل يمكننا ان نفعل ذلك الأمر بمنزلك، لا أستطيع أن أدلف للمطبخ الملكى فأنا الملك لا يمكننى فعل ذلك امام اعين الخدم.

أومأت له مبتسمة وقالت:

_حسنا هيا بنا ايها الملك.

سار كيت برفقتها حتى منزلها لينسجا سويا قصص وروايات ستصنع ذكريات لطيفة يستطيعون ان يروها بالمستقبل.

يمكن ان ننكر الحب كما نريد ولكن القلب يعترف بما يكنه للمحبوب، الحب ليس بضعف، وليش شعور يمكنك الخجل منه، فقط عليك الأستمتاع بهذا الشعور الذى يغزو قلبك ليشعرك انك على قيد الحياه.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي