الفصل العاشر لقاء من جديد
انتهى يوم ميلاده ولم يكن هناك أحد بالخارج، كانت فرصته ليتحدث معها على انفراد كما أراد:
-ليس من الجيد الشيء الذي حدث، أقصد عندما قام علي باستفزازكِ، معكِ الحق لأنه بلا أخلاق لكنني أشعر بالقلق من أن يظنوا أنكِ شخص شرير أو شيء كهذا.
نظرت مارجريت له وهي تشعر بالكثير من الحيرة:
-لا يمكننا أن نتغاضى عن معاقبة عديم الأخلاق، ثم أن هذا الفتى ينظر تجاه الفتيات بطريقة غير مهذبة، إنه يغضبني ويظن أن الجميع يعجبهم هذا الأمر.
أومأ موسى لها وهو يعلم أن معها كل الحق:
-أعلم هذا، هو لا يتعظ ولا يستمع لي، إنه عقيم التفكير.
ابتسمت مارجريت وهي تخبره بصدق:
-أتمنى لو كان مثلك، أنا أراك مختلف عن الجميع ورغم هذا أنت تفوقهم روعة.
ابتسم لها بحب وقد ظهرت أسنانه:
-أظن أن عينيكِ الجميلة هي من استطاعت أن ترى هذا، لا أعلم ما الذي يحدث لي ولكنني لا أستطيع أن أترككي تتزوجين بتلك الطريقة وبدون ارادتكِ.
نظرت له وهي تشعر بالكثير من التعجب:
-أنت بماذا تفكر يا موسى؟ من المستحيل أن تقف في مواجهة فهد أو رجال الجزيرة، هذه القوانين وعلى الفتيات الزواج و..
قاطعها موسى قائلًا:
-ماذا لو تزوجتِ بالفعل ولكن بشخص غيره أيتها الملكة؟
نظرت مارجريت له لبعض الوقت وهي تحاول أن تبقى ثابتة ولا تأخذ رد فعل على الشيء الذي ترجمه عقلها وهو طلبه للزواج منها! ابتلعت ما بحلقها وهي تسأله:
-ما الذي تقصده بحديثك يا موسى؟
لاحظ موسى الجدية في حديثها وتحدث بتردد:
-أسألكي فقط ماذا لو تزوجتي بشخص آخر؟!
تحدثت مارجريت بهدوء وهي تنظر له:
-دعني أخبرك أن لا رجل هنا يستطيع أن يقف أمام رجل آخر إنه القانون يا موسى، لا يمكن لأحد أن يتزوج الفتاة الذي طلبها الآخر، أتساءل هل تفهم ما الذي أعنيه؟ هناك الكثير من القوانين لا تعرفها، ربما سيكون من الصعب عليك تفهم الأمر.
حرك موسى رأسه بنفي وقد فهم قصدها:
-أنا مدرك تمامًا لكل شيء تقوليه، لا أعلم إن كان هذا الأمر صحيح ولكن أنا أفكر في الزواج بكِ قبل الرحيل من هنا، أعلم أن هذا الأمر ربما سيساعدكي.
تعجبت مارجريت وهي تتحدث إليه قائلة:
-لا يمكن لأحد منّا أن يخرج من هنا، أظن أنك عرفت هذا!
أومأ موسى لها وهو يشعر بالتردد، لكنه قرر التحدث دون تردد:
-أقصد إن كنتِ بحاجة إلى المساعدة سوف أفعل، أنا سوف أتزوج بكِ وأنتِ سوف تخبري الجميع بهذا، لن تذهبي معي سوف أذهب بمفردي، ربما سوف يجعلهم هذا الشيء يتركوكي وشأنكِ.
حركت مارجريت رأسها بعدم استيعاب:
-لا أعلم كيف خطرت لك هذه الفكرة الغريبة؟ ربما تكون هذه ثغرة في القانون هنا، لا أعلم ولكن على كل حال العواقب لن تكون أسوء من زواجي بكبيرهم هذا.
أومأ لها موسى وهو يراها شاردة، لا يعلم لماذا تبتسم وفي ذات اللحظة تتبدل ملامحها، كأنها تجمع بين الشيء ونقيضه! لاحظت نظراته لتسأله بعينيها إن كان هناك شيء فيبتسم:
-لا شيء أنا فقط أتساءل بماذا تفكرين يا ترى؟
أخذت نفس عميق وهي تتجاهل شعور القلق والحيرة الذي تسبب به:
-لا شيء أنا فقط شردت بالشيء الذي قولته لي، يجب أن أفكر جيدًا في هذا الأمر، أنا أتساءل ألن تخبر عائلتك؟
حرك موسى رأسه بنفي وهو يخبرها بهدوء:
-لا أجد أي داعي لهذا، هم سوف يقلقون دون سبب، أنا لا أحب هذا.
اومات له وفكرت في التحدث معه في هذا الوقت واخباره بالشيء الذي من الممكن أن يحدث، لكنها فضلت الصمت وتمنت أن لا يخيب ظنه بها.
------
كانت هدى تجلس على سريرها تشعر بالكثير من الحيرة، مشاعرها باتت مضطربة بسبب وجودها مع مازن، تشعر أنها تنجذب له كما لو كانت منزوعة الإرادة، سمعت صوت هاتفها يعلن عن وجود رسالة، امسكته وما إن شاهدت الرسالة حتى اتسعت عينيها بصدمة:
-ما هذا؟
وقفت مبتعدة عن السرير وهي لا تصدق أن صورها هي ومازن الآن بين يدها من رقم هاتف غريب:
-ما هذا من الذي سوف يتجرأ ويقوم بالتقاط هذه الصور؟!
اتصلت بمازن على الفور ليجيبها وقد اندفعت بالحديث وهي تخبره بكل شيء حدث:
-أنا لا أعلم من الذي سوف يفعلها يا مازن ولكن أظن أن علاء هو القادر على فعلها، لقد قومت بضربه وأنا رفضته، لا أعلم ما الذي ينوي على فعله بتلك الصور، أنا أشعر بالكثير من القلق، إن عاد أبي ووقعت الصور بين يديه لا أعلم ما الذي من الممكن أن يفعله؟
شعر مازن بالكثير من الضيق وهو يراها تقلق وتبتعد بسبب الخوف من جديد:
-اهدئي يا هدى أنا سوف أتصرف في هذا الأمر، لا تتوتري، أنا هنا ويمكنني أن أقوم بمعالجة كل شيء.
ابتلعت هدى ما بحلقها، حاولت أن تتماسك وهي تشعر بالكثير من القلق:
-حسنًا يا مازن، أنا فقط شعرت بالتوتر، لم أستطيع الانتظار صدقني.
ابتسم مازن وهو يحرك رأسه بنفي:
-لا تتوتري، كل شيء سوف يكون على مايرام طالما أنا هنا.
اجابته بامتنان وهي تجهل بكل شيء سيء ينويه:
-شكرًا لك يا مازن.
ما إن اغلقت حتى رأت رسالة من هذا الرقم لتقرأها بقلب مرتجف:
-إن أردتِ أن تقومي بحذف هذه الصور قبل أن تصبح في جميع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قابليني غدًا في هذا العنوان، من مصلحتكِ أن نتحدث سويًا بعيدًا عن الجميع يا هدى.
شعرت بالكثير من القلق وقامت بارسال الصور مع الرسالة إلى مازن رغم قلقها الشديد لم يعد لديها خيار آخر سوى أن تثق به، أما في مكان آخر كان مازن يتحدث بغضب شديد إلى علاء الذي يجلس وهو يرجع ظهره ليستقر على الأريكة:
-ما الذي تنوي على فعله يا علاء؟ ألم يكفيك ما أفعله أنا؟
ابتسم علاء وهو يطالعه باستفزاز:
-لا أجد ما يغضبك في هذا الأمر، لقد قمنا بالمراهنة على الإيقاع بتلك الفتاة، ربما يكون أسلوبك أكثر لطفًا مني ولكنني لست فاشل في سحبها لي مثلك يا مازن.
حرك مازن رأسه بعدم استيعاب:
-لا أعلم لماذا تبدل عقلك هكذا، بتلك الطريقة سوف تفقد الفتاة ثقتها بي ومن المستحيل أن تحظى أنت بها، دعك من كل هذا وفقط يومين وسوف تكون الفتاة في هذه الشقة.
ضحك علاء على حديث صديقه وهو يحرك رأسه بتهكم:
-لا بد أنك تحلم يا مازن، هذه الفتاة سوف تسخر منك في النهاية وهي تتركك.
حرك مازن رأسه بنفي وهو يقترب لينظر إلى علاء بتحدي:
-كما قولت لك، يومين فقط وسوف تكون هذه الفتاة معنا هنا، وقتها لن تعصي لي أمر من بعدها يا علاء.
ابتسم علاء باعجاب:
-بالطبع سوف يحدث هذا، سوف تستحق أي شيء مني وقتها يا مازن، لن أرفض لك أي طلب.
أومأ مازن وهو يرفع شعره بارهاق وهو يفكر في الشيء الذي سوف يفعله غدًا وسوف يغير هدى تجاهه مئة وستون درجة، ذهب إلى غرفته وتحدث مع هدى وهو يحاول أن يجعلها تتجاهل الرسال وترى ما الذي سوف يفعله غدًا.
------
أتى اليوم التالي، كان موسى متحمس بخصوص كل شيء قاله إلى مارجريت، يعلم أن هذا الأمر سوف يساعدها لتتخلص من فهد الذي بغضه منذ أول لقاء، هم بالذهاب تجاه الشلال ولكنه توقف عندما رأى فهد يتحدث مع مارجريت بصوت مرتفع:
-لا أعلم لماذا تصرين على بقاء هؤلاء الغرباء، الفتى الذي يدعى موسى ينشر الفوضى في المكان.
رمقته مارجريت بغضب شديد وهي تحرك رأسها بنفي:
-أنا لا أرى هذا ولم أجد ما يدل على هذا الحديث وإلا كنت اتخذت أمر حاسم دون انتظار.
ابتسم فهد ساخرًا:
-ألا تري انبهار الجميع به يا ملكتي؟
بغضت هذا اللقب منه ولكن قبل أن تتحدث فاجأها موسى بالتدخل قائلًا:
-وما المشكلة إن كنت أنا شخص مبهر؟ لا أجد في هذا الأمر أي مشكلة!
ابتسم فهد ساخرًا عندما رأى موسى يقترب:
-يبدو أنك نسيت ما حدث في المرة الماضية وكيف قومت بلكمك؟
ابتسم موسى بطريقة مماثلة وهو يحرك رأسه بنفي:
-أبدًا أنا لم أنسى، كل ما في الأمر أنك قومت بضربي ومن ثم قومت بالهرب من بعدها مثلك مثل أي جبان.
اقترب فهد منه وهو يسحق أسنانه:
-كيف تتجرأ أيها المغرور وتنعتني بالجبان، ربما أنت لا تعلم ولكنني قادر على انهاءك.
دفعه موسى وهو يتحدث إليه بغضب شديد:
-لا يمكنك أن تفعل شيء، أنا لست سهل كما تظن أنت بامكاني أن أواجهك وأقف في وجهك القبيح هذا.
حرك فهد رأسه بعدم استيعاب:
-أنت كيف اكتسبت هذه الجرأة يا ترى؟ لا أظن أن بامكانك أن تتحمل عواقب هذا الحديث الفارغ!
وقفت مارجريت أمام فهد في هذا الوقت بانفعال واضح:
-إذا سمحت يا فهد دعنا نتوقف هنا، لا أريد للأمر أن يأخذ أكبر من حجمه.
نظر فهد إلى موسى وهو يلاحظ غضبه، شك في أمره ليتحدث إليه ببرود شديد:
-أنت لست من المدعووين على زفافي أنا ومارجريت بعد غد، لا أريد أن أراك بقرب الموكب هل هذا مفهوم أيها الغريب؟
تركه من بعدها وهو يتوعد له، كان يقسم بداخله أن هذا اليوم لن ينساه هو أو موسى الذي أتى ليتسبب في تبديل كل شيء بسرعة لا يعرف فهد كيف ومتى حدث هذا، كان يقصد بحديثه مارجريت دائمًا وهو يرى تطور في علاقتها مع موسى ومدافعتها عنه أمامه، أما عن موسى فقد انفعل وهو يقف أمام مارجريت:
-اخبريني كيف ستتزوجين به بعد غد وقد اتفقنا على الزواج؟!
اجابته بثبات ووقار كعادتها:
-أنا لم أكن أعلم، لن أعطي لحديثه أهمية.
انفعل موسى وهو يحرك رأسه بنفي والضيق يعتلي صدره:
-الرجل أعلن عن زواجكِ به وأنتِ تقولين لن تعطي لحديثه أهمية!
ابتلعت ما بحلقها قائلة برجاء:
-توقف عن التحدث في هذا الأمر، في الحقيقة لا أستطيع التنبؤ بالشيء الذي سوف يفعله وهذا يقلقني.
حرك موسى رأسه بعدم استيعاب وهو ينظر لها:
-أنا أشعر بالكثير من الحيرة وأنا أراكي تتعاملين بمثل هذا البرود يا مارجريت، دعينا ننهي هذا الأمر ونتزوج اليوم، لن نعطي له الفرصة في فعل أي شيء من الممكن أن يؤذينا.
نظرت مارجريت إليه لبعض الوقت وقد كان هناك الكثير من الكلمات ترغب في قولها ولكنها التزمت الصمت في النهاية، أمسك بيدها برفق وهو يتحدث إليها برجاء:
-دعينا لا ننتظر ما يحدث وننهي هذا الأمر، أنا مستعد لتحمل كل شيء، لنرى ما الذي سوف يحدث.
ابتلعت مارجريت ما بحلقها وهي تنظر إلى يده، اومأت له ومن ثم تحدثت:
-أنت لن تغضب مني مهما حدث يا موسى أليس كذلك؟
تعجب من هذا السؤال المفاجئ وهو الذي يعلم أن هناك سبب خلفه:
-لماذا تسألين هذا السؤال الآن يا مارجريت؟ هل ترغبين في قول شيء لي؟!
نظرت له لبعض الوقت وهي تشعر بالتشتت، لا تعلم هل عليها أن تخبره بالحقيقة؟ نهرت نفسها وهي تحرك رأسها بنفي وتتحدث سرًا:
-لا يوجد شيء لأتحدث به، لا يمكنني أن أخبرك بالحقيقة كاملة وإلا سوف أفقدت وقتها، أعلم أنك لن تبقى بعد أن تعرف ما الذي ينتظرك بمجرد الزواج بي يا موسى، سوف يتم سجنك هنا إلى الأبد ولا يمكنك أن تتركني وتذهب ببساطة إلى عالمك.
انتبهت على صوت موسى وهو يمسك بيدها:
-ما الأمر يا مارجريت؟ بماذا أنتِ شاردة؟!
-ليس من الجيد الشيء الذي حدث، أقصد عندما قام علي باستفزازكِ، معكِ الحق لأنه بلا أخلاق لكنني أشعر بالقلق من أن يظنوا أنكِ شخص شرير أو شيء كهذا.
نظرت مارجريت له وهي تشعر بالكثير من الحيرة:
-لا يمكننا أن نتغاضى عن معاقبة عديم الأخلاق، ثم أن هذا الفتى ينظر تجاه الفتيات بطريقة غير مهذبة، إنه يغضبني ويظن أن الجميع يعجبهم هذا الأمر.
أومأ موسى لها وهو يعلم أن معها كل الحق:
-أعلم هذا، هو لا يتعظ ولا يستمع لي، إنه عقيم التفكير.
ابتسمت مارجريت وهي تخبره بصدق:
-أتمنى لو كان مثلك، أنا أراك مختلف عن الجميع ورغم هذا أنت تفوقهم روعة.
ابتسم لها بحب وقد ظهرت أسنانه:
-أظن أن عينيكِ الجميلة هي من استطاعت أن ترى هذا، لا أعلم ما الذي يحدث لي ولكنني لا أستطيع أن أترككي تتزوجين بتلك الطريقة وبدون ارادتكِ.
نظرت له وهي تشعر بالكثير من التعجب:
-أنت بماذا تفكر يا موسى؟ من المستحيل أن تقف في مواجهة فهد أو رجال الجزيرة، هذه القوانين وعلى الفتيات الزواج و..
قاطعها موسى قائلًا:
-ماذا لو تزوجتِ بالفعل ولكن بشخص غيره أيتها الملكة؟
نظرت مارجريت له لبعض الوقت وهي تحاول أن تبقى ثابتة ولا تأخذ رد فعل على الشيء الذي ترجمه عقلها وهو طلبه للزواج منها! ابتلعت ما بحلقها وهي تسأله:
-ما الذي تقصده بحديثك يا موسى؟
لاحظ موسى الجدية في حديثها وتحدث بتردد:
-أسألكي فقط ماذا لو تزوجتي بشخص آخر؟!
تحدثت مارجريت بهدوء وهي تنظر له:
-دعني أخبرك أن لا رجل هنا يستطيع أن يقف أمام رجل آخر إنه القانون يا موسى، لا يمكن لأحد أن يتزوج الفتاة الذي طلبها الآخر، أتساءل هل تفهم ما الذي أعنيه؟ هناك الكثير من القوانين لا تعرفها، ربما سيكون من الصعب عليك تفهم الأمر.
حرك موسى رأسه بنفي وقد فهم قصدها:
-أنا مدرك تمامًا لكل شيء تقوليه، لا أعلم إن كان هذا الأمر صحيح ولكن أنا أفكر في الزواج بكِ قبل الرحيل من هنا، أعلم أن هذا الأمر ربما سيساعدكي.
تعجبت مارجريت وهي تتحدث إليه قائلة:
-لا يمكن لأحد منّا أن يخرج من هنا، أظن أنك عرفت هذا!
أومأ موسى لها وهو يشعر بالتردد، لكنه قرر التحدث دون تردد:
-أقصد إن كنتِ بحاجة إلى المساعدة سوف أفعل، أنا سوف أتزوج بكِ وأنتِ سوف تخبري الجميع بهذا، لن تذهبي معي سوف أذهب بمفردي، ربما سوف يجعلهم هذا الشيء يتركوكي وشأنكِ.
حركت مارجريت رأسها بعدم استيعاب:
-لا أعلم كيف خطرت لك هذه الفكرة الغريبة؟ ربما تكون هذه ثغرة في القانون هنا، لا أعلم ولكن على كل حال العواقب لن تكون أسوء من زواجي بكبيرهم هذا.
أومأ لها موسى وهو يراها شاردة، لا يعلم لماذا تبتسم وفي ذات اللحظة تتبدل ملامحها، كأنها تجمع بين الشيء ونقيضه! لاحظت نظراته لتسأله بعينيها إن كان هناك شيء فيبتسم:
-لا شيء أنا فقط أتساءل بماذا تفكرين يا ترى؟
أخذت نفس عميق وهي تتجاهل شعور القلق والحيرة الذي تسبب به:
-لا شيء أنا فقط شردت بالشيء الذي قولته لي، يجب أن أفكر جيدًا في هذا الأمر، أنا أتساءل ألن تخبر عائلتك؟
حرك موسى رأسه بنفي وهو يخبرها بهدوء:
-لا أجد أي داعي لهذا، هم سوف يقلقون دون سبب، أنا لا أحب هذا.
اومات له وفكرت في التحدث معه في هذا الوقت واخباره بالشيء الذي من الممكن أن يحدث، لكنها فضلت الصمت وتمنت أن لا يخيب ظنه بها.
------
كانت هدى تجلس على سريرها تشعر بالكثير من الحيرة، مشاعرها باتت مضطربة بسبب وجودها مع مازن، تشعر أنها تنجذب له كما لو كانت منزوعة الإرادة، سمعت صوت هاتفها يعلن عن وجود رسالة، امسكته وما إن شاهدت الرسالة حتى اتسعت عينيها بصدمة:
-ما هذا؟
وقفت مبتعدة عن السرير وهي لا تصدق أن صورها هي ومازن الآن بين يدها من رقم هاتف غريب:
-ما هذا من الذي سوف يتجرأ ويقوم بالتقاط هذه الصور؟!
اتصلت بمازن على الفور ليجيبها وقد اندفعت بالحديث وهي تخبره بكل شيء حدث:
-أنا لا أعلم من الذي سوف يفعلها يا مازن ولكن أظن أن علاء هو القادر على فعلها، لقد قومت بضربه وأنا رفضته، لا أعلم ما الذي ينوي على فعله بتلك الصور، أنا أشعر بالكثير من القلق، إن عاد أبي ووقعت الصور بين يديه لا أعلم ما الذي من الممكن أن يفعله؟
شعر مازن بالكثير من الضيق وهو يراها تقلق وتبتعد بسبب الخوف من جديد:
-اهدئي يا هدى أنا سوف أتصرف في هذا الأمر، لا تتوتري، أنا هنا ويمكنني أن أقوم بمعالجة كل شيء.
ابتلعت هدى ما بحلقها، حاولت أن تتماسك وهي تشعر بالكثير من القلق:
-حسنًا يا مازن، أنا فقط شعرت بالتوتر، لم أستطيع الانتظار صدقني.
ابتسم مازن وهو يحرك رأسه بنفي:
-لا تتوتري، كل شيء سوف يكون على مايرام طالما أنا هنا.
اجابته بامتنان وهي تجهل بكل شيء سيء ينويه:
-شكرًا لك يا مازن.
ما إن اغلقت حتى رأت رسالة من هذا الرقم لتقرأها بقلب مرتجف:
-إن أردتِ أن تقومي بحذف هذه الصور قبل أن تصبح في جميع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قابليني غدًا في هذا العنوان، من مصلحتكِ أن نتحدث سويًا بعيدًا عن الجميع يا هدى.
شعرت بالكثير من القلق وقامت بارسال الصور مع الرسالة إلى مازن رغم قلقها الشديد لم يعد لديها خيار آخر سوى أن تثق به، أما في مكان آخر كان مازن يتحدث بغضب شديد إلى علاء الذي يجلس وهو يرجع ظهره ليستقر على الأريكة:
-ما الذي تنوي على فعله يا علاء؟ ألم يكفيك ما أفعله أنا؟
ابتسم علاء وهو يطالعه باستفزاز:
-لا أجد ما يغضبك في هذا الأمر، لقد قمنا بالمراهنة على الإيقاع بتلك الفتاة، ربما يكون أسلوبك أكثر لطفًا مني ولكنني لست فاشل في سحبها لي مثلك يا مازن.
حرك مازن رأسه بعدم استيعاب:
-لا أعلم لماذا تبدل عقلك هكذا، بتلك الطريقة سوف تفقد الفتاة ثقتها بي ومن المستحيل أن تحظى أنت بها، دعك من كل هذا وفقط يومين وسوف تكون الفتاة في هذه الشقة.
ضحك علاء على حديث صديقه وهو يحرك رأسه بتهكم:
-لا بد أنك تحلم يا مازن، هذه الفتاة سوف تسخر منك في النهاية وهي تتركك.
حرك مازن رأسه بنفي وهو يقترب لينظر إلى علاء بتحدي:
-كما قولت لك، يومين فقط وسوف تكون هذه الفتاة معنا هنا، وقتها لن تعصي لي أمر من بعدها يا علاء.
ابتسم علاء باعجاب:
-بالطبع سوف يحدث هذا، سوف تستحق أي شيء مني وقتها يا مازن، لن أرفض لك أي طلب.
أومأ مازن وهو يرفع شعره بارهاق وهو يفكر في الشيء الذي سوف يفعله غدًا وسوف يغير هدى تجاهه مئة وستون درجة، ذهب إلى غرفته وتحدث مع هدى وهو يحاول أن يجعلها تتجاهل الرسال وترى ما الذي سوف يفعله غدًا.
------
أتى اليوم التالي، كان موسى متحمس بخصوص كل شيء قاله إلى مارجريت، يعلم أن هذا الأمر سوف يساعدها لتتخلص من فهد الذي بغضه منذ أول لقاء، هم بالذهاب تجاه الشلال ولكنه توقف عندما رأى فهد يتحدث مع مارجريت بصوت مرتفع:
-لا أعلم لماذا تصرين على بقاء هؤلاء الغرباء، الفتى الذي يدعى موسى ينشر الفوضى في المكان.
رمقته مارجريت بغضب شديد وهي تحرك رأسها بنفي:
-أنا لا أرى هذا ولم أجد ما يدل على هذا الحديث وإلا كنت اتخذت أمر حاسم دون انتظار.
ابتسم فهد ساخرًا:
-ألا تري انبهار الجميع به يا ملكتي؟
بغضت هذا اللقب منه ولكن قبل أن تتحدث فاجأها موسى بالتدخل قائلًا:
-وما المشكلة إن كنت أنا شخص مبهر؟ لا أجد في هذا الأمر أي مشكلة!
ابتسم فهد ساخرًا عندما رأى موسى يقترب:
-يبدو أنك نسيت ما حدث في المرة الماضية وكيف قومت بلكمك؟
ابتسم موسى بطريقة مماثلة وهو يحرك رأسه بنفي:
-أبدًا أنا لم أنسى، كل ما في الأمر أنك قومت بضربي ومن ثم قومت بالهرب من بعدها مثلك مثل أي جبان.
اقترب فهد منه وهو يسحق أسنانه:
-كيف تتجرأ أيها المغرور وتنعتني بالجبان، ربما أنت لا تعلم ولكنني قادر على انهاءك.
دفعه موسى وهو يتحدث إليه بغضب شديد:
-لا يمكنك أن تفعل شيء، أنا لست سهل كما تظن أنت بامكاني أن أواجهك وأقف في وجهك القبيح هذا.
حرك فهد رأسه بعدم استيعاب:
-أنت كيف اكتسبت هذه الجرأة يا ترى؟ لا أظن أن بامكانك أن تتحمل عواقب هذا الحديث الفارغ!
وقفت مارجريت أمام فهد في هذا الوقت بانفعال واضح:
-إذا سمحت يا فهد دعنا نتوقف هنا، لا أريد للأمر أن يأخذ أكبر من حجمه.
نظر فهد إلى موسى وهو يلاحظ غضبه، شك في أمره ليتحدث إليه ببرود شديد:
-أنت لست من المدعووين على زفافي أنا ومارجريت بعد غد، لا أريد أن أراك بقرب الموكب هل هذا مفهوم أيها الغريب؟
تركه من بعدها وهو يتوعد له، كان يقسم بداخله أن هذا اليوم لن ينساه هو أو موسى الذي أتى ليتسبب في تبديل كل شيء بسرعة لا يعرف فهد كيف ومتى حدث هذا، كان يقصد بحديثه مارجريت دائمًا وهو يرى تطور في علاقتها مع موسى ومدافعتها عنه أمامه، أما عن موسى فقد انفعل وهو يقف أمام مارجريت:
-اخبريني كيف ستتزوجين به بعد غد وقد اتفقنا على الزواج؟!
اجابته بثبات ووقار كعادتها:
-أنا لم أكن أعلم، لن أعطي لحديثه أهمية.
انفعل موسى وهو يحرك رأسه بنفي والضيق يعتلي صدره:
-الرجل أعلن عن زواجكِ به وأنتِ تقولين لن تعطي لحديثه أهمية!
ابتلعت ما بحلقها قائلة برجاء:
-توقف عن التحدث في هذا الأمر، في الحقيقة لا أستطيع التنبؤ بالشيء الذي سوف يفعله وهذا يقلقني.
حرك موسى رأسه بعدم استيعاب وهو ينظر لها:
-أنا أشعر بالكثير من الحيرة وأنا أراكي تتعاملين بمثل هذا البرود يا مارجريت، دعينا ننهي هذا الأمر ونتزوج اليوم، لن نعطي له الفرصة في فعل أي شيء من الممكن أن يؤذينا.
نظرت مارجريت إليه لبعض الوقت وقد كان هناك الكثير من الكلمات ترغب في قولها ولكنها التزمت الصمت في النهاية، أمسك بيدها برفق وهو يتحدث إليها برجاء:
-دعينا لا ننتظر ما يحدث وننهي هذا الأمر، أنا مستعد لتحمل كل شيء، لنرى ما الذي سوف يحدث.
ابتلعت مارجريت ما بحلقها وهي تنظر إلى يده، اومأت له ومن ثم تحدثت:
-أنت لن تغضب مني مهما حدث يا موسى أليس كذلك؟
تعجب من هذا السؤال المفاجئ وهو الذي يعلم أن هناك سبب خلفه:
-لماذا تسألين هذا السؤال الآن يا مارجريت؟ هل ترغبين في قول شيء لي؟!
نظرت له لبعض الوقت وهي تشعر بالتشتت، لا تعلم هل عليها أن تخبره بالحقيقة؟ نهرت نفسها وهي تحرك رأسها بنفي وتتحدث سرًا:
-لا يوجد شيء لأتحدث به، لا يمكنني أن أخبرك بالحقيقة كاملة وإلا سوف أفقدت وقتها، أعلم أنك لن تبقى بعد أن تعرف ما الذي ينتظرك بمجرد الزواج بي يا موسى، سوف يتم سجنك هنا إلى الأبد ولا يمكنك أن تتركني وتذهب ببساطة إلى عالمك.
انتبهت على صوت موسى وهو يمسك بيدها:
-ما الأمر يا مارجريت؟ بماذا أنتِ شاردة؟!