12

(12) الفصل الثاني عشر.


ذكريات مؤلمة.


اندهشت سيلينا من سؤال الملك لها فأجابت عليه وهي تضع يدها على جبهته لتفحص حرارته:

"أميري هل أنت بخير؟"

أنزل روديان يدها من على جبهته، وأردف وهو يلف يده على خصرها لتقترب منه أكثر، فأخذ ينظر عليها ومن ثم تلاقت أعينهم بكل حب:

" سيلينا عندما استعدت وعيي وما وجدتك بذلك المنزل رأيت بجانبي دفتر به كل شيء تدوني به، فتحته و..."

ردت سيلينا بصوتها الداخلي:

«لمَ فعلت هذا روديان، فأنا لستُ على استعداد لأخبرك بالحقيقة الآن، ولا أنوي أن أكذب عليك أكثر من ذلك»

أخذت سيلينا أنفاسها بعمق، وقاطعت حديث روديان وقالت:

" روديان لا يحق لك التدخل بخصوصيتي دون أعلامي، وهذا الدفتر به خصوصيتي"

طأطأ الملك رأسه بانكسار ظن بأنها متضايقة منه وخشى من تركه وذهابها بعيدًا عنه فقال وهو يمسك يدها:

" فالذي قرأته مجرد بدايات وصفحات معدودة فقط، لأني كنت أبحث عنك ولست متفرغ لتكملته، تعلمين الذي يُضحك بالأمر بأني ما فهمت قصدك بالكامل من المكتوب، ومثلما أخبرتك الآن لولا كنت أبحث عنك لأكملته وفهمت دون سؤالك لشدة فضولي"

توترت من الذي سمعته، وضعت يدها على قلبها وهي تقول:

"جيد بأنك ما رأيت سوى صفحات البداية، والباقي أقرئه بوقت نكون متفرغان وبرفق بعضًا البعض، اتفقنا"

جاء أحد الحراس وأخبر الملك بالذي حدث بالمدينة بالأمس، ما تفاجئ الملك كثيرً، لأنه عنده علم من قبل بسبب هجومه عليهم، فظن روديان بأن الذئب جائع وهو من فعل ذلك بالمدينة، فأمر الجندي وقال:

"أُخرجوا جميعكم بحثًا عن الذئب بكل مكان بالمدينة، فأنا لا أريد المساء يأتي بدون أن تجدوه هل سمعت كلامي جيدًا"

أجاب الجندي وهو يحني ظهره للملك:

"أمرك يا جلالة الأمير روديان"

...

تجهزت ليريا وقبلت نيرفيتا على وجنتها وقالت لها:


" سأذهب لمقابلة جلاور الآن"

تغير لون وجه نيرفيتا فقالت بنبرة حزينة:

"لما ستذهبين لهناك!"

بدلت ليريا جسدها لذئب ودارت حولها ووقفت خلفها وأردفت:

"سنضع خطة معًا لكي أخرجه من الكهف بهذا الشكل الذي أنا عليه"

عادت ليريا لطبيعتها ووضعت يدها على فمها ومن ثم قالت وهي تجلس على الفراش"

" نيرفيتا ما وقتك لتغيري عليه، فجلاور لا يُعنيني لأنني أحب البرت الآن، لكن خُططنا متعلقة به، ولا تنسى بأن لديه الكثيرون من الرجال بالخارج يُساعدونه في تخليص مصالحنا هنا"

جلست بجانبها ووضعت نيرفيتا يدها فوق يد ليريا وهي تقول:

" معك حق يجب أن تتم خُطتنا قبل الموعد المقرر"

عانقتها ليريا وهي تُجيب بابتسامة:

"معك حق صديقتي"

...

تقهقه روديان وهو يزيح خصلات شعرها التي ترفرف على عينيها وتزعجها:

" أجل عزيزتي سيلينا فلتشكري حظك لأنه لم يكن هناك الوقت الكافي كما تعملين لأتفحصه بأكمله، لكن الذي متأكد منه الأن هو أنك..."

وضعت سيلينا يدها على شفتيه وقبلته لكي تشتت ذهنه وتغلق معه الحديث على هذا الأمر.

لأول مرة يكون الملك حائر لهذه الدرجة ويريد معرفه كل شيء يخص سيلينا من شدة حبه لها، يخشى من خسارتها بأي لحظة، لأنها بدأ يلاحظ اختفاءها المقصود الذي كاد يرعبه.


نظرة واحدة داخل عينين الملك تستطيع فضحه بسهولة، وقراءه كل شيء يريد قوله، ابتسم الملك وهو يُعطيها الدفتر وأردف:

"حسنًا سيلينا سأسامحك ونقفل الحديث الآن، لكنني سأنتظرك تأتي وتخبريني بنفسك، لأني أريد معرفة جميع الأشياء التي تخص سيلينا من اليوم ولآخر عمري سأسمعك بقلبي قبل أذني"

عانقت سيلينا الملك وبشكل متأثر دمعت عينيها فأكمل:

"صحيح أنتِ بشرية وأنا مصاص دماء لكنني أحببتك وأنت أحببتني، أتعلمين أستعجب على ذاتي عندما أكون معك أصبح شخص مختلف وضعيف عما أنا عليه، منذ وقت كنت صارم وشديد، فالكل يُهابني وما زال ذلك لكن إلا معك أنتِ أتصرف كأنك روحي التي أتعامل معها ولا أستطيع أوجاعها"

أجابته بداخلها وهي لا تزيح عينيها من عليه:

"لكنك لستُ مصاص دماء، فأنت نصفك فقط مصاص دماء وستفرح عندما تعلم بأنك بشري مثلي، كم أتمنى أخبارك بكل شيء عنك، صحيح ستحزن لكن جروحك ستلتئم عندما تعرف الظروف التي جعلتهم يفعلون هكذا معك وبالأخص أقصد والدتك"

أردف روديان عندما صمتت كثيرًا وهو ينتظر أجابتها:

" تعلمين يا سيلينا منذ قليل شعرت بالغيرة من وجود شخص آخر بجانبك، ليست غيرة عادية التي أشعر بها، بلا أنها نار تحرقني من الداخل، كلما أنظر عليكِ أرى الحياة، وأيضًا أنا أعرف بأنك لست عرافة، وتسكنين بمدينة بعيدة عن ميرامالا، لكن مثلما قلت لكِ، سأنتظر وحينها سيتغير كل شيء لا تنسي أبدًا أنني أحبك بجنون"

ابتسمت سيلينا وقالت وهي منفعلة:

" ما كل هذا الجمال الذي أنت عليه اليوم"

قبل يدها وقال وهو يهم بالرحيل:

" لا شيء يُضاهي وصفك، لقد تأخرت هل هناك شيء تريدي قوله لي؟"

هزت سيلينا رأسها بالنفي، أكمل الملك كلماته وهو يقول:

"جيد أذا سأذهب لأني لدي عمل أراك فيما بعد"

نظر روديان للوراء، وأشارت بيدها لتودعه وهي تقول:

"إلى اللقاء يا أميري"

رحل الملك وتساقطت الدموع على وجه سيلينا، لأنها هي الأخرى لأول مرة تشعر بأنها أختارت الشخص الصحيح، الشخص الذي على استعداد تام بأن يُضحي بحياته من أجلها، لأنها تستحق ذلك.

تركها الملك ورحل وهو معه قلبها، شعرت سيلينا بالوحدة منذ رحيله، نظرت للطريق الذي سار عليه وشعرت بأنها تنظر إلى حلم بعيد المنال، فهي بواقع غير حقيقي، ستنتهي مهمتها وتخرج من الرواية للأبد.

أشارت له وهو مبتعد كثيرًا عنها وحدثت نفسها:

« أنا أيضًا أحبك بجنون يا أميري»

خرجت ليريا من وراء الشجرة بعدما سمعت حديث روديان وسيلينا، قررت ليريا العودة للقصر وأجلت ذهابها لجلاور، عبرت ليريا عن صدمتها وهي تقول بهمس:

« لا يعقل الذي سمعته، هل الملك حقًا يحب تلك الخادمة وعلى علاقة معها؟ اذن نيرفيتا على حق»

في أثناء تحركها شعرت ليريا بأن هناك شيء تحت قدمها، حنت للأسفل والتقطته، فوجدتها قلادة صديقتها نيرفيتا التي أشترتها منذ مدة كهدية لروديان، أخذتها وأغلقت يدها عليها وهي غاضبة وتنوي الشر وتقول:

" أخبرتني نيرفيتا بأن الملك فقدها، هل تكون هي من دفعتها بيده؟ "

صادفت البرت على الباب فقالت له وهي تحاول التقرب منه:

"البرت هل أنت هنا؟"

أجابها البرت ببرود وهو يبعدها عنه:

"ليريا أنا لا أريد أن يرانا أحد ونحن برفقة بعض، فأنا هنا لمهمة يجب أن أكملها على خير"

صرخت ليريا بوجهه وهي تركله بقدمها:

"البرت أنا متضايقة وظننت بأنك ستفهم وتهون علي كما كنت، لكنني مخطاه يا البرت منذ أن رأيت سيلينا وأنت مهووس بها"

عبث البرت بوجهه وهو يقول:
"لكن.."

تركته ليريا قبل أن يُنهي حديثه وخرجت من القصر مرة أخرى وهي تضرب الباب بقدمها بكل قوة لديها.

....
تم وضع أعلانا بالمدينة عن موعد مراسم دفن العم زوليا، في حدود الساعة الثانية عشر، انتشر الحراس والجنود في توزيع الخبر بكل المدينة لكي يذهب أكبر عدد ممكن للجنازة.

التقى روديان بزوجة اباه كولن لأول مرة منذ عودتها، رمت عليه السلام قائلة:

"كيف حالك روديان؟".

أجابها روديان وهو يربط زرارة بدلته:

" بخير يا كولن، كيف حالك أنتِ؟، هذه معجزة لأننا التقينا، سألت عليك تكرارًا وكانوا يُخبروني بأنك بالخارج في كل مرة"

لفت جفن عينيها يمين ويسار وهي تحاول خداعة كعادتها:

"ابن صديقتي في مدينة أخرى كان مريض و.."

ضحك روديان وهو يقاطعها بغلاظة ويقول:

"كفاكِ كذب بهذا الموضوع، لا يهمني أين تذهبي لأني لست بزوجك وأعرف بأنك تبدلين الرجال كتبديل اللبانة "

جيد روديان سأدخل مباشرةً بالذي أريده، سمعت بأن اليوم جنازة عمك زوليا، لهذا أريدك أن تجعل جلاور يحضر الجنازة لأنه فرد من العائلة"

أخرج انيابه بوجهها ومن ثم حوافره وأردف وهو يشع غضب:

هل تنسين بأن أبنك المدلل هو من قتله؟ لكن سأذهب وأخرجه ويحضر معي وليس لأنك طلبتي مني ذلك، بلا أنا من أريد ذلك من أجل مظهري أمام سكان المدينة، تحياتي زوجة أبي بعد أذنك"

تدخل البرت وقدم تحياته وأعطى الملك كأس به عصير وهو يقول:

"جلالة الملك هذا العصير مفيد لك وبه فيتامين سيساعدك على التحمل وسأشرب قبلك لتتأكد بأنه م.."

أخذ الملك الكأس من يده وشربه قبل أن ينهي حديثه، أفرغ الكأس وأعطى له ورحل.

خرج روديان وفي طريقه للكهف ليتحدث مع جلاور، ويخرجه لساعات لكي يحضر جنازة عمه مثلما أخبر كولن.

..
في الكهف
..

أستقبل جلاور ليريا بفرح شديد، وطلب مشروبًا من الحراس، وذهب الحارس وأحضره لها وهو يقول:

" سيد جلاور أنت تعلم بأنه ممنوع هنا، من فضلك من أجل أن لا تكون حياتي بخطر انتهي منه سريعًا"

وقف جلاور وقال وهو يتحرك بصعوبة:

"مما تخاف"

قال الحارس وهو يعطي ورقة بالإعلان:

"أطلع على هذه الورقة فاليوم جنازة عمك، وأخشي من زيارة روديان لك هنا"

مذق جلاور الورقة وهو يقول:


"الجميع يخاف من روديان، ويعمل له الف حساب، هل روديان أحسن مني؟"

ذهبت له ليريا وأمسكت به قبل سقوطه على الأرض وهي تردف:

"من فضلك أهدا قليلًا جلاور، هذا لا يصح ستتأزم صحتك عن هذا، فهي تتدهور من نفسها كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله"

انتشل الحارس ورفعه بالسماء من يده وهو يقلب عينيه ويقول بغضب:

"لقد فهمت يكفي قوانين كلما سمحت لك الفرصة، دعني استريح وأشعر بالسعادة قليلًا"

تركه وذهب يصب كأس له وكأس ليريا وتناولا وهما يضحون، قبل جلاور ليريا وهو يقول:

"إلى متى ستبقين بميرامالا هذه المرة"

رفعت الكأس وأنهته بلحظة وهي تُجيب:

"لم أقرر بعد، لكنني أخطاءت بشيء، بالأمس خرجت وتعديت على الجميع بالطرقات، عذرًا لقد كنت جائعة"

صفق لها جلاور وهو يردد:

"عمل جيد يا ليريا، كم أصبحتِ جميلة بعد قولك هذا الكلام"

ابعدته عنها عندما حاول تقبيلها، فكرت بأنه سينزعج عندما تخبره بهذا الكلام.

ليريا بدأت تنزعج من جلاور ولأسباب كثيرة، ومن ضمن هذه الأسباب كان لقاءهم الأخير بالقصر، اكتشفت أنه يُريدها مصلحته والعرش فقط.

بلحظة شعرت بالندم لأنها جاءت كانت تظن بأنها ستشتت عقلها أن تواجدت مع حبيبها السابق، أدمنت البرت وبسبب حبها ستفعل أي شيء للحفاظ عليه.

أقترب منها ودفعته مرة أخرى لبعيد وسقط على الأرض وهو غير متزن طرقت على الباب الحديدي ليفتحوا لها.

ليريا لا تريد تنفيذ قرارات جلاور لأنه تخلى عنها وتركها تموت منذ بضعة أشهر، لهذا عندي تذكرت بعض الذي فعله معها تركته وقررت الرحيل.

شعرت نيرفيا بأنها تريد الاستفراغ، ذهب للحمام مرة تلو الأخرى، إلى أن قررت الذهاب للطبيب، نادت على سيلينا قائلة:

"أخبري الحراس بأني أريد الذهاب للطبيب"

أجابتها سيلينا وهي خائفة من أن تعرف بحملها، فأخذتها للفراش وهي تقول:

"لا تقلقي فأنا طبيبة وسأفحصك الآن، تسطحي وأرفعي ثيابك للأعلى"

اندهشت نيرفيتا منها وقالت وهي ترفع ثيابها لتكشف عليها:

"لما تخفين حقيقتك عنا طوال هذه المدة"

اجابتها سيلينا وهي تحضرت عدة الاسعافات الأولية:

" هناك أسرار لا يجب مشاركتها مع أحد ولو كان صديقك المقرب"

طرقت كولن باب الغرفة ودخلت عليهم، رفعت حاجبها باستغراب وهي تردف:

"ماذا يجري هنا يا نيرفيتا؟"

جلست نيرفيتا على الفراش عندما رأت كولن، فطلبت سيلينا تسطحها مرة أخرى على الفراش وأجابت عليها وهي تفحصها:

"أشعر بتعب هذه الأيام فلحسن الحظ بأن سيلينا طبيبة، رأتني بهذا الشكل فاقترحت علي بأن تفحصني بدل الذهاب للخارج"

أجابت بشكل ساخر وهي تجلس وتضع قدمها فوق الأخرى:

"هل أنتِ حامل مرة أخرى؟".

أحمر وجه نيرفيتا وتلعثمت بالحديث وهي تقوله بصوت منخفض:

" ما الذي تقصدينه بكلامك يا كولن"

"سيلينا ليست غريبة الآن، يجب أن تعلم بأنك كنت حامل من قبل بأبن جلاور "

حدثت سيلينا نفسها:

«كيف لكِ بخيانة الملك كل هذه السنوات؟ حتى للآن تحملين من رجل غيره، صدقًا هو قوي للغاية لأنه لا يستحق الذي تفعلانه به أنتِ وجلاور لو كنت مكانه لتشتت بسبب حبه الذي يكنه لكم بقلبي»

حاولت سيلينا السيطرة على ملامحها وتصرفاتها، انهت الفحص وقالت لها:

"الجو متقلب هذه الأيام بميرمالا ويبدو بأنك مصابة بالبرد أميرتي يومين وستتعافين، لقد انتهيت أتريدي شيء آخر مني"

"أتري ياكولن فأنك تفترين علي كعادتك وهذه المرة بغرفتي، تعلمين لو سمع روديان سيطردك من هنا على الفور، لا تنسي حبه لي سيجعله يفعل كل شيء أقوله له"

خرجت كولن من الغرفة وهي منزعجة مما فعلته نيرفيتا وبدون قول أي شيء.

ذهبت نيرفيتا وفتحت خزانتها وأخرجت بعض النقود وأعطتها لسيلينا وهي تبتسم لها قائلة:

"تفضلي هذه الأموال فهي لكِ"

أخذتهم سيلينا ووجدت يدها أمتلئت بالأموال، فأرجعت نصفها وهي تقول:

"سأخذ فقط نصفهم لأن المبلغ كبير للغاية علي أميرتي"

أجابت نيرفيتا وهي تضع يدها على سيلينا وعاملتها جيدًا للمرة الأولى لها:

" سيلينا أعتذر منكِ على وقاحتي لكي من قبل، وأرجو منكِ تقبلهم كاعتذار"

أخذت سيلينا الأموال وهي سعيدة وخرجت من الغرفة وهي لا تصدق معاملة نيرفيتا لها، أخذت تُنادي على روفال بصوت ليس مرتفع، وركض لتحكي لها الذي حدث.


أوقفها صوت البرت من الوراء وهو يقول:
"سيلينا لمَ كل هذه الفرحة"

خبأت الأموال بثيابها وأردفت وهي تنظر على الدرج:
" لستُ سعيدة هذه عادتي"

جذبها نحوه ولفها على الحائط وفي أثناء ذلك سقطت الأموال والهاتف والدفتر من جيبها على الأرض، ما انتبه لهم وقال:

"هل لأنك رأيتني ابتسامتي لي؟"

"أنا فقط سعيدة لأن نيرفيتا بدأت تُحبني"

هجم البرت عليها بعدما رمت هذه الكلمات، ضعت سيلينا يدها على صدره، وحاولت دفعه بعيدًا عنها وهي تقول:

" أتركني وابتعد عني أيها الوغد الحقير"

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي