الفصل٤
تحدثت «فيونا» عقب نهوضها والصدمة تتملك احشائها، لتقول:
-تتجوزي؟! طب وبابا؟
اجابتها والدتها «سوزي» قائلة:
-أنا وباباكِ انفصلنا ومحدش فينا ناوي يرجع للتاني، ومن حقي اتجوز، هو عرض عليا الجواز وأنا وافقت.
رفعت «فيونا» حاجبيها لتتحدث ساخرة:
-عرض عليكِ الجواز ووافقتي! يعني حتى مش جاية تاخدي رأيي أنتوا مقررين!
ابعدت «سوزي» نظراتها عنها، لتتحدث في ملل قائلة:
-أنتِ بتتصرفي كأنك عيلة صغيرة!
أومأت «فيونا» بطريقة ساخرة، لتقول:
-فعلًا، أنا اللي بتصرف كأني عيلة صغيرة.
تركتها وذهبت إلى غرفتها لتبداء بتبديل ملابسها ذاهبة إلى العمل، والذي كانت لن تذهب له اليوم.
(بالمطعم).
تتحدث «هارلي» عبر الهاتف إلى «دينا» والتي تعجبت من اتصالها:
-هو كلوا دلوقت بقى يحب «هارلي»؟! أيه اللطف اللي نزل عليكوا فجأة ده؟
اجابتها «دينا» في ضيق من سخريتها، لتقول:
-عمومًا أنتِ حرة، أديني قولتلك إن في حاجة مهمة عايزة اكلمك فيها وأنتِ اللي رفضتي، براحتك بقى.
اجابتها «هارلي» مترقبة لما تريد قوله:
-حاجة أيه؟
اكملت «دينا» قائلة:
-مش هينفع اقولك في التليفون، خلصي شغل وكلميني وأنا هجيلك، والأحسن ماترديش على «ساينوس» أو تديله قرار بخصوص رجوعك للشغل إلا لما نتكلم.
صمتت «هارلي» قليلًا ولا تدري مالذي يحدث الأن، فما إن طُردت من العمل وقد تبدل كل شيء!
اجابتها قائلة:
-طيب.
اغلقت الخط لتعود إلى عملها وعقلها منشغل بما يدور حولها من أمور لا تدري لما تحدث بالأساس.
في هذا الوقت قام «أدم» بالدخول إلى المطعم، جالس فوق إحدى الطاولات، أصبح يتطلع حوله منتظر رؤيته لها.
ما إن لمحها تقدم الطعام، رفع يده قائل:
-لو سمحت.
تطلعت «هارلي» صوبه لتتبدل نظراتها ما إن رأته، من التفكير إلى اللؤم.
اقتربت لتأخذ طلباته، لتقول والبسمة الغامضة ترتسم فوق شفتاها:
-تطلب أيه؟
همس «أدم» قائل:
-بقى أنا زفت؟!
همست «هارلي» إليه كذلك أسفل سحقها لأسنانها، قائلة:
-مبتردش على التليفون تبقى زفت، أنت فاكر إني هجري وراك علشان الشغل؟! تؤ أنا لو عايزة اغرقك فلوس هعمل كده.
اجابا «أدم» قائل:
-طب ماتغرقيني وأنا راضي.
رفعت «هارلي» حاجبيها لتتحدث ساخرة:
-ده لو عايزة بقى.
قدمت على الذهاب ولكن حديثه اوقفها، حين قال:
-طب عايز فطار طيب.
طالعته «هارلي» من جديد قائلة:
-تطفح أيه؟
أغمض «أدم» عيناه في ضيق من توبيخها له، وكأن لسانه مقيد للإجابة عليها، طالعها وهناك من الغل مايسكن روحها، ليقول وهو يسحق اسنانه:
-أي طفح هطفحه.
طالعته «هارلي» بصمت، لتتركه ذاهبة.
تطلع «أدم» إلى أثر ذهابها، قائل في همس وضيق منه:
-ربنا يلهمني الصبر علشان أنا خلاص على أخري.
(بمركذ الشرطة).
بمكتب اللواء، تحدث «راسل» إليه قائل:
-«أدم» لسه معرفش مكان السلاح بس أكيد مع الواقت هيعرف، أنا بضمنلك ده.
تحدث اللواء قائل:
-ماشي يا «راسل» بس لو أخر في كشفها هيتم سحب القضية منه.
طالعه «راسل» الذي أومأ قائل:
-بأذن الله تتحل بسرعة، ومنضطرش نعمل كده.
أومأ اللواء كذلك بهدوء، قائل:
-بتمنى، تقدر ترجع لشغلك يا «راسل».
أومأ «راسل» قائل:
-عن أذنك.
تركه وذهب ليصطدم ب«فيونا» أثناء مروره ذاهب إلى مكتيه.
طالعها «راسل» كما طالعته، ليقول ببسمة هادئة:
-صباح الخير.
تبسمت «فيونا» بخفوت، قائلة:
-صباح النور.
أكمل «راسل» قائل:
-عاملة أيه.
اجابته «فيونا» بذات بسمتها الخافتة، قائلة:
-الحمدالله.
شعر «راسل» بتغير طريقة حديثها، والذي خشى أن يكوه هو سبب هذا التغيير، ليقول في أسف منه:
-بعتذر أني مجتش امبارح، بس بجد كنت مشغول جدًا، مش عايزك تضايقي مني.
حركت «فيونا» رأسها نافية، لتقول ببسمة هادئة:
-ولا يهمك، أنا أكيد مش هتضايق منك.
تبسم «راسل» ليقول:
-إذا كان كده يبقى لو معندكيش مانع اعتزمك على الغدا النهارده.
طالعته «فيونا» لترتسم البسمة فوق ثغرها، قائلة:
-أكيد معنديش مانع.
تبسم «راسل» ليقول:
-إذا كان كده يبقى نخلص شغل ونروح نتغدى.
أومأت «فيونا» وقد كانت السعادة بلغت اقصاها لطلبه الذي جعلها تنسى كل مايضيق له صدرها.
في هذا الوقت، تحدث العسكري عقب اقترابه منهم، قائل:
-«راسل» بيه، في واحدة هايزة تقابل حضرتك، وهي مستنيه في المكتب.
طالعه «راسل» ليوميئ، قائل:
-طيب أنا جاي.
طالع «فيونا» ليقول:
-عن أذنك.
تبسمت «فيونا» مطالعاه أثناء ذهابه، فكم انساها كل شيء بكلماته التي جعلت تعيد التفكير بأمر علاقتهم، والتي تتمنى أن تحدث بالفعل، وليس مجرد تمني.
ما إن ذهب «راسل» إلى مكتبه، طالع صاحبة الرداء الأسود الجالسة، ليتحدث مقترب للجلوس، قائل:
-أهلًا، مين حضرتك؟
طالعته «هيلينا» بعيناها الكحيلتين، قائلة:
-جاية أبلغ عن حاجة تخصكوا.
يطالعها «راسل» في تعجب، قائل:
-قصدك أيه؟!
اجابته «هيلينا» قائلة:
-سلاح الألماس، أنا عارفة هو فين.
عقد «راسل» حاجبيه بخفوت وهو يطالعها في ترقب منه، قائل:
-فين؟!
اجابته «هيلينا» قائلة:
-مع واحد أسمه «ساينوس»، صاحب الملهى الشمهور أنت عارفة أكيد.
استمر «راسل» في مطالعتها ولا يدري لما ستقول هذا على الرجل؛ فقي النهاية هو يعلم أين السلاح.
تحدث «راسل» وهو يترقب من حديثها، قائل:
-بس أحنا عارفين فين السلاح، وهو مع بنت تانية خالص.
حركت «هيلينا» رأسها نافية، لتقول:
-ده اللي أنتوا فاكرينه، بس «ساينوس» هو اللي معاه السلاح، أنا متأكده.
مازال يطالعها ولا يدري أين الصواب، امايعلموه؟ أم ما تخبره به هي؟!
تحدث متسائل:
-وأنتِ عرفتي حاجة زي دي منين؟!
نهضت «هيلينا» وهي تطالعه بنظراتها الباردة، قائلة:
-دي حاجة بتاعتي، لو مش عايز تصدق متصدقش، وكملوا ورا البنت دي.
تركته ذاهبة ليعود ذهنه في الشرود، يفكر كيف يتأكد والأمر كاد يسلك طريق أخر؟!
في الليل.
بغرفة «أدم».
تتحدث «هارلي» إلى صاحب الشركة، والذي ستبيع له اللوحه، ونظراتها معلقة صوب اللوحة الذي بداء «أدم» في رسمها:
-طيب خلال اسبوع هجيبلك اللوحة.
طالعها «أدم» في ترقب مستمع لما تقول.
ما إن اغلقت معه، التفتت مقتربة من «أدم» لتقول:
-اعتقد اسبوع كفاية لأن ده زبون مهم وهيبقى أول مكسب ليك.
يطالعها «أدم» الذي تحدث في ترقب لسؤاله، قائل:
-وأنتِ أزاي لقيتي الراجل ده؟!
رفعت «هارلي» حاجبيها في ثقة، لتقول:
-دي حاجة بتاعتي بقى، المهم أنك تشغل وتلاقي حق تعبك.
توقفت نظراتها صوب الإسوارة بيده، لتقول عاقدة حاجبيها في خفوت:
-أنت جبت الأسورة دي منين؟!
تطلع «أدم» إلى يده، ثم أعاد مطالعتها، قائل:
-دي معايا من طفولتي، أيه عجباكِ؟!
كان يتحدث ساخر، ولكن ملامحها لم تكون مازحة أو ساخرة، فيبدو أنها تذكرت شيء ما جعلها تصمت قليلًا، لتعيد مطالعته أسفل نظراته المتعجبة، قائل:
-في أيه مالك؟!
اجابته «هارلي» في ترقب منها:
-هو في حد تاني كانت معاه البتاعة دي وأنت صغير؟ يعني ادتها لحد أو حد ادهالك؟ أصل أنا معايا نفسها ونفس اللون كمان، ومش فاكرة أني جيبتها زمان، لأنها مببتتباعش أصلًا.
مازال يطالعها متوقف عن الرسم؛ فتلك الاسوارة لا يملكها سواه هو ومحبوبته الصغيرة، التي ظل معها حتى كان عمرهما عشرة سنوات! ومازال حتى الأن يتذكرها.
-تتجوزي؟! طب وبابا؟
اجابتها والدتها «سوزي» قائلة:
-أنا وباباكِ انفصلنا ومحدش فينا ناوي يرجع للتاني، ومن حقي اتجوز، هو عرض عليا الجواز وأنا وافقت.
رفعت «فيونا» حاجبيها لتتحدث ساخرة:
-عرض عليكِ الجواز ووافقتي! يعني حتى مش جاية تاخدي رأيي أنتوا مقررين!
ابعدت «سوزي» نظراتها عنها، لتتحدث في ملل قائلة:
-أنتِ بتتصرفي كأنك عيلة صغيرة!
أومأت «فيونا» بطريقة ساخرة، لتقول:
-فعلًا، أنا اللي بتصرف كأني عيلة صغيرة.
تركتها وذهبت إلى غرفتها لتبداء بتبديل ملابسها ذاهبة إلى العمل، والذي كانت لن تذهب له اليوم.
(بالمطعم).
تتحدث «هارلي» عبر الهاتف إلى «دينا» والتي تعجبت من اتصالها:
-هو كلوا دلوقت بقى يحب «هارلي»؟! أيه اللطف اللي نزل عليكوا فجأة ده؟
اجابتها «دينا» في ضيق من سخريتها، لتقول:
-عمومًا أنتِ حرة، أديني قولتلك إن في حاجة مهمة عايزة اكلمك فيها وأنتِ اللي رفضتي، براحتك بقى.
اجابتها «هارلي» مترقبة لما تريد قوله:
-حاجة أيه؟
اكملت «دينا» قائلة:
-مش هينفع اقولك في التليفون، خلصي شغل وكلميني وأنا هجيلك، والأحسن ماترديش على «ساينوس» أو تديله قرار بخصوص رجوعك للشغل إلا لما نتكلم.
صمتت «هارلي» قليلًا ولا تدري مالذي يحدث الأن، فما إن طُردت من العمل وقد تبدل كل شيء!
اجابتها قائلة:
-طيب.
اغلقت الخط لتعود إلى عملها وعقلها منشغل بما يدور حولها من أمور لا تدري لما تحدث بالأساس.
في هذا الوقت قام «أدم» بالدخول إلى المطعم، جالس فوق إحدى الطاولات، أصبح يتطلع حوله منتظر رؤيته لها.
ما إن لمحها تقدم الطعام، رفع يده قائل:
-لو سمحت.
تطلعت «هارلي» صوبه لتتبدل نظراتها ما إن رأته، من التفكير إلى اللؤم.
اقتربت لتأخذ طلباته، لتقول والبسمة الغامضة ترتسم فوق شفتاها:
-تطلب أيه؟
همس «أدم» قائل:
-بقى أنا زفت؟!
همست «هارلي» إليه كذلك أسفل سحقها لأسنانها، قائلة:
-مبتردش على التليفون تبقى زفت، أنت فاكر إني هجري وراك علشان الشغل؟! تؤ أنا لو عايزة اغرقك فلوس هعمل كده.
اجابا «أدم» قائل:
-طب ماتغرقيني وأنا راضي.
رفعت «هارلي» حاجبيها لتتحدث ساخرة:
-ده لو عايزة بقى.
قدمت على الذهاب ولكن حديثه اوقفها، حين قال:
-طب عايز فطار طيب.
طالعته «هارلي» من جديد قائلة:
-تطفح أيه؟
أغمض «أدم» عيناه في ضيق من توبيخها له، وكأن لسانه مقيد للإجابة عليها، طالعها وهناك من الغل مايسكن روحها، ليقول وهو يسحق اسنانه:
-أي طفح هطفحه.
طالعته «هارلي» بصمت، لتتركه ذاهبة.
تطلع «أدم» إلى أثر ذهابها، قائل في همس وضيق منه:
-ربنا يلهمني الصبر علشان أنا خلاص على أخري.
(بمركذ الشرطة).
بمكتب اللواء، تحدث «راسل» إليه قائل:
-«أدم» لسه معرفش مكان السلاح بس أكيد مع الواقت هيعرف، أنا بضمنلك ده.
تحدث اللواء قائل:
-ماشي يا «راسل» بس لو أخر في كشفها هيتم سحب القضية منه.
طالعه «راسل» الذي أومأ قائل:
-بأذن الله تتحل بسرعة، ومنضطرش نعمل كده.
أومأ اللواء كذلك بهدوء، قائل:
-بتمنى، تقدر ترجع لشغلك يا «راسل».
أومأ «راسل» قائل:
-عن أذنك.
تركه وذهب ليصطدم ب«فيونا» أثناء مروره ذاهب إلى مكتيه.
طالعها «راسل» كما طالعته، ليقول ببسمة هادئة:
-صباح الخير.
تبسمت «فيونا» بخفوت، قائلة:
-صباح النور.
أكمل «راسل» قائل:
-عاملة أيه.
اجابته «فيونا» بذات بسمتها الخافتة، قائلة:
-الحمدالله.
شعر «راسل» بتغير طريقة حديثها، والذي خشى أن يكوه هو سبب هذا التغيير، ليقول في أسف منه:
-بعتذر أني مجتش امبارح، بس بجد كنت مشغول جدًا، مش عايزك تضايقي مني.
حركت «فيونا» رأسها نافية، لتقول ببسمة هادئة:
-ولا يهمك، أنا أكيد مش هتضايق منك.
تبسم «راسل» ليقول:
-إذا كان كده يبقى لو معندكيش مانع اعتزمك على الغدا النهارده.
طالعته «فيونا» لترتسم البسمة فوق ثغرها، قائلة:
-أكيد معنديش مانع.
تبسم «راسل» ليقول:
-إذا كان كده يبقى نخلص شغل ونروح نتغدى.
أومأت «فيونا» وقد كانت السعادة بلغت اقصاها لطلبه الذي جعلها تنسى كل مايضيق له صدرها.
في هذا الوقت، تحدث العسكري عقب اقترابه منهم، قائل:
-«راسل» بيه، في واحدة هايزة تقابل حضرتك، وهي مستنيه في المكتب.
طالعه «راسل» ليوميئ، قائل:
-طيب أنا جاي.
طالع «فيونا» ليقول:
-عن أذنك.
تبسمت «فيونا» مطالعاه أثناء ذهابه، فكم انساها كل شيء بكلماته التي جعلت تعيد التفكير بأمر علاقتهم، والتي تتمنى أن تحدث بالفعل، وليس مجرد تمني.
ما إن ذهب «راسل» إلى مكتبه، طالع صاحبة الرداء الأسود الجالسة، ليتحدث مقترب للجلوس، قائل:
-أهلًا، مين حضرتك؟
طالعته «هيلينا» بعيناها الكحيلتين، قائلة:
-جاية أبلغ عن حاجة تخصكوا.
يطالعها «راسل» في تعجب، قائل:
-قصدك أيه؟!
اجابته «هيلينا» قائلة:
-سلاح الألماس، أنا عارفة هو فين.
عقد «راسل» حاجبيه بخفوت وهو يطالعها في ترقب منه، قائل:
-فين؟!
اجابته «هيلينا» قائلة:
-مع واحد أسمه «ساينوس»، صاحب الملهى الشمهور أنت عارفة أكيد.
استمر «راسل» في مطالعتها ولا يدري لما ستقول هذا على الرجل؛ فقي النهاية هو يعلم أين السلاح.
تحدث «راسل» وهو يترقب من حديثها، قائل:
-بس أحنا عارفين فين السلاح، وهو مع بنت تانية خالص.
حركت «هيلينا» رأسها نافية، لتقول:
-ده اللي أنتوا فاكرينه، بس «ساينوس» هو اللي معاه السلاح، أنا متأكده.
مازال يطالعها ولا يدري أين الصواب، امايعلموه؟ أم ما تخبره به هي؟!
تحدث متسائل:
-وأنتِ عرفتي حاجة زي دي منين؟!
نهضت «هيلينا» وهي تطالعه بنظراتها الباردة، قائلة:
-دي حاجة بتاعتي، لو مش عايز تصدق متصدقش، وكملوا ورا البنت دي.
تركته ذاهبة ليعود ذهنه في الشرود، يفكر كيف يتأكد والأمر كاد يسلك طريق أخر؟!
في الليل.
بغرفة «أدم».
تتحدث «هارلي» إلى صاحب الشركة، والذي ستبيع له اللوحه، ونظراتها معلقة صوب اللوحة الذي بداء «أدم» في رسمها:
-طيب خلال اسبوع هجيبلك اللوحة.
طالعها «أدم» في ترقب مستمع لما تقول.
ما إن اغلقت معه، التفتت مقتربة من «أدم» لتقول:
-اعتقد اسبوع كفاية لأن ده زبون مهم وهيبقى أول مكسب ليك.
يطالعها «أدم» الذي تحدث في ترقب لسؤاله، قائل:
-وأنتِ أزاي لقيتي الراجل ده؟!
رفعت «هارلي» حاجبيها في ثقة، لتقول:
-دي حاجة بتاعتي بقى، المهم أنك تشغل وتلاقي حق تعبك.
توقفت نظراتها صوب الإسوارة بيده، لتقول عاقدة حاجبيها في خفوت:
-أنت جبت الأسورة دي منين؟!
تطلع «أدم» إلى يده، ثم أعاد مطالعتها، قائل:
-دي معايا من طفولتي، أيه عجباكِ؟!
كان يتحدث ساخر، ولكن ملامحها لم تكون مازحة أو ساخرة، فيبدو أنها تذكرت شيء ما جعلها تصمت قليلًا، لتعيد مطالعته أسفل نظراته المتعجبة، قائل:
-في أيه مالك؟!
اجابته «هارلي» في ترقب منها:
-هو في حد تاني كانت معاه البتاعة دي وأنت صغير؟ يعني ادتها لحد أو حد ادهالك؟ أصل أنا معايا نفسها ونفس اللون كمان، ومش فاكرة أني جيبتها زمان، لأنها مببتتباعش أصلًا.
مازال يطالعها متوقف عن الرسم؛ فتلك الاسوارة لا يملكها سواه هو ومحبوبته الصغيرة، التي ظل معها حتى كان عمرهما عشرة سنوات! ومازال حتى الأن يتذكرها.