الفصل الثامن عشر
اتصل والد سارة بسعيد وشكره على ما فعله مع ابنته وكذلك سارة ، وايضا أتصل به سيف أخيها وشكره على فعلته
مرت فترة كبيرة كان سعيد لا يفعل شيئا سوى أن يجلس مع المعلمين والاساتذة لكى يتعلم لغات ويطور من نفسه ، وفى هذه الفترة لم يرى بنات عمه أو يتواصل معهم لربما تكن فترة هدنة حتى يهدئ الوضع ، وعلى الجانب الأخر لم يتكلم مصطفى مع لمياء ايضا ويحاول مرارا أن ينشغل فى عمله فربما ينساها أو على الأقل يينشغل فى التفكير عنها ، كان سعيد كلما اراد أن يخرج أو يتنزه يكلم معتز أو مصطفى وأحيانا كانوا يخرجون مع بعضهما حتى أصبح معتز صديق ثالث لهما وكانت الأتصالات دائمة بينهم ، بينما سارة كانت تتصل بسعيد كل يومين او ثلاث تريد الأطمئنان عليه كصديق ، كان حسام يحاول الأقتراب اكثر من شيرين ويتلاعب بها كى تقع فى غرامه ، كما كانت ايضا والدته تزور البنات من وقتا لأخر وتجعلهم يكرهون سعيد اما عنهم هم فكانت كل واحدة منهم منشغلة فى الحياة فكلا منهم يركز مع نفسه فقط ولا يعلم أحدا عن الأخر شئ ، وكان الحاج منصور منشغل فى اتمام الصفقات المشبوهة وبينما اسامة كان منشغل فى شراء الاراضى من أهل البلد لكى يقيم مشروعه عليها ولكن مازال يواجه معضلة ان هناك ارضا بوسط كل هذه الاراضى ملك لسعيد الصفوانى ....
إذا كنت تحاول بناء عقار ما فلابد من أن تختار اولا تربة جيدة لكى تبنى عليها من ثم تشترى المواد التى ستبنى بها ومن بعدها تبدأ بالحفر ، وحينما تصل إلى العمق المناسب فتقدر فى هذا الوقت أن تبقى قاعدة صلبة تقيم عليها العقار ، وبعدها تبدأ فى بناء الأعمدة بهذا الشكل يكون العقار جيدا وصالح لأن يسكنه المئات ، أما اذا أهملت فى البناء أو فى اختيار الأرض فكل هذا سيقع فوق رأسك ويهشم ما بدأته و يضيع عليك كل ما فعلته أو صرفته على هذا البناء .... هذا ما حدث مع الحاج منصور من أفسد البناء فسدت بنيته
كان الحاج منصور متواجدا بالقاهرة فرن هاتفه نظر للمتصل فكان اسامة رد عليه
_ خير يا أسامه فى ايه
= مفيش ياحاج انا معايا معاد بكره فى المحافظه علشان اشوف موضوع الارض اللى هناخدها فى الجبل
_ طب تمام انا كلمتلك الناس هناك انت هتروح بكره وهيخلصولك كل حاجه
= ما انا عارف بس مش دى المشكلة
_ امال فين المشكله
= المشكلة ان الملف مش معايا انا سبته معاك اخر مره
_ اه صح انا نسيت ان الملف معايا
= طب ايه الحل دلوقتى أنت فالقاهرة
_ انت تروح البيت دلوقتى وتدخل اوضة المكتب وتروح المكتب هتلاقيه فى الدرج الاول خد الملف واقفل المكتب وراك
= حاضر يا حاج
_ عاوز حاجه تانى
= لا تسلم يا حاج
_ مع السلامه
أغلق اسامة المكالمة مع الحاج منصور وركب سيارته واتجه صوب فيلا الحاج منصور ، بع
ما وصل وجد باب الفيلا مفتوحا أستغرب من ذلك فهو معتاد أن يجد عطية الحارس على الباب ولا يفتحه من الأساس وبالأخص أن الحاج منصور هو من أمر بذلك ولكنه أكمل بالسيارة إلى الداخل ، نزل من سيارته واتجه ناحية باب المنزل لكي يطرقه ، ولكنه بمجرد أن وضع يده عليه تحرك الباب فكان مفتوحا لم يرى اسامة احدا امامه فكانت ياسمين بالقاهرة نظرا لظروف دراستها وايضا الحاج منصور فمن يتواجد بالفيلا هم فقط الحارس والدادة و نعمة زوجة الحاجة منصور نادى اسامة ولكن لم يسمع صوت أحدا ولكنه سكت قليلا وهو يتحرك وينظر يمينا ويسارا عليهم يمع صوتا آتيا من الطابق العلوى اقترب اسامة من الصوت متوجها إلى السلم وصعدت وكلما اقترب اسامة كان الصوت يزيد حتى علم مصدر الصوت فهناك علاقة حميمة تقام ولكنه وقف قليلا فهو يعلم ان الحاج منصور بالقاهرة هو وياسمين ابنته ، ظن اسامة ان هذه العلاقة بين الحارس والدادة فاندفع مسرعا ناحية الباب الذى كان مواربا ولكنه قبل ان يفتح الباب سمع ضوت نعمة زوجة الحاج منصور تصمر اسامة بمكانه ولكن لم يتمالك نفسه فدائما شيطانه هو من يدفعه أخرج اسامة هاتفه من جيبه ثم جعل الهاتف صامتا لكى لا يصدر انينا وبعدها فتح الكاميرا الخاصة بالهاتف وبدأ بالتصوير موجها الهاتف بداخل الغرفة ، ظل اسامة هكذا لمدة تزيد عن الدقيقة وبعدها مسك هاتفه وقام بوضعه بجيبه ، ثم فتح الباب بكل ما اوتى من قوة فأنتفضت نعمة ومن معها نظر إليه اشامة محاولا معرفته ولكنه اكتشف أنه لابعرف هذا الشخص ، نظر اسامة إليهم وساد الصمت بالمكان لبضعة دقائق وقبل أن ينطق احدهما بحرفا واحد خرج اسامة من الغرفة ثم ذهب إلى غرفة المكتب وبعدها غادر الفيلا ...
على الجانب الأخر استيقظ سعيد فى الساعة السادسة صباحا اعد فنجان القهوة الخاص به وذهب ليجلس بالبلكون ، جلس سعيد وتناول فنجانه وهو يعبث بهاتفه ، وحينما انتهى قام ليدخل إلى الشفة فوجد امامه المتر شريف الذى قام بتحيته
_ صباح الخير يا سعيد
رد عليه سعيد وهو مستاء
= اهو صباح زى كل يوم
_ مالك متضايق كده على الصبح
= انا قاعد بقالى فتره كبيره من غير شغل من قبل ما عمى يتوفى وانا بصراحه مش متعود على كده ده انا بشتغل من اولى اعدادى على اخر الزمن هقعد فى البيت من غير شغل
_ احنا مش اتفقنا
= وفيها ايه لما اتعلم اللى انت عاوزنى اتعلمه وانا بشتغل
نظر إليه المتر شريف وابتسم
_ انت فاكر نفسك هتشتغل ايه فى الشركه
= اى حاجه ممكن اشتغل فى الحسابات وانا معايا بكالريوس تجاره
ضحك المتر شريف ثم اردف
_ بس انا ببص لابعد من كده
فسأله سعيد مستفهما
= ابعد من كده ازاى يعنى
_ اسمع كلامى بس وساعتها هتعرف انى بعمل كده لمصلحتك وقريب اوى هتنزل الشغل
= بس انا قعدتى فاضى دى مش بالعها
_ لو زهقان اخرج اتفسح روح لمصطفى او معتز اصحابك
= مصطفى ومعتز مش فاضيين كل واحد فيهم معاه شغله
رد عليه المتر شريف مازحا معه لكى يخفف عليه تفكيره
_ انت كده هتعطلنى وانا معايا شغل كتير ابعد طريقى الساعه دى
= حاضر يا متر بس انا مش هصبر كتير
ذهب المتر شريف إلى عمله وجلس سعيد قليلا بالريسبشن بعدها وجد الباب يفتح فكان رجب الطباخ الذى بمجرد رؤيته لشريف قال مازحاً
_ نفسى مره اوصل الاقيك لسه نايم
= ليه هو انا زيك اقوم بعد الضهر
_ ضهر ايه يا سعيد دى الساعه دلوقتى 8 الصبح
فرد سعيد بعدما عاد مرة أخرى لحالته
=انا متعود اصحى من بدرى
_ مالك كده متضايق
=زهقت من قعدة البيت
_ خلاص هانت
رد سعيد ردا زاد من حدته
= انت تقولى هانت والمتر يقولى هانت ياريت تقولولى معاد محدد وانا اصبر
_ اهدى كده .خد الجرايد بتاعة النهارده اتسلى فيها على ما احضر الفطار
= اهو ده اللى انت فالح فيه روح يا رجب
أخذ سعيد منه الجرائد ومسز بواحد منهم ليتسفحه وبينما ذهب رجب لكى يعد الفطار ، تفسح واحدا ثم تركه وامسك بالأخر وهو يقلب بين صفحاته وجد صورة الحاج منصور فتذكر كل شئ حدث معه منه ، ظل سعيد ينظر إلى الصورة ويتذكر كل شئ حتى عاد رجب فوجده شارد الزهن نده عليه مرتين حتى انتبه لعودته
_ ايه يا سعيد سرحان فى ايه كده
= شايف الصوره دى
_ اه دى صورة اعضاء مجلس الشعب
= شايف الراجل اللى واقف فى اخر الصوره هو ده الحاج منصور اللى انا كنت السبب فى دخوله المجلس وفى الاخر كان عاوز يحبسنى
_ ورينى كده ايه ده مش معقول
رجب نظر لمكان ما يشير رجب فوجد رجلا يعرفه جيدا فبانت علامات الصدمة على وجهه الذى يبدو منه ان هذا الرجل فعل فعل كبير
= فى ايه يا رجب
قالها سعيد وهو لا يعلم سبب صدمة رجب بعدما شاهد الصورة
_ معقوله بعد السنين دى كلها اما الدنيا دى صغيره بشكل
= فى ايه يا رجب فهمنى
_ منصور ده انا اعرفه من 40 سنه
= بجد
_ اه ده كان ساكن فى المنطقه بتاعتى
= منصور كان ساكن فى مصر القديمه
_ منصور ده حكايه
= طب قولى ايه اللى تعرفه عنه
_ حاضر يا سيدى ، منصور ده اكبر منى بسنه واحده بس من صغره شقى ومتعب وبلطجى وفيه كل العبر مع ان ابوه وامه الله يرحمهم كانوا اطيب خلق الله ابو منصور مات وهو فى ابتدائى ساعتها امه اشتغلت فى البيوت علشان تصرف عليه وبالفعل الست مقصرتش معاه بس منصور مكانش فالح فى تعليم وامه كانت جابت اخرها والمرض هدها ساعتها منصور ساب التعليم واشتغل قهوجى فى قهوه صغيره فى الحته وبعدها اجر محل وعمل قهوه ليه بس من ناحيه تانيه كان بيبيع حشيش ومرت الايام والسنين بعدها لحد ما بقى عنده 25 سنه امه لما عرفت ان ابنها بيتاجر فى الحشيش اتصدمت وماتت ، بعد موت امه لم حاجته واختفى من المنطقه ومحدش شافه تانى هى دى حكاية طايع من اولها
تفاجئ سعيد مما يسمعه كان سعيد يظن به السوء ولكن لم يفكر بأنه كان لهده الدرجة يرتكب المصائب
= ايه المصايب دى كلها بس ازاى وصل للى هو فيه دلوقتى
_ اكيد اتوسع فى تجارة المخدرات
= وانا بغبائى ساعدته انه يدخل مجلس الشعب ويبقى معاه حصانه
_ منصور ده مش بسهوله تمسك عليه حاجه
= ازاى يعنى
_ المنطقه كلها والشرطه كانوا عارفين ان منصور بيتاجر فى الحشيش بس محدش عرف يمسك عليه اى حاجه والشرطه كل شويه كانت تعمل عليه كبسه من غير اى فايده
= منصور ده انا اعرفه بقالى اكتر من 10 سنين عمرى ما كنت اتخيل انه بيعمل حاجه زى دى العيب الوحيد اللى كنت شايفه انه بخيل
ضحك رجب عاليا ثم اتبع
_ منصور ده اكبر ممثل
فضحك ايضا سعيد ولكن ضحكة تخبئ ورائها كلمات كثيرة
_ بتضحك على ايه
= بضحك على القدر وترتيباته
_ ازاى مش فاهم
انا : القدر انقذنى من مصيبه كبيره انا كنت بحب بنت منصور وكان نفسى اتجوزها وبسبب الموضوع ده منصور قلب عليا ..
ثم حكى سعيد كل شئ لرجب
= عرفت ليه انا بضحك
_ عندك حق بس أسامه ومنصور مناسبين جدا على بعض
= دلوقتى بس شوفت الصوره كامله
_ علشان بعدت عن الصوره طول ما انت لازق فى الصوره عمرك ما هتشوف تفاصيلها لكن لما بعدت عنها شوفتها على حقيقتها
= عندك حق يا رجب
جلس سعيد ورجل يكملون الفطار وبعدها قام سعيد ليتناول الشاى فوجد هاتفه يرن كانت المتصلة هى ريهام اخت مصطفى فرد عليها وبعد السلام والتحيات اخبرته انها بالقاهرة وان مصطفى هو من طلب منها ان تحدثه واتفقا على ان يلتقوا ليلا ليخرون للتنزه وبعدها أغلق المكالمة سعيد ولكنه ما أن وضع هاتفه بجواره حتى اصدر رنينا اخر ولكن هذه المرة المتصل كانت سارة فرد عليها وحياها وبعدها طلبت منه ان يلتقوا فأخبرهة بأنه اليوم سيلتقى بصديقه مضطفى واخته وعرض عليها أن تأتى معهم فوافقت على الفور واتفقا على ان يلتقيان فى الساعة السابعة مساءا
ظل سعيد طوال اليوم يجول الشقة وبعدها اخذ قيلولة افاق من نومه وارتدى ملابسه من ثم قام بالاتصال بسارة واتقيا وذهبا إلى مصطفى واخته وبعدها اتجها إلى مكان اسمه مول العرب متواجد بالقاهرة
ظلوا يتجولن بالمول ومحلات الملابس وبعدها جلسوا بكافيه بداخل المول وكانت سارة وريهام قد ارتاحوا لبعضهم وساد النكات بينهم والضحك والهزار عندما حكت لهما ريهام قصة ما حدثت معها
_ يخرب عقلك يا ريهام دمك خفيف جدا
فرد عليها سعيد
= انتى لسه ماشوفتيش حاجه
فردت ريهام مفسرة
_ ياعم وانا ذنبى ايه واحد وبيستظرف عاوزنى اسكت
ردت سارة
= هو ده اى واحد ده الدكتور بتاعك فى الجامعه
_ هو يعنى علشان الدكتور بتاعى يبقى اضحكله على اى نكته بايخه يقولها
رد سعيد
= لا متضحكيش بس على الاقل اسكتى
_ انا فى الاول سكت لكن لقيته جاى يقولى ليه مش بضحك
= تقومى تقولى نكتك بايخه يا دكتور صحيح قادره
نظر سعيد باتجاه مصطفى الذى لم يفتح فمه طوال اليوم وقال
_ ايه يابنى ساكت ليه
افاق مصطفى من شروده فور حديث سعيد
= ايه ...بتقول ايه
_ مالك سرحان فى ايه
= لا مفيش حاجه
_ متاكد
= لا بس يمكن ضغط الشغل
_ ماشى يا مصطفى على العموم لينا كلام تانى بعدين
جلسوا يتحدثون مع بعضهم حتى انتهوا من جلستهم وذهب كلا منهم إلى منزله
مرت فترة كبيرة كان سعيد لا يفعل شيئا سوى أن يجلس مع المعلمين والاساتذة لكى يتعلم لغات ويطور من نفسه ، وفى هذه الفترة لم يرى بنات عمه أو يتواصل معهم لربما تكن فترة هدنة حتى يهدئ الوضع ، وعلى الجانب الأخر لم يتكلم مصطفى مع لمياء ايضا ويحاول مرارا أن ينشغل فى عمله فربما ينساها أو على الأقل يينشغل فى التفكير عنها ، كان سعيد كلما اراد أن يخرج أو يتنزه يكلم معتز أو مصطفى وأحيانا كانوا يخرجون مع بعضهما حتى أصبح معتز صديق ثالث لهما وكانت الأتصالات دائمة بينهم ، بينما سارة كانت تتصل بسعيد كل يومين او ثلاث تريد الأطمئنان عليه كصديق ، كان حسام يحاول الأقتراب اكثر من شيرين ويتلاعب بها كى تقع فى غرامه ، كما كانت ايضا والدته تزور البنات من وقتا لأخر وتجعلهم يكرهون سعيد اما عنهم هم فكانت كل واحدة منهم منشغلة فى الحياة فكلا منهم يركز مع نفسه فقط ولا يعلم أحدا عن الأخر شئ ، وكان الحاج منصور منشغل فى اتمام الصفقات المشبوهة وبينما اسامة كان منشغل فى شراء الاراضى من أهل البلد لكى يقيم مشروعه عليها ولكن مازال يواجه معضلة ان هناك ارضا بوسط كل هذه الاراضى ملك لسعيد الصفوانى ....
إذا كنت تحاول بناء عقار ما فلابد من أن تختار اولا تربة جيدة لكى تبنى عليها من ثم تشترى المواد التى ستبنى بها ومن بعدها تبدأ بالحفر ، وحينما تصل إلى العمق المناسب فتقدر فى هذا الوقت أن تبقى قاعدة صلبة تقيم عليها العقار ، وبعدها تبدأ فى بناء الأعمدة بهذا الشكل يكون العقار جيدا وصالح لأن يسكنه المئات ، أما اذا أهملت فى البناء أو فى اختيار الأرض فكل هذا سيقع فوق رأسك ويهشم ما بدأته و يضيع عليك كل ما فعلته أو صرفته على هذا البناء .... هذا ما حدث مع الحاج منصور من أفسد البناء فسدت بنيته
كان الحاج منصور متواجدا بالقاهرة فرن هاتفه نظر للمتصل فكان اسامة رد عليه
_ خير يا أسامه فى ايه
= مفيش ياحاج انا معايا معاد بكره فى المحافظه علشان اشوف موضوع الارض اللى هناخدها فى الجبل
_ طب تمام انا كلمتلك الناس هناك انت هتروح بكره وهيخلصولك كل حاجه
= ما انا عارف بس مش دى المشكلة
_ امال فين المشكله
= المشكلة ان الملف مش معايا انا سبته معاك اخر مره
_ اه صح انا نسيت ان الملف معايا
= طب ايه الحل دلوقتى أنت فالقاهرة
_ انت تروح البيت دلوقتى وتدخل اوضة المكتب وتروح المكتب هتلاقيه فى الدرج الاول خد الملف واقفل المكتب وراك
= حاضر يا حاج
_ عاوز حاجه تانى
= لا تسلم يا حاج
_ مع السلامه
أغلق اسامة المكالمة مع الحاج منصور وركب سيارته واتجه صوب فيلا الحاج منصور ، بع
ما وصل وجد باب الفيلا مفتوحا أستغرب من ذلك فهو معتاد أن يجد عطية الحارس على الباب ولا يفتحه من الأساس وبالأخص أن الحاج منصور هو من أمر بذلك ولكنه أكمل بالسيارة إلى الداخل ، نزل من سيارته واتجه ناحية باب المنزل لكي يطرقه ، ولكنه بمجرد أن وضع يده عليه تحرك الباب فكان مفتوحا لم يرى اسامة احدا امامه فكانت ياسمين بالقاهرة نظرا لظروف دراستها وايضا الحاج منصور فمن يتواجد بالفيلا هم فقط الحارس والدادة و نعمة زوجة الحاجة منصور نادى اسامة ولكن لم يسمع صوت أحدا ولكنه سكت قليلا وهو يتحرك وينظر يمينا ويسارا عليهم يمع صوتا آتيا من الطابق العلوى اقترب اسامة من الصوت متوجها إلى السلم وصعدت وكلما اقترب اسامة كان الصوت يزيد حتى علم مصدر الصوت فهناك علاقة حميمة تقام ولكنه وقف قليلا فهو يعلم ان الحاج منصور بالقاهرة هو وياسمين ابنته ، ظن اسامة ان هذه العلاقة بين الحارس والدادة فاندفع مسرعا ناحية الباب الذى كان مواربا ولكنه قبل ان يفتح الباب سمع ضوت نعمة زوجة الحاج منصور تصمر اسامة بمكانه ولكن لم يتمالك نفسه فدائما شيطانه هو من يدفعه أخرج اسامة هاتفه من جيبه ثم جعل الهاتف صامتا لكى لا يصدر انينا وبعدها فتح الكاميرا الخاصة بالهاتف وبدأ بالتصوير موجها الهاتف بداخل الغرفة ، ظل اسامة هكذا لمدة تزيد عن الدقيقة وبعدها مسك هاتفه وقام بوضعه بجيبه ، ثم فتح الباب بكل ما اوتى من قوة فأنتفضت نعمة ومن معها نظر إليه اشامة محاولا معرفته ولكنه اكتشف أنه لابعرف هذا الشخص ، نظر اسامة إليهم وساد الصمت بالمكان لبضعة دقائق وقبل أن ينطق احدهما بحرفا واحد خرج اسامة من الغرفة ثم ذهب إلى غرفة المكتب وبعدها غادر الفيلا ...
على الجانب الأخر استيقظ سعيد فى الساعة السادسة صباحا اعد فنجان القهوة الخاص به وذهب ليجلس بالبلكون ، جلس سعيد وتناول فنجانه وهو يعبث بهاتفه ، وحينما انتهى قام ليدخل إلى الشفة فوجد امامه المتر شريف الذى قام بتحيته
_ صباح الخير يا سعيد
رد عليه سعيد وهو مستاء
= اهو صباح زى كل يوم
_ مالك متضايق كده على الصبح
= انا قاعد بقالى فتره كبيره من غير شغل من قبل ما عمى يتوفى وانا بصراحه مش متعود على كده ده انا بشتغل من اولى اعدادى على اخر الزمن هقعد فى البيت من غير شغل
_ احنا مش اتفقنا
= وفيها ايه لما اتعلم اللى انت عاوزنى اتعلمه وانا بشتغل
نظر إليه المتر شريف وابتسم
_ انت فاكر نفسك هتشتغل ايه فى الشركه
= اى حاجه ممكن اشتغل فى الحسابات وانا معايا بكالريوس تجاره
ضحك المتر شريف ثم اردف
_ بس انا ببص لابعد من كده
فسأله سعيد مستفهما
= ابعد من كده ازاى يعنى
_ اسمع كلامى بس وساعتها هتعرف انى بعمل كده لمصلحتك وقريب اوى هتنزل الشغل
= بس انا قعدتى فاضى دى مش بالعها
_ لو زهقان اخرج اتفسح روح لمصطفى او معتز اصحابك
= مصطفى ومعتز مش فاضيين كل واحد فيهم معاه شغله
رد عليه المتر شريف مازحا معه لكى يخفف عليه تفكيره
_ انت كده هتعطلنى وانا معايا شغل كتير ابعد طريقى الساعه دى
= حاضر يا متر بس انا مش هصبر كتير
ذهب المتر شريف إلى عمله وجلس سعيد قليلا بالريسبشن بعدها وجد الباب يفتح فكان رجب الطباخ الذى بمجرد رؤيته لشريف قال مازحاً
_ نفسى مره اوصل الاقيك لسه نايم
= ليه هو انا زيك اقوم بعد الضهر
_ ضهر ايه يا سعيد دى الساعه دلوقتى 8 الصبح
فرد سعيد بعدما عاد مرة أخرى لحالته
=انا متعود اصحى من بدرى
_ مالك كده متضايق
=زهقت من قعدة البيت
_ خلاص هانت
رد سعيد ردا زاد من حدته
= انت تقولى هانت والمتر يقولى هانت ياريت تقولولى معاد محدد وانا اصبر
_ اهدى كده .خد الجرايد بتاعة النهارده اتسلى فيها على ما احضر الفطار
= اهو ده اللى انت فالح فيه روح يا رجب
أخذ سعيد منه الجرائد ومسز بواحد منهم ليتسفحه وبينما ذهب رجب لكى يعد الفطار ، تفسح واحدا ثم تركه وامسك بالأخر وهو يقلب بين صفحاته وجد صورة الحاج منصور فتذكر كل شئ حدث معه منه ، ظل سعيد ينظر إلى الصورة ويتذكر كل شئ حتى عاد رجب فوجده شارد الزهن نده عليه مرتين حتى انتبه لعودته
_ ايه يا سعيد سرحان فى ايه كده
= شايف الصوره دى
_ اه دى صورة اعضاء مجلس الشعب
= شايف الراجل اللى واقف فى اخر الصوره هو ده الحاج منصور اللى انا كنت السبب فى دخوله المجلس وفى الاخر كان عاوز يحبسنى
_ ورينى كده ايه ده مش معقول
رجب نظر لمكان ما يشير رجب فوجد رجلا يعرفه جيدا فبانت علامات الصدمة على وجهه الذى يبدو منه ان هذا الرجل فعل فعل كبير
= فى ايه يا رجب
قالها سعيد وهو لا يعلم سبب صدمة رجب بعدما شاهد الصورة
_ معقوله بعد السنين دى كلها اما الدنيا دى صغيره بشكل
= فى ايه يا رجب فهمنى
_ منصور ده انا اعرفه من 40 سنه
= بجد
_ اه ده كان ساكن فى المنطقه بتاعتى
= منصور كان ساكن فى مصر القديمه
_ منصور ده حكايه
= طب قولى ايه اللى تعرفه عنه
_ حاضر يا سيدى ، منصور ده اكبر منى بسنه واحده بس من صغره شقى ومتعب وبلطجى وفيه كل العبر مع ان ابوه وامه الله يرحمهم كانوا اطيب خلق الله ابو منصور مات وهو فى ابتدائى ساعتها امه اشتغلت فى البيوت علشان تصرف عليه وبالفعل الست مقصرتش معاه بس منصور مكانش فالح فى تعليم وامه كانت جابت اخرها والمرض هدها ساعتها منصور ساب التعليم واشتغل قهوجى فى قهوه صغيره فى الحته وبعدها اجر محل وعمل قهوه ليه بس من ناحيه تانيه كان بيبيع حشيش ومرت الايام والسنين بعدها لحد ما بقى عنده 25 سنه امه لما عرفت ان ابنها بيتاجر فى الحشيش اتصدمت وماتت ، بعد موت امه لم حاجته واختفى من المنطقه ومحدش شافه تانى هى دى حكاية طايع من اولها
تفاجئ سعيد مما يسمعه كان سعيد يظن به السوء ولكن لم يفكر بأنه كان لهده الدرجة يرتكب المصائب
= ايه المصايب دى كلها بس ازاى وصل للى هو فيه دلوقتى
_ اكيد اتوسع فى تجارة المخدرات
= وانا بغبائى ساعدته انه يدخل مجلس الشعب ويبقى معاه حصانه
_ منصور ده مش بسهوله تمسك عليه حاجه
= ازاى يعنى
_ المنطقه كلها والشرطه كانوا عارفين ان منصور بيتاجر فى الحشيش بس محدش عرف يمسك عليه اى حاجه والشرطه كل شويه كانت تعمل عليه كبسه من غير اى فايده
= منصور ده انا اعرفه بقالى اكتر من 10 سنين عمرى ما كنت اتخيل انه بيعمل حاجه زى دى العيب الوحيد اللى كنت شايفه انه بخيل
ضحك رجب عاليا ثم اتبع
_ منصور ده اكبر ممثل
فضحك ايضا سعيد ولكن ضحكة تخبئ ورائها كلمات كثيرة
_ بتضحك على ايه
= بضحك على القدر وترتيباته
_ ازاى مش فاهم
انا : القدر انقذنى من مصيبه كبيره انا كنت بحب بنت منصور وكان نفسى اتجوزها وبسبب الموضوع ده منصور قلب عليا ..
ثم حكى سعيد كل شئ لرجب
= عرفت ليه انا بضحك
_ عندك حق بس أسامه ومنصور مناسبين جدا على بعض
= دلوقتى بس شوفت الصوره كامله
_ علشان بعدت عن الصوره طول ما انت لازق فى الصوره عمرك ما هتشوف تفاصيلها لكن لما بعدت عنها شوفتها على حقيقتها
= عندك حق يا رجب
جلس سعيد ورجل يكملون الفطار وبعدها قام سعيد ليتناول الشاى فوجد هاتفه يرن كانت المتصلة هى ريهام اخت مصطفى فرد عليها وبعد السلام والتحيات اخبرته انها بالقاهرة وان مصطفى هو من طلب منها ان تحدثه واتفقا على ان يلتقوا ليلا ليخرون للتنزه وبعدها أغلق المكالمة سعيد ولكنه ما أن وضع هاتفه بجواره حتى اصدر رنينا اخر ولكن هذه المرة المتصل كانت سارة فرد عليها وحياها وبعدها طلبت منه ان يلتقوا فأخبرهة بأنه اليوم سيلتقى بصديقه مضطفى واخته وعرض عليها أن تأتى معهم فوافقت على الفور واتفقا على ان يلتقيان فى الساعة السابعة مساءا
ظل سعيد طوال اليوم يجول الشقة وبعدها اخذ قيلولة افاق من نومه وارتدى ملابسه من ثم قام بالاتصال بسارة واتقيا وذهبا إلى مصطفى واخته وبعدها اتجها إلى مكان اسمه مول العرب متواجد بالقاهرة
ظلوا يتجولن بالمول ومحلات الملابس وبعدها جلسوا بكافيه بداخل المول وكانت سارة وريهام قد ارتاحوا لبعضهم وساد النكات بينهم والضحك والهزار عندما حكت لهما ريهام قصة ما حدثت معها
_ يخرب عقلك يا ريهام دمك خفيف جدا
فرد عليها سعيد
= انتى لسه ماشوفتيش حاجه
فردت ريهام مفسرة
_ ياعم وانا ذنبى ايه واحد وبيستظرف عاوزنى اسكت
ردت سارة
= هو ده اى واحد ده الدكتور بتاعك فى الجامعه
_ هو يعنى علشان الدكتور بتاعى يبقى اضحكله على اى نكته بايخه يقولها
رد سعيد
= لا متضحكيش بس على الاقل اسكتى
_ انا فى الاول سكت لكن لقيته جاى يقولى ليه مش بضحك
= تقومى تقولى نكتك بايخه يا دكتور صحيح قادره
نظر سعيد باتجاه مصطفى الذى لم يفتح فمه طوال اليوم وقال
_ ايه يابنى ساكت ليه
افاق مصطفى من شروده فور حديث سعيد
= ايه ...بتقول ايه
_ مالك سرحان فى ايه
= لا مفيش حاجه
_ متاكد
= لا بس يمكن ضغط الشغل
_ ماشى يا مصطفى على العموم لينا كلام تانى بعدين
جلسوا يتحدثون مع بعضهم حتى انتهوا من جلستهم وذهب كلا منهم إلى منزله