الفصل العاشر
(10) الفصل العاشر.
مؤامرات على وشك الحصول.
"منذ زمن تم منع الذئاب البشرية من الدخول للمدن هنا، لكن صديقة نيرفيا كانت تتودد على مدينة انتوليسا كثيرًا"
رمت روفال هذه الكلمات، فتحت سيلينا فمها كالسمكة من الذهول الذي حل بها وقالت:
" يجب أن نخبر الملك عنها"
"سيلينا لا تتدخلي بشيء لا يعنيكي، نحن هنا خدم فقط"
طأطأت رأسها وذهبت تبدل ثايبها وهي تقول:
"معكِ حق يا روفال، دعينا نكملي بعد مقتل والدتك ماذا حدث لكِ؟ "
ابتسمت روفال وفكت عقدة شعرها وهي تقول:
" بعد مقتل والدتي دفع بي أبي بالطرقات، وجدني شخص بائع، انقض علي وأخذني وجهزني وتم بيعي وتنقلي من مكان لمكان طوال هذه السنوات لكن كنت بمدينتي انتوليسا، أجمل فتراتي عندما كنت معه فجعلني ا... "
تدخلت سيلينا وقاطعتها عن الحديث، وأردفت بلهفة وهي تلمع عينيها:
"مع من أخبريني"
شردت قليلًا روفال وأخرجت ابتسامه صغيرة على شفتيها ومن ثم قالت وهي تفتح الباب للذهاب:
"سأخبرك عن باقي قصتي بيومًا ما، صحيح ليس كقصتك لكنها حزينة و....."
قاطعهم صوت نيرفيتا، أثناء حديث الفتاتين ذهبت الاميرة لغرفتها وما وجدت روديان قد عاد، فنادت على سيلينا بأعلى صوت لها، تركت سيلينا روفال وذهبت لها وهي تقول:
" يبدو بأنها غاضبة كثيرًا، وفشلت خطتي بالنوم الآن"
نظرت روفال عليها وعلى الذي ترتدينه وقالت:
"هل ستذهبين لها بهذه الثياب؟ "
أجابت سيلينا وهي متوترة:
"ليس لدي وقت فهذه الفتاة مجنونة للغاية، لو تأخرت ستأكلني'
ذهبت روفال لتنظف المطبخ، وصعدت سيلينا لأعلى، اصطدم بها شخص مقنع كان ينزل من فوق، حاولت سيلينا تذكر من يكون بالرواية، لكنها جلست على الدرج تبكي، بسبب تغير الأحداث كل يوم عن اليوم الآخر، عادت نيرفيتا بالنداء عليها فركضت إليها وفتحت الباب بدون أن تطرقه عليها قائلة:
"أنا في خدمتك أميرتي، ماذا تردين مني؟ "
وقفت واقتربت منها وشمت رائحتها وهي تقول:
"فأنا أنادي عليك منذ وقت هل أنتِ صماء؟، لما تأخرتِ بالمجيء علي! ماذا كنتِ تفعلين؟ "
ابتلعت ريقها أجابتها بكل ثقة:
"وأنا بطريقي اصطدمت بشخص مقنع ول...."
قاطعتها وتوترت عندما ذكرت المقنع، فغيرت نيرفيتا الموضوع قائلة:
"هل عاد روديان؟"
شردت سيلينا وهي تتذكره وهو يحملها بين يده بحب، لاحظت نيرفيتا شرودها فإشارة لها بيدها لتركز معها فردت سيلينا:
"لا أعرف أين هو الآن؟ فأخر مرة رأيته بها عندما حملك بين يده وذهب، لم يعود للمنزل منذ ذلك الوقت"
جلست نيرفيتا بغرور ووضعت قدمها فوق المكتب وهي تقول بتباهي:
"ذهبنا لمنزلنا الجديد الذي أشتراه لي كهدية زواجنا، قضينا وقت جميل مع بعضنا البعض، لأننا هنا لا نغتنم لحظاتنا السعيدة معًا"
حزنت سيلينا وما أظهرت لها، فأعاده نيرفيتا سؤالها عندما سكتت:
"سيلينا ماذا بك ؟ هل أنتِ بخير؟ لما ملامحك حزينة اليوم! هل حقًا أنتِ تُحبين الملك؟"
تحركت سيلينا وجلست تحت أقدامها لكي تخلع لها الحذاء بعدما أشاره لها بفعل ذلك وهي تقول:
"أنا من لأحب الملك، فهو ملكك وحدك أميرتي، فأنا مجرد خادمة تعمل لديكم ولا تقلقي لا أتخطى حدودي"
تقهقه نيرفيتا وتعالي صوت ضحكاتها وسمعه من بالأسفل، فقالت بتباهي أكثر:
" فأنا ابنه الأمير شومار ملك انتوليسا، من تكونين أنتِ بالنسبة لجمالي ومكانتي، فمن والداكِ لِتُباعي كالعبيد! من الممكن بأن تكوني مجرد علاقة عابرة وقعت بها والدتك مع اي رج... "
غضبت سيلينا وكتمت غضبها وضغطت على كفتها بكل طاقة لها، دخلت ليريا من الباب وهي تقول بابتسامة:
"نيرفيتا صديقتي.. مفاجأة لقد عُدت"
دفعت سيلينا بقدمها ووقفت لتعانق صديقتها بكل حب، أخرجت سيلينا غضبها بحذائها فمزقته، فقالت ليريا لصديقتها:
"نيرفيتا هل تأخر عليكِ؟ سامحيني لم أستطيع حضور زفافك"
قالت نيرفيتا وهي تتباهى بالغرفة أمام صديقتها وتريها إياها:
"حزنت لأنك لن تأتي الزفاف، لكن معك ظروفك صديقتي، أليست الغرفة جميلة وتليق بزوجة ملك ميرامالا "
وقفت أمام سيلينا فغيرت نبرة صوتها وقالت لها:
" لكن وجود الخدم بها تجعلها برائحة سيئة"
ضحكت ليريا على كلام صديقتها، ولاحظ معاملة نيرفيتا الفظة لسيلينا، فركلتهابقدمها على ساقها وهي تقول:
" معك حق نيرفيتا فجميع الخدم رائحتهم كريهة، اوو سيلينا اعتذر لن أراكي"
أمسكت نيرفيتا رائحة معطرة من الطاولة واشعلتها لتعطر الغرف، فقالت لها ليريا وهي تقويها بالسخافات:
"اتركي الخادمة تُشعلها فهذه وظيفتها"
دارت نيرفيتا بالغرفة وهي تحمل الرائحة بين يدها، توقفت أمام سيلينا وأعطتها لها وهي تقول:
"ليريا هذه سيلينا خادمتي الشخصية، سيلينا هذه صديقتي ومساعدتي الشخصية ستظل بالقصر من اليوم وطالع، مهمتك معها بأن تخدميها كأنك تخدمينني، اتفقنا"
بانكسار أجابت سيلينا وهي تنظر للأسفل،وتتمنى وصول روديان:
"اتفقنا أميرتي، تريدي شيء الآن أم أنصرف"
أقتربت ليريا من سيلينا وأمسكت ملابسها بشكل مستفز وقالت:
"ما هذه الملابس التي تتحركين بها بالقصر، هذه ملابس النوم ألم تعرفين"
احمر وجه سيلينا من الحزن، فقالت بصوت مبحوح وهي تنزل يدها:
"اعتذر منكم لكن الأميرة نيرفيتا عندما نادت علي كنت سأذهب للنوم"
رفعت صوتها بوجهها وهي تدفعها على الحائط بقوة، تأذت بيدها ونذفت:
"وكيف تنامين قبل معرفة نيرفيتا أهل هي ذهبت للنوم؟ أم تحتاجك للخدمة بعد"
تدخلت نيرفيتا بعدما غمزة لصديقتها وأجابت:
"أتركيها يا ليريا فهي لن تكرر هذا الخطأ مرة أخرى، اذهبي وجففي جرحك قبل مصك من أحد الخدم"
ليريا لديها دور مهم بالرواية، فوق أنها عشيقة جلاور فهي ستتعاون مع البرت ونيرفيتا لكِ يتخلصان من الملك روديان.
رجع الملك روديان وسأل على سيلينا بغرفته ما وجدها، فنزل لها بالأسفل وطرق على الباب، فتحت سيلينا وجدت الملك يقف أمامها، توترت ومن ثم قالت:
"جلالة للملك هل تحتاج لشيء ما؟"
أجاب روديان وهو يمسك يدها للخروج:
"أريد الحديث معك، لكن ليس هنا"
ابعدت يده عنها وتوقفت بأرضها وهي تقول:
"لا أستطيع الذهاب معك لأي مكان، فنيرفيتا لو رأتني معك ستعاقبني"
عاد وأمسك يدها وأخذها لبحيرة قريبة من القصر، كان بها بعض الأشخاص تم طردهم من قبل الملك وجنوده، ابدأ شخص أعجابه بسيلينا وتعزل بها أمامه فأحمر وجه الملك وكاد يصفعه، لولا تدخلها لمص دمه، فقالت له وهي ضجرة منه:
"لماذا نحن هنا؟ فلو علمت نيرف....."
"كفاكِ ذكر اسمها، لما تخافين منها لهذا الحد، وأنا الملك هنا"
جلست بجانب البحيرة، ومدت يدها وأمسكت المياه بيدها وهي تقول ببرود:
"وهي زوجة الملك".
أوقفها الملك وأخرج من جيبه الرسالة وهو يقول بصوت منخفض:
" سيلينا أنا أريدك لشيء مهم بعد عن غيرتك منها، أنظري"
حركت يده وسقطت الرسالة منه، فرجع الشخص لأنه غير واعي، فعاد ليتغزل بها فهجم عليه الملك ومص دمه بالحال، تراجعت سيلينا بخوف وأجابته وهي لا تهتم بالذي حدث أو بأخذ الورقة بعدما سقطت:
"ما هو هذا الشيء المهم الذي جعلك ما تنتظر للصباح لتتحدث به معي"
فتح الرسالة ووضعها صوب عينيها وهو يشير بيده ع المكتوب:
"هذه الرسالة الثانية التي كانت مع رودلف، فأنا وجدتها بالغرفة عن طريق الصدفة، وكانت من عمي زوليا كتبها قبل وقت من وفاته، هو من كتبها بيده قبل موته وتنبأ بموته أتدركين ذلك"
بكل عفوية أجابته ونست كل شيء قد حدث:
" هل عمك زوليا توفى؟ وجلاور من قتله صحيح هذا الكلام"
هز رأسه بأسف وأردف:
"للأسف مات وبشكل غريب، وقبل أخباري بالحقيقية، لكن جلاور أخبرني بأنه أنتحر، وأخي عندما رأى دماء تتساقط ضعف وشربه وأنهى حياته للأبد"
ردت عليه بصوت غير مسموع:
«لكن هو يكذب عليك»
أكمل روديان كلامه:
"عمي زوليا كان يعلم سبب موت والدي الحقيقي، لسنوات تحملت لومي من الجميع بأني أنا السبب بذلك الحادث، وعرفت أيضًا لهذا السبب تم قتل رودلف لأن الرسالة كانت معه قبل سمه، والذي يُخطط لن يهدأ إلا أذا قتلني"
تفاجئت سيلينا لأن الأحداث تمضي بشكل غريب، فقالت:
"والدك هل هو مات بطريقة مدبرة؟ هل تفكر بأن جلاور وراء مقتل والدك؟ لما لم تذكر هذه الأحدث بالرواية"
"عُدتي تتكلمي بالألغاز، فنحن يجب أن...."
قاطعته وهي تترك يده وترفع حاجبيها بغضب:
"لما نحن، هناك زوجتك التي كانت تسال عنك طوال الوقت، وسخرت مني وأذت يدي"
أمسك يدها ليطمئن عليها سحبتها بغضب، فصرخ بصوت عالي وهو يقول:
"سيلينا أنا أحبك أنتِ ليس هي"
أختفى جسدها وثار الملك بالمكان كالمجنون، ونادى عليها بأعلى صوته لديه وهو يُكسر إي شيء يقابله، لقد خرج الأمير عن السيطرة.
...
أخاف خسارتك وأنا أحبك كالمجنون.
...
عادت سيلينا وبمجرد أن ظهرت أخذها بحضنه وبخوف قال:
"ظننت بأني لن أراكي مرة أخرى، لمن ستتركينني يا سيلينا"
فتحت فمها لتتكلم وضع يده على شفتيها قائلًا:
"هل متضايقة مني من أجل الذي حدث بالصباح؟ أنا أعتذر منكِ عما فعلته أمامك وتسبب في جرح قلبك، لكن لا تبتعدي عني، فأنا أريد كشف حقيقتها أما الجميع"
نظرت سيلينا ما وجدت الجنود بجوار البحيرة، فوضعت يدها على كتفه وهي تسامحه وتعانقه بكل قوة لحضنها، قبل يدها وهو يقول:
"سيلينا أريد التفكير بحل معًا فنيرفيتا حامل".
أنزلت يدها من عليه، وازاحته لبعيد، فسقطت دموعها بلحظة، مسحتهم وهي تحاول عدم اظهار انزعاجها له، فرمت هذه الكلمات من حزنها:
"عظيم أذن مبارك يا أمير، والسعادة لكم بحياتكم القادمة"
تراجعت للوراء بعدما تركته، وقالت وهي تبكي:
"أعتذر منك لكنني سأترك القصر للأبد، إلى اللقاء يا أمير ريان فهذه أخر مرة ستراني بها".
ركضت سيلينا دون سماعه، فكانت تبكي بحرقة من قلبها كأنها فقدته، انزلقت قدمها وسقطت على رأسها فتأذت وفقدت وعيها، جاءها الملك وفحص كاحلها وجده ملتوي، فك ربطة عنقه وربط قدمها به.
كان ينوي حملها على ظهره، استيقظت وشعرت به، وقفت لكي تسير بمفردها، قال لها:
" قدمك تريد الراحة لا تتحركي عليه الآن"
تركت يده وسقطت مرة أخرى وهي تقول:
"ما دخلك بي، اتركني وأذهب"
أخرج أنيابه وأمسكها من كتفها وأردف :
"سيلينا لستُ أنا والد الطفل، أسمعيني رجاءً لا تجعلي غيرتك تتحكم بك"
باندفاع أجابته وهي تحاول الوقوف على الشجرة:
"ومن غيرك سيكون والده"
ضربت سيلينا رأسها بيدها فتأذت وهي تقول:
"هذا مؤلم أكثر من سقوطي، تقصد بأنه جلاور هو والده"
حملها على ظهره بعدما أخبرته بأخذها لمنزل والد روفال، ذهب سويًا عليه وهم يتناقشون أثناء الطريق، وصلوا وأنزلها أمام المنزل قائلا:
"أنا جئت إليكِ لكي أعرف من الشخص الذي قتل والدي من فضلك أخبريني بما أنك بصارة، أريد معرفة الآن الحقائق المخبأة علي"
..
في الكهف.
..
ذهب البرت لمقابلة جلاور بالسجن، فبدأ الوضع كعناق ومن ثم استعرضا كل واحد مهاراته، كان البرت ذئب متحول لبشري، فتقاتلا بشراسة، حتى ظن الحراس بأنهم ألد الأعداء، عاد البرت لجسده وهو يقول:
"جلاور أنتَ مازلت قوي مثلما كنت في السابق بلا أقوى، كيف حدث ذلك؟ "
تقهقه جلاور ومن ثم قال:
"لأني أكلت قلب عمي بالصباح"
رفع حاجبه لأعلى وقوس فمه وعينيه تذهب يمين ويسار ومن ثم قال:
"لقد أنقلب شرك على عائلتك مجددًا، لمَ ناديتني لأقتل لك روديان اذن"
أخرج لسانه وحركه على فمه بأستطعام وهو يفكر بالأمر ويقول:
"تدري بأنه كان هنا منذ بضعة ساعات، كم وددت بافتراسه لكن منعت نفسي في عز قوتي لأنه يتحكم بي، أريد منك مصاحبته ومعرفة أين تكون شريحة قلبي؟ وبعدها هو لك"
باستهزاء رم هذه الكلمات وهو يضع قدمه على الطاولة:
"هل تثق بأن روديان سيطلعني على أسراره بهذه السهولة؟ "
وضع جلاور يده على لحيته وهو يقول:
"سيفعل أن تصرفت بذكاء، أسمعني جيدًا فروديان هذه الفترة يهتم بخادمة كثيرة ويمكنه التضحية بحياته من أجلها، أحميها له وسيحبك بسهولة ويتقرب منك بوقت قصير"
بنظرات خبيثة قال البرت:
"أتقصد الفتاة التي تُدعى بسيلينا".
خطف الكلمات من فمه وهو يضربه على كتفه بمزاح:
"أجل سيلينا هل قابلتها من قبل؟"
أشار بيده بالنفي وأجاب:
"لا لكن أخبرتني لي..."
قطع كلماته ونظر بلئم عليه وبعدها قال بسخرية:
"أخبرني صديق كان بيوم التتويج عنها وعن جراءتها بذلك اليوم وبكاءها عندما رأت رودلف وظنته هو الذي سقط"
قز جلاور على شفتيه وبحيرة قال:
"هل تستطيع خطف قلبها؟"
وقف وتباها بعضلاته الممشوقة أمامه وأردف:
"بكل تأكيد فأنت تعلم بأني مفضل النساء ومن ستكون سيلينا أمامي، ستغرم بي عندما تراني بالحال".
تحول جلاور بثانية وأخرج مخالبة بوجهه وهو يقول:
"اذن جيد فأنت الآن تعلم الخطة، لا أريد الخسارة كالمرات السابقة، لأن الوضع لن يكون جيد لك، سأخبر قبيلتك عن الذي فعلته بزوجة ال... "
باندفاع رد عليه وهو يقف لكي يرحل:
"لا تكمل فنحن أصدقاء منذ زمن يا جلاور، وأنا هنا فقط لخدمتك، أستأذن منك الآن، وكل شيء سيكون تحت السيطرة "
ذهب البرت وطلب جلاور من الحراس أغلاق الباب جيدًا وعدم البوح عن زيارة أي شخص له بالأخص لروديان.
تحول البرت لذئب وركض بأسرع سرعة لديه لمنزل روديان، تتبع رائحتهم إلى أن وصل لمنزل روفال، فتح الباب وهجم عليهم.
ضرب الملك من الوراء وأخذها بين أنيابه وركض بثانية وهو يحملها بين فكيه، كانت تصرخ سيلينا بصوت مرتفع وتتوسل له بتركها لكن بلا جدوى، أنزلها بمكان قريب من منزل روفال، وأبتعد عنها ومن ثم أقترب خطوة خطوة وقفز عليها من أعلى وهي تصرخ وتقول:
"روديان انقذني"
يتبع..
مؤامرات على وشك الحصول.
"منذ زمن تم منع الذئاب البشرية من الدخول للمدن هنا، لكن صديقة نيرفيا كانت تتودد على مدينة انتوليسا كثيرًا"
رمت روفال هذه الكلمات، فتحت سيلينا فمها كالسمكة من الذهول الذي حل بها وقالت:
" يجب أن نخبر الملك عنها"
"سيلينا لا تتدخلي بشيء لا يعنيكي، نحن هنا خدم فقط"
طأطأت رأسها وذهبت تبدل ثايبها وهي تقول:
"معكِ حق يا روفال، دعينا نكملي بعد مقتل والدتك ماذا حدث لكِ؟ "
ابتسمت روفال وفكت عقدة شعرها وهي تقول:
" بعد مقتل والدتي دفع بي أبي بالطرقات، وجدني شخص بائع، انقض علي وأخذني وجهزني وتم بيعي وتنقلي من مكان لمكان طوال هذه السنوات لكن كنت بمدينتي انتوليسا، أجمل فتراتي عندما كنت معه فجعلني ا... "
تدخلت سيلينا وقاطعتها عن الحديث، وأردفت بلهفة وهي تلمع عينيها:
"مع من أخبريني"
شردت قليلًا روفال وأخرجت ابتسامه صغيرة على شفتيها ومن ثم قالت وهي تفتح الباب للذهاب:
"سأخبرك عن باقي قصتي بيومًا ما، صحيح ليس كقصتك لكنها حزينة و....."
قاطعهم صوت نيرفيتا، أثناء حديث الفتاتين ذهبت الاميرة لغرفتها وما وجدت روديان قد عاد، فنادت على سيلينا بأعلى صوت لها، تركت سيلينا روفال وذهبت لها وهي تقول:
" يبدو بأنها غاضبة كثيرًا، وفشلت خطتي بالنوم الآن"
نظرت روفال عليها وعلى الذي ترتدينه وقالت:
"هل ستذهبين لها بهذه الثياب؟ "
أجابت سيلينا وهي متوترة:
"ليس لدي وقت فهذه الفتاة مجنونة للغاية، لو تأخرت ستأكلني'
ذهبت روفال لتنظف المطبخ، وصعدت سيلينا لأعلى، اصطدم بها شخص مقنع كان ينزل من فوق، حاولت سيلينا تذكر من يكون بالرواية، لكنها جلست على الدرج تبكي، بسبب تغير الأحداث كل يوم عن اليوم الآخر، عادت نيرفيتا بالنداء عليها فركضت إليها وفتحت الباب بدون أن تطرقه عليها قائلة:
"أنا في خدمتك أميرتي، ماذا تردين مني؟ "
وقفت واقتربت منها وشمت رائحتها وهي تقول:
"فأنا أنادي عليك منذ وقت هل أنتِ صماء؟، لما تأخرتِ بالمجيء علي! ماذا كنتِ تفعلين؟ "
ابتلعت ريقها أجابتها بكل ثقة:
"وأنا بطريقي اصطدمت بشخص مقنع ول...."
قاطعتها وتوترت عندما ذكرت المقنع، فغيرت نيرفيتا الموضوع قائلة:
"هل عاد روديان؟"
شردت سيلينا وهي تتذكره وهو يحملها بين يده بحب، لاحظت نيرفيتا شرودها فإشارة لها بيدها لتركز معها فردت سيلينا:
"لا أعرف أين هو الآن؟ فأخر مرة رأيته بها عندما حملك بين يده وذهب، لم يعود للمنزل منذ ذلك الوقت"
جلست نيرفيتا بغرور ووضعت قدمها فوق المكتب وهي تقول بتباهي:
"ذهبنا لمنزلنا الجديد الذي أشتراه لي كهدية زواجنا، قضينا وقت جميل مع بعضنا البعض، لأننا هنا لا نغتنم لحظاتنا السعيدة معًا"
حزنت سيلينا وما أظهرت لها، فأعاده نيرفيتا سؤالها عندما سكتت:
"سيلينا ماذا بك ؟ هل أنتِ بخير؟ لما ملامحك حزينة اليوم! هل حقًا أنتِ تُحبين الملك؟"
تحركت سيلينا وجلست تحت أقدامها لكي تخلع لها الحذاء بعدما أشاره لها بفعل ذلك وهي تقول:
"أنا من لأحب الملك، فهو ملكك وحدك أميرتي، فأنا مجرد خادمة تعمل لديكم ولا تقلقي لا أتخطى حدودي"
تقهقه نيرفيتا وتعالي صوت ضحكاتها وسمعه من بالأسفل، فقالت بتباهي أكثر:
" فأنا ابنه الأمير شومار ملك انتوليسا، من تكونين أنتِ بالنسبة لجمالي ومكانتي، فمن والداكِ لِتُباعي كالعبيد! من الممكن بأن تكوني مجرد علاقة عابرة وقعت بها والدتك مع اي رج... "
غضبت سيلينا وكتمت غضبها وضغطت على كفتها بكل طاقة لها، دخلت ليريا من الباب وهي تقول بابتسامة:
"نيرفيتا صديقتي.. مفاجأة لقد عُدت"
دفعت سيلينا بقدمها ووقفت لتعانق صديقتها بكل حب، أخرجت سيلينا غضبها بحذائها فمزقته، فقالت ليريا لصديقتها:
"نيرفيتا هل تأخر عليكِ؟ سامحيني لم أستطيع حضور زفافك"
قالت نيرفيتا وهي تتباهى بالغرفة أمام صديقتها وتريها إياها:
"حزنت لأنك لن تأتي الزفاف، لكن معك ظروفك صديقتي، أليست الغرفة جميلة وتليق بزوجة ملك ميرامالا "
وقفت أمام سيلينا فغيرت نبرة صوتها وقالت لها:
" لكن وجود الخدم بها تجعلها برائحة سيئة"
ضحكت ليريا على كلام صديقتها، ولاحظ معاملة نيرفيتا الفظة لسيلينا، فركلتهابقدمها على ساقها وهي تقول:
" معك حق نيرفيتا فجميع الخدم رائحتهم كريهة، اوو سيلينا اعتذر لن أراكي"
أمسكت نيرفيتا رائحة معطرة من الطاولة واشعلتها لتعطر الغرف، فقالت لها ليريا وهي تقويها بالسخافات:
"اتركي الخادمة تُشعلها فهذه وظيفتها"
دارت نيرفيتا بالغرفة وهي تحمل الرائحة بين يدها، توقفت أمام سيلينا وأعطتها لها وهي تقول:
"ليريا هذه سيلينا خادمتي الشخصية، سيلينا هذه صديقتي ومساعدتي الشخصية ستظل بالقصر من اليوم وطالع، مهمتك معها بأن تخدميها كأنك تخدمينني، اتفقنا"
بانكسار أجابت سيلينا وهي تنظر للأسفل،وتتمنى وصول روديان:
"اتفقنا أميرتي، تريدي شيء الآن أم أنصرف"
أقتربت ليريا من سيلينا وأمسكت ملابسها بشكل مستفز وقالت:
"ما هذه الملابس التي تتحركين بها بالقصر، هذه ملابس النوم ألم تعرفين"
احمر وجه سيلينا من الحزن، فقالت بصوت مبحوح وهي تنزل يدها:
"اعتذر منكم لكن الأميرة نيرفيتا عندما نادت علي كنت سأذهب للنوم"
رفعت صوتها بوجهها وهي تدفعها على الحائط بقوة، تأذت بيدها ونذفت:
"وكيف تنامين قبل معرفة نيرفيتا أهل هي ذهبت للنوم؟ أم تحتاجك للخدمة بعد"
تدخلت نيرفيتا بعدما غمزة لصديقتها وأجابت:
"أتركيها يا ليريا فهي لن تكرر هذا الخطأ مرة أخرى، اذهبي وجففي جرحك قبل مصك من أحد الخدم"
ليريا لديها دور مهم بالرواية، فوق أنها عشيقة جلاور فهي ستتعاون مع البرت ونيرفيتا لكِ يتخلصان من الملك روديان.
رجع الملك روديان وسأل على سيلينا بغرفته ما وجدها، فنزل لها بالأسفل وطرق على الباب، فتحت سيلينا وجدت الملك يقف أمامها، توترت ومن ثم قالت:
"جلالة للملك هل تحتاج لشيء ما؟"
أجاب روديان وهو يمسك يدها للخروج:
"أريد الحديث معك، لكن ليس هنا"
ابعدت يده عنها وتوقفت بأرضها وهي تقول:
"لا أستطيع الذهاب معك لأي مكان، فنيرفيتا لو رأتني معك ستعاقبني"
عاد وأمسك يدها وأخذها لبحيرة قريبة من القصر، كان بها بعض الأشخاص تم طردهم من قبل الملك وجنوده، ابدأ شخص أعجابه بسيلينا وتعزل بها أمامه فأحمر وجه الملك وكاد يصفعه، لولا تدخلها لمص دمه، فقالت له وهي ضجرة منه:
"لماذا نحن هنا؟ فلو علمت نيرف....."
"كفاكِ ذكر اسمها، لما تخافين منها لهذا الحد، وأنا الملك هنا"
جلست بجانب البحيرة، ومدت يدها وأمسكت المياه بيدها وهي تقول ببرود:
"وهي زوجة الملك".
أوقفها الملك وأخرج من جيبه الرسالة وهو يقول بصوت منخفض:
" سيلينا أنا أريدك لشيء مهم بعد عن غيرتك منها، أنظري"
حركت يده وسقطت الرسالة منه، فرجع الشخص لأنه غير واعي، فعاد ليتغزل بها فهجم عليه الملك ومص دمه بالحال، تراجعت سيلينا بخوف وأجابته وهي لا تهتم بالذي حدث أو بأخذ الورقة بعدما سقطت:
"ما هو هذا الشيء المهم الذي جعلك ما تنتظر للصباح لتتحدث به معي"
فتح الرسالة ووضعها صوب عينيها وهو يشير بيده ع المكتوب:
"هذه الرسالة الثانية التي كانت مع رودلف، فأنا وجدتها بالغرفة عن طريق الصدفة، وكانت من عمي زوليا كتبها قبل وقت من وفاته، هو من كتبها بيده قبل موته وتنبأ بموته أتدركين ذلك"
بكل عفوية أجابته ونست كل شيء قد حدث:
" هل عمك زوليا توفى؟ وجلاور من قتله صحيح هذا الكلام"
هز رأسه بأسف وأردف:
"للأسف مات وبشكل غريب، وقبل أخباري بالحقيقية، لكن جلاور أخبرني بأنه أنتحر، وأخي عندما رأى دماء تتساقط ضعف وشربه وأنهى حياته للأبد"
ردت عليه بصوت غير مسموع:
«لكن هو يكذب عليك»
أكمل روديان كلامه:
"عمي زوليا كان يعلم سبب موت والدي الحقيقي، لسنوات تحملت لومي من الجميع بأني أنا السبب بذلك الحادث، وعرفت أيضًا لهذا السبب تم قتل رودلف لأن الرسالة كانت معه قبل سمه، والذي يُخطط لن يهدأ إلا أذا قتلني"
تفاجئت سيلينا لأن الأحداث تمضي بشكل غريب، فقالت:
"والدك هل هو مات بطريقة مدبرة؟ هل تفكر بأن جلاور وراء مقتل والدك؟ لما لم تذكر هذه الأحدث بالرواية"
"عُدتي تتكلمي بالألغاز، فنحن يجب أن...."
قاطعته وهي تترك يده وترفع حاجبيها بغضب:
"لما نحن، هناك زوجتك التي كانت تسال عنك طوال الوقت، وسخرت مني وأذت يدي"
أمسك يدها ليطمئن عليها سحبتها بغضب، فصرخ بصوت عالي وهو يقول:
"سيلينا أنا أحبك أنتِ ليس هي"
أختفى جسدها وثار الملك بالمكان كالمجنون، ونادى عليها بأعلى صوته لديه وهو يُكسر إي شيء يقابله، لقد خرج الأمير عن السيطرة.
...
أخاف خسارتك وأنا أحبك كالمجنون.
...
عادت سيلينا وبمجرد أن ظهرت أخذها بحضنه وبخوف قال:
"ظننت بأني لن أراكي مرة أخرى، لمن ستتركينني يا سيلينا"
فتحت فمها لتتكلم وضع يده على شفتيها قائلًا:
"هل متضايقة مني من أجل الذي حدث بالصباح؟ أنا أعتذر منكِ عما فعلته أمامك وتسبب في جرح قلبك، لكن لا تبتعدي عني، فأنا أريد كشف حقيقتها أما الجميع"
نظرت سيلينا ما وجدت الجنود بجوار البحيرة، فوضعت يدها على كتفه وهي تسامحه وتعانقه بكل قوة لحضنها، قبل يدها وهو يقول:
"سيلينا أريد التفكير بحل معًا فنيرفيتا حامل".
أنزلت يدها من عليه، وازاحته لبعيد، فسقطت دموعها بلحظة، مسحتهم وهي تحاول عدم اظهار انزعاجها له، فرمت هذه الكلمات من حزنها:
"عظيم أذن مبارك يا أمير، والسعادة لكم بحياتكم القادمة"
تراجعت للوراء بعدما تركته، وقالت وهي تبكي:
"أعتذر منك لكنني سأترك القصر للأبد، إلى اللقاء يا أمير ريان فهذه أخر مرة ستراني بها".
ركضت سيلينا دون سماعه، فكانت تبكي بحرقة من قلبها كأنها فقدته، انزلقت قدمها وسقطت على رأسها فتأذت وفقدت وعيها، جاءها الملك وفحص كاحلها وجده ملتوي، فك ربطة عنقه وربط قدمها به.
كان ينوي حملها على ظهره، استيقظت وشعرت به، وقفت لكي تسير بمفردها، قال لها:
" قدمك تريد الراحة لا تتحركي عليه الآن"
تركت يده وسقطت مرة أخرى وهي تقول:
"ما دخلك بي، اتركني وأذهب"
أخرج أنيابه وأمسكها من كتفها وأردف :
"سيلينا لستُ أنا والد الطفل، أسمعيني رجاءً لا تجعلي غيرتك تتحكم بك"
باندفاع أجابته وهي تحاول الوقوف على الشجرة:
"ومن غيرك سيكون والده"
ضربت سيلينا رأسها بيدها فتأذت وهي تقول:
"هذا مؤلم أكثر من سقوطي، تقصد بأنه جلاور هو والده"
حملها على ظهره بعدما أخبرته بأخذها لمنزل والد روفال، ذهب سويًا عليه وهم يتناقشون أثناء الطريق، وصلوا وأنزلها أمام المنزل قائلا:
"أنا جئت إليكِ لكي أعرف من الشخص الذي قتل والدي من فضلك أخبريني بما أنك بصارة، أريد معرفة الآن الحقائق المخبأة علي"
..
في الكهف.
..
ذهب البرت لمقابلة جلاور بالسجن، فبدأ الوضع كعناق ومن ثم استعرضا كل واحد مهاراته، كان البرت ذئب متحول لبشري، فتقاتلا بشراسة، حتى ظن الحراس بأنهم ألد الأعداء، عاد البرت لجسده وهو يقول:
"جلاور أنتَ مازلت قوي مثلما كنت في السابق بلا أقوى، كيف حدث ذلك؟ "
تقهقه جلاور ومن ثم قال:
"لأني أكلت قلب عمي بالصباح"
رفع حاجبه لأعلى وقوس فمه وعينيه تذهب يمين ويسار ومن ثم قال:
"لقد أنقلب شرك على عائلتك مجددًا، لمَ ناديتني لأقتل لك روديان اذن"
أخرج لسانه وحركه على فمه بأستطعام وهو يفكر بالأمر ويقول:
"تدري بأنه كان هنا منذ بضعة ساعات، كم وددت بافتراسه لكن منعت نفسي في عز قوتي لأنه يتحكم بي، أريد منك مصاحبته ومعرفة أين تكون شريحة قلبي؟ وبعدها هو لك"
باستهزاء رم هذه الكلمات وهو يضع قدمه على الطاولة:
"هل تثق بأن روديان سيطلعني على أسراره بهذه السهولة؟ "
وضع جلاور يده على لحيته وهو يقول:
"سيفعل أن تصرفت بذكاء، أسمعني جيدًا فروديان هذه الفترة يهتم بخادمة كثيرة ويمكنه التضحية بحياته من أجلها، أحميها له وسيحبك بسهولة ويتقرب منك بوقت قصير"
بنظرات خبيثة قال البرت:
"أتقصد الفتاة التي تُدعى بسيلينا".
خطف الكلمات من فمه وهو يضربه على كتفه بمزاح:
"أجل سيلينا هل قابلتها من قبل؟"
أشار بيده بالنفي وأجاب:
"لا لكن أخبرتني لي..."
قطع كلماته ونظر بلئم عليه وبعدها قال بسخرية:
"أخبرني صديق كان بيوم التتويج عنها وعن جراءتها بذلك اليوم وبكاءها عندما رأت رودلف وظنته هو الذي سقط"
قز جلاور على شفتيه وبحيرة قال:
"هل تستطيع خطف قلبها؟"
وقف وتباها بعضلاته الممشوقة أمامه وأردف:
"بكل تأكيد فأنت تعلم بأني مفضل النساء ومن ستكون سيلينا أمامي، ستغرم بي عندما تراني بالحال".
تحول جلاور بثانية وأخرج مخالبة بوجهه وهو يقول:
"اذن جيد فأنت الآن تعلم الخطة، لا أريد الخسارة كالمرات السابقة، لأن الوضع لن يكون جيد لك، سأخبر قبيلتك عن الذي فعلته بزوجة ال... "
باندفاع رد عليه وهو يقف لكي يرحل:
"لا تكمل فنحن أصدقاء منذ زمن يا جلاور، وأنا هنا فقط لخدمتك، أستأذن منك الآن، وكل شيء سيكون تحت السيطرة "
ذهب البرت وطلب جلاور من الحراس أغلاق الباب جيدًا وعدم البوح عن زيارة أي شخص له بالأخص لروديان.
تحول البرت لذئب وركض بأسرع سرعة لديه لمنزل روديان، تتبع رائحتهم إلى أن وصل لمنزل روفال، فتح الباب وهجم عليهم.
ضرب الملك من الوراء وأخذها بين أنيابه وركض بثانية وهو يحملها بين فكيه، كانت تصرخ سيلينا بصوت مرتفع وتتوسل له بتركها لكن بلا جدوى، أنزلها بمكان قريب من منزل روفال، وأبتعد عنها ومن ثم أقترب خطوة خطوة وقفز عليها من أعلى وهي تصرخ وتقول:
"روديان انقذني"
يتبع..