الفصل 4
الفصل 4
ربما يكون ما فعلته سيلڤا صحيح لكنه تاخر بضع سنوات، ذهب جزء كبير من الثروة إلى هؤلاء الحثالة، الذين استطاعوا سرقت عقل أمها، قبل أموالها لذا دخلت الى غرفتها تجلس هناك، وهي تجري اتصالا بالمحامي الخاص بهم
"سيد خوان"
"مرحبا سيلڤا، هل أستطيع أن اخدمك بشيء؟ "
"أنت تعلم جيداً ما الذي تستطيع أن تخدمني به، هل تحدثت معك أمي؟"
" أجل أخبرتني أشياء كثيرة؛ هل يعني ذلك إنك ستنفصلين عنها في العمل؟"
" الامر ليس كذلك، لكني لا أريد لأحد أن يدير الشركة إلا أنت، حتى أصل إلى السن القانونة "
"هذه ثقة كبيرة يا أبنتي"
" أنها بالفعل ثقة كبيرة، وأتمنى أن تكون في محلها، حتى لا الجا الى المحكمة ليضعوا مجلس أدارة للمجموعة لإدارة الشركة والأسهم الخاصة بي"
" يبدوا إنك تتكلمين بجدية كنت أظن أن أمك تمزح "
"ما المزاح في ذلك؟ لقد اعطت توكيل لاحد غير آمين قام ببيع 25% من قيمة الأسهم الخاصة بالشركة، هل تظن أنني سأتقبل ذلك أن ما تفعله أمي هراء، في هذه الحالة أن أستمرت على نفس المنوال، لن يصبح لدي شيء ما أن أصل إلى السن القانوني، لذا لا يحق لها ان تتصرف في الأسهم، وما يخصني لا يحق لها ان تتصرف في بيتي وما أملك، لا يحق لها ان تتصرف في نقودي في البنك"
" أنها خطوة جيدة يا ابنتي أهنيئك عليها، لقد كنت أتمنى أن تفعليها من قبل، لكن لا يوجد في يدي شيئا لاقوله لك، لا أستطيع ان أفشي سر العملاء، لقد بددت امك بالفعل الكثير من المال في الفترة الأخيرة، خاصة على ذلك المدعو خوسيه، الذي كان يشتري كل شيء على ة الشركة، ولم أستطيع أن أتكلم فصاحة المال تعطيه تفويض بإدارة كل شيء"
" من هذه اللحظة أنا من سادير الشركة من خلالك انت، كل شيء ستخبرني به، سأخرج من دراستي على شركة، حتى أعرف كيف تسير الأمور، فانا لن أقبل ان أضع الشركة في نفس ذلك الوضع مرة أخرى، هي لم تتوانى عن تبديد أموالي وانا لا استطيع ان اقضيها، لذا عليك ان تكون حريصا في المستقبل بان تنمي تلك الأسهم وتزيدها "
"حسنا يا ابنتي سوف افعل، ولكن هل تعلمين من هو الذي اشترى أسهم الشركة؟ التي باعها"
" لا أعرف من الذي أشترى، ولكنه أخبرني انه عن طريق محامي، ولا يريد ان يظهر في الصورة"
"غدا سنعرف كل شيء، أطمئني بالإضافة إلى أنني لن أتركك حتى تصلي إلى بر الأمان، انت في مكانة أبنتي إدواردو كان صديق عزيز علي"
" اعلم ذلك عم خوان؛ لهذا لجأت إليك انت، ولم اطالب بتحديد الواصل الجديد"
هز رأسه موفق يستحسن افكارها، وهو يقول:
" بالتأكيد أبنتي ساحافظ لك على مالك"
ابتسمت وهي تقول:
"شكرا لك عمو خوان؛ اسمح لي ان اناديك عمي" لأنك الآن تعد أقرب الناس إلي، لا تنسى أنني أثق فيك، لا تجعلني أندم أرجوك، فلقد خانت امي ثقتي، لذا لن اضع ثقتي فيك ثقه مطلقة، لأني تعرضت للخيانة من أقرب الناس الي، لذا سأسال وأبحث وأتابع"
" لا يوجد شيء تقوليه ليس من حقك يا ابنتي، أنه مالك، سأغلق الخط الآن لأن لدي لقاء بعد قليل مع احد العملاء، من هذه اللحظة أنا أسعى بالفعل لأنهاء ذلك التوكيل الخاص بخوسيه، والتحقيق في تلك القضايا التي حدثت عن طريقه"
" حسنا لكنه سيكون ملف مغلق لن أظهره إلا إذا حاول المساس ببيتنا مرة أخرى"
" حسنا كما تريدين"
اغلق الخط بينما هي جلست على الفراش، ترفع وجهها لتنظر الى امها، التي تقف بالباب لا تصدق أن أبنتها تحولت 180 درجة، وهي تنظر لها بكبرياء وتحدي، تلك النظرة التي لم تراها من قبل على وجه سيلڤا البريء
مونيكا" لما كل هذا سيلڤا؟ لقد اخبرتك انني سافعل ما تريدينه"
" هل تلومي علي امي؟ على ما أفعله، لقد تأخرت في فعله بالفعل، كان يجب أن أتكلم منذ ما يقارب العشر سنوات، عن تلك اللحظة التي فارق فيها إدواردو الحياة أمام عينك وعين عشيقك"
بهت وجه مونيكا، وهي تتراجع خطوة خوفا من الوحشية، التي ظهرت في عين ابنتها، لقد ورثت منها سيلڤا الكثير العنفوان والكبرياء والغضب، لقد كانت مونيكا مثلها يوما ما، ولكن تلك الاخطاء التي فعلتها في حياتها، جعلتها تنظر لابنتها بخوف، تخشى من اللحظة التي تقرر فيها سيلڤا أن تلقيها في السجن، عقابا على كل اخطائها الماضية
على كل شيء فعلته في حياتها، من اول ما تقبلت أن تتزوج إدواردو من أجل أمواله، ولم تشكر له تلك النعمة التي غامرها بها، تلك الأموال والملابس التي ما كانت تحلم بارتدائها، وتلك المجوهرات التي لم تحلم باقتناءها
اشياء كثيرة فعلتها حتى تصل، وها هي وصلت ولكن زلت في احد الخطوات، وتعثرت وابنتها من تمسك الخيط، الذي قد يلفه حبل المشنقة حول رقبتها، لذا عليها ان تصمت فهي لا تستطيع ان تفعل لسيلڤا شيء، لا تستطيع ان تعاقبها، ولا تستطيع ان تقتلها.
فلا تنكر انها تحبها بطريقة أخرى، لقد تركت إدواردو يموت امام عينيها، لتتخلص من ذلك الجحيم الذي عاشت فيه، تلك الخيانات المتعددة التي كانت تفعلها في الخفاء، وتعلم ان الهمس يحيط بها، لكنها لم تهتم.
لقد أخطأ هو الآخر في زواجه من شابة تصلح أن تكون حفيدته، لكنها قبلت ذلك الاتفاق الضمني، اخبرها بانه سيغدق عليها الأموال، سيجعلها تمتلك كل ما تريده، لكنه نسى انها تريد ان تمتلك الحب والدفء والحياة المستقرة وليس زوج يقضي في بيته أسبوع والمستشفيات شهورا
تحركت الى غرفتها تبكي كل ما فعلته، لكن هل ينفع البكاء الآن؟ هل يغفر لها ما فعلته؟
أستمعت سيلڤا إلى صوت بكاء أمها، ضحكت بصوت مرتفع، وهي تقول:
" هل تبكي عليه؟ ام علي؟ ام على نفسك؟ لقد كنت سبب في دمار وتشتيت كل شيء، لما لم تتركيني أعيش في كنف ابي؟ لما لم تفكرين الا في نفسك فقط. وفي النهاية تبكين! ابكي يا أمي سأحدد لك كل شيء من الآن، سأعاقبك على ذنب لم أستطيع أن أعاقبك عليه في وقتها، انت من أخرجت الشيطان الكامن بداخلي"
صمت لحظة ورجعت تتكلم مرة أخرى:
" لقد جعلتني أكره كل شيء حتى الحب نفسه، أخشى ان اخوض تلك التجربة، فيحدث لي ما حدث لك فأصبح ريشة في مهب الريح، مع من أحب"
مرت عدة أيام بعد ذلك الموقف، ولا زالت مونيكا في غرفتها، تخشى ان تتواجه مع ابنتها، فتصب عليها جامع غضبها، ويصل بها الأمر الى التهديد مرة أخرى، بينما سيلڤا كانت تتواصل معها السيد خوان المحامي الخاص بوالدها، وهي تعلم كل شيء يحدث في الشركة عن خلاله..
ولقد أخبرها أن خوسيه ترك البلده بأكملها
" هذا جيد ليرحل إلى الجحيم نفسه، ذلك الداعر الذي استغل خطيبته ليسرقنا"
أبتسم خوان رغم أنها لا تراه ولكنه يعلم جيدا انها تتكلم بعفوية، وإن سيلڤا لم تهذب اخلاقها لتتكلم مع رجل اكبر منها سنا
" أريد أن أخبرك شيئا يا ابنتي، في نهاية هذا الشهر سيستلم الملك الجديد للأسهم أسهمه، وهو يريد ان يتولى أمر إدارتها"
" هل يملك الكثير من الأسهم ليتولى هو الإدارة؟"
" بالطبع لا، أنت تملكين أكثر منه في تلك الشركة "
" هذا جيد، إذا لا يحق له أن يدير الشركة، لا يحق له أن ياخذ منصب رئيس مجلس الإدارة "
"هذا صحيح"
"حسنا لا تهتم لما يقول، هو قد يحصل على وظيفة داخل الشركة لكنه بالتأكيد لن يكون المدير"
"رغم أنه دارس ومتخصص في ذلك المجال"
"هل تظن أنني من السهل أن أثق في أي أن كان؟ حتى لو كانت هذه دراسته"
" أجلسي معه، تكلمي أعرفي فيما يفكر أو ما الذي يريده بالتحديد؟ "
" هل نستطيع أن نشتري منه تلك الأسهم مرة أخرى؟ أنا أملك وديعة في البنك "
"أعلم ذلك يا أبنتي، لقد أنشأها لك والدك ما أن أتيت إلى هذه الحياة، كان سعيد بقدومك لدرجة أنه وضع مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقابل للتجديد بالأصل والفائدة، أي أنه الآن يعد ثروة ضخمة"
" هذا ما أقوله"
"لكن هل تظني أنه بعد أن دفع هذا المبلغ الكبير؟ بالإضافة إلى أنه دفع عمولة كبيرة لخوسيه، هل سيترك الأسهم بسهولة؟"
" لا أعلم عمي، ماذا تعني؟"
" يبدو أنه يعلم جيدا ما الذي يفعله؟ لذا أدرك أنه لا يستطيع أن يشتري في تلك الشركة، إلا في ذلك الوضع، واستغله فهل سيترك الأسهم بسهولة؟"
" تعني أنه سيتمسك بها "
"هذا ما أتوقعه"
" متى سيأتي إلى المدينة؟ "
"ربما يكون موجود هنا بالفعل، لكنه لم يظهر بعد"
"هل تستطيع أن تعرف أسمه؟"
"أعرف أسم المحامي الذي يتعامل عن طريقه، سأتواصل معه أن أردتي"
" لا، لا تدعه يظن أنني أهتم لأعرف من يكون هو، أن أراد أن يشاركنا فمرحبا به، لكنه لن يضع شروطه، لا ينسى أنه يملك الربع فقط، بينما أنا أملك فوق ال 50%"
" ولكنك تحت السن "
"هذا صحيح ولكني أفوضك وأنت فوق السن"
ضحك الرجل العجوز، وهو يقول:
" أجل أنا فوق السن"
" أسفة عمي، لكنه عصبني لذلك الطلب الذي يريده"
" حسنا سننتظر إلى أن يأتي إلى الشركة "
" وأنا سأداوم في الشركة من الغد"
" سيكون هذا جيد، وجودك سيعطي للعمال دافع سيدركون أن هناك من يهتم"
" أنا أحاول"
" أعرف يا أبنتي، يوما ما ستصبحين سيدة أعمال ناجحة، هذا ما كان يحلم به إدواردو "
ابتسمت وهي تغلق الخط، وتحركت إلي السيارة لنقل صادقتها روڤان معها، روڤان فرد أساسي في حياة سيلڤا، هي تلك الصديقة التي تفرغ ما بداخلها امامها، تحكي لها عن ما حدث في البيت، أشياء لا تستطيع ان تخبرها لأحد آخر..
لكنها بئر مغلقا لا يخرج ما يسمعه، وهذه احد مزاياها، كانت تتحرك بالسيارها لكنها لاحظت أنهم لا يذهبون إلى المدرسة
" إلى أين نحن ذاهبتان؟ "
"سوف تعلمين بعد قليل"
" هل ستقوم بخطفي يا فتاة؟ أم تريدين إطعامي؟"
" على العكس سأجعلك لا تأكلين كثيراً، ساقوم بتعذيبك"
ضحكت روڤان بصوت مرتفع، وهي تقول:
" كنت أظنك تشعرين، بما اشعر به تعلمين كم اتعذب في ذلك البيت، الذي يعد الجحيم نفسه، هل ستكوني أنت أيضا أحد أضلع الجحيم حولي؟"
" على العكس ساكون سببا في راحة قلبك"
" هذا بالفعل ما اشعر به دون ان تفعلي اي شيء، وجودك معي يشعرني بأنني حية، وليس جسدا منتفخ، أرداف ضخمة"
" ربما يكون كلامك هذا حافز لك في المستقبل، قبل أن نذهب إلى الجامعة، عليك أن تستعدي"
" هل ستقدمين لي هدية عيد مولدي مبكراً"
" هذا صحيح "
نظرت لها روڤان بدهشة، وهي لا تعرف كيف تتكلم؟ او عن ماذا تسأل؟ حينما توقفت السيارة امام أحد العيادات المتخصصة بالتجميل، الصدمة على وجه روڤان، جعلت سيلفا تدفعها لتخرج من السيارة، وهي تقول:
" هيا تحركي"
" الى اين؟ "
"بعد قليل ستعرفين كل شيء، تحركي"
" هل تدركين كم ثمن الكشف في هذه العيادة لقد كبر الأمر منك لو أدخرت كل ما أملكه طيلة حياتي، لن استطيع ان اقطع تذكرة هنا، فما بالك بأن أكشف ويستمر العلاج الذي سوف يكتبه لي الطبيب"
" ومن قال أني سأجعلك تدفعين شيء أنها هدية عيد مولدك مبكراً، انا من سيدفع "
"لا تحيي أمل كاذب، لن أستطيع أن أواظب على ذلك العلاج، الذي قد يطلبه الطبيب، فانا اعلم أن أسعارهم مبالغ فيها"
" وما شأنك أنت بالعلاج؟ انا من سأحضر كل شيء "
" لكنك لست مضطرة"
" هذا صحيح، ولهذا سأفعله بارادتي، ما فائدة المال إن لم نسعد أصدقائنا واحبتنا به "
اقتربت روڤان من سيلڤا تغمرها في حضن طويل، وهي تقول:
" انت اجمل ما حدث لي في هذه الحياة سيلڤا"
ابتسمت لها وهي تقول:
" وانت ايضا حبيبتي، هيا بنا"
بعد قليل كان الطبيب يجري الكشف عليها، يتكلم في أشياء كثيرة يقومون بفعلها أطعمة تواظب عليها لفترة، كمية من الماء ترتشفها أشياء كثيرة، قبل أن يقوموا بعملية تكميم المعدة نفسها
بهت وجهه روڤان، وهي تنظر إلى صديقتها باستفسار، وتقول:
"هل أنت حمقاء حتى تبددي أموالك علي؟ هل تريدين أن تجري لي عملية تكميم المعدة؟"
" ولما لا، إن كانت هذه هي مأساتك وانا استطيع ان احلها، لما لا؟ "
"لانها تكلف الكثير من المال"
"صداقتنا تساوي أكثر بكثير روڤان"
ربما يكون ما فعلته سيلڤا صحيح لكنه تاخر بضع سنوات، ذهب جزء كبير من الثروة إلى هؤلاء الحثالة، الذين استطاعوا سرقت عقل أمها، قبل أموالها لذا دخلت الى غرفتها تجلس هناك، وهي تجري اتصالا بالمحامي الخاص بهم
"سيد خوان"
"مرحبا سيلڤا، هل أستطيع أن اخدمك بشيء؟ "
"أنت تعلم جيداً ما الذي تستطيع أن تخدمني به، هل تحدثت معك أمي؟"
" أجل أخبرتني أشياء كثيرة؛ هل يعني ذلك إنك ستنفصلين عنها في العمل؟"
" الامر ليس كذلك، لكني لا أريد لأحد أن يدير الشركة إلا أنت، حتى أصل إلى السن القانونة "
"هذه ثقة كبيرة يا أبنتي"
" أنها بالفعل ثقة كبيرة، وأتمنى أن تكون في محلها، حتى لا الجا الى المحكمة ليضعوا مجلس أدارة للمجموعة لإدارة الشركة والأسهم الخاصة بي"
" يبدوا إنك تتكلمين بجدية كنت أظن أن أمك تمزح "
"ما المزاح في ذلك؟ لقد اعطت توكيل لاحد غير آمين قام ببيع 25% من قيمة الأسهم الخاصة بالشركة، هل تظن أنني سأتقبل ذلك أن ما تفعله أمي هراء، في هذه الحالة أن أستمرت على نفس المنوال، لن يصبح لدي شيء ما أن أصل إلى السن القانوني، لذا لا يحق لها ان تتصرف في الأسهم، وما يخصني لا يحق لها ان تتصرف في بيتي وما أملك، لا يحق لها ان تتصرف في نقودي في البنك"
" أنها خطوة جيدة يا ابنتي أهنيئك عليها، لقد كنت أتمنى أن تفعليها من قبل، لكن لا يوجد في يدي شيئا لاقوله لك، لا أستطيع ان أفشي سر العملاء، لقد بددت امك بالفعل الكثير من المال في الفترة الأخيرة، خاصة على ذلك المدعو خوسيه، الذي كان يشتري كل شيء على ة الشركة، ولم أستطيع أن أتكلم فصاحة المال تعطيه تفويض بإدارة كل شيء"
" من هذه اللحظة أنا من سادير الشركة من خلالك انت، كل شيء ستخبرني به، سأخرج من دراستي على شركة، حتى أعرف كيف تسير الأمور، فانا لن أقبل ان أضع الشركة في نفس ذلك الوضع مرة أخرى، هي لم تتوانى عن تبديد أموالي وانا لا استطيع ان اقضيها، لذا عليك ان تكون حريصا في المستقبل بان تنمي تلك الأسهم وتزيدها "
"حسنا يا ابنتي سوف افعل، ولكن هل تعلمين من هو الذي اشترى أسهم الشركة؟ التي باعها"
" لا أعرف من الذي أشترى، ولكنه أخبرني انه عن طريق محامي، ولا يريد ان يظهر في الصورة"
"غدا سنعرف كل شيء، أطمئني بالإضافة إلى أنني لن أتركك حتى تصلي إلى بر الأمان، انت في مكانة أبنتي إدواردو كان صديق عزيز علي"
" اعلم ذلك عم خوان؛ لهذا لجأت إليك انت، ولم اطالب بتحديد الواصل الجديد"
هز رأسه موفق يستحسن افكارها، وهو يقول:
" بالتأكيد أبنتي ساحافظ لك على مالك"
ابتسمت وهي تقول:
"شكرا لك عمو خوان؛ اسمح لي ان اناديك عمي" لأنك الآن تعد أقرب الناس إلي، لا تنسى أنني أثق فيك، لا تجعلني أندم أرجوك، فلقد خانت امي ثقتي، لذا لن اضع ثقتي فيك ثقه مطلقة، لأني تعرضت للخيانة من أقرب الناس الي، لذا سأسال وأبحث وأتابع"
" لا يوجد شيء تقوليه ليس من حقك يا ابنتي، أنه مالك، سأغلق الخط الآن لأن لدي لقاء بعد قليل مع احد العملاء، من هذه اللحظة أنا أسعى بالفعل لأنهاء ذلك التوكيل الخاص بخوسيه، والتحقيق في تلك القضايا التي حدثت عن طريقه"
" حسنا لكنه سيكون ملف مغلق لن أظهره إلا إذا حاول المساس ببيتنا مرة أخرى"
" حسنا كما تريدين"
اغلق الخط بينما هي جلست على الفراش، ترفع وجهها لتنظر الى امها، التي تقف بالباب لا تصدق أن أبنتها تحولت 180 درجة، وهي تنظر لها بكبرياء وتحدي، تلك النظرة التي لم تراها من قبل على وجه سيلڤا البريء
مونيكا" لما كل هذا سيلڤا؟ لقد اخبرتك انني سافعل ما تريدينه"
" هل تلومي علي امي؟ على ما أفعله، لقد تأخرت في فعله بالفعل، كان يجب أن أتكلم منذ ما يقارب العشر سنوات، عن تلك اللحظة التي فارق فيها إدواردو الحياة أمام عينك وعين عشيقك"
بهت وجه مونيكا، وهي تتراجع خطوة خوفا من الوحشية، التي ظهرت في عين ابنتها، لقد ورثت منها سيلڤا الكثير العنفوان والكبرياء والغضب، لقد كانت مونيكا مثلها يوما ما، ولكن تلك الاخطاء التي فعلتها في حياتها، جعلتها تنظر لابنتها بخوف، تخشى من اللحظة التي تقرر فيها سيلڤا أن تلقيها في السجن، عقابا على كل اخطائها الماضية
على كل شيء فعلته في حياتها، من اول ما تقبلت أن تتزوج إدواردو من أجل أمواله، ولم تشكر له تلك النعمة التي غامرها بها، تلك الأموال والملابس التي ما كانت تحلم بارتدائها، وتلك المجوهرات التي لم تحلم باقتناءها
اشياء كثيرة فعلتها حتى تصل، وها هي وصلت ولكن زلت في احد الخطوات، وتعثرت وابنتها من تمسك الخيط، الذي قد يلفه حبل المشنقة حول رقبتها، لذا عليها ان تصمت فهي لا تستطيع ان تفعل لسيلڤا شيء، لا تستطيع ان تعاقبها، ولا تستطيع ان تقتلها.
فلا تنكر انها تحبها بطريقة أخرى، لقد تركت إدواردو يموت امام عينيها، لتتخلص من ذلك الجحيم الذي عاشت فيه، تلك الخيانات المتعددة التي كانت تفعلها في الخفاء، وتعلم ان الهمس يحيط بها، لكنها لم تهتم.
لقد أخطأ هو الآخر في زواجه من شابة تصلح أن تكون حفيدته، لكنها قبلت ذلك الاتفاق الضمني، اخبرها بانه سيغدق عليها الأموال، سيجعلها تمتلك كل ما تريده، لكنه نسى انها تريد ان تمتلك الحب والدفء والحياة المستقرة وليس زوج يقضي في بيته أسبوع والمستشفيات شهورا
تحركت الى غرفتها تبكي كل ما فعلته، لكن هل ينفع البكاء الآن؟ هل يغفر لها ما فعلته؟
أستمعت سيلڤا إلى صوت بكاء أمها، ضحكت بصوت مرتفع، وهي تقول:
" هل تبكي عليه؟ ام علي؟ ام على نفسك؟ لقد كنت سبب في دمار وتشتيت كل شيء، لما لم تتركيني أعيش في كنف ابي؟ لما لم تفكرين الا في نفسك فقط. وفي النهاية تبكين! ابكي يا أمي سأحدد لك كل شيء من الآن، سأعاقبك على ذنب لم أستطيع أن أعاقبك عليه في وقتها، انت من أخرجت الشيطان الكامن بداخلي"
صمت لحظة ورجعت تتكلم مرة أخرى:
" لقد جعلتني أكره كل شيء حتى الحب نفسه، أخشى ان اخوض تلك التجربة، فيحدث لي ما حدث لك فأصبح ريشة في مهب الريح، مع من أحب"
مرت عدة أيام بعد ذلك الموقف، ولا زالت مونيكا في غرفتها، تخشى ان تتواجه مع ابنتها، فتصب عليها جامع غضبها، ويصل بها الأمر الى التهديد مرة أخرى، بينما سيلڤا كانت تتواصل معها السيد خوان المحامي الخاص بوالدها، وهي تعلم كل شيء يحدث في الشركة عن خلاله..
ولقد أخبرها أن خوسيه ترك البلده بأكملها
" هذا جيد ليرحل إلى الجحيم نفسه، ذلك الداعر الذي استغل خطيبته ليسرقنا"
أبتسم خوان رغم أنها لا تراه ولكنه يعلم جيدا انها تتكلم بعفوية، وإن سيلڤا لم تهذب اخلاقها لتتكلم مع رجل اكبر منها سنا
" أريد أن أخبرك شيئا يا ابنتي، في نهاية هذا الشهر سيستلم الملك الجديد للأسهم أسهمه، وهو يريد ان يتولى أمر إدارتها"
" هل يملك الكثير من الأسهم ليتولى هو الإدارة؟"
" بالطبع لا، أنت تملكين أكثر منه في تلك الشركة "
" هذا جيد، إذا لا يحق له أن يدير الشركة، لا يحق له أن ياخذ منصب رئيس مجلس الإدارة "
"هذا صحيح"
"حسنا لا تهتم لما يقول، هو قد يحصل على وظيفة داخل الشركة لكنه بالتأكيد لن يكون المدير"
"رغم أنه دارس ومتخصص في ذلك المجال"
"هل تظن أنني من السهل أن أثق في أي أن كان؟ حتى لو كانت هذه دراسته"
" أجلسي معه، تكلمي أعرفي فيما يفكر أو ما الذي يريده بالتحديد؟ "
" هل نستطيع أن نشتري منه تلك الأسهم مرة أخرى؟ أنا أملك وديعة في البنك "
"أعلم ذلك يا أبنتي، لقد أنشأها لك والدك ما أن أتيت إلى هذه الحياة، كان سعيد بقدومك لدرجة أنه وضع مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقابل للتجديد بالأصل والفائدة، أي أنه الآن يعد ثروة ضخمة"
" هذا ما أقوله"
"لكن هل تظني أنه بعد أن دفع هذا المبلغ الكبير؟ بالإضافة إلى أنه دفع عمولة كبيرة لخوسيه، هل سيترك الأسهم بسهولة؟"
" لا أعلم عمي، ماذا تعني؟"
" يبدو أنه يعلم جيدا ما الذي يفعله؟ لذا أدرك أنه لا يستطيع أن يشتري في تلك الشركة، إلا في ذلك الوضع، واستغله فهل سيترك الأسهم بسهولة؟"
" تعني أنه سيتمسك بها "
"هذا ما أتوقعه"
" متى سيأتي إلى المدينة؟ "
"ربما يكون موجود هنا بالفعل، لكنه لم يظهر بعد"
"هل تستطيع أن تعرف أسمه؟"
"أعرف أسم المحامي الذي يتعامل عن طريقه، سأتواصل معه أن أردتي"
" لا، لا تدعه يظن أنني أهتم لأعرف من يكون هو، أن أراد أن يشاركنا فمرحبا به، لكنه لن يضع شروطه، لا ينسى أنه يملك الربع فقط، بينما أنا أملك فوق ال 50%"
" ولكنك تحت السن "
"هذا صحيح ولكني أفوضك وأنت فوق السن"
ضحك الرجل العجوز، وهو يقول:
" أجل أنا فوق السن"
" أسفة عمي، لكنه عصبني لذلك الطلب الذي يريده"
" حسنا سننتظر إلى أن يأتي إلى الشركة "
" وأنا سأداوم في الشركة من الغد"
" سيكون هذا جيد، وجودك سيعطي للعمال دافع سيدركون أن هناك من يهتم"
" أنا أحاول"
" أعرف يا أبنتي، يوما ما ستصبحين سيدة أعمال ناجحة، هذا ما كان يحلم به إدواردو "
ابتسمت وهي تغلق الخط، وتحركت إلي السيارة لنقل صادقتها روڤان معها، روڤان فرد أساسي في حياة سيلڤا، هي تلك الصديقة التي تفرغ ما بداخلها امامها، تحكي لها عن ما حدث في البيت، أشياء لا تستطيع ان تخبرها لأحد آخر..
لكنها بئر مغلقا لا يخرج ما يسمعه، وهذه احد مزاياها، كانت تتحرك بالسيارها لكنها لاحظت أنهم لا يذهبون إلى المدرسة
" إلى أين نحن ذاهبتان؟ "
"سوف تعلمين بعد قليل"
" هل ستقوم بخطفي يا فتاة؟ أم تريدين إطعامي؟"
" على العكس سأجعلك لا تأكلين كثيراً، ساقوم بتعذيبك"
ضحكت روڤان بصوت مرتفع، وهي تقول:
" كنت أظنك تشعرين، بما اشعر به تعلمين كم اتعذب في ذلك البيت، الذي يعد الجحيم نفسه، هل ستكوني أنت أيضا أحد أضلع الجحيم حولي؟"
" على العكس ساكون سببا في راحة قلبك"
" هذا بالفعل ما اشعر به دون ان تفعلي اي شيء، وجودك معي يشعرني بأنني حية، وليس جسدا منتفخ، أرداف ضخمة"
" ربما يكون كلامك هذا حافز لك في المستقبل، قبل أن نذهب إلى الجامعة، عليك أن تستعدي"
" هل ستقدمين لي هدية عيد مولدي مبكراً"
" هذا صحيح "
نظرت لها روڤان بدهشة، وهي لا تعرف كيف تتكلم؟ او عن ماذا تسأل؟ حينما توقفت السيارة امام أحد العيادات المتخصصة بالتجميل، الصدمة على وجه روڤان، جعلت سيلفا تدفعها لتخرج من السيارة، وهي تقول:
" هيا تحركي"
" الى اين؟ "
"بعد قليل ستعرفين كل شيء، تحركي"
" هل تدركين كم ثمن الكشف في هذه العيادة لقد كبر الأمر منك لو أدخرت كل ما أملكه طيلة حياتي، لن استطيع ان اقطع تذكرة هنا، فما بالك بأن أكشف ويستمر العلاج الذي سوف يكتبه لي الطبيب"
" ومن قال أني سأجعلك تدفعين شيء أنها هدية عيد مولدك مبكراً، انا من سيدفع "
"لا تحيي أمل كاذب، لن أستطيع أن أواظب على ذلك العلاج، الذي قد يطلبه الطبيب، فانا اعلم أن أسعارهم مبالغ فيها"
" وما شأنك أنت بالعلاج؟ انا من سأحضر كل شيء "
" لكنك لست مضطرة"
" هذا صحيح، ولهذا سأفعله بارادتي، ما فائدة المال إن لم نسعد أصدقائنا واحبتنا به "
اقتربت روڤان من سيلڤا تغمرها في حضن طويل، وهي تقول:
" انت اجمل ما حدث لي في هذه الحياة سيلڤا"
ابتسمت لها وهي تقول:
" وانت ايضا حبيبتي، هيا بنا"
بعد قليل كان الطبيب يجري الكشف عليها، يتكلم في أشياء كثيرة يقومون بفعلها أطعمة تواظب عليها لفترة، كمية من الماء ترتشفها أشياء كثيرة، قبل أن يقوموا بعملية تكميم المعدة نفسها
بهت وجهه روڤان، وهي تنظر إلى صديقتها باستفسار، وتقول:
"هل أنت حمقاء حتى تبددي أموالك علي؟ هل تريدين أن تجري لي عملية تكميم المعدة؟"
" ولما لا، إن كانت هذه هي مأساتك وانا استطيع ان احلها، لما لا؟ "
"لانها تكلف الكثير من المال"
"صداقتنا تساوي أكثر بكثير روڤان"