الفصل السابع

(7) الفصل السابع.



مقتل زوليا وإخفاء الحقيقة عن الملك.

جلست سيلينا بجانبه وغفت وهي تمسك بيده، أستيقظ روديان وفتح عيناه عليها، وابتسم عندما وجدها قريبة منه وقال:

" كيف حركتي مشاعري بهذا الشكل؟ وأنا لا أعرف عنكِ شيء، رودلف الوحيد الذي جعلني أكتشف مشاعري وممتن له على تضحياته الكثيرة شكرًا لك يا صديقي"

فجأة امسك روديان رأسه وصرخ وهو يرى صورة لعجوز تقول:

« ما الشيء الذي جعل رودلف يصعد للأعلى ويسقط من فوق، هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل روديان؟ وأين الرسالة الأخرى التي أرسلتها لك سيلينا؟»

صرخ روديان وهو يمسك رأسه من الألم مردف:

" لا أعرف شيء عن تلك الرسالة"

فزغت سيلينا من نومتها على صوته فقالت له:

"أميري ما الذي حدث لك؟"

أخذت عينيه تجولا يمينًا ويسارًا ببهتان، وقفت سيلينا وأحضرت له كاسًا من الماء، أرتشف منه القليل ثم قال:

"لا تقلقي علي فأنا بخير، لكن صحيح هل أرسلتي لي رسالتين بيوم مقتل رودلف؟ "

أجابته وهي تتحرك بالغرفة:

"أجل كانوا أثنين واحدة أنا كتبتها لك، والأخرى وجدتها أسفل رودلف، فأخذتها قبل أن يلاحظ أحد، أعتقد هي سبب دفعه من أعلى"

بغرابة قال وهو يخرج نيبانه من الغضب:


"لما تقولين ذلك!"


أحضرت شيء للملك لكي يلبسه وهي تقول:


"لأن الذي قتل رودلف، يعرف بأنه يمتلك الرسالة ويعرف أيضًا بأن اللباس به سم وسيموت على أي حال لما أصر على دفعه من أعلى".


ساعدته سيلينا بتغير ملابسه فقال لها بعد تفكير عميق:



" من أجل أن لا تصلني الرسالة أليس هذا ما تفكرين به"


بحماس أجابت عليه وهي تُعطي قلاده نيرفيتا للمرة الثانية:


"بكل تأكيد هذا ما عانيته أميري"


أخذ القلادة منها ووضعها جانبًا ومن ثم قال:


"صحيح كيف حصلتلي على هذه القلادة؟ ولما تُريدنني بأن ألبسها لهذه الدرجة!"


أخرجت ورقة من جيبها مرسوم بها الملك يُصاب بقلبه والقلادة هي التي تمنعه من الموت، فأردفت:


"هي ستكون سبب نجاتك في المرة القادمة"


قبلها على وجنتها بكل حب وقال:


"أنتِ سبب نجاتي يا سيلينا"


أخذها بين أحضانه بكل قوة لديه، أصبح الآن روديان مختلف تمام عن مصاصي الدماء الذي كان كالسابق يصرخ ويُكسر اي شيء أمامه، فهي جعلته شخص ذو قلب رحيم.


اقترب روديان منها ونظر على وجهها من قرب وقبل جبهتا، ومن ثم دفع القلادة خارج النافذة، فطرقت نيرفيتا باب غرفته، تحركت سيلينا خوفًا وبالحال ابتعدت عنه، وخبأت عيناها بيدها من شدة الكسوف، وقالت:

"أميري ماذا ستقول زوجتك أن وجدتني هنا معك بالصباح"

تحرك روديان وفتح لها الباب، فنظرت عليه ثم دخلت بنفس الغضب التي كانت عليه أمس وقالت:

"ماذا تفعل هذه الخادمة هنا بغيابي؟ "

رد عليها روديان وهو يخرج مخالبه ويحركهم بيدها:

"أنسيتي بأنك أنتِ من أحضرتها لهنا"

قلقت نيرفيتا من طريقة كلامه، فأقتربت منه وقبلته وهي تقول:

"لا يهم فهي مجرد خادمة لدينا، اعتذر لك عما صدر مني بالأمس"

تضايقت سيلينا وذهبت سريعًا من الغرفة، ابعد روديان نيرفيتا من احضانه وهو يقول:

"هل عُدتي مجددًا لتتحدثي عن جلاور"

تبعته وهي تتودد له:

"أنا فقط اشتقت لك"

اخرج روديان لسانه وحركه على رقبتها، تصبب العرق منها وأردفت:

"روديان اتركني فأنت تؤذي رقبتي بمخالبك"

احمر جلدها ونزف قليلًا، فابتسم وقال:

"ارأيتِ بأنك اضعف مني، أنا احببتك لكن الخيانة لا اسامح بها بيوم"

امسكت يده وقبلتها وهي تقول:

"أنا أيضًا أحبك، لكنني ظننت بأن المدينة ستنقلب عليك بعد اعتقال جلاور لهذا طلبت منك العفو عنه، لكنه لا يُهمني بشيء"

جاءت سيلينا بعد وقت قصير، وقاطعتها من اللحظات الرومانسية، فوقفت أمام الأمير وهي تقول:

"أميري معاد طعامك!"

امسكها روديان ودفعها على الحائط بيديه، فخرجت نيرفيتا لأنها لا تُحب مشاهدة مص الدماء، نظرت سيلينا بداخل عينيه بلا خوف لأول مرة، وضع روديان شفته القرب من رقبتها، فأغمضت عينيها وقبلها بكل حب، قالت سيلينا بالبداية:

"أميري ماذا تفعل؟"

وضع يده على شفتيها وهو يقول:

"سيلينا أنا أحبك، لماذا فعلتي فعلتك هذه؟ لكي تبعديها عني! أليس كذلك، هل تغارين منها لهذا الدرجة"

ابتسمت سيلينا وصفعت وجنتها لتستيقظ أذا كانت تحلم، فعاود روديان بتقبيلها.

كانت اصوات الكهف تتعالى بسبب صراخ جلاور، فقال له زوليا:

"اهدأ يا ابن اخي، فروديان سيتركنا قريبًا نخرج لا تقلق"

جلس جلاور بجانب عمه ونظر عليه كالثعلب واردف:

"كيف علمت بأنه سيعفو عنا؟"

أخرج زوليا ورقة من جيبة وأكمل كلامه وهو يأخذ رشفه عصير من الكاس:

"ستعرف في الوقت المناسب، لكن يجب أن تتواصل مع نيرفيتا فهي الورقة الرابحة لنا"

ترك جلاور الكاس من يده ونادى بصوت مرتفع على الحرس، وقال بعدما أجاه الحارس يركض:

" أريدك أن تخبر نيرفيتا بأني أريد مقابلتها بالحال"

تلعثم الحارس وقال:

"لكن سيدي أذا علم روديان بالأمر س.."

قاطعه جلاور ثم قال وهو يعصر كتفه بالحديد:

"أذا لم تفعل ذلك، ستموت لأني سأكون الملك الرسمي لهذه المدينة بعد مقتل روديان، وسأحكم عليك بتهمة عصيان الملك"

الأمور كانت متوترة بالبلدة، فالجميع يتكلم عن اعدام الثلاثة الذين كانوا يتأمرون بالملك، واعتقال جلاور وعمه زوليا.

البعض مؤيد ومعارض لقرار الملك، لكن اعوان جلاور ينتشرون ويحاولون تدمير المدينة، كانت كولن تتجول بالغرفة يمينًا ويسارًا في ضيق، إلى أن جاءتها نيرفيتا بالأسفل، فأخذتها للغرفة وأغلقت الباب وهي تقول:

"هل أقنعتي ذلك المغرور بالسماح عن جلاور"

امسكت نيرفيتا بيدها وقالت:

"ليس بعد أميرتي، فروديان به شيء غريب، لا أستطيع التحكم به كالسابق"

وقفت كولن وبضجر ردت:

"ما قصدك بأنك لا تستطيعي التحكم به ، ماذا حدث بغيابي بينكم؟ هل كشف أمرك مع جلاور؟ "

بتوتر وقفت هي الأخرى واجابت:

"لا أظن ذلك، لكن أعتقد بأنه يُحب تلك الخادمة أكثر مني"

تقهقه كولن بشكل ساخر وهي تقول:

"لا تمزحين يا نيرفيتا، هل تغارين من مجرد خادمة؟ هل أحببته حقًا؟ فهو عدونا لا تنسي ذلك"

اجابتها وهي تحرك الخاتم الذي البسها إياه:

" أعرف بأنه عدونا، لكن لا ترينه كيف ينظر لها؟ "

لاحظت كولن بأن نيرفيتا لديها بعض مشاعر الحب لروديان، فحاولت اللعب بعقلها وقالت:

"نيرفيتا أخرجي تلك التفاهات من عقلك، واذهبي افتني بجمالك واجعلي يترك ابني جلاور ولا تنسي الذي فعله مع والدتك"

فكرت نيرفيتا قليلًا وقالت:

"اجعلي فالكا يتدخل كالمرة السابقة"

صفعتها على كتفها عدة صفعات وهي تشير بيدها للأسفل وأردفت:

"ششش اخفضي صوتك، لا أحد يعلم بأن فالكا هو من دفع رودلف من أعلى غيرنا"

بحيرة أجابت نيرفيتا:

"لكن سيدتي كيف علمتي بأن رودلف سيلبس اللباس؟ بدلًا من ريان"

وقفت أمام المرأة ورتبت ملابسها وردت بثق:

"لأن فالكا كان يراقب رودلف طوال النهار، وعندما وجدهم معًا ذهب وأعطاه لريان، وذكر اسم جلاور للتشتيته، فرودلف يعرف بأن جلاور يريد أذيه الملك بأي شكل"

ضحكت نيرفيتا وهي تقول:

"يا لكُ من مدبرة محترفة سيدتي"

دفعتها كولن بيدها لكي تخرج من غرفتها وهي تقول:

"لا تكثري بالحديث وهي ارقدي بأحضان زوجك، وافعلي ما أمرتك به حتى وأن رجعتِ إعطاءه المخدر المميت مرة أخرى"

شحب وجهها ورفعت صوتها بوجه كولن مردفه:

"اتفقنا بأن لا تتكلمي عن هذا الموضوع مرة أخرى من قبل"

قبلتها كولن على وجنتها وأجابت:

لا تقلقي فأنتِ كابنتي، وسرك هو سري، لكن اذكرك لأنك لا تبلين حسنًا هذه الأيام"

تنهدت بضجر وهي تتحرك ناحيه الباب:

"سأذهب واجعله يترك جلاور وعمه اعدك"

رجعت كولن تضحك بشكل ساخر وقالت:

"لا اريد عمه فأصبح ورقة خاسرة، أريد فقط اطلاق سراح ابني، وزوليا أريد منه الأوراق التي تدينني بموت زوجي وبعدها سأخبر جلاور بأن ينهي حياته"

طرق الجندي الباب فرجعت نيرفيتا للوراء وفتحت كولن الباب فقال الجندي:

"سيدة كولن هل الأميرة نيرفيتا هنا؟"

وقع قلب نيرفيتا بين يداها، فنظرت كولن للوراء وقالت:

" أجل هي هنا ماذا هناك؟"

أجاب الجندي:

"هناك مرسال من جلاور بالكهف بأنه يريدها بالحال"


ردت كولن بلهفة ونظرها عليها:

"لكن هي ذاهبه ل..."

قطعت كلامها وأردفت:

"نيرفيتا ابنتي جلاور يحتاجك الآن، اذهبي ولا ترتكبي اي اخطاء"

ردت وهي بالكاد تحرك شفتاها، وكأن للقرار لا يعجبها:

"اجل سيدتي سأذهب"

القصر الآن يسوده عدة مؤامرات دنيئة، والملك يجب أن يحترس من الجميع، لأن الغرف جميعها ترتب لقتله.

اكملت كولن كلامها وقالت:


" لكن عودي قبل أن يلاحظ روديان بغيابك"


هزت نيرفيتا برأسها وأجابت على الجندي:


"هيٰ بنا، من أين سأخرج؟ "


رد الجندي وهو يتحرك بالأمام:


"من هنا سيدتي اتبعيني"



"كيف علمتي بأمر الثلاثة؟ "


رم روديان هذه الكلمات وهو يقبل يد سيلينا.


اجابت وعينيها تبرق:


"بعدما خرجت من هنا ذهبت إلى منزل بعيد قليلًا عن المدينة، فهناك رأيتهم وهم يتأمرون عليك"

بكل حزن قال روديان:

"هل حقًا جلاور هو من أرسلهم؟"

طرق الباب وادخل الخادم طاولة الغذاء ومن ثم رحل، فقالت سيلينا:

"أجل، لكن أريدك بأن تحترس على نفسك، فالقصر الآن ممتلئ بالأعداء، أنتِ تدري بأني بصارة"

أردف وهو يأخذ كاس من الدماء ليشربه:

"قُصي لي نهايتي، ومتى ستكون"

ردت وهي تأخذ ساندويتش من الطاولة:

"أنا هنا لأمنع ذلك، فلن ادعك تموت"

نظر روديان من النافذة وهو يشرب كوب آخر من الدماء وقال:

"من الذين كنتِ تقصديهم يتأمرون علي، هل تقصدي زوجة والدي؟"

وضعت الأكل بوجهه مردفه:

"سيدي هل تأكل قطعة صغيرة؟ ستعجبك بكل تأكيد"

رفض وازاح يدها من وجهه، فأكملت حديثها:

"ع راحتك لا تأكل لكنك ستندم فهو شهي للغاية، أسمع يا أميري ليست هي فقط، هناك أيضًا نيرفيتا و أخاك فالكا.

ارتفع صوته وهو يقول:

" لا فالكا ليس مثلهم، فهو يحبني"

ضحكت سيلينا وغمزة له بعينها وهي تقول:

"أراك لن تنصدم في زوجتك"


..
في القصر بالأسفل.
..

حضر الأمير شومار على القصر، وذهب إلى غرقة كولن بشكل سريع، لأنه هي من أخبرت جنودها بذلك من قبل، استقبلته بنفسها وهو سعيدة، وكأنها فقدت ذاكرتها للحظة، ونست بأن ابنها جلاور بالكهف مسجون.

فكان اللقاء بعيد عن اعين الخدم والأمراء، وكان مولع بالحب رغم كبر سنهم، لكنهم كأنهم ما زالوا عاشقين بالبدايات.


أكمل روديان كلماته وهو يعقد حاجبيه للأعلى:

"كلانا يعرف جيدًا حقيقتها، لكني لا أشك بفالكا أبدًا"

"روديان فالكا صغير، لكن هو أخا جلاور ملئوا براسه الحقد والكره اتجاهك، لا تثق به من فضلك"

دفعت هذه الكلمات مرة واحدة بوجهه.

استأذن روديان وغادر من الغرفة وهو حزين، فنادت عليه سيلينا قائلة:

"إلى أين أنت ذاهب أميري؟"

شعر الأمير بأن الدنيا تُضيق عليه، لا يعرف الحقيقة، يخشى من انقلاب الجميع عليه، وبالأخص بأنه يعرف جسده ممتلئ بالمخدر، وأن الجرعات الزائدة ستجعله يخسر حياته وينصهر كانصهار الثلج.

وصلت نيرفيتا للكهف وهي غاضبة فقالت له بصوت مرتفع:

"ماذا تّريد جلاور لما ناديتني بهذا الشكل السريع"

اقترب جلاور وهو يقول:

"اشتقت لكِ"

عانقها وقبل وجنتها ومن ثم قالت:

"هل تعلم بأن روديان بالمنزل وكنت أنوي...."

أجاب باندفاع:

"تكلمي ماذا تُخطيين؟"

تنفست بعمق ومن ثم مسحت جبهتا وقالت:

"جلاور ماذا هناك؟ فوالدتك تضغط علي كثيرًا، سبق وأخبرتك من قبل بأن نهرب سويًا ونترك هذه المدينة وأنت رفضت، ما زلت عند كلامي، هيا نذهب "

تحول وبرز شخصيته فقلب عينيه للون الأحمر واظهر مخاله وهو يقول:

"كيف أتركها وأنا سأكون الملك القادم"

تحولت نيرفيتا لأول مرة أمامه، ووضعت مخالبها على قلبه وضغطت عليها وقالت:

"كفاك هوس جلاور فالذي تفكر به يستحيل حدوثه، ربما ينهي حياتك بنفس اليوم الذي يعرف به حقيقة أخاه، ولا تنسى بأن أحبك لا أريد خسارتك"

دفعها بعيدًا عنه وسقطت على الأرض وهو يقول:

"نيرفيتا أنتِ تُحبين نفسك فقط"

وقفت وازاحه الأتربة من على جسدها وهي تُجيب بحزن:

"بعد كل شيء فعلته لك تُخبرني بهذا الحديث"

رجع لطبيعته وجلس على الأرض مردف:

"أجل أنتِ دمرتي كل شيء عندما انزلتي ابني"

بيوم علمت نيرفيتا بأنها سترزق بطفل من جلاور، فرحت كثيرًا وكانت على وشك أخباره، ظهرت كولن وهددتها بأن حياتها ستكون مقابل بقاء الطفل، برغم معرفتها بأنه حفيدها لكنها شرسة ولا تريد إلا مصلحتها.

أخذتها بنفسها وذهبوا لطبيب بمدينة أخرى وخلصهم من الطفل بهدوء، كانت نيرفيتا تكتب كل شيء بمذكراتها، وعندها علم جلاور بعد فقدانها لدفتر الذكريات أثناء تواجدهم سويًا، صرخ عليها وشرب من دمها.

ابتعد عنها لأشهر ووقتها اقترب روديان منها أكثر وقرر تقديم موعد الزفاف، لكنها أجلت ذلك، فعلاقتهم بدأت من قبل أنزال الطفل، عندما رأها صدفة بالمدينة فأعجب بها، وتعلق بها كثيرًا حينها، حاولت أن تُحبه لكن كانت تذهب لجلاور بكل فرصة ويصدها.

فعندها شرحت لجلاور الحقيقة وأثبتت بأن والدته هي المذنبة، وعادوا لبعضهم مرة أخرى، وما أستطاعت ترك روديان بسبب مصالح المدينتين.

اجابت وهي تُكسر اي شيء أمامها:

"ماذا كنت تريدني أن أفعل؟ ووالدي يصر على زواجي من روديان، ولو علم روديان سيقتلني ومن ثم يقتلك"


دفع الكاس على الأرض وبدأ يصرخ كالمجنون وقال:


"ما كل هذا الجبن يا نيرفيتا، أنا مصاص دماء وأقوى من روديان، لما دائما تخشي روديان فقط، لكنه يأخذ شريحتي فيجعلني أضعف منه"

وضعت نيرفيتا يدها على كتفه وقالت:

"جلاور انسى كل الذي حدث ودعنا نهرب، ونبدأ حياتنا من جديد"

تنهد جلاور بضجر وقال وهو يهلوس:

"الوقت تأخر نيرفيتا"

نظرت على الغرفة ووجدت زوليا جالس بعيدًا لا يُشاركهم الحديث فقالت:

"لما عمك صامت كل هذا الوقت"

قرض على نابيه ومن ثم قال وهو يضحك بصوت مرتفع:

"لأنني قتلته".

أخذ أنفاسه وأكمل:


" أجل نيرفيتا مثلما سمعتي، أنا قد أنهيت حياة عمي بين يدي، مصصت دمه، وجعلته يُعاني قبل موته، فليمت ويذهب للجحيم"


يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي