الفصل الثالث

الفصل الثالث...

مرء حتى الان يومان منذ حادثة حريق الغابة التى أنتشرت بأرجاء المدينة، والتى علم الجميع أن سندريلا قد أحترقت حيه داخل تلك الغابة، فلم يجدوا أثرها منذ ذلك الوقت.

ولكن الشئ الذى أنقذ تريمين هو عدم عودة زوجها تلك الليلة، والذى أرسل لها خطاباً عن مرضه الشديد، ولكنه
علم بعد ذلك بوفاه أبنه شقيقه الوحيدة.

لم تكف المدينة عن الحديث عن وفاه سندريلا، وكان الامر مؤسف بالنسبة لسكان المدينة، ولم يعرف احد حتى الأن حقيقة تلك الحادثة.


منزل السيدة تريمين...


تجلس انستازيا و شقيقتها فى حالة حزن شديدة، فمنذ رحيل سندريلا و المنزل اصبح حزين وكئيب للغاية، أختفى الفرح بأختفاء سندريلا.

دلفت تريمين وهى تسخر من حزن أبنتيها قائلة:

_ يا البؤس، ياسعادتى بجلوس فتاتي هكذا.

نظرت أنستازيا لأمها قائلة بحزن:

_ عن أى حزن تتحدثين يا أمى، فقد رحلت سندريلا غدراً ولم تفعل شئ لأحد، حقاً يا أمى لقد رحلت بطريقة حزينة للغاية.

رفعت تريمين عينيها بنفاذ صبر من تصرفات ابنتيها وتركتهم ورحلت وهى تتمتم ببعض الكلمات التى تعبر عن أستيائها من افعال أبنتيها.


....


كم وددت ان أخفيك بين أضلعى واخبر العالم انكِ ملك لى، أشعر بسعادة كبيرة حين أرى تلك البسمة الرائعة.

تبخترى على درجات قلبي، وسأفعل المستحيل لأنول شرف الحصول على قلبك النقى، لم أشعر بتلك السعادة مطلقا سوى بقربك يا صغيرة القلب.


قصر الملك كيت..

ندلف سويا إلى أسفل القصر، حيث يتواجد ذلك الممر الذي يؤدي إلى غرف متوسطه الحجم، ولكننا نذهب إلى الغرفه الرابعه، حيث تتواجد سندريلا.


دلف كيت ليجد الطبيبه تضمد جرح قدم سندريلا وملامح وجهها يسكنها الألم الشديد، أنحنت له الطبيبه فور رؤيتها له وقالت:

_ مرحبا يا مولاى.

نظر لها كيت قائلا:

_ كيف حالها اليوم أيتها الحكيمه؟

أبتسمت له الطبيبه وقالت:

_بخير يا مولاي، فهي في حاله تحسن دائم، وعن قريب ستستطيع الوقوف على قدمها، فجرح قدمها ليس غائراً.



ابتسم لها بطمأنينه وقال:

_حسناً شكراً لكِ.


أنحنت له الطبيبه وقالت:

_ استمحيك عذرإ يا مولاي.

تركته ورحلت لتباشر بقيه عملها، ليتقدم كيت بهدوء إلى داخل الغرفه، وجلس على حافه الفراش مبتسما قائلا:

_ أرى إنك اليوم قد تحسنتِ قليلا، فوجهك قد عادت له الدماء مرة أخرى، فقد كنتِ شاحبه للغايه اليومين الماضيين.

أبتسمت سندريلا بوهن وقالت:

_ ألم تسأل عني السيده تريمين؟

تنهد وقرر بإخبارها حقيقه الأمر وما يتفوة به الناس خارجا ليقول:

_ كيف ستسأل عنكِ، والجميع يعلم إنك توفيتِ في تلك الحادثه.

شهقت بفزع وقالت:

_ ماذا! من قال هذا؟

أغمض عينيه بحزن ثم فتحها ونظر لها لتصيب قلبها تلك الرعشه من تلك النظرة التي يرمقها بها وقال:

_ لا أعلم ولكن تفشت تلك الشائعه بالمدينه بأكملها، ولم أستطع منعها، وحين جلست مع وزيري لأخذ استشارته توصلنا أن ذلك الأمر في مصلحتك، فزوجة عمك امرأه سيئه للغايه، وتلك الحادثه ستمنع شرها عنكِ لتبدأى قصه جديده سندريلا، فقط أنسي الماضي، وأفتحي صفحه جديده في كتاب حياتك القادمه، أنت صديقتي وأنا لن أتخلى عنكِ.


نظرت له ثم أنهارت دموعها التي لم تستطع أن توقفها وقالت بأسف:

_ كيف ذلك كيت، لما لم يسأل عني أحد؟ لما لم يذهب أحد للبحث عني، لقد مر حتى الآن عده أيام، لم أفعل شيء يجعل السيده أو أبنتيها يهتمون لأمري ولو قليلا.

ماذا عن عمي! لما صمت؟ لما لم يبحث عني؟ لما لم يبحث عن جثماني إن صدق حقيقه أنني قد رحلت؟

هل أمر وفاتي خبر عادي، لا يهم أي أحد.


وضع كيت يديه على فمها مسرعاً يمنعها عن التحدث عن الموت بتلك البساطه، ليصيب يديه تلك القشعريره من ملامسه شفتيها الناعمتين، وقع اسير لها في بحر عينيها، كيف ينتعها بالصديقه، وقلبه يريدها أكثر من عشيقه وحبيبه وزوجه.


هنا قد تنبه لحاله، هل حقا يريد الزواج بها؟ هل حقا يريدها زوجه وأم لأبنائه والملكه المستقبليه، هل سيتقبل ذلك الأمر وينسى إنها فقط فتاة ريفية لا تملك شيء لتقدمه له سوى الحب والحنان، لم يشعر بذاته سوى وهو يقترب منها بعدما هبطت أنامله تدريجيا لتلتصق شفتيهم معا معلنه عن حرب بداخل قلبهما.



صدع صوت الانذار داخل عقل سندريلا بعد مرور بضع ثواني وهم على ذلك الحال، لتدفعه بوهن شديد وحمره الخجل كست خديها ليبتعد عنها رغما عنه وعقله لا ينبئه بشىء سوى أنه يريدها له فقط لتقول وعينيها تحتضن كفيها الذين يقضون على طرف فستانها:

_ أرجوك لا تفعل ذلك.

لم يشعر بذاته سوى وهو يقول:

_ هل تقبلين الزواج بي سندريلا؟

رفعت عينيها بصدمه ووقعت أسيره لعينيه وحبه الذي لم يعلم متى نشأ وكيف ولد بتلك السرعه.



أما بمكان ما بعيد بعض الشيء حيث يتواجد عم سندريلا والذي راح ضحيه تلك الحرب التي نشأت بالبلاد فبعد انذار الحرب قد توالت القذائف من كل مكان لتحترق البيوت بمن يسكن بها، وبما أن البيوت قد بنيت من الأخشاب فقد كانت سريعه الأشتعال ليفقد عم سندريلا حياته سريعا وتناثرت الاخبار لتصل سريعا لتلك المدينه التي تسكن بها سندريلا وبالطبع وصل الخبر الى السيده تريمين التي أعلنت حاله الحزن والحداد على رحيل زوجها ورفيق دربها، وقد حزنت الفتاتان كثيرا على رحيل والدهما، وكانه لم يتحمل خبر رحيل أبنه اخيه ليلحق بها ولم تستطع سندريلا أن تخبره إنها ما زالت تتنفس. ولكنه القى مصرعه ضحيه لتلك الحرب الغادره.



بعد مرور شهر...

تحسنت الحاله الصحيه لسندريلا كثيرا، ولكنها مازالت تختبئ أسفل القصر، فهي قد حزنت كثيراً على رحيل عمها والذي كان يعوضها بعض الشئ عن رحيل والديها وهي الان تجلس وحيده شريدة، لا تعلم ماذا ستفعل فمنذ ذلك اليوم الذي رفضت فيه الزواج من كيت لم ياتي لغرفتها مطلقا.

ولكنه يرسل لها الطعام بشكل مستمر والطبيبه الملكيه تراها بصفه اسبوعيه، تذهب اليها بعض الخادمات لكي تنظف غرفتها، ارسل لها الكثير والكثير من الملابس ولكنها حقا تفتقد وجوده، وذات يوم اخبرتها احدى الخادمات ان حاله السيده تريمين الماديه قد ساءت كثيرا وقد بدأت في بيع بعض مستلزمات منزلها حتى تستطيع ان تتعايش.

لتقرر سيندريلا الحديث مع كيت بشان ذلك الامر لتطلب من احدى الخادمات ان تخبره انها تريد رؤيته ليذهب لها في صباح اليوم الثاني.


صباح اليوم التالى...


دلف كيت إلى غرفة سندريلا التى تفاجأت من هيئته المزرية فقد طالت لحيته كثيرا وشحب وجهه والحزن يسكن عينيه، لم تعلم سيندريلا ماذا أصابه، ولما يظهر هكذا الحزن عليه.

نهضت من على فراشها وتقدمت منه قائلة:

_هل انت بخير كيت؟

تعجب من سؤالها كثيرا وهى السبب فى سوء حالته هكذا، ليرفع نظره لها قايلا:

_ أخبرتنى إحداى الخادمات انكِ تريدين رؤيتى، ماذا تريدين؟

نظفت حلقها وقالت:
_ احم، فقط أمر بسيط، لقد علمت أن حالة زوجة عمى المادية ليست كالسابق، فبعد رحيل عمى تدهورت الامور كثيرا، ففقط كنت أريد أن أعود لمنزل عمى، واخبرهم أننى علي قيد الحياه وأستطيع...

صرخت حين دفعها للحائط وقال بشدة مصحوبة بخيبة امل:

_ماذا! هل حقا تريدين الرحيل، وماذا عن قلبي؟ ألم تشعرين بأى شئ أتجاه قلبي سندريلا.

تركها وظل يلتف حول ذاته قائلا:

_ يا إلهى، لقد أهملت حياتى ومملكتى بسبب حزنى الشديد الذى لم يصيبنى من قبل، وأنتى فقط لا تهتمى سوى بتلك الشمطاء العاهرة.

شهقتسندريلا بسبب وصف كيت له وقالت ودموعها لاحت بعينيها:

_ فقط أريد الخروج من سجنك كيت.

صرخ بها قائلا:

_ لا لن يحدث ذلك، هل تفهمين، أما عن تلك السيدة سأرسل لها الدعم المادى شهريا ولن ترحلى سندريلا هل تفهمين أم لا.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي