الفصل السابع توأم مزعج
"ميلانو قبلي أوسكار." صاح أخي الأصغر وهو يركض خلفي.
"دعني وشأني ساكا." صرخت بنفاذ صبر وأنا أركض بعيدًا عنه حيث فتح غرفته فجأة ومد سحليته لي.
تأففت وأنا أتجاوز السلالم قافزة حتى أهرب سريعًا من قبضة شقيقي المخبول الذي يريدني أن أقبل سحليته من شفتيه رغمً عني.
"أن لم تبتعد أوساكا تأكد من أنني سأشتمك!" صحت من أسفل الدرج وأنا أراه ينزل السلالم ببطء غير مكترث بتهديداتي.
في الواقع لا أملك الجراءة حتى لقول تبا لك أمامه لأنه سيشي بي بماما حتماً ولن تشتري قميص الذي أرغب به.
"حاولي ذلك." هو من هددني هذه المرة يقف في المنتصف تماماً ويناظرني ببرود.
حسنا.
أنا أستسلم.
هربت سريعًا من أمامه حينما رسم ابتسامته الشيطانية تلك أتجه بذلك ناحية غرفة الطعام.
لكن حينما وصلت تمنيت أنني تبادلت القبل مع أوسكار.
أنا مستعدة لأي شيء ما عاد الجلوس مع فرانسيسكو على ذات الطاولة.
أكتافي سقطت بوهن وأنا أناظر صاحب الشعر الأسود بكره.
"عزيزتي ميلانو! لم أتوقع نزولك. هيا تعالي لتناول العشاء لقد حضرت السيدة ليدي سلطة التي تحبينها." ثرثرت أمي مثل العادة بحماس وهي تقوم بفرك يديها.
كانت تترأس هي الطاولة بينما فرانسيسكو على يمينها، الكرسي بجانبه كان فارغاً والذي كان مخصص بالعادة لأوساكا بينما المقعد الذي يقابل الأصغر كانت تجلس عليه ميامي ذات خصلات الملونة.
ولسوء حظي فقد كان الكرسي الخاص بي مقابل لفرانسيسكو.
"ميلا! لم لا تزالين واقفة صغيرتي؟" تساءلت ماما بحواجب معقودة بحيرة.
أأجلس؟
لا خيار لي مدامت عيون ماما قد وقعت عليا الآن.
"ماما." صاح أوساكا فجأة بنبرة باكية يقتحم الغرفة ركضا بأتجاه ماما وهو يعتصر أوسكار داخل حضنه مثل العادة.
"بطلي الصغير. ما الخطب؟ لماذا تبكي؟"
"ميلانو رفضت تقبيل أوسكار."
"عزيزي فمه ملوث! قد ينقل أمراض معدية لشقيقتك الكبرى!"
أستغللت وضع وشاية الصغير بي وحاولت الأنسحاب من غرفة الطعام بهدوء.
لكن ما أن خطوت خطوة واحدة تسمرت مكاني بجمود حينما صدر صوته المبحوح: "إلى أين أنتِ ذاهبة ميلانو؟"
والذي لا يعرفنا، ولم يقابلنا حتى كان سيخطأ بين صوتي وصوته. لأنهما متشابهان تماماً.
ما هذه النقمة الذي جعلتني أشبه فرانسيسكو إلى هذا الحد؟ وكأننا لسنا توأمان، وكأننا واحد.
عبست وأنا أعود أدراجي إلى الوراء.
"أنا لا أريد تناول العشاء." قلت لا أخفي الكره والأنزعاج في نبرتي، أحدق مباشرة في عيون فرانسيسكو السوداء بتحدي.
رسم ابتسامة جانبية متغطرسة على شفتيه الجافة ثم عاد لتناول الطعام وكأنه لم يكن سبب لبدأ الحرب بيني وبين ماما الآن.
توقفت عن الأكل فجأة ثم بدأت بمسح شفتيها بالمنديل قبل أن تضعه جانبا وتنسد كلا من كفيها على الطاولة.
"ميلانو تعالي لجلوس معنا أفضل من أن تمضي عطلتكِ القادمة في منزل خالتك جيني." ماما حينما تتحدث بابتسامة واسعة أنها لا تتودد، أنها تهدد.
وخالتي جيني هي أكبر خطر بالنسبة لي. لذلك سريعًا ما أتجهت بخطوات مهرولة ناحية طاولة أجلس بجانب ميامي التي منحتني ابتسامة لطيفة.
كل شيء ألا المكوث عند خالتي الثرثارة وابنها المخنث في باريس.
"أحسنتِ ميلانو." مدحتني ماما تبتسم برضا وهي تعود للطعام.
لكني لم أضع حتى ملعقة واحدة في فمي وجمعت شفتاي بقرف ما أن بزق موكو قرد ميامي الموز من فمه فجأة على الأرض. كان جالسا فوق كتف ميامي وبجانبي أنا تماما.
أوقعت الشوكة رغما عني وسريعا ما أستدرت إلى ميامي.
"ميا! من الأفضل أن تطردي قردك خارج الغرفة وألا أقتلعت له لسانه."
"لكن ميلانو..."
حاولت ميامي التبرير لكن موكو السخيف ذا الطبع الأستفزازي قد أخرج لي لسانه بسخرية لذلك سريعًا ما سحبت السكينة من على الطاولة أرفعه تهديدا له.
موكو يعلم، كما كان الجميع يعلم أنني لن أتردد لحظة واحدة في قتله لذلك هرب سريعا من فوق كتف ميامي يخرج خارج الغرفة وهو يشتمني بلغة القردة.
"ميلانو لقد أخفتي موكو!" تذمرت ميامي وهي ترمي ملعقتها جانبًا.
"أخبرتكِ عديد المرات أدبيه أو لا مكان له معنا على الطاولة." أجبتها بحدة أمنحها نظرة قاتلة لتجمع شفتيها في خط مستقيم مستاء.
"تنزلين مرة في سنة للعشاء وتريدين تغيير الأجواء على حسب ما تشتهين." تحدث فرانسيسكو فجأة بنبرته المبحوحة وهو يقطع اللحم. لم يكلف نفسه عناء النظر لي حتى بل كان مهتماً بقطع اللحم بالتساوي.
أمي كانت مهووسة بالمثالية فكيف سيكون ابنها البكر؟ نسخة مصغرة منها بكل تأكيد حتى في أبسط التفاصيل.
رسمت ابتسامة غير محببة وأنا أعقد يداي أنظر له بفتور.
"أنا معتادة على تناول العشاء كل ليلة معهم، لكن الآن لا أريد لأن هنالك عنصرا غير محبب هنا."
كنت أقصده.
الجميع يعلم.
توقف عن قطع اللحم يرفع حاجبا واحداً بتساءل بينما يبقي نظره ثابت على صحنه. حاجبه كان كثيف الشعر، مقوس، وأسود داكن، مثل حواجبي تماماً.
تبا له.
لم نحن متشابهان في كل شيء؟
"ميلانو، أنا لا أريد كلام على الطاولة مثل هذا مجددًا. أهذا مفهوم؟" تحدثت ماما وقد تغيرت نبرتها إلى أخرى صارمة توجه نظرها ناحيتي.
"أن دخل والدك فجأة وسمع هذا الكلام لن يكون مسروراً." أضافت مجددًا لكني تجاهلتها تماماً كما تجاهلت تصلب أخي في مكانه دون حركة أعود لتناول الطعام.
"أي يكن." همست من أسفل أنفاسي أضع أول ملعقة من الطعام في فمي.
"فرانسيس كيف هي البرازيل؟" تساءل أوساكا بحماس مبالغ بعد أن وضع أوسكار جانبًا وقد ناوله شريحة طماطم.
أي منطق يجعل من سحلية التنين الخفي تتناول الطماطم؟
"جميلة جداً، لكنها ليست بذات روعة الأرجنتين." رد وقد رسم له ابتسامة بسيطة يتوقف عن الأكل.
"وماذا عن عملك؟ شركتك هل تسير على ما يرام؟" ميا هي من تساءلت هذه المرة تركز بنظرها على فرانسيسكو.
قلبت عيوني في الفضاء بضجر.
سيبدأ الآن سلسلة مديح لا نهائية له. كيف أنه أنضم لشركة عالمية لصناعة السيارات بسن صغير، وكيف تم ترقيته خلال سنتين إلى مدير تنفيذي وتم أرساله إلى البرازيل للاهتمام بشؤون المصانع والشركات هناك.
"تعلمين بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يمر بها العالم نتيجة لحرب روسيا وأوكرانيا هناك بعض العراقيل، مع ذلك نحن نحاول جاهدين أن يبقى أنتاجنا هو ذاته." بدأ يثرثر بالحماقات، كأن أوساكا ذا العشر سنوات سيستطيع فهم ما يقوله.
رفعت طرف شفتاي بعدم رضا حينما قالت ميامي بدهشة: "يبدو أن عملكم فعلا صعب."
"كل العمل أساساً ملقى على عاتق عمال المصانع وليس الحمقى النائمين في مكاتبهم." تمتمت لها بخفوت قبل أن أسرع بحشر ملعقة داخل فمي أدعي عدم الاهتمام حينما نظروا لي.
"حينما أكبر أريد أن أصبح مثل فرانسيسكو!" تحدث أخي الأصغر بحماس.
"مثله؟ إيه الفتى أتريد أن تصبح مجرد شخص متملق لمدارئه؟" تساءلت ساخرة لتحتد النظرات بيني وبينه.
"أدعو أن تصبح كل شيء ألا هذا، لأن شقيقك لا يفعل شيء سوى توقيع بعض الأوراق." أضفت من جديد حينما رأيت ماما قد ألتزمت الصمت.
أظنها تفضل شجارنا على عدم وجودنا جميعاً على ذات الطاولة.
"على الأقل بابا وماما يتفاخران بي في كل مكان، ليس كالبعض."
رفعت طرف شفتي له بأشمئزاز.
هذا الأرعن.
يظن أن الحياة مجرد مظاهر وشكليات لا غير.
أحمق.
"ماما وبابا يتفاخران بنا جميعاً فرانسيس وليس أنتَ فقط!" أبدت ميامي أستياءها منه.
كاتبتنا الصغيرة ميامي ذات خمسة عشر عاما أيضاً يظنها بابا وماما مصدر فخر، أنه لا وجود ألا لفتاة واحدة في العالم قد أطلقت كتابها الورقي الأول في الرابعة عشر.
"كيف حال صديقتكِ ميلانو؟" تساءل فرانسيسكو بابتسامة صغيرة مستفزة ونبرة هادئة جعلتني أشد قبضتي على ملعقتي بقوة إلى أن باتت مطوية.
"ماما." تذمرت وأنا أنظر إليها حيث كانت تأكل بصمت غير مكترثة بأزعاج فرانسيس الدائما لي.
"تبا! أميلانو تمتلك صديقة؟" تحدثت أختي الصغرى بصدمة بعد أن ألقت شوكتها جانبا تضع يديها على فمها بعدم تصديق.
"أهي جميلة؟" الأحمق ساكا تساءل بفضول وسعادة يمرر عيونه المتحمسة علينا جميعاً منتظرا من أحدهم أجابته.
"ألم أخبركِ أنها ليست صديقتي!" تجاهلتهم وأكملت أوجه حديثي إلى ماما بعصبية.
أي جزء من كلامي لا تريد فهمه هذه المرأة؟
"ميلانو حقاً لا بأس بتعرفك على صديقة جديدة بعدها. عليكِ أن تتناسي قصة بيرلي فأنتِ أصبحتِ فتاة ناضجة الآن. تستطعين تمييز الخطأ من الصواب." تحدث فرانسيس برزانة وهو يطالعني بهدوء.
أزداد غضبي ودون وعي مني لطخت الملعقة بقوة أنظر له بكره.
من سمح له بذكر تلك القصة؟
ألا يعلم أنها محظورة؟
ألا يعلم أنها شيء محرم ذكره في هذا المنزل؟
أن أبي على أستعداد لمخاصمته إذ ذكر تلك النذلة أمامي؟
أمام بابا وماما؟
"لا شأن لكَ!" صرخت هذه المرة غير مكترثة لأي شيء.
لن أهتم بالعواقب، لن أهتم إذ أرسلت إلى منزل خالتي في باريس، أن أستمعت إلى نميمة ابناءها عن دور الأزياء العالمية، أن قبلت أوسكار من شفتيه. لكن ما أعلمه أن قمت بالوشاية إلى بابا فأن فرانسيسكو لن يخطو داخل المنزل مجددًا طوال عام قادم.
لمحت بطرف عيني أمي وهي تتنهد بينما تغلق عينيها بقلة حيلة.
"فرانسيس أغلاق هذا الموضوع!" تحدثت ماما مع فرانسيسكو بصرامة غير معهودة منها تجاهه تجعله يرتبك مكانه لثانية من الزمن.
"أوه حقاً؟ ألا زالت متأثرة بما حدث؟ عذرا! ظننتكِ تخطيت الأمر بما أنك حصلت على رفيقة جديدة." أعتذر بلباقة وأدب يدعي البراءة ويجعل من رغبتي في قتله تزداد.
"سأكون جيدة ومتسامحة معكَ هذا المرة ولن أقوم بالوشاية بكَ إلى بابا." تحدثت بابتسامة منافقة أجعله يبتلع لعابه بتوتر وقد تغير لون وجهه إلى اللون الأصفر لثواني معدودة. لقد كان مرعوبا من فكرة أنني سأقول لبابا أنه ذكر اسم تلك الفاسقة.
"بذكر والدكِ. عسل دبه ديونيسوس قد أختفى من جديد." تحدثت ماما تصعقني أنا هذه المرة وتجعلني أتجمد مكاني برعب.
باغيير؟
تبا!
"لكن باغيير لم تخرج من غرفتي!" حاولت الأنكار والكذب لكن عبثا.
"حقاً؟ كيف تعرفين وأنت طوال اليوميان الماضيين كنتِ بالخارج؟"
"أعلم لأن باغيير واعدتني بأن لا تتسلل مجددًا إلى المخزن وتأكل من عسل العجوز ديونيسوس!"
"حقاً؟ منذ متى تستطعين محادثة باغيير بل وقطع عهود معها؟ هل تجيدين لغة الحيوانات؟" تساءل فرانسيس ساخرا.
"على الأقل باغيير تفهم ليس كقطك بابو الأحمق الذي يلوث المكان أينما حل مثل صاحبه تماماً."
"دعيني لا ألوث فمي ميلانو أمام ماما." حذرني بحاجب مرفوع بتهديد وهو يبتسم بزيف في وجهي. كنت قد بدأت بأستفزازه بالفعل. هو يكره أن يتم التقليل من شأن قطه البري بابو.
شعرت بلذة النصر داخليا لكن لم أرغب بأظهار ابتسامتي.
"عليكِ التصرف معها ميلانو أو لن يكون لها مكان في منزلنا بعد الآن. أكلامي واضح؟"
فتحت فاهي بصدمة أثر تهديد ماما الصريح.
"لكنها هدية من بابا."
"لا أفهم لم لا تقومين بتربية حيوان لطيف مثلنا؟" تساءلت ميامي تجعلني أستدير لها فوراً وأنا أناظرها بعصبية.
"حقاً؟ أتريدين مني تربية سحلية تنين بشعة أو قرد وقح وقذر؟ أو قط أبله أو ثعلبة خبيثة؟"
"هم لا يثيرون المتاعب في المنزل مثلها!"
"على الأقل هي من صنف نادر، كما أنها مفضلة بابا بعد ديونيسوس! لن يستطيع أحدكم طردها خارجا أتسمعون؟"
"لكن علينا فك تعلقكِ الكبير بها ميلانو حتى تستطيعي المضي قدما في حياتك الواقعية!" تحدثت ماما هذه المرة وقد بينت أخيراً السبب وراء طرح موضوع تناول باغيير لعسل العجوز.
"حاولي ماما ولن أتردد بالذهاب إلى بابا." صحت أصفع الطاولة بكلتا يداي بعصبية أجعل من محتوياتها تهتز وأجعل كل من عليها يتوقف عن الأكل وينظر لي بصدمة.
أمي رفعت حاجبيها تنظر لي بتفاجئ.
كانت هذه أول مرة في حياتي أقوم فيها بتهديد ماما.
لكني الآن كنت على أستعداد تام لأفضح مشاكلهم جميعا أمام بابا، كيف تقوم ماما ببيع لوحات أثرية مسروقة خلسة وتتعامل مع رجال المافيا.
وكيف طرد ساكا لأسبوعين من المدرسة لأنه أثار الرعب في صفوف التلاميذ بسبب أوسكار مما أدى إلى أشتعال المعمل وطرده لأسبوع.
كيف تشاجرت ميامي مع رفيقتها وقامت بسحب شعرها وتشويه وجهها تترك أثر عليه جعل أمي إلى حد هذه اللحظة تدفع نقود شهريا لعائلتها حتى تتستر على الموضوع وتعالج ابنتها.
وكيف أن فرانسيسكو الولد المثالي ومدلل لعائلة والكر زير النساء قد سبق وكان في علاقة حميمة مع أحد بنات أصدقاده. وكيف كان ثمل في أحد الحفلات الشبوهة وتم تصويره من قبل الصحافة في وضعيات لا أخلاقية.
ولو لا ماما التي ورطت المجلة وسجنت الصحافي المسكين لكان جلب العار لعائلة والكر المثالية التي تنضم الحملات الخيرية وتعتني بدور الرعاية والإدمان ضد الكحول والمخدرات.
بابا لا يعلم بعد أن عائلته ليس مثالية كما تصوره ماما له دائما. بل هي مملوءة بالعيوب أكثر من عائلات العامة.
كنت على أستعداد لتدميرهم وأحراقهم أمام بابا لو لمسو باغيير بسوء.
"أنا أقوم بتحذيركم جميعا. بطاقاتكم كلها في يدي بأدلة." تحدثت من بين اسناني.
ماما كانت متجمدة في مكانها وفرانسيس كان ينظر لي بحواجب مرفوعة بدهشة. أما صغيران فقد عادا للأكل يقولان بذلك أنهما منسحبان من هذه المشكلة.
"أتمنى إن يكون كلامي واضح." أضفت استقيم واقفة في مكاني.
"أنا أقول ذلك لمصلحتكِ ميلانو والكر."
تجاهلت جملة ماما ودفعت الكرسي بعيدا أبتعد عنهم.
هي لا تريد مصلحتي، هي تريد التحكم والسيطرة عليا مثلما تفعل مع بقية أشقائي، مثلما كانت تفعل معي حينما كنت في ثانوية.
"لا يمكنك المغادرة دون إكمال طعامك."
تجاهلت جملتها الأخيرة أخرج من غرفة الطعام لتلتحم عيوني بعيون حارسي ومرافقي براد.
"غادر ولا تخبر بابا بما حدث في القاعة." همست له ما أن مررت من جانبه ليؤمى لي بطوع.
ثم صعدت الدرج سريعا ناحية غرفتي أتركه يرحل من المنزل حتى يستأنف عمله ويرسل ما حدث لي اليوم إلى بابا كعادته.
"دعني وشأني ساكا." صرخت بنفاذ صبر وأنا أركض بعيدًا عنه حيث فتح غرفته فجأة ومد سحليته لي.
تأففت وأنا أتجاوز السلالم قافزة حتى أهرب سريعًا من قبضة شقيقي المخبول الذي يريدني أن أقبل سحليته من شفتيه رغمً عني.
"أن لم تبتعد أوساكا تأكد من أنني سأشتمك!" صحت من أسفل الدرج وأنا أراه ينزل السلالم ببطء غير مكترث بتهديداتي.
في الواقع لا أملك الجراءة حتى لقول تبا لك أمامه لأنه سيشي بي بماما حتماً ولن تشتري قميص الذي أرغب به.
"حاولي ذلك." هو من هددني هذه المرة يقف في المنتصف تماماً ويناظرني ببرود.
حسنا.
أنا أستسلم.
هربت سريعًا من أمامه حينما رسم ابتسامته الشيطانية تلك أتجه بذلك ناحية غرفة الطعام.
لكن حينما وصلت تمنيت أنني تبادلت القبل مع أوسكار.
أنا مستعدة لأي شيء ما عاد الجلوس مع فرانسيسكو على ذات الطاولة.
أكتافي سقطت بوهن وأنا أناظر صاحب الشعر الأسود بكره.
"عزيزتي ميلانو! لم أتوقع نزولك. هيا تعالي لتناول العشاء لقد حضرت السيدة ليدي سلطة التي تحبينها." ثرثرت أمي مثل العادة بحماس وهي تقوم بفرك يديها.
كانت تترأس هي الطاولة بينما فرانسيسكو على يمينها، الكرسي بجانبه كان فارغاً والذي كان مخصص بالعادة لأوساكا بينما المقعد الذي يقابل الأصغر كانت تجلس عليه ميامي ذات خصلات الملونة.
ولسوء حظي فقد كان الكرسي الخاص بي مقابل لفرانسيسكو.
"ميلا! لم لا تزالين واقفة صغيرتي؟" تساءلت ماما بحواجب معقودة بحيرة.
أأجلس؟
لا خيار لي مدامت عيون ماما قد وقعت عليا الآن.
"ماما." صاح أوساكا فجأة بنبرة باكية يقتحم الغرفة ركضا بأتجاه ماما وهو يعتصر أوسكار داخل حضنه مثل العادة.
"بطلي الصغير. ما الخطب؟ لماذا تبكي؟"
"ميلانو رفضت تقبيل أوسكار."
"عزيزي فمه ملوث! قد ينقل أمراض معدية لشقيقتك الكبرى!"
أستغللت وضع وشاية الصغير بي وحاولت الأنسحاب من غرفة الطعام بهدوء.
لكن ما أن خطوت خطوة واحدة تسمرت مكاني بجمود حينما صدر صوته المبحوح: "إلى أين أنتِ ذاهبة ميلانو؟"
والذي لا يعرفنا، ولم يقابلنا حتى كان سيخطأ بين صوتي وصوته. لأنهما متشابهان تماماً.
ما هذه النقمة الذي جعلتني أشبه فرانسيسكو إلى هذا الحد؟ وكأننا لسنا توأمان، وكأننا واحد.
عبست وأنا أعود أدراجي إلى الوراء.
"أنا لا أريد تناول العشاء." قلت لا أخفي الكره والأنزعاج في نبرتي، أحدق مباشرة في عيون فرانسيسكو السوداء بتحدي.
رسم ابتسامة جانبية متغطرسة على شفتيه الجافة ثم عاد لتناول الطعام وكأنه لم يكن سبب لبدأ الحرب بيني وبين ماما الآن.
توقفت عن الأكل فجأة ثم بدأت بمسح شفتيها بالمنديل قبل أن تضعه جانبا وتنسد كلا من كفيها على الطاولة.
"ميلانو تعالي لجلوس معنا أفضل من أن تمضي عطلتكِ القادمة في منزل خالتك جيني." ماما حينما تتحدث بابتسامة واسعة أنها لا تتودد، أنها تهدد.
وخالتي جيني هي أكبر خطر بالنسبة لي. لذلك سريعًا ما أتجهت بخطوات مهرولة ناحية طاولة أجلس بجانب ميامي التي منحتني ابتسامة لطيفة.
كل شيء ألا المكوث عند خالتي الثرثارة وابنها المخنث في باريس.
"أحسنتِ ميلانو." مدحتني ماما تبتسم برضا وهي تعود للطعام.
لكني لم أضع حتى ملعقة واحدة في فمي وجمعت شفتاي بقرف ما أن بزق موكو قرد ميامي الموز من فمه فجأة على الأرض. كان جالسا فوق كتف ميامي وبجانبي أنا تماما.
أوقعت الشوكة رغما عني وسريعا ما أستدرت إلى ميامي.
"ميا! من الأفضل أن تطردي قردك خارج الغرفة وألا أقتلعت له لسانه."
"لكن ميلانو..."
حاولت ميامي التبرير لكن موكو السخيف ذا الطبع الأستفزازي قد أخرج لي لسانه بسخرية لذلك سريعًا ما سحبت السكينة من على الطاولة أرفعه تهديدا له.
موكو يعلم، كما كان الجميع يعلم أنني لن أتردد لحظة واحدة في قتله لذلك هرب سريعا من فوق كتف ميامي يخرج خارج الغرفة وهو يشتمني بلغة القردة.
"ميلانو لقد أخفتي موكو!" تذمرت ميامي وهي ترمي ملعقتها جانبًا.
"أخبرتكِ عديد المرات أدبيه أو لا مكان له معنا على الطاولة." أجبتها بحدة أمنحها نظرة قاتلة لتجمع شفتيها في خط مستقيم مستاء.
"تنزلين مرة في سنة للعشاء وتريدين تغيير الأجواء على حسب ما تشتهين." تحدث فرانسيسكو فجأة بنبرته المبحوحة وهو يقطع اللحم. لم يكلف نفسه عناء النظر لي حتى بل كان مهتماً بقطع اللحم بالتساوي.
أمي كانت مهووسة بالمثالية فكيف سيكون ابنها البكر؟ نسخة مصغرة منها بكل تأكيد حتى في أبسط التفاصيل.
رسمت ابتسامة غير محببة وأنا أعقد يداي أنظر له بفتور.
"أنا معتادة على تناول العشاء كل ليلة معهم، لكن الآن لا أريد لأن هنالك عنصرا غير محبب هنا."
كنت أقصده.
الجميع يعلم.
توقف عن قطع اللحم يرفع حاجبا واحداً بتساءل بينما يبقي نظره ثابت على صحنه. حاجبه كان كثيف الشعر، مقوس، وأسود داكن، مثل حواجبي تماماً.
تبا له.
لم نحن متشابهان في كل شيء؟
"ميلانو، أنا لا أريد كلام على الطاولة مثل هذا مجددًا. أهذا مفهوم؟" تحدثت ماما وقد تغيرت نبرتها إلى أخرى صارمة توجه نظرها ناحيتي.
"أن دخل والدك فجأة وسمع هذا الكلام لن يكون مسروراً." أضافت مجددًا لكني تجاهلتها تماماً كما تجاهلت تصلب أخي في مكانه دون حركة أعود لتناول الطعام.
"أي يكن." همست من أسفل أنفاسي أضع أول ملعقة من الطعام في فمي.
"فرانسيس كيف هي البرازيل؟" تساءل أوساكا بحماس مبالغ بعد أن وضع أوسكار جانبًا وقد ناوله شريحة طماطم.
أي منطق يجعل من سحلية التنين الخفي تتناول الطماطم؟
"جميلة جداً، لكنها ليست بذات روعة الأرجنتين." رد وقد رسم له ابتسامة بسيطة يتوقف عن الأكل.
"وماذا عن عملك؟ شركتك هل تسير على ما يرام؟" ميا هي من تساءلت هذه المرة تركز بنظرها على فرانسيسكو.
قلبت عيوني في الفضاء بضجر.
سيبدأ الآن سلسلة مديح لا نهائية له. كيف أنه أنضم لشركة عالمية لصناعة السيارات بسن صغير، وكيف تم ترقيته خلال سنتين إلى مدير تنفيذي وتم أرساله إلى البرازيل للاهتمام بشؤون المصانع والشركات هناك.
"تعلمين بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يمر بها العالم نتيجة لحرب روسيا وأوكرانيا هناك بعض العراقيل، مع ذلك نحن نحاول جاهدين أن يبقى أنتاجنا هو ذاته." بدأ يثرثر بالحماقات، كأن أوساكا ذا العشر سنوات سيستطيع فهم ما يقوله.
رفعت طرف شفتاي بعدم رضا حينما قالت ميامي بدهشة: "يبدو أن عملكم فعلا صعب."
"كل العمل أساساً ملقى على عاتق عمال المصانع وليس الحمقى النائمين في مكاتبهم." تمتمت لها بخفوت قبل أن أسرع بحشر ملعقة داخل فمي أدعي عدم الاهتمام حينما نظروا لي.
"حينما أكبر أريد أن أصبح مثل فرانسيسكو!" تحدث أخي الأصغر بحماس.
"مثله؟ إيه الفتى أتريد أن تصبح مجرد شخص متملق لمدارئه؟" تساءلت ساخرة لتحتد النظرات بيني وبينه.
"أدعو أن تصبح كل شيء ألا هذا، لأن شقيقك لا يفعل شيء سوى توقيع بعض الأوراق." أضفت من جديد حينما رأيت ماما قد ألتزمت الصمت.
أظنها تفضل شجارنا على عدم وجودنا جميعاً على ذات الطاولة.
"على الأقل بابا وماما يتفاخران بي في كل مكان، ليس كالبعض."
رفعت طرف شفتي له بأشمئزاز.
هذا الأرعن.
يظن أن الحياة مجرد مظاهر وشكليات لا غير.
أحمق.
"ماما وبابا يتفاخران بنا جميعاً فرانسيس وليس أنتَ فقط!" أبدت ميامي أستياءها منه.
كاتبتنا الصغيرة ميامي ذات خمسة عشر عاما أيضاً يظنها بابا وماما مصدر فخر، أنه لا وجود ألا لفتاة واحدة في العالم قد أطلقت كتابها الورقي الأول في الرابعة عشر.
"كيف حال صديقتكِ ميلانو؟" تساءل فرانسيسكو بابتسامة صغيرة مستفزة ونبرة هادئة جعلتني أشد قبضتي على ملعقتي بقوة إلى أن باتت مطوية.
"ماما." تذمرت وأنا أنظر إليها حيث كانت تأكل بصمت غير مكترثة بأزعاج فرانسيس الدائما لي.
"تبا! أميلانو تمتلك صديقة؟" تحدثت أختي الصغرى بصدمة بعد أن ألقت شوكتها جانبا تضع يديها على فمها بعدم تصديق.
"أهي جميلة؟" الأحمق ساكا تساءل بفضول وسعادة يمرر عيونه المتحمسة علينا جميعاً منتظرا من أحدهم أجابته.
"ألم أخبركِ أنها ليست صديقتي!" تجاهلتهم وأكملت أوجه حديثي إلى ماما بعصبية.
أي جزء من كلامي لا تريد فهمه هذه المرأة؟
"ميلانو حقاً لا بأس بتعرفك على صديقة جديدة بعدها. عليكِ أن تتناسي قصة بيرلي فأنتِ أصبحتِ فتاة ناضجة الآن. تستطعين تمييز الخطأ من الصواب." تحدث فرانسيس برزانة وهو يطالعني بهدوء.
أزداد غضبي ودون وعي مني لطخت الملعقة بقوة أنظر له بكره.
من سمح له بذكر تلك القصة؟
ألا يعلم أنها محظورة؟
ألا يعلم أنها شيء محرم ذكره في هذا المنزل؟
أن أبي على أستعداد لمخاصمته إذ ذكر تلك النذلة أمامي؟
أمام بابا وماما؟
"لا شأن لكَ!" صرخت هذه المرة غير مكترثة لأي شيء.
لن أهتم بالعواقب، لن أهتم إذ أرسلت إلى منزل خالتي في باريس، أن أستمعت إلى نميمة ابناءها عن دور الأزياء العالمية، أن قبلت أوسكار من شفتيه. لكن ما أعلمه أن قمت بالوشاية إلى بابا فأن فرانسيسكو لن يخطو داخل المنزل مجددًا طوال عام قادم.
لمحت بطرف عيني أمي وهي تتنهد بينما تغلق عينيها بقلة حيلة.
"فرانسيس أغلاق هذا الموضوع!" تحدثت ماما مع فرانسيسكو بصرامة غير معهودة منها تجاهه تجعله يرتبك مكانه لثانية من الزمن.
"أوه حقاً؟ ألا زالت متأثرة بما حدث؟ عذرا! ظننتكِ تخطيت الأمر بما أنك حصلت على رفيقة جديدة." أعتذر بلباقة وأدب يدعي البراءة ويجعل من رغبتي في قتله تزداد.
"سأكون جيدة ومتسامحة معكَ هذا المرة ولن أقوم بالوشاية بكَ إلى بابا." تحدثت بابتسامة منافقة أجعله يبتلع لعابه بتوتر وقد تغير لون وجهه إلى اللون الأصفر لثواني معدودة. لقد كان مرعوبا من فكرة أنني سأقول لبابا أنه ذكر اسم تلك الفاسقة.
"بذكر والدكِ. عسل دبه ديونيسوس قد أختفى من جديد." تحدثت ماما تصعقني أنا هذه المرة وتجعلني أتجمد مكاني برعب.
باغيير؟
تبا!
"لكن باغيير لم تخرج من غرفتي!" حاولت الأنكار والكذب لكن عبثا.
"حقاً؟ كيف تعرفين وأنت طوال اليوميان الماضيين كنتِ بالخارج؟"
"أعلم لأن باغيير واعدتني بأن لا تتسلل مجددًا إلى المخزن وتأكل من عسل العجوز ديونيسوس!"
"حقاً؟ منذ متى تستطعين محادثة باغيير بل وقطع عهود معها؟ هل تجيدين لغة الحيوانات؟" تساءل فرانسيس ساخرا.
"على الأقل باغيير تفهم ليس كقطك بابو الأحمق الذي يلوث المكان أينما حل مثل صاحبه تماماً."
"دعيني لا ألوث فمي ميلانو أمام ماما." حذرني بحاجب مرفوع بتهديد وهو يبتسم بزيف في وجهي. كنت قد بدأت بأستفزازه بالفعل. هو يكره أن يتم التقليل من شأن قطه البري بابو.
شعرت بلذة النصر داخليا لكن لم أرغب بأظهار ابتسامتي.
"عليكِ التصرف معها ميلانو أو لن يكون لها مكان في منزلنا بعد الآن. أكلامي واضح؟"
فتحت فاهي بصدمة أثر تهديد ماما الصريح.
"لكنها هدية من بابا."
"لا أفهم لم لا تقومين بتربية حيوان لطيف مثلنا؟" تساءلت ميامي تجعلني أستدير لها فوراً وأنا أناظرها بعصبية.
"حقاً؟ أتريدين مني تربية سحلية تنين بشعة أو قرد وقح وقذر؟ أو قط أبله أو ثعلبة خبيثة؟"
"هم لا يثيرون المتاعب في المنزل مثلها!"
"على الأقل هي من صنف نادر، كما أنها مفضلة بابا بعد ديونيسوس! لن يستطيع أحدكم طردها خارجا أتسمعون؟"
"لكن علينا فك تعلقكِ الكبير بها ميلانو حتى تستطيعي المضي قدما في حياتك الواقعية!" تحدثت ماما هذه المرة وقد بينت أخيراً السبب وراء طرح موضوع تناول باغيير لعسل العجوز.
"حاولي ماما ولن أتردد بالذهاب إلى بابا." صحت أصفع الطاولة بكلتا يداي بعصبية أجعل من محتوياتها تهتز وأجعل كل من عليها يتوقف عن الأكل وينظر لي بصدمة.
أمي رفعت حاجبيها تنظر لي بتفاجئ.
كانت هذه أول مرة في حياتي أقوم فيها بتهديد ماما.
لكني الآن كنت على أستعداد تام لأفضح مشاكلهم جميعا أمام بابا، كيف تقوم ماما ببيع لوحات أثرية مسروقة خلسة وتتعامل مع رجال المافيا.
وكيف طرد ساكا لأسبوعين من المدرسة لأنه أثار الرعب في صفوف التلاميذ بسبب أوسكار مما أدى إلى أشتعال المعمل وطرده لأسبوع.
كيف تشاجرت ميامي مع رفيقتها وقامت بسحب شعرها وتشويه وجهها تترك أثر عليه جعل أمي إلى حد هذه اللحظة تدفع نقود شهريا لعائلتها حتى تتستر على الموضوع وتعالج ابنتها.
وكيف أن فرانسيسكو الولد المثالي ومدلل لعائلة والكر زير النساء قد سبق وكان في علاقة حميمة مع أحد بنات أصدقاده. وكيف كان ثمل في أحد الحفلات الشبوهة وتم تصويره من قبل الصحافة في وضعيات لا أخلاقية.
ولو لا ماما التي ورطت المجلة وسجنت الصحافي المسكين لكان جلب العار لعائلة والكر المثالية التي تنضم الحملات الخيرية وتعتني بدور الرعاية والإدمان ضد الكحول والمخدرات.
بابا لا يعلم بعد أن عائلته ليس مثالية كما تصوره ماما له دائما. بل هي مملوءة بالعيوب أكثر من عائلات العامة.
كنت على أستعداد لتدميرهم وأحراقهم أمام بابا لو لمسو باغيير بسوء.
"أنا أقوم بتحذيركم جميعا. بطاقاتكم كلها في يدي بأدلة." تحدثت من بين اسناني.
ماما كانت متجمدة في مكانها وفرانسيس كان ينظر لي بحواجب مرفوعة بدهشة. أما صغيران فقد عادا للأكل يقولان بذلك أنهما منسحبان من هذه المشكلة.
"أتمنى إن يكون كلامي واضح." أضفت استقيم واقفة في مكاني.
"أنا أقول ذلك لمصلحتكِ ميلانو والكر."
تجاهلت جملة ماما ودفعت الكرسي بعيدا أبتعد عنهم.
هي لا تريد مصلحتي، هي تريد التحكم والسيطرة عليا مثلما تفعل مع بقية أشقائي، مثلما كانت تفعل معي حينما كنت في ثانوية.
"لا يمكنك المغادرة دون إكمال طعامك."
تجاهلت جملتها الأخيرة أخرج من غرفة الطعام لتلتحم عيوني بعيون حارسي ومرافقي براد.
"غادر ولا تخبر بابا بما حدث في القاعة." همست له ما أن مررت من جانبه ليؤمى لي بطوع.
ثم صعدت الدرج سريعا ناحية غرفتي أتركه يرحل من المنزل حتى يستأنف عمله ويرسل ما حدث لي اليوم إلى بابا كعادته.