الفصل الاول
في ليلة شديدة السواد تتساقط الأمطار بشدة، نجد في إحدى المباني العملاقة شخصاً ما مقيد بالأغلال يحاوطه رجالاً لهم أجسام خاصة، وفي منتصفهم يجلس شاب وفي يده السيجار الخاص به، وشبح الإبتسامة على وجهه قائلاً :
- أن لم تتحدث الآن وتخبرني أين ذهبت تلك البضاعة التي كانت معك، فسوف تتفاجأ بشيء لا تعلم ما هو، أنا الجاسر الذي لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، فهو لديه مكانه أمام جميع العصابات، فكيف له أن يتلاعب به؟ وأنا متيقن بأن البضاعة قد وصلت لك بالفعل، فإن لم تخبرني ما هي الحقيقة، فلن أتراجع عن قتلك، ولكن الشيء الذي سوف أقتلك به سوف يكون أثمن منك.
تحدث ذلك الشاب المقيد قائلاً بوهن:
- صدقني، لا أعلم أين تلك البضاعة، فأنا لم آخذها من الأصل، فلتراجع الشخص الذي قمت بأرسال البضاعة معه، كما أنك لا تعلم عن المرسال شيء فكيف لك أن تهاجمني وأنت لا تعلم أين ذهب؟
نظر له جاسر بشك قائلاً :
- أنني متيقن بأن البضاعة بالفعل قد وصلت إليك، وأنت تنكر ذلك.
نظر جاسر لإحدى الأشخاص وعلى الفور أعطى ذلك الشخص إشارة على أثرها، عاودوا الضرب في ذلك الشاب.
نسمع صراخه وهو يستغيث ويصرخ بأنه لم يسرق شيئاً، غادر جاسر في ذلك الوقت المكان إلى الخارج ومعه أحد الأفراد المقربين له، فنظر جاسر إلى ذلك الشخص قائلاً :
- أدهم قم بالتأكيد بأن خالد بالفعل لم يحصل على البضاعة، فإن ما ناله الآن يكفي، لكي يعترف ولكنه مازال ينكر، فهذا يعني أن البضاعة لم يحصل عليها بعد.
نظر له أدم قائلاً :
- لا أعلم ولكن كل ما أعلمه عندما كنت أتتبع المرسال الخاص بنا، بأنه دخل إلى المنزل بالفعل وخرج دون أن يكون معه تلك الحقيبة التي كان يحملها.
نظر له جاسر وقال:
- هناك لغز سوف أعلمه فلتأمر الرجال أن يتركوه الآن، كي أعلم ذلك اللغز.
في مكان آخر كانت عائدة من عملها بعد عمل شاق، وفتحت باب منزلهم لتجد زوجة أخيها ووالدتها ووالدها يجلسونها في الصالون، ويوجد اثر بكاء على وجه والدتها، التي عندما رأتها قامت بإزاله تلك الدموع على الفور.
فقالت لهما بتعجب:
- هل حدث شيء؟
صمت الجميع ولم يتحدث أحد.
فأعدت السؤال مرة أخرى، فلم تجد أي جواب فقالت:
- يكفي صمود فليخبرني أحدكم ماذا حدث.
هنا تحدث والدها قائلاً :
- لقد جاء أشخاص ملثمون وأخذوا أخيكِ من المنزل ولا أحد يعلم أين اتجهوا؟ ولكنهم كانوا يحملون كثيرا من الأسلحة لديهم و يرسم على أيديهم وشم الثعابين.
علمت من وصف والدها أنهم ليس من جهة أمنية وأنهم تابعون لإحدى العصابات فنظرت له بصدمة قائلة:
- لماذا لم يخبرني أحد بذلك.
فقالت لها والدتها:
- إننا نعلم أنك مشغولة معظم الوقت، ولا نعلم أن كان وقتك يسمح بالتحدث أم لا، لذلك فضلنا الانتظار حتى عودتك.
نظرت إلى والدتها بتهكم وقالت:
- حسناً سوف أبحث في ذلك الأمر .
وقامت بعمل مكالمة هاتفية لأحداً ما وأخبرته بما حدث، فأخبرها بأنه في خلال ساعة سوف يجلب لها كل المعلومات المطلوبة.
في ذلك الوقت كان الجميع يجلسون على جمرة من النار، ولكن ما لفت نظرها هو أن زوجة أخيها يبدو عليها التوتر، فلذلك قالت لها :
- أسماء ماذا بك أرى أنك على غير عادتك؟
فنظرت لها وقالت:
- لا عليك شهد، فأنا أشعر بقلق اتجاه خالد الذي لا أعلم أي جهة قد ذهب إليها، ولكن أريد أن أعلم لماذا قد جئتِ منذ ساعتين وغادرتِ على الفور؟
نظرت لها والدتها وقالت:
- هل صحيح يا أبنتي أنك قد حضرتِ للمنزل منذ قليل وغادرتِ.
نظرت اليها شهد بتوتر وقالت:
- نعم، أمي فلقد جئت بالفعل، لأني قد نسيت شيئاً هام وجئت كي آخذه، ولكن كيف علمت يا أسماء إني قد حضرت بالفعل، فأنا لم أقابل أحد عند الدخول أو الخروج.
فأخبرتها بأنها شاهدتها عبر النافذة وهى تغادر في ذلك الوقت تصاعد رنين هاتفها، فغادرت على الفور إلى إحدى الغرف وتحدثت قائلة:
- هل علمت شيء؟
في الجهة الأخرى قال المتحدث:
- نعم، أن الشركة التي يعمل فيها أخيكِ، التي أخبرته بأن يبتعد من قبل عنها ولكنه لم يستمع لي، نظراً لأن أحد أصدقائه قد أخبره بأن المبلغ الذي قد عرض عليه سوف يكون كثير، أن صاحب تلك الشركة لديه الكثير من الأعمال الغير مشروعة، وأعتقد أن أخيكِ قد تورط في شيء، كما أن صاحب تلك الشركة قد عاد من الخارج وهو يجلب الكثير من الأموال مجهولة الهوية.
كانت تستمع لكل شيء بتركيز ولكنه قطع ذاك التركيز عندما سألها عن ماذا تنوي فعله؟ فأخبرته بأنها لا تعلموا حتى الآن ماذا سوف تفعل؟
أغلقت الهاتف وأخذت تعيد ماذا حدث وتربط الأحداث ولكن تعلم بأن هناك شيء مفقود، فخرجت لأسماء لعلها تعلم منها شيء يفيد.
فخرجت وسألتها قائلة:
- أسماء، ماذا تعلمين عن الوظيفه التي إلتحق بيها زوجك؟
نظرت لها أسماء قائلة:
- هل جئتِ كي تحققين معي.
فأخبرتها شهد بأنه لا داعي للتهكم وعليها الإجابة كي تصل إلي حل لتلك المعضلة كما أن اختفاء زوجها غير مبرر.
فقالت أسماء :
- فلتستخدمي سلطتك في العثور على أخيكي، بدال من ذلك التحقيق، فأنا لا اعلم شيء عن وظيفة أخيكِ.
فأجابتها شهد قائلة:
- سوف استخدم سلطتي بالفعل، ولكن اريد أن أعلم هل تورط أخي في شيئاً ما؟
فأجابتها أسماء قائلة:
- سبق وأن أخبرتك أنني لا أعلم شيء عن أخيك، فإن كنت تريدين شيئاً فلتسأليه عندما تريه.
نظرت لها شهد بغضب وقالت:
- إنك شخصية مستفزة ومنذ دخولك ذلك البيت، وأنت تجلبين جميع المشاكل، وقد تغير أخي بالفعل فإن كنت تريدين حقاً أن يرجع لك زوجك، فلتخبريني بكل شيء.
هنا تدخل أبيها قائلاً :
- فيكفي حديثك شهد، فزوجة أخيكِ لا تعلم شيء، فلتأتي خلفي لكي أحدثك عن أمراً ما.
بالفعل ذهبت خلف والدها بكل احترام، وعندما دخلت أغلقت الباب خلفها، وبينما كانت سوف تجلس نظرت إلى الباب، فوجدت ظل شخص ما خلفه الباب، فأخذت تتكلم وهي تسير بهدوء، حتى فتحت الباب على مصرعه فسقطت أسماء أرضاً أمامهم.
فقالت لها شهد:
- ماذا كنت تفعلين؟ ألم تنتهي من تلك العادة لديك.
فأخبرتها بأنها كانت قادمة، لتعلم إن كانوا يريدون أن يتناولوا شيئاً أم لا .
هنا نظرت شهد لها وأخبرتها بأنها أن أرادت شيئاً فسوف تذهب بالفعل لجلبه، فعليها الرحيل لانها قد وصلت إلى ذروة غضبها.
نظر لها أبيها وقال لها:
- أرجوك أبنتي لا تتدخلين مع تلك الحمقاء في شيء، فإنها لن تنتهي من المشاكل التي تفعلها للآخرين، ولكن عليك أن تخبريني بما حدث مع أخيك، كي تكوني على جمره من النار، فبعد تلك المكالمة التى حدثت كان عينيك توحي بشيء عكس الذي ظهر على وجهك، فإنني أعلمك أبنتي حقاً.
نظرت إلى أبيها قائلة:
- نعم، فإنني لن أخفي شيء عليك، أن أخي قد تورط مع إحدى الرجال المعروف عنهم بالأعمال غير مشروعة، ولكن أنا لا أعلم حتى الآن ماذا سوف أفعل؟
هنا بكى أبيها وقال بحرقة:
- كيف لذلك الغبي أن يفعل ذلك؟ فإنه سندي الوحيد في الدنيا، نعم فلقد جلبتك وكنت توأماً له ولكنني كنت أنتظره على أحر من الجمر، فهو من أشد به عضدي، فعلى الرغم من حبي لك ولكن أعشقه أضعاف مضاعفة، أرجوكِ أفعلِ شيء في سبيل رجوعه لي.
كتمت تلك الكلمات التي تفوه بها والدها، وقالت:
- نعم والدي أعلم أن خالد هو نفسك الذي تتنفس به، وأعلم أنك لم تحبني مثل ما أحببته، فعندما حصلت على مجموع كبير يؤهلني إلى كلية من كليات القمة، لم تسعد بذلك على عكس تلك الكلية البسيطة التي إلتحق بها خالد، هل تعلم والدي بأنني أعلم مشاعر الجميع حولي، فأنا قد اعتمدت على ذاتي كي أحصل على ما أريد.
فقال لها والدها:
- أعديني بأنك سوف تعملين على عودة أخيكِ مهما كان الثمن.
نظرت له وقالت:
- حسناً والدي اعدك بذلك.
نظر لها ووضع أنظاره أرضاً، فقامت على الفور وتحركت سريعاً إلى غرفتها، وعندما أغلقت الباب أُلقت بذاتها على سريرها، وأجهشت في البكاء فكيف لها بعد كل الفترة التي قضتها مع أسرتها، مازال والدها يفرق في المعاملة بينها وبين أخيها، وكيف لها أن يطلب منها والدها بأن تفدي أخيها مهما كان الثمن؟ فكيف لها أن تدفع ثمن شيء لم تفعله؟
في ذلك الوقت حضرت والدتها إلى غرفتها، وعندما دخلت قصت عليها والدتها ما حدث مع والدها فقالت:
- أبنتي أعلم أنك لكِ حظ قليل، ولكن أعلم بأن الله شايل لك كل خير، فعليك أن لا تضحي بذاتك من اجل أحد، حتى لو كان ذلك الشخص أخيك.
فأجابتها قائلة:
- لقد وعدت والدي ولن أخلف وعدي معه؟
أخبرتها والدتها بأنها أن أردت أن تلقي بذاتها في النار فليفعلها أبيها قبلها، فيكفي ما فعله من أجل أخيها حتى الآن ويكفى تلك الحمقاء التي تجلس معها بالخارج التى لا يعنيها أي شيء يخص زوجها، كأنه شيء طبيعي، كمال عليها إلا تضحي بذاتها من أجل الآخرين.
صمتت قليلاً ثم قالت:
- هل أحضر لك الطعام، فإنك قد جئتي بعد ثلاثه أيام من الخارج، ولم ترتاحي.
نظرت لها شهد وأخبرتها بأنها لا تريد شيء، وأنها بالفعل سوف تحضر فنجان من القهوة، كي تفكر فيما سوف تفعله.
أخذت تفكر بأن ما فعله أخيها معها ليس قليل حتى ينال ذلك الجزاء.
في المقابل كان هاتف أحدهما يتصاعد، حتى أجاب أحداً على الهاتف قائلاً:
- نعم ماذا تريدي؟ هل هناك مشكلة سوف تصدريها لي؟
فأخبرته بأنها تريده فى أمر ضروري، سوف يصدر له كل السعادة فإن لديها الكثير من البضاعة، التي تحتاج إلى تصريف، ونظرا لعلاقتها فإنها تعلم بأن هو الشخص الوحيد القادر على فعل ذلك.
- أن لم تتحدث الآن وتخبرني أين ذهبت تلك البضاعة التي كانت معك، فسوف تتفاجأ بشيء لا تعلم ما هو، أنا الجاسر الذي لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، فهو لديه مكانه أمام جميع العصابات، فكيف له أن يتلاعب به؟ وأنا متيقن بأن البضاعة قد وصلت لك بالفعل، فإن لم تخبرني ما هي الحقيقة، فلن أتراجع عن قتلك، ولكن الشيء الذي سوف أقتلك به سوف يكون أثمن منك.
تحدث ذلك الشاب المقيد قائلاً بوهن:
- صدقني، لا أعلم أين تلك البضاعة، فأنا لم آخذها من الأصل، فلتراجع الشخص الذي قمت بأرسال البضاعة معه، كما أنك لا تعلم عن المرسال شيء فكيف لك أن تهاجمني وأنت لا تعلم أين ذهب؟
نظر له جاسر بشك قائلاً :
- أنني متيقن بأن البضاعة بالفعل قد وصلت إليك، وأنت تنكر ذلك.
نظر جاسر لإحدى الأشخاص وعلى الفور أعطى ذلك الشخص إشارة على أثرها، عاودوا الضرب في ذلك الشاب.
نسمع صراخه وهو يستغيث ويصرخ بأنه لم يسرق شيئاً، غادر جاسر في ذلك الوقت المكان إلى الخارج ومعه أحد الأفراد المقربين له، فنظر جاسر إلى ذلك الشخص قائلاً :
- أدهم قم بالتأكيد بأن خالد بالفعل لم يحصل على البضاعة، فإن ما ناله الآن يكفي، لكي يعترف ولكنه مازال ينكر، فهذا يعني أن البضاعة لم يحصل عليها بعد.
نظر له أدم قائلاً :
- لا أعلم ولكن كل ما أعلمه عندما كنت أتتبع المرسال الخاص بنا، بأنه دخل إلى المنزل بالفعل وخرج دون أن يكون معه تلك الحقيبة التي كان يحملها.
نظر له جاسر وقال:
- هناك لغز سوف أعلمه فلتأمر الرجال أن يتركوه الآن، كي أعلم ذلك اللغز.
في مكان آخر كانت عائدة من عملها بعد عمل شاق، وفتحت باب منزلهم لتجد زوجة أخيها ووالدتها ووالدها يجلسونها في الصالون، ويوجد اثر بكاء على وجه والدتها، التي عندما رأتها قامت بإزاله تلك الدموع على الفور.
فقالت لهما بتعجب:
- هل حدث شيء؟
صمت الجميع ولم يتحدث أحد.
فأعدت السؤال مرة أخرى، فلم تجد أي جواب فقالت:
- يكفي صمود فليخبرني أحدكم ماذا حدث.
هنا تحدث والدها قائلاً :
- لقد جاء أشخاص ملثمون وأخذوا أخيكِ من المنزل ولا أحد يعلم أين اتجهوا؟ ولكنهم كانوا يحملون كثيرا من الأسلحة لديهم و يرسم على أيديهم وشم الثعابين.
علمت من وصف والدها أنهم ليس من جهة أمنية وأنهم تابعون لإحدى العصابات فنظرت له بصدمة قائلة:
- لماذا لم يخبرني أحد بذلك.
فقالت لها والدتها:
- إننا نعلم أنك مشغولة معظم الوقت، ولا نعلم أن كان وقتك يسمح بالتحدث أم لا، لذلك فضلنا الانتظار حتى عودتك.
نظرت إلى والدتها بتهكم وقالت:
- حسناً سوف أبحث في ذلك الأمر .
وقامت بعمل مكالمة هاتفية لأحداً ما وأخبرته بما حدث، فأخبرها بأنه في خلال ساعة سوف يجلب لها كل المعلومات المطلوبة.
في ذلك الوقت كان الجميع يجلسون على جمرة من النار، ولكن ما لفت نظرها هو أن زوجة أخيها يبدو عليها التوتر، فلذلك قالت لها :
- أسماء ماذا بك أرى أنك على غير عادتك؟
فنظرت لها وقالت:
- لا عليك شهد، فأنا أشعر بقلق اتجاه خالد الذي لا أعلم أي جهة قد ذهب إليها، ولكن أريد أن أعلم لماذا قد جئتِ منذ ساعتين وغادرتِ على الفور؟
نظرت لها والدتها وقالت:
- هل صحيح يا أبنتي أنك قد حضرتِ للمنزل منذ قليل وغادرتِ.
نظرت اليها شهد بتوتر وقالت:
- نعم، أمي فلقد جئت بالفعل، لأني قد نسيت شيئاً هام وجئت كي آخذه، ولكن كيف علمت يا أسماء إني قد حضرت بالفعل، فأنا لم أقابل أحد عند الدخول أو الخروج.
فأخبرتها بأنها شاهدتها عبر النافذة وهى تغادر في ذلك الوقت تصاعد رنين هاتفها، فغادرت على الفور إلى إحدى الغرف وتحدثت قائلة:
- هل علمت شيء؟
في الجهة الأخرى قال المتحدث:
- نعم، أن الشركة التي يعمل فيها أخيكِ، التي أخبرته بأن يبتعد من قبل عنها ولكنه لم يستمع لي، نظراً لأن أحد أصدقائه قد أخبره بأن المبلغ الذي قد عرض عليه سوف يكون كثير، أن صاحب تلك الشركة لديه الكثير من الأعمال الغير مشروعة، وأعتقد أن أخيكِ قد تورط في شيء، كما أن صاحب تلك الشركة قد عاد من الخارج وهو يجلب الكثير من الأموال مجهولة الهوية.
كانت تستمع لكل شيء بتركيز ولكنه قطع ذاك التركيز عندما سألها عن ماذا تنوي فعله؟ فأخبرته بأنها لا تعلموا حتى الآن ماذا سوف تفعل؟
أغلقت الهاتف وأخذت تعيد ماذا حدث وتربط الأحداث ولكن تعلم بأن هناك شيء مفقود، فخرجت لأسماء لعلها تعلم منها شيء يفيد.
فخرجت وسألتها قائلة:
- أسماء، ماذا تعلمين عن الوظيفه التي إلتحق بيها زوجك؟
نظرت لها أسماء قائلة:
- هل جئتِ كي تحققين معي.
فأخبرتها شهد بأنه لا داعي للتهكم وعليها الإجابة كي تصل إلي حل لتلك المعضلة كما أن اختفاء زوجها غير مبرر.
فقالت أسماء :
- فلتستخدمي سلطتك في العثور على أخيكي، بدال من ذلك التحقيق، فأنا لا اعلم شيء عن وظيفة أخيكِ.
فأجابتها شهد قائلة:
- سوف استخدم سلطتي بالفعل، ولكن اريد أن أعلم هل تورط أخي في شيئاً ما؟
فأجابتها أسماء قائلة:
- سبق وأن أخبرتك أنني لا أعلم شيء عن أخيك، فإن كنت تريدين شيئاً فلتسأليه عندما تريه.
نظرت لها شهد بغضب وقالت:
- إنك شخصية مستفزة ومنذ دخولك ذلك البيت، وأنت تجلبين جميع المشاكل، وقد تغير أخي بالفعل فإن كنت تريدين حقاً أن يرجع لك زوجك، فلتخبريني بكل شيء.
هنا تدخل أبيها قائلاً :
- فيكفي حديثك شهد، فزوجة أخيكِ لا تعلم شيء، فلتأتي خلفي لكي أحدثك عن أمراً ما.
بالفعل ذهبت خلف والدها بكل احترام، وعندما دخلت أغلقت الباب خلفها، وبينما كانت سوف تجلس نظرت إلى الباب، فوجدت ظل شخص ما خلفه الباب، فأخذت تتكلم وهي تسير بهدوء، حتى فتحت الباب على مصرعه فسقطت أسماء أرضاً أمامهم.
فقالت لها شهد:
- ماذا كنت تفعلين؟ ألم تنتهي من تلك العادة لديك.
فأخبرتها بأنها كانت قادمة، لتعلم إن كانوا يريدون أن يتناولوا شيئاً أم لا .
هنا نظرت شهد لها وأخبرتها بأنها أن أرادت شيئاً فسوف تذهب بالفعل لجلبه، فعليها الرحيل لانها قد وصلت إلى ذروة غضبها.
نظر لها أبيها وقال لها:
- أرجوك أبنتي لا تتدخلين مع تلك الحمقاء في شيء، فإنها لن تنتهي من المشاكل التي تفعلها للآخرين، ولكن عليك أن تخبريني بما حدث مع أخيك، كي تكوني على جمره من النار، فبعد تلك المكالمة التى حدثت كان عينيك توحي بشيء عكس الذي ظهر على وجهك، فإنني أعلمك أبنتي حقاً.
نظرت إلى أبيها قائلة:
- نعم، فإنني لن أخفي شيء عليك، أن أخي قد تورط مع إحدى الرجال المعروف عنهم بالأعمال غير مشروعة، ولكن أنا لا أعلم حتى الآن ماذا سوف أفعل؟
هنا بكى أبيها وقال بحرقة:
- كيف لذلك الغبي أن يفعل ذلك؟ فإنه سندي الوحيد في الدنيا، نعم فلقد جلبتك وكنت توأماً له ولكنني كنت أنتظره على أحر من الجمر، فهو من أشد به عضدي، فعلى الرغم من حبي لك ولكن أعشقه أضعاف مضاعفة، أرجوكِ أفعلِ شيء في سبيل رجوعه لي.
كتمت تلك الكلمات التي تفوه بها والدها، وقالت:
- نعم والدي أعلم أن خالد هو نفسك الذي تتنفس به، وأعلم أنك لم تحبني مثل ما أحببته، فعندما حصلت على مجموع كبير يؤهلني إلى كلية من كليات القمة، لم تسعد بذلك على عكس تلك الكلية البسيطة التي إلتحق بها خالد، هل تعلم والدي بأنني أعلم مشاعر الجميع حولي، فأنا قد اعتمدت على ذاتي كي أحصل على ما أريد.
فقال لها والدها:
- أعديني بأنك سوف تعملين على عودة أخيكِ مهما كان الثمن.
نظرت له وقالت:
- حسناً والدي اعدك بذلك.
نظر لها ووضع أنظاره أرضاً، فقامت على الفور وتحركت سريعاً إلى غرفتها، وعندما أغلقت الباب أُلقت بذاتها على سريرها، وأجهشت في البكاء فكيف لها بعد كل الفترة التي قضتها مع أسرتها، مازال والدها يفرق في المعاملة بينها وبين أخيها، وكيف لها أن يطلب منها والدها بأن تفدي أخيها مهما كان الثمن؟ فكيف لها أن تدفع ثمن شيء لم تفعله؟
في ذلك الوقت حضرت والدتها إلى غرفتها، وعندما دخلت قصت عليها والدتها ما حدث مع والدها فقالت:
- أبنتي أعلم أنك لكِ حظ قليل، ولكن أعلم بأن الله شايل لك كل خير، فعليك أن لا تضحي بذاتك من اجل أحد، حتى لو كان ذلك الشخص أخيك.
فأجابتها قائلة:
- لقد وعدت والدي ولن أخلف وعدي معه؟
أخبرتها والدتها بأنها أن أردت أن تلقي بذاتها في النار فليفعلها أبيها قبلها، فيكفي ما فعله من أجل أخيها حتى الآن ويكفى تلك الحمقاء التي تجلس معها بالخارج التى لا يعنيها أي شيء يخص زوجها، كأنه شيء طبيعي، كمال عليها إلا تضحي بذاتها من أجل الآخرين.
صمتت قليلاً ثم قالت:
- هل أحضر لك الطعام، فإنك قد جئتي بعد ثلاثه أيام من الخارج، ولم ترتاحي.
نظرت لها شهد وأخبرتها بأنها لا تريد شيء، وأنها بالفعل سوف تحضر فنجان من القهوة، كي تفكر فيما سوف تفعله.
أخذت تفكر بأن ما فعله أخيها معها ليس قليل حتى ينال ذلك الجزاء.
في المقابل كان هاتف أحدهما يتصاعد، حتى أجاب أحداً على الهاتف قائلاً:
- نعم ماذا تريدي؟ هل هناك مشكلة سوف تصدريها لي؟
فأخبرته بأنها تريده فى أمر ضروري، سوف يصدر له كل السعادة فإن لديها الكثير من البضاعة، التي تحتاج إلى تصريف، ونظرا لعلاقتها فإنها تعلم بأن هو الشخص الوحيد القادر على فعل ذلك.