الفصل الثاني ميلانو والكر
نظرت إلى حذائي اللامع الجديد وأنا أشعر بالابتسامة تريد السيطرة على ثغري.
مع أنه غالي الثمن قليلاً لكنه يستحق. كحال الأكسسورات التي أرتديها. على الأقل هنالك شيء يسرني وسط هذا البؤس. مع أن الناس سينظرون لي بغرابة ويظنون أنني قوطية لكن لا بأس.
للأن لم أفهم أعتراض أمي على أرتدائي لأكسسوارات البوم والجماجم وأحذية الزومبي والخفافيش. رغم ذلك أنا فخورة بأني أعصي أوامرها.
"أنظري إلى تلك الساذجة كيف تنظر إلى حذاءها!" سمعت سخرية أحدهن ما أن مررت أمام مجموعة من الفتيات.
تجاهلتهن تماماً، من ملابسهن وصبغات شعرهن وزينتهم اللامعة كان واضحا عليهن أنهن مجموعة متنمرين.
اؤلئك المتنمرين اللذين يظنون أنهن لا يزلنا في الثانوية، حيث يتم تقديسهن من الشباب السخفين المحبين لمجالات عارضي الأزياء والممثلات وأغاني البوب.
بينما أنجازاهن الوحيد هو أنهن ضمن فريق التشجيع ذوي ملابس الوردية وتنانير القصيرة. يقمنا بتشيجع منتخب الثانوية ويركضن وراء قائدهم الرياضي ذا تسريحة البشعة.
"مانويلا. دعي الفتاة وشأنها."
"كيف ستدعها وشأنها بربكِ؟ ألم تري التلوث البصري الذي أراه الآن في ملابسها؟ خصوصاً حذاءها. من أي مكب أخذته؟"
لكنني توقفت مع أخر تعليق ساخر أفكر للحظة من الزمن قبل أن أستدير لها بيدين محشورتين داخل جيوب سترتي.
رمقتها بنظرة باردة كانت كفيلة بجعلها تعتدل واقفة وهي تمتنع عن مضغ العلكة بصوت مرتفع كما كانت تفعل قبل قليل، بينما صاحبة التعليق الأول قد حمحمت بتوتر وهي تدفع شعرها وراء ظهرها تنظر بعيدًا عني.
أحب عيوني حالكة السواد وحواجبي الكثيفة الداكنة. تمنحني مع شعري الفحمي هالة كبيرة، مخيفة.
"هل أنتِ عمياء؟" سألتها بنبرة باردة وأنا أنظر داخل عيونها بتحدي قبل أن أقوم برفع قدمي قليلاً إلى الأعلى.
"أنه بعشرة ألاف دولار، لو جمعتن ثمن أحذيتكن جميعاً لن تصلو إلى نصف ثمنه حتى." سخرت منهن وأنا أعود إلى أنزال قدمي إلى الأسفل.
"كما أنه من ماركة عالمية معروفة ومن توقيع مصمم شهير." تحدثت وأنا أنظر ناحية توقيع جاكسون رييه.
رأيت ملامحهن تسقط بعبوس وقبل أن تتحدث صاحبة التعليق الأول قاطعتها سريعًا بسخرية: "أوه. من أحدث أساساً عن جاكسون رييه؟ فتيات قد أعتدنا على أقتناء أحذية المحلية الرخيصة؟ أنها جريمة في حق الموضة."
"أنتِ! كيف تجرؤين؟" صاحت فوراً بوجهي بغضب وهي تعقد يديها ناحية صدرها.
"من الواضح أن ذوقكِ هو من مكب القمامة." منحتها تعليق أخيراً ساخرا وأنا أمنحها ظهري أسير إلى الأمام أتجاهل صراخها بالشتائم بينما رفيقاتها يحاولان أمسكها حتى لا تلحق بي.
من الأفضل أن لا تفعل أو أنني سأستمتع بقص شعرها البشع المصبوغ باللون الأصفر المقرف.
فتيات هذا الجيل سخيفات. يفكرن أنهن يفهمن الموضة وأخر الصيحات لكنهن في الواقع يبحثن على جلب أنتباه الذكور الأغنياء. ولهذا السبب تحديداً أنظر إلى الجميع بأشمئزاز. لا أريد أن يقترب مني أي أحد.
أقتحمت قاعة المحاضرة بخطوات بطيئة، ثقيلة. سريعًا ما ألتقطت عيوني مكان في الوسط قرب الحائط تحديداً. على الأقل سأستمتع بأسناد رأسي على الجدار بينما أسمع موسيقى الروك.
رأيت العيون المستغربة تتبعني، تتدقق النظر تحديداً في هيئتي وملابسي.
كنت أرتدي سروال جينز واسع أسود اللون وطويل، ممزق عند الركبتين. وقميص بقلنسوة أسود اللون أيضاً قد رسم عليه فرانكشتين. أكسسوارات فضية لامعة طغت عليها رموز الجماجم. وسماعات موسيقى رمادية ضخمة على رأسي.
أعلم جيداً ما يدور في عقولهم.
حمقى.
تجاهلتهم أكمل السير ناحية وجهتي وأنا أستمع إلى التعليقات الساخرة الخافتة. لا بدا أنهم يظنون أنني أضع موسيقى أو أنني طرشاء، غير ذلك لا أظن أن هنالك شخص عاقل قد يسخر مني وأمام وجهي دون توتر أو خوف.
رميت حقيبتي على الطاولة بأهمال بعد أن أبتعد بعض الطلاب جانبًا وجلست عند النافذة.
هل أسعى جاهدة ليتم طردي من الكلية لبضعة أيام أو أهرب من منزلي نهائيا؟ لا أدري أي قرار سأخذه حتى الآن. لكن كل ما أريده الآن أن أغفو.
وضعت رأسي على الطاولة بأهمال أغمض جفوني أسترخي بذلك قليلاً.
لنقل أنني أسترخيت كثيراً ولم أرفع رأسي سوى على صوت الأستاذ الذي قال اسمي بصوت مرتفع: "ميلانو والكر."
"حاضرة." قلت بصوت مرتفع وأنا أعتدل في جلستي أنظر بكسل ناحية الأستاذ الذي رسم على ثغره ابتسامة ساخرة.
"هل هنالك معنى لميلانو بلغة أخرى أما أنه تم تسميتك نسبة لمدينة ميلانو؟"
"نسبة للمدينة. أمي من عشاقها."
"بجدية؟ ألم تعثر على اسم أخر غير ذلك؟" تساءل بتهكم.
"لدي شقيقة صغرى اسمها ميامي وأخر يدعى أوساكا وشقيقي الأكبر اسمه فرانسيسكو." أجبت عليه ببرود لينفجر الطلاب من حولي ضاحكين حتى الأستاذ الذي رفع حاجبيه بدهشة.
"لذلك أن كان لديك أعتراض حيال اسمي قله لأمي وليس لي." مع كلاماتي هذه سقطت ابتسامة الأستاذ وحل محلها العبوس.
"تبدين سليطة اللسان. ميلانو." تعمد نطق اسمي بسخرية مبالغة ولاذعة.
رفعت له حاجباي بهدوء وأنا أبقي نظري ثابتا عليه.
"لا أظن أنك تمانع ذلك."
نظرته أحتدت وهو يدفع نظرته على جسر انفه.
"أظنني يجب أن أقابل أمك ولكن ليس بسبب الاسماء بل بسبب أشياء أخرى." تحدث بجدية وعملية جعلتني أنظر له كأستاذ أخيراً.
"لا أظنك تود فعل ذلك. ستزعجها ولا أظنك ترغب بازعاج ابنة أخ عمدة المدينة والممول الأكبر لهذه الجامعة." رددت عليه بثقة وأنا أستريح في جلستي أكثر وأكثر بينما عظام الأستاذ قد تصلبت تماماً وهو يحمحم بتوتر.
"حقاً آنسة ميلانو؟" تساءل بابتسامة مزيفة ومصطنعة.
"لا مصلحة لي من الكذب في شيء كهذا أمام كل هؤلاء الطلاب وجعل نفسي محط للسخرية." أجبت عليه بمنطقية لتصدر بعض القهقهات الخافتة من حولي.
رفع حاجبيه بدهشة وهو يقوم بطرطقة عظام فكه بعدم تصديق.
"أنتِ لم تدرسي بالسابق هنا صحيح آنسة ميلانو؟" سأل على مضض لأكتفي بهز رأسي له بموافقة كإجابة.
"أين كنت قبل ذلك؟"
"لم أكن."
عقد حاجبيه بحيرة وهو ينظر لي بأستفسار.
"كنت أدرس من المنزل." رددت ببساطة لتتكور ابتسامة ساخرة على ثغره.
رفعت حاجبي بأستمتاع فأنا حتماً سأستمتع بمحوها من على وجهه.
"ذلك متوقع." سخر وكنت أعلم جيداً ماذا يقصد لذلك لم أبدي أي ردة فعل ولا ذرة اهتمام له أو لسخافاته حتى.
"ماذا عن والدكِ آنسة ميلانو؟ أما أنه ابن رئيس الولايات ولا يستطيع مقابلتي؟" سخر مني من جديد لينفجر الطلاب ضاحكين من حولنا.
"كلا. أبي هو جنرال. الجنرال آرثر والكر. ولا أظنه يمتلك الوقت لمثل هذه السخافات." رددت عليه بثقة جعلت من ابتسامته تتلاشى ومن الضحكات التي كانت ترن حولي تنخفض أصواتها تدريجيا إلى أن أنعدمت.
عيونه أتسعت برهبة وهو يبتلع ريقه بتوتر.
"حتى أن لم يكن عم أمي عمدة فهي سيدة أعمال ناجحة ولن تكون مسرورة إذ سمعت عن ابنتها البكر مثل هذه السخافات. خصوصاً أنها تعرضت للسخرية من أستاذها. انتَ تعلم جيداً كيف يتحكم راود الأعمال في كل شيء هذه الأيام."
بهذه الكلمات جعلت الأستاذ يطبق شفتيه برعب وهو يحمحم في مكانه بقلق.
"كنت أمزح معكِ آنسة ميلانو وحسب. لا حاجة إلى أن تكوني جدية إلى هذا الحد." قال ذلك بابتسامة مجبرة ونبرة جاهد لجعلها ثابتة.
"حسنا. لنكمل إذ. ميكا براون."
"حاضرة." رفعت فتاة سمراء يدها.
رفعت حاجبي بنصر وابتسامة صغيرة غير واضحة تكورت على شفاهي.
أحب سلطة عائلتي.
أحب أن أتباهى بها أيضاً.
عائلة والكر تمتلك جوانب جيدة أيضاً بعيدًا عن غرابة الأطوار.
مع أنه غالي الثمن قليلاً لكنه يستحق. كحال الأكسسورات التي أرتديها. على الأقل هنالك شيء يسرني وسط هذا البؤس. مع أن الناس سينظرون لي بغرابة ويظنون أنني قوطية لكن لا بأس.
للأن لم أفهم أعتراض أمي على أرتدائي لأكسسوارات البوم والجماجم وأحذية الزومبي والخفافيش. رغم ذلك أنا فخورة بأني أعصي أوامرها.
"أنظري إلى تلك الساذجة كيف تنظر إلى حذاءها!" سمعت سخرية أحدهن ما أن مررت أمام مجموعة من الفتيات.
تجاهلتهن تماماً، من ملابسهن وصبغات شعرهن وزينتهم اللامعة كان واضحا عليهن أنهن مجموعة متنمرين.
اؤلئك المتنمرين اللذين يظنون أنهن لا يزلنا في الثانوية، حيث يتم تقديسهن من الشباب السخفين المحبين لمجالات عارضي الأزياء والممثلات وأغاني البوب.
بينما أنجازاهن الوحيد هو أنهن ضمن فريق التشجيع ذوي ملابس الوردية وتنانير القصيرة. يقمنا بتشيجع منتخب الثانوية ويركضن وراء قائدهم الرياضي ذا تسريحة البشعة.
"مانويلا. دعي الفتاة وشأنها."
"كيف ستدعها وشأنها بربكِ؟ ألم تري التلوث البصري الذي أراه الآن في ملابسها؟ خصوصاً حذاءها. من أي مكب أخذته؟"
لكنني توقفت مع أخر تعليق ساخر أفكر للحظة من الزمن قبل أن أستدير لها بيدين محشورتين داخل جيوب سترتي.
رمقتها بنظرة باردة كانت كفيلة بجعلها تعتدل واقفة وهي تمتنع عن مضغ العلكة بصوت مرتفع كما كانت تفعل قبل قليل، بينما صاحبة التعليق الأول قد حمحمت بتوتر وهي تدفع شعرها وراء ظهرها تنظر بعيدًا عني.
أحب عيوني حالكة السواد وحواجبي الكثيفة الداكنة. تمنحني مع شعري الفحمي هالة كبيرة، مخيفة.
"هل أنتِ عمياء؟" سألتها بنبرة باردة وأنا أنظر داخل عيونها بتحدي قبل أن أقوم برفع قدمي قليلاً إلى الأعلى.
"أنه بعشرة ألاف دولار، لو جمعتن ثمن أحذيتكن جميعاً لن تصلو إلى نصف ثمنه حتى." سخرت منهن وأنا أعود إلى أنزال قدمي إلى الأسفل.
"كما أنه من ماركة عالمية معروفة ومن توقيع مصمم شهير." تحدثت وأنا أنظر ناحية توقيع جاكسون رييه.
رأيت ملامحهن تسقط بعبوس وقبل أن تتحدث صاحبة التعليق الأول قاطعتها سريعًا بسخرية: "أوه. من أحدث أساساً عن جاكسون رييه؟ فتيات قد أعتدنا على أقتناء أحذية المحلية الرخيصة؟ أنها جريمة في حق الموضة."
"أنتِ! كيف تجرؤين؟" صاحت فوراً بوجهي بغضب وهي تعقد يديها ناحية صدرها.
"من الواضح أن ذوقكِ هو من مكب القمامة." منحتها تعليق أخيراً ساخرا وأنا أمنحها ظهري أسير إلى الأمام أتجاهل صراخها بالشتائم بينما رفيقاتها يحاولان أمسكها حتى لا تلحق بي.
من الأفضل أن لا تفعل أو أنني سأستمتع بقص شعرها البشع المصبوغ باللون الأصفر المقرف.
فتيات هذا الجيل سخيفات. يفكرن أنهن يفهمن الموضة وأخر الصيحات لكنهن في الواقع يبحثن على جلب أنتباه الذكور الأغنياء. ولهذا السبب تحديداً أنظر إلى الجميع بأشمئزاز. لا أريد أن يقترب مني أي أحد.
أقتحمت قاعة المحاضرة بخطوات بطيئة، ثقيلة. سريعًا ما ألتقطت عيوني مكان في الوسط قرب الحائط تحديداً. على الأقل سأستمتع بأسناد رأسي على الجدار بينما أسمع موسيقى الروك.
رأيت العيون المستغربة تتبعني، تتدقق النظر تحديداً في هيئتي وملابسي.
كنت أرتدي سروال جينز واسع أسود اللون وطويل، ممزق عند الركبتين. وقميص بقلنسوة أسود اللون أيضاً قد رسم عليه فرانكشتين. أكسسوارات فضية لامعة طغت عليها رموز الجماجم. وسماعات موسيقى رمادية ضخمة على رأسي.
أعلم جيداً ما يدور في عقولهم.
حمقى.
تجاهلتهم أكمل السير ناحية وجهتي وأنا أستمع إلى التعليقات الساخرة الخافتة. لا بدا أنهم يظنون أنني أضع موسيقى أو أنني طرشاء، غير ذلك لا أظن أن هنالك شخص عاقل قد يسخر مني وأمام وجهي دون توتر أو خوف.
رميت حقيبتي على الطاولة بأهمال بعد أن أبتعد بعض الطلاب جانبًا وجلست عند النافذة.
هل أسعى جاهدة ليتم طردي من الكلية لبضعة أيام أو أهرب من منزلي نهائيا؟ لا أدري أي قرار سأخذه حتى الآن. لكن كل ما أريده الآن أن أغفو.
وضعت رأسي على الطاولة بأهمال أغمض جفوني أسترخي بذلك قليلاً.
لنقل أنني أسترخيت كثيراً ولم أرفع رأسي سوى على صوت الأستاذ الذي قال اسمي بصوت مرتفع: "ميلانو والكر."
"حاضرة." قلت بصوت مرتفع وأنا أعتدل في جلستي أنظر بكسل ناحية الأستاذ الذي رسم على ثغره ابتسامة ساخرة.
"هل هنالك معنى لميلانو بلغة أخرى أما أنه تم تسميتك نسبة لمدينة ميلانو؟"
"نسبة للمدينة. أمي من عشاقها."
"بجدية؟ ألم تعثر على اسم أخر غير ذلك؟" تساءل بتهكم.
"لدي شقيقة صغرى اسمها ميامي وأخر يدعى أوساكا وشقيقي الأكبر اسمه فرانسيسكو." أجبت عليه ببرود لينفجر الطلاب من حولي ضاحكين حتى الأستاذ الذي رفع حاجبيه بدهشة.
"لذلك أن كان لديك أعتراض حيال اسمي قله لأمي وليس لي." مع كلاماتي هذه سقطت ابتسامة الأستاذ وحل محلها العبوس.
"تبدين سليطة اللسان. ميلانو." تعمد نطق اسمي بسخرية مبالغة ولاذعة.
رفعت له حاجباي بهدوء وأنا أبقي نظري ثابتا عليه.
"لا أظن أنك تمانع ذلك."
نظرته أحتدت وهو يدفع نظرته على جسر انفه.
"أظنني يجب أن أقابل أمك ولكن ليس بسبب الاسماء بل بسبب أشياء أخرى." تحدث بجدية وعملية جعلتني أنظر له كأستاذ أخيراً.
"لا أظنك تود فعل ذلك. ستزعجها ولا أظنك ترغب بازعاج ابنة أخ عمدة المدينة والممول الأكبر لهذه الجامعة." رددت عليه بثقة وأنا أستريح في جلستي أكثر وأكثر بينما عظام الأستاذ قد تصلبت تماماً وهو يحمحم بتوتر.
"حقاً آنسة ميلانو؟" تساءل بابتسامة مزيفة ومصطنعة.
"لا مصلحة لي من الكذب في شيء كهذا أمام كل هؤلاء الطلاب وجعل نفسي محط للسخرية." أجبت عليه بمنطقية لتصدر بعض القهقهات الخافتة من حولي.
رفع حاجبيه بدهشة وهو يقوم بطرطقة عظام فكه بعدم تصديق.
"أنتِ لم تدرسي بالسابق هنا صحيح آنسة ميلانو؟" سأل على مضض لأكتفي بهز رأسي له بموافقة كإجابة.
"أين كنت قبل ذلك؟"
"لم أكن."
عقد حاجبيه بحيرة وهو ينظر لي بأستفسار.
"كنت أدرس من المنزل." رددت ببساطة لتتكور ابتسامة ساخرة على ثغره.
رفعت حاجبي بأستمتاع فأنا حتماً سأستمتع بمحوها من على وجهه.
"ذلك متوقع." سخر وكنت أعلم جيداً ماذا يقصد لذلك لم أبدي أي ردة فعل ولا ذرة اهتمام له أو لسخافاته حتى.
"ماذا عن والدكِ آنسة ميلانو؟ أما أنه ابن رئيس الولايات ولا يستطيع مقابلتي؟" سخر مني من جديد لينفجر الطلاب ضاحكين من حولنا.
"كلا. أبي هو جنرال. الجنرال آرثر والكر. ولا أظنه يمتلك الوقت لمثل هذه السخافات." رددت عليه بثقة جعلت من ابتسامته تتلاشى ومن الضحكات التي كانت ترن حولي تنخفض أصواتها تدريجيا إلى أن أنعدمت.
عيونه أتسعت برهبة وهو يبتلع ريقه بتوتر.
"حتى أن لم يكن عم أمي عمدة فهي سيدة أعمال ناجحة ولن تكون مسرورة إذ سمعت عن ابنتها البكر مثل هذه السخافات. خصوصاً أنها تعرضت للسخرية من أستاذها. انتَ تعلم جيداً كيف يتحكم راود الأعمال في كل شيء هذه الأيام."
بهذه الكلمات جعلت الأستاذ يطبق شفتيه برعب وهو يحمحم في مكانه بقلق.
"كنت أمزح معكِ آنسة ميلانو وحسب. لا حاجة إلى أن تكوني جدية إلى هذا الحد." قال ذلك بابتسامة مجبرة ونبرة جاهد لجعلها ثابتة.
"حسنا. لنكمل إذ. ميكا براون."
"حاضرة." رفعت فتاة سمراء يدها.
رفعت حاجبي بنصر وابتسامة صغيرة غير واضحة تكورت على شفاهي.
أحب سلطة عائلتي.
أحب أن أتباهى بها أيضاً.
عائلة والكر تمتلك جوانب جيدة أيضاً بعيدًا عن غرابة الأطوار.