الفصل 17
ثم انهى معها على المكالمة ، فركضت إلى غرفة جدتها النائمة وقامت بسحب سماعة أذنها بلطف حتى لا تستيقظ ولن تستمع إلى شيء الأن ، ثم خرجت وجاءت تتجه نحو الباب استمعت إلى دقات عالية فشعرت بالخوف ثم فتحت النافذة وخرجت منها ، ثم مضت جوار المنزل و وقفت عند بدايته ونظرت إلى اتجاه الباب فقط بعينيها لترى كيفن ، وعلى الفور ذهبت بعيدا و بخطوات سريعة ، وعندما شعرت بالإرهاق جلست على إحدى المقاعد تعانق نفسها وتنظر إلى الأعلى بألم واضح وبعينين مكسورتين
الليلة هو حفل توقيع المجلة الجديدة وايضا الاحتفال بالنجاح كما يفعل جوزيف كل شهر ، ارتدت جين فستان أزرق طويل براق ودانتيل على كتفيها من خلفها إلى الأسفل ، ورفعت شعرها بشكل راقي ثم ارتدت حقيبة خاصة بالفستان ، ثم خرجت وهبطت إلى الطابق السفلي والحزن واضح على وجهها ، بسبب عدم وضع صورتها على المجلة هذه المرة ..
نظر جوزيف إليها بإعجاب واضح وهي نظرت إليه بإعجاب ايضا ، فكان وسيما حقا وعطره يخترق قلبها لتشعر بنفسها تذوب داخله ، بينما أمسك جوزيف بيدها الجميلة وانحنى ليطبع قبلة رقيقة عليها فتبسمت ثم أخذها وذهبوا إلى الحفل ..
كان الجميع في انتظار المدير الوسيم جوزيف اورليان والعروس الصغير ، وبمجر أن دلفن إلى صالة الاحتفال خطفن انظار الجميع وبدأت الصحافة في التصوير ، تضايقت تالة كثيرا بينما تناول بيير كأس كحول على مرة واحده ثم التفت حتى لا يراها معه ، بينما صافح جوزيف الحاضرين ثم صعد إلى المنصة ينظر إليها بابتسامة واسعة ، وجين تنظر إليه بسعادة وفخر ، شكر جوزيف جميع الحاضرين والصحافة ثم قدم شكر إلى زوجته جين لأنها كانت بطلة المجلة دائما ، ثم قدم شكر إلى تالة كعادته في كل حفل ..
صعدت تالة إلى المنصة وشعرت جين بالغضب و وقف عامل امامها يحمل صينية بمشروبات مختلقة ، فأخذت كأس كحول دون أن تنتبه وتناولت على مرة واحده وهي تطلع إلى تالة بحده ، ثم نظرت إلى الكأس باشمئزاز وطلبت واحدا مثله ، بينما تحدثت تالة بسعادة وقدمت شكر للجميع ثم امسكت بذراع جوزيف ونظرت إليه بحب وهي تشكره على كل شيء ، فتبسم جوزيف ثم قبلها على ظهر يدها فشهقت جين وأخذ صدرها يعلوا ويهبط من كثرة الغيظ والغيرة ، وجاء الشاب واعطى له كأس من الكحول فأخذته وتناولته بعصبية وطلبت واحدا أخر ، ليذهب ويعود بكأس أخر ..
بينما طلب جوزيف من زوجته أن تصعد فضغطت على الكأس بقوة حتى ابيضت أظافر يدها ، ثم تصنعت الابتسامة وصعدت إلى المسرح و وقفت بين جوزيف وتالة وهي تسحب يدها من على ذراعة ، فنظرت تالة إليها بحنق ثم ارتفع إحدى حاجبيها وهي تنظر إلى الأمام بثقة ، تنهدت جين بصوت مستمع ثم بدلت الكأس من يدها اليسار إلى اليمين لتنفيذ مصيبة ما ، ثم قالت بابتسامة واسعة :
-شكرا للجميع .. وأنا سعيدة بوجودي معكن هنا .. والقادم سيكون أجمل وصورتي ستضع على المجلة دائما وأبدا
زفر تالة بسأم بينما أخبرتها فتاة انها سعيدة بوجود جين معهن ، لتعطي لها تحية ، ثم فرضت جين ذراعيه لينسكب الكحول في وجه تالة وهي تقول :
-أنا سعيدة لدرجة كبيرة
تصنعت الدهشة عندما ضحك الجميع بينما شهقت تالة و وقفت مصدومة فيما نظر جوزيف إلى الجميع مندهشا ، وضعت يديها على فاها وتصنعت الصدمة قائلة :
-اوه تالة .. لن أقصد أبدا
جزت على اسنانها بغيظ وصرخت في وجهها ثم تركتها وغادرت راكضة ، فمسح جوزيف على وجهه ثم قبض على ذراع جين بقوة فنظرت إليه متأوه ، وأخذها إلى غرفة فارغة وأغلق الباب بقوة ثم تحدث بعصبية :
-توقفي عن تصرفات الأطفال يا طفلة
القت بالكأس بغيظ لينكسر ثم تحدثت بحده :
-أنا لست طفلة .. وقلت لن أقصد
اتسعت عيناه بحده وقال بتأكيد :
-بل فعلتيها بقصد
تساءلت بعصبية بالغة بفضل غيرتها عليه :
-لما أنت مهتم بها لهذا الحد ؟!
ليجيب عليها بنفس العصبية :
-أخبرتك في السابق بكل شيء .. تالة جزء من عملي وتهتم بكل شيء يخص الشركة
التفت لتعطي ظهرها وتساءلت بهدوء :
-لماذا لم تتزوجها اذا ؟!
ارتفع حاجبيه وهو يخرج تهنيده قوية من صدره وقال بقصد مضايقتها :
-لأن والدي أجبرني على الزواج بكِ يا صغيرة
ثم تركها وخرج تاركا كلماته تذبح صدرها وتؤلم قلبها ، ثم تركت العنان لدموعها تهبط على وجنتيها بغزارة ، وشعرت بيديها ترتعش بشهقات البكاء العالية ، ثم التفتت تنظر حولها بجنون حتى لفت نظرها ثلاجة ممتلئة بزجاجات المشروبات ومن ضمنهم الكحول ، فتقدمت نحوها وأخذت زجاجة كحول ثم جلست على الأرض مستنده بظهرها إلى الحائط وبدأت في تناول الخمر بعصبية ، حتى ثملت و وضعت رأسها على الأرض ولم تتذكر شيء سوى كلمات جوزيف الجارحة الذي شعرت كأنها لا شيء بالنسبة له ومجرد فتاة صغيرة احتلت حياته ، مجبر على العيش معها ، حقا شيء مؤلم عندما تشعر بإن من تحبه مجبر على العيش معك ، مضى الوقت عليها ولا زالت على هذا الوضع ..
أغمضت عيناها تدريجيا بينما دخل جوزيف رآها على هذا الوضع ، فسحب زجاجة الخمر من يدها لينظر إليها ولم يجد داخلها شيء ، فوضعها جانبا ثم حمل جين على ذراعيه وخرج بها ، فنظرت إلى بثمل ثم ضحكت وقالت بعدم وعي :
-ذهبت إليها واطمئن قلبك عليها .. وتركتني
نظر إليها معقد حاجبيه بتذمر على ما فعلته بنفسها ، ثم وضعها في السيارة وقاد بسرعة هائلة ليصل إلى المنزل في وقت قياسي ، ثم حملها ودلف بها إلى المنزل ليضعها على الاريكة ثم جلس على المنضدة ينظر إليها ، فنظرت إليه وتحدثت بعدم وعي :
-لقد خذلني ذاك الأحمق جوزيف .. تركني وذهب إلى حبيبته ..
ثم وضعت يدها على وجهها وهي تبتسم بحزن وتابعت :
-أنه وحش من وحوش الغابة .. شخص قاسي لا يعرف شيئا عن الرحمة ..
تنهد جوزيف بصوت مستمع واستندت بمرفقيه إلى فخذيه يستمع إليها في صمت ، بينما رفعت جين ذراعها وتشير إلى الفراغ وكأنه أمامها قائلة :
-أحمق لم يمتلك قلب يوما ما .. لن يعلم انني أحبه .. أحبه كثيرا
ارتفع حاجبيه قليلا ولم يندهش من اعترافها له بالحب وتساءل بصوت رجولي :
-تحبينه حقا ؟!
وضعت يدها على وجهها وهي تومئ برأسها تأكيدا ثم قالت بنعاس :
-أحبه .. أحب ذاك الأحمق الذي لم يشعر بي
ثم استعدت للذهاب إلى النوم ، فابتسم جوزيف ثم حملها وصعد إلى الغرفة ليضعها على الفراش برفق ، ثم مسح على وجنتها بلطف ثم اقترب منها ليقبل شفاها وهي نائمة مجددا ، ثم دلف إلى الغرفة الثانية وبدل ثيابه ثم تناول بيجامة بيتي تخص جين وخرج ، ثم جلس على حافة الفراش ورفع ظهرها ليسحب سحابة الفستان ثم وضع البيجامة على عنقها و وضع ذراعيها داخل الاكمام ، ثم وضع الغطاء عليها واضعا يديه أسفله وقام بسحب الفستان وهو يدير وجهه في الاتجاه الأخر ، بينما فتحت جين عيناها بوجه عابس ولا زالت ثملة قليلا وشعرت بأحد ما يسحب الفستان فنظرت إلى جين ثم شهقت بخفة لينظر إليها واستقبل صفعة منها ، فأغمض عيناه لبرهه يستمع أفكاره حتى لا يفعل شيء مجنون ، ثم نظر إلى تلك الصغيرة التي شعرت بالخوف من ردة فعله ثم القى بالسروال في وجهها ثم خرج من الغرفة ، فأكملت تبديل ثيابها ثم ذهبت إلى النوم
أديل لا زالت تتجول في شوارع باريس ، خائفة من العودة إلى المنزل بسبب اللعين كيفن ، ولكن إلى أين تذهب في ذاك الوقت المتأخر ؟! ، لم يكن أمامها اختيار أخر سوى العودة إلى المنزل ، وعقب وصولها إلى الحي التي تقطن داخله كانت تلتفت حولها من كثرة الخوف الذي تشعر به حتى وصلت إلى المنزل ، ثم فتحت الباب ببطء شديد وتلتقط أنفاسها برهبة شديدة ، فهي تشعر أنه ينتظرها في الداخل ، ولكن رأت عكس ما توقعت ، عقب دخولها المنزل رأت ابراهام وجدتها ..
نهض ابراهام من مكانه وتساءل بقلق :
-أين كنتِ ؟! .. ولما هاتفك مغلق ؟ .. قلقنا عليكِ
وضعت يدها على صدرها تنظم أنفاسها بهدوء وراحة بال ، ثم جلست على الاريكة للحظات حتى هدأت من روعها ثم أجابت على أسئلته بهدوء :
-بطارية هاتفي منخفضة .. وكنت اتجول في شوارع باريس
جلس ابراهام بجوارها متمتا بالاعتذار ثم قال بأسف :
-لقد نسيت أن كيفن يعرف عنوان هذا المنزل عندما كنت أدرس في الجامعة
أمسكت بيده وتحدثت بهدوء :
-لا عليك يا ابراهام .. المهم أنه لن يعلم انني هنا
-اطمئني يا ابنة عمي لن يعلم .. لقد سأم من الواقفة على أمام الباب
اومأت رأسها بخفة ثم نظرت إلى جدتها متمته بالاعتذار بسبب سحبها لسماعة الأذن خاصتها ، لتقول بصوت منخفض :
-لا عليكِ يا ابنتي .. الأهم سلامتك دائما
اطمئن ابراهام عليهم ثم غادر ، وطلبت الجدة من اديل أن تفتح لها التلفاز ونفذت رغبتها على الفور ، ثم دلفت إلى غرفتها وأول شيء أخذته هي سترة جان وضمتها إليها بقوة واستنشقت عطرة بقوة ، لتشعر بالنشوة وكأن شيئا لم يحدث ، فقد شعرت بالحنان والاطمئنان وكأنها بين ذراعيه حقا ..
أين الطريق إليك ؟ ، يا حناني واطمئنان قلبي ، أحتاج إليك الأن كثيرا ، أحتاج إلى عناقك الذي يجعلني أخترق جسدك ، أرجوك اقترب بشتى الطرق ، أرجوك ابحث عن فتاتك في كل مكان ، لا تسأم ولا تتركها ، فهي حقا تبحث عن الطريق إليك ، الطريق الخالي من العادات والتقاليد الذي كسرت قلبين يحبون بعضهما حبا قويا صلب ، ورغم البعد قلوبهم لا زالت تنبض بحبهم ، القلب يتألم والعين تحزن ولا زال الفراق مستمر ..
استمعت جدتها تناديها فوضعت سترته على الفراش ثم خرجت وجلست تشاهد التلفاز معها ، وجاء مشهد لفتاة مطلقة تخبرها والدتها انها فتاة منبوذة ولن تتزوج مجددا ، فنظرت أديل إلى جدتها وتساءلت :
-لماذا المطلقة تصبح منبوذة ؟
- المطلقة يا ابنتي صعب أن تتزوج ثانية .. يقولون على المطلقة منبوذة
فكرت في حديث جدتها ثم تساءلت :
-حتى لو كان عاشقها رجل غير زوجها ؟
-بعض الرجال يرفضون الزواج من فتاة منبوذة حتى لو كان يعشقها .. وبعض الرجال لن يفرق معهم
نظرت أديل إلى التلفاز شاردة في حديث جدتها وحدثت نفسها سرا :
-افعليها يا أديل .. تزوجي واتفقي معه يطلقك لتكوني منبوذة .. افضل من أن تكوني ضحية لـ كيفن
في الصباح تابع جان عمله بإتقان ولا زال باله منشغل بـ أديل ، وافق على الزواج من ابنة عمه وهي تعلم جيدا انه لم يحبها وقلبه سينبض بحب أديل ، وافقت على هذا وأخذته على أنه تحدي بينها وبين قلبه ، سوف تعمل المستحيل ليعشقها قلب جان وينسى أديل ..
مسح جان على رأس حصانه ثم ادخله الإسطبل ، وتجول في جنينة القصر واضعا يديه في جيب سرواله ، سعادة أهله بزواجه من أوجين تصل إلى مسامع أذنيه ولكن هو غير سعيد بهذا الزواج ، خرج والده يبحث عنه حتى رأى ، ثم تقدم نحوه مناديه عليه ليتوقف جان عن السير ثم التفت إليه ينظر إليه بنظرات عتاب واضحة ، وقف والده في مواجهته وتحدث بهدوء :
-أحب أن ارى ابنائي سعداء دائما .. اكسيل بك خائفا على ابنته من بعده وبحكم صداقتنا .. اوصاني عليها ولهذا زوجتها إلى جوزيف وأنا متيقن أنه سيحبها وسيكون سعيد معها ..
ثم تنهد بهدوء وتعمق بالنظر إلى عين ابنه الذي يعلم ما يشعر به من أول نظرة وتابع :
-لكن أنت يا صغيري أشعر بحزنك وألمك .. و واثق انك لن تحب أوجيني أبدا
لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه ثم قال بارتياح :
-يكفي انك تشعر بي يا والدي العزيز
ثم عانقه وقبله على كتفه ثم قال :
-أحبك كثيرا دانييل بك
ضحك ضحكة خفيفة مربتا على ظهره ثم ابتعد عنه لينظر إليه قائلا :
-أحبك أكثر يا صغيري
بينما خرج شقيقة ينادي عليه فترك جان وتقدم نحوه ، والذي كان يتابعهم من نافذة غرفته ، يبدو عليه الحقد والغضب من كونهم سعداء معا ، توماس يريد أن يتشاجر عمه مع ابنائه دائما ، القى بسيجارته من النافذة بعنف ثم دخل ..
بينما جاء اتصال إلى جان من شقيقة وفتح المكالمة على الفور ، وبعد تبادل السلام تساءل جوزيف بعدم فهم :
-كيف تتزوج من أوجين وأنت تحب أديل ؟
-قلت لك أديل تركتني ورحلت
تحدث جوزيف بتذمر :
-هذا غير مبرر لتظلم ابنة عمك معك
ابتسم جان ابتسامة حزينة ثم قال متعجبا :
-فكرت في ابنة عمك ولم تفكر في أخيك !
نظر جوزيف حوله وتحدث بنبرة حزينة من أجل شقيقة :
-يا حبيب القلب أعلم انك ستظلم نفسك معها ايضا .. لا تيأس يا جان وأبحث عنها
وضع يده على الشجرة مقطب جبينه قائلا :
-لن أيأس أبدا يا جوزيف .. سأبحث عنها في كل مكان
شعر بالقلق من نبرة صوته ثم قال :
-سأعود إلى القصر من أجلك
ثم تحدث معه للحظات وانهى معه المكالمة ، ثم التفت جان وهو ينظر إلى الأعلى مستند بظهره إلى الشجرة ثم جلس على الأرض ، ورفع قدمه اليسار مستند بمرفقه على ركبته ، يتطلع إلى الفراغ بنظرة اشتياق مؤلمه ، أتيه من القلب المكسور الموجوع ، ولم يشعر بقلبه بل يشعر بألم حتما سيؤذيه
وقف جوزيف أمام حمام السباحة يتناول مشروب ساخن ورأسه منشغلة بشقيقة ، بينما استيقظت جين ولم تتذكر ما هتفت به الليلة الماضية وايضا ما فعلته ، تفاجأت انها في غرفة النوم والفستان ملقي على الأرض ، فنظرت إلى ثياب النوم وشهقت بصوت مرتفع ، ثم نظرت حولها بوجه محتقن بحثا عن ذاك الوقح جوزيف ولم تجده ..
خرجنا من الغرفة وهبطت الدرج تنادي عليه بصوت عالي ليستمع إليها وأخبرها بمكانه ، لتخرج جين إلى الجنينة متجه نحوه تنظر إليه بحده بالغة ، ثم وقفت أمامه و ضربته على صدره بغيظ قائلة بتأفف :
-كيف تتجرأ على أن تبدل ثيابي بنفسك .. أيها الوقح
قبض على معصمها بيده لتكف عن ما تفعله ثم قال من بين أسنانه :
-أنت فقط ساعدتك في ارتداء سترتك .. وأنتِ استيقظتِ وصفعتنني
اتسع فاها قليلا بينما تركها جان وتناول رشفة من المشروب ، فيما تنحنحت جين بهدوء وقالت معقده حاجبيه :
-أسفه .. أنا لن أتذكر شيئا
لاحت ابتسامه على شفتيه ثم نظر إليها مقطب جبينه متسائلا :
-هل أنتِ تعتادين على تناول الكحول
نظرت إليه بحزن واضح فقد تذكرت ما هتف به الليلة الماضية ثم قالت بصوت مكسور :
-لا .. هذه المرة الأولى .. بسبب حديثك معي
-حسنا يا صغيرتي .. لا تحزني .. فقط كنت مضايق من ما بدر منكِ
اومأت برأسها موافقة وجاءت تذهب أمسك جوزيف بيدها فالتفتت لتنظر إليه ، ورأت ابتسامته التي تجعله أكثر وسامة ، وتساءل جوزيف بمكر :
-لا تتذكرين ما أخبرتني به الليلة الماضية ؟!
الليلة هو حفل توقيع المجلة الجديدة وايضا الاحتفال بالنجاح كما يفعل جوزيف كل شهر ، ارتدت جين فستان أزرق طويل براق ودانتيل على كتفيها من خلفها إلى الأسفل ، ورفعت شعرها بشكل راقي ثم ارتدت حقيبة خاصة بالفستان ، ثم خرجت وهبطت إلى الطابق السفلي والحزن واضح على وجهها ، بسبب عدم وضع صورتها على المجلة هذه المرة ..
نظر جوزيف إليها بإعجاب واضح وهي نظرت إليه بإعجاب ايضا ، فكان وسيما حقا وعطره يخترق قلبها لتشعر بنفسها تذوب داخله ، بينما أمسك جوزيف بيدها الجميلة وانحنى ليطبع قبلة رقيقة عليها فتبسمت ثم أخذها وذهبوا إلى الحفل ..
كان الجميع في انتظار المدير الوسيم جوزيف اورليان والعروس الصغير ، وبمجر أن دلفن إلى صالة الاحتفال خطفن انظار الجميع وبدأت الصحافة في التصوير ، تضايقت تالة كثيرا بينما تناول بيير كأس كحول على مرة واحده ثم التفت حتى لا يراها معه ، بينما صافح جوزيف الحاضرين ثم صعد إلى المنصة ينظر إليها بابتسامة واسعة ، وجين تنظر إليه بسعادة وفخر ، شكر جوزيف جميع الحاضرين والصحافة ثم قدم شكر إلى زوجته جين لأنها كانت بطلة المجلة دائما ، ثم قدم شكر إلى تالة كعادته في كل حفل ..
صعدت تالة إلى المنصة وشعرت جين بالغضب و وقف عامل امامها يحمل صينية بمشروبات مختلقة ، فأخذت كأس كحول دون أن تنتبه وتناولت على مرة واحده وهي تطلع إلى تالة بحده ، ثم نظرت إلى الكأس باشمئزاز وطلبت واحدا مثله ، بينما تحدثت تالة بسعادة وقدمت شكر للجميع ثم امسكت بذراع جوزيف ونظرت إليه بحب وهي تشكره على كل شيء ، فتبسم جوزيف ثم قبلها على ظهر يدها فشهقت جين وأخذ صدرها يعلوا ويهبط من كثرة الغيظ والغيرة ، وجاء الشاب واعطى له كأس من الكحول فأخذته وتناولته بعصبية وطلبت واحدا أخر ، ليذهب ويعود بكأس أخر ..
بينما طلب جوزيف من زوجته أن تصعد فضغطت على الكأس بقوة حتى ابيضت أظافر يدها ، ثم تصنعت الابتسامة وصعدت إلى المسرح و وقفت بين جوزيف وتالة وهي تسحب يدها من على ذراعة ، فنظرت تالة إليها بحنق ثم ارتفع إحدى حاجبيها وهي تنظر إلى الأمام بثقة ، تنهدت جين بصوت مستمع ثم بدلت الكأس من يدها اليسار إلى اليمين لتنفيذ مصيبة ما ، ثم قالت بابتسامة واسعة :
-شكرا للجميع .. وأنا سعيدة بوجودي معكن هنا .. والقادم سيكون أجمل وصورتي ستضع على المجلة دائما وأبدا
زفر تالة بسأم بينما أخبرتها فتاة انها سعيدة بوجود جين معهن ، لتعطي لها تحية ، ثم فرضت جين ذراعيه لينسكب الكحول في وجه تالة وهي تقول :
-أنا سعيدة لدرجة كبيرة
تصنعت الدهشة عندما ضحك الجميع بينما شهقت تالة و وقفت مصدومة فيما نظر جوزيف إلى الجميع مندهشا ، وضعت يديها على فاها وتصنعت الصدمة قائلة :
-اوه تالة .. لن أقصد أبدا
جزت على اسنانها بغيظ وصرخت في وجهها ثم تركتها وغادرت راكضة ، فمسح جوزيف على وجهه ثم قبض على ذراع جين بقوة فنظرت إليه متأوه ، وأخذها إلى غرفة فارغة وأغلق الباب بقوة ثم تحدث بعصبية :
-توقفي عن تصرفات الأطفال يا طفلة
القت بالكأس بغيظ لينكسر ثم تحدثت بحده :
-أنا لست طفلة .. وقلت لن أقصد
اتسعت عيناه بحده وقال بتأكيد :
-بل فعلتيها بقصد
تساءلت بعصبية بالغة بفضل غيرتها عليه :
-لما أنت مهتم بها لهذا الحد ؟!
ليجيب عليها بنفس العصبية :
-أخبرتك في السابق بكل شيء .. تالة جزء من عملي وتهتم بكل شيء يخص الشركة
التفت لتعطي ظهرها وتساءلت بهدوء :
-لماذا لم تتزوجها اذا ؟!
ارتفع حاجبيه وهو يخرج تهنيده قوية من صدره وقال بقصد مضايقتها :
-لأن والدي أجبرني على الزواج بكِ يا صغيرة
ثم تركها وخرج تاركا كلماته تذبح صدرها وتؤلم قلبها ، ثم تركت العنان لدموعها تهبط على وجنتيها بغزارة ، وشعرت بيديها ترتعش بشهقات البكاء العالية ، ثم التفتت تنظر حولها بجنون حتى لفت نظرها ثلاجة ممتلئة بزجاجات المشروبات ومن ضمنهم الكحول ، فتقدمت نحوها وأخذت زجاجة كحول ثم جلست على الأرض مستنده بظهرها إلى الحائط وبدأت في تناول الخمر بعصبية ، حتى ثملت و وضعت رأسها على الأرض ولم تتذكر شيء سوى كلمات جوزيف الجارحة الذي شعرت كأنها لا شيء بالنسبة له ومجرد فتاة صغيرة احتلت حياته ، مجبر على العيش معها ، حقا شيء مؤلم عندما تشعر بإن من تحبه مجبر على العيش معك ، مضى الوقت عليها ولا زالت على هذا الوضع ..
أغمضت عيناها تدريجيا بينما دخل جوزيف رآها على هذا الوضع ، فسحب زجاجة الخمر من يدها لينظر إليها ولم يجد داخلها شيء ، فوضعها جانبا ثم حمل جين على ذراعيه وخرج بها ، فنظرت إلى بثمل ثم ضحكت وقالت بعدم وعي :
-ذهبت إليها واطمئن قلبك عليها .. وتركتني
نظر إليها معقد حاجبيه بتذمر على ما فعلته بنفسها ، ثم وضعها في السيارة وقاد بسرعة هائلة ليصل إلى المنزل في وقت قياسي ، ثم حملها ودلف بها إلى المنزل ليضعها على الاريكة ثم جلس على المنضدة ينظر إليها ، فنظرت إليه وتحدثت بعدم وعي :
-لقد خذلني ذاك الأحمق جوزيف .. تركني وذهب إلى حبيبته ..
ثم وضعت يدها على وجهها وهي تبتسم بحزن وتابعت :
-أنه وحش من وحوش الغابة .. شخص قاسي لا يعرف شيئا عن الرحمة ..
تنهد جوزيف بصوت مستمع واستندت بمرفقيه إلى فخذيه يستمع إليها في صمت ، بينما رفعت جين ذراعها وتشير إلى الفراغ وكأنه أمامها قائلة :
-أحمق لم يمتلك قلب يوما ما .. لن يعلم انني أحبه .. أحبه كثيرا
ارتفع حاجبيه قليلا ولم يندهش من اعترافها له بالحب وتساءل بصوت رجولي :
-تحبينه حقا ؟!
وضعت يدها على وجهها وهي تومئ برأسها تأكيدا ثم قالت بنعاس :
-أحبه .. أحب ذاك الأحمق الذي لم يشعر بي
ثم استعدت للذهاب إلى النوم ، فابتسم جوزيف ثم حملها وصعد إلى الغرفة ليضعها على الفراش برفق ، ثم مسح على وجنتها بلطف ثم اقترب منها ليقبل شفاها وهي نائمة مجددا ، ثم دلف إلى الغرفة الثانية وبدل ثيابه ثم تناول بيجامة بيتي تخص جين وخرج ، ثم جلس على حافة الفراش ورفع ظهرها ليسحب سحابة الفستان ثم وضع البيجامة على عنقها و وضع ذراعيها داخل الاكمام ، ثم وضع الغطاء عليها واضعا يديه أسفله وقام بسحب الفستان وهو يدير وجهه في الاتجاه الأخر ، بينما فتحت جين عيناها بوجه عابس ولا زالت ثملة قليلا وشعرت بأحد ما يسحب الفستان فنظرت إلى جين ثم شهقت بخفة لينظر إليها واستقبل صفعة منها ، فأغمض عيناه لبرهه يستمع أفكاره حتى لا يفعل شيء مجنون ، ثم نظر إلى تلك الصغيرة التي شعرت بالخوف من ردة فعله ثم القى بالسروال في وجهها ثم خرج من الغرفة ، فأكملت تبديل ثيابها ثم ذهبت إلى النوم
أديل لا زالت تتجول في شوارع باريس ، خائفة من العودة إلى المنزل بسبب اللعين كيفن ، ولكن إلى أين تذهب في ذاك الوقت المتأخر ؟! ، لم يكن أمامها اختيار أخر سوى العودة إلى المنزل ، وعقب وصولها إلى الحي التي تقطن داخله كانت تلتفت حولها من كثرة الخوف الذي تشعر به حتى وصلت إلى المنزل ، ثم فتحت الباب ببطء شديد وتلتقط أنفاسها برهبة شديدة ، فهي تشعر أنه ينتظرها في الداخل ، ولكن رأت عكس ما توقعت ، عقب دخولها المنزل رأت ابراهام وجدتها ..
نهض ابراهام من مكانه وتساءل بقلق :
-أين كنتِ ؟! .. ولما هاتفك مغلق ؟ .. قلقنا عليكِ
وضعت يدها على صدرها تنظم أنفاسها بهدوء وراحة بال ، ثم جلست على الاريكة للحظات حتى هدأت من روعها ثم أجابت على أسئلته بهدوء :
-بطارية هاتفي منخفضة .. وكنت اتجول في شوارع باريس
جلس ابراهام بجوارها متمتا بالاعتذار ثم قال بأسف :
-لقد نسيت أن كيفن يعرف عنوان هذا المنزل عندما كنت أدرس في الجامعة
أمسكت بيده وتحدثت بهدوء :
-لا عليك يا ابراهام .. المهم أنه لن يعلم انني هنا
-اطمئني يا ابنة عمي لن يعلم .. لقد سأم من الواقفة على أمام الباب
اومأت رأسها بخفة ثم نظرت إلى جدتها متمته بالاعتذار بسبب سحبها لسماعة الأذن خاصتها ، لتقول بصوت منخفض :
-لا عليكِ يا ابنتي .. الأهم سلامتك دائما
اطمئن ابراهام عليهم ثم غادر ، وطلبت الجدة من اديل أن تفتح لها التلفاز ونفذت رغبتها على الفور ، ثم دلفت إلى غرفتها وأول شيء أخذته هي سترة جان وضمتها إليها بقوة واستنشقت عطرة بقوة ، لتشعر بالنشوة وكأن شيئا لم يحدث ، فقد شعرت بالحنان والاطمئنان وكأنها بين ذراعيه حقا ..
أين الطريق إليك ؟ ، يا حناني واطمئنان قلبي ، أحتاج إليك الأن كثيرا ، أحتاج إلى عناقك الذي يجعلني أخترق جسدك ، أرجوك اقترب بشتى الطرق ، أرجوك ابحث عن فتاتك في كل مكان ، لا تسأم ولا تتركها ، فهي حقا تبحث عن الطريق إليك ، الطريق الخالي من العادات والتقاليد الذي كسرت قلبين يحبون بعضهما حبا قويا صلب ، ورغم البعد قلوبهم لا زالت تنبض بحبهم ، القلب يتألم والعين تحزن ولا زال الفراق مستمر ..
استمعت جدتها تناديها فوضعت سترته على الفراش ثم خرجت وجلست تشاهد التلفاز معها ، وجاء مشهد لفتاة مطلقة تخبرها والدتها انها فتاة منبوذة ولن تتزوج مجددا ، فنظرت أديل إلى جدتها وتساءلت :
-لماذا المطلقة تصبح منبوذة ؟
- المطلقة يا ابنتي صعب أن تتزوج ثانية .. يقولون على المطلقة منبوذة
فكرت في حديث جدتها ثم تساءلت :
-حتى لو كان عاشقها رجل غير زوجها ؟
-بعض الرجال يرفضون الزواج من فتاة منبوذة حتى لو كان يعشقها .. وبعض الرجال لن يفرق معهم
نظرت أديل إلى التلفاز شاردة في حديث جدتها وحدثت نفسها سرا :
-افعليها يا أديل .. تزوجي واتفقي معه يطلقك لتكوني منبوذة .. افضل من أن تكوني ضحية لـ كيفن
في الصباح تابع جان عمله بإتقان ولا زال باله منشغل بـ أديل ، وافق على الزواج من ابنة عمه وهي تعلم جيدا انه لم يحبها وقلبه سينبض بحب أديل ، وافقت على هذا وأخذته على أنه تحدي بينها وبين قلبه ، سوف تعمل المستحيل ليعشقها قلب جان وينسى أديل ..
مسح جان على رأس حصانه ثم ادخله الإسطبل ، وتجول في جنينة القصر واضعا يديه في جيب سرواله ، سعادة أهله بزواجه من أوجين تصل إلى مسامع أذنيه ولكن هو غير سعيد بهذا الزواج ، خرج والده يبحث عنه حتى رأى ، ثم تقدم نحوه مناديه عليه ليتوقف جان عن السير ثم التفت إليه ينظر إليه بنظرات عتاب واضحة ، وقف والده في مواجهته وتحدث بهدوء :
-أحب أن ارى ابنائي سعداء دائما .. اكسيل بك خائفا على ابنته من بعده وبحكم صداقتنا .. اوصاني عليها ولهذا زوجتها إلى جوزيف وأنا متيقن أنه سيحبها وسيكون سعيد معها ..
ثم تنهد بهدوء وتعمق بالنظر إلى عين ابنه الذي يعلم ما يشعر به من أول نظرة وتابع :
-لكن أنت يا صغيري أشعر بحزنك وألمك .. و واثق انك لن تحب أوجيني أبدا
لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه ثم قال بارتياح :
-يكفي انك تشعر بي يا والدي العزيز
ثم عانقه وقبله على كتفه ثم قال :
-أحبك كثيرا دانييل بك
ضحك ضحكة خفيفة مربتا على ظهره ثم ابتعد عنه لينظر إليه قائلا :
-أحبك أكثر يا صغيري
بينما خرج شقيقة ينادي عليه فترك جان وتقدم نحوه ، والذي كان يتابعهم من نافذة غرفته ، يبدو عليه الحقد والغضب من كونهم سعداء معا ، توماس يريد أن يتشاجر عمه مع ابنائه دائما ، القى بسيجارته من النافذة بعنف ثم دخل ..
بينما جاء اتصال إلى جان من شقيقة وفتح المكالمة على الفور ، وبعد تبادل السلام تساءل جوزيف بعدم فهم :
-كيف تتزوج من أوجين وأنت تحب أديل ؟
-قلت لك أديل تركتني ورحلت
تحدث جوزيف بتذمر :
-هذا غير مبرر لتظلم ابنة عمك معك
ابتسم جان ابتسامة حزينة ثم قال متعجبا :
-فكرت في ابنة عمك ولم تفكر في أخيك !
نظر جوزيف حوله وتحدث بنبرة حزينة من أجل شقيقة :
-يا حبيب القلب أعلم انك ستظلم نفسك معها ايضا .. لا تيأس يا جان وأبحث عنها
وضع يده على الشجرة مقطب جبينه قائلا :
-لن أيأس أبدا يا جوزيف .. سأبحث عنها في كل مكان
شعر بالقلق من نبرة صوته ثم قال :
-سأعود إلى القصر من أجلك
ثم تحدث معه للحظات وانهى معه المكالمة ، ثم التفت جان وهو ينظر إلى الأعلى مستند بظهره إلى الشجرة ثم جلس على الأرض ، ورفع قدمه اليسار مستند بمرفقه على ركبته ، يتطلع إلى الفراغ بنظرة اشتياق مؤلمه ، أتيه من القلب المكسور الموجوع ، ولم يشعر بقلبه بل يشعر بألم حتما سيؤذيه
وقف جوزيف أمام حمام السباحة يتناول مشروب ساخن ورأسه منشغلة بشقيقة ، بينما استيقظت جين ولم تتذكر ما هتفت به الليلة الماضية وايضا ما فعلته ، تفاجأت انها في غرفة النوم والفستان ملقي على الأرض ، فنظرت إلى ثياب النوم وشهقت بصوت مرتفع ، ثم نظرت حولها بوجه محتقن بحثا عن ذاك الوقح جوزيف ولم تجده ..
خرجنا من الغرفة وهبطت الدرج تنادي عليه بصوت عالي ليستمع إليها وأخبرها بمكانه ، لتخرج جين إلى الجنينة متجه نحوه تنظر إليه بحده بالغة ، ثم وقفت أمامه و ضربته على صدره بغيظ قائلة بتأفف :
-كيف تتجرأ على أن تبدل ثيابي بنفسك .. أيها الوقح
قبض على معصمها بيده لتكف عن ما تفعله ثم قال من بين أسنانه :
-أنت فقط ساعدتك في ارتداء سترتك .. وأنتِ استيقظتِ وصفعتنني
اتسع فاها قليلا بينما تركها جان وتناول رشفة من المشروب ، فيما تنحنحت جين بهدوء وقالت معقده حاجبيه :
-أسفه .. أنا لن أتذكر شيئا
لاحت ابتسامه على شفتيه ثم نظر إليها مقطب جبينه متسائلا :
-هل أنتِ تعتادين على تناول الكحول
نظرت إليه بحزن واضح فقد تذكرت ما هتف به الليلة الماضية ثم قالت بصوت مكسور :
-لا .. هذه المرة الأولى .. بسبب حديثك معي
-حسنا يا صغيرتي .. لا تحزني .. فقط كنت مضايق من ما بدر منكِ
اومأت برأسها موافقة وجاءت تذهب أمسك جوزيف بيدها فالتفتت لتنظر إليه ، ورأت ابتسامته التي تجعله أكثر وسامة ، وتساءل جوزيف بمكر :
-لا تتذكرين ما أخبرتني به الليلة الماضية ؟!