الفصل الثاني والعشرون صدمات متتالية

كان جاسر يشعر بالصدمة عندما سمع حديثها، لا يصدق أن غرام تنوي فعل هذا الشيء، لم يكن يتخيل أنها سوف تأخذ مثل هذا القرار، صاح بانفعال واضح:

-ما الذي تفكرين به أنتِ؟ مستحيل أن أوافقكي على هذا الشيء يا غرام، أنتِ سوف تخسرين الكثير، أنا لن أدعكي تضحين بحياتكِ ولا أفعل شيء.

انفعلت غرام وهي تنظر له:

-ما الذي تريدني أن أفعله يا جاسر؟ أنت لا تعرف جلال أكثر مني، صدقني هو لا ينتهي بطريقة أخرى، حتى لو اعترفت عليه هو سوف يخرج منها، ربما سيدينني، ليس لدي أي مشكلة في تحمل نتائج خطأي ولكن لا يمكنني أن أتركه يعيش بسلام.

أمسك جاسر بزراعها وقد ظهر الغضب على وجهه وهو يحذرها:

-لن أدعكي تفعلي ما تفكرين به يا غرام، لن أجعلكي تفقدين حياتكِ.

دفعته غرام وهي تشعر بالغضب الشديد:

-يبدو أنني مخطأة لأنني أشارك جبان مثلك ما أريد، أنا سوف أفعل ما يمليه عليّ قلبي وأنت لا دخل لك بي.

أتت لتذهب ولكنه وقف أمامها وهو يعلم أنه من الصعب الوقوف أمامها في شيء تريد أن تفعله:

-حسنًا اهدئي يا غرام، اخبريني أنتِ سوف تذهبين له ومن بعدها تستميليه وتسجلي له مقطع صوتي حتى يثبت ما قام به؟

نظرت له وتابع هو بلوم شديد:

-ماذا لو اكتشف أمركِ وقام بقتلكِ، ماذا لو تعرض لكِ بسوء، لن يصدق يا غرام، صدقيني لن يصدقكي بتلك السهولة هو السبب في جروحكِ الآن، حبكِ إلى عاصم جعل قلب جلال يقسى عليكِ كثيرًا.

ابتلعت غرام ما بحلقها وهي تعلم أن جاسر محق، اومأت له وهي تخبره بهدوء قبل أن تتركه وتقرر الصعود إلى عاصم:

-دعني أفكر أكثر يا جاسر، لا تضغط عليّ هذه الفترة؛ لأنني لا أحتمل أبدًا.

تركته ورحلت من بعدها، كانت تشعر بالتشتت، عينيها شاردة بشكل شبه دائم، رأت شهاب يخرج من المنزل في هذا الوقت، وقف أمامها وهي مازالت تنظر له بوجه بارد، ابتسم باصطناع:

-لم يرتاح قلبي إلى حديث عاصم، لا أشعر أنه صادق، شمس فتاة متهورة لكن ما الذي سوف يجعلها تتهمكي؟! إن كان لكِ علاقة شوف أعرف يا غرام، سوف يكون حسابكِ وسوف أنسى أنكِ زوجة ابن عمتي وصديقي في ذات الوقت.

تجاهلها ليغادر لكنها تحدثت ليتوقف بصدمة:

-مثلما نسيت أن عنبر تكون ابن عمتك أليس كذلك؟ تخيل معي لو علم عمي تاصر وكذلك عاصم؟ أنت تتهمني ولا يوجد معك دليل، لكن أنا معي الدليل.

التفت لها وقد أصفر وجهه وشحب فحأة من القلق، ابتسمت هي ببرود شديد وهي تتابع حديثها:

-ماذا بك يا شهاب؟ يبدو أنك غير مستعد لتحمل نتيجة أفعالك.

انفعل ومازال ينظر لها ولا يطيقها:

-اخبريني ما الدليل الذي لديكِ يا غرام؟!

ابتسمت له وهي تتصنع التفكير لتجعله على وشك أن يقوم بقتلها:

-ما الدليل؟ أجل لقد تذكرت إنه عنبر، لا أظن أنك ترغب في دليل أقوى من هذا، هي مستعدة للاعتراف عليك، ليس لديها مشكلة في هذا يا شهاب.

اقترب شهاب منها بغضب وهو يمسك بزراعها ونظراته تكاد أن تقتلها:

-أنا أحذركي من التلاعب معي يا فتاة، أنا لست طيب القلب مثل عاصم، أنا شخص سيء ويمكنني أن أجعلكي تعانين طوال حياتكِ، لا تتلاعبي معي يا صاحبة العيون البريئة.

نظرت إلى يده ومن ثم قامت بدفعه وصفعه بقوة، اشتعل غضبه وهو لا يصدق أنها تجرأت وفعلت هذا، أتى ليقترب منا فتقوم بركله، سقط أرضًا من بعدها وهي اقتربت منه لتهمس:

-اعاني بنفسك لأنني سوف أجعل الأمر صعب عليك للغاية يا شهاب، احذرني قبل الجميع.

تركته من بعدها وترددت لكنها حسمت أمرها أنها سوف تصعد لترى عنبر، تركت الباب على غرفتها لكنها لم تجيب وعلمت أنها ليست بالأسفل، ربما تكون في المطبخ مع والدتها، قررت أنها سوف تذهب إلى عاصم لتكمل في باقي خطتها، اقتربت لتقوم بطرق الباب لكنها تفاجأت عندما سمعت شمس بالداخل:

-أنت كيف لك أن تتزوج بتلك الفتاة يا عاصم؟ قل لي ما الشيء المميز بها؟ أنت لا ترى كيف تتحدث، إنها لا تناسبك ولا تناسب عائلتنا بأي شكل، هي بعيدة كل البعد عنّا صدقني.

تحدث عاصم والغضب قد سيطر عليه:

-ما الذي تريديه يا شمس؟ اخبريني ما الفائدة من كل هذا الحديث؟ أنتِ تتحدثين في شيء لا أفهم بماذا سوف يفيدكي؟ اخبريني كيف تتصلي بشهاب وتخبريه دون دليل أن غرام هي من قتلت أخيه؟!

انفعلت شمس ويبدو أنها على وشك البكاء:

-أنا أشعر بالغيرة الشديدة يا عاصم، هذه الفتاة لا تناسبك أبدًا، أنت تزوجت بها من أجل الشفقة عليها، هي خدعتك صدقني هي لا تحبك يا عاصم، أنا الوحيدة هنا التي تحبك أكثر من أي شيء آخر.

سحق عاصم أسنانه وهو يكاد أن يجن من الغضب:

-انتهينا يا شمس اخرجي الآن من هنا، لا تغضبيني أكثر، لا دخل لكِ بحياتي.

اقتربت شمس لتحاوط عنقه وعينيها تعانق عينيه:

-لا تجعلني أفقدك يا عاصم، لا يمكنني أن أحتمل هذا، دعني بالقرب منك دائمًا.

قبل أن يتحدث عاصم وجد الباب يُفتح وتدخل غرام، دفع عاصم شمس وهو يشعر بالضيق الشديد، اقتربت غرام وهي تبتسم باصطناع:

-لم أكن أعلم أن شمس هنا! مرحبًا بكِ يا شمس، أظن أنكِ أتيتِ للإطمئنان على حالة زوجي!

وقفت شمس بعد أن كانت تجلس بجوار عاصم لتبتسم غرام ومن ثم تقترب وتجلس هي بجواره:

-شكرًا لكِ يا فتاة، كالعادة لا أرتاح إلا بجوار زوجي.

لمست وجنته بينما هو يعلم ماذا تفعل وكيف تريد لشمس أن تشعر بالغيرة، بالفعل شعرت شمس بالغضب الشديد وقررت الخروج لتودعها غرام ضاحكة:

-ليلة سعيدة يا شمس.

نظر عاصم لها وأمسك بيدها الموضوعة على وجنته:

-ما تلك الجرأة يا ترى؟

اختفت إبتسامتها وهي تنظر له، شعرت بالكثير من الارتباك، لا تعلم ماذا تقول، اوشكت على الوقوف لكنه حاوطها بزراعيه وهو ينظر لها بمكر:

-لا يمكني الهرب ككل مرة يا فتاتي المشاكسة، هل تعلمين يا غرام؟ أنتِ تحتاجين لدرس قاسي لا أعرف كيف يمكنني أن أعطيه لكِ، اخبريني ما الذي يجب أن أفعله معكِ يا فتاتي؟!

عضت على شفتيها بغيظ وهي تنظر له:

-أنت تتعمد اغضابي دائمًا أليس كذلك؟

ضحك عاصم وهو يحرك رأسه بنفي:

-يا فتاة أنتِ من تثيرين غضبي دائمًا، هل يجب عليّ أن أذكركي دائمًا؟

حركت غرام رأسها بنفي وقد لانت نظراتها وهي تقترب لتدفن وجهها في عنقه، تتساءل كيف يتغاضى هو عن كل شيء تفعله، تتساءل هل لو كانت مكانه كانت ستتحمل أفعالها؟

لم تجد أي إجابة، شعرت باقترابه أكثر منها ولم تمنعه، لم تريد أن تبتعد، يكفيها أن تظل بالقرب منه هكذا على الأقل هذه الفترة، قبل أن تذهب وتختفي من حياته إلى الأبد، سمعت صوته يهمس لها بصدق قد شعرت به:

-أنا أحبكي يا غرام، أحبكي كثيرًا ولن يقل هذا أبدًا.

ضمتها كإجابة على حديثه، كانت تتمنى أن يتوقف الزمن هنا وهي بالقرب منه، كانت تتمنى أن ينتهي جلال من حياتهم في تلك اللحظة، تمنت الكثير والكثير من الأشياء التي تعلم أنها من الصعب زوالها، تعلم أن جلال لن يختفي من حياتهم، هو سوف يعود ليأخذها إن لم تذهب له.

قاطع شرودها صوت عاصم وهو يخبرها:

-إن تريدي مني الابتعاد سوف ابتعد على الفور يا غرام.

ابتلعت غرام ما بحلقها وهي تشعر بالكثير من الارتباك، حركت رأسها بنفي وهو ابتسم بعد أن لاحظ تعلقها به.

أتى اليوم التالي واستيقظ كلًا من عاصم وغرام على طرقات على الباب، تحدث عاصم ومازال يضم غرام:

-من بالخارج؟

أتاه الجواب من شمس:

-عمي يقول أن تهبطوا لتناول الطعام.

تحدث عاصم بضيق شديد:

-تناولوا أنتو الطعام لا نفس لدينا.

هبطت شمس وهي تشعر بالكثير من الغضب، نظرت غرام إلى عاصم وقد لمعت عينيها بحب:

-أنت لا تريد ان تأكل؟

حرك عاصم رأسه بنفي وهو يبتسم ويتأمل عينيها:

-من قال هذا؟ أنا سوف اتناولكِ أنتِ يا غرام.

ضحكت غرام وهي تبعد وجهه:

-توقف عن النظر لي بعينيك الجميلة تلك.

سحبها عاصم وكاد أن يعتدل لكنه تألم بسبب قدمه، سحق أسنانه بغيظ:

-لا أعلم متى ستطيب هذه؟

ضحكت غرام على تعابير وجهه واقتربت هي تقوم بضمه، كان عاصم يشعر بالحيرة من تغيرها معه، رغم أن كل شيء يظهر أنه طبيعي وأنها على مايرام لكن قلبه لا يطمئن أبدًا.

مر يومين وقد عادت غرام تضايقه بشدة، تتصرف بما يجعل جنونه على وشك أن يخرج، لا يعلم السبب، لا يوجد لديه تفسير عن سبب أفعالها الغريبة، انفعل وهو يحرك رأسه بنفي:

-لن تذهبي مع جاسر إلى أي مكان هو ليس صغير، يرغب في شراء الملابس يذهب بمفرده.

حركت غرام رأسها بنفي وهي تقوم بتصفيف شعرها:

-لا يا عاصم، هو قال أنه سوف يذهب وأنا اخبرته أنني سوف أذهب معه، رفض في البداية لكنني اصريت وهو لا يريد مضايقتي.

تحامل عاصم على نفسه واقترب قام بسحبها وهو يرمقها بغضب شديد:

-أليس لكِ زوج يا غرام؟ كيف تفعلي هذا وتقرري الخروج مع رجل لا علاقة لكِ به؟ أنا لن أترككي تخرجين.

دفعت غرام يده وهي تتصنع الغضب:

-أنا لن أرجع في كلمتي مع جاسر، سوف أذهب يا عاصم، لن تستطيع منعي عن شيء أنا أريده.

نظر عاصم لها بغضب شديد، قام يدفعها وذهب لباب الغرفة ومن ثم قام باغلاقه:

-أنا لن أترككي تذهبي يا غرام، افعلي ما تشائي.

ابتسمت غرام ساخرة وهي تنظر له، اقتربت لتقف أمامه مباشرة وعينيها مسلطة على عينيه:

-هل تظن أنك رجل هكذا؟ اخبرني كيف تتجرأ وتتحكم بي بتلك الطريقة؟

انفعل عاصم وهو يحاول أن لا يقوم بضربها:

-توقفي عن اغضابي يا غرام، ما الذي يحدث لعقلكِ أنتِ؟ اخبريني هل ستقبلي إن خرجت مع شمس لتشتري ملابس لها؟!

هي تحاول أن تقوي قلبها، لكن مجرد التخيل جعلها على وشك أن تفق عقلها، رمقته بغضب شديد بينما هو ابتسم عندما لاحظ نجاح خطته، عقد زراعيه أمام صدره وهو ينظر لها:

-اخبريني يا غرام ما رأيكِ يا ترى في هذا الحديث؟!

رمقته غرام بغضب شديد وذهبت لتجلس على السرير، اقترب ليجلس بجوارها، أمسك بيدها وهو يحاول التحدث بهدوء معها:

-أنا لا أتحكم بكِ يا غرام، نحن زوجين، هذه الحياة يجب عليها أن تتبع القواعد وإلا سوف نخسر بعضنا البعض، نحن شركاء في هذه الحياة، عليكِ أن تتجنبي الشيء الذي يزعجني وأنا سوف أحاول أن لا أقترب من أي شيء يضايقكي، أنا أحبكي يا غرام، عليكِ أن تعرفي هذه الحقيقة دائمًا.

تعلم غرام أنها لو كانت في وقت آخر وسمعت حديثه الحنون هذا كان الأمر سيختلف كثيرًا، كانت ستصبح أكثر سعادة، ربما ستقوم بضمه واخباره أنها لا تريد شخص سواه، لكن الآن تبدل كل شيء لتتحدث بجمود جاهدت لتتصنعه:

-لا يفرق معي إن كنت تحبني أم لا يا عاصم، أنا أريد أن أعيش بالطريقة التي تناسبني والذي أفضلها أنا، لا يفرق معي أي شيء آخر.

كان عاصم ينظر لها بعدم استيعاب، لاحظ أنها لا تميل لحديثه، صدمته بطريقتها وجمودها أمامه، تركته يتساءل ما الخطأ الذي قام به معها، لماذا تصر على افساد كل شيء بتلك الطريقة؟!

وقفت غرام ومن ثم ذهبت إلى الحمام، كأنها تخبره أن حديثها قد انتهى عند هذه النقطة، مازالت ترى أنه يتحكم بها ويقيد حريتها، أما الحقيقة هي أنها تتألم ولا تريده أن يتألم مثلها، هي وهو مش النار والماء أحدهم سوف يمحي الآخر، ليس من السهل السيطرة على نيرانها ومن الصعب أن تمحي ما مضى لتعيش معه.

وقفت أمام المرآة وتساقطت دموعها، حركت رأسها بنفي وهي تردد سرًا أن عليها أن تكون أقوى، عليها أن تكون مستعدة لتواجه أي شيء سيء من الممكن أن يحدث، ابتلعت ما بحلقها وهي تهمس بصوت وحدها من تستطيع أن تسمعه:

-سوف يكون كل شيء على مايرام لا تقلقي يا غرام، سوف تكوني بخير بعد أن تفعلي ما تريدي، هو سوف يكمل حياته وسوف يعتاد على هذا، في الأصل كان يعيش بدونكِ، ليس من الصعب عليه أن يكمل.

سمعت طرقاته على باب الحمام ويبدو أنه غاضب جدًا، ابتلعت ما بحلقها وهي تغسل وجهها، حاولت أن يخرج صوتها بشكل طبيعي أثناء انفعالها:

-ما الذي تريده يا عاصم؟ هل ممنوع الدخول إلى الحمام أم ماذا؟!

تحدث من بين أسنانه ويبدو أنه في قمة غضبه الآن:

-أنا أنتظر خروجكِ هذا الوضع لا يمكنني أن أتغاضى عنه يا غرام، علينا أن نجد حلًا لأن صبري سوف ينفذ ووقتها سوف أقوم بقتلكِ، لا أعلم كيف تكوني بكل هذا البرود، في كل لحظة تفقديني عقلي.

مسحت غرام دموعها وهي تحاول الثبات، خرجت ووقفت أمامه مباشرة وهي تنظر إلى عينيه بجراة تعجب لها، لم يعلق على نظراتها أو ما حدث، صدمها بسؤاله الذي لم يتوقعه في هذا الوقت:

-هل كنتِ تبكين يا غرام؟

نظرت له وقد شعرت بالضيق الشديد أما هو حرك رأسه بعدم استيعاب:

-هل تظنين أنني أقوم بتقييد حريتكِ حقًا؟ كيف تفكرين شيء كهذا لا أفهم؟

ابتلعت غرام ما بحلقها وهي تنظر له:

-أنت لا تفهمني والحديث لا يغير شيء.

حرك عاصم رأسه بنفي وقد كان منفعل لأقصى حد وهو يحاول الهدوء من أجلها ومن أجل أن لا تسوء الأمور أكثر، تحدثت غرام والدموع داخل عينيها:

-أما لا أريد التحدث معك يا عاصم، لا طاقة لدي في النقاش الآن، لن أذهب إلى أي مكان لكن دعني أخرج من الغرفة، لا أريد البقاء في الغرفة، إن أردت دعنا نهبط ونجلس بالأسفل.

أومأ عاصم لها ومازال يصر على الحديث معها:

-سوف نفعل بعد أن نتحدث يا غرام، لا أجد أن هذا صعب وسوف يستنفذ طاقتكِ، أنا أحاول ترتيب أموري، أجاهد ليكون كل شيء بخير فقط.

ابتلعت غرام ما بحلقها ولا تعلم ما الذي يجب عليها أن تقوله، تعلم أن الحق كله معه، كيف ستخترع شيء يمكنها أن تحزن من أجله، بدأت في التحدث وهي تحاول أن تبقى جامدة:

-لم أكن أتخيل أن حياتي معك ستكون بهذا الملل يا عاصم، ظننت أن حياتنا سوف تكون مختلفة وسوف نستمتع لكن في الحقيقة لم أعد أطيقها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي