Part14

في سيارة هارون

كان يقود السياره مبتسم للغايه فأخيرا مراده قد تحقق بعد كل هذه السنوات ما أجمل أن يكون قلبك فرحا مهنيا بقرب الحبيب والصحبه

افنان بضحك: اما حتت فكره تجنن يا نور بجد

نور بإبتسامه: عارفه

هارون بضحك: احلا حاجه فيها التواضع

ايوب بهدوء: بس انت ليكي هدف تاني صح

نور بنظرات ذات مغزه: مش انا اللي ليا هدف وانت عارف انا بلا اهداف

ايوب بإبتسامه : ومالو مهو بكره هنعرف كل حاجه يا نونه

هارون وقد بدأ يفهم ولكنه لم يكترث كثيرًا: بقلكوا اي... ما تيجوا نسهر بره مع بعض

افنان بحماس: اه ياريت بجد ثم اكملت وهي تنظر لأيوب: علشاني يا ايوب علشان خاطري

ايوب بضحك: حاضر ماشي بس هنروح فين؟!

نور: اعرف مطعم كويس نروح ناكل اي حاجه لأحسن انا واقعه بجد ونتمشى شويه ولا اي

امأ لها الجميع وذهبوا للمطعم سويًا كان جميل وهادئ للغايه منسق ومصمم على النطاق القديم فكان مثل مطعم ايطالي في السبعينات فكان رائع للغايه ولكن من اول دخولهم لاحظ ايوب نظرات احدى النادلين (الجرسون) لأفنان وكأنه يحفرها في رأسه اكلت الغيره قلبه بشده كان يود ان يأخدها ويذهب بعدما يحطم رأس هذا الابله ولكنه لم يرد ان يخرب عليهم الليله

نور بحماس: هاا ناكل اي

هارون وهو يرسم الجديه: نفسي كده في حبة كوارع على نص كيلو ممبار ويا سلام بقا لو حبة فشه وكرشه

افنان بقرف: هي نعمة ربنا وكل حاجه بس منك لله قلبت معدتي

هارون بضحك: بهزر بهزر

ايوب بزفير من هذا الصديق المتخلف عقليا: ناكل مكرونه بشاميل وسمبوسك وسلطات وكده اي رأيكوا

امأ له الجميع فأشار هارون النادلين المتجمعين فأتى منهم واحد واااه يا ليته لم يأتي يا رباه فكان نفسه الذي كان ينظر لأفنان عند دخولهم

الجرسون بإحترام: اوامركم؟!

كان ايوب يود ان يشقه نصفين على نظراته لأفنان حتى انه امسك بكوب الماء الموضوع فوق الطاوله وظل يضغط عليه حتى احمرت يداه بشده وقد املا هارون الطلب للنادل الذي انصرف فورًا ومن بعدها حول ايوب نظره لأفنان وكان ينظر لها نظرات ثاقبه غامضه للغايه

افنان بتوتر: في اي يا ايوب؟!

ايوب بجمود: تعرفيه؟

افنان بعدم فهم: هو مين دا!

ايوب بغضب: الجرسون اللي كان هنا من شويه اي هتعملي نفسك مش فاهمه ولا اي؟!

افنان بحزن وقد بدأت عينيها ترغغ بالدموع من طريقة حديثه: ايوه فعلا مش فاهمه حاجه وبعدين انا مبصتش عليه اصلا ومعرفه منين كنتى عارف عمري ما كان ليا معارف اصلا

نور بتدخل: ايوب انت اكيد فاهم غلط عادي يعني محصلش حاجه

ايوب بغضب: انت شفتيه كان بيبصلها ازاي وحياة امي لأكسر المخروبه دي فوق دماغه

وما كاد ان يكمل حديثه حتى هب  من مكانه سريعا وتوجه داخل المطبخ فكان هو يقف هناك ينتظر انتهاء الطباخ من اعداد الطلب ولكن تفاجأ بهجوم ايوب عليه وظل يسدد له الضربات بشكل متتالي وحاول كل من في الجميع ابعاده عنه  بما فيهم هارون الذي ركض خلفه مسرعًا

هارون بغضب: ايوب خلاص كفايا هنتفاهم الواد هيموت في ايدك اوعا سيبوا

وفي النهايه خلصه هارون من يده بصعوبه وظل الصنادل يلهث بشده والدماء كانت تتسرب من أنفه بشكل كبير وايضا يد ايوب التي انجرحت بشده من قسوة الضربات التي سددها له وجاء صوت المدير الذي هلع من منظر المطبخ الذي كانت حالته متدهوره للغايه

المدير بقلق فهو يعرف ايوب حق المعرفه: خير يا ايوب بيه حصل اي ؟!

ايوب بجمود وهو يشير نحو النادل: هاتوا معاك وانا مستني في المكتب

ثم ذهب ولم يسمع ندائات نور الغاضبه التي كانت تحتضن افنان التي كانت تبكي بشده

افنان بخوف: انا خايفه يكون حصله حاجه والله ما عملت حاجه يا نور والله

نور بنبره حنونه: عارفه عارفه والله بس هو طبع ايوب كده اهدي مش هيحصله اي حاجه بس هو مش هيمشي من هنا غير لما ينفذ اللي في دماغه فهمتي

امأت لها في هدوء وهي لازالت تبكي فمنظر ايوب وهو يعبر من أمامها كان مرعبًا للغايه فكانت عينيه حمراء شعره مبعثر وثايبه غير مرتبه بالإضافة إلى الدماء التي كانت تنزف من يده



داخل المكتب

كانت يجلس ايوب وعينيه سوداء من شدة الغضب والغيره التي تأكل قلبه وهارون الذي كان يراقبه في هدوء فهو يعرفه جيدا ويعرف انه من دون ما فعله لكان انفجر من شده غضبه والمدير والنادل الذين لم يكونوا يفهموا اي شيء

ايوب بجمود وهو يوجه حديثه للنادل:  كنت بتبصلها لي؟!

النادل بتوتر: هي مين؟!

اشعل هارون سيكارة وبدأ في تنفسها ببرود: ولا انا مش طايق نفسي هشوهك اقسم بالله كنت بتبص لمراتي لييي؟!

النادل بخوف: والله ما كنت اعرف انا بس كنت

انقطع كلامه خوفا عندما رأى ايوب يقف مكانه فاجأه واقترب منه يجذبه من ثيابه بغل: مش انا قلتلك تلخص كنت بتبصلها ليييي اخلص وإلا هاخد روحك دلوقتي حالا

المدير بسرعه: قول يا بني قول الحقيقه ابوس ايدك

النادل برعب: انا مكنتش اعرف انها مراتك بس المكان دا عالي اوي زي ما انت شايف كده فا مش بالطبيعه اوي انه يجي هنا بنات محجبين انا والله كنت مستغرب بس انكم واضح انكم اغنياء وناس كبيره وهي ما شاء الله حلوه في الحجاب يعني ومش مبينه ولا شعره والله دي الحكايه لكن انا عمري ما ابص على واحده بالطريقه اللي في دماغك ربنا شاهد عليا والله

المدير بتدخل: وانا اشهد يا ايوب بيه الشاب دا شغال هنا من سنين عمره ما بص لزبونه ولا قل ادب مع حد ابدا

ايوب بهدوء وقد تركه وبدأ في تهديم ملابسه بهدوء:  متزعلش مني يا حماده اسمك اي؟!

النادل بأدب: مصطفي يا فندم

ايوب ببرود: هتيجيلي بيتي بكره هتشتغل معايا ثم هب ليرحل في هدوء: راجل يا مصطفى

هارون بهدوء: بعتذر ليكوا بالنيابه عن صاحبي... ثم اخرج دفتر شيكات وكتب شيك بمبلغ: اتفضل علشان الخساير وعلاج مصطفي

المدير بأمتنان: شكرا بجد يا هارون يا بيه

ثم رحل هو أيضا في هدوء ووجدهم ينزلون علي السلم في هدوء فكان ايوب أمامهم وبعده افنان التي كانت تتمسك في نور بخوف وبعدها هارون الذي نظر لنور نظرات مطمئنه وكأنه يخبرها بأن كل  شيء بخير



في قصر البحراوي

قد استيقظت فيكي بإرهاق وكانت شبه عاريه هي وبيتر الذي كان نائم بجواره ظلت تتأمل به بهيام  ومن بعدها بدأت في العبث في شعره وظهره بطريقه مدروسه فبدأ في التململ

بيتر بإبتسامه:  مساء الخير يا فيكي نمنا كتير صح؟!

فيكي بضحك: الساعه داخله على 10

بيتر بزفر: ضيعينا اول يوم في مصر نوم

فيكي بعبث: يا بيبي مفيش حاجه ضاعت يلا قوم وانا هشوف حاجه ناكلها انا جعانه اوي

امأ لها وذهب للمرحاض اما هي فأرتدت روبها القصير على قميص نومها الأبيض والذي كان قصير للغايه وكان اغلب جسمها ظاهر بطريقه لا تليق ابدا وخاصتا في هذا السن خرجت خارج الغرفه وبدأت في البحث عن المطبخ حتى وجدته ودخلت بغرور ولكن لاحظت احدهم يقف ويبدو انها لا زالت واصله إلى هنا

فيكي بعجرفه: انت مين ؟!

الفتاه بهدوء ولهجه صعيديه: انا زينه يا هنام طلبني سيدي ايوب من البلد علشان اخدم في البيت هنا تحت امرك يا ست الهانم

فيكي بقرف: حتى اخياريهم في الشغالين بقا حاجه قرف كل حاجه ضاعت وخربت من بعدي في البيت دا اللمهم اعملي اي حاجه اكلها انا وجوزي جهزي السفره يعني وياريت متعمليش بقا اي حاجه فيها زيت وسمن والدهون وكده اعملي النهارده اي حاجه وانا هعلمك تعملي اي من اول بكره فاهمه ومش عاوزه اي غلط


زينه بخوف: حاضر يا هانم



في سياره هارون

كانت افنان تبكي وهي شارده في زجاج السياره فقد عنفها بطريقه كبيره وايضا ارعبها كثيرا بطريقة حديثه وكأنها خائنه وكأنها فعلا خانته وهو يريد الاخذ بالثأر الحاله الذي كان بها كانت مروعه فقد كبر الموضوع كثيرًا كانت نور تضع يدها على كتفها وتجزبها لأحضانها في كل حين ومين فكانت تشعر بها بشده

هارون بحمحمه: تحبوا نروح البيت ولا نروح اي حته

افنان بغضب: انا مش عاوزه اروح في حته انا عاوزه اكون لوحدي

ايوب ببرود: اطلع على البيت يا هارون

افنان بغضب: بس انا قلت اني

كانت ستكمل ولكن هدرتها نور ببغض النظرات فصمتت حيث انها تثق في نور وتحبها بشده

ساد الصمت حتى وصلوا  داخل حديقة المنزل  الكبيره ولكنها كانت تضيف بأفنان بشده فكانت تشعر بالأختناق

ايوب:  انزلوا انتو انا عاوز افنان شويه

هبط هارون وجذب نور وبدأ في التمشي حول القصر وهم يتبادلون أطراف الحديث في حب واطمئنان فهم يعرفون ان ايوب سوف يراضيها

ايوب وهو يقترب من افنان حتى اللتصق بها: مالك يا  فراولتي

افنان بغضب: انت بتهزر ولا اي؟ على اساس انك مش عارف مالي صح؟ ثم اكمل ببكاء مرير: حرام عليك انا قلبي كان هيقف والله حرام اوعا انا همشي ان شاء الله. ابات في الشارع حتى


جذبها إلى حضنه سريعا وظل يمسد على جسدها بحب وحنان كبيرين كان يريد إدخاله في قلبه يريد أن يبث طفلته بحنان حتى تشبع  وتهدأ


ايوب بحب وهيام: انا اسف اسف من كل قلبي والله يا حبيبتي افنان انت عمرك ما هتفهمي الاحساس اللي انا فيه دا انت مكانك جوا قلبي يا افنان انت واخده قلبي ومهاجره بيه انا كل ما احاول اهدا واقول لنفسي عادي واي يعني ومش لازم تكبر كل حاجه كده بس صدقيني مش بقدر والله منا قارد يا افنان... قليلي اعمل اي يا افنان اعمل اي انا لما شفته بيبصلك كنت هتجنن والله كنت عاوز اقوم اشقه نصين كان نفسي اموته مع اني متأكد وواثق انك متعرفيش اي حد غيرنا وامك عمرك ما تبصي لأي حد وانك مخلصه وبتراعي ربنا بس مش انا اللي بعمل كده ثم أشار على قلبه وكاد ان يبكي: هو دا السبب والله انا قلبي  بيوجعني كل ما تنزل دمعه منك بلاش عياط علشان خاطري

ثم اخرجها من أحضانه وقبلها عدة قبلات على وجهها بشكل متفرق ومن  بعدها احتضنها من جديد وبعدها نزلوا معا وهي تنظر له بحب شديد وكأنها تريد أن تبقى معه للأبد حبيبي الغيور لا يقدر على النظرات العاديه من احد الأشخاص وأهم نور وهارون واتجهوا الليهم بحب شديد


نور بمرح: ايوه كده خلي الشمس تطلع زعلك وحش اوي يا افنان يلا ندخل ولا اي حاسه الجو برد

ايوب بإبتسامه وهو يمسك يد افنان: ايوه يلا ثم نظر لهارون: وانت يلا علشان تاكل وتيجي تنام

هارون بشهقه: نعم يا اخوي اوعا تقلي هناك في اوضة الجنينه تاني والله كنت اموت نفسي


افنان بضحك بالغ حتى ادمعت عينيها: حرام بجد كده يا ايوب ما تسيبوا بقا كده كده اللي اسمه بيتر دا غريب وقاعد معانا اهو عادي

هارون بتأييد وغضب مضحك: ايوه قليله قليله البيه اللي مش واخد باله من حاجه دا

ايوب بضحك: علشان خاطر افنان بس


هارون بسعاده: ربنا يخليكي لينا يا مرات اخويا


ايوب بغييظ: قلت اي؟!


هارون بتمثيل الخوف: يخليها ليك يعني

ضحك الجميع عليهم ومن ثم دخلوا للداخل فكانت وجدوا بيتر وفيكي يجلسون على  طاولة الطعام وطبعا ملابس فيكي الفاضحه التي أثارت غضب الجميع وبيتر السمج في كل شيء أيضا ولكن لفت نظرهم صوتها العالي الغاضب وهي تنادي على احدهم


فيكي بغضب: انت يا غبيه يا اللي اسمك زينه


زينه بركض:  ايوه يوه يا ست الهانم


فيكي وهي  تلقي في وجهها طبق البيض المقلي في غضب وغل ظاهريين: هو انا مش قلتلك يا غبيه يا فلاحه انت متعمليش اي حاجه بزيت او دهون اي مش بتفهمي ولا اي؟!


زينه بخوف وبكاء: والله يا هانم زيت نباتي اقسم بالله....

همت لكي تصفعها ولكن يد هارون قد سبقتها: اوعي تمدي ايدك عليها روحي انت يا زينه ارتاحي وحقك عليا متزعليش

انصرفت الفتاه في هدوء بعد لمها للطعام الذي وقع أرضا وبعدها ظلت نظرات هارون مسلطه على والدته بغضب ولكن تدخل نور الذي أعجب البعض بشده


نور بدلال: خلاص بقا يا حبيبي احنا مش عاوزين حاجه تعكر مزاجنا النهارده اه صحيح يا طنط فيكي مش تقليلنا مبروك اصل انا وهارون كتبنا الكتاب والفرح كمان يومين

صدمه والف صدمه ولكن هيهات لمن ابتدى الحرب شاعلًا بها ال
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي