الفصل العشرون يوم سعيد

تحدثت فرحة خلال المكالمة الهاتفية مع زوجها ليث واخبرته أنها ليست على ما يرام وأن حالتها تسوء، طلبت منه العودة إلى المنزل بشكل عاجل، لم تستطيع مقاومة التعب فسقطت على الأرض فاقدة لوعيها.

على الجانب الٱخر ليث يتحدث إليها فوجدها لا تجيب عليه، استمر في التحدث إليها ولكن دون جدوى.

بدأ القلق يتسرب إلى قلبه الذي إزدادت نبضاته من الخوف  على محبوبته، قبض يده ولطم عجلة القيادة بقوة ثم قال:

—ترى، ما الذي فعلته بكِ علية؟! أخشي أن أصل فيكون الوقت قد تأخر.

إستدار ليث عائدًا بسيارته في اتجاه المنزل، شعور قوي ينتابه وخوف شديد من أن يصل متاخرًا فيكون مكروهًا قد أصاب فرحة.

اخذ يفكر فيما يمكنه فعله، وأخير قرر أن يقوم بالاتصال على سليم.

اتصل ليث بسليم ولكنه لم ينتبه لهاتفه لكونه كان قد فعل خاصية الصمت أثناء الصلاة.
ظل يكرر ليث الأتصال وهو يردد:
—سليم أرجوك قم بالرد أنت الوحيد الذي بإمكانه الإسراع لنجدة فرحة.

منزل نصار الجوهري.

دلف سليم إلى غرفته وقد شعر ببعض التعب فأراد أن يطمأن على روح وينال قسطًا من الراحة قبل أن تصل أخته فرحة إلى المنزل.

بحث عن زوجته داخل الغرفة فلم يجدها، انتابه القلق وحدث نفسه :
—ترى أين ذهبت، أخشى أن تكون قد غادرت المنزل بلا عودة.

فجأة خطر بباله الشرفة ذهب إليها فوجدها واقفة تنظر إلى السماء في حزن وشرود.

اقترب منها وحدثها قائلًا:
—روح، هل يمكنني التحدث إليكِ؟

خرجت روح من شرودها وحدثته:
—تفضل فلتتحدث فيما تريد.

وقبل أن يتحدث سليم بكلمة واحدة، سمعت روح صوت هاتفها فتحدثت قائلة:
—سليم، اعتذر إليك سوف أقوم بالرد على الهاتف لعله شيئًا هامًا.

أومأ سليم برأسه وقال:
—حسنًا، لا داعي للإعتذار يمكنك الرد على الهاتف، وسنواصل حديثنا فيما بعد.

أسرعت روح بالرد على هاتفها لتجد ليث ابن عمها يتحدث إليها:
—روح، أعتذر عن اتصالي بك ولكنني قمت بالاتصال على سليم لمرات عديدة، لكنه لم يجيب على هاتفه، من فضلك لو كان عنك أخبريه أن الأمر هام.

نظرت روح إلى سليم وحدثته قائلة:
—سليم، إنه ليث لقد قام بالاتصال بك عدة مرات ويقول إن الأمر هام.
تعجب سليم من اتصال ليث على الهاتف الخاص بزوجته، أخذ منها الهاتف وتحدث إليه قائلًا:
— ليث، هل هناك ما يستدعي اتصالك على زوجتي؟!

ليث بصوتٍ يملؤه الحزن والقلق:
—سليم، لقد قمت بالاتصال على الهاتف الخاص بك عدة مرات ولكن هناك أمر في غاية الخطورة.

تعجب سليم وأسرع بالتحدث إليه:
—ليث، أسرع وقم بإخباري بما حدث.

ليث وهو يقود سيارته عائدًا لبته تحدث قائلًا:
—سليم، أسرع بالذهاب إلى منزلي وتفقد حالة فرحة، كانت تستنجد بي وفجأة انقطع صوتها عني، على ما يبدو أنها فقدت وعيها، إنني في طريقي إلى المنزل ولكن أردت أن أخبرك ربما تسبقني إلى هناك.

ما إن علم سليم بأن أخته قد فقدت وعيها حتى بدى عليه القلق، نظرت إليه روح وتحدثت:
—سليم ما الذي حدث لفرحة؟

سليم يرتدي عبائته ويخبرها:
—روح، لا أعرف ما الذي حدث لها لكن على أن أسرع بالذهاب إليها ؟

روح بقلق حدثته قائلة:
—حسنًا عليك أن تسرع وأنا سوف أرتدي ملابسي وألحق بك.

سليم  قبل أن يغادر الغرفة نظر إليها وحدثها قائلًا:
—روح، لا داعي لأن تأتي لا بد أن تستريحي.

روح اصرت على أن تلحق به وقبل أن يغادر أخبرته:
—سليم، عليك أن تصطحب معك أدهم فعلام يبدو أنه طبيب بارع.

سمعت العمة سميرة حديث روح فخرجت من غرفتها وتحدثت:
—سليم، ما الذي يحدث هل روح بخير؟!

سليم في عجلة من أمره تحدث قائلًا:
—عمتي أين أدهم ؟ سوف أذهب إلى فرحة يبدو أنها مريضة.

تعجبت العمة سميرة وقالت:
—كيف حدث ذلك لقد كانت تتحدث معي اليوم وكانت في أفضل حال؟! انتظر سوف ٱتي معك.

سليم في عجلة من أمره ويقول:
—عمتي، لا يمكنني الانتظار سوف أذهب أنا وادهم أما أنتِ فيمكنك اللحاق بنا.

سليم لم يستطيع أن ينتظر عمته وبمجرد أن حضر أدهم اصطحبه معه واتجه إلى منزل فرحة.

وصل سليم إلى منزل ليث الناجي الذي كان معه على الهاتف، طرق سليم باب المنزل.

سمعت علية صوت طرق على باب المنزل فأسرعت بفتح الباب، لكنها فوجئت بسليم الجوهري أمامها.

شعرت علية بالإرتباك  بينما حدثها سليم قائلًا:
—أين فرحة الجوهري؟

تحدثت علية وقالت:
—إنها بغرفتها.

ثم أشارت إلى الغرفة الخاصة بها.

أسرع سليم إلى غرفة أخته ومعه أدهم، طرق باب الغرفة لكنها لم تجيب، أسرع بفتح الباب فوجدها فاقدة لوعيها وقد بدى عليها ٱثار التقيؤ.
سليم تحدث إلى ليث وقال:
—ليث، لقد وصلنا ووجدناها في حالة سيئة للغاية، يقوم الطبيب الٱن بإجراء الكشف الطبي عليها.

ليث وقد خشي أن تكون علية قد وضعت لفرحة السم كما قلت قبل ذلك، تحدث إلى سليم:
—سليم، إنني شارفت على الوصول.

أنهى ليث حديثه مع سليم وأسرع نحو منزله.

إلتفت سليم إلى أخته التي بدأت تستعيد وعيها وفوجئت بوجود أخيها داخل غرفتها.

نظرت فرحة إلى سليم وحدثته :
—أخي، ما الذي جاء بك إلى هنا ومن هذا الرجل؟!

ابتسم سليم وعلق:
—ليث هو الذي أخبرني بما حدث لكي لقد كان قلق عليكي للغاية.

نظر سليم إلى أدهم وتحدث:
—أما عن هذا الطبيب البارع، فإنه ابن عمتك.

تعجبت فرحة وعلقت قائلة:
—ابن عمتي؟! عمتي من؟!
ابتسم سليم وتحدث :
—وهل لديك عمة سوى عمتك سميرة، أسمه أدهم كان يعيش بالخارج مع والده وقد عاد إلى هنا بعد وفاة والده.

ابتسمت فرحة ونظرت إلى أدهم وقالت:
—أدهم لقد شرفت بمقابلتك، أنني سعيدة للغاية لأنه أصبح لي ابن عمة وطبيب بارع أيضًا.

ابتسم أدهم وعلق:
—فرحة، أنتم من منحتوني السعادة بوجودكم معي.

حاولت فرحة أن تنهض ولكن انتابها دوار شديد فلم تجد أمامها سوى الجلوس حتى ينتهي هذا الدواء ويهدأ.
نظر أدهم إليها وقال:
—فرحة لا بد أن ترتاحي ولا داعي الإجهاد، خاصة في هذه الأيام.

تعجبت فرحة وتسائلت قائلة:
—تطلب مني عدم الإجهاد هذا الأمر مفهوم، ولكن لماذا عدم الإجهاد هذه الأيام تحديدًا؟!

وفي ذلك الوقت وصل ليث ودلف إلى داخل المنزل فوجد علية تقف خارج الغرفة تتسمع لما يقولونه بالداخل.

وقف أمامها وأمسك بخصلات شعرها، قبض عليها بقوة وجذبها نحوه ثم قادها إلى غرفتها.

داخل الغرفة قام ليث بدفعها بقوة على الأرض فسقطت وارتطمت رأسها بجدران الغرفة فتألمت وصرخت قائلة:
—ليث، ما الذي تفعله؟!لماذا تتعامل معي بكل هذه القسوة؟!أعلم أن تلك المرأة الشيطان قد أفسدت علاقتك بي، ولم تعد تكن لي أية مشاعر.

ليث في غضب:
—فرحة ليست بشيطانة، الشيطانة هي التي تدبر المكائد والحيل التي قد تصل لحد القتل.

علية وقد ازدادت غضبًا وغيرة:
—حسنًا، تعني بذلك أنني أنا الشيطانة، ليث سوف تندم على ما تفعله بي أشد الندم.

تحدث ليث بغضب وتوعد قائلًا:
—لو ثبت لي أنك من تسبب فيما يحدث لزوجتي، اقسم لكي لن أتردد في قتلك، ليس هذا فحسب بل سأقوم بتقطيع جسدك وإلقاؤه للكلاب الضالة في شوارع البلدة.

شعرت علية بالغضب، نهضت من الأرض وهندمت ملابسها ثم حدثته بهدوء غير مسبوق وقالت:
—ليث، لن أحاسبك الٱن سوف يأتي وقت الحساب وستدفع الثمن غاليًا جرا ما فعلته بي الٱن.

نظر إليها ليث نظرة حادة مقتصبة، ثم غادر الغرفة واتجه إلى غرفة فرحة ليطمئن عليها.

دلف ليث إلى داخل الغرفة، استقبله سليم وقد علت الابتسامة وجهه وتحدث قائلًا:
—مرحبًا ليث، مرحبًا بعدو الأمس، وصهر اليوم الذي كاد خوفه على زوجته أن يفتك به، لم أكن أتوقع أنك ستحب فرحة وتحسن إليها إلى هذه الدرجة، لقد أخبرتني فرحة عن المعاملة الحسنة التي تتعامل بها معها، حقًا إنني ممتن للغاية لذلك.

ابتسم ليث وعينه على فرحة التي جلست على فراشها وقد علت الابتسامة وجهها عندما رأت زوجها وقد بدى عليه الخوف والقلق عليها .
تحدث ليث إلى سليم وقال:
—سليم، أنا من يشعر بالامتنان إليك لأنك جئت إلى هنا بسرعة ومعك هذا الطبيب.

ثم نظر إلى أدهم وحدثه:
—سيدي، شكرًا لك على ما فعلته حتى تستعيد زوجتي وعيها ولكن ما الذي أصابها؟

ابتسم سليم وربت على كتف ليث وقال:
—ليث، في البداية هذا أدهم ابن عمتي وهو طبيب بارع يكفي أنه من سيزف إليك بشرى كنت تنتظرها منذ سنوات.

تعجب ليث ونظر إلى أدهم الذي تحدث وعلى مبسمه ابتسامة جميلة وقال:
—ليث، مبارك عليك سوف تصبح أبًا عما قريب.

ليث في ذهول وصدمة نظر إلى أدهم وعلق:
—سيدي، ما الذي تعنيه من هذا؟!

ضحك سليم وتحدث:
—وهل ما أخبرك به أدهم يحتاج إلى تفسير، فرحة حامل وهذا ما تسبب لها في تلك الاعراض اللي اصابتها.

ليث اندفع إلى زوجته وقبل جبينها ثم حدثها قائلًا:
—كانت لدي أمنية كبيرة في أن أصبح أبًا، لكنني منذ أن تزوجتك واجتاح حبك قلبي وحياتي، كانت امنيتي هي أن أحظى بقلبك ولكن بعد أن جمع الله أمنيتي  القديمة والجديدة ليس أمامي سوى أن أسجد لله شاكرًا على ما أنعم به لي من نعم عظيمة.

سجد ليث لله شاكرًا على ما أنعم به عليه، بينما تزداد نيران الغيرة بداخل علية اشتعالًا.

حضرت روح والعمة سميرة إلى منزل ليث الناجي، وما إن دلفت العمة  سميرة إلى داخل منزل ليث نظرت إلى علية نظرة حادة مقتضبة وتعمدت تجاهلها، ثم دلفت إلى غرفة فرحة.

أسرعت العمة سميرة إلى فرحة وقد بدى عليها القلق وحدثها:
—ابنتي، ما الذي حدث لكي؟ حين تحدثتي إلي في الصباح كنتي بخير فماذا أصابك بعد ذلك؟!

ابتسمت فرحة وقالت:
— عمتي، لا داعي للقلق إني بخير ولكن لدي خبر لكي، ابنة أخيكي حامل.

ابتسمت العمة سميرة وأسرعت إلى فرحة وقامت بتهنأتها، وهمس في أذنها قائلة:
— ابنتي، أنتبهي جيدًا من تلك للمرأة فهى لن تجعلك تهنئين بحملك هذا ومن الأفضل أن تقضي فترة الحمل في بيت والدك.

ابتسمت فرحة ونظرت إلى عمتها وحدثتها:
—عمتي، لا داعي للقلق لن يصل الأمر إلى هذه الدرجة اطمئني.

روح وقد وقفت بعيدًا عن فرحة تخشى أن تكون فرحة لا زالت غاضبة منها لأنها السبب في زواجها بليث، نظرت إليها فرحة وحدثتها:
—روح، ألن تأتي وتهنئيني؟

ابتسمت روح وأسرعت إلى فرحة ثم قامت بمعانقتها وهي تحدثها:
—فرحة، تمم الله حملك وفرح قلبك، كنت أخشى أن تكوني غاضبة مني لما تسببت لكي فيه.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
— لست غاضبة منك كل شيء بقدر لقد جعل الله ليث هو نصيبي ولقد رضيت بذلك فأرضني الله به فهو نعم الزوج ونعم الحبيب.

تعجبت روح من حديث فرحة الذي أدخل السعادة على قلبها وقالت:
— الٱن قد أطمأن قلبي، كنت حزينة لشعوري بالذنب؛ لأنه بسببي تم اجبارك على الزواج بليث، ولكنني فوجئت بهذه الكلمات التي تعبر عن حبك وتقديرك له، على العكس تمامًا مما كان يقال عنه.

ابتسم ليث ووضع ذراعه على كتف زوجته ثم تحدث:
—إنه الحب يا ابنة عمي، حب فرحة هو الذي غيرني وجعلني أولد من جديد؛ حتى أكون  زوجًا جديرًا بها.

ابتسمت روح وعلقت:
—ليث، فرحة، لا تعلما مدى سعادتي برؤيتكم وقد جعل الله بينكم هذا الحب وهذه المودة، حفظكما الله وبارك لكما فيما رزقكما.

ابتسمت فرحة وأخذت روح إلى غرفة أخرى جلست تتحدث إليها وتقول:
—روح، لقد أخبرتني عمتي بما حدث بينك وبين أخي سليم، أنكِ تصرين على الطلاق منه، لن أجبرك على شيء لا تريدينه ولكنني استحلفك بكل مشاعر الود والحب التي جمعت بينكما أن تتأني وتفكري جيدًا، إنني على يقين أن أخي يحبك.

تلألأت الدموع في عين روح وتحدثت قائلة:
—فرحة، منذ أن تزوجت بسليم لم أشعر للحظة واحدة بذلك الحب الذي تتحدثين عنه، الٱن انفجرت ينابيع الحب بداخله بعد أن علم أنني مصابة بمرضٍ خطير أليس هذا بشيءٍ عجيب؟!

ربتت فرحة على كتف روح وحدثتها:
— اقسم لكي أن ما يحمله أخي تجاهك ليس بشفقة وأنما هو الحب الذي كان يخفيه بداخله، هل أخبرك بشيء لا يعلمه أحد حتى أخي.

نظرت روح إلى فرحة وقالت:
— يمكنك إخباري بما تريدين، أنني استمع إليكِ وأشعر بإرتياح عندما اتحدث إليكِ.

فرحة تذكرت ما حدث من أخيها عندما كانت حرارته مرتفعة، فتحدثت قائلة:
—عندما كان أخي مريض وحرارته مرتفعة دلفت إلى غرفته لأطمئن عليه فوجدته يتحدث إلي على إنني أنتِ فقال:
—"روح، إنني أحبك ولا أطيق بعادك".

ابتسمت روح وعلقت قائلة:
—هل حقًا تحدث بهذه الكلمات؟!

فرحة أمسكت بيدي روح وحدثتها قائلة:
—ليس هناك ما يستدعي أن أكذب عليكي، أخي يحبك كثيرًا لكنه يكابر ولا يريد أن يعترف لكي بهذا الحب الذي يمليء قلبه.

شعرت روح ببعض الإرتياح ولكن فجأة تغيرت ملامحها وتبدلت الابتسامة إلى اقتضاب وبدى عليها الحزن ثم تحدثت قائلة:
—فرحة، لا يمكنني أن أكون بهذه الأنانية واستمر معه ثم يخطفني الموت فيكسر قلبه ويحزن لذلك.

تلألأت الدموع في عين فرحة وتحدثت قائلة:
—الأعمار بيد الله، لا احد يعرف متى سيقبض علينا أن نعيش ما تبقى لنا في هذه الحياة وكأننا نحيا العمر كله، دعي كل شيء بيد القادر الذي يقدر لنا مقاديرها واستمتعي بكل لحظة في حياتك.

وهنا دلف سليم إلى داخل الغرفة نظر إلى روح وقد علت الابتسامة على وجهه ثم قال:
—روح، كيف حالك؟

روح بابتسامة هادئة تحدثت:
—إنني بخير، ماذا عنك؟

ابتسم سليم وقال:
—على وشك أن أصبح جسدًا بلا روح؛ فروحي تريد أن تفارقني.

نظرت روح في عين سليم فتحدث سليم قائلًا:
—هل ترين أحدًا بعيني؟

ابتسمت روح وقالت:
—لا زلت لا أرى غيري بعينك.

ابتسمت فرحة وشعرت بسعادة بالغة، فكما كانت روح سببًا في زواجها بليث ولكن سبب غير مباشر، كانت هي أيضًا سببًا في عودة المياه لمجاريها ولكن بشكل مباشر.

فتح سليم ذراعيه على مسرعيها فارتمت روح في حضنه، ضمها إليه وظلت بداخل حضنه حتى تحدثت فرحة وقالت:
—أخي، لديكم منزل تستطيعوا أن يعانق كلًا منكما الٱخر، أنا هنا فأخشى أن تصيبكم عيون علية.

ضحك سليم وضحكت روح للمرة الأولى منذ فترة طويلة.

وضع سليم ذراعه على كتف روح وحدثها قائلاً:
—هيا بنا إلى منزلنا فلدينا حديثًا طويلًا علينا أن ننهيه.

غادر الجميع بيت ليث الناجي وسط سعادة من الجميع بنبأ حمل فرحة، وعودة العلاقة بين الزوجين سليم وروح.

بعد مغادرة الجميع منزل ليث، اقترب ليث من فرحة وهمس إليها :
—حبيبتي إنني سعيد للغاية، كم كنت أتمنى أن يرزقني الله بطفل يحمل أسمي، أكثر ما أسعدني أن هذا الطفل سوف يأتي من أكثر إمرأة عشقها قلبي.

نظرت فرحة إلى ليث وقد بدت عليها علامات السعادة واضحة ثم تحدثت وقالت:
— اليوم من أسعد أيام حياتي، فقد حقق الله أمنيتك وعلني سببًا في هذا، واستعاد أخي سليم علاقته بزوجته وجعلني الله أيضًا سببًا في ذلك.

ابتسم ليث وضع ذراعيه على كتف زوجته وتحدث:
—فرحة، أنت حقًا أصبحتي الفرحة الوحيدة في حياتي.

خارج الغرفة وقفت علية وقد عزمت على التخلص من فرحة، فقالت:
—حسنًا ليث، إن كانت هي فرحتك الوحيدة سوف أخلصك من فرحتك هذه، فلتذهب فرحة وما تحمله إلى الجحيم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي