الفصل التاسع عشر غيرة

نظر عاصم لها ولم يجد شيء ليقوله، كيف يخبرها أنه يسامحها وإن لم يفعل ويسامحها لماذا دافع عنها؟ مشاعره مضطربة، لكن هو واثق كل الثقة أنه لن يسمح بحدوث شيء لها، هو على استعداد تام لفعل أي شيء من أجل حمايتها.

نظرت غرام به بتعجب واعادت سؤالها:

-ما الأمر يا عاصم؟ أسألك إن كنت تسامحني و..

قاطعها عاصم بنفاذ صبر وهو ينظر لها:

-من الأفضل لنا أن تتوقفي عن التحدث في هذا الأمر، أنا لا يوجد لدي طاقة للحديث معكِ.

انفعلت غرام وهي تنظر له:

-لا أعلم كيف تتغير بين دقيقة والأخرى أنت؟ حسنًا يا عاصم على راحتك.

انتهى اليوم واصرت غرام على البقاء مع عاصم في المستشفى، اقنعهم أن يذهبوا رغم قلقهم الشديد بشأنه، كانت تعلم أنهم لن يغفروا لها ما سمعوه، كانت تجلس على الكرسي بجوار سريره، شعر بتعبها الشديد وهي تجلس بهذا الشكل، قام سعد بالدخول في هذا الوقت وقد كان حديث موجه لها:

-غرام يمكنكي ان تأتي معي، سوف أجد لكِ غرفة مناسبة لتبقي بها و..

قاطعه عاصم وهو لا يرتاح لمعاملته مع غرام:

-شكرًا لك هي سوف تبقى معي في الغرفة.

نظر سعد له بتعجب ومن ثم وجه حديثه إلى غرام من جديد:

-الغرفة صغيرة ومن الأفضل أن ترتاحي، جروح جسدكِ لم تكن بسيطة أبدًا وتحتاجين للراحة.

رسمت غرام إبتسامة وقد لاحظت نظرات عاصم لهم:

-حسنًا إن كنت تصر على هذا لا بأس، بالفعل أنا أحتاج للراحة و..

قاطعها في هذا الوقت انفعال عاصم:

-أذهب من هنا الآن وإن احتجنا إلى شيء يمكننا طلبك هيا، غرام اقتربي أريد التحدث معكِ.

ذهب سعد بعدما شعر بالاحراج من طريقة عاصم واقتربت غرام من عاصم وهو على حين غفلة سحب شعرها لتشهق بصدمة:

-هل جننت يا عاصم؟ دع شعري الآن وإلا سوف تندم.

نظر لها وقد كانت عينيه حمراء والغضب يسيطر عليه:

-تريدين الراحة أليس كذلك؟ اخبريني يا غرام ما هو جنسكِ؟ تتحدثين مع رجل غريب وتجارينه في الحديث، تخالفين حديث زوجكِ من تظنيني؟

كانت تمسك بيده وعينيها ثابتة في مقابلة عينيه:

-دع شعري يا عاصم، أنت تخطأ وأنا لا أسمح بهذا.

ابتسم عاصم ساخرًا ومن ثم قام بدفعها:

-صحيح لقد نسيت أنني أتحدث مع قاتلة، من يدري أي مصائب قومتي بها، اخبريني يا غرام لم يصل بكِ الأمر لتصبحي فتاة ليل أليس كذلك؟

اتسعت عينيها بصدمة وهي تنظر له بعدم استيعاب، شعر عاصم أنه جرحها وقد رأى هذا جلي على وجهها، تحدثت ودون إرادة منها خرج صوتها مرتجف:

-أنت شخص سافل.

تركته من بعدها وخرجت من الغرفة، أغمض عينيه والضيق يحتل كيانه بأكمله، جلست على الكرسي الموضوع بالخارج والغضب أكثر شيء يسيطر عليها، حاولت أن تتمالك أعصابها ولكنها فشلت في النهاية لتتساقط دموعها وتقوم بمسحها سريعًا:

-كل شيء سوف يكون على مايرام، من المهم أن يأخذ وقته ليتعافة، عليه أن يرتب أفكاره ويرى ما الذي يريد أن يفعله، لا أظن أنه سوف يلقى بي للشرطة.

بقيت في مكانها وغلبها النعاس لتغمض عينيها حتى شعرت بيد على كتفها، انتفضت ولكنها رأت سعد أمامها من جديد، ما إن التقت عينيه بها حتى تحدث:

-غرام لا يصح أن تبقي نائمة على هذا الكرسي، لا أعلم كيف لكِ أن تكوني زوجة لهذا الرجل؟ أيعقل أن يكون هو من اخرجكِ!

ابتلعت غرام ما بحلقها وهي تحرك رأسها بنفي، اعتدلت في مكانها ونظرت له وهي تشعر بالنعاس الشديد:

-لم يحدث شيء، إذا سمحت هل من الممكن أن تتأكد لي إن كان عاصم نائم أم مازال مستيقظ دون أن يلاحظ أنه سؤالي.

أومأ لها وهو يلاحظ أنها تتعصر في الحديث، يعلم أنها مريضة ومع ذلك تكابر ولا تريد أن ترتاح، دلف هو إلى الغرفة ووجد عاصم مازال مستيقظ، تأفف عندما رأى سعد وسأله:

-هل غرام تجلس في الخارج يا ترى؟

أومأ سعد له وهو يقترب ويضع مقياس الحرار في فم عاصم، كان الآخر يرمقه بنظرات مشتعلة، ربما فهم سعد أنه يشعر بالغيرة منه، أزال مقياس الحرارة واخبره:

-من الممكن أن تخرج غدًا، حالتك مستقرة كثيرًا، لكن للاطمئان بقيت هنا هذه الليلة، من الأفضل أن تقنع غرام أن تخضع للمتابعة، هي ليست على مايرام.

رمقه عاصم بغضب وهو يحذره:

-لا دخل لك بها هل تفهم؟ اخبرها أنني مريض وأريد التحدث معها في أمر ضروري.

نظر سعد له والغضب قد تمكن منه، لم يفعل شيء ليخضع لهذه المعاملة الجافة من عاصم، التزم الصمت حتى لا تزيد الأمور سوءً وذهب لينادي غرام التي اقتربت بعد أن ظنت أنه مريض، خرج سعد وتحدث عاصم بهدوء:

-اغلقي الباب يا غرام.

قامت بإغلاق الباب وهي تشعر بالضيق الشديد منه، اقتربت وهو أمسك بيدها لتقم بسحبها:

-ما الذي تشعر به؟ وما الذي تريده مني؟!

سألها بابتسامة تهكم ارتسمت على وجهه:

-وهل يهمكي حالة الشخص السافل؟ لماذا تسألين عنه يا ترى؟!

رمقته بغضب شديد وهي تحرك رأسها بفقدان أمل:

-أنت ترى أنني المخطأة وحديثك هذا كان عادي للغاية، دعني أخبرك أنني أقوى مما تتخيل يا عاصم، لا أسمح لأي شخص مهما كان أن يقترب مني بأي شكل أو يضع يده عليّ، أنا آخر فتاة تسمح بشيء كهذا، حتى جلال مع سوءه لم يفعلها، أنت كيف تتحدث بشيء كهذا وتكون بكل هذا البرود؟

انفعل عاصم وهو ينظر لها:

-لم أجلبكي إلى هنا لنتشاجر يا غرام، اقتربي ونامي بجواري.

ابتسمت ساخرة وهي تنظر له:

-لن أفعل ولم يعد لك دخل بي، أنا حرة وأفعل ما أريد، لا يمكنك أن تغصبني على النوم بجوارك وأنا لا أطيقك.

عقد حاجبيه قبل أن ينفجر ضاحكًا، نظر لها وهو يبتسم بمكر شديد:

-لا تطيقيني حقًا؟

نظرت له كما لو كانت تعاتبه وتلومه بعينيها:

-ألا ترى أن حديثك لا يغتفر يا عاصم؟ ألا ترى أنه كان قاسي وأنا تعرف جيدًا أنني لست من هذا النوع.

نظر لها عاصم وهو يتحدث بجدية:

-ألا تري أن كل شيء حدث جعل ثقتي يكِ تنعدم يا غرام؟ أنا بشكل مفاجئ علمت أن الفتاة التي احببتها بصدق وتزوجت بها هي قاتلة أصدقائي، ماذا تنتظري مني يا غرام؟

حركت رأسها بنفي وهي تتجه للباب:

-لا أنتظر منك شيء يا عاصم، أنا أنتظر مصيري، أعلم أن النهاية لن تكون مبشرة بالأخص بعد الشيء الذي حدث بينك وبين جلال، هو لن يصمت وأنت سوف تسعى للقضاء عليه.

انفعل عاصم وهو ينظر لها:

-تريدي مني أن أتركه؟

نظرت له وهي تحرك رأسها بنفي:

-كنت أتمنى أن تبقى بعيدًا، سجلت لك المقطع حتى تقوم بابلاغ الشرطة عنه، أنا كنت أتمنى أن يكون كل شيء على مايرام، هذا الشيء الوحيد الذي اردته حقًا.

أشار عاصم لها لتقترب، اقتربت وهي تشعر بالضيق الشديد:

-ما الذي تريده بعد يا عاصم؟ لقد مللت من كل شيء.

أمسك بيدها وهو يسحبها لتنام بجواره، تمددت وهو يلاحظ ضيقها الشديد، لا يعلم كيف تتعامل معه بتلك الطريقة وهي التي دمرت كل شيء، تحدثت بهدوء:

-مازلت كما أنا، لم أرضي عنك يا عاصم، لا يمكنني أن أتجاهل ما قولته انت، كيف تقول أنني..

قطعت حديثها والدموع داخل عينيها، شعرت بيده تسير على زراعها وهو يهمس:

-لا تفكري في شيء يا غرام، انتهينا، مازلت أحاول أن أدرك ما يحدث، عائلتي لن تصدمت، إن عرف شهاب لن يكون الوضع جيد، الشخص الذي توفى هو ماجد أخيه، أنا مازال قلبي يؤلمني.

تساقطت دموعها وأبعد يده عنها، اعتدلت وهي تنظر له ودموعها تتساقط:

-لم أكن أقصد هذا، لقد كنت أعاني ولكن جلال كان..

قاطعها عاصم هذه المرة وهو يحرك رأسه نافيًا:

-لم يعد لهذا الحديث فائدة يا غرام، لقد سبق وقولتيه مرارًا، على كل حال لن يعود صديقي، فقط الأمور تزداد تعقيدًا.

بكت بألم وهي تشعر بقبح فعلتها، تحدثت بما كان يحدث وقد رأى عاصم الصدق داخل عينيها:

-أنا كنت أريد الابتعاد عن ماجد، لقد كانت هذه المرة الأولى الذي يكلفني بها جلال بمهمة، لكن ماجد تبعني وعرف أين أسكن، حاول التعرض لي عندما علم أنني بمفردي، لم يكن الأمر سهل، حتى أنه قام بضربي وقتها و..

صمتت وهي تزيل الملابس عن عنقها:

-جرح كتفي هذا هو من تسبب به، كان لدي مرآة مخدوشة وهو صدمني بالحائط واخترقت المرآة جسدي، عندما رأني أنزف ابتعد وهرب على الفور، وقتها ذهبت إلى جلال وعالجني هو، اخبرني أنهم لا يستحقون الشفقة، لكنني كنت أرى هذا بنفسي، إلا أنت يا عاصم، مازلت عند رأيي أنت تستحق الجيد.

كان عاصم شارد في حديثها، يشعر بالكثير من التشتت، لا يعلم أي رد فعل يجب أن يتخذ معها، ضمها وهي استندت برأسها على صدره، لا يرغب في التفكير في أي شيء الآن.

أتى اليوم التالي واستيقظت غرام على حركة عاصم، اعتدلت لتتألم:

-هل أنت بخير يا عاصم؟ هل أذهب وأحضر الطبيب على الفور؟

حرك عاصم رأسه بنفي ووجهها يظهر عليه الضيق والألم، لمس وجنتها بحنان وكأنه يسألها ماذا تعاني، ابتسمت هي باصطناع وهي تخبره:

-أنا بخير، لا داعي للقلق يا عاصم، أنا فتاة قوية جدًا، أستطيع التحمل لا بأس.

كان ينظر لها والقلق يظهر على وجهه، ابتلع ما بحلقه وهو يلمس وجنتها بحنان:

-توقفي عن قول أنكِ قوية، لن ينقص كبريائكِ إن اعترفتِ بألمكِ، كل شيء سوف يكون على مايرام.

ابتسمت له غرام وهي تحرك رأسها بتفهم:

-لا تقلق وسوف يكون كل شيء على مايرام وقتها، عليك أن تهتم بنفسك وبصحتك يا عاصم.

أومأ لها وهو ينظر إلى عينيها:

-أنتِ تهملين نفسكِ يا غرام، دعيني أرى جروحكِ الآن.

حركت غرام رأسها بنفي وقد شعرت بالكثير من الاحراج:

-لا يوجد داعي يا عاصم، قولت أنني بخير، لا يوجد شيء بي.

حرك عاصم رأسه بنفي وهو لا يصدق أنها تكابر نفسها إلى هذا الحد، دلف سعد مع الطبيب بعد أن قام بطرق الباب، ابتعدت غرام عن عاصم وتحدث الطبيب وهو يبتسم:

-حالتك تتحسن بسرعة، هذا جيد كثيرًا، يمكنك الخروج اليوم إن أردت هذا.

ابتسمت غرام وهي تومأ له بسعادة، كانت تشعر بالقلق عليه ولكن أخيرًا تحسن حاله، لاحظت أن سعد ينظر لها وما إن التقت عينيها بعينيه حتى ابتسم، ابعدت وجهها عنه ولم ترتاح لهذا، لم تكن تعلم أن عاصم يرى هذا ويلاحظ ما يحدث جيدًا.

انفعل عاصم وهو يشير إلى غرام لتقترب:

-تعالي يا غرام أريد التحدث معكِ قبل أن نذهب، شكرًا لك يا دكتور أريد التحدث مع زوجتي على انفراد الآن.

أومأ الطبيب وقد تعجب من طريقة عاصم الفظة معه، خرج وتبعه سعد الذي يلاحظ غيره عاصم الشديدة منه دون أن يفعل شيء، انفعل عاصم وهو يقبض على زراع غرام:

-تجعليني على وشك الجنون وأنتِ تجذبين الكثير بعينيكِ البريئة تلك.

تعجبت غرام وهي ترى نظراته المشتعلى تجاهها، ابتعدت وهي تبتسم ساخرة:

-ما هذا الجنون يا عاصم؟ علينا أن نخرج من المستشفى في أقرب وقت وإلا ستسوء حالتك، يا لك من مسكين.

قبض على يدها من جديد وهو يسحبها له وقد بدى غاضبًا أكثر من المعتاد:

-غرام أنا لا أمزح معكِ، أنا أتحدث بكل جدية، من الأفضل أن تتعاملي على هذا الأساس هل سبق وتحدثتي مع هذا المدعو سعد؟

حركت غرام رأسها بإيجاب وهي لا تفهم ما الذي يريد أن يصل له:

-من الطبيعي أن أتحدث معه يا عاصم ما المشكلة؟ هو مسؤول عن حالتك أيضًا و..

قاطعها عاصم من جديد وهو لا يعطيها الفرصة للتحدث، قام بسحبها بقوة وهو يحذرها من الآكمال في هذا الحديث، كادت دموعها أن تتساقط والغضب يحتل كيانها:

-هذا الحقير عينيه كانت تلتهمكي وتقولين من أجل حالتي؟ أي نوع من الفتيات أنتِ؟ تقولين أنكِ ذكية وفي الواقع أنتِ أكثر الأشخاص غباء وسذاجة.

دفعت يده بانفعال واضح وهي لا تستطيع أن تتحمل إهانته تلك:

-لا أسمح لك يا عاصم، أنا لا أسمح لك بالتعامل معي بتلك الطريقة مهما حدث.

ابتسم عاصم ساخرًا وهو ينظر لها، رفع سبابته أمامها محذرًا:

-إن حدث ووجدتكِ تتحدثين معه من جديد أنا سوف أقضي عليكِ بنفسي.

رمقته بغضب وأتت لتخرج من الغرفة ليوقفها صوته:

-سوف نذهب أنا وأنتِ، سوف تقودين السيارة وأنا لن أنتظر أحد.

كانت تلاحظ طريقته معها، أصبح شخص فظ معها، يعاملها بطريقة سيئة وتشعر بالإهانة من جميع أفعاله، حاولت أن تسيطر على نفسها وهي تردد أنه فقط متعب وهذا هو السبب في معاملته.

هدأت قليلًا وبالفعل ساعدته وخرجوا من المستشفة وهو يستند على عكازه ويحيط بكتفها، كان يشعر بالضيق ويتوعد إلى جلال في كل دقيقة، وصلوا إلى القرية ومن ثم دلفوا بالسيارة حتى وصلوا أمام المنزل، هبطت غرام وساعدت عاصم، ما إن راتهم عنبر من الڤرندا حتى ركضت لتخبر والدتها.

كانت والدتها تحضر الطعام وعلى وشك الذهاب إلى عاصم في المستشفى، لكن فاجأتها عنبر وخرجوا جميعًا ليستقبلوا عاصم ونظراتهم الغاضبة موجهة إلى غرام، شعرت غرام بالراحة عندما لم تحد شهاب.

لا تعلم لماذا رؤيتها إلى شهاب تشتتها وتؤثر عليها كثيرًا، اقتربت والدة عاصم منه وقامت بضمه وهي تبتسم بسعادة:

حمدًا لله على سلامتك يا حبيبي، أتمنى ان يتم شفاؤك ويكون كل شيء على مايرم.

ابتسم عاصم وهو يضمها، لاحظ نظرات عنبر وكذلك شمس إلى غرام، ابتعد عاصم وهو يبتسم ومازال يمسك بيد غرام، اقترب في هذا الوقت جاسر الذي تجاهل الجميع ووقف أمام غرام:

-وجهكِ مجروح، تبدين شاحبة الوجه يا غرام! ما الذي حدث لكِ؟!

نظرت غرام له وكانت تود أن تبكي بشدة، سيطرت على نفسها وهي تتحدث بهدوء:

-سوف أخبرك ولكن ليس الآن، عاصم لحاجة إلى الراحة وسوف أذهب معه إلى غرفته.

حركت شمس رأسها بنفي وهي تبتسم بتهكم:

-لن تذهبي معه إلى أي مكان ما الذي يضمن لنا أنكِ لن تقتليه؟

نظر جاسر بغضب إلى عنبر التي تجاهلت النظر له، تمنى لو يقوم بصفعها في هذا الوقت، لكنها ظلت أمنية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي