الفصل السابع عشر اختطاف
كانت غرام تشعر بألم رأسها يزداد، لا تقوى على فتح عينيها، حاولت أن تتذكر ما حدث لكنها فشلت، آخر شيء تذكرته هو وجود جلال في غرفتها ووقوفه بشكل مفاجئ وهو يقترب منها، فتحت عينيها بعد عناء:
-أين أنا؟
اعادت غلق عينيها عندما شعرت بالضوء يكاد يعميها، شعرت بيد على شعرها وقد وصل صوت جلال إليها:
-هل أنتِ بخير يا غرام؟ لقد اغلقت الضوء، تستطيعي أن تفتحي عينيكِ.
فتحت عينيها بصدمة وهي لا تصدق أنها مازالت معه، سألته وهي على وشك أن تفقد وعيها:
-أنت ما الذي تفعله هنا؟ أخرج ولا تأتي إلى هنا مرة أخرى.
ضحك جلال وهو يلمس وجنتها:
-أنتِ تقولين لي أخرج وأنتِ الموجودة بشقتي يا غرام!
اتسعت عينيها لعدم استيعاب، جلست وهي تنظر حولها، قام بإضاءة المصباح الكهربي لتتفاجئ أنها في غرفة غريبة، نظرت له ليبتسم:
-نحن في مكان خاص مع بعضنها البعض، لا أحد يستطيع أن يعكر صفو مزاجنا، أتعلمين أنني أحبكي كثيرًا؟
اقترب لتقم بصفعه رغم شعورها بالألم يغزوا أنحاء جسدها:
-اتركني الآن قبل أن أقتلك يا جلال، إياك أن تتجرأ وتقترب مني بأي شكل، لن أسمح لك، أنا سوف أنهي حياتك.
وضع يده على وجنته بغضب واقترب ليعيد لها الصفعة وهو يمسك بشعرها بقوة، لم يكتفي بواحدة بل ظل يصفعها عدة مرات حتى أدمى وجهها وهي عاجزة عن ضربه:
-هل تظنين أنكِ قادرة على فعل شيء؟ أنا من علمتكِ كل هذا يا غرام ولا يمكنكي أن تمارسي هذه الفنون عليّ أنا، لن أسمح لكِ يا غرام.
تساقطت دموعها وهو قام بدفعها بقوة لتسقط أرضًا بجوار السرير، أخرج هو هاتفه وقام بتوجيه الهاتف عليها، كان يصورها فتخبئ وجهها، اقترب ليسحب يدها وهو يضحك:
-انظري لي يا غرام، لا تخجلي يا فتاة، دعيني أرى حسنكِ الذي يتلاشى شيئًا فشيئًا، صرخت غرام من بين دموعها:
-اتركني أيها الحقير ماذا تفعل، توقف عن هذا.
صفعها جلال من جديد والغضب يسيطر عليه، سحبها من ملابسها بقوة وهو يتعمد تمزيقها لها، كانت تصرخ وهي تقوم بضربه، لكنه كان يتفاداها بمهارة، ابتعد ومازال يسجل فيديو، حاوطت نفسها وهي تسبه بغضب، أغلق من بعدها وهو يبتسم:
-هذا رائع يا فتاة، هذا الفيديو سوف يجعله يأتي راكض إن كان يحبكي بالفعل، لن يفكر في شيء آخر إن كان يحبكي.
وقفت غرام وهي تحاول أن تسحب الهاتف منه ودموعها لا تتوقف عن السيل:
-لا تفعل هذا يا جلال، يكفي كل شيء فعلته بي، لا تقم بأذيته.
دفعها جلال وهو يحذرها:
-لا تتمادي حتى لا أقوم باذيتكِ يا غرام، إن فعل ما أريد لن يحدث له شيء، سوف ينسى هذه القصة وسوف يأتي بالدليل الذي يديننا والتي قومتي باعطائه له بمنتهى السهولة، لا أعلم كيف تفكرين أنتِ؟!
تساقطت دموع غرام بألم وهي تحرك رأسها بنفي:
-أنت لا تمتلك أي شعور إنساني يا جلال، أنت أحقر شخص قد رأيته في حياتي، كيف تفكر بتلك الطريقة اخبرني كيف تستمر بجرحي بتلك الطريقة؟!
ابتسم جلال ساخرًا وهو يقترب منها ليجلس أمامها مباشرة:
-أشعر أنكِ فجأة تتقمصين دور الضحية؟ لا أشعر بالراحة وأنا أراكي تستمرين بهذا.
تساقطت دموعها بألم وهي ترمقه بغضب شديد، تحاول أن تفكر في حل، لكنها تعلم أن جلال فقد عقله، لن يسمعها ولن يفهم أي شيء تقوله وهو في هذه الحالة، قام بارسال الفيديو إلى عاصم، الذي ما إن رآه حتى انتفض من فوق سريره وهو يشاهدها بتلك الحالة، كان يقوم بضربها ويمزق ثيابها.
وجهها شاحب ومليء بالجروح، كان يقف في مكانه، قلبه على وشك الخروج من بين ضلوعه، لا يعلم ما الذي عليه أن يفعله، تلقى مكالمة من نفس الرقم ليجيب على الفور، ما إن فتح الخط حتى سمع صوت جلال الذي يضحك:
-ما رأيك بزوجتك يا عاصم؟ لم تطلقها بعد أليس كذلك؟
كان عاصم في حالة صدمة، لا يعلم ما الذي يقوله، حاول أن يستجمع حديثه وهو يحذره والغضب يسيطر عليه:
-أنت ليس من حقك الاقتراب منها، دعها وإلا ستصعب الأمور على نفسك.
تحدث جلال بطريقة مراوغة:
-لماذا سوف أفعل يا عاصم؟ في الحقيقة الفتاة جميلة وأنا اقدر الجمال كثيرًا، أتطوق للاقتراب منها.
نجح في استفزازه وهو يصرخ به:
-أنت تصعب الأمور هكذا يا جلال، مهما كانت هذه الفتاة فهي مازالت زوجتي وأنا أحذرك من فعل شيء لها.
ابتسم جلال وهو يعلم أنه يثير غضبه كثيرًا:
-جيد جدًا ولهذا السبب أنا اتصلت بك يا عاصم، من الأفضل أن تطلقها، أعلم انك لن تنفذ شرطي لأتركها وهذا يعني أنني لن أتركها، سوف تكون الفتاة لي و..
قاطعه عاصم بغضب شديد:
-ما الذي تريده يا جلال، أنت تحفر قبرك بيدك الآن، كل شيء فعلته سوف تتعاقب عليه وأنت تعلم أنك لن تفلت منها.
ابتسم جلال وهو يحرك رأسه بنفي:
-لم تتصل بالشرطة بعد يا عاصم، أنا أعلم هذا جيدًا، أنت لم تفعل شيء بعد ولن تفعل، سوف تقابلني وتعطيني الدليل الذي يدينني ويدين هذه المغفلة، لا تنسى أنني قادر أن أجعلها تعترف عليك ويمكنني أن أسبقك بخطوة والوحيدة التي ستعاني في هذه الحالة هي غرام وحدها.
سمع صوت غرام في هذا الوقت وهي تصرخ في جلال:
-أغلق الهاتف أيها الوغد، أرجوك يا عاصم لا تسمع له، دعه يفعل ما يريد، هو لن يقتلني، أرجوك يا عاصم سلم الدليل إلى الشرطة و..
قاطعها جلال بصفعها بقوة وهو يصرخ بها:
-اصمتي، أنا لم أعطيكي الإذن للتحدث، سوف تجعليني أفقد عقلي معكِ وسوف تندمين يا غرام، أنا لم أقتلكي أنتِ محقة، لكنني أريد أن أنجب فتاة تشبهكي، لكنني سوف أربيها حتى لا تكون عنيدة.
تحدثت من بين شهقاتها:
-اللعنة عليك أنت لن تتجرأ وتفعل شيء لي، سوف أقتل نفسي.
انفعل عاصم وهو يأخذ هاتفها ومفاتيح سيارته:
-اخبرني أين انت أيها الحقير، سوف أتي لك، لكن إياك وأن تفعل شيء لها.
ابتسم جلال وقد حقق مراده، لا يوجد خيار آخر لديه، عليه أن يثق بحب عاصم لهذه الفتاة، يعلم جيدًا أن غرام لديها أعين بريئة تجعل الكثير يذوب عشقًا بها:
-سوف أخبرك ولا تغلق الخط، ظل معي حتى أضمن أنك لن تخبر أي شخص.
سحق عاصم أسنانه وهو يتمنى لو يقتل هذا الشخص، سمع بكاء غرام وهي تصيح:
-سوف يقتلك يا عاصم، لا تفعل هذا أرجوك.
أمسك جلال بعنقها وهو ينهرها عن التحدث:
-إن تحدثتي بالمزيد سوف أقضي عليكِ يا غرام، إياكِ والتصرف بتلك الطريقة.
انفعل عاصم وهو يقود سيارته بسرعة:
-أنا في الطريق لا تقترب منها وإلا سلمت ما معي للشرطة.
ابتسم جلال وهو يبتسم عنها ويغمز لها:
-لن تفعل هذا يا عاصم، أنا واثق أنها غالية لديك، هي تعني لي الكثير أيضًا، كنت أتمنى لو لم تسلم لك هذا الدليل، كنت اخذتها وقتها وذهبنا بعيدًا، هيا لا يوجد وقت للندم الآن، حدث ما حدث ووقع قلبها البائس في الحب للمرة الأولى.
----
كانت عنبر تجلس في الڤرندا كما اعتادت دائمًا أن تفعل، شعرت بالضيق عندما تذكرت حالة عاصم، لقد فقد الكثير من شغفه، هي تعلم أنه أحب غرام، حاولت أن تعرف سبب شجارهم وتركها للمنزل لكنه لم يجيبها.
تذكرت عندما حاول والدها التحدث معه وتهرب منهم أن هذا الأمر طبيعي أن يحدث وأنه يريدها أن تأخذ وقتها، لا تبدو حالته جيدة وتتمنى أن تعود غرام؛ فهو سوف يحزن إن استمر هذا البعد، شعرت بيد توضع على كتفها لتلتفت وقد شعرت بالضيق:
-ما الذي تريده يا جاسر؟ ألم يكفي ما حدث من قبل؟
نظر جاسر لها وهو يتذكر حديثه مع عاصم:
-عنبر أنا لن أزعجكي، أنا أرغب في مساعدتكِ، لا أريد لعاصم أن يضر غرام، أنا تحدثت معه، لا أريده أن يخبر الشرطة، جلال من اخبرها أن تقتل منير وماجد، هي لم تكن لتفعل هذا، صدقيني غرام ليست بهذا السوء أنا أعرفها جيدًا، لا تكونوا قاسيين عليها.
اتسعت أعين عنبر بعدم استيعاب وهي تنظر له، حركت رأسها بنفي ودموعها تتساقط:
-انت ما الذي تقوله؟ اخبرني أنت لست تمزح أليس كذلك؟
ابتلع جاسر ما بحلقه وهو يلاحظ صدمتها، علم أن عاصم لم يخبر أحد، شعر بالندم وهو لا يعلم كيف تصرق بهذا الغباء؟ أمسك بيدها برجاء:
-أرجوكِ إن كنتِ لا تعرفين أبقي هذا الأمر سر بيننا.
تساقطت دموع عنبر وهي تحرك رأسها بنفي:
-لا يمكنني أن أصدق هل فعلت غرام هذا حقًا؟ لهذا السبب عاصم لا يتحدث ولهذا السبب قد تغير كثيرًا؟ أيعقل أن يحب عاصم الفتاة التي تسببت في قتل أصدقاؤه، لا يمكنني أن أصدق هذا.
دفعت يده وهي ترمقه بغضب شديد، حركت رأسها بعدم استيعاب:
-كيف تكون أنت بهذا السوء؟ لا أعلم كيف تكون بكل هذا السوء اخبرني؟!
وضعت يدها على وجهها والألم يسيطر عليها، تابعت حديثها بعدم تصديق:
-لا يمكنني التصديق، الفتاة التي كانت تعيش معنا وتزوج بها أخي هي قاتلة مأجورة؟
انفعل جاسر وهو ينظر لها:
-هي ليس لها أي ذنب، أنتِ تم ولادتكِ هنا وفي فمكِ ملعقة من ذهب، أما هي كانت العكس، هي تربت وسط القتلة والمجرمين، تربت مع جلال وهذا أسوء شخص من الممكن أن تقابليه في حياتكِ.
مسح قطرات العرق عن جبينه، قد ندم كثيرًا على التحدث معها في هذا الأمر، تمنى لو أخبره عاصم أنه تحتفظ بالسر لنفسه، اقترب منها برجاء:
-لا تخبري أي شخص أرجوكِ يا عنبر، أنا أثق بكِ، سوف تفهمين كل شيء، عاصم يعرف الحقيقة كاملة، يعرف كل شيء سواء كان جيد أم سيء، انتظري ولا تتصرفي بتهور على الأقل من أجله.
جلست عنبر وهي تبكي، تشعر أنها داخل كابوس، اقترب جاسر وقد تعاطف معها، ربت على يدها وهو يحرك رأسه بنفي:
-لا تبكي يا عنبر، في الحقيقة لا يستحون أن تبكي من أجلهم، هم أيضًا حاولوا استدراكها إليهم، كانوا يعلمون أنها يتيمة ولا أحد لها واستغلوا هذا جيدًا، فتاة غير غرام كانت من الممكن أن تضيع بسبب أُناس مثلهم، عاصم كان مختلف عنهم، كنت أرى عينيها تلمع من أجله.
جلس بجوارها والدموع في عينيه، شعرت أنه يعاني بالفعل ولا يجد ما يقوله:
-دعينا لا نتسرع، هي مخطأة ولكن المجرم الحقيقي هو جلال، أرجوكِ لا تجعليني السبب في هلاكها.
نظرت عنبر له بعدم استيعاب:
-اخبرني كيف لك ان تدافع عنها بتلك الطريقة، هذه الفتاة دمرت عائلتنا، قتلت الفرحة في عدة بيوت، هذه الفتاة تستحق أن تُعدم وأنت عليك أن تُعاقب.
حرك جاسر رأسه بنفي وهو ينظر إلى عنبر وقد بدى مُصر على حديثه:
-انظري لي يا عنبر أنا على استعداد للاعتراف على نفسي أنني أنا من قتلت ماجد ومنير أيضًا، لكنني لم أسمح بحدوث شيء سيء إلى غرام، هي ليست فقط صديقتي بل هي أقرب لي من أي شيء شخص آخر هل تفهمين؟
اتسعت أعين عنبر وهي تراه قد تحول تمامًا من شخص هادئ ولطيف معها إلى آخر عنيف أكثر من اللازم:
-أنت ادافع عن قاتلة، هل أنت مدرك للشيء الذي تفعله أنت بحق السماء؟
أومأ جاسر ووقف في انفعال واضح:
-أجل يا عنبر أنا واعي لهذا الشيء؛ لأن غرام ليست بهذا السوء، أنا أعرفها أكثر من أي شخص آخر، لن أسمح لكم باذيتها مهما فعلتم.
حركت عنبر رأسها بعدم استيعاب وهي تضع رأسها بين يدها، تذكرت عندما رأت عاصم يذهب وهو يتحدث في الهاتف، ترغب في التحدث معه، لكنها قررت أن تنتظره، سوف تنتظر مجيئه، قاطع شرودها جاسر وهو يمسك بيدها:
-عنبر انظري لي، أرجوكِ لا تخبري أي شخص، على الأقل انتظري عاصم ونرى ماذا سنفعل.
نظرت له ومن ثم ابعدت يدها، دلفت شمس إليهم في هذا الوقت وقد عقدت حاجبيها بحيرة:
-ما الأمر، لماذا تجلسون هكذا بمفردكم؟
نظر جاسر إلى عنبر وتحدث بدلًا عنها:
-لا شيء دلفت ووجدتها تجلس هكذا، تحدثنا بشأن عاصم وغرام، هم تشاجرا وعنبر تشعر بالاستياء.
ابتسمت شمس له باصطناع وهي لا تطيقه، يكفي أنه قريب غرام كما تعرف هي، اقتربت وجلست بجوار عنبر وأضطر هو للذهاب وهو يتمنى أن لا تخبرها بشر غرام ولا تخبر أحد.
امسكت شمس بزراع عنبر وهي تشعر بالحيرة:
-ما الذي حدث؟ أشعر أنكِ تشعرين بالضيق أليس كذلك؟
نظرت عنبر لها واوشكت على البكاء، لاحظت شمس هذا وحركت رأسها بنفي وهي تربت على يدها:
-لا تقولي يا عنبر أن كل هذا بسبب عاصم وغرام، لا يمكنني أن أصدق أنكِ تعلقتي بتلك الفتاة الهجومية بتلك السرعة!
حركت عنبر رأسها بنفي وحديث جاسر لا يغادر عقلها:
-أشعر فقط بالاختناق، لا يوجد شيء يا شمس وسوف أكون على مايرام.
صمتت وصمتت شمس أيضًا، تشعر بالكثير من الغضب كلما تذكرت عاصم وغرام معًا، هي قريبته وكانت أحق شخص به، لكن لم يحدث شيء كما تمنت هي، أخذت نفس عميق في محاولة منها للهدوء.
في هذا الوقت كان عاصم يسابق الزمن، يسمع شجارها مع جلال، لا يصدق أنها كانت تضربه وهي بتلك الحالة، كان يصرخ في جلال ويهدده عندما يستمع إلى صراخها، وصل إلى مكان غريب شبه مهجور، تعجب وتحدث إلى جلال وهو يصف له المكان.
ابتسم جلال وعينيه مثبتة على غرام، غمز لها وهو يصف إلى عاصم كيف يدخل، تحدثت غرام برجاء لعله يستمع لها: أرجوك يا عاصم لا تدخل، هو يستعد لقتلك، أرجوك لا تفعل.
فكر عاصم في حديثها، لكنها سمعته يغلق السيارة ويتحرك، لا وقت للتراجع هو موجود هنا، لن يستطيع أن يخرج كما أتى، الأمر ليس متعلق بالدليل وحده بل متعلق بغضب جلال منه وغيرته.
وصل عاصم وما إن دلف إلى الغرفة حتى وقعت عينيه على غرام التي تغطيها الدماء والجروح، كانت تنكمش على نفسها وتحيط بجيدها، اغمضت عينيها بألم وهي تتمنى لو لم يحدث هذا.
اقترب منها عاصم وهي لم ترفع وجهها ولم تنظر له، ضحك جلال ساخرًا:
-لم تخيب عينيكِ البريئة يومًا يا غرام، لكن أنتِ من دمرتي كل شيء، لا أعلم لماذا احببتيه؟ ما الذي يجعلكي تحبي مثل هذا الشخص قولي لي؟!
كانت دموعها تتساقط بصمت، لقد تم ضربها بما يكفي ولم تعد تستطيع الشجار معه، لمس عاصم شعرها وهو يهمس لها:
-كل شيء سوف يكون بخير يا غرام.
انهارت في البكاء وهي لا تصدق أنه سوف يساعدها، لا تصدق أنه لن يتخلى عنها بعد كل شيء حدث، لكن صدمها في هذا الوقت جلال الذي أخرج السلاح من جيب بنطاله وعلى وجهه تعلوا إبتسامته التي تبغضها كثيرًا.
-أين أنا؟
اعادت غلق عينيها عندما شعرت بالضوء يكاد يعميها، شعرت بيد على شعرها وقد وصل صوت جلال إليها:
-هل أنتِ بخير يا غرام؟ لقد اغلقت الضوء، تستطيعي أن تفتحي عينيكِ.
فتحت عينيها بصدمة وهي لا تصدق أنها مازالت معه، سألته وهي على وشك أن تفقد وعيها:
-أنت ما الذي تفعله هنا؟ أخرج ولا تأتي إلى هنا مرة أخرى.
ضحك جلال وهو يلمس وجنتها:
-أنتِ تقولين لي أخرج وأنتِ الموجودة بشقتي يا غرام!
اتسعت عينيها لعدم استيعاب، جلست وهي تنظر حولها، قام بإضاءة المصباح الكهربي لتتفاجئ أنها في غرفة غريبة، نظرت له ليبتسم:
-نحن في مكان خاص مع بعضنها البعض، لا أحد يستطيع أن يعكر صفو مزاجنا، أتعلمين أنني أحبكي كثيرًا؟
اقترب لتقم بصفعه رغم شعورها بالألم يغزوا أنحاء جسدها:
-اتركني الآن قبل أن أقتلك يا جلال، إياك أن تتجرأ وتقترب مني بأي شكل، لن أسمح لك، أنا سوف أنهي حياتك.
وضع يده على وجنته بغضب واقترب ليعيد لها الصفعة وهو يمسك بشعرها بقوة، لم يكتفي بواحدة بل ظل يصفعها عدة مرات حتى أدمى وجهها وهي عاجزة عن ضربه:
-هل تظنين أنكِ قادرة على فعل شيء؟ أنا من علمتكِ كل هذا يا غرام ولا يمكنكي أن تمارسي هذه الفنون عليّ أنا، لن أسمح لكِ يا غرام.
تساقطت دموعها وهو قام بدفعها بقوة لتسقط أرضًا بجوار السرير، أخرج هو هاتفه وقام بتوجيه الهاتف عليها، كان يصورها فتخبئ وجهها، اقترب ليسحب يدها وهو يضحك:
-انظري لي يا غرام، لا تخجلي يا فتاة، دعيني أرى حسنكِ الذي يتلاشى شيئًا فشيئًا، صرخت غرام من بين دموعها:
-اتركني أيها الحقير ماذا تفعل، توقف عن هذا.
صفعها جلال من جديد والغضب يسيطر عليه، سحبها من ملابسها بقوة وهو يتعمد تمزيقها لها، كانت تصرخ وهي تقوم بضربه، لكنه كان يتفاداها بمهارة، ابتعد ومازال يسجل فيديو، حاوطت نفسها وهي تسبه بغضب، أغلق من بعدها وهو يبتسم:
-هذا رائع يا فتاة، هذا الفيديو سوف يجعله يأتي راكض إن كان يحبكي بالفعل، لن يفكر في شيء آخر إن كان يحبكي.
وقفت غرام وهي تحاول أن تسحب الهاتف منه ودموعها لا تتوقف عن السيل:
-لا تفعل هذا يا جلال، يكفي كل شيء فعلته بي، لا تقم بأذيته.
دفعها جلال وهو يحذرها:
-لا تتمادي حتى لا أقوم باذيتكِ يا غرام، إن فعل ما أريد لن يحدث له شيء، سوف ينسى هذه القصة وسوف يأتي بالدليل الذي يديننا والتي قومتي باعطائه له بمنتهى السهولة، لا أعلم كيف تفكرين أنتِ؟!
تساقطت دموع غرام بألم وهي تحرك رأسها بنفي:
-أنت لا تمتلك أي شعور إنساني يا جلال، أنت أحقر شخص قد رأيته في حياتي، كيف تفكر بتلك الطريقة اخبرني كيف تستمر بجرحي بتلك الطريقة؟!
ابتسم جلال ساخرًا وهو يقترب منها ليجلس أمامها مباشرة:
-أشعر أنكِ فجأة تتقمصين دور الضحية؟ لا أشعر بالراحة وأنا أراكي تستمرين بهذا.
تساقطت دموعها بألم وهي ترمقه بغضب شديد، تحاول أن تفكر في حل، لكنها تعلم أن جلال فقد عقله، لن يسمعها ولن يفهم أي شيء تقوله وهو في هذه الحالة، قام بارسال الفيديو إلى عاصم، الذي ما إن رآه حتى انتفض من فوق سريره وهو يشاهدها بتلك الحالة، كان يقوم بضربها ويمزق ثيابها.
وجهها شاحب ومليء بالجروح، كان يقف في مكانه، قلبه على وشك الخروج من بين ضلوعه، لا يعلم ما الذي عليه أن يفعله، تلقى مكالمة من نفس الرقم ليجيب على الفور، ما إن فتح الخط حتى سمع صوت جلال الذي يضحك:
-ما رأيك بزوجتك يا عاصم؟ لم تطلقها بعد أليس كذلك؟
كان عاصم في حالة صدمة، لا يعلم ما الذي يقوله، حاول أن يستجمع حديثه وهو يحذره والغضب يسيطر عليه:
-أنت ليس من حقك الاقتراب منها، دعها وإلا ستصعب الأمور على نفسك.
تحدث جلال بطريقة مراوغة:
-لماذا سوف أفعل يا عاصم؟ في الحقيقة الفتاة جميلة وأنا اقدر الجمال كثيرًا، أتطوق للاقتراب منها.
نجح في استفزازه وهو يصرخ به:
-أنت تصعب الأمور هكذا يا جلال، مهما كانت هذه الفتاة فهي مازالت زوجتي وأنا أحذرك من فعل شيء لها.
ابتسم جلال وهو يعلم أنه يثير غضبه كثيرًا:
-جيد جدًا ولهذا السبب أنا اتصلت بك يا عاصم، من الأفضل أن تطلقها، أعلم انك لن تنفذ شرطي لأتركها وهذا يعني أنني لن أتركها، سوف تكون الفتاة لي و..
قاطعه عاصم بغضب شديد:
-ما الذي تريده يا جلال، أنت تحفر قبرك بيدك الآن، كل شيء فعلته سوف تتعاقب عليه وأنت تعلم أنك لن تفلت منها.
ابتسم جلال وهو يحرك رأسه بنفي:
-لم تتصل بالشرطة بعد يا عاصم، أنا أعلم هذا جيدًا، أنت لم تفعل شيء بعد ولن تفعل، سوف تقابلني وتعطيني الدليل الذي يدينني ويدين هذه المغفلة، لا تنسى أنني قادر أن أجعلها تعترف عليك ويمكنني أن أسبقك بخطوة والوحيدة التي ستعاني في هذه الحالة هي غرام وحدها.
سمع صوت غرام في هذا الوقت وهي تصرخ في جلال:
-أغلق الهاتف أيها الوغد، أرجوك يا عاصم لا تسمع له، دعه يفعل ما يريد، هو لن يقتلني، أرجوك يا عاصم سلم الدليل إلى الشرطة و..
قاطعها جلال بصفعها بقوة وهو يصرخ بها:
-اصمتي، أنا لم أعطيكي الإذن للتحدث، سوف تجعليني أفقد عقلي معكِ وسوف تندمين يا غرام، أنا لم أقتلكي أنتِ محقة، لكنني أريد أن أنجب فتاة تشبهكي، لكنني سوف أربيها حتى لا تكون عنيدة.
تحدثت من بين شهقاتها:
-اللعنة عليك أنت لن تتجرأ وتفعل شيء لي، سوف أقتل نفسي.
انفعل عاصم وهو يأخذ هاتفها ومفاتيح سيارته:
-اخبرني أين انت أيها الحقير، سوف أتي لك، لكن إياك وأن تفعل شيء لها.
ابتسم جلال وقد حقق مراده، لا يوجد خيار آخر لديه، عليه أن يثق بحب عاصم لهذه الفتاة، يعلم جيدًا أن غرام لديها أعين بريئة تجعل الكثير يذوب عشقًا بها:
-سوف أخبرك ولا تغلق الخط، ظل معي حتى أضمن أنك لن تخبر أي شخص.
سحق عاصم أسنانه وهو يتمنى لو يقتل هذا الشخص، سمع بكاء غرام وهي تصيح:
-سوف يقتلك يا عاصم، لا تفعل هذا أرجوك.
أمسك جلال بعنقها وهو ينهرها عن التحدث:
-إن تحدثتي بالمزيد سوف أقضي عليكِ يا غرام، إياكِ والتصرف بتلك الطريقة.
انفعل عاصم وهو يقود سيارته بسرعة:
-أنا في الطريق لا تقترب منها وإلا سلمت ما معي للشرطة.
ابتسم جلال وهو يبتسم عنها ويغمز لها:
-لن تفعل هذا يا عاصم، أنا واثق أنها غالية لديك، هي تعني لي الكثير أيضًا، كنت أتمنى لو لم تسلم لك هذا الدليل، كنت اخذتها وقتها وذهبنا بعيدًا، هيا لا يوجد وقت للندم الآن، حدث ما حدث ووقع قلبها البائس في الحب للمرة الأولى.
----
كانت عنبر تجلس في الڤرندا كما اعتادت دائمًا أن تفعل، شعرت بالضيق عندما تذكرت حالة عاصم، لقد فقد الكثير من شغفه، هي تعلم أنه أحب غرام، حاولت أن تعرف سبب شجارهم وتركها للمنزل لكنه لم يجيبها.
تذكرت عندما حاول والدها التحدث معه وتهرب منهم أن هذا الأمر طبيعي أن يحدث وأنه يريدها أن تأخذ وقتها، لا تبدو حالته جيدة وتتمنى أن تعود غرام؛ فهو سوف يحزن إن استمر هذا البعد، شعرت بيد توضع على كتفها لتلتفت وقد شعرت بالضيق:
-ما الذي تريده يا جاسر؟ ألم يكفي ما حدث من قبل؟
نظر جاسر لها وهو يتذكر حديثه مع عاصم:
-عنبر أنا لن أزعجكي، أنا أرغب في مساعدتكِ، لا أريد لعاصم أن يضر غرام، أنا تحدثت معه، لا أريده أن يخبر الشرطة، جلال من اخبرها أن تقتل منير وماجد، هي لم تكن لتفعل هذا، صدقيني غرام ليست بهذا السوء أنا أعرفها جيدًا، لا تكونوا قاسيين عليها.
اتسعت أعين عنبر بعدم استيعاب وهي تنظر له، حركت رأسها بنفي ودموعها تتساقط:
-انت ما الذي تقوله؟ اخبرني أنت لست تمزح أليس كذلك؟
ابتلع جاسر ما بحلقه وهو يلاحظ صدمتها، علم أن عاصم لم يخبر أحد، شعر بالندم وهو لا يعلم كيف تصرق بهذا الغباء؟ أمسك بيدها برجاء:
-أرجوكِ إن كنتِ لا تعرفين أبقي هذا الأمر سر بيننا.
تساقطت دموع عنبر وهي تحرك رأسها بنفي:
-لا يمكنني أن أصدق هل فعلت غرام هذا حقًا؟ لهذا السبب عاصم لا يتحدث ولهذا السبب قد تغير كثيرًا؟ أيعقل أن يحب عاصم الفتاة التي تسببت في قتل أصدقاؤه، لا يمكنني أن أصدق هذا.
دفعت يده وهي ترمقه بغضب شديد، حركت رأسها بعدم استيعاب:
-كيف تكون أنت بهذا السوء؟ لا أعلم كيف تكون بكل هذا السوء اخبرني؟!
وضعت يدها على وجهها والألم يسيطر عليها، تابعت حديثها بعدم تصديق:
-لا يمكنني التصديق، الفتاة التي كانت تعيش معنا وتزوج بها أخي هي قاتلة مأجورة؟
انفعل جاسر وهو ينظر لها:
-هي ليس لها أي ذنب، أنتِ تم ولادتكِ هنا وفي فمكِ ملعقة من ذهب، أما هي كانت العكس، هي تربت وسط القتلة والمجرمين، تربت مع جلال وهذا أسوء شخص من الممكن أن تقابليه في حياتكِ.
مسح قطرات العرق عن جبينه، قد ندم كثيرًا على التحدث معها في هذا الأمر، تمنى لو أخبره عاصم أنه تحتفظ بالسر لنفسه، اقترب منها برجاء:
-لا تخبري أي شخص أرجوكِ يا عنبر، أنا أثق بكِ، سوف تفهمين كل شيء، عاصم يعرف الحقيقة كاملة، يعرف كل شيء سواء كان جيد أم سيء، انتظري ولا تتصرفي بتهور على الأقل من أجله.
جلست عنبر وهي تبكي، تشعر أنها داخل كابوس، اقترب جاسر وقد تعاطف معها، ربت على يدها وهو يحرك رأسه بنفي:
-لا تبكي يا عنبر، في الحقيقة لا يستحون أن تبكي من أجلهم، هم أيضًا حاولوا استدراكها إليهم، كانوا يعلمون أنها يتيمة ولا أحد لها واستغلوا هذا جيدًا، فتاة غير غرام كانت من الممكن أن تضيع بسبب أُناس مثلهم، عاصم كان مختلف عنهم، كنت أرى عينيها تلمع من أجله.
جلس بجوارها والدموع في عينيه، شعرت أنه يعاني بالفعل ولا يجد ما يقوله:
-دعينا لا نتسرع، هي مخطأة ولكن المجرم الحقيقي هو جلال، أرجوكِ لا تجعليني السبب في هلاكها.
نظرت عنبر له بعدم استيعاب:
-اخبرني كيف لك ان تدافع عنها بتلك الطريقة، هذه الفتاة دمرت عائلتنا، قتلت الفرحة في عدة بيوت، هذه الفتاة تستحق أن تُعدم وأنت عليك أن تُعاقب.
حرك جاسر رأسه بنفي وهو ينظر إلى عنبر وقد بدى مُصر على حديثه:
-انظري لي يا عنبر أنا على استعداد للاعتراف على نفسي أنني أنا من قتلت ماجد ومنير أيضًا، لكنني لم أسمح بحدوث شيء سيء إلى غرام، هي ليست فقط صديقتي بل هي أقرب لي من أي شيء شخص آخر هل تفهمين؟
اتسعت أعين عنبر وهي تراه قد تحول تمامًا من شخص هادئ ولطيف معها إلى آخر عنيف أكثر من اللازم:
-أنت ادافع عن قاتلة، هل أنت مدرك للشيء الذي تفعله أنت بحق السماء؟
أومأ جاسر ووقف في انفعال واضح:
-أجل يا عنبر أنا واعي لهذا الشيء؛ لأن غرام ليست بهذا السوء، أنا أعرفها أكثر من أي شخص آخر، لن أسمح لكم باذيتها مهما فعلتم.
حركت عنبر رأسها بعدم استيعاب وهي تضع رأسها بين يدها، تذكرت عندما رأت عاصم يذهب وهو يتحدث في الهاتف، ترغب في التحدث معه، لكنها قررت أن تنتظره، سوف تنتظر مجيئه، قاطع شرودها جاسر وهو يمسك بيدها:
-عنبر انظري لي، أرجوكِ لا تخبري أي شخص، على الأقل انتظري عاصم ونرى ماذا سنفعل.
نظرت له ومن ثم ابعدت يدها، دلفت شمس إليهم في هذا الوقت وقد عقدت حاجبيها بحيرة:
-ما الأمر، لماذا تجلسون هكذا بمفردكم؟
نظر جاسر إلى عنبر وتحدث بدلًا عنها:
-لا شيء دلفت ووجدتها تجلس هكذا، تحدثنا بشأن عاصم وغرام، هم تشاجرا وعنبر تشعر بالاستياء.
ابتسمت شمس له باصطناع وهي لا تطيقه، يكفي أنه قريب غرام كما تعرف هي، اقتربت وجلست بجوار عنبر وأضطر هو للذهاب وهو يتمنى أن لا تخبرها بشر غرام ولا تخبر أحد.
امسكت شمس بزراع عنبر وهي تشعر بالحيرة:
-ما الذي حدث؟ أشعر أنكِ تشعرين بالضيق أليس كذلك؟
نظرت عنبر لها واوشكت على البكاء، لاحظت شمس هذا وحركت رأسها بنفي وهي تربت على يدها:
-لا تقولي يا عنبر أن كل هذا بسبب عاصم وغرام، لا يمكنني أن أصدق أنكِ تعلقتي بتلك الفتاة الهجومية بتلك السرعة!
حركت عنبر رأسها بنفي وحديث جاسر لا يغادر عقلها:
-أشعر فقط بالاختناق، لا يوجد شيء يا شمس وسوف أكون على مايرام.
صمتت وصمتت شمس أيضًا، تشعر بالكثير من الغضب كلما تذكرت عاصم وغرام معًا، هي قريبته وكانت أحق شخص به، لكن لم يحدث شيء كما تمنت هي، أخذت نفس عميق في محاولة منها للهدوء.
في هذا الوقت كان عاصم يسابق الزمن، يسمع شجارها مع جلال، لا يصدق أنها كانت تضربه وهي بتلك الحالة، كان يصرخ في جلال ويهدده عندما يستمع إلى صراخها، وصل إلى مكان غريب شبه مهجور، تعجب وتحدث إلى جلال وهو يصف له المكان.
ابتسم جلال وعينيه مثبتة على غرام، غمز لها وهو يصف إلى عاصم كيف يدخل، تحدثت غرام برجاء لعله يستمع لها: أرجوك يا عاصم لا تدخل، هو يستعد لقتلك، أرجوك لا تفعل.
فكر عاصم في حديثها، لكنها سمعته يغلق السيارة ويتحرك، لا وقت للتراجع هو موجود هنا، لن يستطيع أن يخرج كما أتى، الأمر ليس متعلق بالدليل وحده بل متعلق بغضب جلال منه وغيرته.
وصل عاصم وما إن دلف إلى الغرفة حتى وقعت عينيه على غرام التي تغطيها الدماء والجروح، كانت تنكمش على نفسها وتحيط بجيدها، اغمضت عينيها بألم وهي تتمنى لو لم يحدث هذا.
اقترب منها عاصم وهي لم ترفع وجهها ولم تنظر له، ضحك جلال ساخرًا:
-لم تخيب عينيكِ البريئة يومًا يا غرام، لكن أنتِ من دمرتي كل شيء، لا أعلم لماذا احببتيه؟ ما الذي يجعلكي تحبي مثل هذا الشخص قولي لي؟!
كانت دموعها تتساقط بصمت، لقد تم ضربها بما يكفي ولم تعد تستطيع الشجار معه، لمس عاصم شعرها وهو يهمس لها:
-كل شيء سوف يكون بخير يا غرام.
انهارت في البكاء وهي لا تصدق أنه سوف يساعدها، لا تصدق أنه لن يتخلى عنها بعد كل شيء حدث، لكن صدمها في هذا الوقت جلال الذي أخرج السلاح من جيب بنطاله وعلى وجهه تعلوا إبتسامته التي تبغضها كثيرًا.