الفصل السابع عشر

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، دائمًا ما يتوقع المرء حدوث اشياء يتمناها ولكن يفاجئه القدر بما لا يتوقعه.

غادر سليم الربوة في طريقه إلى المنزل، وعندما اقترب من المنزل، شاهد روح  تغادر المنزل وهي تتلفت حولها.

قرر سليم أن يسير خلف روح دون أن تشعر به، محدثًا نفسه:
—لا بد أن أعرف اليوم ما الذي تخفيه روح عني؟!

ظل خلفها إلى أن وصلت إلى مبني وصعدت إليه، لم يستطيع سليم أن يعرف أي شقة من شقق هذا العقار صعدت إليه روح، فظل ينتظر نزولها وبداخله قد اشتعلت نيران الغضب

داخل منزل ليث الناجي.
تناول ليث وفرحة الغداء الذي قامت علية بإعداده، ما إن فرغت فرحة من تناول الغداء حتي نظرت إلى ليث وقالت:
—ليث، أود الذهاب لزيارة عائلتي؛ لقد اشتقت إليهم كثيرًا.
ابتسم ليث وعلق:
—يمكنك الذهاب وقتما شئتي، أخبريني متى تريدين الذهاب؟

فرحة وقد علت الابتسامة وجهها وقالت:
— أريد الذهاب لزيارتهم اليوم.

أومأ ليث برأسه وحدثنا:
— حسنًا، ولكن لا تبقين هناك لوقتٕ متأخر.

تعجبت فرحة، وحدثته:
—ليث، ألن تأتي معي؟!

أجاب ليث قائلًا:
—هذه هي المرة الأولى التي تذهبين فيها إلى بيت عائلتك، وأريد أن أترككم على حريتكم .

ما إن سمعت علية ذلك حتي علت الابتسامة وجهها وقالت:
—سوف أذهب لإعداد الشاي.

وما إن غادرت علية الطاولة حتى همس ليث إلى فرحة :
—أرجوا عدم التأخير فإنني اشتاق إليكِ وأنتِ بجواري، لم أعد اطيق لحظة تبعدين فيها عني.

ابتسمت فرحة وهمست له:
—ليث، اصمت حتى لا تستمع علية لهذه الكلمات الرقيقة فتثار غيرتها.

دلفت علية داخل المطبخ، انتابتها حالة من السعادة لذهاب فرحة إلى بيت عائلتها، بينما تقوم بإعداد الشاي تحدثت:
—كم أتمنى أن تظل فرحة في بيت عائلتها، وأن يصر أخيها سليم على عدم عودتها إلى هنا مرة أخرى، على الأقل سوف يصبح المكان أكثر ملائمة لليلة رائعة بعيدًا عن هذه المرأة.

غادرت فرحة منزل زوجها قاصدة منزل والدها.

وما إن غادرت فرحة منزل ليث، حتى أسرع ليث إلى غرفته وتظاهر بالنوم هربًا من علية.

دلفت علية هي الٱخرى إلى غرفتها، ولكنها لم تذهب للنوم؛ بل ذهبت لتعد نفسها لقضاء بعض الوقت مع زوجها ليث.

انتظرت علية اللحظة التي يأتي فيها ليث إلى غرفتها، لكنه لم يأتي على العكس تمامًا مما كانت توقعته، قامت علية بالضغط على أسنانها من الغيظ ثم قالت:
_حسنًا ليث سوف أعطيك درسًا لن تنساه.

أسرعت علية إلى المطبخ وقامت بإعداد كوبًا من الشاي، ثم ذهبت إلى غرفة فرحة ودلف لتجد ليث وقد تظاهر بالنوم.

دنت منه، جلست بجواره على الفراش، ظلت تداعب خصلات شعره ثم وضعت قبلة على شفتيه.

لم يجد ليث أمامه سوى أن فتح عينيه، نظر إليها  ثم حدثها:
—علية، ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟!

علية وقد اتسمت في حديثها معه بالهدوء:
—ألم تشتاق إلي كما اشتقت أنا إليك؟!
نهض ليث من فراشه، نظر إليها محدثًا لها:
—علية، بل أشتاق إليكِ كثيرًا، ولكنني الٱن متعب وأود أن أنال قسطًا من الراحة.

اشتعلت نيران الغضب داخل جسد علية، نظرت إليه وحاولت أن تسيطر على مشاعر الغضب المتأججة بداخلها:
—ليث، كل ما يهمني هو راحتك، إنني لا أريد منه شيء، لقد قمت بإعداد كوبًا من الشاي تستطيع أن تتناوله وتستريح.

شعر ليث بالإرتياح وأمسك بكوب الشاي ثم تناوله.

ابتسمت علية وحدثته:
—سوف أغادر الٱن وأتركك تستريح.
أومأ ليث برأسه وقال:
—علية، شكرًا لكِ على تفهمك للأمر.

ابتسمت علية بدهاء وعلقت:
—لا عليك استريح أما أنا سوف أذهب فلدي الكثير من الأعمال وعلى إنجازها.

غادرت علية الغرفة، دلفت إلى غرفتها انتظرت قليلًا ثم علت على وجهها الابتسامة وقالت:
—الٱن سوف ترى من هي علية الأشموني سيد ليث الناجي.

أسرعت علية إلى غرفة فرحة مرة أخرى، دلفت إلى داخل الغرفة لتجد ليث وقد ذهب في نومٍ عميق،
حاولت إيقاظه لكنها تأكدت أن الخطة تسير كما خططت لها.

رجوع للحظات ماضية.
دلفت علية إلى المطبخ وقامت بإعداد كوبًا من الشاي ثم أضافت إليه بعض الأقراص المنومة.

عودة للحاضر.

قامت علية بتجريد ليث من ملابسه تمامًا، ثم قامت بنزع ملابسها وألقت بها أرضًا، أمسكت هاتف ليث وقامت بالاتصال على هاتف فرحة تظاهرت بأن الهاتف هو الذي قام بالاتصال بشكل تلقائي.

وما إن سمعت صوت فرحة وهي تجيب على الاتصال، أسرعت بالتحدث إلى ليث الذي لا يدري بشيء من أثر الأقراص المنومة وقالت:
—ليث، لا تفعل ذلك إنه الفراش الخاص بفرحة لا يمكننا فعل ذلك عليه.

سمعت فرحة هذا الحديث، فغيرت طريقها عائدة إلى المنزل.

ألقت علية بالهاتف أرضًا ثم تمددت بجوار ليث تحتضنه وتنتظر اللحظة التي تعود فيها فرحة إلى المنزل وتراهما.

عادت فرحة إلى المنزل وفي يدها الهدايا التي قامت بشراءها لعمتها وأخيها، اتجهت صوب غرفتها وقامت بفتح باب الغرفة.

نظرت فرحة فإذا بزوجها ليث عاريًا تمامًا وبجواره علية على نفس الحال، تركت ما في يدها من حقائب لتسقط على الأرض من هول المفاجأة.

انتفضت علية من المفاجأة وأسرعت بالنهوض من الفرش وهي تخفي جسدها خلف السترة، أمسكت بملابسها التي مزقتها وقالت:
—فرحة، أعتذر إليكِ حاولت مرارًا أن امنعه من ذلك ولكنه قام بتمزيق ثوبي واجبرني على ذلك.

نظرت إليها فرحة نظرة حادة مقتضبة، ثم غادرت المنزل دون أن تتحدث إلى ليث أو تقترب منه.

شعرت علية بالسعادة لما حققته من نصر، أسرعت إلى ليث، وقامت بتلبيسه ملابسه مرة أخرى.

منزل نصار الجوهري.
ذهبت فرحة إلى منزل والدها، استقبلتها العمة سميرة بالترحاب، وما إن قامت بمعانقتها حتى انفجرت فرحة في البكاء.

تعجبت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—ابنتي، ما الذي حدث معكِ عندما قمتِ بالاتصال علي قبل خروجك من المنزل كانت السعادة واضحة على نبرة صوتك؟!

فرحة بانهيار ومشهد علية وهي تقفز من فوق الفراش عارية تلملم ملابسها الممزقة من الأرض لا يفارق مخيلتها.

نظرت إلى عمتها وحدثتها:
—عمتي، اليوم هو أتعس أيام حياتي.

ربتت العمة سميرة على كتف فرحة وقالت:
—ابنتي، إهدئي وأخبريني بما حدث معكِ؛ فإذا كانت هناك مشكلة نستطيع إيجاد الحل المناسب لها.

قصت فرحة ما حدث لعمتها وسط سئل جارف من الدموع.

ضحكت العمة سميرة حتى بدت نواجزها، نظرت إليها فرحة وتحدثت في غضب:
—عمتي، هل فيما قصصته عليكِ شيئًا يثير الضحك.

منزل ليث الناجي.

استيقظ ليث نظر حوله ليجد نفسه وقد غلبه النوم، نظر إلى ساعته وقال:
—لقد أخبرت فرحة ألا تتأخر، لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟!

نهض ليث من فراشه وأمسك بهاتفه ليقوم بالاتصال على فرحة، لكنها لم تجيب.

خرج ليث من غرفته فوجد علية وقد أعدت العشاء، نظرت إليه وحدثته:
—لقد كنت على وشك أن أوقظك؛ لقد قمت بإعداد العشاء.

شعر ليث بألم في رأسه، نظر إلى علية وحديثها:
—هل يمكنك إعداد فنجانًا من القهوة من فضلك أشعر بألم شديد في رأسي ؟

ابتسمت علية وعلقت قائلة:
—بالطبع، سوف أقوم بإعداد فنجان من القهوة لم تحتسي مثله من قبل.

أومأ ليث برأسه ورسم ابتسامة مصطنعة على شفتيه.

أعاد ليث الاتصال بفرحة ولكنه وجد الهاتف غير متاح، شعر بالغضب وحدث نفسه:
—ترى ما الذي حدث جعلها تتأخر هكذا؟!

جاءت علية وفي يدها فنجان القهوة، قامت بتقديمه
لزوجها وحدثته:
—ليث، يبدو عليك القلق، أعرف أن الأمر يخص فرحة، لكن لا داعي للقلق ربما جلست مع عائلتها تتحدث ومر بها الوقت دون أن تشعر.

نظر إليها ليث ثم أومأ برأسه دون أن يتحدث إليها بشيء؛ فقد كان هناك حديث ٱخر يدور برأسه:
—فرحة، أين أنتِ؟! لقد فاض شوقي إليكِ ولم يعد للبيت طعم بدونك.

حاولت علية انتهاز الفرصة فحدثته:
—أرى أن فرحة لن تأتي اليوم، لقد أخبرتني أنها ربما تبقى هناك لعدة أيام.

شعر ليث بالتعجب وعلق:
—هل أخبرتك فرحة بذلك حقًا؟!

ابتسمت علية وقالت:
—ليث، ما الذي فعلته بك هذه الفتاة جعلك تبدو هكذا أمامي كالجسد بلا روح؟!

وفي هذا الوقت، دلفت فرحة إلى المنزل وتحدثت قائلة:
—علية، لقد فعلت ما عجز غيري عن فعله، أحببته بقلب صادق نقي.

نظرت علية إليها بذهول وصدمة وهمست قائلة:
—ما الذي جاء بكِ بعد ما رأيتي بعينك ما يجعلك لا تخطين خطوة أخرى داخل هذا المنزل؟!

ابتسم ليث كأن روحه عادت لجسده مرة أخرى، أسرع إليها وقام بمعانقتها، ثم همس إليها:
—فرحة، لقد صرت كالطفل الصغير الذي كان يشتاق لعودة أمه وفجأة رأها أمام عينه.

ابتسمت فرحة وعلقت:
—حسنًا بني لن أغيب عنك مرة أخرى.

دنت فرحة من علية وعانقتها ثم همست قائلة:
—لقد اشتقت إليكِ غريمتي وإلى مكائدك التي بدت قديمة بعض الشيء، لكن نصيحة مني لا تشاهدي الأفلام القديمة فجميع ما بها من حيل أصبحت مكشوفة وقديمة.

حاولت علية أن تسيطر على غضبها، ولكن لم يكن منها سوى أن  قامت بالدلوف إلى غرفتها، أمسكت بزجاجة العطر وقذفت بها إلى المرٱة فحطمتها.

سمعت فرحة صوت تحطم المرٱة علت الابتسامة وجهها وقالت:
—لقد أحرقتك نيران الغيرة التي قمتِ بإشعالها لحرقي، لقد انقلب السحر على الساحر.

دنا ليث من فرحة وحديثها:
—لقد سمعتك تهمهمين بحديث، ولكنني لم أستطيع أن اميز بماذا كنتِ تتحدثين؟!

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—كنت أعتذر إليك عن تأخري في العودة للمنزل.

ابتسم ليث ووضع ذراعه على كتف فرحة محدثـا لها:
—لا عليكِ يبدو أنكِ استمتعت بوقتك مع عائلتك.

ابتسمت فرحة وتذكرت ما حدث بينها وبين عمتها سميرة.
عودة للماضي.
روت فرحة ما حدث العمة سميرة التي ضحكت مما أثار غضب فرحة وجعلها تتحدث:
—عمتي، وهل هناك ما يستدعي للضحك؟!

ربتت العمة سميرة على كتف فرحة وقالت:
—ابنتي، لقد وقعتي ضحية حيلة ماكرة من تلك المرأة.

تعجبت فرحة وقد بدى عليها الذهول وعلقت :
—وقعت ضحية حيلة! كيف هذا لقد رأيتهم وهم عرايا وعلى فراشي؟!

ابتسمت العمة سميرة التي تتمتع بالذكاء والفراسة وحدثتها:
—فرحة، عندما دلفتي إلى داخل الغرفة ماذا كان رد فعل ليث؟

تذكرت فرحة وعلقت:
—لم يتحرك وظل نائمًا دون أن يبدي أي رد فعل.

ابتسمت العمة سميرة وقالت:
—ابنتي، أجل لقد كان نائمًا، ولكن هل ليث من الرجال الذين لا يشعرون بما حولهم وهم نائمون؟

وعلى الفور تحدثت فرحة :
—عمتي، ليث نومه خفيف عندما كنت ادلف عليه الغرفة وهو نائم كان يستيقظ على الفور.

أمسكت العمة سميرة بذراعي فرحة وحدثتها:
—زوجك يشعر بك عندما تدلفين إلى داخل الغرفة، ولكن في هذا الوضع الذي أخبرتيني به وعلى الرغم مما حدث لم يشعر بكِ وظل نائمًا، ألم يثير هذا الأمر الشكوك داخلك؟!

شردت فرحة قليلًا ثم تحدثت قائلة:
—عمتي، كيف لم ألاحظ هذا الأمر وقمت بمغادرة المنزل على الفور؟!

نظرت العمة سميرة إلى فرحة وحدثتها:
—ابنتي، عودي إلى منزلك ولا تخبري زوجك بشيء، تصرفي وكأن شيئًا لم يحدث.

رجوع إلى الحاضر.
ليث يسأل فرحة ويقول:
—كيف حال سليم وروح؟

علقت فرحة وقالت:
—لقد كانوا بالخارج، كنت أود رؤية أخي ولكن عندما تأخر الوقت غادرت المنزل دون أن أراه.

منزل نصار الجوهري.
دلفت روح إلى منزل الجوهري، بعدها بوقتٍ قصير دلف خلفها سليم.
أسرع سليم إلى الغرفة دون أن يتحدث مع أحد، دولف خلفها وأمسك بذراعها وقال:
—أخبريني على الفور، أين كنتِ؟!

نظرت روح إلى سليم وقالت:
—سليم، دع ذراعي فإنه يؤلمني، ما الذي يحدث معك هذه الفترة؟! إن كان لديك شكوك في سلوكي تستطيع أن تطلقني وتريح نفسك وتريحني لم يعد لدي القدرة على التحمل.

سليم وقد استغل غضبًا:
—حسنًا، سوف أقوم بتطليقك، ولكن قبل كل شيء  عليك أن تخبريني أين ذهبتي؟

روح بابتسامة ساخرة :
— وهل سوف تصدق ما أقوله لك؟ ألا تخيل إليك ظنونك إنني ربما أكون كاذبة في حديثي؟!

سليم بضيق وغضب:
—سوف أعرف مدى صدق حديثك، فقد عليك اخباري.

ذهبت روح إلى خانة الملابس وشرعت في فتحها وفجأة طرق باب الغرفة فأسرع سليم بفتح الباب ليجد الخادمة نرجس تخبره:
—سيدي، العمة سميرة تنتظرك بالأسفل وتريد حضورك على وجه السرعة.

شعر سليم بالقلق، نظر إلى روح وقال:
—سوف نأجل حديثنا إلى ما بعد عودتي .

غادر سليم الغرفة وانفجرت روح في البكاء؛ من الحزن على ما أصابها.

أسرع سليم إلى غرفة العمة سميرة، استقبلته عمته وهي تبكي .

نظر إليها سليم وحديثها:
—عمتي، ماذا بكِ؟!
العمة سميرة تحدثه قائلة:
—سليم، منذ قليل حدثني أدهم من المطار وأخبرني أنه في طريقه إلى هنا.

تعجب سليم ثم قال:
—عمتي، وهل هذا شيء يجعلك تبكين؟!

العمة سميرة بعد أن قامت بمسح دموعها:
—بني، لا أعلم كيف سأقابل ابني الذي لم أراه منذ خمسة وعشرون عاماً ؟ هل سيتفهم ما حدث أم أن بداخله مشاعر اللوم والحقد علي؛ لتركي له وهو صغير.

دنا سليم من عمته وحديثها:
—عمتي، دعي كل شيء يثير قلقك وانتظري لترى ما الذي سيحدث.

أومأت العمة سميرة برأسها وقالت:
—سليم، لا أريدك أن تبتعد عني عندما يصل أدهم، هل تظن أنه سوف يسمح لي بضمه إلى صدري ومعانقته؟ هل سوف يصدقني عندما أخبره إنني كنت اشتاق إليه وإلى اليوم الذي سأراه فيه؟

ابتسم سليم فهذه هي المرة الأولى التي يرى فيها العمة سميرة وقد سيطر عليها الخوف والقلق، ضمها إليه ثم علق قائلاً:
—إن لم يسمح لكي بمعانقته، اقسم لكي أنه سوف يخسر هذا الدفء والحنان الذي أشعر به عند معانقتك لي.

جاءت اللحظة المنتظرة، أسرعت الخادمتان نرجس ورضا إلى العمة سميرة وحدثتها قائلة:
—سيدتي ، لقد وصل الضيف ويريد مقابلتك.

نظرت العمة سميرة إلى سليم وقد إزدادت نبضات قلبها واثلجت أناملها وقالت:
—بني، كاد قلبي أن يتوقف لم اعد أحتمل كل هذه المشاعر المتأججة بداخلي.

ربت سليم  على كتف العمة سميرة وحديثها:
—عمتي، هدئي من روعك، سوف أذهب واحضره إلى هنا بنفسي.

وقفت العمة سميرة تنتظر اللحظة التي سوف يدلف أدهم إلى داخل الغرفة بعد غياب استمر نحو خمسة وعشرون عاماً ،كانت تتجرع فيها ألم البعد ولوعة الفراق.

سمعت صوت خطوات أدهم كأنه يخطو فوق قلبها إنه قلب الأم المشتاقة إلى ابنها.

دلفت أدهم من الغرفة فكانت المفاجأة التي لم تتوقع الأم حدوثها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي