الفصل السادس عشر استعد للقادم

انتهى شهر العسل وعلى العروسين العودة لمواجهة العديد من المؤامرات والمكائد، فلتربط الحزام وتستعد لمواجهة أعنف مكائد حواء.

استيقظت فرحة على شيء يداعب وجهها فإذا به ليث وهو يداعبها بزهرة حمراء جميلة، ابتسمت وحدثته قائلة:
—ليث،أسعد الله صباحك، ماذا تفعل؟!

ابتسم ليث واعطى لفرحة الزهرة ثم قال:
—هذه الزهرة لأميرتي،لقد اشتقت إليكِ وبدأت أغار من النوم الذي يأخذك مني.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—هل أصابك الجنون تغار من النوم ؟!

ليث وهو يداعب خصلات شعرها البني المنسدل على كتفيها ويعلق قائلٌا:
—حبيبتي، إنني أغار عليكِ من الهواء إن داعب شعرك ومن الماء إن لمس جسدك.

ضحكت فرحة وعلقت قائلة:
— ليث، لقد انتهى شهر العسل سريعًا وعلينا العودة لتتابع أعمالك.

ابتسم ليث وعلق قائلٌا:
—حبيبتي، ما رأيك أن نجدد شهر عسل ٱخر؟

ضحكت فرحة ولمست وجهه بيدها برفق وحنان ثم علقت قائلة:
—أعدك أن تكون حياتنا معًا شهر عسل دائم.

أمسك ليث بيد فرحة وحدثها قائلٌا:
— فرحة، تمنيت لو قابلتك منذ زمن بعيد، حقًا أنت أروع شيء حدث في حياتي.

هاتف ليث يرن لم يهتم ليث لأمر الهاتف؛ فهو لا يريد أن يضيع دقيقة واحدة بعيدًا عن فرحة.

تعجبت فرحة وعلقت قائلة:
—ليث، ألم ترد على الهاتف ربما شيئًا هامًا؟!

نظر ليث إلى هاتفه وعلم أن المتصل هو علية زوجته الأولى، تجاهل الهاتف ودنا من فرحة وقال:
—ما رأي حبيبتي في الخروج لنزهة على ضفاف النيل قبل أن نعود للبلدة؟

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—إنها فكرة جيدة للغاية، سوف أقوم بطلب  الإفطار،  وبعد ذلك نذهب حيث شئت.

عاود الهاتف في الرنين، نظرت فرحة إلى الهاتف وأمسكت به، ثم إلتفتت إلى ليث وحدثته:
— ليث، إنها علية.

أشار ليث إليها بعدم رغبته في الرد على مكالمتها الهاتفية.

نظرت فرحة إلى ليث وقالت:
—ليث، إنها زوجتك وليس من المفترض أن تتجاهلها كل هذه المدة، فهي تقوم بالاتصال بك بشكل يومي، وأنت لم ترد على اتصالًا واحدًا من كل هذه الاتصالات.

نظر ليث إلى فرحة وقد بدى عليه التعجب ثم حدثهأ قائلًا:
— فرحة، لا أستطيع أن اسامحها على ما فعلته معكِ، لم أكن أعلم أن هذه المرأة تملك كل هذا الشر بداخلهاظ

وضعت فرحة ذراعيها حول عنق ليث وقالت:
—هل تعلم إن لديها الحق فيما فعلته؟

نظر ليث إلى فرحة نظرة حادة يملؤها التعجب ثم قال:
—فرحة، كيف تقولين هذا لقد وضعت لكي السم في كوب العصير ؟! كنتِ ستفقدين حياتك بسبب غيرتها الحمقاء.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—علية  بذلك كانت تدافع عن حبها لك، لو كنت مكانها لقتلت أي امرأة أخرى تشاركني في حبك.

ضحك ليث وعلق قائلًا:
—إذن لن نعود حتى لا تحدث مذابح بينكما.

ضحكت فرحة وعلقت قائلة:
—حبيبي، كل ما أود قوله هو أن الأمر كان صعبًا عليها، فعليك أن تلتمس العذر لها.

نظر ليث إليها وأمسك بيدها ووضع عليها قبلة حانية، ثم قال:
_فرحة، لن تصدقي قولي أنني وللمرة الأولى أشعر بمعنى الحب الحقيقي.

عاودت علية الاتصال، فألحت فرحة على ليث أن يقوم بالرد عليها.

تحدث ليث إلى علية رغمًا عنه ،حاول أن يبدو طبيعيًا في حديثه معها كما طلبت منه فرحة.

علية ما إن سمعت صوته حتى انفجرت باكية، وحدثته قائلة:
—ليث، لقد اشتقت إليك كثيرًا.

كانت المكالمة عبارة عن إلحاح من فرحة على ليث أن يعودوا للمنزل وحدثته قائلة:
—أعدك ألا اتعرض لفرحة بأي سوء، ولكن عليك بالعودة إلى منزلك فقد طال البعاد وازداد شوقي إليك.
ليث وقد شعر بالضيق يستحوذ على قلبه علق قائلاً:
—علية،من الجيد الإعتراف بالخطأ، والأفضل هو عدم تكراره.

فضول علية دفعها إلى أن تسأله قائلة:
—ليث، هل يمكنني أن أعلم أين أنتم حتى أتي إلى فرحة واعتذر إليها؟

لم يريد ليث أن يخبر علية شيئًا عن مكان تواجدهما فعلق قائلًا:
—علية، سوف نأتي غدًا لا داعي لحضورك.
أنهى ليث حديثه  مع علية، ثم نظر إلى فرحة وحدثها قائلًا:
—كانت تود أن تأتي للإعتذار لكِ، بالطبع هي لا تعلم إننا في القاهرة وفي أحد الفنادق الكبرى.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—من الأفضل ألا تخبرها، إذن علينا أن نعد حقائبنا للعودة إلى بلدتنا فأنا اشتقت لأخي وعمتي كثيرًا.

نظر ليث إلى فرحة وحدثها قائلًا:
—فرحة، سوف أقوم بالاتصال بأحد رجالي، وأكلفه بشراء منزل جديد يليق بأميرتي الجميلة.

ابتسمت فرحة وتحدثت قائلة:
—حبيبي، لا داعي لشراء منزل ٱخر الٱن؛ ما دامت علية قد اعترفت بأخطاءها وعزمت ألا تكرر ذلك مو أخرى.
وضع ليث ذراعه على كتف فرحة وعلق قائلًا:
—حسنًا، ولكن أرى أن منزل أخر  سيكون أفضل.

أمسكت فرحة بيده وقالت:
_لن نخسر شيء، إن لم نشعر بإرتياح حينها سوف ننتقل لمنزل ٱخر.

منزل نصار الجوهري.
جلست روح داخل غرفتها وقد انفجرت باكية؛ فهذه هي المرة الأولى التي يقوم سليم بصفعها على وجهها.

وقفت العمة سميرة تتحدث إلى سليم وتقول:
—سليم، هذه هي المرة الأولى التي أراك غاضبًا لهذه الدرجة ما الداعي لكل هذا؟!

سليم وقد شعر أنه تسرع عندما قام بصفع روح، تحدث قائلًا:
—عمتي، لا أعلم ما الذي حدث؟! لقد كانت تتحدث إلي بإسلوب استفزني كثيرًا فلم أشعر بنفسي إلا بعد أن قمت بصفعها على وجهها.

نظرت العمة سميرة إليه وعلقت قائلة:
—سليم، إذهب إلى روح واعتذر منها، أكثر ما يشعر المرأة بالإهانة هو عندما يصفعها زوجها على وجهها  خاصة أمام الٱخرين.

أومأ سليم برأسه وعلق قائلًا:
—حسنًا عمتي، ولكن لن أذهب الٱن.

أصرت العمة على أن يذهب سليم إلى الغرفة ويعتذر لزوجته فعلقت قائلة:
—سليم، الٱن إذهب إلى روح واعتذر منها.

أومأ سليم برأسه وذهب إلى غرفته، نظرت إليه العمة سميرة وعلقت قائلة:
—أتمنى أن يصلح الله ما بينكما، وتعود مياه الود إلى مجاريها.
دلف سليم إلى داخل الغرفة ليجد روح وقد انهارت في البكاء، وقف أمامها وحدثها قائلاً:
—هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها بصفع امرأة.

نظرت روح إليه وقد ابتلت ملابسها بدموع عينيها الغزيرة.
وقفت أمامه وحدثته في غضب وقالت:
—امرأة، هل هذه حقًا مكانتي عندك، أصبحت مجرد امرأة، سليم لم اعد احتمل هذه الحياة.

نظر إليها سليم وقد رق قلبه لما يراه منها، فحدثها قائلًا:
—اهدئي، علام كل هذا الغضب، جئت إليكِ معتذرًا عما بدر مني، فلا داعي لكل هذا الغضب.

روح قامت بمسح دموعها، ثم علقت قائلة:
_اجل، لديك الحق فيما تقول، لا داعي للغضب، أعيش مع شخص داخل غرفة وحيدة أشعر بالبرد يجتاح جسدي كل ليلة، ولا أجد من يحتويني بدفأه، لا داعي للغضب.
أعد طعامًا وانتظر أن أراك تتذوق  ما صنعته لك فلا تقربه، لا داعي للغضب، تتجاهل وجودي ومكانتي وكل ما فعلته عندما غادرت المنزل أن تثبت وجودك وسيطرتك علي أمام عمتك، لا داعي للقلق.

شعر سليم برغبة في ضم روح إلى صدره ومعانقتها حتى تهدأ ثورتها .
دنا منها وشرع في ضمها ولكن شيئًاما استوقفه فتمالك نفسه وسيطر على مشاعره ثم غادر الغرفة.

لم تجد روح أمامها سوى أن افترشت فراشها معانقة لوسادتها تخفي بداخلها دموعها وأحزان قلبها.

غادر سليم المنزل، شعر برغبته في الذهاب إلى الربوة، هذا المكان الذي شهد على أروع لحظات الحب بينهما، وقف فوق الربوة مغمض العينين ثم أخذ نفسًا عميقًا .

داخل ٱحدى الفنادق الكبرى بالقاهرة.

دلفت فرحة إلى داخل غرفتها عائدة من نزهة جميلة على ضفاف النيل، شعرت فرحة أن الدنيا قد ابتسمت لها وأنها للمرة الأولى تعيش هذه المشاعر الفياضة مع أحد.

دلف ليث خلفها وقد حمل العديد من الحقائب، نظرت فرحة إليه وحدثته قائلة:
—لا أعلم لماذا الاصرار على أن تحمل أنت كل هذه الحقائب؟!

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—من لديه أميرة مثلك لا يمكن أن يجعلها تحمل شيء، إنني سعيد وأنا أحمل أغراضك وتلك الهدايا التي قمنا بشراءها لإهداءها لأهلك وأحبابك.

نظرت فرحة إلى زوجها وتذكرت رعد الذي كانت تتمنى أن تتزوج منه، فحدثت نفسها قائلة:
—دائمًا أقدار الله لنا هي الأفضل، كنت سأخسر رجلًا رائعًا مثل ليث.

لا حظ ليث الشرود على زوجته فحدثها قائلًا:
—حبيبتي، إلى أين ذهب بك الشرود؟!

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—شردت إلى حالي قبل أن أتزوج منك ومقارنته بحالتي الٱن، حقًا إنني أحمد الله على وجود في حياتي.

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—فرحة، لم أكن أعتقد في شيء أسمه الحب وأن الحب يفعل المعجزات، لكن منذ أن اقتحم حبك جسور قلبي وقد أصبحت شخصًا ٱخر وأصبحت نظرتي إلى الحياة نظرة مختلفة.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—حسنًا أيها الزوج الرائع فلنقوم بإعداد حقيبتنا حتى نكون مستعدين لمغادر الفندق في الصباح الباكر.

وضع ليث ذراعه على كتف زوجته ثم علق قائلًا:
—حسنًا، ولكن قبل ذلك سوف أذهب لإعداد كوبًا من العصير الطازج لزوجتي الحبيبة.
وقفت فرحة أمام ليث وقد اعترضت طريقه وحدثته قائلة:
—بصفتي زوجتك سوف أذهب أنا وأعد لك أجمل كوب عصير.

اومأ ليث برأسه وعلق قائلًا:
—حسنًا حبيبتي إنني اتشوق لإحتساء كوب من العصير من يد زوجتي الحبيبة.

ذهبت فرحة لإعداد العصير.
مر وقت طويل ولم تأتي فرحة بالعصير، شعر ليث بالقلق فذهب ليتفقد زوجته ولكنه فوجيء بها على الأرض فاقدة لوعيها.

كاد قلب ليث أن يتوقف من الخوف على زوجته، قام بحملها ووضعها في فراشها وأسرع إلى زجاجة العطر الخاصة بها لعلها تساعدها على استعادة وعيها

استعادة فرحة وعيها، فعلت الابتسامه وجه ليث وتحدث قائلًا:
—حبيبتي، حمدًا لله لى سلامتك، كاد قلبي أن يتوقف من الخوف عليكي، ولكن ما الذي حدث لكِ؟!

تحدثت فرحة قائلة:
—ما إن ذهبت لإعداد العصير إنتابني دوار شديد فقدت على أثره توازني.

ربت ليث على شعرها وحدثها قائلًا:
—هل لا زالتي تشعرين بهذا الدوار؟! سوف أقوم بالإتصال بإدارة الفندق لإرسال طبيب حتى نطمأن عليكي.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—لا، لقد صرت بحالٍ أفضل، لا داعي لإستدعاء الطبيب،سوف أنهض لإعداد العصير.

أسرع ليث وتحدث قائلًا:
—لا، لن تفعلي شيء سوف ترتاحين في فراشك وسأذهب أنا لإحضار العصير.

في صباح اليوم التالي.
غادر ليث وفرحة الفندق عائدين إلى بلدتهم في محافظة قنا.

عندما وصل ليث إلى منزله وجد أستقبالًا رائعًا من علية التي رحبت بفرحة ترحيبًا شديدًا.
شعرت فرحة بالذهول والتعجب من هذا الإستقبال الذي وجدته من علية، التي حدثتها قائلة:
—فرحة، أود أن أعتذر لكي عن كل ما صدر مني منذ دلوفك إلى هذا المنزل.

ذهبت علية إلى الغرفة السوداء وقامت بفتح الباب على مسرعيه، ثم تحدثت قائلة:
—لقد قمت بتغيير اللون الأسود إلى لون أكثر بهجة.

نظرت فرحة إلى داخل الغرفة، فوجدتها رائعة .

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—لقد قمتي بوضع جميع أغراضي بداخلها أيضًا، علية شكرًا لكِ على محاولاتك لإصلاح الأخطاء الماضية.
ابتسمت علية وعلقت قائلة:
—سوف أترك لكي الحرية حتى تنالين قسطًا من الراحة، أما أنا سوف أذهب لإعداد الغداء.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—علية، لماذا لا نحضر خادمة للقيام بهذه الأعمال؟!

نظرت علية صوب ليث وعلقت قائلة:
—كثيرًا ما طلبت ذلك من ليث لكنه في كل مرة كان يرفض ويصر على عدم دلوف أي شخص غريب عن المنزل.

تعجبت فرحة وعلقت قائلة:
—ليث، لا بد من وجود خادمة في هذا المنزل الكبير، لماذا ترفض شيئًا عامًا كهذا؟!

ليث أصبح في حيرة من أمره، إذا وافق على وجود خادمة سوف تشعر علية بمكانة فرحة داخل قلبه وحينها سوف تقوم بعمل المزيد من المتاعب، أما إذا رفض ذلك سوف تغضب فرحة وتشعر بالحرج أمام علية.

شرد قليلًا ثم تحدث قائلًا:
—لم أوافق لأن علية تحب أن تفعل كل شيء بيدها وبطريقتها، أما إذا رأت أن هذا الأمر أصبح عبئًا عليها فحينها لن يكون لدي أي مانع من ذلك.

ابتسمت علية وعلقت قائلة:
— ما رأيك عزيزتي فرحة؟

علقت فرحة قائلة:
—بالطبع وجود الخادمة الأمينة أصبح شيء ضروري للغاية.

ابتسمت علية وقالت:
—حسنًا لحين قدوم تلك الخادمة، سوف أذهب لإعداد الغداء.

دلفت فرحة إلى غرفتها، جلست على فراشها وحدثت نفسها قائلة:
—ترى، هل يمكن لهذه المرأة أن تتغير بين عشية وضحاها بهذا الشكل؟! اتمنى ذلك، ولكن كأن الأمر بدأ يتغير وبدأت أشعر بشعور غريب داخلي كلما تخيلت أن من حقها كزوجة أن يخص لها ليث بعض الليالي لقضائها معها.

وفي هذا الوقت دلف ليث مسرعًا إلى داخل غرفة فرحة، أسرع إليها وقام بمعانقتها وتقبيلها ثم حدوثها قائلًا:
—لقد جعلني شوقي إليكِ أن أتي متسللًا؛ حتى لا تشتعل نيران الغيرة بقلب علية وتدبر لنا  المزيد من المكائد.

ضحكت فرحة وعلقت قائلة:
—ليث، على الرغم من ذلك الشعور السيء الذي بدأت أشعر به، إلا إنني لن أدعه يستحوذ علي فيحرق قلبي.

عانق ليث زوجته وعلق قائلًا:
—فرحة، لا أخفي عليكِ أصبحت لا اطيق أن أبتعد عنك ولو للحظات قليلة، لم يعد لي رغبة في تلك المرأة.

في هذا الوقت كانت تقف علية تتصنت على حديثهما وتتوعدهما بالانتقام، قائلة:
—لم يعد لك رغبة في سيد لبث، حينًا سوف ترى مني ما لم تتوقع حدوثه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي