الفصل الثاني عشر محاولة قتله

كانت غرام تعلم أن أتصال جلال بها ما هو إلا البداية، تعلم أنه لن يصمت، لم تشعر بنفسها سوى وهي تبكي، لا تعلم لماذا لكنها فقط ارادت هذا، نظرت للسماء وهي تشعر بأنها تختنق، عاد ألم معدتها وبررت أن ما يحدث لها بسبب ألم بطنها التي ظنت أنها قد تخلصت منه.

سمعت صوته خلفها وكان هذا آخر شيء تريده الآن:

-لقد اخبرتني أمي أنها رأتكِ تصعدي إلى هنا، هل يعجبكي هذا المكان يا ترى؟

لم تجيبه وبدأت في إزالة دموعها، تتمنى أن لا يراها في هذه الحالة حتى لا يسألها عن السبب وهي ليس لديها أي إجابة، اقترب عاصم وهو يتعجب من صمتها، وضع يده على كتفها:

-ما الأمر يا غرام؟ أشعر أن هناك شيء سيء تخفيه عني!

حاولت أن تخرج صوتها بهدوء وهي لا تعلم كيف عليها أن تواجهه:

-لا شيء تذكرت شيء جعلني حزينة.

ارتجف صوتها ليقف أمامها وما إن رأى دموعها حتى تهجمت ملامحه والضيق يظهر عليه:

-لماذا تبكي يا غرام؟ لا شيء يستحق حزنكِ يا فتاة، دموعكِ غالية للغاية.

قرب يده من وجهها وهو يزيل دموعها بحنانه المعتاد، لا تعلم كيف له أن يكون بهذا الحنان معها، حاولت أن ترتب أفكارها وهي تنظر إلى عينيه التي لمعت بحنان من أجلها.

ابعدت وجهها عن يده، ليس قلقًا منه بل قلق منها هي، مشاعرها بدأت تنجرف ولا تعلم كيف يحدث هذا، لماذا تنجرف تجاه هذا الشاب؟ تتمنى أن لا يكون هذا هو عقابها على كل شيء مضى.

أخذ عاصم نفس عميق وقد شعرت بالضيق الذي انتابه، تحدث بهدوء:

-أعتذر لكِ يا غرام، أنا لم أتعمد مضايقتكِ أبدًا، أنا فقط كنت أحاول مواساتكِ.

ابتسمت باصطناع ليظهر هذا على وجهها:

-أنا أتفهم هذا يا عاصم، شكرًا لك.

حاول أن يفكر في شيء ما ولكنه تردد بعد فعلتها، أخذ نفس عميق وهو ينظر لها:

-ما رأيكِ في تناول الغداء معي في الخارج يا غرام؟

شعرت بالكثير من التردد ولكنها اومأت له وقد احمرت وجنتيها:

-لا يوجد لدي مشكلة، أشعر بالإختناق هنا على كل حال.

لاحظت أنه ينظر لها رافعًا حاجبيه لتعدل من حديثها على الفور وقد احمرت وجنتيها:

-أقصد أحتاج لتغيير الأجواء.

ابتسم عاصم وعينيه مسلطة عليها، لم يكن يعلم أنها تفكر أن تنهي مهمتها في أسرع وقت، تريد أن تتخلص منه في أقرب فرصة، لن تجعل الوقت يطول وإلا سوف تقع في فخ حبه كما اطلقت عليه.

لم يرى شهاب عنبر باقي اليوم، يعلم أنها تتجاهل الاقتراب منه عكس العادي، قرر أنه سوف يتركها على راحتها وسوف يعود غدًا لرؤيتها، انتهت غرام من تبديل ثيابها واقتربت من الباب لتفتحه وجدت عاصم على وشك أن يقوم بطرقه، ابتسم وهو يتأمل فستانها الزهري:

-رائع يا غرام، لم أظن انه سوف يناسبكي إلى هذا الحد، لقد ابتعته خصيصًا لكِ.

ابتسمت غرام وهي تنظر له، دلف هو للداخل وبدأ في تصفيف شعره وهو يبتسم:

-وها قد انتهيت أنا أيضًا، يمكننا الذهاب الآن إن كنتِ لا تمانعين.

حركت غرام رأسها نافية وسارت معه للخارج، رأتهم شمس ولاحظت غرام نظراتها تجاههم لتتجرأ وتحيط زراع عاصم بيدها، تعجب عاصم من فعلتها لكنه ابتسم ولم يعلق، خرج وفتح لها باب السيارة لتصعد ويغلق الباب من بدها ومن ثم يصعد ليجلس على كرسي القيادة.

كانت أعين غرام تجاه المنزل، لم يخيب ظنها ورأت شمس تشاهدهم من خلف النافذة الزجاجية بالأعلى، ابتسمت لها في هدوء وابتعدت السيارة من بعدها، تعجب عاصم وهو يسألها:

-هل رأيتِ عنبر؟!

حركت غرام رأسها بنفي وهي تتابع الطريق أمامها، تحدث عاصم من جديد مازحًا:

-اعجبتني هذه الحركة كثيرًا.

انتبهت له ليشير على زراعه ويدها لتضحك وهي لا تصدق أنه حقًا يعلق على هذا الأمر:

-هذا الشيء عادي جدًا يا عاصم، ألسنا متزوجان؟

رفع عاصم حاجبيه وهو يتحدث إليها أثناء متابعة الطريق:

-عليكِ أن تخبري نفسكِ بهذا الأمر ولا تخبريني أنا، أنتِ تخافين مني بطريقة لا أعرف سببها أبدًا، لست سيء إلى هذا الحد يا غرام.

اومأت له بتفهم ولكنها فضلت الصمت، لاحظ تغير ملامحها، يكاد أن يجن وهو لا يعرف ما الذي تفكر به ويجعلها تتبدل بتلك الطريقة، لا يعلم أن دمائه إن سالت ستكون هي المسؤولة عن هذا.

سار حتى خرج من مدخل القرية وهي تتابع كل شيء حولها، تحدث عاصم إليها وهو يشعر بالإنجذاب الشديد لها:

-غرام أريد أن أسألكِ سؤال.

انتبهت له بينما هو تابع حديثه دون انتظار:

-ما الذي أعنيه لكِ يا غرام؟ ألم تفكري أن يكون زواجنا هذا جدي؟

نظرت له وقد اتسعت عينيها في دهشة، ابعدت وجهها لتنظر تجاه النافذة، لا تعلم متى عجزت عن الحديث، لم تكن من هذا النوع يومًا، لقد كانت تتحدث بطلاقة ويمكنها أن تخترع أي شيء لتقوله أما الآن أمامه لا تستطيع أن تفعل شيء سوى الصمت.

تحدث عاصم من جديد وهو يشعر بالكثير من القلق، لا يريدها أن تقابل حديثه بالرفض وفي ذات الوقت لا يمكنه أن يبقى صامتًا، وصلوا أمام مطعم فاخر، فتح لها الباب لتستفيق من شرودها وتهبط قائلة:

-لم انتبه سامحني.

أومأ لها وعلى ثغره إبتسامة تزينه:

-لا مشكلة يا غرام، المهم أن تكوني بخير، إن ازعجكِ حديثي لا تفكري به، على كل حال هو ليس بتلك الأهمية.

نظرت غرام له وهو أمسك بيدها ليدخلوا إلى المطعم، كانت تنظر إلى كل شيء من حولها، لم تدخل إلى مكان كهذا من قبل، تذكرت جلال ومكالمته لينتزع مزاجها وهي تشعر بالضيق الشديد، قاطع شرودها عاصم:

-ما الذي تحبي طلبه يا غرام اخبريني؟

نظرت إلى قائمة الطعام ولم تطول النظر حتى اخبرته بهدوء:

-يمكنك أن تطلب لي مثلك.

ابتسم عاصم وهم بالطلب لها، تحدث وعينيه مسلطة على خاصتها:

-عينيكِ بريئة للغاية يا غرام، إنها تميزك.

ابتسمت وهي تنظر له قائلة:

-وأنت أيضًا.

ضحك عاصم وهو يرفع حاجبيه لها:

-ما الذي تعنيه بأنت أيضًا يا فتاة؟ لا أمتلك أعين بريئة.

ابتسمت غرام وهي تحاول أن لا تضحك:

-أقصد أن عينيك جميلة وتوقف عن التحدث في تلك الأمور لأنني لا أحبها.

حرك عاصم رأسه بعدم استيعاب:

-لا أصدق أنكِ لا تحبين شيء كهذا، لا تحبين أن أتغزل بكِ؟

شعرت بالخجل وهي لا تعلم ماذا تفعل حيال هذا الشعور الذي ينتابها في حضورة، أخذت نفس عميق وكان عاصم يلاحظ ضيقها الشديد، تجرأ وأمسك بيدها لتنتبه لن وقد لمعت عينيه بحنان كما اعتادت منه:

-يمكنكي أن تفتحي لي قلبكِ يا غرام، أنا لم أفعل أي شيء يضركي سوف أحميكي من أي شيء يقلقكي، أنا لا أعلم كيف تبدل حالي في هذه الفترة القصيرة، لكنني منجذب لكِ كثيرًا وهذه هي الحقيقة.

حاولت أن تنظم أنفاسها وتنظر له وهي تبتسم، لكنها لم تستطيع نظرت إلى الأسفل وشعرت بالألم:

-أشعر بالتعب يا عاصم، لا أعلم ما خطب معدتي، تؤلمني من وقت لآخر.

قرب عاصم يدها من فمه وقام بتقبيل باطن يده وهو ينظر لها:

-سوف تكوني بخير، سوف نذهب للطبيبة وتخبرنا ما الأمر وما سبب حدوث هذا الشيء معكِ.

سحبت غرام يدها وهي تحرك رأسها بنفي، قالت بهدوء:

-اخبرتني أن هذا يحدث من التوتر وحسب، لا يوجد داعي للذهاب مجددًا.

اجابها وهو يلاحظ إبعاد يدها عنه:

-حسنًا، لا يوجد داعي للتوتر على كل حال، سوف نبتعد عن أي شيء من الممكن أن يسبب لكِ التوتر.

ابتسمت غرام باصطناع ولم يتأخر الطعام وقد أتى إليهم، جاهدت أن تلهي نفسها في الطعام ولا تنظر إليه، لكنها لم تستطيع وكلما رفعت عينيها تلتقي عينيه بعينيها، ابتلعت ما بحلقها بصعوبة وضحك هو:

-لا يوجد داعي للتوتر سوف تصابي بنوبة اختناق، لا بأس سوف أتوقف عن النظر لكِ.

انتهوا من تناول الطعام وطلبت منه أن يعودوا للمنزل لأنها تشعر بالإرهاق، استجاب لها بعد أن لاحظ عدم رغبتها في البقاء معه، لكن في الطريق بدأت سيارة في مهاجمته، تعجب عاصم ونظرت هي له بقلق:

-ما الذي يحدث يا عاصم؟

حرك عاصم رأسه بنفي ولا يوجد لديه أي فكرة عن هذا، وقفت السيارة أمامه وهبط منها ثلاثة رجال، اجبروه على الوقوف، أتى ليهبط لكن امسكت غرام بيده وهي تحرك رأسها بنفي والقلق يضرب قلبها:

-لا تهبط يا عاصم، لا تفعل هذا.

نظرت له والخوف قد سيطر عليها وافقدها التركيز، وجدتهم يقتربوا لتقوم بإغلاق السيارة على الفور، لاحظ ارتجافها، شعر بقلقها، سمع رجل من بين الثلاثة يتحدث بصوت عالي وهو يضرب على زجاج السيارة:

-أهبط وإلا سوف نكسر الزجاج، نحن نريدك أنت وسوف ندعها وشأنها.

انفعل عاصم وأتى ليفتح السيارة، وجدها تمسك بيده بقوة وهي تحرك رأسها بنفي:

-لا يا عاصم، سوف يقتلوك، لا تفعل أرجوك.

نظر لها وقد لمح الدموع داخل عينيها، قرب يده ليقم بمسحها وهو يحرك رأسه بنفي لعلها تطمئن:

-لا تبكي، سوف يكون كل شيء على مايرام، سوف أهبط للتحدث معهم، لا يوجد داعي لهذا الرعب يا غرام، أنا لم أفعل شيء سيء لأحد ومؤكد لن تسوء الأمور، كوني بخير وثقي بي.

لم يستمع لها وفتح الباب ليهبط وما إن خرج من السيارة حتى داهمه الرجل بلكمة قوية، اقترب الأخر ومعه سلاح أبيض وهو يقول بتحذير:

-أخرج كل شيء معك في الحال وإلا سوف نقتلك.

هبطت غرام من السيارة عندما وجدت عاصم قد أنهال عليهم بالضربات والثالث أخرج سلاحه ليقوم بضرب عاصم، وقفت غرام أمامه على الفور صارخة بانفعال:

-ابتعدوا في الحال وإلا قتلتكم جميعًا.

انفعل الرجل الذي ضربه عاصم:

-لا توجد لدينا أوامر للتعامل معكِ، ابتعدي إذا سمحتِ.

صرخت في وجهه وهي تنظر له:

-لن يمسني أحد وأنا أعلم هذا جيدًا، أعلم بكل شيء تفعلوه وإن لم تذهبوا سوف أقضي عليكم.

كان عاصم مذهول من كل شيء يحدث، أمسك بكتفها ليبعدها وهو يشعر بالقلق عليها:

-توقفي يا غرام عن هذا، ادخلي إلى السيارة.

دفعت غرام يده واقتربت لتقف أمام الرجل وهي تتحدث بغضب وقد قبضت على عنقه:

-أذهب قبل أن أقضي عليك في المقدمة، لا تريني وجهك الحقير من جديد.

اقتربت بجوار أذنه لتهمس بتحذير:

-أخبر جلال أنني لن أسمح له بالتدخل وإلا سوف يخسرني إلى الأبد.

نظر لها وقد شعر بالقلق ليبتعد ويشير إلى رجاله ليصعدوا في السيارة، صدم عاصم مما يحدث، يتساءل كيف استمعوا لها، كيف لم يبقوا وذهبوا بتلك السهولة؟

لم تتحرك غرام، بقيت في مكانها تفكر فيما حدث وليس لديها تفسير منطقي لتقدمه إلى عاصم الذي رأى ما حدث، تتساءل لماذا شعرت أنها سوف تفقد أنفاسها بتلك الطريقة؟ للمرة الأولى يحدث هذا معها، شعرت بيده توضع على كتفها، لم تتحرك ليقف هو أمامها:

-ما الذي حدث؟ هل تعرفين هؤلاء الرجال؟

حركت رأسها بنفي وهي تنظر له، مسح دموعها كما اعتادت منه رغم مئات الأسئلة التي تدور بعقله الآن، سألها من جديد:

-ما الذي جعلهم يقلقون وكيف تجرأتي وفعلتي هذا؟ من الممكن أن يقتلوكي ولكن أنتِ ببساطة اخبرتيهم أن يرحلوا وبالفعل رحلوا؟

تساقطت دموعها وهي تنظر له، سألها من جديد وعينيه تحدق بها:

-من تكوني يا غرام؟ من أنتِ بالضبط؟ هل أنتِ هذه الفتاة البريئة أم هذه السيدة التي لا أعرف من أين ظهرت لتتصدى إلى هؤلاء الأوغاد؟

حركت رأسها بنفي ولم يعد لديها أي إجابة:

-لا أعرف لا تسألني، لا أجد الجواب، دعنا نذهب، لقد قلقت بشأنك ولم أفكر ماذا أفعل.

حرك رأسه نافيًا وهو يمسك بزراعها:

-لن أدعكي يا غرام، أنتِ مطالبة بالشرح لي الآن، من تكوني ومن الذي ارسلهم وكيف عرفتي بهذا الأمر؟

تألمت للمرة الأولى، تعلم أن جلال لن يغفر لها دفاعها عنه، لقد انجرفت ولم تستجيب للواجب الذي أملاه عليها جلال، للمرة الأولى يرسل أشخاص خلفها، للمرة الأولى يفشل في الثقة بها.

تحدث عاصم من جديد وهو يراها شاردة ولا تدرك شيء من حولها:

-أنا أتحدث معكِ يا غرام، اجيبيني ولا تبقي صامتة هكذا.

انفعلت غرام وهي تنظر له:

-ليس لدي إجابة يا عاصم، لا إجابة لدي أرجوك لا تسألني من جديد، أنا أشعر بأن أنفاسي تضيق ولا أجد حل، ساعدني.

حاوط عاصم وجهها وهو يتأمل عينيها:

-أنا أحبكِ يا غرام، لا داعي للخوف، إن كان هناك شيء يؤذيكي اخبريني، أنا سوف أقف أمام أي شيء من أجلكِ، قولي لي ما سبب ضيقكِ ومعاناتكِ الشديدة تلك، اخبريني يا غرام.

اجابته بألم وصدق:

-لقد أحببتك وهذه أعظم معاناة قد مررت بها، لم يكن من المفترض أن أحبك أنت، لا أعلم كيف حدث هذا ومتى، لكنني في كل ساعة أنجذب لك، كأنك عقاب على كل شيء فعلته، كأنك العقاب الأمثل لي، أغرق في شيء عاجزة عن طلب المساعدة بشأنه، اخبرني كيف يمكنني أن أتعامل مع هذا.

كان حديثها مبعثر، لا يعلم عاصم لماذا هي نادمة على مشاعرها تجاهه وهو الذي صارحها بمشاعره للتو، أخذ نفس عميق وهو يومأ لها:

-يمكننا التحدث بصراحة وهدوء، لا تبكي ولا تشعري بالألم، أنا هنا ويمكنني أن أساعدكي بكل طاقتي، لا يوجد داعي للخوف، أنتِ تحبيني وأنا أحبكي أكثر.

اقترب ومن ثم قام بضمها، بكت على صدره وهي تخبره بألم:

-لم تستحق هذا، لم تستحق أن أجعلك تتألم يا عاصم، أنا أثق إن كان الجميع سيء سوف تكون ضدهم جميعًا وستكون الشيء النظيف في هذا العالم.

ابتعدت قليلًا لتنظر له:

-عندما تزوجت بك كنت أشعر بالرعب، صدقني داخلي كان يرتجق، لكنك لم تفعل شيء لي، منحتني الأمان، جعلتني أنام بالقرب منك وأنا التي لم تتخيل أن تفعلها يومًا، أنا وجدت معك الأمان الذي عجزت عن ايجاده، أنا أشعر بالرعب من هذا، لا يمكنني أن أحتمل فكرة أنني.. أحبك.

كان يستمر في مسح دموعها وهو يعلم أنها تتألم، لقد فقدت السيطرة على نفسها، انهارت تمامًا ولم يعد لديها شيء آخر لتفعله، ضمها بقوة وهو يحاول جعلها تهدأ هامسًا بحنانه المعتاد:

-أنتِ فتاة قوية، لا تجعلي أي شيء يرعبكِ يا غرام، أنا بالقرب منكِ، سوف أكون بالقرب دائمًا، لم أحب في حياتي من قبل، أنتِ حبي الأول وستكونين حبي الأخير في النهاية.

لقد كان حديثه يؤلمها أكثر من أي شيء، ترى كم هي سيئة في حكايته، هي السيئة الذي ما إن يعرف حقيقتها لن يغفر لها أبدًا فعلتها، ابتعدت لتطالعه بأعين متألمة:

-إن علمت الحقيقة سوف تكرهني يا عاصم، أنا واثقة من هذا كل الثقة صدقني.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي