الفصل الثالث عشر بذور الحب

منزل ليث الناجي.

وقفت فرحة تنظر إلى ليث وقد بدى عليها الذهول، فما إن قامت بفتح حقيبتها حتى رأت مفاجأة لم تكن تتوقعها.

تعجب ليث مما بدى عليها، دنا ليث منها وحدثها قائلًا:
—فرحة، ماذا بكِ؟!

فرحة وقد بدى عليها الإنزعاج والضيق أشارت إلى الحقيبة وحدثته قائلة:
—عندما وافقت على الزواج منك، كان لدي شعور يصل لحد اليقين إنني سوف أقابل بعض المتاعب، خاصة أن لديك زوجة أخرى تسكن معنا في نفس المنزل، لكنني في الحقيقة لم أكن أتخيل إن حجم المضايقات سوف يصل إلى هذا الحد.

نظر ليث إلى محتويات الحقيبة فوجد جميع ملابسها ممزقة وقد اختلطت بالعطر المسكوب وادوات التجميل المبعثرة.

وأمسكت فرحة بملابسها وعلقت قائلة:
—ليث، اليوم طلب مني أخي سليم ألا أتردد في العودة إلى المنزل؛ في حالة تعرضي لأية مضايقات وأنا أريد....

قاطع ليث فرحة بأن وضع أصابعه على فمها وحدثها قائلًا:
—فرحة، أرجوا منك ألا تفعلي ذلك، أشعر أنني معكِ سوف أصبح شخصًا آخر، لم أكن أصدق أن الحب يفعل المعجزات، ولكن بذور حبك التي بدأت تنمو داخل قلبي، سوف تصنع مني شخصًا آخر.

فرحة في غضب تحدثت قائلة:
—حسنًا، لن أغادر هذا المنزل الذي لم أرى فيه سوى المتاعب والمضايقات، ولكن عليك أن توفر لي منزلًا آخر، اعتقد أن هذا الأمر من أبسط حقوقي.

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—اعدك إنني سوف أقوم بشراء منزل آخر لا تتعرضين فيه لأي مضايقات، وإلى أن يتم هذا الأمر أعدك أن علية لن تتعرض لكي مرة أخرى،سوف أذهب لأتحدث معها بهذا الشأن.

وفي هذا الوقت كانت علية تقف خلف باب الغرفة تستمع لحديثهما، شعر بها ليث فأسرع بفتح باب الغرفة وأشار لها بالإنصراف دون أن تشعر فرحة بذلك.

ذهبت علية إلى غرفتها ولحق بها ليث، أمسك ذراعها بقوة ودفعها على الأريكة ثم حدثها قائلًا:
—علية، لقد طفح الكيل منكِ، أريد أن أعرف لماذا تقومين بفعل هذه الأفعال الصبيانية الغير مسئولة؟!

ضحكت علية ضحكة ساخرة، ثم نظرت إليه وحدثته قائلة:
—ليث، هل حقًا لا تعرف السبب الذي دفعني لفعل هذه الأفعال؟!

ليث في غضب تحدث إليها قائلًا:
—علية، لم أفعل شيء بدون رغبتك، كنتِ على علم بكل شيء منذ البداية فلا تقومي بتعقيد الأمور الآن.

نظرت علية إليه وقد تلألأت الدموع بعينيها وقالت:
—ليث، أنت لا اشعر بالبركان الثائر داخل قلبي، لم أكن أعلم أنني لن استطيع تحمل امرأة أخرى تشاركني قلبك، دعها تعود إلى منزلها ونحن نعود كما كنا.

ليث بغضب علق قائلًا:
—لم أدبر المكائد واتحمل السخافات من أجل الحصول على ما أريده، ثم تأتين أنتِ وتطلبي مني أن انهي كل شيء، يا لكي من امرأة مريضة.

أمسكت علية بذراع ليث وحدثته قائلة:
—أجل إنني مريضة، ولكنني مريضة بحبك ليث.

علق ليث قائلًا:
—علية، كان بإمكانك أن تظلي متربعة على عرش قلبي، ولكن بعد كل هذه الأفعال التي تسيء إلي أمام زوجتي، لا أخفي عليكِ لقد اهتزت مكانتك عندي، علية، أحذرك من التعرض لفرحة بما يسيء إليها أو يضايقها.

انهى ليث حديثه مع علية واتجه صوب باب الغرفة للمغادرة، فتعلقت بذراعه وحدثته قائلة:
—ليث، هل ستنتقل أنت وعروسك الجديدة إلى منزل آخر؟!

أفلت ليث ذراعه وعلق قائلًا:
—اجل، سوف ننتقل إلى منزل آخر، ليتني فعلت ذلك من البداية!

انصرف ليث وجلست علية تعض أناملها من الغيظ، ثم علقت قائلة:
—حسنًا ليث لن أدعك تهنأ بعروسك هذه، سوف انتقم منها؛ لأنها السبب في افساد علاقتي بك.

ذهب ليث إلى غرفة فرحة وحدثها قائلًا:
—فرحة، لن تستطيع علية التعرض لكي بعد الآن، سوف أتركك لتنامين وسأذهب أنا إلى الغرفة السوداء المليئة بالكوابيس المزعجة.

ضحكت فرحة وأومأت برأسها فحدثها ليث قائلًا:
—هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها ضحكتك كم هي جميلة أرجوا ألا تحرميني من رؤيتها مرة أخرى.

منزل نصار الجوهري.

دلف سليم إلى داخل منزله، فوجد العمة سميرة تجلس في حديقة المنزل وقد غلبها النوم.

دنا سليم من العمة سميرة وقام بالربت على كتفها برفق وهو يقول:
—عمتي، ما الذي جعلك تجلسين هكذا؟!

خلع سليم عباءته ووضعها على كتف عمته لتحميها من برودة الجو.

استيقظت العمة سميرة من غفلتها، وحدثته قائلة:
—بني، كنت أنتظر عودتك؛ حتى اتحدث معك.

نظر سليم إلى عمته وعلق قائلًا:
—عمتى، وهل هناك ما يستدعي جلوسك هنا في الهواء، وإلى هذا الوقت المتأخر من الليل، لماذا لم تنتظري إلى الصباح؟!

ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—أجل يا بني، هناك ما يستحق أن أنتظرك في هذا الجو البارد حتى اتحدث معك.

سليم وقد بدى عليه التعجب والفضول لمعرفة ما الذي تود عمته إخباره؟ فعلق قائلًا:
—حسنًا عمتي الحبيبة، لندلف إلى داخل البيت وسوف نتحدث فيما تريدنه؛ فالطقس بارد للغاية واخشى أن تمرضي بسبب ذلك.

دلفت العمة سميرة إلى داخل المنزل، نظر إليها سليم وحدثها قائلًا:
—عمتي، سوف أذهب لأحضر شيء وسأعود إليكِ سريعًا.

أومأت العمة سميرة برأسها وجلست تفرك يدها من البرد.

بعد قليل عاد سليم وفي يده مشروبًا ساخنًا، أسرع بإعطاؤه للعمة سميرة ثم حدثها قائلًا:
—حبيبتي، لن أسمح لكي بتكرار ما حدث، مهما كانت الأسباب لا تجلسي هكذا مرة أخرى، لن أسامح نفسي إن أصابك مكروه.

ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—بني، اليوم الذي جاءنا فيه نبأ وفاة والديك، كان يومًا عصيبًا، على الرغم من أنهما قد توفيا وهما في طريقهما لأداء مناسك الحج، إلا أن اكثر ما أحزننا جميعًا أنهما قد توفيا غرقًا، لم يحتمل جدك نبأ فقد ابنه نصار الجوهري وزوجته فأصابته أزمة قلبية توفى على إثرها.

نظر سليم إلى عمته بإنتباه شديد فهو يعشق الحديث عن والديه الذان يفتقدهما، بينما واصلت العمة سميرة حديثها قائلة:
—قبل وفاة جدك بلحظات قليلة، اوصاني بالإهتمام بكم وألا اترككم لعمكم مروان الجوهري؛ فهو يعلم أن زوجته ذات طباع قاسية، وأنني امتلك قلبٌ حاني"كما أخبرني جدك".

إتكأ سليم إلى الخلف ولمعت عيناه، ثم قال:
—عمتي، لقد أحسن جدي الإختيار؛ فلم نجد قلبًا يحنو علينا كقلبك أنت ولا عقلًا راجحًا كرجاحة عقلك، لقد أحسنتي تربينتا جميعًا، وتعلمنا منكِ الكثير.

ابتسمت العمة سميرة وتحدثت قائلة:
—بني، أود أن اخبرك بأمر ربما لم أتحدث معك فيه من قبل، لقد كنت في ذلك الوقت امرأة متزوجة ولدي طفل صغير كان في مثل عمرك تقريباً.

نظر سليم إلى عمته وقد. بدى عليه التعجب والذهول وعلق قائلًا:
—عمتي، كان لديكِ طفلًا، ولكن أين هو الآن، وما الذي حدث لزوجك؟!

تلألأت الدموع في عين العمة سميرة وهى تتحدث وتقول:
—بعد وفاة جدك اصطحبتك أنت وأخويك معي إلى منزل زوجي، ولكنه لم يتحمل وجودكم واصر علي أن أعطيكم لعمكم مروان، ولكنني رفضت ذلك وتشبثت بوصية والدي، فلم يكن منه سوى أن خيرني بينه وبين ابني وبين بقائكم معي.

وعلى الرغم من صعوبة الأمر وقسوته، اخترت  بقائي معكم أنتم.

وهنا نهض سليم من مكانه وتحدث قائلًا:
—عمتي، هل فضلتي بقاءك معنا عن بقاءك مع ابنك وزوجك، كيف استطعتي فعل ذلك؟!

ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—على الرغم أن الإختيار كان صعب للغاية، إلا  إنني لم اكن أستطيع أن أخل بوصية والدي، وحين فكرت وجدت أن ابني أدهم سيكون معه والده يحنو عليه ويهتم به، أما أنتم فلا.
وبالفعل حدث الطلاق، ولم يكتفي زوجي بذلك، بل قام بأخذ أدهم وسافر به إلى خارج البلاد؛ عقابًا لي على اختياري.

شعر سليم بمدى الحزن الذى عانت منه عمته وهي بعيدة عن ابنها الوحيد أدهم، أمسك بيدها وقام بتقبيلها وهو يقول:
—عمتي، لقد قست عليكي الحياة بعد أن فرقت بينك وبين أدهم، ولكنني أعتذر إليكِ أن وجودنا هو الذي تسبب لكِ في ذلك.

ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—بني، لا داعي للإعتذار لقد كان وجودكم بجواري الشيء الوحيد الذي كان بمثابة المواساة لي ولقلبي.

كنت كلما نظرت إليك أرى فيك أدهم ابني، ولكن بعد مرور العديد من السنوات، فوجئت اليوم باتصالًا هاتفيًا من وحيد زوجي السابق يخبرني فيه:
“إنني اعتذر لكِ عما فعلته، وأن الله قد ابتلاني بمرض خطير نسبة الشفاء منه ضئيلة للغاية، وعلي أن أخبر أدهم بحقيقة ما حدث، واصلح كل شيء".

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
—عمتي، هذه مكافأة الله لكى على ما فعلتيه معنا، وعلى صبرك طوال هذه السنوات.

شعرت العمة سميرة ببعض التوتر والقلق وتحدثت قائلة:
—سليم، لا أعرف ما الذي علي أن أفعله، بماذا سأخبره بعد أن تخليت عنه طوال هذه السنوات؟!

ربت سليم على يد العمة سميرة وقال:
—عمتي الحبيبة، لا ترهقي عقلك بالتفكير فيما سيحدث، دعي الأمر يحدث كما قدره الله، "وقد يجمع الله الشتيتين بعد أن يظنا كل الظن ألا تلاقيا"

ابتسمت العمة سميرة وعانقت سليم ثم حدثته:
—منذ أن جاءني الاتصال الهاتفي، وعندما أخبرني وحيد بأنه سوف يخبر أدهم أن والدته لا زالت على قيد الحياة، وأن تعنده هو الذي تسبب فيما حدث، منذ ذلك الوقت وأنا لم اتمالك نفسي، واتشوق لعودتك حتى اقص عليك ما حدث.

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
—هذا يعني أنني قريبًا سوف أرى ابن عمتي للمرة الأولى، اعتقد إنه سيكون شخصًا رائعًا.

ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—هل تعلم إنني أتشوق لرؤيته بعد كل هذه السنوات العديدة، ولكن دعنا من هذا واخبرني كيف حالك مع عروسك؟!

نظر سليم وقد بدى عليه الضيق  تحدث إليها قائلًا:
—بخير كل شيء على ما يرام.

ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—ولكن ما سمعته بالأمس لا يعني أن كل شيء على ما يرام، بني، روح أصبحت زوجتك اتمنى أن تنسى كل ما حدث وتبدأ معها من جديد.

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
—عمتي، هل بالفعل تريدين مني أن انسى ما حدث، تريدين أن أنسى كل ما فعلته وتسببت فيه كيف يكون ذلك؟!

ربتت العمة سميرة وعلقت قائلة:

—بني، لقد فعلت الصواب بزواجك من هذه الفتاة؛ حافظت على أموال أخيك ونفذت وصيته لك.

أومأ سليم برأسه وعلق قائلًا:
— لم أعد أعرف هل حقًا بزواجي منها قد فعلت الصواب أم لا؟!
يكفي أنها السبب في زواج اختي الوحيدة بذلك الحقير، تهيأ لي نفسي أحيانا أن أقتحم منزله وأخرجها منه وأقبض على عنقه بيدي حتى يحررها من قيود زواجه.

ربتت العمة على كتف سليم وحدثته:
—سليم،  إنه قدرك وقدرها فمهما فعلت لن تستطيع أن تمنع ما قدره الله.

أومأ سليم برأسه وتحدث قائلًا:
—حسنًا عمتي سوف أذهب إلى غرفتي لانال قسطًا من الراحة.

ابتسمت العمة سميرة وعلقت قائلة:
—بني نومًا سعيدًا، دع الأيام فهي كفيلة بإصلاح ما أفسده البشر.

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
—اتمنى أن تصلح الأيام ما حدث، وتعود فرحة إلى بيتها.

صعد سليم إلى غرفته، وما إن دلف من الغرفة حتى وروح جالسة تنتظر عودته.

ما إن رأته روح حتى أسرعت نحوه لتساعده على خلع ملابسه.

نظر إليها سليم وقد بدى عليه التعجب وعلق قائلًا:
—لا، لست بحاجة لمساعدتك؛ لقد اعتدت على أن أفعل ذلك بمفردي.

ابتعدت روح عنه وحدثته قائلة:
—لماذا لا تسمح لي أن أفعل معك ما تفعله أي زوجة تحب زوجها؟!

ضحك سليم ساخرًا، ثم علق قائلًا:
—تريدين أن أسمح لكي بفعل ما تفعله أي زوجة تحب زوجها، ولكن كيف ذلك وأنا لا أعتبرك زوجتي من الأصل؟!

اغمضت روح عينيها وحاولت أن تتمالك نفسها، ثم تحدثت وكأن شيئًا لم يكن:
—حسنًا، لقد قمت بإعداد الأكلة المفضلة إليك هيا بنا لنتناولها سويًا.

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
—تستطيعين تناولها بمفردك، أحتاج إلى النوم أكثر من احتياجي للطعام، سوف اذهب للنوم.

ذهب سليم للنوم وجلست روح غاضبة لا تعلم ماذا تفعل لتصلح علاقتها بزوجها؟
وقفت في الشرفة واغمضت عينيها وظلت  تتذكر كيف كانت علاقتها بسليم وكيف كان يعاملها برقة وود، تمنت لو يعود بها الزمن فتمسك به وتمنعه من السفر لعل كل شيء كان سيبقى كسابق عهده.

فجأة سمعت صوت قادم من داخل الغرفة، حدثت نفسها قائلة:
—ما هذا الصوت؟! إنه صوت سليم كأنه يصيح ويقول: "بدر انقذ فرحة".

عرفت روح أن سليم يراوده كابوسًا، اسرعت إليه وقامت بإيقاذه.

استيقظ سليم، نظر حوله فلم يرى سوى روح التي تحدثت إليه وقالت:
—هل كان يراودك كابوسًا؟!

أومأ سليم برأسه وقال:
—ماء، أريد بعض المياه.

أسرعت روح وقامت بإحضار الماء، شرب سليم ثم جلس يفكر فيما رآه، نظر إلى ساعته ثم نهض من فراشه، فسألته روح قائلة:
—إلى أين؟! هل يمكنك إخباري بما رأيته؟

نظر إليها سليم وعلق قائلًا:
—روح، ليس من شأنك.

ارتدى سليم ملابسه وغادر الغرفة، تعجبت روح وحدثت نفسها:
—ترى إلى أين سيذهب سليم في هذا الوقت؟!

ظلت روح واقفة في الشرفة تترقب عودة سليم.

بعد قليل عاد سليم، كاد الفضول أن يقتلها لتعرف أين ذهب في هذا الوقت.

أسرعت إلى فراشها وتظاهرت بالنوم، دلف سليم إلى الغرفة ثم ذهب إلى فراشه ليكمل نومه.

في صباح اليوم التالي.

استيقظ سليم وتناول افطاره ثم غادر متوجهًا إلى عمله.

في وقت متأخر استيقظت روح، صاحت على نرجس (الخادمة) وحدثتها قائلة:
—نرجس، هل تناول سليم افطاره؟

ابتسمت نرجس وعلقت قائلة:
—سيدتي، لقد تناول السيد سليم إفطاره مبكرًا كعادته ثم غادر إلى عمله.

نظرت روح إلى الخادمة وحدثتها قائلة:
—كم الساعة الآن؟!

ابتسمت الخادمة وعلقت قائلة:
—إنها قاربت على الحادية عشر صباحًا.

تعجبت روح وعلقت قائلة:
—على الرغم من محاولاتي العديدة للإستيقاظ مبكراً، إلا أن جميعها باءت بالفشل.

ابتسمت نرجس وقالت:
—سيدتي، أنتِ عروس تستيقظين متى شئتي.

أومأت روح برأسها وتحدثت قائلة:
—حسنًا، أين العمة سميرة الآن؟

نظرت إليها نرجس وحدثتها قائلة:
—إنها بالاسفل، سوف أعد لكي الأفطار.

ابتسمت روح وعلقت قائلة:
—حسنًا، سوف أذهب إلى العمة سميرة وبعدها ساتناول إفطاري.

ذهبت روح إلى العمة سميرة، وما إن رأتها العمة سميرة حتى حدثتها قائلة:
—عروستنا الجميلة، أسعد الله صباحك.

ابتسمت روح وعلقت قائلة:
—أسعد الله صباحك عمتي الحبيبة.

أشارت العمة سميرة إلى روح بالجلوس، ثم حدثتها قائلة:
—روح، كيف حالك يبدو عليكِ أنك لست على ما يرام؟!

ابتسمت روح ابتسامة رقيقة وعلقت قائلة:
—بلي، كل شيء على ما يرام.

نظرت إليها العمة سميرة وعلقت قائلة:
—حسنًا، لن اضغط عليكي للتحدث، ولكن تستطيعين التحدث إلي وقتما تشائين.

منزل ليث الناجي.

دلف ليث إلى منزله عائدًا من عمله حاملًا في يده الكثير من الحقائب.
استقبلته زوجته الأولى علية وقد بدى عليها القلق والتوتر وحدثته قائلة:
—ليث، هل هذه الاغراض لي؟

نظر إليها ليث وعلق قائلًا:
—لا إنها لزوجتي التي قمتي بتمزيق ملابسها.

اتجه ليث إلى غرفة فرحة فحاولت علية منعه، شعر بالقلق على فرحة، دفع علية وأسرع بفتح الباب ليصاب بالصدمة والذهول.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي