الفصل الثاني عشر تتوالى المفاجأت

تطلعت فرحة إلى غرفة علية وكانت المفاجأة التي جعلتها تتسمر في مكانها.

عندما تظرت فرحة إلى الغرفة وجدت الأغراض الخاصة بها  وقد استولت عليها علية، حتى المفروشات قامت بفرشها فجعلت من يتطلع إلى الغرفة يعرف أنها غرفة عروس، نظر إليها ليث ولاحظ الذهول على وجهها فتذكر ما حدث بينه وبين علية.

عودة للماضي.
أنهي ليث إعداد الغرفة الخاصة بفرحة، ألقى نظرة أخيرة عليها ثم ابتسم وقال:
—لقد أصبحت الغرفة على استعداد لإستقبال العروس الجديدة.

استمعت علية لحديث ليث فعلقت قائلة:
—لم أجدك مهتم بإعداد عمل كإهتمامك بإعداد هذه الغرفة؟!

تلعثم ليث في الحديث ثم علق قائلًا:
—حح حبيبتي، ليس الأمر كما تعتقدين إنما فرحة  الأبنة الوحيدة لعائلة نصار الجوهري ولا بد من الاهتمام بالغرفة التي سوف تسكن بها.

ابتسمت علية وعلقت قائلة
—ليث، من أكثر اهمية بالنسبة لك؟ أنا أم هي؟

بدأ ليث يشعر ببعض الضيق  فعلق قائلًا:
—علية، لا داعي لمثل هذا السؤال الذي تعلمين اجابته جيدًا.

نظرت عليه إليه وقالت:
—لن أخفي عليك أصبحت اتشكك في كل شيء، لم أعد أستطيع الجزم بحقيقة الأشياء، ليث، أريد أن اسمع الاجابة على سؤالي هذا منك أنت.

لم يجد ليث  أمامه سوى أن تحدث قائلًا:
—حبيبتي، بالطبع أنتِ الأهم بالنسبة لي فأنتِ زوجتي وحبيبتي وكل شيء.

ابتسمت علية ابتسامة ماكرة وعلقت قائلة:
—إذن ما دمت الأكثر اهمية بالنسبة لك، سوف أخذ هذه الغرفة؛ لتكون غرفتي.

نظر ليث إلى علية وقد تملكه الغضب ولكن حاول كبح جماح  غضبه وعلق قائلًا:
—علية، هذا  الذي تفعلينه شيء لا يجوز.
فالعرس لم يبقى عليه سوى يومان، لن أستطيع تجهيز غرفة أخرى لفرحة.

اصرت علية أن تأخذ تلك الغرفة، وأن تصبح الغرفة الخاصة بها، ثم حدثته قائلة:
—إذا سوف اتولى تجهيز غرفة أخرى للعروس المزعومة، ولكن أريد أن أذكرك بشيء، لا تنسى إنني لم أوافق على زواجك إلا بعد أن أخبرتني أنه من اجل الإنجاب فقط، وبعد أن تنجب سوف تطلقها فوراً أليس كذلك.

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—حبيبتي، لا تقلقي فأنني أتذكر كل شيء، وأعدك ما إن تنجب لي الطفل الذي آمله سوف أطلقها فوراً، وحينها سوف يكون الطفل طفلك أنتِ.

عودة للحاضر.

حاول ليث أن يخرج فرحة من العرفة قبل أن تلاحظ شيء، فحدثها قائلًا:
—فرحة، إنني جائع جدًا هل يمكنك إحضار الإفطار بدلًا من علية، فأنتِ تعلمين أنها مصابة ولا تستطيع الوقوف على قدمها حتى يشفى جرحها.

فرحة وقد بدى عليها الإنزعاج علقت قائلة:
—ليث، لست مضطرة لإعداد إفطارًا؛ فعمتي قد احضرت لنا افطارًا شهيًا.

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—حسنًا، هيا بنا إنني جائع للغاية.

نظرت فرحة إلى علية وحدثتها قائلة:
—علية، ألن تأيي معنا  لتشاركينا الإفطار، تذكرت! إنتِ لا تستطيعين  الوقوف على قدمك، لا تقلقي سوف أحضر لكِ إفطارك تتناولينه هنا داخل غرفتي، أعتذر أعني داخل غرفتك التي تتميز بعدم وجود اللون الأسود، لونك المفضل سيدتي!

نظرت إليها علية وقد بدى عليها الغضب والضيق وعلقت قائلة:
—فرحة، لا تقلقي بشأني لقد تناولت افطاري فور استيقاظي، أما عن الغرفة فغرفتي هي غرفتك.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—حسنًا، ليث هيا بنا لنتناول أشهى فطور على الآطلاق.

وعلى ماوئدة الإفطار جلست فرحة تنظر إلى ليث وحدثته قائلة:
—ليث، هل يمكنني ان اقوم بسؤالك عن شيء يحيرني، لماذا تزوجتني؟!

ليث وهو يتناول افطاره توقف عن الأكل ونظر إليها وقد بدى التعجب، ثم علق قائلًا:
—فرحة، ما الداعي لهذا السؤال؟!

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—هناك العديد من الأسباب التي تجعلني مصرة على سماع الآجابة على سؤالي.

ثم دنت منه وحدثته قائلة:
—تحب زوجتك، فلماذا تزوجتني؟! تركتها تستحوذ على الغرفة الخاصة بي، ليس هذا فحسب بل لم تبدي أي رد فعل  على تلك الغرفة السوداء التي قامت بإعدادها لفرحة نصار الجوهري، كأنك تخشى من إغضابها، فلماذا كان لديك كل هذا الإصرار على الزواج بي؟!

نظر سليم إليها وقد بدى عليه الحيرة والتردد ثم تحدث قائلًا:
—منذ الوهلة الأولى التي رأيتك فيها ولدي شعور قوي بالإرتياح إليكِ، ليس هذا فحسب بل شعرت بشعور قوي يجذبني إليكِ.

صمت ليث قليلًا ثم تحدث قائلًا:
— لن أكذب عليكِ وأخبرك أنني أحبك ولكنني لدي رغبة قوية في ذلك، أما بالنسبة للغرفة الخاصة بكِ، فأنا أعتذر إليكِ على ما حدث، لم أريد أن اضغط عليها، فأنا أشعر بما تشعر به من الغيرة والحزن؛ لذلك لبيت لها رغبتها وتركت لها هذه الغرفة.

نظرت فرحة إلى ليث وقد شعرت بصدق حديثه ثم علقت قائلة:
—ليث، لن أخفي عليك، لم أتخيل يومًا إنني سوف يأتي يومًا واتزوج فيه من شخص مثلك.

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—فرحة ماذا تعنين بكلمة"مثلك"؟!

ابتسمت فرحة بسخرية وقالت:
—شخص متزوج، انتهازي، حقير، هذا كل شيء.

شعر ليث بالغضب وتحدث قائلًا:
—فرحة، لم تجدي مني سوى كل احترام، لذلك لا داعي لأن تقللي من شأني أو تتحدثين عني بهذه الصورة السيئة.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—اعتذر إليك ولكنني تحدثت معك بكل صراحة، لقد اعتدت على التحدث بكل صراحة.

نظر ليث إلى فرحة وقد إزداد تعلقًا بها، شرد قليلًا وتمنى لو يستطيع تغيير تلك الصورة السيئة، التي بداخلها عنه، ثم حدثها قائلًا:

—عندما ارى شيئًا يثير إعجابي، لا تغمض لي عين حتى أحصل عليه، مهما كانت الوسيلة التي استخدمها للحصول عليه، فقط كل ما يهمني هو تحقيق رغبتي.

تعجبت فرحة وعلقت قائلة:
—اعلم ذلك فقد قمت بإستغلال ذلك الفيديو الذي قمت بتصويره حتى تقوم بلي ذراع أخي سليم؛ كي تتزوج مني.

وهنا طرق سليم الباب فأسرع ليث باستقباله قائلًا:
-مرحبًا بصهري الحبيب؟

دلف سليم إلى داخل المنزل، نظر إلى ليث ولم يعيره اهتمامًا.

أسرعت فرحت إلى اخيها، الذي ما إن رأها حتى فتح ذراعيه على مسرعيها، لتركض معانقة له ثم تحدثت قائلة:
-أخي، كيف أصبحت علاقتك بروح؟! هل تحسنت قليلًا؟!

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
—فرحة هل تعتقدين ذلك؟  علاقتي بها كما هي، لم تتغير ولم يحدث شيء يجعلها تتغير.

علقت فرحة وقالت:
—أخي، رجاءً استمع لروح ودعها تدافع عن نفسها قبل أن تصدر الحكم عليها.

همس سليم في أذذنها وقال:
—حبيبتي، لا عليكي لقد جئت إلى هنا؛ للإطمئنان عليكي، وليس للتحدث عن روح، هل اساء أحدًا إليكِ أو تعرضتي لأية مضايقات؟

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—أخي، وهل يمكن لأي شخص أن يسيء لي واخي سليم الجوهري؟!

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
-فرحة، اود أن أخبرك بشيء قبل أن أغادر، تستطيعين العودة إلى منزلك في اي وقت، وعليكِ ان تخبريني فور تعرضك لأي مضابقات في هذا المنزل.

تضايقت فرحة  وحدثت أخيها وقالت:
—أخي، لماذا سترحل سريعًا دون أن تجلس معي بعض الوقت؟!

ابتسم سليم وعلق قائلًا:
—لن اخبرك أنكِ عروسة وعلى ألا أطيل في الزيارة، فأنتي لست بهذه العروسة ولكن السبب يعود إلى إنني لا اطيق النظر إلى ذلك الحقير ليث.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—أخي، لا عليك يمكنك النظر إلي أنا ولا تنظر إليه.

ضحك سليم وبادلته فرحة الضحكات، وما إن وصل صوت هذه الضحكات إلى مسامع علية حتى أشارت  إلى ليث وحدثته قائلة:
-كيف تسمح لتلك المراة أن يعلو صوتها بالضحكات هكذا، ام أنها تود أن يسمع الجيران لصوت هذه الضحكات ويظنون انكما  عروسان سعداء؟!

همس ليث إلى زوجته الأولى وقال:
—علية، من فضلك لا تشغلين عقلك بفرحة، فهي لم تفعل شيء يجعلني ألومها عليه، الفتاة تتحدث إلى اخيها.

أومأت علية برأسها وعلقت قائلة:
—ليث، لقد بدأت تدافع عنها يا زوجي الحبيب، ولكنني أود أن أخبرك بشيء، ألا وهو إنك سوف تنام هنا الليلة.

تعجب ليث وعلق قائلًا:
—علية، نحن عروسان وينبغي أن نقضي معًا بعض الوقت.

اشتغلت نيران الغضب داخل قلب علية وعلقت قائلة:
—ليث، إن لم تنام في غرفتي الليلة، فلا تلومن إلا نفسك.

نظر ليث إلى علية وبداخله ضيق وغضب مما يراه من تحكمات، حاول أن يتمالك نفسه حتي لا تتصرف علية بحماقة وحدثها قائلًا:
—علية، بإمكاني أن أتي إلى غرفتك بعد غد، ما رأيك في ذلك؟

اومأت علية براسها رافضة ذلك الاقتراح، ثم حدثته قائلة:
—ليث.، لقد انتهى الأمر وقمت بإخبارك بما أريده وعليك الإمتثال لرغبتي كما فعلت أنا معك وامتثلت لرغبتك في الزواج بأخرى.

وجدت علية الطريقة التي تتعامل فيها مع ليث، ألا وهي" طريقة لي الذراع" حتى ينفذ ليث كل ما تريده، وبالفعل فقد وافق ليث على أمر مبيته داخل غرفة علية هذه الليلة.

غادر ليث غرفة علية وذهب إلى فرحة ففوجيء بسليم وقد غادر المنزل بشكل سريع، تحدث إلى فرحة وقال:
—فرحة، أين ذهب أخيكِ سليم؟!

نظرت فرحة إلى ليث وقالت:
—لقد جاء أخي كي يطمئن علي، ثم غادر على الفور، ولكن ليث هل يمكنك إحضار حقيبة الملابس الخاصة بي؟! فأنا أود تغيير ملابسي.

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
—بالطبع يا عروستي الجميلة.

وعلى الفور ذهب ليث إلى غرفة علية وطلب منها حقائب الملابس الخاصة بفرحة فأشارت إليهم فقام بحملهم واتجه صوب غرفة فرحة وحدثها قائلًا :
—فرحة، ها هي الحقائب التي تريدينها. 

تبتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—ليث، أشكرك على مساعدتي.

ابتسم ليث وعلق قائلًا:
-فرحتي، لا داعي للشكر فلم أفعل شيء يستحق.

تلالأت الدموع في عين فرحة، دنا منها ليث ورق قلبه لها ثم حدثها قائلًا:
—فرحة، اعتذر على مضايقتي لكِ.

ابتسمت فرحة وعلقت قائلة:
—ليث، لا عليك فأنا تذكرت أخي بدر هو الذي كان يناديني بفرحتي.

ربت ليث على يدها وقال:
—رحمة الله عليه، ولكنني لم أناديكي بفرحتي إلا لأنني شعرت أنكِ حقًا ستكونين فرحتي.

تجاهلت فرحة تلك الكلمات التي حدثها بها ليث وأمسكت بحقيبتها  ووضعتها على الفراش.

أسرعت فرحة بقتح حقائبها ولكنها فوجئت بما لم تكن تتوقعها وجعلها تضع يدها على فمها من المفاجأة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي