الفصل خامس عشر
في تلك الأثناء, كانت "نورا" تلعب مع "مروان" في البحر، وهما في غاية السعادة، ثم قامت "نورا" برشه بالماء في وجهه وهربت، وركض خلفها وحملها بين ذراعيه ورماها في البحر وضحك عليها وقد إبتل جسدها، فقامت بسحبه ووقع بجانبها وقالت:
ـ لقد قمتُ برد الدين إليك.
قام "مروان" بإبعاد الماء عن وجهه وهو يقول:
ـ هذا جيد، لكن علينا أن ننهض قبل أن نصاب بالبرد.
فمد يده إليها عندما وقف، فأمسكته ونهضت ورفعت قدمها ورأت أعشاب البحر ملتصقةً فيها فقام "مروان" بإبعادها، ثم جلسا على الشاطئ وهما متعبان من كثرة اللعب.
كانت "ملك" تنظر إلى المدينة وهي في العربة المعلقة وتقول:
ـ إن المنظر جميلٌ من هنا.
رد عليها "سيف" قائلاً:
ـ بالطبع، لكنه ليس أجمل منكِ يا أميرتي.
أرجعت "ملك" ظهرها إلى المقعد وقالت متسائلة:
ـ ألن تخبرني إلى أين سنذهب الآن؟
فكر "سيف" قليلاً ثم قال:
ـ لن تكون مفاجأة إذا اخبرتك.
أمسك "محمد" بيد "دنيا" وهي تحمل السكين الذي ستقطع به الكعكة وأبتسم في وجهها قائلاً:
ـ سنقطعها معاً، موافقة؟
أجابته وهي تهز رأسها:
ـ بالتأكيد.
وبعدما قطعوا الكعكة، أخذت "دنيا" الشوكة الفضية وأخذت جزءً من الكعكة وأعطتها لـ "مح" لكي يأكلها، بعدما تذوقها
قام هو بإطعام "دنيا" بقطعةٍ أخرى وشربا العصير من كأسٍ واحد.
قامت "نورا" بفتح الهدية التي أعدتها لـ "مروان" وحين رآها إتسعت شفتيه ضاحكاً وهو يقول:
ـ هل صنعتها بنفسك؟
أجابته في خجل:
ـ نعم، إنها هديةٌ مني لك.
وقرأ المكتوب في الكعكة وأمسك بيد "نورا" وهو يقول:
ـ أنا أحبك أيضاً يا "نورا".
واقترب منها أكثر واتسعت عينيها عندما قبلها، فابتعدت بسرعة وقالت بخجل:
ـ ما، ما هذا يا "مروان"؟
ضحك "مروان" عليها وهو يقول:
ـ إنها هديتي لكِ في العيد، ألم تعجبكِ؟
تحول وجه "نورا" إلى اللون الوردي وهي تقول مبتسمة:
ـ شكراً لك "مروان".
شغل "ادهم" الموسيقى وأنحنى أمام "دينا" قائلاً بإحترام ورسمية:
ـ هل تسمحين لي بهذه الرقصة يا آنستي؟
نهضت "دينا" من على الكرسي وأمسكت بطرفي ثوبها وانحنت أمامه قائلة بنفس الأسلوب:
ـ بالطبع يا سيدي.
لم يقم "أدهم" بالإمساك بيد "دينا" ليرقص معها، بل إحتضنها وبدأ بالرقص، فوضعت يديها خلف ظهره وقالت بصوت
هادئ وهي تضع رأسها على كتفه:
ـ إن هذه الليلة، من أفضل الليالي التي عشتها في حياتي.
عندما إقتربت الموسيقى من النهاية، توقف "أدهم" عن الرقص، أخرج علبةً صغيرة من جيبه، وفتحها أمام "دينا" وأخرج الخاتم منها، وأقترب ممسكاً بيدها وقام بإدخال الخاتم في إصبعها وهو يقول:
ـ هذه هديتي لكِ يا حبيبتي.
رفعت "دينا" يديها ونظرت للخاتم وهي تقول بسعادة:
ـ إنه رائع، أشكرك "أدهم".
ثم قام باحتضانها مرةً أخرى وهو يقول:
ـ "دينا" أنا أحبكِ.
اغمضت "دينا" عينيها وهي تقول:
ـ أنا أحبك أيضاً.
قام "آدم" بإجلاس "تالين" على أحد المقاعد في مدينة الملاهي، وجلس بجانبها وكانا ينظران إلى أشخاصٍ يتزلجون على الأحذية أمامهم، فأبتسم "آدم" قائلاً وهو يشير إليهم:
ـ ما رأيك أن نتزلج معاً؟
أخفضت "تالين" حاجبيها وقالت بإرتباك:
ـ نتزلج؟
بعدها إشترى "آدم" الأحذية، وارتدى واحدة وألبس "تالين" بالأخرى، ثم أمسك بيدها للوقوف وكان يسير بها وهي ترتعش، وفجأةً أفلت يدها فكادت تقع لولا أنه أمسك بها وطلب منها الإنتظار وبدأ يعلمها الطريقة الصحيحة في السير بها فهزت رأسها وقالت بثقة:
ـ سأحاول إذن.
وسارت ببطء وفي كل مرة تقع على الأرض، تنهد "آدم" قائلاً:
ـ يبدو بأنه لا فائدة.
ومد يده إليها وهي تجلس على الأرض، ثم أشترى لها الآيس كريم وحين أعطاها قال:
ـ إنتظريني هنا قليلاً.
جلست "تالين" تأكل الآيس كريم وتتنظره، عندما رأته قادماً وهو يحمل باقة وردٍ حمراء فوقفت "تالين" عندما وصل إليها
وهو يمد الباقة لها:
ـ تفضلي، إنها لكِ.
أخذت "تالين" الباقة، حين حلمتها رأت شيئاً بالداخل، فأخرجت علبةً حمراء مستطيلة، وحين فتحتها رأت قلادةً جميلة الشكل، فأخذ"آدم" القلادة وألبسها لـ "تالين" وأبتسم قائلاً:
ـ إنها جميلةُ عليكِ.
التمعت عينا "تالبن" حين أحتضنها "آدم" بحب وداعب شعرها وهو يقول بحنان:
ـ أنا أحبكِ "تالين".
في اللحظة التي قال بها هذه الجملة، وقع هو و"تالين" على الأرض، لأنهما نسيا أنهما يقفان على الزلاجات.
كانت "دنيا" ترقص مع "محمد" على موسيقى هادئة وفي جوٍ رومانسي، بعدها قامت "دنيا" بإخراج شيءٍ من حقيبتها
وغطت عليه بيدها وأقتربت من "محمد" وفتحت يدها ورأى شكل قلبٍ ومكتوب عليه،_أحبك للأبد_ وضع "محمد" يده على خدها وقبلها في الخد الآخر، فرحت "تينا" كثيراً بهذه الليلة الجميلة مع "محمد" وأمضيا الليل كله معاً.
وصل "سيف" إلى المكان مع "ملك"كان المكان عبارة عن صالة كبيرة ومليئة بالأضواء الملونة، فأمسك بيدها ودخلا، لم يكن هناك الكثير من الناس لأن "سيف" طلب من صاحب المحل أن يدخل عدداً محدداً من الحاضرين، رفع "سيف"
يده إلى الشخص الذي يشغل الموسيقى وطلب منه فتح الأغنية المتفق عليها، وحين فتحها قالت "ملك" بإندهاش:
ـ إنها الأغنية المفضلة لدي.
أخرج "سيف" الخاتم من العلبة وألبسه لـ "ملك" ثم جاء إليهما شخصاً يحمل شريطين باللون الأحمر، فأخذه "سيف"وربط واحداً في يد "ملك"وربطت الآخر في يده وصفق لهما الجميع ثم رقصا معاً، وقال "سيف" متسائلاً:
ـ ما رأيكِ بالمفاجأة؟
ردت عليه "ملك" بحرارة:
ـ إنها أروع مما تخيلت بكثير شكراً.
حضنها "سيف" وهو يقول:
ـ ليست أروع منكِ يا أميرتي.
ثم حملها بين ذراعيه، ودار بها وهي تصرخ ضاحكة وتمسك بشعرها.
قام "آدم" بحمل "تالين" على ظهره لأنها أصيبت في قدمها عندما وقعت، وقال بينما كان يسير:
ـ لم أكن أعلم بأنكِ خفيفةٌ هكذا.
ردت عليه "تالين" في حرج:
ـ حقاً؟ لم أكن أعلم!
وحين وصلا إلى السيارة، أنزلها "آدم" من على ظهره، ووقفت أمامه فحدق بها قليلاً وحين أرادت الركوب، أمسك بكتفها وهو يقول بصوتٍ خجول ومرتبك:
ـ "تالين" أنا..
ظلت "تالين" حائرةً في أمره، وأقترب منها أكثر وأمسك بكتفيها وقبلها، عندها إنتشرت الألعاب النارية في الجو وكأنها
تحتفل من أجل "آدم" و "تالين".
إستلقيا "ادهم" و "دينا" على ظهر القارب وراقبا النجوم، وقال "ادهم" بإرتياح وهو يمسك بكف "دينا":
ـ إنه يومٌ مميز بالفعل، أليس كذلك؟
إبتسمت "دينا" وهي تقول:
ـ نعم ، بالتأكيد.
ثم جلس "أدهم" وسحب معه "دينا" ونظر إليها قائلاً وهو يبتسم:
ـ أنا سعيدً جداً بتعرفي عليكِ.
ثم وضع يده خلف ظهرها وقام بتقبيلها، وكادت "دينا" تطير من شدة الفرح، وهمست بداخل نفسها قائلة بسعادة:
ـ كم أحبك يا "أدهم".
تناولا كلاً من "سيف" و "ملك" العشاء معاً في ذلك المكان، وأستمتعا بوقتهما.
أما "نورا" و "مروان" فقد أنهوا تناول الكعكة وعادوا للمنزل.
في ذلك الوقت، كانت "هند" مع "مازم" في السيارة، وتنظر من خلال النافذة وتقول بضجر:
ـ ليتني كنتُ مع المعلم "سليم".
تضايق "مازم" من هذه العبارة، وأوقف السيارة وقال:
ـ هل وجودي معكِ يضايقكِ؟
نظرت "هند" إلى وجه "مازن" وقالت بجفاء:
ـ كلا.
أشار "مازم" إلى نفسه وهو يسألها قائلاً:
ـ لماذا تكرهينني؟ ما الذي فعلته لكِ كي تعاملينني هكذا؟
أخرجت "هند" نفساً عميقاً من داخلها وهي تقول:
ـ أنا لا أكرهك ولا أحبك، أنا أحب "سليم" فقط.
ضرب "مازم" بيده على المقود وهو يقول:
ـ إنه أكبر منكِ بكثير، ومن المحتمل أن يكون متزوجاً.
صرخت "هند" في وجهه قائلة:
ـ لا يمكن ذلك أبداً.
ونزلت من السيارة ولحق بها "مازن" وهو يسألها:
ـ إلى أين ستذهبين؟
أجابته وهي تبتعد عنه:
ـ سأعود للمنزل، لا أريد البقاء معك.
وبقي "مازن" واقفاً في مكانه، حتى اختفت "هند" مع نظره، ثم نظر إلى الهدية التي أشتراها خصيصاً لها، وركب السيارة
وقام بإعادة الحلوى إلى المحل وأخذ نقوده وأنحني أمام البائع ورحل.
ظل "مازن" يدور في الشوارع طوال الليل بلا هدف، وفجأةً لمح "سليم" مع إمرأة فأوقف السيارة ليتأكد مما رآه ثم التقط صورةً لهما والمرأة متعلقة بيده ويضحكان معاً، ثم حرك السيارة قبل أن يلاحظه.
قامت "تالين" بمد يدها إلى "آدم" وهي تحمل الكيس الذي به الهدية التي صنعتها له فأخذه وهو يقول بسعادة:
ـ شكراً لكِ "تالين".
أخفضت "تالين" رأسها وقالت بصوتٍ منخفض:
ـ العفو أتمنى أن تعجبك.
ابتسم "آدم" وهو يقول:
ـ بالتأكيد. وداعاً.
وركب سيارته وغادر.
في ذلك الوقت، دخل "امجد" بصحبة "هدى" إلى نفس المكان الذي به "سيف" و "ملك" وحين رآهما، إقترب من "ملك"
بسرعة وقال متسائلاً بجفاء:
ـ ما الذي تفعلينه هنا؟
رفعت "ملك" عينيها وقال بإستغراب:
ـ "امجد"؟
ووقفت من مكانها ومعها "سيف" ووجه "امجد" نظره إليه بكراهية وهو يقول:
ـ تجلسين مع شابٍ أيضاً ؟ يا للوقاحة.
عقدت "ملك" ساعديها وهي تقول بجدية:
ـ هذا الكلام ينطبق عليك أيضاً يا "امجد" فأنت لا تختلف عني بإحضارك لفتاةٍ هنا.
رفع "امجد" يده محاولاً ضربها، فأمسك به "سيف" قائلاً بعصبية:
ـ إذا مددت يدك على "ملك" تأكد بأني سأجعلك تندم.
أبعد "امجد" يده عن قبضة "سيف" وأبتعد مع "هدى" عنهما.
أمسك "سيف" بكتف "ملك" وهو يقول:
ـ سنعود للمنزل الآن يا أميرتي.
نظرت "ملك" إلى "امحد" وردت قائلة:
ـ حسناً "سيف".
جلس "امجد" على كرسي الطاولة، بجانب "هدى" وهو يقول بغضب:
ـ تباً لكِ "ملك".
سألته "هدى" بإهتمام:
ـ من تلك الفتاة؟
أجابها وهو يحمل كوب الماء:
ـ إنها أختي "ملك" لم أخبركِ عنها من قبل.
ثم رفع يده منادياً النادل، وطلب منه زجاجة عصير،فقالت "هدى" بتساؤل:
ـ هل ستشرب؟
اتسعت شفتيه في ضيق وهو يقول بغضب:
ـ نعم، أريد أن أنسى ما رأيته.
بينما كانت "ملك" في العربات المعلقة مع "سيف" أخرجت من حقيبتها علبةً مربعة الشكل ومغلفة باللون الأحمر
وفتحتها وهي تقول:
ـ لقد أعددتُ هذه خصيصاً لك.
وأخذت قطعةً من الشكولاته وقربتها من "سيف" فأكلها من يدها وقال:
ـ إنها لذيذة، أشكركِ.
وأحتضنها بحنان وهي كذلك، بعدها عادا للمنزل معاً.
أكمل "امجد" شرب زجاجة العصير الرابعة، وقال وهو ليس بوعيه:
ـ أنا مُتعب جداً، لن أسامح ذلك.
ووضع رأسه على الطاولة وهو يهدي، فتنهدت "هدى" وهي تقول:
ـ توقعت هذا.
أخرجت "هدى" الحساب من محفظتها ووضعته على الطاولة، ثم وضع يد "امجد" على كتفها الأيسر وهو يقول:
ـ سأنتقم منه بالتأكيد!
دخلت "تالين" إلى غرفتها، وأغلقت الباب، ورمت بنفسها على السرير والإبتسامة تعلو شفتيها، ثم نظرت إلى القلادة وقالت بفرح:
ـ إنها رائعة، لن أبعدها أبداً.
أدخلت "هدى" المفتاح بالقوة في باب الشقة لأنها تحمل "امجد" وحين فتحت الباب، ودخلت إلى غرفة النوم، رمت بـ "امجد"على السرير وهي تتنفس بصعوبة وتتعرق كثيراً، ثم قامت بسحبه إلى الداخل حتى وضعت رأسه على الوسادة وهو يغط في نومٍ عميق، فقامت "هدى" بتغيير ملابسها، وأستلقت بجانبه ونامت.
بينما كان "محمد" لوحده في السيارة، لمح كيساَ صغيراً على المقعد الذي كانت تجلس عليه "دنيا" فأوقف السيارة، وأخذ
الكيس وهو يقول بإستغراب:
ـ يبدو بأن "دنيا" قد نسيته هنا.
وحين أخرج ما بداخله سقطت بطاقةٌ بيضاء كُتب عليها"هذه هديتك مني، أتمنى أن تعجبك"دنيا"،وتفاجئ بالهاتف المحمول، ورفع حاجبيه قائلاً:
ـ ما كان عليها أن تشتري لي واحداً.
وابتسم متابعاً:
ـ إن هاتفي أصبح قديماً، لا بأس سأحتفظ بهذا لوقت اللزوم.
فتحت "سما" درج مكتبها، وأخرجت صندوقاً صغيراً، بني اللون، وحين فتحته أصدر صوت موسيقى هادئة وتذكرت اليوم الأخير الذي قضته برفقة "يوسف"وفجأةً رن هاتفها النقال وردت قائلة:
ـ نعم "سما" تتكلم.
وانتقل إلى مسامعها صوت "احمد" المتألم:
ـ "سما" أنا بحاجةٍ إليكِ.
فهمت "سما" من طريقة "احمد" في التحدث أنه مصاب،فقالت في عجلة:
ـ أين أنت الآن؟
إرتدت "سما" معطفها وأتجهت إلى المكان الذي وصفه لها "احمد"وحين وصلت، وجدته مطروحاً على الأرض تحت الشجرة في الحديقة، فركضت إليه ورفعته من على الأرض
وهي تقول بقلقٍ شديد:
ـ "احمد" إنهض.
ـ لقد قمتُ برد الدين إليك.
قام "مروان" بإبعاد الماء عن وجهه وهو يقول:
ـ هذا جيد، لكن علينا أن ننهض قبل أن نصاب بالبرد.
فمد يده إليها عندما وقف، فأمسكته ونهضت ورفعت قدمها ورأت أعشاب البحر ملتصقةً فيها فقام "مروان" بإبعادها، ثم جلسا على الشاطئ وهما متعبان من كثرة اللعب.
كانت "ملك" تنظر إلى المدينة وهي في العربة المعلقة وتقول:
ـ إن المنظر جميلٌ من هنا.
رد عليها "سيف" قائلاً:
ـ بالطبع، لكنه ليس أجمل منكِ يا أميرتي.
أرجعت "ملك" ظهرها إلى المقعد وقالت متسائلة:
ـ ألن تخبرني إلى أين سنذهب الآن؟
فكر "سيف" قليلاً ثم قال:
ـ لن تكون مفاجأة إذا اخبرتك.
أمسك "محمد" بيد "دنيا" وهي تحمل السكين الذي ستقطع به الكعكة وأبتسم في وجهها قائلاً:
ـ سنقطعها معاً، موافقة؟
أجابته وهي تهز رأسها:
ـ بالتأكيد.
وبعدما قطعوا الكعكة، أخذت "دنيا" الشوكة الفضية وأخذت جزءً من الكعكة وأعطتها لـ "مح" لكي يأكلها، بعدما تذوقها
قام هو بإطعام "دنيا" بقطعةٍ أخرى وشربا العصير من كأسٍ واحد.
قامت "نورا" بفتح الهدية التي أعدتها لـ "مروان" وحين رآها إتسعت شفتيه ضاحكاً وهو يقول:
ـ هل صنعتها بنفسك؟
أجابته في خجل:
ـ نعم، إنها هديةٌ مني لك.
وقرأ المكتوب في الكعكة وأمسك بيد "نورا" وهو يقول:
ـ أنا أحبك أيضاً يا "نورا".
واقترب منها أكثر واتسعت عينيها عندما قبلها، فابتعدت بسرعة وقالت بخجل:
ـ ما، ما هذا يا "مروان"؟
ضحك "مروان" عليها وهو يقول:
ـ إنها هديتي لكِ في العيد، ألم تعجبكِ؟
تحول وجه "نورا" إلى اللون الوردي وهي تقول مبتسمة:
ـ شكراً لك "مروان".
شغل "ادهم" الموسيقى وأنحنى أمام "دينا" قائلاً بإحترام ورسمية:
ـ هل تسمحين لي بهذه الرقصة يا آنستي؟
نهضت "دينا" من على الكرسي وأمسكت بطرفي ثوبها وانحنت أمامه قائلة بنفس الأسلوب:
ـ بالطبع يا سيدي.
لم يقم "أدهم" بالإمساك بيد "دينا" ليرقص معها، بل إحتضنها وبدأ بالرقص، فوضعت يديها خلف ظهره وقالت بصوت
هادئ وهي تضع رأسها على كتفه:
ـ إن هذه الليلة، من أفضل الليالي التي عشتها في حياتي.
عندما إقتربت الموسيقى من النهاية، توقف "أدهم" عن الرقص، أخرج علبةً صغيرة من جيبه، وفتحها أمام "دينا" وأخرج الخاتم منها، وأقترب ممسكاً بيدها وقام بإدخال الخاتم في إصبعها وهو يقول:
ـ هذه هديتي لكِ يا حبيبتي.
رفعت "دينا" يديها ونظرت للخاتم وهي تقول بسعادة:
ـ إنه رائع، أشكرك "أدهم".
ثم قام باحتضانها مرةً أخرى وهو يقول:
ـ "دينا" أنا أحبكِ.
اغمضت "دينا" عينيها وهي تقول:
ـ أنا أحبك أيضاً.
قام "آدم" بإجلاس "تالين" على أحد المقاعد في مدينة الملاهي، وجلس بجانبها وكانا ينظران إلى أشخاصٍ يتزلجون على الأحذية أمامهم، فأبتسم "آدم" قائلاً وهو يشير إليهم:
ـ ما رأيك أن نتزلج معاً؟
أخفضت "تالين" حاجبيها وقالت بإرتباك:
ـ نتزلج؟
بعدها إشترى "آدم" الأحذية، وارتدى واحدة وألبس "تالين" بالأخرى، ثم أمسك بيدها للوقوف وكان يسير بها وهي ترتعش، وفجأةً أفلت يدها فكادت تقع لولا أنه أمسك بها وطلب منها الإنتظار وبدأ يعلمها الطريقة الصحيحة في السير بها فهزت رأسها وقالت بثقة:
ـ سأحاول إذن.
وسارت ببطء وفي كل مرة تقع على الأرض، تنهد "آدم" قائلاً:
ـ يبدو بأنه لا فائدة.
ومد يده إليها وهي تجلس على الأرض، ثم أشترى لها الآيس كريم وحين أعطاها قال:
ـ إنتظريني هنا قليلاً.
جلست "تالين" تأكل الآيس كريم وتتنظره، عندما رأته قادماً وهو يحمل باقة وردٍ حمراء فوقفت "تالين" عندما وصل إليها
وهو يمد الباقة لها:
ـ تفضلي، إنها لكِ.
أخذت "تالين" الباقة، حين حلمتها رأت شيئاً بالداخل، فأخرجت علبةً حمراء مستطيلة، وحين فتحتها رأت قلادةً جميلة الشكل، فأخذ"آدم" القلادة وألبسها لـ "تالين" وأبتسم قائلاً:
ـ إنها جميلةُ عليكِ.
التمعت عينا "تالبن" حين أحتضنها "آدم" بحب وداعب شعرها وهو يقول بحنان:
ـ أنا أحبكِ "تالين".
في اللحظة التي قال بها هذه الجملة، وقع هو و"تالين" على الأرض، لأنهما نسيا أنهما يقفان على الزلاجات.
كانت "دنيا" ترقص مع "محمد" على موسيقى هادئة وفي جوٍ رومانسي، بعدها قامت "دنيا" بإخراج شيءٍ من حقيبتها
وغطت عليه بيدها وأقتربت من "محمد" وفتحت يدها ورأى شكل قلبٍ ومكتوب عليه،_أحبك للأبد_ وضع "محمد" يده على خدها وقبلها في الخد الآخر، فرحت "تينا" كثيراً بهذه الليلة الجميلة مع "محمد" وأمضيا الليل كله معاً.
وصل "سيف" إلى المكان مع "ملك"كان المكان عبارة عن صالة كبيرة ومليئة بالأضواء الملونة، فأمسك بيدها ودخلا، لم يكن هناك الكثير من الناس لأن "سيف" طلب من صاحب المحل أن يدخل عدداً محدداً من الحاضرين، رفع "سيف"
يده إلى الشخص الذي يشغل الموسيقى وطلب منه فتح الأغنية المتفق عليها، وحين فتحها قالت "ملك" بإندهاش:
ـ إنها الأغنية المفضلة لدي.
أخرج "سيف" الخاتم من العلبة وألبسه لـ "ملك" ثم جاء إليهما شخصاً يحمل شريطين باللون الأحمر، فأخذه "سيف"وربط واحداً في يد "ملك"وربطت الآخر في يده وصفق لهما الجميع ثم رقصا معاً، وقال "سيف" متسائلاً:
ـ ما رأيكِ بالمفاجأة؟
ردت عليه "ملك" بحرارة:
ـ إنها أروع مما تخيلت بكثير شكراً.
حضنها "سيف" وهو يقول:
ـ ليست أروع منكِ يا أميرتي.
ثم حملها بين ذراعيه، ودار بها وهي تصرخ ضاحكة وتمسك بشعرها.
قام "آدم" بحمل "تالين" على ظهره لأنها أصيبت في قدمها عندما وقعت، وقال بينما كان يسير:
ـ لم أكن أعلم بأنكِ خفيفةٌ هكذا.
ردت عليه "تالين" في حرج:
ـ حقاً؟ لم أكن أعلم!
وحين وصلا إلى السيارة، أنزلها "آدم" من على ظهره، ووقفت أمامه فحدق بها قليلاً وحين أرادت الركوب، أمسك بكتفها وهو يقول بصوتٍ خجول ومرتبك:
ـ "تالين" أنا..
ظلت "تالين" حائرةً في أمره، وأقترب منها أكثر وأمسك بكتفيها وقبلها، عندها إنتشرت الألعاب النارية في الجو وكأنها
تحتفل من أجل "آدم" و "تالين".
إستلقيا "ادهم" و "دينا" على ظهر القارب وراقبا النجوم، وقال "ادهم" بإرتياح وهو يمسك بكف "دينا":
ـ إنه يومٌ مميز بالفعل، أليس كذلك؟
إبتسمت "دينا" وهي تقول:
ـ نعم ، بالتأكيد.
ثم جلس "أدهم" وسحب معه "دينا" ونظر إليها قائلاً وهو يبتسم:
ـ أنا سعيدً جداً بتعرفي عليكِ.
ثم وضع يده خلف ظهرها وقام بتقبيلها، وكادت "دينا" تطير من شدة الفرح، وهمست بداخل نفسها قائلة بسعادة:
ـ كم أحبك يا "أدهم".
تناولا كلاً من "سيف" و "ملك" العشاء معاً في ذلك المكان، وأستمتعا بوقتهما.
أما "نورا" و "مروان" فقد أنهوا تناول الكعكة وعادوا للمنزل.
في ذلك الوقت، كانت "هند" مع "مازم" في السيارة، وتنظر من خلال النافذة وتقول بضجر:
ـ ليتني كنتُ مع المعلم "سليم".
تضايق "مازم" من هذه العبارة، وأوقف السيارة وقال:
ـ هل وجودي معكِ يضايقكِ؟
نظرت "هند" إلى وجه "مازن" وقالت بجفاء:
ـ كلا.
أشار "مازم" إلى نفسه وهو يسألها قائلاً:
ـ لماذا تكرهينني؟ ما الذي فعلته لكِ كي تعاملينني هكذا؟
أخرجت "هند" نفساً عميقاً من داخلها وهي تقول:
ـ أنا لا أكرهك ولا أحبك، أنا أحب "سليم" فقط.
ضرب "مازم" بيده على المقود وهو يقول:
ـ إنه أكبر منكِ بكثير، ومن المحتمل أن يكون متزوجاً.
صرخت "هند" في وجهه قائلة:
ـ لا يمكن ذلك أبداً.
ونزلت من السيارة ولحق بها "مازن" وهو يسألها:
ـ إلى أين ستذهبين؟
أجابته وهي تبتعد عنه:
ـ سأعود للمنزل، لا أريد البقاء معك.
وبقي "مازن" واقفاً في مكانه، حتى اختفت "هند" مع نظره، ثم نظر إلى الهدية التي أشتراها خصيصاً لها، وركب السيارة
وقام بإعادة الحلوى إلى المحل وأخذ نقوده وأنحني أمام البائع ورحل.
ظل "مازن" يدور في الشوارع طوال الليل بلا هدف، وفجأةً لمح "سليم" مع إمرأة فأوقف السيارة ليتأكد مما رآه ثم التقط صورةً لهما والمرأة متعلقة بيده ويضحكان معاً، ثم حرك السيارة قبل أن يلاحظه.
قامت "تالين" بمد يدها إلى "آدم" وهي تحمل الكيس الذي به الهدية التي صنعتها له فأخذه وهو يقول بسعادة:
ـ شكراً لكِ "تالين".
أخفضت "تالين" رأسها وقالت بصوتٍ منخفض:
ـ العفو أتمنى أن تعجبك.
ابتسم "آدم" وهو يقول:
ـ بالتأكيد. وداعاً.
وركب سيارته وغادر.
في ذلك الوقت، دخل "امجد" بصحبة "هدى" إلى نفس المكان الذي به "سيف" و "ملك" وحين رآهما، إقترب من "ملك"
بسرعة وقال متسائلاً بجفاء:
ـ ما الذي تفعلينه هنا؟
رفعت "ملك" عينيها وقال بإستغراب:
ـ "امجد"؟
ووقفت من مكانها ومعها "سيف" ووجه "امجد" نظره إليه بكراهية وهو يقول:
ـ تجلسين مع شابٍ أيضاً ؟ يا للوقاحة.
عقدت "ملك" ساعديها وهي تقول بجدية:
ـ هذا الكلام ينطبق عليك أيضاً يا "امجد" فأنت لا تختلف عني بإحضارك لفتاةٍ هنا.
رفع "امجد" يده محاولاً ضربها، فأمسك به "سيف" قائلاً بعصبية:
ـ إذا مددت يدك على "ملك" تأكد بأني سأجعلك تندم.
أبعد "امجد" يده عن قبضة "سيف" وأبتعد مع "هدى" عنهما.
أمسك "سيف" بكتف "ملك" وهو يقول:
ـ سنعود للمنزل الآن يا أميرتي.
نظرت "ملك" إلى "امحد" وردت قائلة:
ـ حسناً "سيف".
جلس "امجد" على كرسي الطاولة، بجانب "هدى" وهو يقول بغضب:
ـ تباً لكِ "ملك".
سألته "هدى" بإهتمام:
ـ من تلك الفتاة؟
أجابها وهو يحمل كوب الماء:
ـ إنها أختي "ملك" لم أخبركِ عنها من قبل.
ثم رفع يده منادياً النادل، وطلب منه زجاجة عصير،فقالت "هدى" بتساؤل:
ـ هل ستشرب؟
اتسعت شفتيه في ضيق وهو يقول بغضب:
ـ نعم، أريد أن أنسى ما رأيته.
بينما كانت "ملك" في العربات المعلقة مع "سيف" أخرجت من حقيبتها علبةً مربعة الشكل ومغلفة باللون الأحمر
وفتحتها وهي تقول:
ـ لقد أعددتُ هذه خصيصاً لك.
وأخذت قطعةً من الشكولاته وقربتها من "سيف" فأكلها من يدها وقال:
ـ إنها لذيذة، أشكركِ.
وأحتضنها بحنان وهي كذلك، بعدها عادا للمنزل معاً.
أكمل "امجد" شرب زجاجة العصير الرابعة، وقال وهو ليس بوعيه:
ـ أنا مُتعب جداً، لن أسامح ذلك.
ووضع رأسه على الطاولة وهو يهدي، فتنهدت "هدى" وهي تقول:
ـ توقعت هذا.
أخرجت "هدى" الحساب من محفظتها ووضعته على الطاولة، ثم وضع يد "امجد" على كتفها الأيسر وهو يقول:
ـ سأنتقم منه بالتأكيد!
دخلت "تالين" إلى غرفتها، وأغلقت الباب، ورمت بنفسها على السرير والإبتسامة تعلو شفتيها، ثم نظرت إلى القلادة وقالت بفرح:
ـ إنها رائعة، لن أبعدها أبداً.
أدخلت "هدى" المفتاح بالقوة في باب الشقة لأنها تحمل "امجد" وحين فتحت الباب، ودخلت إلى غرفة النوم، رمت بـ "امجد"على السرير وهي تتنفس بصعوبة وتتعرق كثيراً، ثم قامت بسحبه إلى الداخل حتى وضعت رأسه على الوسادة وهو يغط في نومٍ عميق، فقامت "هدى" بتغيير ملابسها، وأستلقت بجانبه ونامت.
بينما كان "محمد" لوحده في السيارة، لمح كيساَ صغيراً على المقعد الذي كانت تجلس عليه "دنيا" فأوقف السيارة، وأخذ
الكيس وهو يقول بإستغراب:
ـ يبدو بأن "دنيا" قد نسيته هنا.
وحين أخرج ما بداخله سقطت بطاقةٌ بيضاء كُتب عليها"هذه هديتك مني، أتمنى أن تعجبك"دنيا"،وتفاجئ بالهاتف المحمول، ورفع حاجبيه قائلاً:
ـ ما كان عليها أن تشتري لي واحداً.
وابتسم متابعاً:
ـ إن هاتفي أصبح قديماً، لا بأس سأحتفظ بهذا لوقت اللزوم.
فتحت "سما" درج مكتبها، وأخرجت صندوقاً صغيراً، بني اللون، وحين فتحته أصدر صوت موسيقى هادئة وتذكرت اليوم الأخير الذي قضته برفقة "يوسف"وفجأةً رن هاتفها النقال وردت قائلة:
ـ نعم "سما" تتكلم.
وانتقل إلى مسامعها صوت "احمد" المتألم:
ـ "سما" أنا بحاجةٍ إليكِ.
فهمت "سما" من طريقة "احمد" في التحدث أنه مصاب،فقالت في عجلة:
ـ أين أنت الآن؟
إرتدت "سما" معطفها وأتجهت إلى المكان الذي وصفه لها "احمد"وحين وصلت، وجدته مطروحاً على الأرض تحت الشجرة في الحديقة، فركضت إليه ورفعته من على الأرض
وهي تقول بقلقٍ شديد:
ـ "احمد" إنهض.