الفصل الثامن شك
كانت مفاجأة للجميع عندما أخبر عاصم عائلته عن رغبته في الزواج من غرام، كانت تشاهد ما يحدث من أعلى السلم، ضحكت عنبر وهي تصيح:
-حقًا يا عاصم! هل أنت جدي في هذا الأمر؟
أومأ لها عاصم واقتربت منه شمس:
-اخبرني يا عاصم ألا ترى أنك تبالغ في هذا الشيء؟
عقد عاصم حاجبيه وهو لا يفهم حديث شمس، حاولت الأخرى أن تتحكم في أعصابها وهي تتابع الحديث:
-لا يمكنك أن تتزوج بتلك الطريقة، هذه الفتاة أنت أتيت بها هنا لتساعدها، فضلًا عن بقاءها في الشارع ألم يكن هذا حديثك؟ الأشخاص الذين نشفق عليهم لا يمكننا الزواج بهم يا عاصم.
احتدت ملامح غرام وهي ترغب لو كان بين يدها القناصة لتنهي حياة هذه الفتاة التي تثير غضبها كثيرًا، لقد كانت تتقرب من عاصم دائمًا بطريقة مبالغة وهذا ما جعل غرام تشك أنها تحبه، ربما كانت خالته تعترض على وجودها لهذا السبب.
سمعت صوت عاصم وهو يخبرهم وقد بدى حازمًا:
-أنا لست طفل يا شمس، أعرف جيدًا ما المناسب لي وما الشيء الذي يضرني.
نظرت شمس له وقد لمعت عينيها بفعل الدموع، اومأت له ومن ثم ذهبت لتستنشق بعض الهواء في الحديقة، تحدث إليه والده:
-لا تغضب يا عاصم، شمس فقط متعلقة بك وتشعر بالقلق عليك، أنا لا يوجد لدي مانع، أعلم أن ابني يحسن الإختيار، يمكنك أن تتحدث معها وترى متى يمكننا عقد قيرانكم.
ابتسم عاصم واقترب ليقبل يد والده ومن ثم قام بضم والدته التي كانت تبتسم دلالة على رضاها، ابتسمت غرام في هذا الوقت وذهبت إلى غرفتها، كانت تعلم أن عاصم سوف يصعد ليتحدث معها ويخبرها بموافقة عائلته.
وقفت أمام النافذة وهي في انتظاره، لا تعلم ما الذي يكدث لها، شعور غريب ينتابها، تريد أن تبكي وهي تعلم أن زواجها سوف يتم ولكن ما الذي سوف يتبعه؟ تشعر بتدمر خططها بداية عن البداية، تتخيل رد فعل جلال وهو يعلم أنها خرجت عن طوعه بل ستصبح زوجة لرجل غيره.
قاطع شرودها وهي ترى عاصم يقترب من شمس في الحديقة، وصل عندها ليجدها تبكي، تحدث إليها بقليل من الكلمات ومن ثم رأت شمس تقوم بضمه ليحاوطها بزراعيه، اتسعت أعين غرام وهي تحرك رأسها باستنكار:
-ما جنس هذا الشاب؟ هل يمثل فقط عليّ دول الخلوق، لقد كنت أشعر بالتشتت، لكنك لا تستحق حقًا يا عاصم.
ابتعدت عن النافذة وهي ترى قربه الزائد من شمس، جلست فوق سريرها وامسكت بالهاتف الخاص بها تحاول أن لا تشغل عقلها بشيء، مر الوقت وسمعت طرقات على الباب، ظنت أنها عنبر وأذنت لها بالدخول، تفاجأت بعاصم أمامها، علمت أنه أنها لقاءه مع شمس.
وضعت غرام غطاء الرأس وهي تنظر له، ابتسم عاصم وهو يظن أنها لا تعرف بحديثه مع عائلته، اقترب ليجلس أمامها:
-لقد اخبرت عائلتي أنني أريد الزواج بكِ، لم أجد أي رفض بل قال أبي أن اتحدث معكِ ونحدد الموعد المناسب، ما رأيكِ؟
كانت تنظر له، لا تعلم ما الذي يخطط له، حركت رأسها بنفي:
-لا يوجد داعي لهذا يا عاصم أنا أشعر أن مشاعرك تميل لشخص آخر، لا أريدك ان تظلم نفسك في علاقتك معي.
كانت تتحدث بحزن مصطنع عكس الغضب الذي يشتعل داخلها، حرك عاصم رأسه بنفي وانتابه الضيق من حديثها:
-ما الذي تقوليه أنتِ يا غرام؟ هذا الحديث يزعجني كثيرًا صدقيني.
رفعت غرام كتفها بعدم إهتمام وهو يشعر بالحيرة من أمرها، سألها والضيق يظهر على وجهه:
-ما الذي حدث؟ لماذا يتغير رأيكِ بتلك الطريقة يا غرام؟
نظرت له وحاولت أن تسيطر على غضبها، لكن بدون إرادة منها خرجت نظراتها شرسة تجاهه:
-لقد رأيتك من النافذة وأنت تضم شمس يا عاصم.
علم سبب تغيرها، كان ينظر لها ولا يعلم هل تشعر بالغيرة يا ترى؟ ابتسم وهو يحرك رأسه بنفي:
-لا يوجد شيء بيني وبين شمس يا غرام، أظن أنكِ تعرفين شيء كهذا، إن كان هناك شيء بيني وبينها لم أكن لأتزوج بكِ ام أنا مخطأ؟
نظرت له ومن ثم ابعدت وجهها بأكمله عن مرمى نظراته، اجابته ببساطة:
-لا يهمني هذا، لكنني أكره هذه الأفعال يا عاصم، أنت وشمس غرباء ولا يصح أن تقوم بضمها أو تفعل شيء من هذه الأمور.
أومأ عاصم لها وهو يلاحظ هروب عينيها منه، قرب يده ليلمس وجنتها وهو يعلم أنها سبق وشعرت بالضيق من هذه الحركة، ابعدت وجهها على الفور كما لو كان على وشك أن يصفعها، عقد حاجبيه بحيرة وهو ينظر لها، اجابته بانفعال:
-لا أحب ان تعاملني بتلك الطريقة يا عاصم، أتمنى أن يكون زواجنا كما قولت من أجل الجميع.
يفهم حديثها، هي لا تقبله كزوج حقيقي لها، تحدث بهدوء وهو يحاول أن يجاريها:
-حسنًا لا يوجد داعي للأنفعال، لن أضع يدي عليكِ مرة أخرى يا غرام، لكن اخبريني ماذا سوف نفعل، متى يمكننا عقد القيران وماذا عن الزفاف و..
قاطعته غرام وهي تحرك رأسها بنفي:
-لا يا عاصم، لا أرغب في زفاف، أنا أكره تلك الأمور كثيرًا، دعك منها، يكفي أن يتم عقد قيراننا ويعرف الجميع.
تعجب كثيرًا من حديثها، للمرة الأولى يرى شخص مثلها لا ترغب في إقامة حفل زفاف، تابعت حديثها وهي تحاول أن تكون هذه النقطة في صالحها:
-لا يمكنني أن أغصب عليك في هذا الأمر يا عاصم، أعلم أنه من الصعب عمل زفاف في هذه الأوضاع، سوف يكون كل شيء على مايرام لا تقلق.
ابتسم عاصم وهو يرى تفهمها، لم يكن يعلم أن السبب الرئيسي لرفضها للزفاف وهو وجود جلال التي لا يمكنها أن تتنبأ برد فعله، تشعر بالكثير من الفضول وهي تتساءل ما الذي سوف يحدث عندما يعرف أنها سوف تتزوج بعاصم، مؤكد سوف يقوم بالإتصال بها فورًا.
قاطع شرودها حديث عاصم الذي فاجأها كثيرًا بقوله:
-هل لديكِ مانع في أن يكون عقد قيراننا غدًا يا غرام؟
بدت غير مصدقة لهذا، لقد كان كل شيء يمر بسرعة، كما لو كان يتعمد جعل خططها كلها تفشل، لم يمر الكثير وكانت تومأ له، تعلم ان هذه الخطوة سوف تغير حياتها بأكملها، لكنها تمنت أن يكون هذا التغيير في صالحها.
تحدص عاصم وهو يقف مبتعدًا عن السرير:
-غدًا سوف يكون عقد قيراننا، لا تشعري بالقلق من أي شيء، سوف أحضر لجميع الأشياء حتى فستانكِ يا غرام.
رحل من بعدها تاركًا إياها تشعر بالكثير من التشتت، إبتسامة مبهمة ظهرت على وجهها وهي تلمس وجنتها موضع يده:
-هو لا يفهم ما يحدث، لكن عندما يقوم بهذا الفعل هناك رجفة تصيبني، أشعر بالكهرباء تسير داخل عروقي.
لقد كانت تشعر حقًا بالحيرة في هذا الأمر، حركت رأسها بنفي وهي تحاول أن تقوم بطرده من عقلها، تتذكر وقوفه في وجه جلال من أجلها في المستشفى، لم يفعل أحد شيء من أجلها مرة واحدة، بينما هو لم يتخلى عنها منذ أن عرفته، كان هذا كافي بجعلها تتخبط في قرارها.
وقفت وهي تأخذ الغرفة ذهابًا وإيابًا، تحاول أن تنظم أنفاسها:
-يجب أن أتعامل مع نفسي جيدًا، من المهم أن أقوم بالتخلص من هذا الشيء سواء كان جيد أم سيء.
كانت تقصد شعورها بالقرب منه، تقصد بشعور الكهرباء الغريب الذي يداهمها، لم تجد أي شيء لتقوم به سوى محاولتها لتتماسك، هي فقط ترغب في أن تتماسك.
أتى اليوم التالي، كان عاصم يسير في القرية وهو يحاول أن يجد شيء يناسب غرام لترتديه في عقد قيرانهم، اقترب منه في هذا الوقت الظابط المكلف في البحث عن القاتل في قضية منير، لم يكن عاصم يرتاح له دونًا عن الجميع، تحدث بضيق:
-خير يا حسام! ما الذي تريده يا ترى؟
ابتسم حسام وهو ينظر له بتقييم، ضيق عينيه بشك وهو يسأله:
-هل ما سمعته صحيح يا ترى؟ اخبرت شيخ القرية أن يستعد ليتم عقد قيرانك!
ابتسم عاصم ساخرًا وهو ينظر إلى حسام:
-لا أفهم ما الذي تريده من هذا الشيء؟ هل كان يجب عليّ أن أخذ الأذن منك أم ماذا؟
حرك حسام رأسه بنفي وهو يتابع حديثه بحيرة:
-أشعر بالتعجب فموت منير لم يمر عليه الكثير أم أنني مخطأ؟ هل يعقل أن تطيب جروحكم بتلك السرعة؟
رمقه عاصم بضيق شديد، كان لا ينقصه وجود حسام والتحدث بهذه الطريقة التي تزعجه كثيرًا:
-كما قولت لك يا حسام، هذا الأمر شخصي، يجب عليّ الذهاب و إحضار الكثير من الأشياء، بالمناسبة هذا عقد قيران وليس زفاف؛ لذلك لا يوجد داعي لمجيئك أبدًا.
تكره وذهب من بعدها ليرمقه حسام بغيظ، لا يعلم لماذا يشعر بعدم الراحة تجاه عاصم، هو لا يعلم لكنه شعور ينتابه كلما نظر إليه.
أحضر عاصم جميع الأشياء المطلوبة، عندما أتى وجد غرام تجلس في الحديقة مع رجل غريب، تعجب من هذا واقترب ليسألها من يكون:
-ما الذي يحدث هنا؟
نظرت غرام له وهي تبتسم بثقة:
-هو قريب لي من بعيد جدًا، لقد استدعيته ليحضر عقد قيراني يا عاصم.
-حقًا يا عاصم! هل أنت جدي في هذا الأمر؟
أومأ لها عاصم واقتربت منه شمس:
-اخبرني يا عاصم ألا ترى أنك تبالغ في هذا الشيء؟
عقد عاصم حاجبيه وهو لا يفهم حديث شمس، حاولت الأخرى أن تتحكم في أعصابها وهي تتابع الحديث:
-لا يمكنك أن تتزوج بتلك الطريقة، هذه الفتاة أنت أتيت بها هنا لتساعدها، فضلًا عن بقاءها في الشارع ألم يكن هذا حديثك؟ الأشخاص الذين نشفق عليهم لا يمكننا الزواج بهم يا عاصم.
احتدت ملامح غرام وهي ترغب لو كان بين يدها القناصة لتنهي حياة هذه الفتاة التي تثير غضبها كثيرًا، لقد كانت تتقرب من عاصم دائمًا بطريقة مبالغة وهذا ما جعل غرام تشك أنها تحبه، ربما كانت خالته تعترض على وجودها لهذا السبب.
سمعت صوت عاصم وهو يخبرهم وقد بدى حازمًا:
-أنا لست طفل يا شمس، أعرف جيدًا ما المناسب لي وما الشيء الذي يضرني.
نظرت شمس له وقد لمعت عينيها بفعل الدموع، اومأت له ومن ثم ذهبت لتستنشق بعض الهواء في الحديقة، تحدث إليه والده:
-لا تغضب يا عاصم، شمس فقط متعلقة بك وتشعر بالقلق عليك، أنا لا يوجد لدي مانع، أعلم أن ابني يحسن الإختيار، يمكنك أن تتحدث معها وترى متى يمكننا عقد قيرانكم.
ابتسم عاصم واقترب ليقبل يد والده ومن ثم قام بضم والدته التي كانت تبتسم دلالة على رضاها، ابتسمت غرام في هذا الوقت وذهبت إلى غرفتها، كانت تعلم أن عاصم سوف يصعد ليتحدث معها ويخبرها بموافقة عائلته.
وقفت أمام النافذة وهي في انتظاره، لا تعلم ما الذي يكدث لها، شعور غريب ينتابها، تريد أن تبكي وهي تعلم أن زواجها سوف يتم ولكن ما الذي سوف يتبعه؟ تشعر بتدمر خططها بداية عن البداية، تتخيل رد فعل جلال وهو يعلم أنها خرجت عن طوعه بل ستصبح زوجة لرجل غيره.
قاطع شرودها وهي ترى عاصم يقترب من شمس في الحديقة، وصل عندها ليجدها تبكي، تحدث إليها بقليل من الكلمات ومن ثم رأت شمس تقوم بضمه ليحاوطها بزراعيه، اتسعت أعين غرام وهي تحرك رأسها باستنكار:
-ما جنس هذا الشاب؟ هل يمثل فقط عليّ دول الخلوق، لقد كنت أشعر بالتشتت، لكنك لا تستحق حقًا يا عاصم.
ابتعدت عن النافذة وهي ترى قربه الزائد من شمس، جلست فوق سريرها وامسكت بالهاتف الخاص بها تحاول أن لا تشغل عقلها بشيء، مر الوقت وسمعت طرقات على الباب، ظنت أنها عنبر وأذنت لها بالدخول، تفاجأت بعاصم أمامها، علمت أنه أنها لقاءه مع شمس.
وضعت غرام غطاء الرأس وهي تنظر له، ابتسم عاصم وهو يظن أنها لا تعرف بحديثه مع عائلته، اقترب ليجلس أمامها:
-لقد اخبرت عائلتي أنني أريد الزواج بكِ، لم أجد أي رفض بل قال أبي أن اتحدث معكِ ونحدد الموعد المناسب، ما رأيكِ؟
كانت تنظر له، لا تعلم ما الذي يخطط له، حركت رأسها بنفي:
-لا يوجد داعي لهذا يا عاصم أنا أشعر أن مشاعرك تميل لشخص آخر، لا أريدك ان تظلم نفسك في علاقتك معي.
كانت تتحدث بحزن مصطنع عكس الغضب الذي يشتعل داخلها، حرك عاصم رأسه بنفي وانتابه الضيق من حديثها:
-ما الذي تقوليه أنتِ يا غرام؟ هذا الحديث يزعجني كثيرًا صدقيني.
رفعت غرام كتفها بعدم إهتمام وهو يشعر بالحيرة من أمرها، سألها والضيق يظهر على وجهه:
-ما الذي حدث؟ لماذا يتغير رأيكِ بتلك الطريقة يا غرام؟
نظرت له وحاولت أن تسيطر على غضبها، لكن بدون إرادة منها خرجت نظراتها شرسة تجاهه:
-لقد رأيتك من النافذة وأنت تضم شمس يا عاصم.
علم سبب تغيرها، كان ينظر لها ولا يعلم هل تشعر بالغيرة يا ترى؟ ابتسم وهو يحرك رأسه بنفي:
-لا يوجد شيء بيني وبين شمس يا غرام، أظن أنكِ تعرفين شيء كهذا، إن كان هناك شيء بيني وبينها لم أكن لأتزوج بكِ ام أنا مخطأ؟
نظرت له ومن ثم ابعدت وجهها بأكمله عن مرمى نظراته، اجابته ببساطة:
-لا يهمني هذا، لكنني أكره هذه الأفعال يا عاصم، أنت وشمس غرباء ولا يصح أن تقوم بضمها أو تفعل شيء من هذه الأمور.
أومأ عاصم لها وهو يلاحظ هروب عينيها منه، قرب يده ليلمس وجنتها وهو يعلم أنها سبق وشعرت بالضيق من هذه الحركة، ابعدت وجهها على الفور كما لو كان على وشك أن يصفعها، عقد حاجبيه بحيرة وهو ينظر لها، اجابته بانفعال:
-لا أحب ان تعاملني بتلك الطريقة يا عاصم، أتمنى أن يكون زواجنا كما قولت من أجل الجميع.
يفهم حديثها، هي لا تقبله كزوج حقيقي لها، تحدث بهدوء وهو يحاول أن يجاريها:
-حسنًا لا يوجد داعي للأنفعال، لن أضع يدي عليكِ مرة أخرى يا غرام، لكن اخبريني ماذا سوف نفعل، متى يمكننا عقد القيران وماذا عن الزفاف و..
قاطعته غرام وهي تحرك رأسها بنفي:
-لا يا عاصم، لا أرغب في زفاف، أنا أكره تلك الأمور كثيرًا، دعك منها، يكفي أن يتم عقد قيراننا ويعرف الجميع.
تعجب كثيرًا من حديثها، للمرة الأولى يرى شخص مثلها لا ترغب في إقامة حفل زفاف، تابعت حديثها وهي تحاول أن تكون هذه النقطة في صالحها:
-لا يمكنني أن أغصب عليك في هذا الأمر يا عاصم، أعلم أنه من الصعب عمل زفاف في هذه الأوضاع، سوف يكون كل شيء على مايرام لا تقلق.
ابتسم عاصم وهو يرى تفهمها، لم يكن يعلم أن السبب الرئيسي لرفضها للزفاف وهو وجود جلال التي لا يمكنها أن تتنبأ برد فعله، تشعر بالكثير من الفضول وهي تتساءل ما الذي سوف يحدث عندما يعرف أنها سوف تتزوج بعاصم، مؤكد سوف يقوم بالإتصال بها فورًا.
قاطع شرودها حديث عاصم الذي فاجأها كثيرًا بقوله:
-هل لديكِ مانع في أن يكون عقد قيراننا غدًا يا غرام؟
بدت غير مصدقة لهذا، لقد كان كل شيء يمر بسرعة، كما لو كان يتعمد جعل خططها كلها تفشل، لم يمر الكثير وكانت تومأ له، تعلم ان هذه الخطوة سوف تغير حياتها بأكملها، لكنها تمنت أن يكون هذا التغيير في صالحها.
تحدص عاصم وهو يقف مبتعدًا عن السرير:
-غدًا سوف يكون عقد قيراننا، لا تشعري بالقلق من أي شيء، سوف أحضر لجميع الأشياء حتى فستانكِ يا غرام.
رحل من بعدها تاركًا إياها تشعر بالكثير من التشتت، إبتسامة مبهمة ظهرت على وجهها وهي تلمس وجنتها موضع يده:
-هو لا يفهم ما يحدث، لكن عندما يقوم بهذا الفعل هناك رجفة تصيبني، أشعر بالكهرباء تسير داخل عروقي.
لقد كانت تشعر حقًا بالحيرة في هذا الأمر، حركت رأسها بنفي وهي تحاول أن تقوم بطرده من عقلها، تتذكر وقوفه في وجه جلال من أجلها في المستشفى، لم يفعل أحد شيء من أجلها مرة واحدة، بينما هو لم يتخلى عنها منذ أن عرفته، كان هذا كافي بجعلها تتخبط في قرارها.
وقفت وهي تأخذ الغرفة ذهابًا وإيابًا، تحاول أن تنظم أنفاسها:
-يجب أن أتعامل مع نفسي جيدًا، من المهم أن أقوم بالتخلص من هذا الشيء سواء كان جيد أم سيء.
كانت تقصد شعورها بالقرب منه، تقصد بشعور الكهرباء الغريب الذي يداهمها، لم تجد أي شيء لتقوم به سوى محاولتها لتتماسك، هي فقط ترغب في أن تتماسك.
أتى اليوم التالي، كان عاصم يسير في القرية وهو يحاول أن يجد شيء يناسب غرام لترتديه في عقد قيرانهم، اقترب منه في هذا الوقت الظابط المكلف في البحث عن القاتل في قضية منير، لم يكن عاصم يرتاح له دونًا عن الجميع، تحدث بضيق:
-خير يا حسام! ما الذي تريده يا ترى؟
ابتسم حسام وهو ينظر له بتقييم، ضيق عينيه بشك وهو يسأله:
-هل ما سمعته صحيح يا ترى؟ اخبرت شيخ القرية أن يستعد ليتم عقد قيرانك!
ابتسم عاصم ساخرًا وهو ينظر إلى حسام:
-لا أفهم ما الذي تريده من هذا الشيء؟ هل كان يجب عليّ أن أخذ الأذن منك أم ماذا؟
حرك حسام رأسه بنفي وهو يتابع حديثه بحيرة:
-أشعر بالتعجب فموت منير لم يمر عليه الكثير أم أنني مخطأ؟ هل يعقل أن تطيب جروحكم بتلك السرعة؟
رمقه عاصم بضيق شديد، كان لا ينقصه وجود حسام والتحدث بهذه الطريقة التي تزعجه كثيرًا:
-كما قولت لك يا حسام، هذا الأمر شخصي، يجب عليّ الذهاب و إحضار الكثير من الأشياء، بالمناسبة هذا عقد قيران وليس زفاف؛ لذلك لا يوجد داعي لمجيئك أبدًا.
تكره وذهب من بعدها ليرمقه حسام بغيظ، لا يعلم لماذا يشعر بعدم الراحة تجاه عاصم، هو لا يعلم لكنه شعور ينتابه كلما نظر إليه.
أحضر عاصم جميع الأشياء المطلوبة، عندما أتى وجد غرام تجلس في الحديقة مع رجل غريب، تعجب من هذا واقترب ليسألها من يكون:
-ما الذي يحدث هنا؟
نظرت غرام له وهي تبتسم بثقة:
-هو قريب لي من بعيد جدًا، لقد استدعيته ليحضر عقد قيراني يا عاصم.