الفصل السابع عرض زواج
تمر الأيام وتندمج غرام أكثر مع عاصم وعائلته، أتت شمس ورحلت خالته مع ابنتيها، كانت غرام تعلم أنها لا ترتاح لها، لقد انتابها هذا الشعور أيضًا.
كانت غرام على وشك الخروج إلى الڤرندا وهي تعبث بهاتفها، اصطدمت به في هذا الوقت لتتوقف وقد اصطدمت رأسها بصدره:
-أسفة لم أنتبه.
رفعت عينيها لترى الموجودة خلفه، لقد كانت شمس تلك الفتاة ذات الأعين الخضراء والمميزة، ابتسمت لها الأخرى وهي تقترب:
-هل يوجد شيء؟
نظرت غرام إلى عاصم وهي تراه يقضي الكثير من الوقت برقة هذه الفتاة، ابتسمت باصطناع وتحدثت ببراءة:
-كنت أحاول التحدث مع جلال ولكن الشبكة كانت سيئة، سوف احاول هنا.
دلفت إلى الڤرندا وهي تبتسم بتحدي، تعلم أنه سوف يأتي وسوف يتحدث معها بهذا الأمر، بالفعل لم يخيب ظنها، رحلت شمس وهو اقترب ليقم بسحب الهاتف منها بانفعال واضح:
-ما الذي تفعليه يا غرام؟ لماذا تريدي التحدث إلى هذا الشخص؟ ما الذي ينقصكي هنا؟!
نظرت له وقد لمعت الدموع بعينيها، كان ينظر لها متعجبًا وهي تابعت حديثها:
-أريد الخروج من هنا، لقد مللت، سوف أتحدث معه، هو لن يتغاضى عن شيء أريده.
انفعل عاصم وهو يحرك رأسه باستنكار، لا يعجبه حديثها عنه بعد كل شيء حدث وبعد تعرضه لها في المستشفى:
-هذا الشخص حقير يا غرام، ألا تتذكري عندما تعرض لكِ في المستشفى؟ اخبريني كيف تتغاضي عن شيء كهذا؟!
ابتسعت ما بحلقها وهي تعرف الشيء الذي تقوم به جيدًا، نظرت له وهي تتحدث كما لو أنها متشتتة:
-في الحقيقة يا عاصم هو يريد الزواج بي، هو ليس من هذا النوع لكن معي أنا الأمر يختلف؛ لأنه يحبني.
جحظت أعين عاصم وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:
-ما الذي تقوليه يا غرام؟ هذا الرجل في عمر والدكِ كيف يمكنه أن يعرض عليكِ الزواج وكيف تفكرين أنتِ؟!
تساقطت دموعها وهي تبعد وجهها عنه، شعر أن هناك ألم تخفيه هي، أما عنها فابتعدت لتقف أمام السور ويقترب هو منها:
-غرام انظري لي أنا أتحدث معكِ، يجب عليكِ أن لا تقتربي من هذا الرجل، أشعر انه فقد عقله.
نظرت له بحزن مصطنع، لقد كانت بارعة في التمثيل أمامه، أخذت نفس عميق واقتربت لتقف في مواجهته مباشرة:
-في الحقيقة يا عاصم أنا مازلت أريد الذهاب له، أنا لا يمكنني أن أتنبأ ما الذي سوف يحدث معي في المستقبل، ربما يكون زواجي به هو القرار الصائب من يعلم!
حرك عاصم رأسه بنفي وهو ينظر لها وقد انفعل أكثر مما توقعت هي:
-لا يا غرام لن يحدث هذا، كيف تفكري بتلك الطريقة؟ من أجل القلق من المستقبل سوف تلقين بنفسكِ لهذا القذر؟ هذا الرجل ليس جيد أبدًا، أنا أعلم جيدًا حقيقته.
نظرت غرام له، كان يرى الدموع داخل عينيها، ابعدت وجهها عنه لكنها صدمت من حديثه إليها:
-غرام أنا أريد أن أعرض عليكِ الزواج.
اتسعت أعين غرام ومن ثم التفتت لتنظر له بعدم استيعاب:
-ما الذي قولته؟
شعر عاصم بالتردد لكنه أتخذ قراره وهو يجد أن هذا هو الحل:
-لن يضركي أحد يا غرام، سوف نتزوج ويمكنكي أن تبقي هنا دون قيود.
حركت غرام رأسها بنفي وهي لا تصدق ما يحدث، توقعت الكثير لكنها لم تتخيل أن يطلي منها عاصم الزواج الآن وبهذه السرعة، هي تراه مقرب من شمس كثيرًا، ظنت أن هناك علاقة سوف تجمعهم، ربما هذا ما جعلها تفكر في هذه الخطة بشكل سريع.
لاحظ عاصم ضيقها وصدمتها، عدل من حديثه وهو يحاول أن يجعلها تطمئن:
-لا يوجد داعي للقلق يا غرام، عليكِ أن تطمئني، سوف يكون زواجنا شكلي فقط أمام الجميع وأنا لا يمكنني أن أقوم بغصبكِ على شيء لا تريديه.
ابتلعت غرام ما بحلقها وهي تشعر بالكثير من الحيرة:
-أنا جعلتني أشعر بالكثير من التوتر يا عاصم، أنا حقًا لا أعلم ما الذي أقوله.
أمسك بيدها ليحاول اقناعها فيتفاجأ بها تقوم بدفعه على الفور، لا تعلم لماذا فعلت شيء كهذا، لا تعلم ما الذي يحدث لها عندما يقترب منها هذا الرجل دون عن الجميع!
وقف عاصم لثواني قبل أن ينظر لها بعتاب، حرك رأسه مستنكرًا:
-أنا أعرض الزواج عليكِ يا غرام ولا أقوم بغصبكِ على شيء، لا تفكري بطريقة سيئة.
تركها وخرج بينما هي كانت تتابع أثره، امسكت بيدها التي امسكها هو منذ قليل، لا تعلم ما هذه الكهرباء التي تشعر بها، شيء ما يجعلها تود أن تهرب فورًا.
وقفت وهي تتأمل السماء، قاطعها صوت عنبر وهي تقترب منها:
-هل تحدثتي مع عاصم يا غرام؟ أشعر أنه ليس على مايرام، هل الأمر له علاقة بكِ؟
نظرت غرام لها، لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله، حركت رأسها بنفي وهي لا تفهم شعورها، لكنها ما إن رأته يتجه إلى سيارته وعلمت أنه سوف يغادر المنزل الآن ركضت لتلحق به.
صعد عاصم إلى سيارته وهو يشعر بالكثير من الضيق من كل شيء حدث، شعر بالإحراج وهو يراها تفكر في الذهاب إلى جلال وهو الذي عرض عليها الأمان معه لا تقبله.
حاول أن يطرد هذه الأفكار من رأسه وقبل أن ينطلق بسيارته وجدها تهرول له وهي تناديه:
-عاصم انتظر، ما الذي تفعله أنت وإلى أين تذهب؟ لم أعد أفهمك حقًا، ألم تسمع عن شيء يدعى الخجل؟ كيف كنت تريد مني أن اجيبك على الفور.
تعجب عاصم من طريقتها وهبط من سيارته ليقف أمامها بحيرة:
-ما الذي تقصديه؟
ابتسمت غرام وقد ظهر القلق على وجهها، حاولت ان تتحدث بما يدور في عقلها ولو القليل منه:
-في الحقيقة يا عاصم لا أفكر في الزواج وعرضك هذا أنا سوف أوافق عليه كشيء شكلي هل تفهمني؟
أومأ عاصم لها وهو يلاحظ قلقها الشديد، ابتسم وقد لمع الحنان في عينيه:
-أفهمكي جيدًا يا غرام، لا يوحد داعي للقلق وعلى كل حال أنا لست حيوان.
ابتسمت وهي تومأ له:
-لدي ثقة بك يا عاصم، لا أعرف من أين حصلت عليها، لكنني واثقة أنك شخص جيد وتستحقها.
ابتسم عاصم وهو يشعر بالراحة لحديثها، لقد تغيرت فكرته واعتدل مزاجه، أومأ لها وهو يرى وجهها قد هدأ أخيرًا:
-عندما أعود سوف أتحدث مع عائلتي في كل شيء يا غرام، لا داعي للقلق، الآن سوف أذهب إلى إنجاز شيء هام.
اومأت له وبالفعل رحل هو وبقيت هي لا تعلم ما الذي يجب أن تفعله، هو لا يحبها وكل ما في الأمر أنه يحاول مساعدتها، تشعر أن الأمور تخرج عن سيطرتها، لم تمر عشر دقائق ووجدت شهاب يدخل من الباب، ابتسم فور رؤيتها:
-كيف حالكِ يا غرام؟
بادلته الإبتسامة وهمت برد السلام:
-أنا على مايرام كيف حالك أنت يا شهاب؟
أومأ لها وهم بالدخول فتتحدث غرام:
-عاصم ليس هنا، قال أن لديه أمر ما يقوم به ومن ثم ذهب على الفور.
ابتسم وهو يومأ لها، لطالما كانت ترى أن إبتسامته هو المعنى الحرفي للإبتسامة الحزينة:
-وهل عنبر بالداخل؟
اومأت له ومن ثم اخبرته:
-لقد كانت في الڤرندا عندما أتيت إلى هنا.
أومأ لها ومن ثم دلف للمنزل، كانت غرام تتابعه بشك، هي ترى إهتمامه الشديد بعنبر، ليس مجرد حديث أو إهتمام عادي، هي ترى عينيه تلمع بمجرد أن تقع عليها، عندما يدخل إلى المكان تكون هي أول شيء تبحث عينيه عنها:
-أشعر بشيء ما غريب يحدث هنا، ربما يفيدني في شيء لنرى.
دلفت بتمهل وبالفعل وجدتهم يقفون في الڤرندا، استمعت لحديث عنبر المليئ بالحماس:
-من الجيد أنك سوف تقنع أبي برحلة الجامعة، لقد كنت أريد الذهاب ولكنني لم أتجرأ على طلبها.
حرك شهاب رأسه بنفي وتحدث بصوت يملأه الحزن:
-ما حدث كان قدر لا يمكننا منعه يا عنبر، لا يمكنكي أن تتوقفي عن الدراسة والحياة بتلك الطريقة، أرجوكِ عودي مثلما كنتِ.
اقتربت عنبر لتقف أمامه فتسرع غرام بالاختفاء خلف الحائط:
-أتمنى أن تعود مثلما كنت يا شهاب، أنا لا يمكنني أن أتجاهل الحزن الموجود داخل عينيك، الأمر يجعلني أشعر بالكثير من الضيق والألم.
ابتسم الآخر وهو يحرك رأسه نافيًا:
-لا أريد منكِ سوى الإبتسام يا عنبر، هذا هو الشيء الوحيد الذي يهمني.
احمرت وجنتيها وهي تبتعد عنه، تحدث شهاب من جديد:
-حسنًا لا تهربي أنا شخص جيد للغاية.
ابتسمت وهي تراه يحاول أن يمازحها رغم حالته، اقتربت عنبر لتقف بجواره من جديد:
-أتمنى أن تكون بخير يا شهاب ووقتها سوف يعود العالم كما كان.
صمت شهاب وصمتت هي، كانوا مشغولين في صمتهم الذي بث الكثير في قلوب بعضهم البعض، علمت غرام أن الشيء الموجود بينهم أكبر مما تخيلت هي، ذهبت من بعدها إلى غرفتها وهي تنظر إلى نفسها بالمرآة، تتذكر حديث عاصم وقد جعلها ترتبك أكثر:
-أتمنى أن يكون شخص جيد ولا يضطرني لإنهاء أمره سريعًا مثلما حدث مع ماجد.
تتذكر كيف كان يفقد عقله مؤخرًا وهو لا يدع فرصة إلا وتقرب منها وجعلها تنزعج من أفعاله، عقدت حاجبيها وهي تشعر بالكثير من الاشمأزاز:
-لست نادمة أبدًا، يكفي أنني أعلم أنك كنت شخص حقير، مثلهم مثل جلال تمامًا، لا أعلم كيف يحتمل المرء منهم نفسه وهو بهذا السوء!
جلست فوق سريرها، لا تعلم لماذا يتردد حديث عاصم في أذنها، لقد قالها هو يريد أن يعطيها الأمان، هو بالفعل يمثل الأمان في هذا المنزل.
ابتسمت ساخرة وهي تحرك رأسها بنفي:
-مهما حدث في هذا المنزل أنا لن أستسلم، أنا هي غرام الذي من المستحيل أن تخضع بتلك الطريقة.
وقفت من جديد أمام المرآة لتصفف شعرها قبل أن تعيد ارتداء غطاء شعرها وهي تستعد لما سيحدث عندما يخبر عاصم الجميع بأمر زواجهم.
كانت غرام على وشك الخروج إلى الڤرندا وهي تعبث بهاتفها، اصطدمت به في هذا الوقت لتتوقف وقد اصطدمت رأسها بصدره:
-أسفة لم أنتبه.
رفعت عينيها لترى الموجودة خلفه، لقد كانت شمس تلك الفتاة ذات الأعين الخضراء والمميزة، ابتسمت لها الأخرى وهي تقترب:
-هل يوجد شيء؟
نظرت غرام إلى عاصم وهي تراه يقضي الكثير من الوقت برقة هذه الفتاة، ابتسمت باصطناع وتحدثت ببراءة:
-كنت أحاول التحدث مع جلال ولكن الشبكة كانت سيئة، سوف احاول هنا.
دلفت إلى الڤرندا وهي تبتسم بتحدي، تعلم أنه سوف يأتي وسوف يتحدث معها بهذا الأمر، بالفعل لم يخيب ظنها، رحلت شمس وهو اقترب ليقم بسحب الهاتف منها بانفعال واضح:
-ما الذي تفعليه يا غرام؟ لماذا تريدي التحدث إلى هذا الشخص؟ ما الذي ينقصكي هنا؟!
نظرت له وقد لمعت الدموع بعينيها، كان ينظر لها متعجبًا وهي تابعت حديثها:
-أريد الخروج من هنا، لقد مللت، سوف أتحدث معه، هو لن يتغاضى عن شيء أريده.
انفعل عاصم وهو يحرك رأسه باستنكار، لا يعجبه حديثها عنه بعد كل شيء حدث وبعد تعرضه لها في المستشفى:
-هذا الشخص حقير يا غرام، ألا تتذكري عندما تعرض لكِ في المستشفى؟ اخبريني كيف تتغاضي عن شيء كهذا؟!
ابتسعت ما بحلقها وهي تعرف الشيء الذي تقوم به جيدًا، نظرت له وهي تتحدث كما لو أنها متشتتة:
-في الحقيقة يا عاصم هو يريد الزواج بي، هو ليس من هذا النوع لكن معي أنا الأمر يختلف؛ لأنه يحبني.
جحظت أعين عاصم وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:
-ما الذي تقوليه يا غرام؟ هذا الرجل في عمر والدكِ كيف يمكنه أن يعرض عليكِ الزواج وكيف تفكرين أنتِ؟!
تساقطت دموعها وهي تبعد وجهها عنه، شعر أن هناك ألم تخفيه هي، أما عنها فابتعدت لتقف أمام السور ويقترب هو منها:
-غرام انظري لي أنا أتحدث معكِ، يجب عليكِ أن لا تقتربي من هذا الرجل، أشعر انه فقد عقله.
نظرت له بحزن مصطنع، لقد كانت بارعة في التمثيل أمامه، أخذت نفس عميق واقتربت لتقف في مواجهته مباشرة:
-في الحقيقة يا عاصم أنا مازلت أريد الذهاب له، أنا لا يمكنني أن أتنبأ ما الذي سوف يحدث معي في المستقبل، ربما يكون زواجي به هو القرار الصائب من يعلم!
حرك عاصم رأسه بنفي وهو ينظر لها وقد انفعل أكثر مما توقعت هي:
-لا يا غرام لن يحدث هذا، كيف تفكري بتلك الطريقة؟ من أجل القلق من المستقبل سوف تلقين بنفسكِ لهذا القذر؟ هذا الرجل ليس جيد أبدًا، أنا أعلم جيدًا حقيقته.
نظرت غرام له، كان يرى الدموع داخل عينيها، ابعدت وجهها عنه لكنها صدمت من حديثه إليها:
-غرام أنا أريد أن أعرض عليكِ الزواج.
اتسعت أعين غرام ومن ثم التفتت لتنظر له بعدم استيعاب:
-ما الذي قولته؟
شعر عاصم بالتردد لكنه أتخذ قراره وهو يجد أن هذا هو الحل:
-لن يضركي أحد يا غرام، سوف نتزوج ويمكنكي أن تبقي هنا دون قيود.
حركت غرام رأسها بنفي وهي لا تصدق ما يحدث، توقعت الكثير لكنها لم تتخيل أن يطلي منها عاصم الزواج الآن وبهذه السرعة، هي تراه مقرب من شمس كثيرًا، ظنت أن هناك علاقة سوف تجمعهم، ربما هذا ما جعلها تفكر في هذه الخطة بشكل سريع.
لاحظ عاصم ضيقها وصدمتها، عدل من حديثه وهو يحاول أن يجعلها تطمئن:
-لا يوجد داعي للقلق يا غرام، عليكِ أن تطمئني، سوف يكون زواجنا شكلي فقط أمام الجميع وأنا لا يمكنني أن أقوم بغصبكِ على شيء لا تريديه.
ابتلعت غرام ما بحلقها وهي تشعر بالكثير من الحيرة:
-أنا جعلتني أشعر بالكثير من التوتر يا عاصم، أنا حقًا لا أعلم ما الذي أقوله.
أمسك بيدها ليحاول اقناعها فيتفاجأ بها تقوم بدفعه على الفور، لا تعلم لماذا فعلت شيء كهذا، لا تعلم ما الذي يحدث لها عندما يقترب منها هذا الرجل دون عن الجميع!
وقف عاصم لثواني قبل أن ينظر لها بعتاب، حرك رأسه مستنكرًا:
-أنا أعرض الزواج عليكِ يا غرام ولا أقوم بغصبكِ على شيء، لا تفكري بطريقة سيئة.
تركها وخرج بينما هي كانت تتابع أثره، امسكت بيدها التي امسكها هو منذ قليل، لا تعلم ما هذه الكهرباء التي تشعر بها، شيء ما يجعلها تود أن تهرب فورًا.
وقفت وهي تتأمل السماء، قاطعها صوت عنبر وهي تقترب منها:
-هل تحدثتي مع عاصم يا غرام؟ أشعر أنه ليس على مايرام، هل الأمر له علاقة بكِ؟
نظرت غرام لها، لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله، حركت رأسها بنفي وهي لا تفهم شعورها، لكنها ما إن رأته يتجه إلى سيارته وعلمت أنه سوف يغادر المنزل الآن ركضت لتلحق به.
صعد عاصم إلى سيارته وهو يشعر بالكثير من الضيق من كل شيء حدث، شعر بالإحراج وهو يراها تفكر في الذهاب إلى جلال وهو الذي عرض عليها الأمان معه لا تقبله.
حاول أن يطرد هذه الأفكار من رأسه وقبل أن ينطلق بسيارته وجدها تهرول له وهي تناديه:
-عاصم انتظر، ما الذي تفعله أنت وإلى أين تذهب؟ لم أعد أفهمك حقًا، ألم تسمع عن شيء يدعى الخجل؟ كيف كنت تريد مني أن اجيبك على الفور.
تعجب عاصم من طريقتها وهبط من سيارته ليقف أمامها بحيرة:
-ما الذي تقصديه؟
ابتسمت غرام وقد ظهر القلق على وجهها، حاولت ان تتحدث بما يدور في عقلها ولو القليل منه:
-في الحقيقة يا عاصم لا أفكر في الزواج وعرضك هذا أنا سوف أوافق عليه كشيء شكلي هل تفهمني؟
أومأ عاصم لها وهو يلاحظ قلقها الشديد، ابتسم وقد لمع الحنان في عينيه:
-أفهمكي جيدًا يا غرام، لا يوحد داعي للقلق وعلى كل حال أنا لست حيوان.
ابتسمت وهي تومأ له:
-لدي ثقة بك يا عاصم، لا أعرف من أين حصلت عليها، لكنني واثقة أنك شخص جيد وتستحقها.
ابتسم عاصم وهو يشعر بالراحة لحديثها، لقد تغيرت فكرته واعتدل مزاجه، أومأ لها وهو يرى وجهها قد هدأ أخيرًا:
-عندما أعود سوف أتحدث مع عائلتي في كل شيء يا غرام، لا داعي للقلق، الآن سوف أذهب إلى إنجاز شيء هام.
اومأت له وبالفعل رحل هو وبقيت هي لا تعلم ما الذي يجب أن تفعله، هو لا يحبها وكل ما في الأمر أنه يحاول مساعدتها، تشعر أن الأمور تخرج عن سيطرتها، لم تمر عشر دقائق ووجدت شهاب يدخل من الباب، ابتسم فور رؤيتها:
-كيف حالكِ يا غرام؟
بادلته الإبتسامة وهمت برد السلام:
-أنا على مايرام كيف حالك أنت يا شهاب؟
أومأ لها وهم بالدخول فتتحدث غرام:
-عاصم ليس هنا، قال أن لديه أمر ما يقوم به ومن ثم ذهب على الفور.
ابتسم وهو يومأ لها، لطالما كانت ترى أن إبتسامته هو المعنى الحرفي للإبتسامة الحزينة:
-وهل عنبر بالداخل؟
اومأت له ومن ثم اخبرته:
-لقد كانت في الڤرندا عندما أتيت إلى هنا.
أومأ لها ومن ثم دلف للمنزل، كانت غرام تتابعه بشك، هي ترى إهتمامه الشديد بعنبر، ليس مجرد حديث أو إهتمام عادي، هي ترى عينيه تلمع بمجرد أن تقع عليها، عندما يدخل إلى المكان تكون هي أول شيء تبحث عينيه عنها:
-أشعر بشيء ما غريب يحدث هنا، ربما يفيدني في شيء لنرى.
دلفت بتمهل وبالفعل وجدتهم يقفون في الڤرندا، استمعت لحديث عنبر المليئ بالحماس:
-من الجيد أنك سوف تقنع أبي برحلة الجامعة، لقد كنت أريد الذهاب ولكنني لم أتجرأ على طلبها.
حرك شهاب رأسه بنفي وتحدث بصوت يملأه الحزن:
-ما حدث كان قدر لا يمكننا منعه يا عنبر، لا يمكنكي أن تتوقفي عن الدراسة والحياة بتلك الطريقة، أرجوكِ عودي مثلما كنتِ.
اقتربت عنبر لتقف أمامه فتسرع غرام بالاختفاء خلف الحائط:
-أتمنى أن تعود مثلما كنت يا شهاب، أنا لا يمكنني أن أتجاهل الحزن الموجود داخل عينيك، الأمر يجعلني أشعر بالكثير من الضيق والألم.
ابتسم الآخر وهو يحرك رأسه نافيًا:
-لا أريد منكِ سوى الإبتسام يا عنبر، هذا هو الشيء الوحيد الذي يهمني.
احمرت وجنتيها وهي تبتعد عنه، تحدث شهاب من جديد:
-حسنًا لا تهربي أنا شخص جيد للغاية.
ابتسمت وهي تراه يحاول أن يمازحها رغم حالته، اقتربت عنبر لتقف بجواره من جديد:
-أتمنى أن تكون بخير يا شهاب ووقتها سوف يعود العالم كما كان.
صمت شهاب وصمتت هي، كانوا مشغولين في صمتهم الذي بث الكثير في قلوب بعضهم البعض، علمت غرام أن الشيء الموجود بينهم أكبر مما تخيلت هي، ذهبت من بعدها إلى غرفتها وهي تنظر إلى نفسها بالمرآة، تتذكر حديث عاصم وقد جعلها ترتبك أكثر:
-أتمنى أن يكون شخص جيد ولا يضطرني لإنهاء أمره سريعًا مثلما حدث مع ماجد.
تتذكر كيف كان يفقد عقله مؤخرًا وهو لا يدع فرصة إلا وتقرب منها وجعلها تنزعج من أفعاله، عقدت حاجبيها وهي تشعر بالكثير من الاشمأزاز:
-لست نادمة أبدًا، يكفي أنني أعلم أنك كنت شخص حقير، مثلهم مثل جلال تمامًا، لا أعلم كيف يحتمل المرء منهم نفسه وهو بهذا السوء!
جلست فوق سريرها، لا تعلم لماذا يتردد حديث عاصم في أذنها، لقد قالها هو يريد أن يعطيها الأمان، هو بالفعل يمثل الأمان في هذا المنزل.
ابتسمت ساخرة وهي تحرك رأسها بنفي:
-مهما حدث في هذا المنزل أنا لن أستسلم، أنا هي غرام الذي من المستحيل أن تخضع بتلك الطريقة.
وقفت من جديد أمام المرآة لتصفف شعرها قبل أن تعيد ارتداء غطاء شعرها وهي تستعد لما سيحدث عندما يخبر عاصم الجميع بأمر زواجهم.