الفصل الخامس شخص جديد
نظرت غرام إلى عاصم بتعجب شديد، تتساءل من أين أتى باسم جمال هذا، لا تتذكر أنها ذكرته أمامهم، لاحظ تعجبها وشرودها ليتابع حديثه:
-عندما كنتِ نائمة كنتِ تصرخين باسمه.
حاوطت غرام رأسها بيدها وهي لا تعلم ما الذي يحدث لها، لماذا عليها أن تبقى مع هذا الشخص في لحظات كهذه، هي في لحظة ضعف وإرهاق ولا يوجد أمامها سواه!
تحدث عاصم من جديد وهو يمد لها كوب الماء ببعض القلق:
-يمكنكي أن تشربي أكثر هيا.
بالطبع أخذت منه الكوب الذي قام بملأه للتو من دورق المياه المجاور لسريرها، شربت ما به كله واستندت بظهرها على السرير قائلة:
-أنا أسفة يا عاصم لم أتعمد ازعاجك، أشعر أن عقلي مشتت كثيرًا، سامحني عليّ أن أذهب للنوم.
نظر لها للحظات قبل أن يدرك أنه في غرفتها، أومأ ومن ثم وقف:
-سوف أكون في غرفتي إن كان هناك شيء تريديه، أمي وأبي ومعهم خالتي أتو إلى هنا ليرتاحوا، نحن في الطابع الثاني حيث غرفة خالتي وبالأسفل أمي وأبي وغرفة عنبر معهم.
اومأت له وهي لا تعلم ما الذي سوف يفيدها هذا، قبل أن يخرج نظر لها قائلًا:
-غدًا سوف أجلب لكِ بعض الثياب، يمكنكي إن استيقظتي ولم تجديني تأخذي ما شأتي من ملابس عنبر هي سترحب بهذا كثيرًا.
لم يظهر على وجهها أي شيء، اخبرته بهدوء:
-شكرًا.
خرج من بعدها غالقًا الباب من خلفه، ذهب إلى غرفته ولا يدرك ما حدث، لا ينكر أنه شعر بالكثير من القلق عندما استمع إلى صراخها، لقد أخذ دقيقة كاملة يحاول أن يدرك ما يحدث، هرول تجاه غرفتها وحاول جعلها تستفيق، لقد كان الألم يظهر عليها كما لو أنها تحتضر.
أمسك عاصم هاتفه وبدأ في تصفحه حتى استطاع أن يعود لينام مرة أخرى، استيقظ في اليوم التالي ومن ثم هبط إلى الأسفل، وجد عائلته حول المائدة يتناولون الطعام وبجوار عنبر تجلس غرام، اقترب ليجلس بجوار والده كما اعتاد وقد كان هذا المقعد هو المقابل لغرام.
لاحظ أن خالته قد عادت ولا تتناول طعامها، لم يستطيع أن يتجاهل شيء كهذا وهم بالحديث:
-خالتي مازال الطعام أمامكِ كما هو، لا يمكنكي أن تتجاهلي تناول طعامكِ، أرجوكِ عليكِ أن تكوني قوية.
ابتسمت غرام ساخرة، لكنها تداركت نفسها على الفور، لا تصدق أنه يهتم لتلك السيدة بعد أن علم بحقيقة ابنها ليلة أمس، لقد حاول منير الاعتداء على أخته كيف بعد معرفته بهذا يهتم بتلك السيدة؟!
تحدثت عنبر إلى غرام وقد كان أكثر ما يزعج غرام إهتمام أحد بشأنها:
-غرام تناولي أنتِ أيضًا طعامكِ هيا، أنا أراكي لا تأكلين شيء.
لاحظ الجميع أن عاصم قد تغير كثيرًا بين يوم وليلة، كان يتناول طعامه بهدوء وهو لا يفكر في أي شيء، لا يعلم والده هل عليه أن يطمئن ام يقلق بسبب حالة الصدمة التي اصابت ابنه، تحدث عاصم في هذا الوقت:
-بعد أن أنتهي سوف أتفقد أحوال القرية يا أبي، وأشتري بعض الأشياء ومن ثم أعود.
أومأ له والده وهو يحذره:
-انتبه إلى نفسك جيدًا يا عاصم، لم أعد أشعر بالأمان، من يدري من الممكن أن نتعرض للهجوم في أي لحظة.
حرك عاصم رأسه بنفي وهو ينظر إلى والده، حاول أن يفكر بالمنطق:
-القاتل لن يدخل هنا ليرتكب جريمة يا أبي، لا تنسى الحراس على البوابة الضخمة لا يدخلوا أي شخص إلا بعد موافقتك وبعد تفتيشه جيدًا.
أومأ والده وهو يعلم أن حديث ابنه منطقي للغاية، كانت غرام تتفحص كل شيء من حولها، بالفعل هي كانت ترتكب كل الجرائم بعيدًا عنها، من الصعب أن تنجح في فعل شيء هنا وإلا ستكون نهايتها.
ذهب عاصم بالفعل بعد أن انتهى من تناول طعامه، جلست غرام مع عنبر في حديقة المنزل في هذا الوقت، كانت عنبر شاردة ويبدو عليها الكثير من الحزن، نظرت غرام إلى المنزل من الخارج بإعجاب:
-من الرائع البقاء في منزل كهذا.
كانت تتحدث إلى نفسها، لكنها تفاجأت بتدخل عنبر وهي تومأ لها:
-من الجيد إن كان يسكنه الطيبيين.
ابتسمت غرام ساخرة ومن ثم نظرت إليها، لا تعلم هل تقصدها هي بهذا الحديث:
-ما العلاقة يا عنبر؟
اجابتها غرام بعفوية لم تتغير:
-المنزل يكون رائع إن كانت العائلة رائعة يا غرام، هذا ما كان يقوله أبي دائمًا وأظن أنه محق.
سألتها غرام وهي تنتبه إلى حديثها عكس الطبيعي:
-اخبريني هل عائلتكِ سعيدة؟
نظرت عنبر لها، لا تعلم ماذا تقول لكنها اجابتها ببساطة:
-كان كل شيء على مايرام، حتى مقتل ماجد، اصبحت أجواء المنزل حزينة، خالي وأولاده قد ابتعدوا كثيرًا عن لقاءنا ولقاء الكثير من الأشخاص، لقد كان ماجد شخص طيب القلب.
ظهر الحزن في أعين عنبر ولم تأخذ الكثير من الوقت لتتساقط دموعها، حاولت أخذ أنفاسها وهي تتحدث:
-أنا أسفة، لكن هو حقًا كان شخص رائع، كان يستحق كل الحب في هذا العالم، كان يحبنا كثيرًا، يساعد أمي ويضحك مع عاصم دائمًا، من الصعب أن يتغير مزاج عاصم، لكن في وجود ماجد الأمر كان يختلف.
كانت غرام تنظر لها وهي تستمع إلى حديثها، تابعت الأخرى ومازالت دموعها تتساقط:
-لقد قهرنا موته كثيرًا، جعلنا كالمخدرين، نحن نشتاق له، لكننا نعلم أن هذا قدره ومازالوا يبحثوا عن القاتل.
نظرت غرام لها، تتساءل ما الذي سوف يحدث إن علمت أن القاتل يجلس أمامها ولا تستطيع التعرف عليه، معها كل الحق عقولهم لا يمكنها أن تدرك أن غرام هي الفاعلة.
لا أحد يصدق أن بداخل هذه الفتاة الرقيقة أخرى شيطانية تستطيع أن تقضي عليهم جميعًا، قاطعهم دخول أحد الشباب، كان يرتدي بذلة سوداء أنيقة وقد كانت ذقته أكثر طولًا عن عاصم، اقترب من عنبر ما إن رآها:
-اخبريني يا عنبر هل عمتي على مايرام؟ لقد علمنا أنها تم نقلها للمستشفى أمس، هل اصحبت بخير؟
اومأت له عنبر وهي تحاول أن تجعله يطمئن:
-لا داعي للقلق يا شهاب، هي بخير لا تقلق، تجلس بالداخل مع أمي وأبي ويتناولوا الطعام.
أومأ شهاب لها وهو يحاول أن يسيطر على أنفاسه:
-لقد شعرت بالقلق الشديد، ما إن عرفت فور استيقاظي من النوم أتيت إلى هنا.
اقتربت عنبر لتقف أمامه وهي تومأ له بتفهم:
-لا يوجد داعي للقلق نحن معها وأيضًا خالتي شخص قوي، لا داعي لهذا القلق.
نظر شهاب تجاه غرام وقد بدى متعجبًا وهو يسأل عنبر بعينيه لتجيبه بصوت شبيه بالهمس:
-هذه غرام إنها فتاة يتيمة وقد لجأت إلينا لمساعدتها، قبل عاصم هذا وهي فتاة رقيقة وجميلة للغاية.
أومأ لها شهاب ومن ثم أعاد النظر إلى غرام:
-مرحبًا أنا شهاب ابن خال عنبر.
تعجبت غرام أن هذا الشاب لم يكن من ضمن الصور الذي قام جلال باعطاءها لها، حاولت أن تشتت نفسها عن هذا التفكير لتبتسم في وجهه:
-وأنا غرام.
استأذن شهاب من بعدها ودلف إلى المنزل، اقتربت غرام بفضول وهي تريد أن تعرف من يكون هذا بالضبط:
-هل هذ الشخص أحد أقاربكم؟
اومأت لها عنبر ومن ثم تحدثت تخبرها ماذا يكون بالنسبة لها:
-هذا شهاب، هو ابن خالي ويكون أخ ماجد يا غرام، لم يخرج من المنزل منذ وفاة ماجد حتى أتى إلى عزاء منير وها قد أتى عندما علم أن والدة منير حالتها سيئة.
صمتت غرام وهي تتساءل لماذا لا تعرف بوجود هذا الشخص ولماذا تجاهل جلال شيء كهذا، ابتسمت باصطناع وهي تنظر إلى عنبر:
-سوف أصعد إلى غرفتي، يبدو أن المرض مازال يسكن جسمي لهذا سوف أرتاح.
تركتها وصعدت من بعدها وهي عازمة على التحدث إلى جلال وفهم منه كل شيء يحدث في هذه القرية، اخرجت هاتفها بضيق شديد وقامت بطلب رقم هاتفه، كان هذا آخر شيء ينقصها، اجابها بصوت هادئ يتناسب مع ضحكاته البغيضة:
-اشتقتِ لي بهذه السرعة يا غرام؟
سألته على الفور دون مماطلة وهي لا ترغب في التحدث معه:
-من يكون شهاب؟ هل هو حقًا أخ ماجد؟
أومأ جلال كما لو كانت تراه ومن ثم اجابها بهدوء شديد:
-أجل هو كذلك بالفعل.
انفعلت غرام وهي تتحدث معه:
-لماذا لا أعرف بوجوده إذًا؟ لا أفهم بماذا تفكر انت يا ترى؟
انفعل جلال وهو يراها تتحدث معه بطريقة لا تعجبه أبدًا:
-ما الذي تريديه أنتِ؟ ما الذي يخصكي يا غرام؟ أنا أساعدكي لتنتقمي لوالديكِ هل عليّ أن أذكركي بشيء كهذا؟ حسنًا يا غرام والديكِ تم قتلهم عن طريق هذه القرية بالأخص من عائلة السيوفي، لقد ساعدتكِ، انقذت حياتكِ بعد أن وصاني أباكِ قبل موتكِ أن أهتم بكِ.
تعجبت غرام وهي تسأله ومازالت تشعر بالغضب وتريد إجابة تقتنع بها على سؤالها:
-مازلت لم تجيبني ولم أحصل على الإجابة بعد، لماذا لا أعلم بوجود شهاب؟ اخبرتني أننا سوف نقضي على نسل هذه العائلة و..
قاطعها جلال وهو لا يريد التعمق معها في هذه النقطة:
-ببساطة لأنه ليس شخص خطير، هو لا علاقة له بهذه القرية، يسافر بشكل مستمر، لا علاقة له بكل هذا أنا اخبرتكِ على نقاط ضعف هذه العائلة يا غرام، لم أكذب عليكِ.
-عندما كنتِ نائمة كنتِ تصرخين باسمه.
حاوطت غرام رأسها بيدها وهي لا تعلم ما الذي يحدث لها، لماذا عليها أن تبقى مع هذا الشخص في لحظات كهذه، هي في لحظة ضعف وإرهاق ولا يوجد أمامها سواه!
تحدث عاصم من جديد وهو يمد لها كوب الماء ببعض القلق:
-يمكنكي أن تشربي أكثر هيا.
بالطبع أخذت منه الكوب الذي قام بملأه للتو من دورق المياه المجاور لسريرها، شربت ما به كله واستندت بظهرها على السرير قائلة:
-أنا أسفة يا عاصم لم أتعمد ازعاجك، أشعر أن عقلي مشتت كثيرًا، سامحني عليّ أن أذهب للنوم.
نظر لها للحظات قبل أن يدرك أنه في غرفتها، أومأ ومن ثم وقف:
-سوف أكون في غرفتي إن كان هناك شيء تريديه، أمي وأبي ومعهم خالتي أتو إلى هنا ليرتاحوا، نحن في الطابع الثاني حيث غرفة خالتي وبالأسفل أمي وأبي وغرفة عنبر معهم.
اومأت له وهي لا تعلم ما الذي سوف يفيدها هذا، قبل أن يخرج نظر لها قائلًا:
-غدًا سوف أجلب لكِ بعض الثياب، يمكنكي إن استيقظتي ولم تجديني تأخذي ما شأتي من ملابس عنبر هي سترحب بهذا كثيرًا.
لم يظهر على وجهها أي شيء، اخبرته بهدوء:
-شكرًا.
خرج من بعدها غالقًا الباب من خلفه، ذهب إلى غرفته ولا يدرك ما حدث، لا ينكر أنه شعر بالكثير من القلق عندما استمع إلى صراخها، لقد أخذ دقيقة كاملة يحاول أن يدرك ما يحدث، هرول تجاه غرفتها وحاول جعلها تستفيق، لقد كان الألم يظهر عليها كما لو أنها تحتضر.
أمسك عاصم هاتفه وبدأ في تصفحه حتى استطاع أن يعود لينام مرة أخرى، استيقظ في اليوم التالي ومن ثم هبط إلى الأسفل، وجد عائلته حول المائدة يتناولون الطعام وبجوار عنبر تجلس غرام، اقترب ليجلس بجوار والده كما اعتاد وقد كان هذا المقعد هو المقابل لغرام.
لاحظ أن خالته قد عادت ولا تتناول طعامها، لم يستطيع أن يتجاهل شيء كهذا وهم بالحديث:
-خالتي مازال الطعام أمامكِ كما هو، لا يمكنكي أن تتجاهلي تناول طعامكِ، أرجوكِ عليكِ أن تكوني قوية.
ابتسمت غرام ساخرة، لكنها تداركت نفسها على الفور، لا تصدق أنه يهتم لتلك السيدة بعد أن علم بحقيقة ابنها ليلة أمس، لقد حاول منير الاعتداء على أخته كيف بعد معرفته بهذا يهتم بتلك السيدة؟!
تحدثت عنبر إلى غرام وقد كان أكثر ما يزعج غرام إهتمام أحد بشأنها:
-غرام تناولي أنتِ أيضًا طعامكِ هيا، أنا أراكي لا تأكلين شيء.
لاحظ الجميع أن عاصم قد تغير كثيرًا بين يوم وليلة، كان يتناول طعامه بهدوء وهو لا يفكر في أي شيء، لا يعلم والده هل عليه أن يطمئن ام يقلق بسبب حالة الصدمة التي اصابت ابنه، تحدث عاصم في هذا الوقت:
-بعد أن أنتهي سوف أتفقد أحوال القرية يا أبي، وأشتري بعض الأشياء ومن ثم أعود.
أومأ له والده وهو يحذره:
-انتبه إلى نفسك جيدًا يا عاصم، لم أعد أشعر بالأمان، من يدري من الممكن أن نتعرض للهجوم في أي لحظة.
حرك عاصم رأسه بنفي وهو ينظر إلى والده، حاول أن يفكر بالمنطق:
-القاتل لن يدخل هنا ليرتكب جريمة يا أبي، لا تنسى الحراس على البوابة الضخمة لا يدخلوا أي شخص إلا بعد موافقتك وبعد تفتيشه جيدًا.
أومأ والده وهو يعلم أن حديث ابنه منطقي للغاية، كانت غرام تتفحص كل شيء من حولها، بالفعل هي كانت ترتكب كل الجرائم بعيدًا عنها، من الصعب أن تنجح في فعل شيء هنا وإلا ستكون نهايتها.
ذهب عاصم بالفعل بعد أن انتهى من تناول طعامه، جلست غرام مع عنبر في حديقة المنزل في هذا الوقت، كانت عنبر شاردة ويبدو عليها الكثير من الحزن، نظرت غرام إلى المنزل من الخارج بإعجاب:
-من الرائع البقاء في منزل كهذا.
كانت تتحدث إلى نفسها، لكنها تفاجأت بتدخل عنبر وهي تومأ لها:
-من الجيد إن كان يسكنه الطيبيين.
ابتسمت غرام ساخرة ومن ثم نظرت إليها، لا تعلم هل تقصدها هي بهذا الحديث:
-ما العلاقة يا عنبر؟
اجابتها غرام بعفوية لم تتغير:
-المنزل يكون رائع إن كانت العائلة رائعة يا غرام، هذا ما كان يقوله أبي دائمًا وأظن أنه محق.
سألتها غرام وهي تنتبه إلى حديثها عكس الطبيعي:
-اخبريني هل عائلتكِ سعيدة؟
نظرت عنبر لها، لا تعلم ماذا تقول لكنها اجابتها ببساطة:
-كان كل شيء على مايرام، حتى مقتل ماجد، اصبحت أجواء المنزل حزينة، خالي وأولاده قد ابتعدوا كثيرًا عن لقاءنا ولقاء الكثير من الأشخاص، لقد كان ماجد شخص طيب القلب.
ظهر الحزن في أعين عنبر ولم تأخذ الكثير من الوقت لتتساقط دموعها، حاولت أخذ أنفاسها وهي تتحدث:
-أنا أسفة، لكن هو حقًا كان شخص رائع، كان يستحق كل الحب في هذا العالم، كان يحبنا كثيرًا، يساعد أمي ويضحك مع عاصم دائمًا، من الصعب أن يتغير مزاج عاصم، لكن في وجود ماجد الأمر كان يختلف.
كانت غرام تنظر لها وهي تستمع إلى حديثها، تابعت الأخرى ومازالت دموعها تتساقط:
-لقد قهرنا موته كثيرًا، جعلنا كالمخدرين، نحن نشتاق له، لكننا نعلم أن هذا قدره ومازالوا يبحثوا عن القاتل.
نظرت غرام لها، تتساءل ما الذي سوف يحدث إن علمت أن القاتل يجلس أمامها ولا تستطيع التعرف عليه، معها كل الحق عقولهم لا يمكنها أن تدرك أن غرام هي الفاعلة.
لا أحد يصدق أن بداخل هذه الفتاة الرقيقة أخرى شيطانية تستطيع أن تقضي عليهم جميعًا، قاطعهم دخول أحد الشباب، كان يرتدي بذلة سوداء أنيقة وقد كانت ذقته أكثر طولًا عن عاصم، اقترب من عنبر ما إن رآها:
-اخبريني يا عنبر هل عمتي على مايرام؟ لقد علمنا أنها تم نقلها للمستشفى أمس، هل اصحبت بخير؟
اومأت له عنبر وهي تحاول أن تجعله يطمئن:
-لا داعي للقلق يا شهاب، هي بخير لا تقلق، تجلس بالداخل مع أمي وأبي ويتناولوا الطعام.
أومأ شهاب لها وهو يحاول أن يسيطر على أنفاسه:
-لقد شعرت بالقلق الشديد، ما إن عرفت فور استيقاظي من النوم أتيت إلى هنا.
اقتربت عنبر لتقف أمامه وهي تومأ له بتفهم:
-لا يوجد داعي للقلق نحن معها وأيضًا خالتي شخص قوي، لا داعي لهذا القلق.
نظر شهاب تجاه غرام وقد بدى متعجبًا وهو يسأل عنبر بعينيه لتجيبه بصوت شبيه بالهمس:
-هذه غرام إنها فتاة يتيمة وقد لجأت إلينا لمساعدتها، قبل عاصم هذا وهي فتاة رقيقة وجميلة للغاية.
أومأ لها شهاب ومن ثم أعاد النظر إلى غرام:
-مرحبًا أنا شهاب ابن خال عنبر.
تعجبت غرام أن هذا الشاب لم يكن من ضمن الصور الذي قام جلال باعطاءها لها، حاولت أن تشتت نفسها عن هذا التفكير لتبتسم في وجهه:
-وأنا غرام.
استأذن شهاب من بعدها ودلف إلى المنزل، اقتربت غرام بفضول وهي تريد أن تعرف من يكون هذا بالضبط:
-هل هذ الشخص أحد أقاربكم؟
اومأت لها عنبر ومن ثم تحدثت تخبرها ماذا يكون بالنسبة لها:
-هذا شهاب، هو ابن خالي ويكون أخ ماجد يا غرام، لم يخرج من المنزل منذ وفاة ماجد حتى أتى إلى عزاء منير وها قد أتى عندما علم أن والدة منير حالتها سيئة.
صمتت غرام وهي تتساءل لماذا لا تعرف بوجود هذا الشخص ولماذا تجاهل جلال شيء كهذا، ابتسمت باصطناع وهي تنظر إلى عنبر:
-سوف أصعد إلى غرفتي، يبدو أن المرض مازال يسكن جسمي لهذا سوف أرتاح.
تركتها وصعدت من بعدها وهي عازمة على التحدث إلى جلال وفهم منه كل شيء يحدث في هذه القرية، اخرجت هاتفها بضيق شديد وقامت بطلب رقم هاتفه، كان هذا آخر شيء ينقصها، اجابها بصوت هادئ يتناسب مع ضحكاته البغيضة:
-اشتقتِ لي بهذه السرعة يا غرام؟
سألته على الفور دون مماطلة وهي لا ترغب في التحدث معه:
-من يكون شهاب؟ هل هو حقًا أخ ماجد؟
أومأ جلال كما لو كانت تراه ومن ثم اجابها بهدوء شديد:
-أجل هو كذلك بالفعل.
انفعلت غرام وهي تتحدث معه:
-لماذا لا أعرف بوجوده إذًا؟ لا أفهم بماذا تفكر انت يا ترى؟
انفعل جلال وهو يراها تتحدث معه بطريقة لا تعجبه أبدًا:
-ما الذي تريديه أنتِ؟ ما الذي يخصكي يا غرام؟ أنا أساعدكي لتنتقمي لوالديكِ هل عليّ أن أذكركي بشيء كهذا؟ حسنًا يا غرام والديكِ تم قتلهم عن طريق هذه القرية بالأخص من عائلة السيوفي، لقد ساعدتكِ، انقذت حياتكِ بعد أن وصاني أباكِ قبل موتكِ أن أهتم بكِ.
تعجبت غرام وهي تسأله ومازالت تشعر بالغضب وتريد إجابة تقتنع بها على سؤالها:
-مازلت لم تجيبني ولم أحصل على الإجابة بعد، لماذا لا أعلم بوجود شهاب؟ اخبرتني أننا سوف نقضي على نسل هذه العائلة و..
قاطعها جلال وهو لا يريد التعمق معها في هذه النقطة:
-ببساطة لأنه ليس شخص خطير، هو لا علاقة له بهذه القرية، يسافر بشكل مستمر، لا علاقة له بكل هذا أنا اخبرتكِ على نقاط ضعف هذه العائلة يا غرام، لم أكذب عليكِ.