الفصل السادس والثلاثون والأخير نهاية غير متوقعة
"سآخذك إلى الجحيم ونحترق حتى الصميم نتحول إلى رماد يتلاشى مع الرياح ويختفي إلى الأبد دون أثر هذا الآثم سوف أجعلك تدفع ثمنه جعلاً أو أجلاً"
كانت تلك جملة النهاية التي سينهي بها كل شيء؛ لم يتوقع أبداَ "ثائر" أنه ذرية شيطان وامرأة خانية، ولكنه كان يشعر دائماً بوجود شيء غريب له لم يعلم عن ماهيته أبداُ.
ترك "أليس" وعاد إلى القصر وظل يفكر في أجر جملة قالتها "أليس" وهي:
- ثائر سوف أحميك حتى النهاية رغم قسوة قلبك ولكني لم أترك والدك يضحي بك من أجل مصلحة.
- ماذا تعنين؟!
- لقد وضع خطة عندما يفشل في تحقيق مهمة.
- ما هي؟!
- سوف يجعلك وعاء بشري.
- وما هذا؟!
- سوف يقتل روح ويستولي على جسدك إلى الأبد.
- وهل يستطيع هذا؟!
- أنه يستطيع فعل كل شيء.
- وكيف ستحميني؟!
اقتربت ووضعت على معصمي ختم قامت بختم روحي وربطها بجسدي وقالت:
- هذا الختم كنت أبحث عنه منذ آلاف عام وأعتقد أنه سوف يحميك ولكن.
- ولكن ماذا؟
- هذا الختم سوف يحميك ولكن يا بني الحل الوحيد في انقاذ حياتك هو قتل لمياء وأخذ دماءها.
- هذا لم يحدث أبداً، لقد ختني زوجك تحت مسمى الحب؟ فهل تعتقدِ لأني ابنك سوف أقتل المرأة التي أحبها حتى أنقذ حياتي!
- لهذا وضعت هذا الختم على معصمك حتى أحميك، لأني أعلم أنك ستصبح مثلي ومثل والدك عندما تقع في الحب لم تستطع تخطيه أبداً.
- لا تقارني قصة حبي النقية بقصة حبكم القذرة.
رغم عدم اقتناعه أنهم والده الحقيقين، ولكنه كان يشعر بالإحباط لتحدثه بتلك الطريقة معها وظل يتذكر ذكرياته الجميلة معها في الماضي عند مجيئه هذه الجزيرة الملعونة.
"عندما وصل القصر وجد كران ولمياء ينتظره على أبواب القصر ويظهر القلق والخوف على وجههم".
استقبلته بقلق وسحبه من ذراعه إلى داخل القصر اسأله:
- ما الذي أخرك هكذا؟!
- هل كنتم تنتظرني على باب القصر؟!
- نعم.
- لماذا؟!
- كنت أشعر بالرعب عليك وكران كان يحاول طول الوقت منعني من بالذهاب والبحث عنك.
"حين وجد القلق يقتلني خوفا عليه ضحك ودموعه سالت على وجهه واقترب وقام باحتضانه بقوة".
فوجئت من تصرفات الغريب وسألته:
- ثائر ما بك؟!
- أنا بخير لا تقلقي.
- هل فعلت أليس لك شيء سيء؟!
- بالطبع لا! لماذا أنتِ خايفة هكذا؟
- أخاف ان اخسرك مرة أخرى.
- لا يحدث ذلك أبداً.
- ثائر أحبك وأخاف خسارتك مثل خسارة نيل لـ حيدار.
- لم أترك هذا يحدث سوف أنقذك وأحميكِ وأحبك أكثر.
- أتمنى بأن لا نتفارق أبداً.
"كانت نظرات ثائر حزينة إلى درجة لم استطع استيعابه، وتساءلت حينها لماذا ينظر إليِ بنظرات حزينة ومحبطة هكذا".
حتى قاطع تفكيري عندما سحب يده برقة من يدي وقال:
- سوف أذهب إلى غرفتي أريد أن أغفو لبرهة.
- حسنا كما تريد.
"رغم كنت أشعر بعدم تركه في هذا الوقت بمفرده ولكني لم استطع إجباره على الجلوس والتحدث".
اقترب "كران" يتساءل:
- ما به ثائر؟!
- لا أعلم ولكن هناك سحر موضوع على ثائر.
- سحر ما هو هذا السحر؟ ومن وضعه!
- لا أعلم ولكن هذا السحر غير مؤذي.
- لماذا لم أراه أنا أيضاً؟!
- هذا السحر معقد جداً وقديمة ولم يستطع أحد رؤية غير سحر قوي.
- ولكن هل تعتقدِ أنها أليس من وضعت عليه السحر؟!
- لا أعلم؟ ولكن لماذا تضع أليس سحر حماية على ثائر!
- هل هو سحر حماية؟!
- سحر حماية الروح الحقيقية ولكن.
- بسبب هذا السحر كشف روح ثائر الحقيقية.
- ما هي روحه الحقيقية؟!
- غير عادية، ثائر ليس لديه الروح البداية للإنسان.
- كيف هذا؟ هذا الأمر غير ممكن حدوث أبداً.
- كران سوف أذهب للحجرة السحرية أريد البحث عن شيء.
- حسنا.
ترك "كران" وأسرعت إلى الحجرة السحرية وأغلقت بالسحر الباب حتى يمنع أحد من الدخول.
جلست داخل الدائرة السحرية واتصلت على روح "نيل" الملتصقة بروحي وبدأت في سؤالها:
- نيل هل من الممكن أن يكون إنسان بدون روح بداية؟!
- هذا غير ممكن.
- كيف هذا؟!
- أعلم لماذا تسألين لدي كل ذكريات.
- أذا أنتِ تعلمين ما أبحث عنه.
- لمياء هناك شيء غير عادي لدى ثائر وأنا أبحث في هذا الموضوع انتظري إجابتي.
- شكراً نيل.
- الأهم الآن أظن أن النهاية اقتربت.
- ماذا تعنين؟!
- هذا الشيطان موجود في مكان قريب جداً.
- هل تظنين أنه على الجزير؟!
- نعم أشعر بوجوده داخل الجزيرة.
- أظن حان الوقت.
- حان الوقت لماذا؟!
- يجب أن تتقني تعليم كل السحر في مدة قصيرة.
- كيف ذلك؟!
- لقد أغلقت المكان بأقوى سحر لم تستطيعين الخروج من هذا المكان حتى تتعلمين كل شيء.
- سأحاول.
كانت "نيل" تعلم حقيقة "ثائر" لأنه ساحرة قوية جداً، ولكنها أخفيت هذا الأمر وأغلقت حجرة السحر حتى تمنع تسرب الأخبار إلى الداخل يعيق تدريسي حتى أكمل التعليم من بدون عقبات.
بدأت مباشرةً في تدريسي وتعليمي كل شيء عن السحر؛ ورغم أنه أخذ وقت طويل استمر إلى اسبوع كامل دون الخروج أو دخول أحد حتى يطمئن على حالتي.
"ولكن بعد خروجي كنتِ شخص مختلف بكثير عما كنت".
"كنت أشعر بامتلاكي بقوة هائلة تسير في جميع أنحاء جسدي، تلك القوة تجعلني أشعر أن بإمكاني الطيران عالياً".
ولكن عند خروجي لم أجد "ثائر" ينتظرني وجدت "كران" فقط من يستقبلني اقتربت منه وسألته:
- أين ثائر؟
توتر "كران" وقال:
- كيف حالك الآن؟!
أغلقت عيناي وبحث بالسحر في القصر بأكمله ولكن لم أثر له؛ سحبت "كران" من ذراعه وسألته بصرامة :
- أين ثائر؟!
كنت مخيفة إلى درجة أن "كران" شعر بالخوف من طريقة في التحدث وارتعش جسمه وأجاب:
- ثائر هذا الحقير ابن الشيطان.
- ما الذي حدث في غيابي؟!
- هيا نجلس ونتحدث وسوف أحكي لكِ كل شيء.
جلسنا في غرفة الضيافة وبدأ "كران" في سرد ما حدث في غيابي هذا الأسبوع:
- بعد حبسك في حجرة السحر حاول ثائر أخرجك كثير ولكنه فشل ولكن.
- فجأة جاء ضيف غير مرغوب.
- من هذا الضيف.
- أنه الشيطان وأخبر ثائر أنه والده وأخذ وذهب.
- ماذا؟!
- كان يبدو على هذا الحقير أنه يعرف أن الشيطان والده.
- هذا لأن أليس أخبرته عن حقيقته.
- هل كنتِ تعلمين عن هذا الأمر؟!
- نعم كنت أعلم والآن يجب إنقاذ ثائر من هذا الشيطان.
- لماذا أن خائن؟!
- ثائر ليست خائن.
- كيف تبررين كذبه علينا؟!
- كان خائف من رد فعلنا عندما نعلم من الحقيقة.
- ولكني مازالت حزين من كذبه.
- ماذا فعلت عندما أخذه الشيطان؟!
- تركته يذهب.
- لماذا؟!
- لأنه من أراد الذهاب حتى لا يقترب ذلك الشيطان من حجرة السحر.
- إذا لنذهب نجلبه.
- لماذا نعرض أنفسنا للخطر من أجل شخص يكون ابن عدونا؟!
- لأن هذا الشيطان أن لم يستطيع قتلي سوف يقتل ثائر ويستولي على جسده إلى الآبد وروح ثائر سوف تختفي وتتلاشى.
- ماذا تعنين بذلك؟!
- ثائر تم تصميمه حتى يكون وعاءه الجديد ولم أعطيه الفرصة لتحقيق ذلك.
- هذا سيء جداً يجب الذهاب الآن وإنقاذ صديقي.
ذهبنا إلى حدود قصر الشيطان؛ ورغم السحر الجديد الذي امتلكه لم استطع دخول القصر حتى وجدت "أليس" تقف أمامي تخبرني:
- سوف أساعدك ولكن أوعدني مهما حدث سوف تنقذي ابني؟!
نظر إليه "كران" بحيرة وفضول وسألها:
- من هو ابنك؟!
نظرت إليه بجدية وثقة وأخبرتها:
- لا تقلقي أليس سوف انقذ ثائر حتى لو كلف ذلك حياتي لم أعطي الشيطان فرصة للفوز هذه المرة.
فزع "كران" وسألني:
- هل ثائر ابن أليس؟ ما الذي يحدث!
- سوف أخبرك كل شيء عندما ننتهي.
- لماذا أصبحت حياة هذا الرجل معقدة هكذا فجأة!
- كران أريد مساعدتك.
- ما الأمر؟
- سوف أدخل بمفردي وأريد منك الانتظار هنا وتفعيل تعويذة سحر الدم مع أليس.
سألت "أليس" بفضول:
- ما أمر هذه التعويذة؟!
- أنها من أجل حماية روح ثائر عندما أفشل سوف تنقذه التعويذة.
- حسنا أنا موافقة على المساعدة.
التفت ونظرت إلى "كران" تحظراً حتى لا يخبرها ما تعني هذه التعويذة، وأنها تعويذة تضحية تقدمها الأم المتصلة بالروح من أجل طفلها.
بعد فتح "أليس" أبواب القصر؛ دخلت ومنذ دخولي حتى وصولي إلى السجن الذي به "ثائر"، حاربت جميع الكائنات الغريبة التي أول مرة أقابلهم بالسحر الذي اكتسبه حديثاً.
عندما وصلت إلى "ثائر" وجدته فاقد الوعي متسلسل بالسلاسل الجديدة السميكة، اقتربت منه وبدأت في فك السلاسل بالسحر، ساعدة على علاج جروحه باستخدام يدي في إطلاق سحر يشفي الجروح.
عندما أفقد ساعدته على الوقوف وأثناء خروجنا وجدت الشيطان ينتظرنا ويقول:
- هل تعتقدِ أنكِ تستطيعين دخول وخروج مملكتي بسهولة؟!
حرك يديه وفجأة تغير المكان ووجدته أخذنا إلى قاعدة الحكم الخاصة به؛ كان القصر من الداخل يشبه الجحيم مصنوع من الحمم البركانية الجافة، وكان مقعده مصنوع من الحمم البركانية الملتهبة بطريقة سحرية مخيفة.
تحول إلى شكله الأصلي وجلس على مقعده بكل هيبة وقوة يقول:
- هل اعتقدتِ أنك تستطيعي خطفه بسهولة والهروب؟!
- من قال أني أريد أخذه والهروب؟!
- ماذا تعنين؟!
تركت "ثائر" يجلس يرتاح على الأرض؛ وقفت أمامه بشموخ باستخدام السحر الجديد الذي رفع جسدي في الهواء.
بدأت في تحريك يدي في حركات دائرية وعكسية أردد التعويذة القوية حتى سلسلة الشيطان بالسحر.
مع المحاربة التي طالت مدتها ساعة تقريباً فشلت في التغلب عليه حتى فجأة تحرك "ثائر" في أخر لحظة وقطع جرح كبير في ذراعه وقال:
- لمياء استخدمي دماء كي تقييده بسرعة.
كانت التعويذة التي يريدني تنفيذها خطيرة جداً وسوف تستخدم كل دماء جسده وتهلك روحه؛ ولكني لم أشعر بالخوف عليه لأني بالفعل أمنت حياته وربطها بحياة والدته أليس في الخارج.
لذا سحبت دماءه بالسحر وبدأت في تفعيل التعويذة؛ تفاجئ الشيطان من فعلي ذلك وقال:
- كيف تستخدمين دماءه بسهولة؟ اليس تحبيه!
- سوف أسجنك وتقييد بالجحيم حتى نهاية البشرة مهما يحدث.
- هل ستضحي بحياة من تحبي بسهولة؟!
- نعم وسوف أضحي بحياتي ايضاً أن لزم الأمر.
- هذا لم يحدث ابداً.
- انتظر وسوف ترى.
رغم كل محاولاته في الهروب فشل في ذلك؛ وعندما اقترب من النهاية ووجد "ثائر" مازال على قيد الحياة ومرهق فقد استوعب اني حميت حياة وانقذت لذا قال:
- لم أترك تعيشين حياة سعيدة.
في آخر لحظة قبل سجن الشيطان أطلق سحر قاتل على "ثائر" ولكن سحر الحماية التى وضعته "أليس" عليه حماية ومنع خروج روحه من جسده.
تم سجن الشيطان إلى الأبد وحماية "ثائر" وانقاذه من الهلاك، خرجنا من القصر قبل هلاكه؛ وعند خروجنا كانت "أليس" تلتقط أخر أنفاسها.
رفع ذراعها تجاه "ثائر" تنادي عليه وتقول:
- ثائر أنت بخير؟
- نعم أنا بخير ولكن ما يحدث معكِ؟ّ!
خفض "كران ولمياء" نظرهم في الأرض يشعرون بالإحراج من "ثائر" لما فعله في حق "أليس" حتى قالت أليس:
- لا تلومهم لقد طلبت منهم انقاذك مقابل روحي.
نظرت إلى "كران" أتساءل ما يحدث حتى قال "كران":
- لما استطع خدعها أخبرتها وهي وافقت على التعويذة ولكنها فشلت في حماية ثائر لذا استخدمنا سحرها الأبدي مقابل إنقاذ حياته.
كانت المرة الأولى التي شعرت بالأسى عليها بسبب كل ما فعلته في الماضي كنت أشعر أنها لا تستحق الحياة.
ولكنها الآن بادلت روحها البداية مع روح "ثائر" الشيطانية كيف أكرهها مع التضحية الكبيرة التي قدمتها.
ركعت بجوار جسدها وأخبرتها:
- شكراً أليس على التضحية الكبيرة التي قدمتها.
- لا تشكرني لم أفعل ذلك لنيل المغفرة كانت لإنقاذ هذا الكائن الجميل الذي لم استطيع قديم له طفولة جميلة ولكني الآن أقدم له مستقبل مشرق.
كان "ثائر" يضمها إلى حضنه بقوة ممسكاً يدها يمنع دموعه من السقوط حتى أخبرته:
- ثائر توقف عن العناد ووعدها وأخبرها بحقيقة مشاعرك التي تخفيها داخل قلبك.
نظر إليِ نظرات شكر وامتنان وضغط على كف يد "أليس" بقوة وقال وهو ينظر في عينيها:
- شكر لكِ على كل شيء فعلته من أجلي والآن لم أعد غاضب لأنك أمي لأني سعيد لمقابلتك وتسامر معك أغلبية الأوقات كنت شخص جيد معي.
"ماتت أليس وتلاشى جسدها مع الرياح وانتهت لعنة المستذئبين مع موتها بعد إنهاء الأمر وألغى اللعنة عدت مع ثائر إلى منزلنا في القاهرة وعشنا جميع في سعادة أبدية مع من نحب"
كانت تلك جملة النهاية التي سينهي بها كل شيء؛ لم يتوقع أبداَ "ثائر" أنه ذرية شيطان وامرأة خانية، ولكنه كان يشعر دائماً بوجود شيء غريب له لم يعلم عن ماهيته أبداُ.
ترك "أليس" وعاد إلى القصر وظل يفكر في أجر جملة قالتها "أليس" وهي:
- ثائر سوف أحميك حتى النهاية رغم قسوة قلبك ولكني لم أترك والدك يضحي بك من أجل مصلحة.
- ماذا تعنين؟!
- لقد وضع خطة عندما يفشل في تحقيق مهمة.
- ما هي؟!
- سوف يجعلك وعاء بشري.
- وما هذا؟!
- سوف يقتل روح ويستولي على جسدك إلى الأبد.
- وهل يستطيع هذا؟!
- أنه يستطيع فعل كل شيء.
- وكيف ستحميني؟!
اقتربت ووضعت على معصمي ختم قامت بختم روحي وربطها بجسدي وقالت:
- هذا الختم كنت أبحث عنه منذ آلاف عام وأعتقد أنه سوف يحميك ولكن.
- ولكن ماذا؟
- هذا الختم سوف يحميك ولكن يا بني الحل الوحيد في انقاذ حياتك هو قتل لمياء وأخذ دماءها.
- هذا لم يحدث أبداً، لقد ختني زوجك تحت مسمى الحب؟ فهل تعتقدِ لأني ابنك سوف أقتل المرأة التي أحبها حتى أنقذ حياتي!
- لهذا وضعت هذا الختم على معصمك حتى أحميك، لأني أعلم أنك ستصبح مثلي ومثل والدك عندما تقع في الحب لم تستطع تخطيه أبداً.
- لا تقارني قصة حبي النقية بقصة حبكم القذرة.
رغم عدم اقتناعه أنهم والده الحقيقين، ولكنه كان يشعر بالإحباط لتحدثه بتلك الطريقة معها وظل يتذكر ذكرياته الجميلة معها في الماضي عند مجيئه هذه الجزيرة الملعونة.
"عندما وصل القصر وجد كران ولمياء ينتظره على أبواب القصر ويظهر القلق والخوف على وجههم".
استقبلته بقلق وسحبه من ذراعه إلى داخل القصر اسأله:
- ما الذي أخرك هكذا؟!
- هل كنتم تنتظرني على باب القصر؟!
- نعم.
- لماذا؟!
- كنت أشعر بالرعب عليك وكران كان يحاول طول الوقت منعني من بالذهاب والبحث عنك.
"حين وجد القلق يقتلني خوفا عليه ضحك ودموعه سالت على وجهه واقترب وقام باحتضانه بقوة".
فوجئت من تصرفات الغريب وسألته:
- ثائر ما بك؟!
- أنا بخير لا تقلقي.
- هل فعلت أليس لك شيء سيء؟!
- بالطبع لا! لماذا أنتِ خايفة هكذا؟
- أخاف ان اخسرك مرة أخرى.
- لا يحدث ذلك أبداً.
- ثائر أحبك وأخاف خسارتك مثل خسارة نيل لـ حيدار.
- لم أترك هذا يحدث سوف أنقذك وأحميكِ وأحبك أكثر.
- أتمنى بأن لا نتفارق أبداً.
"كانت نظرات ثائر حزينة إلى درجة لم استطع استيعابه، وتساءلت حينها لماذا ينظر إليِ بنظرات حزينة ومحبطة هكذا".
حتى قاطع تفكيري عندما سحب يده برقة من يدي وقال:
- سوف أذهب إلى غرفتي أريد أن أغفو لبرهة.
- حسنا كما تريد.
"رغم كنت أشعر بعدم تركه في هذا الوقت بمفرده ولكني لم استطع إجباره على الجلوس والتحدث".
اقترب "كران" يتساءل:
- ما به ثائر؟!
- لا أعلم ولكن هناك سحر موضوع على ثائر.
- سحر ما هو هذا السحر؟ ومن وضعه!
- لا أعلم ولكن هذا السحر غير مؤذي.
- لماذا لم أراه أنا أيضاً؟!
- هذا السحر معقد جداً وقديمة ولم يستطع أحد رؤية غير سحر قوي.
- ولكن هل تعتقدِ أنها أليس من وضعت عليه السحر؟!
- لا أعلم؟ ولكن لماذا تضع أليس سحر حماية على ثائر!
- هل هو سحر حماية؟!
- سحر حماية الروح الحقيقية ولكن.
- بسبب هذا السحر كشف روح ثائر الحقيقية.
- ما هي روحه الحقيقية؟!
- غير عادية، ثائر ليس لديه الروح البداية للإنسان.
- كيف هذا؟ هذا الأمر غير ممكن حدوث أبداً.
- كران سوف أذهب للحجرة السحرية أريد البحث عن شيء.
- حسنا.
ترك "كران" وأسرعت إلى الحجرة السحرية وأغلقت بالسحر الباب حتى يمنع أحد من الدخول.
جلست داخل الدائرة السحرية واتصلت على روح "نيل" الملتصقة بروحي وبدأت في سؤالها:
- نيل هل من الممكن أن يكون إنسان بدون روح بداية؟!
- هذا غير ممكن.
- كيف هذا؟!
- أعلم لماذا تسألين لدي كل ذكريات.
- أذا أنتِ تعلمين ما أبحث عنه.
- لمياء هناك شيء غير عادي لدى ثائر وأنا أبحث في هذا الموضوع انتظري إجابتي.
- شكراً نيل.
- الأهم الآن أظن أن النهاية اقتربت.
- ماذا تعنين؟!
- هذا الشيطان موجود في مكان قريب جداً.
- هل تظنين أنه على الجزير؟!
- نعم أشعر بوجوده داخل الجزيرة.
- أظن حان الوقت.
- حان الوقت لماذا؟!
- يجب أن تتقني تعليم كل السحر في مدة قصيرة.
- كيف ذلك؟!
- لقد أغلقت المكان بأقوى سحر لم تستطيعين الخروج من هذا المكان حتى تتعلمين كل شيء.
- سأحاول.
كانت "نيل" تعلم حقيقة "ثائر" لأنه ساحرة قوية جداً، ولكنها أخفيت هذا الأمر وأغلقت حجرة السحر حتى تمنع تسرب الأخبار إلى الداخل يعيق تدريسي حتى أكمل التعليم من بدون عقبات.
بدأت مباشرةً في تدريسي وتعليمي كل شيء عن السحر؛ ورغم أنه أخذ وقت طويل استمر إلى اسبوع كامل دون الخروج أو دخول أحد حتى يطمئن على حالتي.
"ولكن بعد خروجي كنتِ شخص مختلف بكثير عما كنت".
"كنت أشعر بامتلاكي بقوة هائلة تسير في جميع أنحاء جسدي، تلك القوة تجعلني أشعر أن بإمكاني الطيران عالياً".
ولكن عند خروجي لم أجد "ثائر" ينتظرني وجدت "كران" فقط من يستقبلني اقتربت منه وسألته:
- أين ثائر؟
توتر "كران" وقال:
- كيف حالك الآن؟!
أغلقت عيناي وبحث بالسحر في القصر بأكمله ولكن لم أثر له؛ سحبت "كران" من ذراعه وسألته بصرامة :
- أين ثائر؟!
كنت مخيفة إلى درجة أن "كران" شعر بالخوف من طريقة في التحدث وارتعش جسمه وأجاب:
- ثائر هذا الحقير ابن الشيطان.
- ما الذي حدث في غيابي؟!
- هيا نجلس ونتحدث وسوف أحكي لكِ كل شيء.
جلسنا في غرفة الضيافة وبدأ "كران" في سرد ما حدث في غيابي هذا الأسبوع:
- بعد حبسك في حجرة السحر حاول ثائر أخرجك كثير ولكنه فشل ولكن.
- فجأة جاء ضيف غير مرغوب.
- من هذا الضيف.
- أنه الشيطان وأخبر ثائر أنه والده وأخذ وذهب.
- ماذا؟!
- كان يبدو على هذا الحقير أنه يعرف أن الشيطان والده.
- هذا لأن أليس أخبرته عن حقيقته.
- هل كنتِ تعلمين عن هذا الأمر؟!
- نعم كنت أعلم والآن يجب إنقاذ ثائر من هذا الشيطان.
- لماذا أن خائن؟!
- ثائر ليست خائن.
- كيف تبررين كذبه علينا؟!
- كان خائف من رد فعلنا عندما نعلم من الحقيقة.
- ولكني مازالت حزين من كذبه.
- ماذا فعلت عندما أخذه الشيطان؟!
- تركته يذهب.
- لماذا؟!
- لأنه من أراد الذهاب حتى لا يقترب ذلك الشيطان من حجرة السحر.
- إذا لنذهب نجلبه.
- لماذا نعرض أنفسنا للخطر من أجل شخص يكون ابن عدونا؟!
- لأن هذا الشيطان أن لم يستطيع قتلي سوف يقتل ثائر ويستولي على جسده إلى الآبد وروح ثائر سوف تختفي وتتلاشى.
- ماذا تعنين بذلك؟!
- ثائر تم تصميمه حتى يكون وعاءه الجديد ولم أعطيه الفرصة لتحقيق ذلك.
- هذا سيء جداً يجب الذهاب الآن وإنقاذ صديقي.
ذهبنا إلى حدود قصر الشيطان؛ ورغم السحر الجديد الذي امتلكه لم استطع دخول القصر حتى وجدت "أليس" تقف أمامي تخبرني:
- سوف أساعدك ولكن أوعدني مهما حدث سوف تنقذي ابني؟!
نظر إليه "كران" بحيرة وفضول وسألها:
- من هو ابنك؟!
نظرت إليه بجدية وثقة وأخبرتها:
- لا تقلقي أليس سوف انقذ ثائر حتى لو كلف ذلك حياتي لم أعطي الشيطان فرصة للفوز هذه المرة.
فزع "كران" وسألني:
- هل ثائر ابن أليس؟ ما الذي يحدث!
- سوف أخبرك كل شيء عندما ننتهي.
- لماذا أصبحت حياة هذا الرجل معقدة هكذا فجأة!
- كران أريد مساعدتك.
- ما الأمر؟
- سوف أدخل بمفردي وأريد منك الانتظار هنا وتفعيل تعويذة سحر الدم مع أليس.
سألت "أليس" بفضول:
- ما أمر هذه التعويذة؟!
- أنها من أجل حماية روح ثائر عندما أفشل سوف تنقذه التعويذة.
- حسنا أنا موافقة على المساعدة.
التفت ونظرت إلى "كران" تحظراً حتى لا يخبرها ما تعني هذه التعويذة، وأنها تعويذة تضحية تقدمها الأم المتصلة بالروح من أجل طفلها.
بعد فتح "أليس" أبواب القصر؛ دخلت ومنذ دخولي حتى وصولي إلى السجن الذي به "ثائر"، حاربت جميع الكائنات الغريبة التي أول مرة أقابلهم بالسحر الذي اكتسبه حديثاً.
عندما وصلت إلى "ثائر" وجدته فاقد الوعي متسلسل بالسلاسل الجديدة السميكة، اقتربت منه وبدأت في فك السلاسل بالسحر، ساعدة على علاج جروحه باستخدام يدي في إطلاق سحر يشفي الجروح.
عندما أفقد ساعدته على الوقوف وأثناء خروجنا وجدت الشيطان ينتظرنا ويقول:
- هل تعتقدِ أنكِ تستطيعين دخول وخروج مملكتي بسهولة؟!
حرك يديه وفجأة تغير المكان ووجدته أخذنا إلى قاعدة الحكم الخاصة به؛ كان القصر من الداخل يشبه الجحيم مصنوع من الحمم البركانية الجافة، وكان مقعده مصنوع من الحمم البركانية الملتهبة بطريقة سحرية مخيفة.
تحول إلى شكله الأصلي وجلس على مقعده بكل هيبة وقوة يقول:
- هل اعتقدتِ أنك تستطيعي خطفه بسهولة والهروب؟!
- من قال أني أريد أخذه والهروب؟!
- ماذا تعنين؟!
تركت "ثائر" يجلس يرتاح على الأرض؛ وقفت أمامه بشموخ باستخدام السحر الجديد الذي رفع جسدي في الهواء.
بدأت في تحريك يدي في حركات دائرية وعكسية أردد التعويذة القوية حتى سلسلة الشيطان بالسحر.
مع المحاربة التي طالت مدتها ساعة تقريباً فشلت في التغلب عليه حتى فجأة تحرك "ثائر" في أخر لحظة وقطع جرح كبير في ذراعه وقال:
- لمياء استخدمي دماء كي تقييده بسرعة.
كانت التعويذة التي يريدني تنفيذها خطيرة جداً وسوف تستخدم كل دماء جسده وتهلك روحه؛ ولكني لم أشعر بالخوف عليه لأني بالفعل أمنت حياته وربطها بحياة والدته أليس في الخارج.
لذا سحبت دماءه بالسحر وبدأت في تفعيل التعويذة؛ تفاجئ الشيطان من فعلي ذلك وقال:
- كيف تستخدمين دماءه بسهولة؟ اليس تحبيه!
- سوف أسجنك وتقييد بالجحيم حتى نهاية البشرة مهما يحدث.
- هل ستضحي بحياة من تحبي بسهولة؟!
- نعم وسوف أضحي بحياتي ايضاً أن لزم الأمر.
- هذا لم يحدث ابداً.
- انتظر وسوف ترى.
رغم كل محاولاته في الهروب فشل في ذلك؛ وعندما اقترب من النهاية ووجد "ثائر" مازال على قيد الحياة ومرهق فقد استوعب اني حميت حياة وانقذت لذا قال:
- لم أترك تعيشين حياة سعيدة.
في آخر لحظة قبل سجن الشيطان أطلق سحر قاتل على "ثائر" ولكن سحر الحماية التى وضعته "أليس" عليه حماية ومنع خروج روحه من جسده.
تم سجن الشيطان إلى الأبد وحماية "ثائر" وانقاذه من الهلاك، خرجنا من القصر قبل هلاكه؛ وعند خروجنا كانت "أليس" تلتقط أخر أنفاسها.
رفع ذراعها تجاه "ثائر" تنادي عليه وتقول:
- ثائر أنت بخير؟
- نعم أنا بخير ولكن ما يحدث معكِ؟ّ!
خفض "كران ولمياء" نظرهم في الأرض يشعرون بالإحراج من "ثائر" لما فعله في حق "أليس" حتى قالت أليس:
- لا تلومهم لقد طلبت منهم انقاذك مقابل روحي.
نظرت إلى "كران" أتساءل ما يحدث حتى قال "كران":
- لما استطع خدعها أخبرتها وهي وافقت على التعويذة ولكنها فشلت في حماية ثائر لذا استخدمنا سحرها الأبدي مقابل إنقاذ حياته.
كانت المرة الأولى التي شعرت بالأسى عليها بسبب كل ما فعلته في الماضي كنت أشعر أنها لا تستحق الحياة.
ولكنها الآن بادلت روحها البداية مع روح "ثائر" الشيطانية كيف أكرهها مع التضحية الكبيرة التي قدمتها.
ركعت بجوار جسدها وأخبرتها:
- شكراً أليس على التضحية الكبيرة التي قدمتها.
- لا تشكرني لم أفعل ذلك لنيل المغفرة كانت لإنقاذ هذا الكائن الجميل الذي لم استطيع قديم له طفولة جميلة ولكني الآن أقدم له مستقبل مشرق.
كان "ثائر" يضمها إلى حضنه بقوة ممسكاً يدها يمنع دموعه من السقوط حتى أخبرته:
- ثائر توقف عن العناد ووعدها وأخبرها بحقيقة مشاعرك التي تخفيها داخل قلبك.
نظر إليِ نظرات شكر وامتنان وضغط على كف يد "أليس" بقوة وقال وهو ينظر في عينيها:
- شكر لكِ على كل شيء فعلته من أجلي والآن لم أعد غاضب لأنك أمي لأني سعيد لمقابلتك وتسامر معك أغلبية الأوقات كنت شخص جيد معي.
"ماتت أليس وتلاشى جسدها مع الرياح وانتهت لعنة المستذئبين مع موتها بعد إنهاء الأمر وألغى اللعنة عدت مع ثائر إلى منزلنا في القاهرة وعشنا جميع في سعادة أبدية مع من نحب"