الفصلالسادسعشر
الفصل السادس عشر
........................
لذة العشق جنونه........لوعته
وللجنون ضريبة وهى وحدها دفعت ثمن جنونه عاد ليلقى بها فى غيابات الضياع من جديد
ضاعت ......تركته
اختفت من حياته
اختفت ابتسامته عاد لحياته دونها ولكنها عودة قاسية وعدها أنها له
وعدها أنه أمانها
أحبها.........عشقها خرجت من بيته مطعونة فى شرفها وهو السبب هو من جعل سمر تخوض فى شرفها فعلته مجنونة وهى وحدها دفعت ثمن جنونه
عشق لم يمر به من قبل وها هى تركته لحزنه من بعدها
عشرة أيام وهو لايكف عن البحث عنها فى كل مكان ترك بيته وحياته صلته بالبيت انقطعت مجرد مكان للمبيت فقط
ورقية حزينة متألمة لما يحدث فى بيتها
قلبها مشفق على أبناؤها
جاسم الذى تراه يموت بالبطئ منذ رحيل همس
فريدة التى صدمتها بخبر حملها
متى عادت إليه؟
أين كانت هى ؟
ومروان الصامت دائما يراقب فقط دون تدخل والأغرب أنه بات كارها لزوجته يترك غرفته ليلا ويذهب لغرفة أخيه يشاركه سريره وجاسم لايلومه لم يتحدث إليه بشأن ماحدث من زوجته
فالكلمات ماتت حروفها على شفتيه كماقُتلت ابتسامته منذغيابها
...............
ساعات يقضيها بغرفة مكتبه مانعا أى مقابلة ملقى بكل أعباء مكتبه على كتف ياسين وحورية التى تموت قهرا على ماحدث له ولهمس كل شئ أصبح باهت.........ممل
روحه باردة كئيبة
حتى مزاحها معه لم يعد يلقى صداه منه
دخلت مريم المكتب عليها منادية لتخرجها من شرودها:ازيك ياحورية
ابعدت عيناها عن الورق لتبتسم مرحبة:أهلا يامريم
- جاسم موجود
- اه طبعا موجود هيروح فين ؟
انتفضت مريم غاضبة:يروح يدور على همس يعنى يسيبها تمشى وفى الآخر قاعد فى مكتبه مستريح ومش هاين عليه يدور عليها
قامت حورية نحوها معاتبة:لا يامريم متظلميش جاسم......والله ده مش سايب مكان ولا حد يعرفه غير وبيسأل عليها عنده أنتى متعرفيش جاسم بيحب همس ازاى ده هيتجنن عليها
- أنا مش محتاج دفاعك ياحورية
ونظرة حانقة من مريم نحو جاسم الذى يقف أمام باب غرفة مكتبه لاتنكر أنها تشفق عليه هيئته اختلفت كثيرا لحيته طالت عيناه ذابلة كمن جفاه النوم وعصاه متهدل الكتفين مرهق الجسد والقلب منذ غيابها
تقدمت نحوه بحركة سريعة كأنها تنوى الاعتراك معه لكنه آعطاها ظهره متجها للداخل لتتبعه دون كلمة تحرك متجها لكرسيه وظلت هى فى مكانها منتظرة أن يتحدث
رفع عينيه إليه مبتسما بتهكم:خايفة عليها أكتر منى يامريم
جلست أمامه غاضبة وصوتها يكاد يصل لصراخ :اللى مجننى أنى عارفة أنت بتحبها ازاى بس ليه ساكت ........إزاى مع كل علاقاتك ومعارفك مقدرتش توصل لمكانها.......أنا مش عارفة عاملة ايه دلوقتي
خايفة عليها يا جاسم
خايفة يجرالها حاجة دى متعرفش حد ممكن تلجأله
هو ليس بحاجة لتذكره هو أدرى الكل بها
هى لاتعلم كيف يقضى ليله
لاتعلم أنه يقضى ليله فى البحث عنها فى الشوارع ونهاره فى زيارة لمعارفه فى أقسام الشرطة على أمل أن يجدها أحدهم ولا أمل
لافائدة
- مفيش حد فى العالم ده كله ممكن يخاف عليها ولا يموت من القلق عليها زى خوفى وقلقى عليها يا مريم..........
انتفض من مكانه نحو النافذة صارخا بيأس :أنا طول الليل بدور عليها ........مش عارف أنام ولا أعيش بالليل بدور عليها وبالنهار بدور فى الأقسام لو حد لاقاها ومش قادر أوصلها تعبت يا مريم تعبت من خوفى تعبت من عجزى أنى أوصل لطريقها
نظرت إليه بحيرة ممزوجة بشفقة قامت نحوه مربتة على كتفه :متزعلش مني يا جاسم أنا زيك خايفة عليها تعرف لو كانت فاكرة حاجة ولا تعرف حد كنت هستريح
التف إليها مؤكدا حديثها:وده اللى مخوفنى أكتر دى متعرفش غيرى وغيرك ممكن تكون راحت فين أنا دماغى هتنفجر مش قادر افكر مش قادر انسى انى السبب فى كل ده ازاى مجاش فى بالى ان سمر ممكن تشوفنى
وازاى هى حقيرة أوى كده بس أرجع وأقول دى غلطتى أنا ولازم أصلحها
..................
لا أحد يتغير فجأة من النفس للنفس
كل مافى الأمر أننا فى لحظة ما ......نغلق عين القلب ونفتح عين العقل فنرى بعيوننا حقائق لم تكن تراها قلوبنا
(جبران خليل جبران)
وهو صمت بما فيه الكفاية
تغاضى عن مشاكلها وأخطاءها المتعددة فى حق أهله كان دائما سلبيا فى مواجهتها كان يعتقد أنه يكفى نفسه أعباء حياة زوجية وفرح كثيرا أنها وافقت على الزواج والإقامة في بيت عائلته ولكنه لم يكن يعلم أنه وضع حاله فى دوامة عنيفة لاتنتهى هى لا تكف ولا تمل عن إثارة المشاكل ولكن إلى هنا وضعفت المقاومة
ذاب الجليد التى عاش على أطلاله عندما كانت تسيئ لفريدة كان يدافع عنها أمام الجميع وعندما يغلق باب غرفتهم يصرخ بها ......يزعق ويهدد وهى لا يهمها الأمر تعرف أنها زوبعة غاضبة ستمر حتما مع أول قبلة على وجنته معتذرة عما فعلته ولكن الأمور خرجت عن السيطرة لم يعد يتحمل
إهانتها لجاسم وهمس وطعنها لشرف همس الذى لم يجد منها ما يجعله يصدق زوجته والكيل فاض كان يرى أن تركه لغرفته سيجعلها تغير من حالها ولكنه كان مخطئا هى لم ولن تغير من حالها أفاق اليوم على صوتها تتشاجر مع رقية لم يعد يريد معرفة السبب يكفى مافعلته هبط درجات السلم سريعا غاضبا حتما سيقتلها ولكنه رأته قادم فافتعلت البكاء مشيرة لرقية:تعالى يا مروان شوف ماما رقية بتتخانق معايا عشان الست همس .....وأنا يعنى كنت أعرف منين أن فريدة هى اللى حامل مع انى معرفش هى حامل ازاى من عمر مش كانوا متخانقين يبقى ازاى بقى
إلا الآن وكفى لن يتحمل إهانة لشقيقته .....لن يتحمل أن تتطعنها هى الأخرى فى شرفها
ورده صفعة.......صفعة لم تتخيل للحظة أن تنالها منه
حتى رقية اندهشت لم تصدق ما يحدث لم تعلق بات صوتها محبوس بحلقها وهى تراه يزيد من صفعاته وصراخ سمر يعلو ويعلو ولكنها تحركت حائلة بينهما صارخة به :كفاية يامروان .........كفاية كده
وقف أمامها لاهثا من فرط انفعاله :سيبينى أقتلها أنا خلاص مش قادر استحمل وجودها أكتر من كده .......مش طايق أشوفها مش عاوزها .........اطلعى بره يا سمر اطلعى من هنا أنتى إيه شيطان سيبتى همس وجاسم دلوقتى الدور على فريدة لا بقى كده كفاية
ورقية متعجبة ولكن لايوجد مجال للتعجب الآن دفعته بعيدا عن سمر التى وقفت خلفها تحتمى بها: كفاية بقى يامروان ........كفاية فضايح
أشار لها غاضبا وجهه محتقن :هى السبب فى كل اللى بيحصل أنا خلاص مش عاوز أشوف وشها تانى
رفع إصبعه مهدداً:اسمعى تأخدى نفسك وعلى بيت أهلك ومترجعيش هنا تانى إلا لو أنا فكرت أرجعك أودامك فرصة تقعدى مع نفسك تفكرى كويس فى كل اللى بتعمليه وعملتيه قبل كده .......أنا هكلم أبوكى عشان يأخدك يربيكى كويس
لم تصدق ماتسمعه مروان تمرد ........سحرها عليه بطُل مفعوله إغوائها لم يعد يجدى معه
تحركت من مكانها بعصبية تصرخ به:أنا هخرج فعلا بس مش راجعة تانى يا مروان أنا هخليك تيجى وتبوس إيدى عشان أرجعلك
اتجه خلفها ساخرا:ده أنتى بتحلمى مش عاوزة ترجعى ........روحى فى ستين داهية وأنا اتجوز واحدة أحسن منك واحدة مش عايشة تأذى فى خلق الله وبس
تركته بعد آخر كلمة نحو غرفتها لترحل من البيت
نظر لرقية التى تقف صامتة تستمع لحديثه ووجهها مبهم التعبيرات :إيه يا ماما ساكتة ليه
- عاوزنى أقولك إيه بالظبط أقولك بلاش كده حرام خراب البيوت.........ولا أقولك أنت كنت فين من زمان كنت أخرس وأعمى ليه......ليه كنت ساكت على كل اللى بتعمله وسايبها طايحة فينا كلنا مش هاممها حد ولا حد عارف يقف قصادها وأنا اللى غلطانة مش أنت كان لازم أرفض أنك تعيش معايا هنا من الأول أنا سكت وكنت بقول معلش أهى زى بنتى ويمكن لما تقرب مننا تتحسن وأسلوبها يتغير بس الطبع بيغلب التطبع يا مروان
تنهدت بتعب وإرهاق من كثرة الجدال :مروان أعمل اللى تعمله حياتك وأنت حر فيها بس اعمل حسابك تدور على شقة تعيش فيها أنت ومراتك .......ده لو ناوى تكمل معاها أنا خلاص مش هستحمل مصايب منها تانى
....................
عمله مهلك لا جسديا فحسب لكنه مهلك نفسيا مجبور أن يعمل فى نفس الوقت الذى يبحث فيه عن همس يعرفها قوية عنيدة متشبثة برأيها دائما ودائما ما تدفع ثمنا لعنادها وتصلب رأيها وها هو منذ اختفائها وهو يبحث عنها فى كل مكان يمكن أن تذهب إليه أو يكون له صلة بها
ولا جديد
ولا أمل
عدى أنا جعان هطلب غداء تأكل معايا
ابتسم بهدوء لمصطفى زميله مشاكسا:أنت على طول جعان كده يامصطفى
جلس مصطفى يمسح وجهه المتعرق من أثر مجهوده فى صعود السلم :ياعم إيه فايدة الحياة إلا وأنا بتتمتع كده بالأكل وما لذ وطاب ده الأكل متعة ياابنى متعة
ضحك عدى مستغربا :للدرجة دى يامصطفى طيب يا سيدى تعالى واعزمك على أكلة كباب وكفتة
هز مصطفى رأسه بحزن :آخر مرة كلته كان مع همس ربنا يردها بخير
عقد عدى حاجبيه مندهشا:مع همس .......إمتى الكلام ده
- قبل ما تختفى بيوم
- ازاى........يعنى كنت تعرف هى كانت رايحة فين
أؤما برأسه نافيا:لا طبعا أنت مش عارف همس ودماغها الناشفة هى بس طلبت منى شوية حاجات وجت خدتهم
ابتسم وهو يتذكر تلك الليلة التى كانت آخر لقاء له مع همس كان يدخل بيته ليلا بعد انتهائه من عمله فى أحد استديوهات التصوير كاد أن يرفع قدمه صاعدا السلم فؤجى بمن يمسك بكتفه فجأة ارتعد جسده وهو يلتف بحذر نحو الواقف خلفه ليجدها همس تزعق به:إيه يا أستاذ التأخير ده كله أنا بقالى ساعة بستناك
زعق بها منتفضا بغضب:يا شيخة حرام عليكى قطعتى عنى الخلف
ضحكت وهى تضرب كتفه مازحة:أنت اتجوزت من ورايا ياصاصا ولا إيه بالظبط
- يا شيخة اتنيلى اتجوز منين ده أنا على الحديدة واحتمال أبيع الحديدة قريب
- بقولك ايه سيبك من كل ده جبت الحاجة اللى طلبتها منك
- كله تمام يا باشا استنى بس اطلع اجيبها من فوق واتعشى وأنزلك حالا
صرخت به رافعة إصبعها فى وجهه:أنت لسه عاوز تتعشى وأنا هفضل واقفة هنا مستنية لحد ما حضرتك تتكرم عليا وتنزل ......لا أنت تتطلع تجيب الحاجة وبسرعة
- نعم ياأختى أنا جعان ولما بجوع بتهور
هزت رأسها بيأس:خلاص هات الحاجة وتعالى أعشيك
ضحك بفرحة:الله الله كده بقى تعشينى كباب وكفتة ده أنا هفتان ياأختى
..............
جلست أمامه تفحص بعض الأشياء التي طلبتها منه وهو يتناول عشاؤه بنهم ولكنه ظل يتحدث إليها رغم انشغاله بتناول العشاء:نفسى أعرف أنتى هتعملى إيه بالحاجات دى :باروكة ولبس شكله استغفر الله أسود ومنيل وحاجات كده مش فاهمها .........لتكونى ناوية تنحرفى لاسمح الله
نظرت إليه بتهكم :لم لسانك إيه أنحرف دى ثم يا أستاذ مصطفى أنت عارف أنا مش بحب حد يعرف أنا بعمل إيه غير لما أخلص
- ما هو ده اللى مجننى ده أنا ديما معاكى وشغلنا واحد يبقى فى إيه مخبياه عليا
وضعت يدها فى حقيبتها لتخرج مسدس صغير رفعته أمامه وهو يتناول الطعام جعلته يتوقف واتسعت عيناه ذهولا وتوقف الطعام فى حلقه فامسك بكوب مياه بجواره ابتلعه سريعا حتى كاد أن يختنق وضعه بارتعاش وهو ينظر للمسدس الذى بيدها :إيه ده يا همس
نظرت للمسدس ببساطة مجيبة:إيه مسدس أول مرة تشوف مسدس
- لا طبعا مش أول مرة أشوف مسدس بس هو ده حقيقى ده مسدس بجد ولا لعبة
- لعبة إيه يامصطفى ما تجمد كده مسدس حقيقى طبعا ومتعمر كمان
نظر حوله مرتعشا خشية أن يراهم أحد ولكن وجد الكل منشغل بحاله فعاد إليها غاضبا:يخرب بيتك ..........أنا قلت لأمى موتى على إيد همس مكنتش مصدقانى ........أنا عارف أنتى مش هتستريحى غير لما تخلصى عليا صح ياهمس ......أنا كان مالى ومالك أنا هعتزل الشغل خالص هبطل تصوير أصلا ولا بلاش أنا هروح أصور فى الأفراح وخلاص مالى أنا ومال شغل المسدسات والأكشن ده ....
عاد يصرخ بها :هتموتينى ناقص عمر
صاحت به مستنكرة :فى إيه يا ابنى هتفضحنا......المسدس ده مجرد حماية يا مصطفى مش أكتر
- أهاااا حماية من مين بقى ماتقولى يا بنتى عشان لو جرالك حاجة أقول ياعينى كانت بتخدم مصر وماتت شهيدة واسمعك السلام الوطنى وأنتى محمولة على الأكتاف وملفوفة بعلم مصر ويا حبيبتى يا مصر
كتمت ضحكتها بشدة:حرام عليك بطل هزارك ده وخلينا في الجد بكره لو رجعت من المشوار اللى رايحاه هتعرف وقتها أنا كنت فين ولو مرجعتش ابقى ساعتها اقرا الفاتحة عليا ولفنى بعلم مصر وقول ماتت شهيدة مصر ويا حبيبتى يا مصر
...........
يعنى أنت برضه مقدرتش توصل معاها لحاجة
- أبدا مقدرتش أعرف منها أى حاجة بس حكاية المسدس ده فيها إن
- كابتن مراد هو كمان قالى على حكاية المسدس ده وأنا تعبت من كتر اللف والدوران على أى حاجة أو أى خيط يوصلنى ليها
................
مكالمة هاتفية جعلتها تنتفض من مكانها متجهة لمكتب جاسم باكية :جاسم أنا لازم أمشى أمى تعبانة أوى
قام نحوها قلقا:طيب ياحورية استنى أنا هطلب دكتور ونروح سوا
- لا متقلقش جيراننا خلاص طلبوا الدكتور وهو عندها دلوقتى ...........أنا هسيب وفاء مكانى لحد لما أرجع
- لا ياحورية روحى اطمنى عليها وخليكى جنبها النهاردة ولو الأمر احتاج خدى أجازة كام يوم لحد ما تطمنى عليها
- مش عارفة يا جاسم أنا هروح اطمن عليها وبعدين أشوف إذا كانت محتاجانى ولا لا
تركته حورية وعاد هو لعمله محاولا تصفية ذهنه ولكنها دائما أمامه صورتها لا تفارق عقله وقلبه قام نحو نافذة غرفته عيناه تراقب الشارع ككل ليلة عسى أن تمر من أمامه عسى أن تعود نظر ناحية البحر يتذكر ليلة تركها بيت مريم ورحيلها معه يتذكر كم كانت حزينة شاردة لكنها فى عيناه جميلة ..........دافئة
دفئت قلبه فى عز ليلة شتاء باردة
نفص رأسه من ذكراه واتجه لمكتبه متناولا مفاتيحه وهاتفه متجها لبيت حورية لزيارة والدتها المريضة
..............
وقف أمام الباب طارقا إياه حتى وجد الباب يُفتح رفع رأسه معتقدا أن حورية هى من فتحت الباب ولكن ........كانت أخرى كانت هى
لم يصدق عيناه وهو يراها أمامه نسى كيف أتى
نسى لما أتى
تذكرها هى رأها متجسدة أمامه تقف ناظرة إليه باشتياق لم تخطئه عيناه انتفض صارخا بفرحة وهو يقترب منها ممسكا بوجهها ليتأكد أنها هى وليست حلم كما اعتقد
همس ..........أنتى همس صح
أمسكت بكفيه اللذان يمسكان بوجنتها مبتسمة :أيوه يا جاسم أنا همس أودامك أهو
ضغط على وجهها بقوة لايصدق أنه وجدها أخيرا
كنتى فين .......عملتى فيا كده ليه حرمتينى منك ليه يا حبيبتى أهون عليكى كل ده
أنا كنت بموت من قلقى عليكى ........أنا مكنتش عارف أنام مش عارف أعيش وأنتى مش معايا وحشتينى ...........وحشتيني أوى
ابتسمت بفرحة للقاءه :سامحنى ....... أنا بعدت عشانك أنت كان غصب عني والله بس أنا مش هفضل واقفة اتفرج عليك وأنت بتقف أودام عمو أحمد بسببى هو كان عنده يا جاسم أنا فعلا كان لازم أمشى كفاية اللى حصل لحد دلوقتى
نظر حوله فجأة كأنه اكتشف الأن أنها تقيم مع حورية
ابعد كفيه عن وجهها متسائلا:يعنى أنتى قاعدة عند حورية من ساعة ما سيبتى البيت
ابتعدت عنه تفرك كفيها بقلق ماذا سيفعل مع حورية الآن حورية فى نظره خدعته طوال الفترة الماضية وهى تعلم كيف كان يموت قهرا وقلقا عليها وهى ظلت صامتة تراقبه دون أن تخبره أنها معها
صاح بهمس غاضبا:يعنى أنتى كنتى هنا الفترة اللى فاتت دى كلها وحورية سيبانى وشايفة حالتى وساكتة
رأى حورية تخرج من غرفة والدتها اتسعت عيناها مصدومة عندما رأت جاسم أمامها ووجهه لا يبشر بالخير أبدا
جاسم .......إيه الزيارة الحلوة دى نورت
تجاهل ترحيبها واتجه نحوها غاضبا:بقى أنتى اللى تعملى فيا كده يا حورية ده أنتى أكتر حد قريب منى وعارفة خوفى وقلقى عليها كنت شيفانى بموت ازاى وانا زى العاجز مش عارف أوصلها إزاى قدرتى تسكتى
اتجهت همس نحوه :جاسم حورية ملهاش ذنب أنا اللى طلبت منها تعمل كده .........ولو أنت مجتش دلوقتي مكنتش هتعرف مكانى وده لمصلحتك أنت
التف إليها تاركا حورية التى هربت من أمامه
ليه كده يا همس ليه تعملى فيا كده
- عشانك يا جاسم........أنا مش هفضل واقفة بتفرج عليك وأنت بتخسر كل حاجة بسببى
- وأنا ببعدك عنى مش هخسر ........بابا وأنتى عارفة عصبيته كان سببها إيه خلاص هو عرف أن فريدة هى اللى حامل مش أنتى وعارف سمر الشيطانة ومصايبها
يبقى تسيبى البيت ليه .........تسيبينى ليه أنا كل يوم كنت بموت وأنا مش عارف مكانك ولا قادر أوصلك وحورية شايفة وساكتة وأنتى قاعدة هنا ولا على بالك
نظرت له بغضب :أنا مش على بالي يا جاسم لا طبعا أنا كنت عارفة وحاسة بيك أوى بس أنا كان لازم أفضل بعيد وأنت كان لازم تنسانى لازم تعيش حياتك مع واحدة مفيش وراها مشاكل ولا هتسببلك مشكلة مع أهلك
ظل يستمع إليها دون تغيير فى ملامح وجهه الثابتة الهادئة :وأنتى بقى شايفة أن كده فى مصلحتى .........اسمعينى بقى ومن الآخر هتدخلى دلوقتي بهدوء تلبسى هدومك وتيجى معايا على البيت وحالا ياهمس
- لا يا جاسم أنا مش همشى من هنا
تعجب من رفضها فاقترب قائلا:همس .......معقولة مش عاوزة ترجعى معايا ......مش عاوزانى
أسرعت قائلة:غصب عنى والله غصب عنى يا جاسم عشانك أنت عشان متخسرش بسببى
- أنا مستعد أخسر عمرى ونكون مع بعض قولتلك بحبك وهتجوزك وبرضاكى أو غصب عنك هتجوزك ياهمس وهتروحى معايا ودلوقتى ومفيش اعتراض يا همس
- جاسم أنا ......
- مفيش كلمة تانية ياهمس
- لا يا جاسم مش همشى معاك
أمسك ذراعها بقوة متجها نحو إحدى الغرف :البسى هدومك وبسرعة أ ودامك عشر دقايق وتكونى جاهزة
ما تسيبها يا جاسم ما هى قاعدة معايا مونسانى
التف لحورية التى تقف خلفه فاقترب منها غاضبا :أنتى تسكتى خالص ده أنتى حسابك معايا ملوش آخر
- ياعم اسكت بقى يعنى الحق عليا أنى حافظت عليها
التف لهمس قائلا بصوت عالى :أنا مستنيكى تحت
............................
صورة كبيرة نشرت فى أحد مواقع التواصل الإجتماعي
(البنت دى موجودة فى اسكندرية اللى يعرف أهلها يبلغنا ضرورى )
وسيف رأها صورة همس ........هى همس
أسرع ناحية غرفة والديه يطرق الباب بشدة وبعنف فتح يوسف الباب بقلق ليجده :فى إيه ياسيف
لقيت همس يا بابا لقيت همس
*************
........................
لذة العشق جنونه........لوعته
وللجنون ضريبة وهى وحدها دفعت ثمن جنونه عاد ليلقى بها فى غيابات الضياع من جديد
ضاعت ......تركته
اختفت من حياته
اختفت ابتسامته عاد لحياته دونها ولكنها عودة قاسية وعدها أنها له
وعدها أنه أمانها
أحبها.........عشقها خرجت من بيته مطعونة فى شرفها وهو السبب هو من جعل سمر تخوض فى شرفها فعلته مجنونة وهى وحدها دفعت ثمن جنونه
عشق لم يمر به من قبل وها هى تركته لحزنه من بعدها
عشرة أيام وهو لايكف عن البحث عنها فى كل مكان ترك بيته وحياته صلته بالبيت انقطعت مجرد مكان للمبيت فقط
ورقية حزينة متألمة لما يحدث فى بيتها
قلبها مشفق على أبناؤها
جاسم الذى تراه يموت بالبطئ منذ رحيل همس
فريدة التى صدمتها بخبر حملها
متى عادت إليه؟
أين كانت هى ؟
ومروان الصامت دائما يراقب فقط دون تدخل والأغرب أنه بات كارها لزوجته يترك غرفته ليلا ويذهب لغرفة أخيه يشاركه سريره وجاسم لايلومه لم يتحدث إليه بشأن ماحدث من زوجته
فالكلمات ماتت حروفها على شفتيه كماقُتلت ابتسامته منذغيابها
...............
ساعات يقضيها بغرفة مكتبه مانعا أى مقابلة ملقى بكل أعباء مكتبه على كتف ياسين وحورية التى تموت قهرا على ماحدث له ولهمس كل شئ أصبح باهت.........ممل
روحه باردة كئيبة
حتى مزاحها معه لم يعد يلقى صداه منه
دخلت مريم المكتب عليها منادية لتخرجها من شرودها:ازيك ياحورية
ابعدت عيناها عن الورق لتبتسم مرحبة:أهلا يامريم
- جاسم موجود
- اه طبعا موجود هيروح فين ؟
انتفضت مريم غاضبة:يروح يدور على همس يعنى يسيبها تمشى وفى الآخر قاعد فى مكتبه مستريح ومش هاين عليه يدور عليها
قامت حورية نحوها معاتبة:لا يامريم متظلميش جاسم......والله ده مش سايب مكان ولا حد يعرفه غير وبيسأل عليها عنده أنتى متعرفيش جاسم بيحب همس ازاى ده هيتجنن عليها
- أنا مش محتاج دفاعك ياحورية
ونظرة حانقة من مريم نحو جاسم الذى يقف أمام باب غرفة مكتبه لاتنكر أنها تشفق عليه هيئته اختلفت كثيرا لحيته طالت عيناه ذابلة كمن جفاه النوم وعصاه متهدل الكتفين مرهق الجسد والقلب منذ غيابها
تقدمت نحوه بحركة سريعة كأنها تنوى الاعتراك معه لكنه آعطاها ظهره متجها للداخل لتتبعه دون كلمة تحرك متجها لكرسيه وظلت هى فى مكانها منتظرة أن يتحدث
رفع عينيه إليه مبتسما بتهكم:خايفة عليها أكتر منى يامريم
جلست أمامه غاضبة وصوتها يكاد يصل لصراخ :اللى مجننى أنى عارفة أنت بتحبها ازاى بس ليه ساكت ........إزاى مع كل علاقاتك ومعارفك مقدرتش توصل لمكانها.......أنا مش عارفة عاملة ايه دلوقتي
خايفة عليها يا جاسم
خايفة يجرالها حاجة دى متعرفش حد ممكن تلجأله
هو ليس بحاجة لتذكره هو أدرى الكل بها
هى لاتعلم كيف يقضى ليله
لاتعلم أنه يقضى ليله فى البحث عنها فى الشوارع ونهاره فى زيارة لمعارفه فى أقسام الشرطة على أمل أن يجدها أحدهم ولا أمل
لافائدة
- مفيش حد فى العالم ده كله ممكن يخاف عليها ولا يموت من القلق عليها زى خوفى وقلقى عليها يا مريم..........
انتفض من مكانه نحو النافذة صارخا بيأس :أنا طول الليل بدور عليها ........مش عارف أنام ولا أعيش بالليل بدور عليها وبالنهار بدور فى الأقسام لو حد لاقاها ومش قادر أوصلها تعبت يا مريم تعبت من خوفى تعبت من عجزى أنى أوصل لطريقها
نظرت إليه بحيرة ممزوجة بشفقة قامت نحوه مربتة على كتفه :متزعلش مني يا جاسم أنا زيك خايفة عليها تعرف لو كانت فاكرة حاجة ولا تعرف حد كنت هستريح
التف إليها مؤكدا حديثها:وده اللى مخوفنى أكتر دى متعرفش غيرى وغيرك ممكن تكون راحت فين أنا دماغى هتنفجر مش قادر افكر مش قادر انسى انى السبب فى كل ده ازاى مجاش فى بالى ان سمر ممكن تشوفنى
وازاى هى حقيرة أوى كده بس أرجع وأقول دى غلطتى أنا ولازم أصلحها
..................
لا أحد يتغير فجأة من النفس للنفس
كل مافى الأمر أننا فى لحظة ما ......نغلق عين القلب ونفتح عين العقل فنرى بعيوننا حقائق لم تكن تراها قلوبنا
(جبران خليل جبران)
وهو صمت بما فيه الكفاية
تغاضى عن مشاكلها وأخطاءها المتعددة فى حق أهله كان دائما سلبيا فى مواجهتها كان يعتقد أنه يكفى نفسه أعباء حياة زوجية وفرح كثيرا أنها وافقت على الزواج والإقامة في بيت عائلته ولكنه لم يكن يعلم أنه وضع حاله فى دوامة عنيفة لاتنتهى هى لا تكف ولا تمل عن إثارة المشاكل ولكن إلى هنا وضعفت المقاومة
ذاب الجليد التى عاش على أطلاله عندما كانت تسيئ لفريدة كان يدافع عنها أمام الجميع وعندما يغلق باب غرفتهم يصرخ بها ......يزعق ويهدد وهى لا يهمها الأمر تعرف أنها زوبعة غاضبة ستمر حتما مع أول قبلة على وجنته معتذرة عما فعلته ولكن الأمور خرجت عن السيطرة لم يعد يتحمل
إهانتها لجاسم وهمس وطعنها لشرف همس الذى لم يجد منها ما يجعله يصدق زوجته والكيل فاض كان يرى أن تركه لغرفته سيجعلها تغير من حالها ولكنه كان مخطئا هى لم ولن تغير من حالها أفاق اليوم على صوتها تتشاجر مع رقية لم يعد يريد معرفة السبب يكفى مافعلته هبط درجات السلم سريعا غاضبا حتما سيقتلها ولكنه رأته قادم فافتعلت البكاء مشيرة لرقية:تعالى يا مروان شوف ماما رقية بتتخانق معايا عشان الست همس .....وأنا يعنى كنت أعرف منين أن فريدة هى اللى حامل مع انى معرفش هى حامل ازاى من عمر مش كانوا متخانقين يبقى ازاى بقى
إلا الآن وكفى لن يتحمل إهانة لشقيقته .....لن يتحمل أن تتطعنها هى الأخرى فى شرفها
ورده صفعة.......صفعة لم تتخيل للحظة أن تنالها منه
حتى رقية اندهشت لم تصدق ما يحدث لم تعلق بات صوتها محبوس بحلقها وهى تراه يزيد من صفعاته وصراخ سمر يعلو ويعلو ولكنها تحركت حائلة بينهما صارخة به :كفاية يامروان .........كفاية كده
وقف أمامها لاهثا من فرط انفعاله :سيبينى أقتلها أنا خلاص مش قادر استحمل وجودها أكتر من كده .......مش طايق أشوفها مش عاوزها .........اطلعى بره يا سمر اطلعى من هنا أنتى إيه شيطان سيبتى همس وجاسم دلوقتى الدور على فريدة لا بقى كده كفاية
ورقية متعجبة ولكن لايوجد مجال للتعجب الآن دفعته بعيدا عن سمر التى وقفت خلفها تحتمى بها: كفاية بقى يامروان ........كفاية فضايح
أشار لها غاضبا وجهه محتقن :هى السبب فى كل اللى بيحصل أنا خلاص مش عاوز أشوف وشها تانى
رفع إصبعه مهدداً:اسمعى تأخدى نفسك وعلى بيت أهلك ومترجعيش هنا تانى إلا لو أنا فكرت أرجعك أودامك فرصة تقعدى مع نفسك تفكرى كويس فى كل اللى بتعمليه وعملتيه قبل كده .......أنا هكلم أبوكى عشان يأخدك يربيكى كويس
لم تصدق ماتسمعه مروان تمرد ........سحرها عليه بطُل مفعوله إغوائها لم يعد يجدى معه
تحركت من مكانها بعصبية تصرخ به:أنا هخرج فعلا بس مش راجعة تانى يا مروان أنا هخليك تيجى وتبوس إيدى عشان أرجعلك
اتجه خلفها ساخرا:ده أنتى بتحلمى مش عاوزة ترجعى ........روحى فى ستين داهية وأنا اتجوز واحدة أحسن منك واحدة مش عايشة تأذى فى خلق الله وبس
تركته بعد آخر كلمة نحو غرفتها لترحل من البيت
نظر لرقية التى تقف صامتة تستمع لحديثه ووجهها مبهم التعبيرات :إيه يا ماما ساكتة ليه
- عاوزنى أقولك إيه بالظبط أقولك بلاش كده حرام خراب البيوت.........ولا أقولك أنت كنت فين من زمان كنت أخرس وأعمى ليه......ليه كنت ساكت على كل اللى بتعمله وسايبها طايحة فينا كلنا مش هاممها حد ولا حد عارف يقف قصادها وأنا اللى غلطانة مش أنت كان لازم أرفض أنك تعيش معايا هنا من الأول أنا سكت وكنت بقول معلش أهى زى بنتى ويمكن لما تقرب مننا تتحسن وأسلوبها يتغير بس الطبع بيغلب التطبع يا مروان
تنهدت بتعب وإرهاق من كثرة الجدال :مروان أعمل اللى تعمله حياتك وأنت حر فيها بس اعمل حسابك تدور على شقة تعيش فيها أنت ومراتك .......ده لو ناوى تكمل معاها أنا خلاص مش هستحمل مصايب منها تانى
....................
عمله مهلك لا جسديا فحسب لكنه مهلك نفسيا مجبور أن يعمل فى نفس الوقت الذى يبحث فيه عن همس يعرفها قوية عنيدة متشبثة برأيها دائما ودائما ما تدفع ثمنا لعنادها وتصلب رأيها وها هو منذ اختفائها وهو يبحث عنها فى كل مكان يمكن أن تذهب إليه أو يكون له صلة بها
ولا جديد
ولا أمل
عدى أنا جعان هطلب غداء تأكل معايا
ابتسم بهدوء لمصطفى زميله مشاكسا:أنت على طول جعان كده يامصطفى
جلس مصطفى يمسح وجهه المتعرق من أثر مجهوده فى صعود السلم :ياعم إيه فايدة الحياة إلا وأنا بتتمتع كده بالأكل وما لذ وطاب ده الأكل متعة ياابنى متعة
ضحك عدى مستغربا :للدرجة دى يامصطفى طيب يا سيدى تعالى واعزمك على أكلة كباب وكفتة
هز مصطفى رأسه بحزن :آخر مرة كلته كان مع همس ربنا يردها بخير
عقد عدى حاجبيه مندهشا:مع همس .......إمتى الكلام ده
- قبل ما تختفى بيوم
- ازاى........يعنى كنت تعرف هى كانت رايحة فين
أؤما برأسه نافيا:لا طبعا أنت مش عارف همس ودماغها الناشفة هى بس طلبت منى شوية حاجات وجت خدتهم
ابتسم وهو يتذكر تلك الليلة التى كانت آخر لقاء له مع همس كان يدخل بيته ليلا بعد انتهائه من عمله فى أحد استديوهات التصوير كاد أن يرفع قدمه صاعدا السلم فؤجى بمن يمسك بكتفه فجأة ارتعد جسده وهو يلتف بحذر نحو الواقف خلفه ليجدها همس تزعق به:إيه يا أستاذ التأخير ده كله أنا بقالى ساعة بستناك
زعق بها منتفضا بغضب:يا شيخة حرام عليكى قطعتى عنى الخلف
ضحكت وهى تضرب كتفه مازحة:أنت اتجوزت من ورايا ياصاصا ولا إيه بالظبط
- يا شيخة اتنيلى اتجوز منين ده أنا على الحديدة واحتمال أبيع الحديدة قريب
- بقولك ايه سيبك من كل ده جبت الحاجة اللى طلبتها منك
- كله تمام يا باشا استنى بس اطلع اجيبها من فوق واتعشى وأنزلك حالا
صرخت به رافعة إصبعها فى وجهه:أنت لسه عاوز تتعشى وأنا هفضل واقفة هنا مستنية لحد ما حضرتك تتكرم عليا وتنزل ......لا أنت تتطلع تجيب الحاجة وبسرعة
- نعم ياأختى أنا جعان ولما بجوع بتهور
هزت رأسها بيأس:خلاص هات الحاجة وتعالى أعشيك
ضحك بفرحة:الله الله كده بقى تعشينى كباب وكفتة ده أنا هفتان ياأختى
..............
جلست أمامه تفحص بعض الأشياء التي طلبتها منه وهو يتناول عشاؤه بنهم ولكنه ظل يتحدث إليها رغم انشغاله بتناول العشاء:نفسى أعرف أنتى هتعملى إيه بالحاجات دى :باروكة ولبس شكله استغفر الله أسود ومنيل وحاجات كده مش فاهمها .........لتكونى ناوية تنحرفى لاسمح الله
نظرت إليه بتهكم :لم لسانك إيه أنحرف دى ثم يا أستاذ مصطفى أنت عارف أنا مش بحب حد يعرف أنا بعمل إيه غير لما أخلص
- ما هو ده اللى مجننى ده أنا ديما معاكى وشغلنا واحد يبقى فى إيه مخبياه عليا
وضعت يدها فى حقيبتها لتخرج مسدس صغير رفعته أمامه وهو يتناول الطعام جعلته يتوقف واتسعت عيناه ذهولا وتوقف الطعام فى حلقه فامسك بكوب مياه بجواره ابتلعه سريعا حتى كاد أن يختنق وضعه بارتعاش وهو ينظر للمسدس الذى بيدها :إيه ده يا همس
نظرت للمسدس ببساطة مجيبة:إيه مسدس أول مرة تشوف مسدس
- لا طبعا مش أول مرة أشوف مسدس بس هو ده حقيقى ده مسدس بجد ولا لعبة
- لعبة إيه يامصطفى ما تجمد كده مسدس حقيقى طبعا ومتعمر كمان
نظر حوله مرتعشا خشية أن يراهم أحد ولكن وجد الكل منشغل بحاله فعاد إليها غاضبا:يخرب بيتك ..........أنا قلت لأمى موتى على إيد همس مكنتش مصدقانى ........أنا عارف أنتى مش هتستريحى غير لما تخلصى عليا صح ياهمس ......أنا كان مالى ومالك أنا هعتزل الشغل خالص هبطل تصوير أصلا ولا بلاش أنا هروح أصور فى الأفراح وخلاص مالى أنا ومال شغل المسدسات والأكشن ده ....
عاد يصرخ بها :هتموتينى ناقص عمر
صاحت به مستنكرة :فى إيه يا ابنى هتفضحنا......المسدس ده مجرد حماية يا مصطفى مش أكتر
- أهاااا حماية من مين بقى ماتقولى يا بنتى عشان لو جرالك حاجة أقول ياعينى كانت بتخدم مصر وماتت شهيدة واسمعك السلام الوطنى وأنتى محمولة على الأكتاف وملفوفة بعلم مصر ويا حبيبتى يا مصر
كتمت ضحكتها بشدة:حرام عليك بطل هزارك ده وخلينا في الجد بكره لو رجعت من المشوار اللى رايحاه هتعرف وقتها أنا كنت فين ولو مرجعتش ابقى ساعتها اقرا الفاتحة عليا ولفنى بعلم مصر وقول ماتت شهيدة مصر ويا حبيبتى يا مصر
...........
يعنى أنت برضه مقدرتش توصل معاها لحاجة
- أبدا مقدرتش أعرف منها أى حاجة بس حكاية المسدس ده فيها إن
- كابتن مراد هو كمان قالى على حكاية المسدس ده وأنا تعبت من كتر اللف والدوران على أى حاجة أو أى خيط يوصلنى ليها
................
مكالمة هاتفية جعلتها تنتفض من مكانها متجهة لمكتب جاسم باكية :جاسم أنا لازم أمشى أمى تعبانة أوى
قام نحوها قلقا:طيب ياحورية استنى أنا هطلب دكتور ونروح سوا
- لا متقلقش جيراننا خلاص طلبوا الدكتور وهو عندها دلوقتى ...........أنا هسيب وفاء مكانى لحد لما أرجع
- لا ياحورية روحى اطمنى عليها وخليكى جنبها النهاردة ولو الأمر احتاج خدى أجازة كام يوم لحد ما تطمنى عليها
- مش عارفة يا جاسم أنا هروح اطمن عليها وبعدين أشوف إذا كانت محتاجانى ولا لا
تركته حورية وعاد هو لعمله محاولا تصفية ذهنه ولكنها دائما أمامه صورتها لا تفارق عقله وقلبه قام نحو نافذة غرفته عيناه تراقب الشارع ككل ليلة عسى أن تمر من أمامه عسى أن تعود نظر ناحية البحر يتذكر ليلة تركها بيت مريم ورحيلها معه يتذكر كم كانت حزينة شاردة لكنها فى عيناه جميلة ..........دافئة
دفئت قلبه فى عز ليلة شتاء باردة
نفص رأسه من ذكراه واتجه لمكتبه متناولا مفاتيحه وهاتفه متجها لبيت حورية لزيارة والدتها المريضة
..............
وقف أمام الباب طارقا إياه حتى وجد الباب يُفتح رفع رأسه معتقدا أن حورية هى من فتحت الباب ولكن ........كانت أخرى كانت هى
لم يصدق عيناه وهو يراها أمامه نسى كيف أتى
نسى لما أتى
تذكرها هى رأها متجسدة أمامه تقف ناظرة إليه باشتياق لم تخطئه عيناه انتفض صارخا بفرحة وهو يقترب منها ممسكا بوجهها ليتأكد أنها هى وليست حلم كما اعتقد
همس ..........أنتى همس صح
أمسكت بكفيه اللذان يمسكان بوجنتها مبتسمة :أيوه يا جاسم أنا همس أودامك أهو
ضغط على وجهها بقوة لايصدق أنه وجدها أخيرا
كنتى فين .......عملتى فيا كده ليه حرمتينى منك ليه يا حبيبتى أهون عليكى كل ده
أنا كنت بموت من قلقى عليكى ........أنا مكنتش عارف أنام مش عارف أعيش وأنتى مش معايا وحشتينى ...........وحشتيني أوى
ابتسمت بفرحة للقاءه :سامحنى ....... أنا بعدت عشانك أنت كان غصب عني والله بس أنا مش هفضل واقفة اتفرج عليك وأنت بتقف أودام عمو أحمد بسببى هو كان عنده يا جاسم أنا فعلا كان لازم أمشى كفاية اللى حصل لحد دلوقتى
نظر حوله فجأة كأنه اكتشف الأن أنها تقيم مع حورية
ابعد كفيه عن وجهها متسائلا:يعنى أنتى قاعدة عند حورية من ساعة ما سيبتى البيت
ابتعدت عنه تفرك كفيها بقلق ماذا سيفعل مع حورية الآن حورية فى نظره خدعته طوال الفترة الماضية وهى تعلم كيف كان يموت قهرا وقلقا عليها وهى ظلت صامتة تراقبه دون أن تخبره أنها معها
صاح بهمس غاضبا:يعنى أنتى كنتى هنا الفترة اللى فاتت دى كلها وحورية سيبانى وشايفة حالتى وساكتة
رأى حورية تخرج من غرفة والدتها اتسعت عيناها مصدومة عندما رأت جاسم أمامها ووجهه لا يبشر بالخير أبدا
جاسم .......إيه الزيارة الحلوة دى نورت
تجاهل ترحيبها واتجه نحوها غاضبا:بقى أنتى اللى تعملى فيا كده يا حورية ده أنتى أكتر حد قريب منى وعارفة خوفى وقلقى عليها كنت شيفانى بموت ازاى وانا زى العاجز مش عارف أوصلها إزاى قدرتى تسكتى
اتجهت همس نحوه :جاسم حورية ملهاش ذنب أنا اللى طلبت منها تعمل كده .........ولو أنت مجتش دلوقتي مكنتش هتعرف مكانى وده لمصلحتك أنت
التف إليها تاركا حورية التى هربت من أمامه
ليه كده يا همس ليه تعملى فيا كده
- عشانك يا جاسم........أنا مش هفضل واقفة بتفرج عليك وأنت بتخسر كل حاجة بسببى
- وأنا ببعدك عنى مش هخسر ........بابا وأنتى عارفة عصبيته كان سببها إيه خلاص هو عرف أن فريدة هى اللى حامل مش أنتى وعارف سمر الشيطانة ومصايبها
يبقى تسيبى البيت ليه .........تسيبينى ليه أنا كل يوم كنت بموت وأنا مش عارف مكانك ولا قادر أوصلك وحورية شايفة وساكتة وأنتى قاعدة هنا ولا على بالك
نظرت له بغضب :أنا مش على بالي يا جاسم لا طبعا أنا كنت عارفة وحاسة بيك أوى بس أنا كان لازم أفضل بعيد وأنت كان لازم تنسانى لازم تعيش حياتك مع واحدة مفيش وراها مشاكل ولا هتسببلك مشكلة مع أهلك
ظل يستمع إليها دون تغيير فى ملامح وجهه الثابتة الهادئة :وأنتى بقى شايفة أن كده فى مصلحتى .........اسمعينى بقى ومن الآخر هتدخلى دلوقتي بهدوء تلبسى هدومك وتيجى معايا على البيت وحالا ياهمس
- لا يا جاسم أنا مش همشى من هنا
تعجب من رفضها فاقترب قائلا:همس .......معقولة مش عاوزة ترجعى معايا ......مش عاوزانى
أسرعت قائلة:غصب عنى والله غصب عنى يا جاسم عشانك أنت عشان متخسرش بسببى
- أنا مستعد أخسر عمرى ونكون مع بعض قولتلك بحبك وهتجوزك وبرضاكى أو غصب عنك هتجوزك ياهمس وهتروحى معايا ودلوقتى ومفيش اعتراض يا همس
- جاسم أنا ......
- مفيش كلمة تانية ياهمس
- لا يا جاسم مش همشى معاك
أمسك ذراعها بقوة متجها نحو إحدى الغرف :البسى هدومك وبسرعة أ ودامك عشر دقايق وتكونى جاهزة
ما تسيبها يا جاسم ما هى قاعدة معايا مونسانى
التف لحورية التى تقف خلفه فاقترب منها غاضبا :أنتى تسكتى خالص ده أنتى حسابك معايا ملوش آخر
- ياعم اسكت بقى يعنى الحق عليا أنى حافظت عليها
التف لهمس قائلا بصوت عالى :أنا مستنيكى تحت
............................
صورة كبيرة نشرت فى أحد مواقع التواصل الإجتماعي
(البنت دى موجودة فى اسكندرية اللى يعرف أهلها يبلغنا ضرورى )
وسيف رأها صورة همس ........هى همس
أسرع ناحية غرفة والديه يطرق الباب بشدة وبعنف فتح يوسف الباب بقلق ليجده :فى إيه ياسيف
لقيت همس يا بابا لقيت همس
*************