الفصل16

فلاش باك ..... كانت تعد القهوة إلى دانييل بك وعندما خرجت من المطبخ رأته يعانق شاب وسيم بقوة وتبادل الاثنان بالاشتياق ، ثم ابتعد جان عن والده لينظر إليه بابتسامته الواسعة وقال :
-لقد سأمت من الشغل مع شقيقي .. والأن سوف أجرب شغل المزرعة معك يا والدي العزيز
ربت على كتفه وقال بسعادة :
-حسنا يا بني خير ما عملت
ثم أخذه ودلفن إلى غرفة المعيشة وتحدث مع جان الذي اشتاق له كثيرا ، بينما دخلت أديل و وضعت فنجان القهوة ونظرت إلى جان الذي لم ينظر إليها ثم خرجت متجه نحو المطبخ ، وبمجرد أن سألت السيدة مكفي عن ذاك الشاب ، لتخبرها انه الأبن الأصغر لـ دانييل بك ، وبعد وقت ليس قليل وضعت أديل الغداء على مائدة الطعام بشكل منظم ، ودلف الجميع إلى الغرفة وكانت أوجيني متشبثة في ذراع جان تتحدث معه بشغف وهو لم يتقبل حديثها ..

وجلست أديل في المطبخ وبالها مشغول بـ جان كثيرا ، وما هي إلا لحظات ودخل جان المطبخ وطلب عصير فراولة من السيدة مكفي ثم غادر ، فطلبت من أديل أن تعد عصير الفراولة بنفسها ، فنهضت على الفور وأعدت العصير ثم وضعت القليل في الكوب ، ثم حملت الصينية وخرجت إلى الجنينة متجه نحو ذاك الشاب ، الذي يتطلع إلى المناظر الطبيعية الخلابة ، بينما وضعت أديل عصير الفراولة فنظر إليها ثم تناول الكوب وتناول رشفه ثم نظر إليها متسائلا :
-أنتِ من أعدتِ العصير بنفسك ؟
حركت رأسها بارتباك من أن يكون العصير لم يعجبه وتساءلت :
-ألم يعجبك العصير
ابتسم وقال بإعجاب :
-يعجبني كثيرا يا ..
-أديل .. شكرا لك
ثم تركته واتجهت نحو المزرعة الصغيرة وحملت أرنب على ذراعها وأخذت تمسح على ظهره بحنان ولا زال جان ينظر إليها ، حتى دلفت إلى المزرعة و وضعت لهم الطعام والماء بكل حب ولطف وقفت تطلع إليهم ، وتعاملهم كأنهم بشر مثلها ، انتهى جان من تناول العصير ثم نظر إلى الفتاة وهي تخرج من المزرعة متجه نحو القصر لتقابل أوجيني ، الذي وبختها ببعض الكلمات وضايقتها كثيرا لأنها كانت تناديها ولم تجيب عليها ، ثم تركتها ودخلت و وقفت أديل مكانها تتشبث في ثيابها و وجدت نفسها تبكي ثم دخلت المطبخ ، وبمجرد أن لم تجد السيدة مكفي ، جلست لتبكي بشهقات عالية ، فلم تتحمل حديث أوجيني معها ، وجاء جان وقف أمام المطبخ وغضب كثيرا من أوجيني على هتفت به لتلك الفتاة ..

شعرت بأحد ما وقف بجوارها فرفعت رأسها وتفاجأت بـ جان يمد يده بمنديل ، فنهضت على الفور تمسح دموعها بكلت يديها متمته بالاعتذار فوضع المنديل أعلى الطاولة ، وشرد في عيناها الخضراء المبهجة الممزوجة باللون الأحمر بفضل دموعها وحزنها ، ثم جلس على المقعد وطلب منها فنجان قهوة ، فغسلت يديها وبدأت في إعداد القهوة وهو يتابعها بعينيه ثم تساءل :
-منذ متى وأنتِ تعملين هنا ؟!
-منذ شهرين فقط .. ولكن اعمل منذ سنتين مع دانييل بك في المزرعة .. وبمجرد أن انهي عملي كنت أغادر إلى المنزل .. ولقبتني السيدة أوجين بفتاة المزرعة
انتهت من إعداد القهوة ثم وضعت الفنجان أمامه ، وتناول أول رشفه منها ليشعر بالسعادة ثم نظر إليها بإعجاب واضح قائلا :
-أنتِ أجمل فتاة مزرعة .. وايضا قهوتك تشعرني بالسعادة
ضحكت ضحكة خفيفة متمته بالشكر ، فارتفع حاجبيه بمرح وقال :
-لا تشكريني .. فأنتِ تستحقين أكثر من ذلك

الأن ...... تبسمت أديل وهي تمشط شعرها ثم تنهدت بعمق ونهضت ثم ألقت بجسدها على الفراش ضمه الوسادة إليها قائلة :

-لن أنساك أبدا جان .. أحبك حتى نهاية العالم

عادت جين إلى المنزل على وجه السرعة ويبدو عليها السعادة ولكن سيأتي جوزيف و يوبخها على ما فعلته اليوم بـ تالة ، فماذا تفعل اذا حتى يصفح عنها ؟! ، وعلى الفور جاءت الفكرة في رأسها ، جلبت حقيبة الإسعافات وبدأت في لف الشاش على قدمها اليمين ثم وضعت كل شيء كما كان ، وصعدت إلى الغرفة لتبدل ثيابها وربطة شيئا حول رأسها لتدعي المرض ، وبدأت في تناول الفشار والمسليات وهي تستمع إلى التلفاز ، وعندما يأتي الإعلان المسروق تعجب به كثيرا ..

استمعت إلى سيارة جوزيف فركضت إلى الشرفة ونظرت إليه من خلالها ثم عادت لترتب كل شيء ثم مددت على الفراش واضعة يدها على رأسها متأوه وتتصنع البكاء ، ثم دخل جوزيف الغرفة فعضت على شفاها السفلى فيما نظر جوزيف إليها بحده واضحه وأغلق الباب بقدمه ، وجاء يتحدث تأوهت جين بصوت عالي ، ليتعجب من تصرفها ، بينما رفعت جين ظهرها عن الفراش وأشارت إلى قدمها وقالت بنبرة بكاء مصطنع :
-تعثرت قدمي في الدرج و ألتوات .. آه يا قدمي آه
زفر جوزيف بسأم ثم جلس على حافة الفراش و وضع يده على قدمها ثم قال بلطف :
-انتبهي فيما بعد
حركت رأسها بالإيجاب ، ثم قال بحده :
-لما سكبتي العصير فوق رأس تالة ؟!
عقدت حاجبيها بألم وهي تمسح على قدمها قائلة :
-أه يا قدمي .. لا استطيع السير عليها
مسك على جبينه ثم نهض وقال بحده محذرا :
-لا تفعلي هذا ثانية يا فتاة
ثم دخل إلى الغرفة ليبدل ثيابه ، بينما نهضت جين على الفراش وأخذت تقفز بسعادة ثم مددت على الفراش وهي تلهث بصوت مستمع ، ثم نهضت وحملت طبق المسليات وجلست تشاهد التلفاز ، خرج جوزيف ينظر إليها بحنق ثم مدد بجوارها وعندما اتعرض الإعلان صفقت جين ثم أشارت إليه قائلة :
-الإعلان رائع .. سوف أجرب هذا العطر
نظر إليها مضيق عيناه قليلا ثم تناول جهاز التحكم من يدها بعنف وقام بتبديل القناة ، مما مضغت جين المسليات وهي تنظر إليه متعجبة ثم قال جوزيف بحنق :
-الإعلان الذي يعجبك .. مسروق من شركتي
توقفت عن مضغ الطعام تحدق به ثم اعتذرت له ، فوضع جهاز التحكم جانبا ثم وضع رأسه على الوسادة ليذهب إلى النوم ، وبعد دقائق نعست جين هي الأخرى واستسلمت إلى النوم ..

مضى الليل سريعا ليأتي النهار واستيقظت جين بكل نشاط وأخذت حمام بارد ثم ارتدت بلوزة بحملات و شورت ثم جففت شعرها وتركته منسدل على ظهرها ثم خرجت من الغرفة تاركة جوزيف نائما ، ثم أعدت الفطار وتناولت الفطار ثم تحدثت مع صديقتها جوليا وهي تتجول في جنينة المنزل ، وأخبرتها جوليا أن تالة لا زالت غاضبه من الذي فعلته جين البارحة وتريد منها اعتذار ، ضحكت جين ساخرة وبعد لحظات انهت معها المكالمة ، ثم وضعت الهاتف جانبا وأخذت ترقص بمرح وسعادة وتقفز للأعلى ، ثم وقفت على أسفل درج حمام السباحة وتأخذ من المال وتلقي بها للأعلى ..

استيقظ جوزيف بوجه عابس ونظر بجواره لم يرى زوجته المزعجة ، فتناول سيجارة وشعلها ثم فتح نافذة الغرفة لتخترق إشاعة الشمس الغرفة ، ثم وقف يدخن السيجارة ورأى جين وهي تقفز وترقص بمرح ، وترفع ذراعيها للأعلى وتحرك خصرها ، فابتسم جوزيف ونظر إلى قدمها التي كانت تؤلمها متعجبا ، ثم حرك رأسه بخفة ودخل ليجهز نفسه للمغادرة ..

دلفت إلى المنزل وجلست على الاريكة تلتقط أنفاسها بهدوء ، بينما هبط جوزيف الدرج ماسكا معطفه في يده ونظر إليها بجمود ، ثم وضع المعطف جانبا وجلس بجوارها متسائلا :
-كيف حال قدمك ؟!
تصنعت الألم قائلة :
-اوه .. تؤلمني كثيرا
-نذهب إلى المستشفى اذا
اتسعت عيناها ثم ازدردت لعابها بصوت مستمع وقالت :
-سأكون بخير
نظر إليها مقطب جبينه ثم اقترب منها أكثر وقال بهدوء :
-لقد رايتك وأنتِ ترقصين
نظرت إليه لتلتصق أنفها في أنفه وشعرت بالتوتر وحركت شفتيها فقط غير قادرة على التحدث ، فوضع سبابته على شفاها ثم قال بابتسامة خفيفة :
-تالة في الرابعة والعشرين من عمرها .. وأنتِ في السادسة عشر .. يجب عليك احترامها يا صغيرة
اندفعت بعصبية :
-ماذا ؟! .. نحن نعمل في المجال ذاته .. مثلي مثلها تماما
نظر أمامه بجمود قائلا :
-حسنا .. انهي كذبتك حالا واجهزي لتأتي معي إلى الشركة
نهضت متجه نحو الدرج وصعدت إلى الطابق الثاني ، بينما ضحك جوزيف ضحكة خفيفة وقال :
-ماكرة صغيرة

دقت أوجيني باب غرفة جان وأذن بالدخول ، لتدخل أوجيني مغلقة الباب خلفها ورأته واقفا أمام النافذة ينظر إلى الخارج بجمود ، وقفت بجواره تنظر إلى الأمام متسائلة :
-لماذا قمت ببياعة جميع الطيور الصغيرة ؟!
قبض قبضته بقوة ورد عليها بصوت عنيف :
-هذا ليس من شأنك
اغمضت عيناها لبرهه تتنهد بعمق ثم فتحهما وقالت بنبرة مؤلمه :
-بعض الأماكن والأشياء تذكرنا بمن نحب .. وأنا اعلم انك حزين على فراق أديل
ضرب على الحائط بقبضة يده وقال بألم واضح :
-لا أحد يشعر بي .. لا أحد يشعر بقلبي الذي يتألم
تشبثت في ذراعه بقوة وتحدثت بصدق :
-أنا أشعر بك .. أشعر بقلبك الذي ينبض بالحب .. ينبض بـ حب فتاة تركته وغادرت
ثم وقفت أمامه لتكون حاجز بينه وبين ما ينظر إليه في الخارج وأحاطت عنقه بيديها وتحدثت بحب واضح :
-لا أطيق أن اراك تتألم .. اود أن أفعل أي شيء لسعادتك .. وسأذهب لأبحث عن أديل بنفسي
هبط بعينيه لينظر إليها ورأى الحب والصدق داخل عيناها التي تعشقه حقا ، ثم رفع يده ليضعها على شعرها من الخلف يخلل أصابعه بين خصل شعرها وتحدث بجدية :
-قلبي لم يحب سوى أديل
لترد عليه بتأكيد :
-أعلم هذا .. وأنا قلبي لم يحب سوى جان
تشبثت في ذراعه بقوة وتحدثت بصدق :
-أنا أشعر بك .. أشعر بقلبك الذي ينبض بالحب .. ينبض بـ حب فتاة تركته وغادرت
ثم وقفت أمامه لتكون حاجز بينه وبين ما ينظر إليه في الخارج وأحاطت عنقه بيديها وتحدثت بحب واضح :
-لا أطيق أن اراك تتألم .. اود أن أفعل أي شيء لسعادتك .. وسأذهب لأبحث عن أديل بنفسي
هبط بعينيه لينظر إليها ورأى الحب والصدق داخل عيناها التي تعشقه حقا ، ثم رفع يده ليضعها على شعرها من الخلف يخلل أصابعه بين خصل شعرها وتحدث بجدية :
-قلبي لم يحب سوى أديل
لترد عليه بتأكيد :
-أعلم هذا .. وأنا قلبي لم يحب سوى جان
ارتفع حاجبيه قليلا متعجبا ثم اقتربت منه أكثر لتقبل شفاه بحب ، ولم يبادلها القبلات فقط تركها ولم يمنعها ، ثم ابتعدت عنه وتركته لتغادر ، ثم دلفت إلى غرفتها وتفاجأت بوجود والدتها تنتظرها ، وبمجرد أن رأتها نهضت متسائلة بشغف :
-ماذا فعلتِ مع جان ؟!
جلست على الفراش وهي تنفخ في شدقيها بسأم ثم قالت :
-لا شيء .. فقط تحدثنا
وقلت والدتها تنظر إليها بحده وقالت :
-لا شيء ؟! .. فتاة المزرعة تركت جان والمنزل وأنتِ تقولين لا شيء

رفعت عيناها لتنظر إليه بحزن واضح ، لقد سأمت من تخطيطات وتصرفات والدتها ، هي تريد الحب وتحب جان حقا ولكن والدتها تريد أن يتم زواجهم من أجل شيء أخر ، وهو المال والقصر وكل شيء ، ابنتها ستملك كل شيء اذا تزوجت من جان ، وأوجيني تعلم جيدا ان والدتها تفكر في هذا ..
فاض بها ونهضت واقفة بلهفة وتحدثت بنفاذ صبر :
-تريدين أن يتم الزواج من أجل تحقيق رغباتك وليس لسعادتي .. جان أخبرني أن قلبه لم يحب سوى أديل
ثم جلست على الفراش مجددا تبكي بصوت مستمع ، بينما تعجبت لويز من حديثها ثم تركتها وذهبت ولن تواسيها ، فنظرت أوجين إلى الباب وبدأت في السعال بفضل البكاء الزائد ، ثم وجدت نفسها تخرج من غرفتها ودلفت إلى غرفة جان دون استئذان واغلقت الباب بظهرها ، فالتفت إليها وتفاجأ من مظهرها ، ثم تقدمت أوجين نحوه وأحاطت خصره بذراعيها مستنده برأسها على صدره وتعال صوت البكاء رغما عنها وطلبت منه أن يحتويها ، رفع يديها وتردد عدت مرات ثم وضع ذراع على كتفها والثاني مسح به على ذراعها ، ثم تساءل :
-لماذا تبكين ؟!
ازدردت لعابها الممزوج بالبكاء ثم قالت :
-لقد سأمت من حديث أمي
مسح على شعرها بحنان بينما مسحت أوجين دموعها وتابعت حديثها بصوت مبحوح :
-أنا أحبك يا جان .. واريد أن نتزوج لأني أحبك .. ولكن هي تريد زواجنا يتم لسبب أخر
تركها وجلس على حافة الفراش مستند بمرفقيه على فخذيه مشبك يديه في بعضها البعض ينظر إلى الفراغ بجمود قائلا :
-لا أريد أن أظلمك معي يا ابنة عمي .. فلدي قلب واحد أخذته أديل معها
مسحت عيناها ثم تقدمت نحوه راكضه وجلست أمامه على ركبتيها وتحدثت بلهفة :
-لن تظلمني معك يا جان .. يكفي أن أكون معك
نظر إلى عيناها بتعمق ثم أخبرها أنه سوف يفكر في الأمر ، فنهضت متجه نحو الباب و وقفت تنظر إليه ثم قالت :
-الذي يحب بصدق لا يهاجر الحبيب أبدا يا جان
نظر خلفه فقط بعينيه بينما خرجت أوجين مغلقة الباب خلفها ، شرد جان في حديثها والمقصود به أديل التي تركته ورحلت ولن يعلم بمكانها ، رحلت أديل وتركت له إجابة على الاختيار الأصعب بينها وبين أوجين ، والأن سيتزوج من أوجيني وقلبه معلق بفتاة أخرى ..

ليت المشاعر تتغير من يوم وليلة ، ليت القلب ينسى من يغادره ويعشق الذي بجواره ، ليت القلب في أيدينا لنتحكم في مشاعره ومن يحبه ، ليت كل شيء نتمنى يحدث ، الحياة أجمل بكثير من ألم فقد الحبيب ، ولكن يا حياة لا جمال بدون حبيب القلب

ذهبت أديل إلى الجامعة وقدمت كل الأوراق المطلوبة منها وعقب انتهائها ذهبت إلى مسرح الباليه ، بدلت ثيابها وبدأت في شغلها ، ودلفت إلى غرفة مكتوب عليها أسم كارولين ، وأخذت تنظفها وترتب ثيابها ، ولفت نظرها فستان البالية الأزرق الداكن البراق ، ثم وقفت أمام المرآة واضعته عليها لتبتسم ابتسامة خفيفة وفكرت أن ترتدي الفستان لترى عليها كامله ، ولكن دخلت كارولين الغرفة لتجد أديل على هذا الوضع ..

تقدمت نحوها وهي تنظر إليها بكبرياء فيما ابتلعت أديل لعابها بصوت مستمع وشعرت بالخوف من أن تجرحها بالحديث ، وحدث ما توقعت تماما ، وقفت كارولين توبخها ببعض الكلمات المجرحة وأخذت الفستان من يدها بعنف قائلة :
-لا تتعدي حدودك ايتها الخادمة
أطرقت رأسها معقدة حاجبيها بحزن واضح ، بينما ألقت كارولين بالفستان على الفراش وتحدثت بعصبية :
-لابد من تنظيف الفستان بعد ان امسكت به
كان روبير يمضي من أمام الغرفة وتوقف فور استماع لحديث كارولين الذي غضب منه ، ثم دخل الغرفة متجه نحوهم قائلا بحده :
-لا تتحدثِ معها بهذا الشكل كارولين
لتنظر إليه في دهشة قائلة :
-ماذا ؟! .. هل جننت ؟! .. تلك الفتاة مجرد خادمة هنا ولا تتعدا حدودها مجددا
رفعت عيناها الباكية إليها متمته بالاعتذار ثم تركتها وذهبت ونظر روبير إلى أديل بتأثر ثم ترك كارولين وغادر ، بينما وقفت كارولين أمام المرآة بعصبية تضع من مساحيق التجميل ثم هاتفت صديقتها المقربة لتتحدث معها ..

بدلت أديل ثيابها وتركت المسرح عائدة إلى المنزل على قدميها ، حزينة مكسورة الخاطر ، تتمن لو كان جان معها الان لكان جعل حياتها أفضل الأن ، عقب وصولها إلى المنزل دخلت بهدوء حتى لا تشعر جدتها بها ، وبمجرد ان دلفت إلى غرفتها تركت العنان إلى دموعها والقت بجسدها على الفراش تبكي متألمة ، قلبها ينادي جان ، وشعرت الأن انها بدونه الحياة صعبة ولن تجد من يواسيها ويقف بجوارها وقت حزنها ..

رن هاتفها فمسحت دموعها ثم تناولت الهاتف من حقيبة وأجابت على ابراهام ليخبرها على الفور :
-اسحبي سماعة جدتي واتركي المنزل فورا .. كيفن في الطريق إليكِ
نهضت من مكانها مفزوعة واتسعت عيناها بخوف ثم نظرت حولها بجنون وهي تقول بنبرة خوف واضحة :
-أخاف من كيفن كثيرا .. ماذا أفعل الأن ؟!
-لا تخافي اديل .. اتركي المنزل الأن
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي