1
كريستين:
الفصل الأول:
استيقظت فجأة، نظرت حولي، اضطربت نبضات قلبي.
"ماهذا المكان أين أنا؟"
ركضت أتلفت في كل أنحاء الغرفة التي وجدت نفسي فيها وتساءلت في داخلي:
"يبدو لي أنني في مشفى، أجل تذكرت، لقد كنت في السجن ومرضت كثيرا بسبب حالتي النفسية السيئة ثم نقلت إلى المشفى"
وهنا، فجأة دخلت ممرضة جميلة ترتدي اللباس الأبيض وقالت لي:
-جميل، أرى أنك بخير اليوم سيدة كريستين.
كنت ما زلت أرسم ابتسامتي على شفتاي؛ لتختفي فورا وأتجهم ثم أخاطبها:
-عفوا، هل قلت كريستين؟ يبدو أنك أخطأت الاسم.
وعموما أنا بخير، شكرا لك.
حملقت الممرضة واقتربت مني، وضعت يدها على جبهتي وقالت:
-ليس هناك حرارة.
وأخذت تسألني عدة أسئلة لم أفهمها وتناديني بنفس ذلك الاسم، فشعرت بالتوتر لاصرارها على هذا وقلت:
-يبدو أنك لا تملكين التركيز أيتها الممرضة، اسمي ليس كريستين.
توقفت الممرضة عن الكلام للحظة وأمسكت الجوال واتصلت بطبيبها المعالج وقالت:
-دكتور تعال بسرعة إلى الغرفة101 استعادت المريضة كريستين وعيها، لكنني أشعر أنها تعاني اضطرابا في الذاكرة.
اقتربت منها بغضب ورفعت اصبعي بوجهها وقلت:
-يبدو أنك مجنونة! لست كريستين، أنا، اسمي.. ماري.
الممرضة:
- ارتاحي لطفا، لقد وصل الطبيب.
نظرت نظرة الغاضبة وسألته:
-ماذا عن مصيري أيها الطبيب؟ هل سأعود إلى ذلك السجن ثانية، أقسم أنني لم أفعل شيئا ولم أقتل أحدا.
الطبيب مستغربا كلامها وموجها كلامه للممرضة:
-ساعدي سيادة المحققة كريستين في العودة إلى السرير.
فصرخت:
-يا إلهي! لست كريستين، حتى أنت يا دكتور!
وهمس للمرضة:
"يبدو أنها فقدت الذاكرة بسبب الضربة التي تلقتها في ذاك الحادث."
فقلت في نفسي:
"عن أي حادث يتكلم."
قالت الممرضة:
-فعلا، لكن لن ننسى يا دكتور أنها ماتت وعادت للحياة، إنها معجزة!
فرد لها:
-معك حق.
قلت لهم بعد أن سمعت ما قالوا وأنا أشعر بالضياع وكأنني لست في عالمي:
-أرجوك أيها الطبيب ماذا يحدث؟ من أنا؟ فليشرح لي أحدكم.
قال الطبيب:
-أنت المحققة المشهورة كريستين، تعرضت لحادث قاس جدا ماسبب انتهاء حياتك، ورغم تأكيدي لوفاتك ارتدت لك الروح، فسبحان من يحيي العظام وهي رميم.
ذهلت بكلام الطبيب وأخذت أتلعثم ولا أعرف ماذا أقول:
"أنا ماري فكيف صرت كريستين هذه؟ يا الله، ما الذي يحدث؟"
أعطتني الممرضة ابرة مهدئة؛ لأنني صرت أصرخ وأحاول شرح حقيقة من أكون والكل ينظر إلي بحزن وقلق.
وبعد وقت من النوم استيقظت وتذكرت فجأة ما حصل معي، فانتفض قلبي ورحت أتذكر ما جرى معي في أخر يوم كنت فيه في السجن وكيف انتهى بي الأمر في المشفى.
فنظرت إلى تلك المرآة التي وضعت على جنب فصعقني ما رأيت:
-رباه هذه ليست أنا! أين وجهي وشكلي؟ هذا هو سبب ما يحدث لي إذا.
صرخت، كدت أجن ثم
قرصت نفسي وتساءلت:
"هل أنا أحلم"
لكن شيئا لم يتغير، فأمسكت كأس الماء ورميته على الأرض فتكسر أشلاء ورحت أصرخ:
-أماه، أبي، إخوتي، أريد أولادي أيلاا، سيلا، غيث...
وصمتت ثم عدت للصراخ:
"يا الله، يا الله ارحمني."
فدخل الطبيب وبضع ممرضات عملن على تهدئتي ورحت أنظر إليهم بصدمة وخوف عارم في داخلي وهمست لنفسي وأنا أسترجع الماضي:
"كل ما أتذكره هو أنني نقلت إلى مشفى بسبب وضعي السيء صحيا ووضعت مع امرأة كانت قد تعرضت لحادث خطير وقاس جدا، وأخر جملة أتذكر أنني سمعتها هي قول الطبيب:
-يا للهول! إنهما تحتضران معا، بسرعة بسرعة أحضروا جهاز الصدمة الكهربائية.
ولم أعد أتذكر إلا أنني شعرت بطوفان روحي وكأنني ريشة وكثر الكلام والصراخ من حولي.
دعوت الله وأنا أشعر أنها النهاية:
"إلهي، هل ستجعل حقي يضيع؟ أهكذا قبل أن تظهر براءتي، أنت فقط حسبي ووكيلي يا الله."
ثم سمعت كلمات الممرضة وهي تقول:
-لقد فقدناها، للأسف ماتت.
وهنا عدت إلى واقعي فأخذت الأفكار تذهب وتروح:
-هل هذا يعني أنني مت ودخلت روحي جسد تلك المرأة.
وبينما أحدث نفسي اتجهت إلى الباب فسمعت صوت الطبيب يحدث امرأة، تقارب الستين من العمر ويقول:
-إن ابنتك تعاني من أحد أمرين سيدتي وعلينا التأكد من حالتها.
صدمت المرأة وقالت:
-يا لطف السماء! يا دكتور، ضعني في صورة وضعها رجاء.
فقال:
-الاحتمال الأول فقد الذاكرة و الثاني ونتمنى نفيه وهو اضطراب عقلي.
فشهقت المرأة وشاركتها الشهقة.
وضعت يدي على فمي وقلت لنفسي:
"ما هذه الورطة يا إلهي؟ ألا يكفي كل ما حدث لي قبل دخولي السجن؟ هل سأكمل حياتي في مشفى المجانين أيضا؟"
ثم سمعته يخاطبها مكملا:
-سنضطر إلى إدخالها المصح النفسي لو تأكد لنا هذا.
فأخذت السيدة تبكي و تألمت لحالها، لقد
ذكرتني بأمي الغالية.
ودخلت فجأة إلي وقالت لي:
-حبيبتي كريستين، أحمد الله أنك بخير.
لم أستطع أن أخبرها بأني لست ابنتها وكتفيت بابتسامة.
قبلت وجهي وضمتني وقالت بحنان:
-لا تعرفين ماذا حصل لي عندما تلقيت خبر وفاتك، حمدا لله أنك معي الآن.
أحسست بوجعها فقد ذكرتني بشعوري عندما فصلوني عن أولادي.
وحاولت مجاراتها:
-أمي أين أبي؟ لم،لم يأت معك؟
فحملقت السيدة بي بخوف علي وقالت لي:
-ماذا؟ كريستين! هل نسيت ماذا حل بأبيك؟
تفاجأت بكلامها وقلت:
-مصيبة، ماذا حصل للرجل؟ كن معي يا الله.
دخل الطبيب ثانية وقال:
-كيف هي الآن؟
فهمست له بكلام لم أفهمه، جعله ينظر إلي بطريقة لم تعجبني ثم قال:
-يبدو أنها فقدت الذاكرة جزئيا وتحتاج وقتا؛ لتستعيد كل شيء ونحتاح مساعدة الجميع.
هنا فكرت وقلت لنفسي:
"ربما هذه فرصة أهداني الله أياها لإثبات براءتي، فنقلني لجسد محققة، لذا لن أجعل هذه الفرصة تذهب مني أبدا سأستغلها بكل ما أقدر عليه، يارب ساعدني"
وهنا سألت السيدة الطبيب وهي تنظر إلي بقلق:
-هل يمكنني نقلها إلى البيت أيها الطبيب.
فرد عليها:
-بالطبع هي جسديا بصحة جيدة، أنهي إجراءات الخروج لها فورا، ولكن يجب أن أتابع حالتها النفسية ختى تستعيد ذاكرتها.
ثم انصرف.
اقتربت مني وقالت:
-هيا حبيبتي تجهزي سنذهب إلى البيت.
حملقت بها ثم قلت لنفسي:
-البيت! نسيت هذا الأمر تماما.
وفعلا غابت قليلا ثم عادت، وانطلقنا إلى ببتها وعندما وصلنا بدأ قلبي ينتفض، وكأنه يتسابق مع طرقات يدها على الباب.
وفجاة فتح الباب، وإذا بها صبية جميلة ملائكية الوجه شهقت وقالت:
-أماه! وأخيرا جئت، كم اشتقت لك!
ضمتني بشوق وحنان، شعرت بهما وأنا مسبلة اليدين لا أعرف ما أقول، والتفتت إلى جدتها ثم قالت:
-جدتي، ما بها أمي؟هل هي بخير؟
فقالت الجدة ودمعتها على خدها:
-لا تقلقي حبيبتي، ماما بخير، هيا معي إلى المطبخ؛ لتساعديني في تجهيز الأصناف التي تحبها كريستين.
وهنا جلست على أريكة أراقب المكان وتفاصيله.
وفجأة وقع نظري على تلك الصور التي علقت على الحائط ورحت أتأملها ولكنني سمعت صوت صرير فالتفت إلى الخلف لأرى صبيا معاقا يجلس على كرسي متحرك يدفعه باتجاهي وصرخ قائلا:
-أمي، أمي ألم تشتاقي لي، أنا غاضب منك.
نظرت إليه تذكرت أولادي أيلا وسيلا وغيث فتحركت مشاعر الشوق لهم شعرت بصعوبة فقده لأمه وتساءلت:
"كيف هو حال أولادي الآن؟ ترى ماهو حالهم الآن؟ آه يا أحبتي."
ودون أن أشعر اتجهت إليه وضممته وقلت له:
-حبيبي أنا معك الآن.
فهطلت دموع جدته التي وقفت تراقب المشهد ظنا منها أنني ابنتها التي تذكرت ابنها.
وهنا دخلت الابنة وقالت:
-الطعام جاهز هيا بنا.
وهكذا مع الوقت تعودت وجودي بينهم وتعرفت على أسمائهم، وأنا أراقب أحاديثهم فالفتاة اسمها (ويدي)، وتدرس في كلية الشرطة كأمها أما الصبي فهو معاق ولم يعد يدرس ويدعى (ديفيد).
قالت لي جدتهم محاولة تذكيري بكل التفاصيل:
-لقد أصاب ديفيد الشلل في قدميه؛ نتيجة إصابته بطلق ناري من عصابة هاجمتها وهي متجهة معه لتوصله إلى مدرسته.
فسألتها بغباء:
-كيف كانت علاقتي بهم؟
فأجابت:
-لم تكوني أما لهم بل صديقة.
تبسمت وتابعت أسئلتي:
-وماذا عن عملي؟
فقالت الجدة وهي تنظر نظرة فخر:
-أنت بطلة وقد كرمت عدة مرات وحللت الكثير من الجرائم الغامضة.
أنهت كلامها ثم قالت:
تصبحين على خير، ارتاحي الآن.
فتمددت على سرير كريستين وأنا أشعر بأن المكان غريب جدا.
قلت لنفسي:
سأغير كل التفاصيل سأستغل هذه المعجزة لصالحي ولن أتخلى عن هذه العائلة أبدا.
وفي الصباح جلست لأجد الابن والابنة قد ناما قربي في سريري دون أن أنتبه.
قلت في نفسي:
-أشعر أنكما فعلا ولداي وأحبكما جدا.
ثم تركتهما نائمين وارتديت البدلة العسكرية ونظرت في المرآة ثم انطلقت إلى الأم وقلت لها:
-هلا أعطيتني عنوان عملي يا أمي؟ علي تذكر كل شيء
يتبع
الفصل الأول:
استيقظت فجأة، نظرت حولي، اضطربت نبضات قلبي.
"ماهذا المكان أين أنا؟"
ركضت أتلفت في كل أنحاء الغرفة التي وجدت نفسي فيها وتساءلت في داخلي:
"يبدو لي أنني في مشفى، أجل تذكرت، لقد كنت في السجن ومرضت كثيرا بسبب حالتي النفسية السيئة ثم نقلت إلى المشفى"
وهنا، فجأة دخلت ممرضة جميلة ترتدي اللباس الأبيض وقالت لي:
-جميل، أرى أنك بخير اليوم سيدة كريستين.
كنت ما زلت أرسم ابتسامتي على شفتاي؛ لتختفي فورا وأتجهم ثم أخاطبها:
-عفوا، هل قلت كريستين؟ يبدو أنك أخطأت الاسم.
وعموما أنا بخير، شكرا لك.
حملقت الممرضة واقتربت مني، وضعت يدها على جبهتي وقالت:
-ليس هناك حرارة.
وأخذت تسألني عدة أسئلة لم أفهمها وتناديني بنفس ذلك الاسم، فشعرت بالتوتر لاصرارها على هذا وقلت:
-يبدو أنك لا تملكين التركيز أيتها الممرضة، اسمي ليس كريستين.
توقفت الممرضة عن الكلام للحظة وأمسكت الجوال واتصلت بطبيبها المعالج وقالت:
-دكتور تعال بسرعة إلى الغرفة101 استعادت المريضة كريستين وعيها، لكنني أشعر أنها تعاني اضطرابا في الذاكرة.
اقتربت منها بغضب ورفعت اصبعي بوجهها وقلت:
-يبدو أنك مجنونة! لست كريستين، أنا، اسمي.. ماري.
الممرضة:
- ارتاحي لطفا، لقد وصل الطبيب.
نظرت نظرة الغاضبة وسألته:
-ماذا عن مصيري أيها الطبيب؟ هل سأعود إلى ذلك السجن ثانية، أقسم أنني لم أفعل شيئا ولم أقتل أحدا.
الطبيب مستغربا كلامها وموجها كلامه للممرضة:
-ساعدي سيادة المحققة كريستين في العودة إلى السرير.
فصرخت:
-يا إلهي! لست كريستين، حتى أنت يا دكتور!
وهمس للمرضة:
"يبدو أنها فقدت الذاكرة بسبب الضربة التي تلقتها في ذاك الحادث."
فقلت في نفسي:
"عن أي حادث يتكلم."
قالت الممرضة:
-فعلا، لكن لن ننسى يا دكتور أنها ماتت وعادت للحياة، إنها معجزة!
فرد لها:
-معك حق.
قلت لهم بعد أن سمعت ما قالوا وأنا أشعر بالضياع وكأنني لست في عالمي:
-أرجوك أيها الطبيب ماذا يحدث؟ من أنا؟ فليشرح لي أحدكم.
قال الطبيب:
-أنت المحققة المشهورة كريستين، تعرضت لحادث قاس جدا ماسبب انتهاء حياتك، ورغم تأكيدي لوفاتك ارتدت لك الروح، فسبحان من يحيي العظام وهي رميم.
ذهلت بكلام الطبيب وأخذت أتلعثم ولا أعرف ماذا أقول:
"أنا ماري فكيف صرت كريستين هذه؟ يا الله، ما الذي يحدث؟"
أعطتني الممرضة ابرة مهدئة؛ لأنني صرت أصرخ وأحاول شرح حقيقة من أكون والكل ينظر إلي بحزن وقلق.
وبعد وقت من النوم استيقظت وتذكرت فجأة ما حصل معي، فانتفض قلبي ورحت أتذكر ما جرى معي في أخر يوم كنت فيه في السجن وكيف انتهى بي الأمر في المشفى.
فنظرت إلى تلك المرآة التي وضعت على جنب فصعقني ما رأيت:
-رباه هذه ليست أنا! أين وجهي وشكلي؟ هذا هو سبب ما يحدث لي إذا.
صرخت، كدت أجن ثم
قرصت نفسي وتساءلت:
"هل أنا أحلم"
لكن شيئا لم يتغير، فأمسكت كأس الماء ورميته على الأرض فتكسر أشلاء ورحت أصرخ:
-أماه، أبي، إخوتي، أريد أولادي أيلاا، سيلا، غيث...
وصمتت ثم عدت للصراخ:
"يا الله، يا الله ارحمني."
فدخل الطبيب وبضع ممرضات عملن على تهدئتي ورحت أنظر إليهم بصدمة وخوف عارم في داخلي وهمست لنفسي وأنا أسترجع الماضي:
"كل ما أتذكره هو أنني نقلت إلى مشفى بسبب وضعي السيء صحيا ووضعت مع امرأة كانت قد تعرضت لحادث خطير وقاس جدا، وأخر جملة أتذكر أنني سمعتها هي قول الطبيب:
-يا للهول! إنهما تحتضران معا، بسرعة بسرعة أحضروا جهاز الصدمة الكهربائية.
ولم أعد أتذكر إلا أنني شعرت بطوفان روحي وكأنني ريشة وكثر الكلام والصراخ من حولي.
دعوت الله وأنا أشعر أنها النهاية:
"إلهي، هل ستجعل حقي يضيع؟ أهكذا قبل أن تظهر براءتي، أنت فقط حسبي ووكيلي يا الله."
ثم سمعت كلمات الممرضة وهي تقول:
-لقد فقدناها، للأسف ماتت.
وهنا عدت إلى واقعي فأخذت الأفكار تذهب وتروح:
-هل هذا يعني أنني مت ودخلت روحي جسد تلك المرأة.
وبينما أحدث نفسي اتجهت إلى الباب فسمعت صوت الطبيب يحدث امرأة، تقارب الستين من العمر ويقول:
-إن ابنتك تعاني من أحد أمرين سيدتي وعلينا التأكد من حالتها.
صدمت المرأة وقالت:
-يا لطف السماء! يا دكتور، ضعني في صورة وضعها رجاء.
فقال:
-الاحتمال الأول فقد الذاكرة و الثاني ونتمنى نفيه وهو اضطراب عقلي.
فشهقت المرأة وشاركتها الشهقة.
وضعت يدي على فمي وقلت لنفسي:
"ما هذه الورطة يا إلهي؟ ألا يكفي كل ما حدث لي قبل دخولي السجن؟ هل سأكمل حياتي في مشفى المجانين أيضا؟"
ثم سمعته يخاطبها مكملا:
-سنضطر إلى إدخالها المصح النفسي لو تأكد لنا هذا.
فأخذت السيدة تبكي و تألمت لحالها، لقد
ذكرتني بأمي الغالية.
ودخلت فجأة إلي وقالت لي:
-حبيبتي كريستين، أحمد الله أنك بخير.
لم أستطع أن أخبرها بأني لست ابنتها وكتفيت بابتسامة.
قبلت وجهي وضمتني وقالت بحنان:
-لا تعرفين ماذا حصل لي عندما تلقيت خبر وفاتك، حمدا لله أنك معي الآن.
أحسست بوجعها فقد ذكرتني بشعوري عندما فصلوني عن أولادي.
وحاولت مجاراتها:
-أمي أين أبي؟ لم،لم يأت معك؟
فحملقت السيدة بي بخوف علي وقالت لي:
-ماذا؟ كريستين! هل نسيت ماذا حل بأبيك؟
تفاجأت بكلامها وقلت:
-مصيبة، ماذا حصل للرجل؟ كن معي يا الله.
دخل الطبيب ثانية وقال:
-كيف هي الآن؟
فهمست له بكلام لم أفهمه، جعله ينظر إلي بطريقة لم تعجبني ثم قال:
-يبدو أنها فقدت الذاكرة جزئيا وتحتاج وقتا؛ لتستعيد كل شيء ونحتاح مساعدة الجميع.
هنا فكرت وقلت لنفسي:
"ربما هذه فرصة أهداني الله أياها لإثبات براءتي، فنقلني لجسد محققة، لذا لن أجعل هذه الفرصة تذهب مني أبدا سأستغلها بكل ما أقدر عليه، يارب ساعدني"
وهنا سألت السيدة الطبيب وهي تنظر إلي بقلق:
-هل يمكنني نقلها إلى البيت أيها الطبيب.
فرد عليها:
-بالطبع هي جسديا بصحة جيدة، أنهي إجراءات الخروج لها فورا، ولكن يجب أن أتابع حالتها النفسية ختى تستعيد ذاكرتها.
ثم انصرف.
اقتربت مني وقالت:
-هيا حبيبتي تجهزي سنذهب إلى البيت.
حملقت بها ثم قلت لنفسي:
-البيت! نسيت هذا الأمر تماما.
وفعلا غابت قليلا ثم عادت، وانطلقنا إلى ببتها وعندما وصلنا بدأ قلبي ينتفض، وكأنه يتسابق مع طرقات يدها على الباب.
وفجاة فتح الباب، وإذا بها صبية جميلة ملائكية الوجه شهقت وقالت:
-أماه! وأخيرا جئت، كم اشتقت لك!
ضمتني بشوق وحنان، شعرت بهما وأنا مسبلة اليدين لا أعرف ما أقول، والتفتت إلى جدتها ثم قالت:
-جدتي، ما بها أمي؟هل هي بخير؟
فقالت الجدة ودمعتها على خدها:
-لا تقلقي حبيبتي، ماما بخير، هيا معي إلى المطبخ؛ لتساعديني في تجهيز الأصناف التي تحبها كريستين.
وهنا جلست على أريكة أراقب المكان وتفاصيله.
وفجأة وقع نظري على تلك الصور التي علقت على الحائط ورحت أتأملها ولكنني سمعت صوت صرير فالتفت إلى الخلف لأرى صبيا معاقا يجلس على كرسي متحرك يدفعه باتجاهي وصرخ قائلا:
-أمي، أمي ألم تشتاقي لي، أنا غاضب منك.
نظرت إليه تذكرت أولادي أيلا وسيلا وغيث فتحركت مشاعر الشوق لهم شعرت بصعوبة فقده لأمه وتساءلت:
"كيف هو حال أولادي الآن؟ ترى ماهو حالهم الآن؟ آه يا أحبتي."
ودون أن أشعر اتجهت إليه وضممته وقلت له:
-حبيبي أنا معك الآن.
فهطلت دموع جدته التي وقفت تراقب المشهد ظنا منها أنني ابنتها التي تذكرت ابنها.
وهنا دخلت الابنة وقالت:
-الطعام جاهز هيا بنا.
وهكذا مع الوقت تعودت وجودي بينهم وتعرفت على أسمائهم، وأنا أراقب أحاديثهم فالفتاة اسمها (ويدي)، وتدرس في كلية الشرطة كأمها أما الصبي فهو معاق ولم يعد يدرس ويدعى (ديفيد).
قالت لي جدتهم محاولة تذكيري بكل التفاصيل:
-لقد أصاب ديفيد الشلل في قدميه؛ نتيجة إصابته بطلق ناري من عصابة هاجمتها وهي متجهة معه لتوصله إلى مدرسته.
فسألتها بغباء:
-كيف كانت علاقتي بهم؟
فأجابت:
-لم تكوني أما لهم بل صديقة.
تبسمت وتابعت أسئلتي:
-وماذا عن عملي؟
فقالت الجدة وهي تنظر نظرة فخر:
-أنت بطلة وقد كرمت عدة مرات وحللت الكثير من الجرائم الغامضة.
أنهت كلامها ثم قالت:
تصبحين على خير، ارتاحي الآن.
فتمددت على سرير كريستين وأنا أشعر بأن المكان غريب جدا.
قلت لنفسي:
سأغير كل التفاصيل سأستغل هذه المعجزة لصالحي ولن أتخلى عن هذه العائلة أبدا.
وفي الصباح جلست لأجد الابن والابنة قد ناما قربي في سريري دون أن أنتبه.
قلت في نفسي:
-أشعر أنكما فعلا ولداي وأحبكما جدا.
ثم تركتهما نائمين وارتديت البدلة العسكرية ونظرت في المرآة ثم انطلقت إلى الأم وقلت لها:
-هلا أعطيتني عنوان عملي يا أمي؟ علي تذكر كل شيء
يتبع