الفصل15

ثم أكملت الفطار بهدوء ، وعقب انتهائها دلفت إلى الغرفة لتبدل ثيابها ثم ودعت جدتها وخرجت من المنزل البسيط ، الذي يقع في إحدى شوارع باريس البسيطة ، ثم استقلت سيارة أجرة إلى المسرح ، وبعد ربع ساعة وصلت إلى مكان عملها الجديد ، وقفت تنظر إلى المبنى الكبير وهي تتنهد بعمق ثم دخلت لتجد المكان خالي ، واستمعت إلى صوت موسيقى أتيه من الأعلى اتجاه اليمين ، فصعدت الدرج واتجهت إلى المسرح ، وعقب دخولها رأت أربع فتيات يرقصون البالية باحترافية ، فاتسع فاها بإعجاب واضح وشردت بهن ، وبعد لحظات خرجت فتاة إلى المسرح ورقصت باحترافية شديدة تدعي ( كارولين ) وهي من الفتيات المشهورين برقص البالية ، ومضى الوقت ولا زالت أديل واقفة حتى انتهت كارولين من الرقص وصفق الجميع لها ، وذهب الجميع عدا كارولين المحترفة ورجل معها يدعى روبير ..

تنحنحت أديل بخفة ثم تقدمت نحوهم و وقفت لينظرن إليها وتساءل روبير :
-ماذا تريدي ؟!
نظرت إلى الفتاة التي تطلع إليها بكبرياء ثم عادت بالنظر إلى روبير قائلة :
-لقد رأيت إعلان اليوم في ..
قاطع حديثها قائلا :
-نعم .. فهمت
ثم نادى على المسؤول بتنظيف المسرح لتأتي سيدة وطلب منها أن تأخذ أديل وتعلمها كل شيء ، فأخذتها السيدة وذهبت ، وأخبرتها بكل شيء يخص الشغل هنا وماذا تعمل بالتحديد ، ثم تساءلت أديل :
-يمكنني أن اشتغل من اليوم ؟
-نعم يمكنك .. اتبعيني

ثم مضت السيدة وأديل تتبعها حتى وصلوا إلى غرفة تبديل الملابس واعطت لها ثياب خاصة بالعمل ، وهي عباره عن سروال أسود وبلوزة بيضاء ، وبدلت ثيابها في دقائق ، ثم بدأت عملها بكل نشاط ، وهو ترتيب غرف راقصات البالية وتنظيفها وترتيب فساتين الرقص والأحذية
***
استيقظ جوزيف ليجد جين لا زالت نائمة وتركت التلفاز مفتوح طوال الليل ، فنظر إليها رآها تغط في نوم عميق وجهاز التحكم في يدها ، فتنهدت بصوت مستمع وتناول جهاز التحكم ثم نظر إلى التلفاز وجاء يغلقه ، لفت نظره شيئا ما وهو تنفيذ الإعلان الخاص بشركته ولكن لشركة أخرى تعتبر منافسة له ، نهض جوزيف من مكانه متجه نحو التلفاز بخطوات بطيئة و وقف يتطلع إليه عن قرب ، وقبض قبضته على جهاز التحكم بقوة مفرطة حتى شرخ جزء منه ثم القى به على الأرض ، وتناول هاتفه ليتصل على ارنو ..

وما هي إلا لحظات وأجاب ارنو عليه ليتحدث جوزيف معه بعصبية بالغة ، واستيقظت جين على صوته ونظرت إليه بفزع ، ثم نهضت من مكانها ، بينما قال جوزيف بصوت قوي عنيف :
-أحضر ذاك الوغد إلى الشركة بشتى الطرق
ثم انهى معه المكاملة وتساءلت جين بقلق واضح :
-ماذا حدث معك ؟!
ليضرب على زجاج الشرفة بقوة وهو يقول بحده :
-لا تتحدثي معي يا صغيرة
ثم دلف إلى المرحاض واغلق الباب بقوة حتى اتنفص جسدها ، و وضع جسده أسفل الماء البارد ، بينما نظرت جين حولها حتى رأت جهاز التحكم وانحنت لتأخذه ثم اطفأت التلفاز و وضعته بجواره ، ثم انتظرت جوزيف لدقائق حتى خرج من المرحاض ثم دخلت هي ، بينما دلف جوزيف إلى غرفة تبديل الملابس ليبدل ثيابه على وجه السرعة ثم خرج من المنزل دون ان يخبرها كعادته ..

وعندما خرجت جين بحثت عنه في كل مكان ولم تجده فبدلت ثيابها واستقلت سيارتها وذهبت إلى العمل للمرة الأولى بعد زواجها ، وعقب وصولها دلفت إلى ساحة التصوير و وقفت تنظر إلى الجميع والذي يراها كان ينظر إليها وبدأوا بالهمس عليها ، فالجميع هنا علم بزواج جوزيف بك من تلك الصغيرة ، كان بيير يصلح شيئا ما في الكاميرا وعندما التفت رأى جين ، وابتسم ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته عندما تذكر زواجها ..

ثم تقدم نحوها و وقف ليصافحها وتبسمت له بابتسامة خفيفة ، ثم قال ساخرا :
-مرحبا بالعروس
سحبت يدها من يده وهي تومئ برأسها بخفة ثم تساءلت :
-كيف حالك بيير ؟!
-لست بخير .. من الأن و زوجك يعاملك بهذه الطريقة .. فماذا سيفعل في القادم ؟!
قذفها من فمه بسخرية لتتعجب جين من حديثه وتساءلت دون فهم :
-ماذا فعل جوزيف ؟!
ليبتسم بخفه ثم تحدث بحده :
-وضع صورة تالة غلاف للمجلة بدلا منكِ
-هذا ليس خطأه يا بيير
نفى حديثها بعصبية :
-خطأه يا جين .. هو مدير هذه الشركة .. والمسؤول عن كل شيء ..
ثم تساءل بتذمر واضح :
-ولماذا لم يعلن الزواج ؟ .. هل هو خائف من شيء ؟!
حدقت به للحظات ثم قالت بتأفف :
-لا أقبل أن تتحدث عنه بهذه الطريقة يا بيير
ثم تركته وذهبت متجه نحو صديقتها ، فجز بيير على أضراسه بقوة وجاء شاب يتحدث معه اندفع في وجه دون قصد ، ثم ترك العمل وذهب بعيدا يدخن سيجارة ..

وفي نفس الوقت حدثت مشاجرة كبيرة بين جوزيف وارنو بسبب ما حدث اليوم وتالة كانت تستمع لهم فقط ، فيما اطفأ جوزيف سيجارة أخرى بين سجائر كثيرا قام بتدخينها ، وبعد دقائق وصل فيليب إلى الشركة ودلف إلى المكتب ، لينظرن إليه بحده ، ثم نهض جوزيف من مكانه فيما تحدث فيليب بثقة :
-سوف تعطيني الس دي جوزيف بك
تقدم نحوه وهو يحك ذقنه ويومئ برأسه ، و وقف ينظر إليها بعينين حادتين كالصقر وفجأة سدد له لكمة بقوة مفرطه جعلته يسقط أرضا ، وشهقت تالة بفزع فيما وقف ارنو بينهم مانعا صديقة من أن يتمادى في ضربه ، بينما وضع فيليب يده مكان لكمته التي تؤلمه ثم نهض واقفا في مواجهته وتحدث ببرود :
-يبدو انك علمت بكل شيء
قال جوزيف من بين أسنانه غاضبا :
-فلتذهب إلى الجحيم أيها اللعين
-أنت من أهملت شغلي جوزيف بك .. انت من بدأت
بلل شفتيه بلسانه ثم اتجه نحو المكتب وتناول العقد الذي بينه وبين فيليب وقام ومزقه أمام عيناه ، ليقبض فيليب قبضته بقوة حتى برزت اوردت ، ثم تناول جوزيف السي دي والقى به في وجه ليسقط أرضا ، فتناول فيليب السي دي ثم اتجه نحو الباب وفتحه ، ثم نظر إلى جوزيف بنظرة متوعده قائلا :
-أنت من بدأت جوزيف بك
ثم خرج مغلقا الباب خلفه ، فجلس جوزيف وتناول سيجارة وأخذ يدخنها بعصبية بالغة وقال :
-مصابتين في شهر واحد .. اللعنة
تساءلت تالة بعدم فهم :
-ماذا حدث ثانية ؟!
لينظر إليها بحده وتحدث بعنف :
-غلاف المجلة الذي تغير .. المجلة لم تحقق المبيعات المعتادة
شعرت تالة بالحزن الشديد بفضل حديث جوزيف ثم نهضت من متجه نحو الباب ، وجاءت تفتح الباب تفاجأت بـ جين فتحته ونظرت إليها بجمود عكس نظرات تالة الغاضبة منها ، ثم خرجت ودخلت جين تنظر إلى جوزيف فتركهم ارنو وغادر ، جلست جين على المقعد المجاور إلى المكتب وتساءلت بهدوء :
-ماذا حدث معك ؟
زفر دخان سيجارته في الهواء وتحدث بتذمر :
-لا شيء .. لا شيء
زفرت بسأم ثم نهضت وتناولت سماعة الهاتف وطلبت اثنان من العصير ثم أغلقت الهاتف ، و وقفت أمام النافذة ، فنظر إليها متسائلا :
-لماذا جئتِ ؟!
تنهدت بعمق وأجابت على السؤال بصوت هادئ وهي شاردة :
-من أجلك
لم يستمع إلى ما هتفت به وعقد حاجبيه متسائلا :
-ماذا ؟! .. ماذا قلتي ؟
لتنظر إليه بلهفة وهي تحرك رأسها بالنفي على ما قالته ، ثم تقدمت نحو المكتب وهي تقول بابتسامة :
-من أجل العمل .. أحب عملي كثيرا
لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه وتحدث بهدوء :
-لا تحزني يا جين .. فستكونين أنتِ بطلة المجلة دائما وأبدا
اتسعت ابتسامتها بسعادة متمته بالشكر وهي تلتقط أنفاسها بصوت مستمع بفضل حديثه الهادئ معها ، بينما اطفأ جوزيف السيجارة ثم نهض متجه نحوها و وقف في مواجهتها ماسكا ذقنها الصغير وتغزل بها بحب :
-أنتِ فتاة جميلة ينحني القمر لجمالك .. وهذا الجمال لا يحزن أبدا
حدقت في تلك العيون التي تطلع إليها ويبدو عليها شردت داخلهما بل غرقت ، بينما مسح جوزيف على جانب شعرها ، لتشعر بلمساته الهادئة وتشعر وكأن قدميها ليست على الأرض ، وتلتقط انفاسها بكل أريحيه وحب ، قاطع هذه اللحظة دقات الباب لينظر جوزيف إليه وعاد إلى مقعده ليجلس وهو يأذن بالدخول ، فدخل الساعي و وضع صينية العصير وخرج ولا زالت جين تحدق في الفراغ الذي كان يحتله جوزيف منذ لحظات وكأنه لا زال واقفا أمامها ..

تناول رشفة من العصير ثم نظر إليها وتعجب منها كثيرا ، ثم نهض من مكانه ليقف خلفها واضعا يده على كتفها ، ثم مد يده بـ كوب العصير لتفيق من شرودها وترفع يدها لتأخذه ثم التفت إليه وهي تتنفس باضطراب ، فوضع يده على وجنتها وبحنان طبع قبله على جبينها استمرت للحظات ليست قليلة ، اغمضت جين عيناها تاركه ذاك العالم ذاهبة إلى الأحلام ، الأحلام التي تسمى بالحب ونبضات القلب التي تنبض بالحب ، استسلم قلبها لذاك العاشق وامنيتها الوحيدة الأن هي العيش ما تبقى من حياتها معه ، بمجرد أن ابتعد عنها نظرت إليه بعينين لامعتين من الحب ، ثم تركها جوزيف وجلس على المقعد يتابع عمله ، فيما تنهدت جين بعمق ثم وقفت أمام النافذة ..


تناولت أول رشفه من العصير ثم نظرت إلى الساحة لتتذكر انها يوما ما كانت هنا ، تلتقط صور المجلة و وجدت نفسها تبتسم ثم نظرت إلى الأسفل لتجد تالة واقفة ، فنظرت إلى جوزيف وأخبرت نفسها انها حقا تغار عليه من تلك الفتاة اللعينة ، ثم أخرجت هاتفها من جيب سروالها وتصنعت انها شاردة به وميلت كوب العصير ، ليسقط من الكوب إلى رأس تالة التي شهقت بفزع ونظر الجميع إليها في دهشة ، ثم رفعن رأسهم إلى الأعلى ليروا جين ، فضحكت جوليا ضحكة خفيفة فيما ابتسم بيير ابتسامة خفيفة وهو يتطلع إلى تلك الماكرة الصغيرة
***
مضى أسبوع ولا زال يبحث عنها في كل مكان في القرية حتى كاد أن يجن وعقلة سينتزع من رأسه ، وجه شاحب وذقنه كثيفة كغير عادتها ونبضات قلبه تنبض بسرعة فائقة وغير ملتزمة ، استقل سيارته وخرج من القصر يبحث عنها كعادته كل صباح ، ولكن هذه المرة كانت سيارة سوداء تتبعه ، وبعد دقائق جاءت السيارة بجوار سيارته ليكون السائق هو كيفن ، ونظر إلى جان بحده فنظر جان اتجاه اليمين ليرى ذاك اللعين وعلى الفور صف جان سيارته جانب الطريق ، وصف كيفن سيارته ايضا ..

بينما ترجل جان من سيارته كالمجنون متجه نحوه وأخذ بتلابيبه وضريه بجبينه على أنفه بقوة لتسيل الدماء من أنفه وجان يتساءل بعصبية مفرطة :
-أين أديل ؟ .. سوف ادفنك وأنت حي اذا لم تقل لي أين هي
دفعه كيفن للخلف ثم تناول منديل من داخل سيارته ليمسح السماء ، ثم أشار إلى سيارته وتحدث ببرود :
-تريد أن ترى أديل .. تعالى معي
دون تفكير اغلق سيارته واستقل معه سيارته وقاد كيفن إلى خارج القرية ، لن يعلم إلى أين هو ذاهب ولكن كل ما يفكر به الأن هي أديل حبيبته ، لقد اشتاق القلب يا أديل والعيون ايضا ، لم يتخيل يوما ان فراقها سيكون صعب عليه تحمله لهذه الدرجة ، ليتها تشعر به ، ليت قلبها يشعر بما يشعر به قلب ذاك العاشق ، لكانت عادت إليه راكضه بين الصخور وستحارب كل شيء من أجله ، هي من اختارت طريقها وتركت العاشق دون روح ..

وصل كيفن إلى شارع هادئ و وصف سيارته أمام عمارة بسيطة ، ثم طلب من جان أن يأتي معه ثم ترجل من السيارة ودلف إلى العمارة ، وجان يعلم جيدا ان ثمة شيء ما سيحدث فور دخوله ، وهو مستعد لأي شيء من أجل أديل ، ولهذا ترجل من السيارة ودلف إلى العمارة ليحدث كما توقع تماما ..

رأى اثنان من الرجال فتبسم لهم و مهيئ لأي شيء يحدث ، استقبل ضربه على رأسه ليسقط فاقدا الوعي ، أخذه كيفن إلى شقة في الطابق السفلي ، شقة فارغة وغير مجهزة للمكوث داخلها ، ثم اجلسه على مقعد وقيده بالحبل جيدا ثم غمره بالماء ، ليفيق جان بلهفه وأخذ يحرك رأسه بقوة وتطايرت قطرات المياه من بين خصل شعره ، ثم نظر إلى كيفن بهدوء ، والذي ينظر إليه بغضب واضح ثم تساءل بصوت عنيف :
-أين أديل ؟!
ضحك جان بخفة ساخرا من سؤاله ثم تحدث :
-يا لك من أحمق كبير
تلك الكلمات جعلت كيفن يغضب وسدد له لكمية قوية فنظر جان إليها بابتسامة باردة على ثغرة قائلا :
-دعنا نتقابل مثل الرجال .. فانت الأن مثل الفتيات .. وقيدتني لأنك خائف من مواجهتي
تلاشى كيفن حديثه وكرر سؤاله مجددا ليندهش جان من كثرة حماقته ثم قال :
-أنا جئت معك إلى هنا من أجل أديل .. اذا لا أعلم بمكانها
-جئت معي لتخدعني .. وأنت تعلم بمكانها
-لما أنت متقين اني اعلم بمكانها لهذا الحد ؟!
تنهد بهدوء ثم عقد ذراعيه أمام صدره ، والواقف في الخارج بجوار الباب يستمع إلى حديثهم ، بينما قال كيفن :
-توماس أخبرني أن بينكم قصة حب
قال تأكيدا على حديث توماس :
-نعم .. بيننا قصة حب .. قصة حب لن ترى مثلها أبدا الظهر
اخرج مفتاح سيارته من جيب سرواله وضعه على قدمه ثم طلب من إحدى الرجال أن يفك أسره ، ثم غادر ليغضب توماس من ذاك القرار كثيرا ، ومضى بجواره قائلا بحده :
-لماذا تركته يذهب ؟! .. هو يعلم بمكان أديل
خرجوا من العمارة و وقف كيفن أمام سيارته وقال بتأكيد :
-لا لن يعلم بمكانها .. وأنا سوف أجد أديل بطريقتي
ثم استقل السيارة بينما ضرب توماس عجل السيارة بغيظ ، فهو كان يود أن كيفن يقتله ويتخلص من جان إلى الأبد ، ثم استقل معه السيارة ليغادر كيفن ، وبعد دقائق خرج جان و وجد سيارته واقفة ، ثم استقلها واستند بظهره إلى المقعد بإرهاق ثم قال موجه حديثه إلى أديل التي ليست معه :
-لماذا رحلتي أديل ؟! .. ترين ماذا حدث لي .. كسرتي ظهري أديل .. أين أنتِ ؟! ..
ثم جز على أسنانه وأخذ يضرب المحرك بغضب وهو يتساءل بعنف :

-أين أنتِ .. أين أنتِ أديل ؟!

وكأن قلبها مرسال بين قلب الحبيب ، ويخبرها بكل شيء يحدث معها وتشعر بألمه ، هي ليست سعيدة بل حزينة مكسورة متألمة ، ولكن كان لابد من رحليها ، شعرت بألم مكان الجرح ثم وقفت أمام المرآة وقامت برفع البلوزة قليلا لترى الجرح ، ثم حسست عليه بـ انامل يدها ثم وضعت اناملها على شفاها لتقبلها ثم ابتسمت قائلة :
-لقد تركت لي أجمل ذكرى بيدك يا جان
استمعت إلى صوت دقات الباب الخارجي فضبطت ثيابها ، ثم خرجت لتجد جدتها تعانق ابراهام ورحبت به كثيرا ، فخرجت أديل وصافحته بابتسامة واسعة ، ثم جلسوا على اقرب اريكة واعطى إليها أوراق تفحصها قائلا :
-سحبت لكِ أوراقك من الجامعة .. وغدا تذهبي للتقديم في جامعة أخرى
نظرت إليه بامتنان قائلة :
-شكرا لك ابراهام .. ارهقتك معي هذا الأيام
-لا تقولي هذا .. أنت شقيقتي الغالية
ثم أخرج بعض المال من جيب سرواله ليعطيهم إليها ولكن رفضت أديل وقالت :
-لا أحتاج إلى المال .. دانييل بك اعطاني الكثير من أجل دراستي .. واليوم حصلت على وظيفه
ربت على كتفها وترك لها المال على الطاولة ثم ودعها و ودع جدته وغادر ، فتناولت أديل المال و وضعته في غرفة جدتها ، ثم جلست أمام الطاولة تشاركها في تناول العشاء ، وتحدثت معها عن شغلها الجديد وان كل شيء على ما يرام ، وبعد وقت ليس قليل كل منهم ذهب إلى غرفته ..
وجلست أديل أمام المرآة تمشط شعرها والماضي يدور داخل رأسها ، لتتذكر اول يوم رأت فيه جان ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي