الفصل الثامن

لا يمكن لشخص أن يكون شجاع دون ان يمتلك القدرة على المواجهة والاعتراف بما قام به مهما كان هذا الفعل صح أو خاطئ ، فالقاعدة الأهم التي يجب على الجميع معرفتها وتعليمها لأولادهم هي أن أي شيء تقوم به ولا تستطيع ان تواجه بها الأخرون هي بالتأكيد أفعال خاطئة .


لتتوقف امينة وتلتفت بعيونها بدهشة كبيره الي الراديو فهو لم يعمل من فترة طويلة .

فمنذ فترة طويلة وهي تعتبره خرده لم يطاوعها قلبها الي التخلي عنة لانها كانت في طفولتها ترقص على انغامة وبالاخص تلك الاغنية، لتقترب امينة منة في محاولة منها لاستيعاب ما يحدث حولها من احداث غريبه.

لتستمع صوت ضحكات مرحه تصدر من خلفها وهي تقول لها بهدوء:
-لقد اخفتك !!

لتنتفض امينة ويصدر صوت صرخة خوف منها لتبتسم الفتاة الصغيرة بمرح وتقول لها بمرح:
-منذ الصباح وانا ادبر كيف سأخيفك، أليس لعبة ممتعة؟!

لتتنفس امينة الحزبي بقوة وهي تخرج طاقة التوتر من صدرها ،لترسم ابتسامة هادئة علي وجهها وهي تبتسم فور رؤيتها لابتسامه الطفلة الصغيرة بمرح ومشاغبة.

فامينة الحزبي نقطة ضعفها الوحيده الاطفال يحزنها كل ما يحزنهم و يسعد قلبها ابتسامتهم البريئة، لتقترب أمينة من الطفلة تحتويها بين احضانها وتقول لها بحب:
-اشتقت لكي ايها المشاغبة الصغيرة، لماذا اختفيتي ليلة امس بشكل مفاجئ..؟!

لتظهر ملامح الارتباك علي ملامح الطفلة الصغيرة وقالت لها بصوت ضعيف وهي تمد اطراف أناملها الصغيرة علي وجة أمينة وتقول بحب:
-هناك شئ بداخلي دفعني لاترك منزلك ليلة أمس، فانا اخاف عليكي بشدة اخاف من ان تصيبك والدتي بمكروه.

لتمد أمينة يديها تحتوي الطفلة بين ذراعيها وتقول لها بنبرة مملوءة بالثقة لتبث القليل من الثقة و الامان داخل نفس الطفلة الصغيرة و تخبرها:
-لا تقلقي يا عزيزتي ،فانا الشخص الوحيد التي لا يمكن ان تصيبة والدتك باي مكروه،عليك ان تثقي بي .

لتهز الفتاة الصغيرة رأسها بالنفي وتلتفت بوجهها ليظهر كدمات زرقاء اللون علي عنقها وذراعها الصغير اثر ضربها بقسوة شديدة علي يد والدتها، لتغلغل الدموع في عيون الفتاة الصغيرة وهي تقول بنبرة مليئة بالحزن:
-لم استطع أن ادافع عن نفسي امام قوتهاو جبروتها، وظلت عيوني متعلقة بالباب في انتظار ان تدخلي في اي لحظه لتنقذيني من بين يديها.


لتصمت الفتاة الصغيرة و تتنهد بعمق شديد وتقول بنبرة مليئة بالقهر و الحزن:
لكنك لم تأتي ابدا.

لتنهار مقاومة امينة علي التماسك لتبكي بحرقة شديدة و هي تحتوي الطفلة الصغيرة بين يديها بحب واحتواء لتعوضها عن ما اصابها ليلة امس فمن الواضح انها قد عانت الكثير و الكثير من العنف والقسوة.

لتتحمس امينة بطاقة ايجابية كبيرة وهي تحتوي الطفلة بين ذراعيها وتقول لها بنبره مليئة بالحماس:
-لا تقلقي يا عزيزتي ..لا تقلقي ، الحل لدي
فانا بموجب سلطتي في انقاذ الاطفال يمكنني أن انقذك من كل ما انتي به، ساطالب بحرمان والدتك منك لانها مدمنه خمور تعنفك وتضربك بشدة و ثقي بي يا عزيزتي القانون صارم جدا في تلك الحالة.

لتبتسم الفتاة الصغيرة ويظهر الفرحة في عيونها وهي تقول بتسأول:
هل هذا حقيقي...؟! ام اني اتوهم، هل ستصبحين والدتي وانا ابنتك الوحيدة.

لترفع الفتاة الصغيرة عيونها للسماء وتقول بتمني وحب:
-استجب لدعائي يالله.

لتبتسم مها بفرحة كبيرة وتكمل بنفس نبرة الحماس الكبيرة وتقول بفرحه:
-ولن يتوقف الامر علي ذلك فقط يا عزيزتي ،بل سأعطيكي اسم جديد.

لتغمض امينة عيونها بمشاغبة وهي تمرر أناملها بين شعرها وتقول بتفكير عميق:
-ما رائيك باسم قمر ..؟!
فمنذ دخولك في حياتي وقد أضفيتي لحياتي نكهة خاصة اضيفتي نور لعالمي المظلم.

لتقبلها الفتاة الصغيرة وجة أمينة بفرحة وهي مبتسمة وتقول بحب:
-لقد احببت اسمي الجديد بشدة.

لتتحدث مرات متتالية وهي تمرر لسانها علي اسمها الجديد قمر، لتكمل أمينة الحزبي حديثها وهي تقول بحماس:
-وسأفعل كل ما بوسعي لاجعلك تسكني معي في هذا المنزل لان اتكفل برعايتك لنبدأ بعدها خططنا المستقبلية الرائعة بمدرسة جديدة ورياضة ممتعة .
سأصبح والدتك.

لتلمع عيون الفتاة الصغيرة بمرح شديد وهي تتخيل نفسها داخل احلام امينة الوردية وهي تتخيل حياة كريمة تعيشها مع والدة جديدة كأمينة تحافظ عليها و تحترم إنسانيتها ،تتكفل برعايتها بمدرسة مناسبة لها توفر لها تعليم جيد وتمارس رياضة ممتعة لقلبها.

فما سيتمني قلب تلك الصغيرة اكبر من هذا فمن المؤكد ان والدتها جعلتها تعاني الكثير والكثير من المعاملة السيئة لترغب الفتاة في ام مثل امينة، ان لم توفر لها كل تلك الرفيهيات المختلفة فمن المؤكد انها ستوفر لها معاملة جيدة وحب واحتواء وامان هي بحاجة شديدة لهم.


لتكسر امينة حاجز هذا الصمت السائد في المكان لتقول للطفلة قمر بتسأول:
-ما رائيك ان تأتي معي الي بورسعيد..؟!
فلدي خطط مهمة للذهاب الى هناك واريدك ان تكوني معي فمن المؤكد اننا سنقضي وقت ممتع ل كلانا .

لتبتسم الفتاة قمر بحب وتقول بتحفظ شديد:
-كم ارغب بالذهاب معك الي بلدة طفولتك لاتعرف عليكي بشكل اكبر، لكن لدي خطط اهم واكبر هنا هي ان احضر كل احتياجاتي من اجل ان تحققي وعدك لي.
بان تطالبي برفع حضانة والدتي عني فور عودتك،هل نسيتي حديثك لي..؟!

لتبتسم أمينة بفرحة كبيرة وهي تهز رأسها بالنفي وتقول بنبرة مليئة بالثقة:
-لا ياعزيزتي قمر، لم انسي ولن يرتاح لي ابدا بال الا ان اصبح في اقرب وقت والدتك.

لتنهض امينة وتجلب ورقة وقلم وتنظر للفتاة بتركيز شديد وتقول بتسأول:
-اخبريني بعنوان منزلك لاداهم منزلكم فور عودتي من بورسعيد.

لتبدأ الفتاة بأخبار امينة بعنوان منزلها لتتجة بعدها الي باب المنزل تودع امينة وتتركها تحضر نفسها لذهاب الي بورسعيد.

لتشرع امينة في ان تعطي مشاعرها وقلبها فرصة جديدة في بداية جديدة مليئة بالتسامح والحب والامان ، فخطط امينة بان تصبح والدة بديلة لقمر تحتاج الكثير والكثير من المجهود النفسي والبدني.

وبالاخص النفسي فامينة تعاني من الكثير من المشاكل النفسية التي لن تدعها من الآن تعكر صفو حياتها مع قمر، فهي ستصبح من الان ام مسئولة عن نفسية طفلة صغيرة رائعة تحتاج ان يتوفر لها كل سبل الامان والراحة ،ان تساهم في ان تساعدها لان تنشأ نشأ سليم ومستقر نفسيا بعد كل ما عانتة مع والدتها.

فامينة لن تسمح ابدا ان تكرر مأساتها مع طفلة جديدة ابدا ،لن تسمح لان تواجة قمر كل هذا الاذي النفسي الذي تتعايشة امينة في كل لحظة من حياتها علي مدار تلك السنوات السابقة فقد اهلكها هذا المرض النفسي وبشدة لتقرر انها لن تستسلم ابدا و ستواجة لكل ما لديها من قوة وجهد.

شرعت أمينة في ارتداء ملابسها واستقلت سيارتها باتجاة المنظمة وهي في مزاج جيد للغاية منذ سنوات بسبب رؤيتها لقمر في الصباح، لتجد وفاء تنتظرها امام المنظمة وهي تصطحب ادهم في انتظار امينة.

لتبتسم امينة لادهم و تتحدث بنبرة مليئة بالاحترام كأنها تتعامل مع شخص كبير في السن و مسئول وتقول باسف شديد:
-اعتذر منك يا سيدي لجعلك تنتظرني فترة من الزمن لكني انوي ان اعوضك عن انتظاري برحلة ممتعة اليوم الي بورسعيد، هل انت جاهز...؟!

لتتراقص عيون ادهم من الفرحة وهو يقفز في يد وفاء ويقول بمرح شديد:
-نعم انا جاهز وبشدة.

لتبتسم امينة لوفاء وتودعها وتصطحب ادهم معها في سيارتها لتبدأ رحلتها الي بورسعيد لتدوم من الزمن ساعة و نصف.

إستمرت في تجاذب اطراف الحديث بين ادهم وأمينة لتخبره بظهور قمر في حياتها وانها في اقرب وقت واقرب فرصة ممكنة ستعرف الجميع علي قمر وبالتحديد ادهم لما تكنة له من مشاعر جميلة.

وصلت امينة وادهم الي مكان الذي يرقد بة والد ادهم لتمر في طريقها علي محل يبيع الورود لتختار باقتين مميزتين من الورود إحداهما لوالد ادهم والاخري لوالد أمينة.

خطت أمينة خطواتها بهدوء وخجل خلف خطوات ادهم فهي تريد ان تدع له المجال لان يتحدث بحريه مع والدة فهي تعلم ماذا تعني هذة الزيارة له.

ليقترب ادهم من قبر والدة ليمد يدية الصغيرتين بباقة الورود ليضعها علي قبر والدة يزينها به ليجلس علي ركبتية الصغيرتين امام القبر و ينظر للافته الرخاميه التي تحمل اسم والدة ليمرر كفية الصغيرتين عليهم ليقول بحب واشتياق شديد:
-اشتقت لك يا ابي، واعلم انك تبادلني نفس الشعور اريدك ان ترتاح حيث مكانك الان في الجنه ،فانا في مكان افضل الان اصبح لدي الكثير من الأصدقاء و بجانبي ماما وفاء وصديقتي أمينة يعتنون بي للغاية.


ليبتسم ادهم ويكمل حديثة وهو يقول بحماس:
-لقد عودت لدراستي يا أبي و حصلت في الآونة الاخيرة علي شهادة تكريم لتفوقي في الدراسة،صديقتي أمينة تحرص علي ان توفر لي كل ما احتاجة من ملابس وكل ما ارغب بة.


لتجلس امينة علي الكرسي من بعيد تراقب حديث أدهم مع والدة بتركيز شديد وهو يقص لة كل ما طرأ علي حياتة من تطورات جديدة بحماس شديد، فعلاقة ادهم المترابطة بشدة بوالدة ذكرت أمينة بطفولتها في الماضي.


ففي بورسعيد في فترة التسعينات حيث طفوله أمينة

توقف باص المدرسة امام منزل طفولة امينة لتمر امينة بين اصدقائها من الطلاب وهي تحمل شهادة ورقية تحمل اسمها تقديراً لجهودها في دراستها وتفوقها .

مرت امينة بين الطلاب وهي تضم الشهادة بين احضانها بتحفظ شديد لتركض الي منزلها وهي في حماس شديد، لتري رد فعل والدتها فور رؤيتها للشهادة، لتدق أمينة الباب بحماس ليفتح الباب ويظهر والد امينة بعد عودتة من رحلة عمل طويلة في البحر.

ليظهر ملامح الدهشة والسعادة علي أمينة فور رؤيتها لوالدها لتركض تعلق ذراعيها حول رقبتة وهي تصرخ بهستريا بسعادة وفرح:
-لقد اشتقت لك بشدة ايها القبطان.

ليشرع والدها بتقبيلها بحب وسعادة لتخرج أمينة شهادتها المدرسية امام عيون والدها ،ليلتقطها منها ويمرر عيونة بتركيز واهتمام شديد وعيونة يظهر بها لمعة الفخر والاعتزاز بابنتة الوحيدة.

ليقول والد أمينة بفخر واعتزاز:
-احسنتي يا صغيرتي، لكي مني مكأفاة عظيمة سنقضي طوال اليوم في الخارج سنذهب الي الملاهي ونتناول طعامك المفضل.

لتقفز أمينة من الفرحة لتخرج والدة أمينة من المطبخ وهي منهمكة في تحضير جميع انواع الطعام المقربة الي قلب والد امينة كعادتها فور وصولة من اي رحلة عمل طويلة تستمر في تحضير كافة انواع الطعام والحلويات المحببة لقلبة لتعوضة عن الطعام الروتيني التي يحضره الطاهي في السفينة.

لتقول والدة أمينة بمشاغبة:
-وماذا سنفعل في كل الطعام الذي قمت بإعدادة بالداخل..؟!
لكن ماذا اقول فمن المؤكد ان اي طلب يخص اميرتك الصغيره يجاب علي الفور.

ليقترب والد امينة يسحب والدتها من ذراعها بين احضانة بخفة ورشاقة وهو ينظر في عيونها بحب وعشق ويقول لها بمشاغبة:
-هل ما تسمعة اذني هي مشاعر الغيرة...؟!
ان كانت ابنتي اميرتي الصغيرة فأنتي ملكة قلبي بالكامل.

لتظهر ملامح الخجل علي وجة والدة امينة لتزداد عشق اضافي عن عشقها لوالد امينة.

انتفضت أمينة وهي شاردة في احلامها بجانب ادهم وهو يتحدث مع والدة، لتعود امينة لرشدها من جديد بعد ان نادي ادهم باسمها مرات عديدة.

لتبتسم امينة وهي تنظر لة وتقول بتسأول:
-لا تقلق انا معك ، هل انتهيت يا صغيري من حديثك مع والدك ..؟!

ليهز ادهم رأسة بالايجاب ويقول لها بثقة:
-نعم لقد اتممت مهمتي وقد حان الوقت لتقومي بمهمتك يا صديقتي.

نهضت امينة وادهم باتجاه سياارتها لتخرج الكارت الورقي الذي يحمل عنوان المشفي الذي يمكث بها والدها لتبدأ في طريقها بالذهاب لها وما ان مر القليل من الوقت حتي توقفت امينة امام مشفي ضخم.

لتنظر أمينة بتركيز شديد لها وتتنهد بقوه وهي تخرج طاقة التوتر التي بداخلها لعل اضطراب دقات قلبها تهدأ قليلا، فهي تشعر من شدة التوتر ان قلبها سيتحرك من قفصها الصدري.

دخلت امينه وادهم الي المشفي وطلبت مقابلة الدكتور لتجلس في الانتظار و ما ان مرت ثواني قليلة حتي تخبر الممرضة الدكتور حضور امينة الي المشفي .

حتي خرج الدكتور يركض بحماس وفرحة ليرحب بامينة بشدة وهو يخبرها ما يعنية تواجدها في المشفي لتلبية دعوتة لها ،فمن المؤكد انها ستدخل السعادة والسرور علي قلب والدها بعد ان بدأت حالتها في التدهور في خلال الايام القليلة الماضية لرفضة تناول العلاج الكيميائي.

ذهبت امينة خلف الدكتور هي وادهم باتجاة غرفة والدها وهي تشعر ان كل خطوة تخطيها باتجاة غرفة والدها ما هي الا دهر طويل من الزمن يصيب قلبها بالتوتر والارتباك فهي لا تعلم ابدا كيف ستمر تلك المقابلة ابدا .

ليقف الدكتور امام غرفة ويمد يدية ليدق علي الباب بضع دقات ليخرج صوت ذكوري ضعيف من الداخل يخبرهم بالدخول.

ليفتح الدكتور باب الغرفة ويدخل وعلي وجهة ابتسامة كبيرة مشرقه ويقول بحماس:
-ما اخبارك اليوم ايها القبطان ..؟!
انا قادم بمفاجأة كبيرة لك ستدخل علي قلبك السرور والسعادة.

لينظر الدكتور لامينة ويشير لها بالدخول لتشرع امينة بالدخول بخطوات خجولة داخل الغرفة لترفع عيونها بخجل وارتباك باتجاة سرير والدها لتجد والدها ينظر لها بعيون متسعة وفم فارغ تماما من الصدمة ويبدو علي ملامح وجهة الارهاق الشديد وتمكن المرض منه بقسوة.

لتسقط دمعة من عيون والد امينة وهو يراها تتحرك باتجاة بالقرب من السرير لتضع باقة الورود بجانبة و تلتفت حولها بخجل وارتباك.

ليحمحم الدكتور ويقول بخجل:
-استاذنك يا استاذة امينة ان اصطحب هذا الرجل الصغير معي في نزهه لاترك لكم المجال للتحدث بحرية.

ليخرج ادهم في يد الدكتور ويغلق الباب خلفهم لتعود امينة بنظرها لوالدها الذي استمر بالنظر لها طوال الوقت وكأنه يدع لعيونة ان تتحقق منها بحرية لان تتأكد انه لا يتوهم بل هي امامة فعلا.

امينة ابنتة التي استمرت في رفضها له لسنوات طويلة قد اختارت بارادتها الكاملة ان تزورة في المشفي لتكسر امينة حاجز الصمت وتقول بنبرة مهذبة:
-كيف حالك ايها القبطان..؟!
لقد حزنت لما اخبرني به دكتورك الخاص عن مرضك، اتمني لك الشفاء العاجل والقريب.

ليبتسم والد امينة بحزن وهو يقول بفرحة عارمة تظهر بين طيات صوتة:
-بخير الان اصبحت بخير و بشدة فما سأريد اكثر من تواجدك بجانبي يا ابنتي الحبيبة في اخر أيام حياتي.

لتقول امينة لة بتوتر شديد:
-لماذا لا تريد ان تتلقي العلاج المناسب لحالتك...؟!
،لماذا تختار دائم الاستسلام....؟!

لينظر والد امينة لها وتتمرد دموع عيونة علي مقاومتة لها ليقول لامينة بحزن شديد:
-لاني اري ان حياتي لا تمثل اي اهمية لأي شخص ،فالموت سيصبح راحه لي وللجميع.

لتقاطعة امينة بحدة وهي تقول لة بغضب شديد:
-لا لن يصبح راحة بل سيصبح هروب لذيذ لك، كفاك هروب فانا بحاجة لك ، لا اريد ان اصبح وحيدة وقت اضافي في هذه الحياة ،ارجوك تمسك بحياتك من أجلي.

لتظهر ابتسامة غالية بين ملامح حزن والدها وهو يحاول ان يستوعب ما تفوهت به امينة للتو فهي حالة نادرة الحدوث ومفاجأة لة ولامينه نفسها.

ليقتحم الدكتور وادهم جلسة والد أمينة وأمينه لتشعر أمينة بالخجل من ظهور ملامحها وهي حزينة للعلن فهي غير معتادة علي هذا الوضع فهي دائما حريصة علي ان تظهر بقوه شديدة وجبروت .

لتنهض امينة وتمسح دموعها بظهر يديها وتلتقط ادهم من ما بين ايادي الدكتور وتتجة للخروج من الغرفة لتتوقف لثواني وتلتفت بعيونها الي والدها وتقول له بلهفة:
-اتمني ان يخبرني الدكتور ان تلقيت اولي جلساتك في اقرب وقت، لن تعلم كم سيعني هذا لي.

لتخرج امينة من الغرفه باتجاة سيارتها لتخرج طاقة هائلة من البكاء بداخل السيارة جاهدت كثيرا في الداخل لإخفاءها عن الجميع ،بينما ظل ادهم ينظر لها بقلة حيلة كبيرة ولا يعلم ماذا يفعل سوي ان يمرر يدية الصغيرتين علي ظهرها ليخفف القليل من حزنها .


في مكان اخر في القاهرة بالتحديد داخل عيادة لدكتورة امراض نفسيه صديقه مقربة لمها .

قررت مها ان تزورها بشكل شخصي لتستشير رأيها بخصوص حاله امينة وهلاوسها السمعية والبصرية.

جلست مها وبدأت ان تقص كل ما بداخل قلبها بخصوص أمينة الحزبي وان تخبر الدكتورة عن ما مرت به امينة في طفولتها ما سبب هذا لها في الوقت الحاضر من امراض نفسية وهلاوس سمعية وبصرية، وبالاخص لما حدث بينها وبين فرد الأمن وأخبارة لها بانه قد شاهد أمينة في اخر مرة في الحفلة كانت تتحدث مع نفسها في الظلام و كأنها تري شخص امامها.


لتستمع الدكتورة باهتمام شديد لحالة صديقة مها لتتنهد بعمق وتشرع في اعطاء رأيها الطبي بخصوص حالة امينة لتقول بحكمة:
-اري ان المواجهة امر لابد منة في حاله صديقتك ،ففي بعض الاحيان الهروب يكون له تأثير سلبي ويساهم في تدهور اضافي لحالة المريض.

لتنظر مها للدكتورة بتسأول وهي تقول لها بتردد:
-هل برأيك ان اخبرها عن كل ما اكتشفتة في الفترة الاخيرة وعن ما شاهدة فرد الأمن...؟!

لتهز الدكتورة رأسها بالايجاب وتقول لمها:
-صدقيني، سيكون للمواجهة وقع ايجابي جدا علي حالة صديقتك في ان تتدارك تدهور حالتها لتطلب المساعدة الطبية بنفسها ويكون لديها الاستعداد الكامل لتلقية.

لتتحمس مها وتخرج هاتفها من شنطتها وتخرج رقم أمينة الحزبي، ليصدر صوت رنين هاتف أمينة لترفع أمينة عيونها وتجفف دموع عيونها لتتنهد بعمق وتنظر باتجاة ادهم المذعور من انهيار أمينة.

لتبتسم امينة له وتمد يديها لة وتقول بهدوء:
-لا تقلق يا عزيزي ، فأنا بخير الان ومازلت علي وعدي لك بيوم ممتع هيا بنا لنذهب لمطعم يعد طعام شهي للغاية.

ليبتسم ادهم من جديد ويمد يدية الصغيرتين بين يد أمينة وتتحرك بالسيارة ليرتفع صوت هاتف امينة مرة اخري برقم مها.

لتتلقي أمينة المكالمة وهي تقول بهدوء:
-انا بخير يا مها لا تقلقي، لم يصيبني مكروة ولم القي بنفسي في البحر.

ليخرج صوت مها وهي تقول بجدية:
-اريد ان أخبرك بامر ضروري للغاية يا امينة، لقد اخطأت في ان اخفي عنك حقيقة مهمة تخصك.

لتشعر أمينة بالارتباك وهي تستمع لصوت مها المهزوز الملئ بالخوف والارتباك وترقب للمجهول، لتكمل مها حديثها وهي تقول بحزن شديد لما سيؤثر حديثها علي نفسيه صديقتها الوحيدة:
-لقد قابلت فرد الامن يا امينة المكلف بحراسة الحفلة في اليوم التي قد شاهدتي فية تلك الفتاة الصغيرة وقد اخبرني بأنك....

لتجد أمينة والدتها تقف أمام سيارتها وهي تقود السيارة بسرعة كبيرة تقف أمام السيارة بتحدي وجبروت وهي تنظر في عيون أمينة بتحدي كبير وكأنة تنتظر ان تقوم بدهسها تحت عجلات السيارة.

لتتسع عيون امينة من الصدمة وتحاول ان تتفادي ان تقترب من والدتها لتفقد السيطرة علي سيارتها لتنقلب سيارة أمينة عدة مرات في الهواء لتسقط في الارض.

وبداخلها امينة وادهم غارقين في دمائهم بشدة بين اصابات بالغة قد اصابتهم في جسدهم بالكامل وفاقدين للوعي تماما وكأن قد نفذت اخر انفاسهم وفارقوا الحياه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي