الفصل السادس

«حرِر هَوَاك فَالحُب بَات مُعلنَا»
                                ***
بسم الله الرحمن الرحيم


          

سطعت الشمس فتناثرت أشعتها على البنايات وغيرها من الأشجار لتضيف لأوراقها الخضراء لمعة ساحرة كصفاء لمعة البحر التي تنقلب مع موجاته منتجة منظراً عظيماً تطمئن النفس له.


أنتبه يوسف على رنين منبه هاتفه فأغلقه وقام ليتجهز حتى يلحق ميعاد القطار قبل أن يفوته، خرج من غرفته فهاجمته تلك الرائحة الذكية التي تغلغلت داخل أنفه دون استئذان.

توجه نحو مصدرها فتفاجئ بهذا الكم من الطعام الموضوع في عُلب ورقية، جذبت والدته انتباهه بإلقائها التحية عليه:
_ صباح الخير عزيزي

رد عليها متعجباً مما يحدث فالأمر مريباً له بعض الشيء:
_ صباح النور يا أمي، من سيأكل من تلك الأطعمة؟

أجابته بتلقائية عابثة:
_ تلك الأطعمة بديلاً عن ما فسدت أمس، ألم تقل أنك تريد توزيع الطعام على المساكين والفقراء، وأنت ذاهب الآن إلى محطة القطار وهناك الكثير من العائلين بحاجة إلى مساعدة.

لمعت عينيه ممتناً لها، فكيف لا يحبها وهي عشقه، أخذ نفساً وحرك قدميه ناحيتها ثم قام بعناقها هاتفاً بنبرة مُتيمة:
_ أُحُبكِ كثيراً يا أمي

ربتت علي ظهره بحب شديد وهي تجيبه بحنو أمومي:
_ أسأل الله أن يرضيك ويرضى عنك، ويكتب لك الخير في خُطُواتِك

آمن على دعائها وهو يتراجع للخلف:
_ آمين، علي أن أيقظ علي أولاً ثم أقوم بتبديل ثيابي لحين انتهائه هو الآخر

أولاها ظهره وقام بإيقاظ علي وأمره بتبديل ثيابه وكذلك قام هو ثم ساعد ميمي على تعبئة العُلب في الأكياس البلاستيكية ومن ثم هموا بالمغادرة سريعاً قبل أن تستيقظ لينة.

وصلا كليهما باكراً إلى محطة القطار، قسم يوسف الأكياس بينهما لكي يساعدان بعضهما البعض وينهيا الأمر سريعاً، أعطى يوسف أول عُلبة طعام لأول سائل قابله فشكره الآخر ودعا له بطيب نفس، ثم تابع يوسف ما يفعله لكنه أنتبه على الفتى حين ناول إحداهن عُلبة وقال لها:
_ إدعِ الله أن يرحم أمي وأخي

انهالت المرأة بالدعوات لهما فتبسم علي بسعادة بالغة مما شجعه على إعطاء الآخرين الطعام حتى يجمع أكبر قدراّ من الدعوات لأحبته، تشكلت ابتسامة مشفقة على شفتي يوسف على حالته، ثم قام بمواصلة ما يفعله مطالباً ممن يعطيه الطعام بالدعاء لأحمد ووالدته.


بعد مرور وقت ليس بقصير، انتهوا من توزيع جميع الأطعمة، أعطى يوسف كفه للفتى الذي قام بصفع كف يوسف فرحين بذاك الإنجاز الذي أضاف ليومهم مزيج من البهجة والحماس.

استقل يوسف مقعده داخل القطار وكذلك رافقه علي في المقعد المجاور ثم سأله بفضول:
_ إلى أين نحن ذاهبان؟

علم يوسف أن تلك اللحظة قد حانت وعليه إخباره فكم سيخفي عنه الأمر؟، شهيقا وزفيراً قد فعل يوسف ثم مال بجسده للأمام ونظريه على علي يتابع ملامحه وبدأ يخبره:
_ لقد تواصلت مع عمك البارحة

استشف من علي عدم الضيق حين رأى تشدق شفتيه للجانب فسرها بالقبول لتوابع حديثه فواصل مردفاً بتردد:
_ أخبرني بقبوله على أن يُرسَل إليه واحد منكما ليعيش معه واشترط أن يكون أنت من يذهب إليه

قطب علي جبينه وسأله مستفسراً:
_ ولينة؟ ألن تأتي معي؟

زم يوسف شفتيه واكتفى بتحريك رأسه نافياً سؤاله فهتف الآخر حاسماً الأمر:
_ إذا لن أذهب إلى مكانٍ دونها

لم يعلم يوسف ما عليه قوله تلك الأثناء، حاول التفكير معه بصوت عالٍ لعله يصل إلى نقطة ترضيهم:
_ وأنا لا أمانع أن تمكثوا معانا، ومن الآن أنا متكفل بكما، لكن إذا سألتني عن رأيي سأقول لك اقبل، فهناك ستُخلق لك فرص لن تحلم بها هنا، سيوفر لك تعليم جيد، وستحظى بحياة هنيئة مرفهة، وعندما تَكبُر ستعمل في وظيفة تليق بك في سياق تعليمك

طالع يوسف الخارج بحزن وواصل ما لم ينهيه بعد:
_ سأعطيك مثالاً لعلك تحتذى به، ها أنا أجلس أمامك لا حول لي ولا قوة، درست واجتهدت وتخرجت وفي النهاية لم أستطيع أن أعمل في مجال دراستي
وفي النهاية حتماً القرار يعود لك إنه مجرد رأي لا أكثر، إذا قررت السفر سأبدأ في إنهاء إجراءات سفرك من اليوم وإذا رفضت وفضلت المكوث هنا فيا مرحبا بكما معنا.

طالع علي الفراغ أمامه وعينيه تتلألأ فيهما العبرات التي تهدد بالسقوط مردداً بنبرة متحشرجة:
_ لا أريد أن أفترق عن أختي، ستكون وحيدة بلا عائل من دوني

ربت يوسف على كتفه بآسى وحاول التخفيف عنه:
_ أختك في أمانتي أيها الفتى، أنت عاشرتني يومين هل أبدوا لك كإنسان غير مسؤول تخشى ترك شقيقتك معه؟

التفت علي برأسه ناظراً إليه وقد سقطت على مقلتيه العبرات التي حاول جاهداً إخفائهم وأردف بمزاج غير سوي:
_ لا يوجد لدينا من يعولنا غيرك يا يوسف!

انعقد حاجبي يوسف تلقائياً متأثراً بحديثه، جذبه من ذراعه وعانقه بقوة فردد علي من بين بكائه:
_ سوف تقوم بالإعتناء بها جيداً، أليس كذلك؟

تراجع يوسف ليطالعه وأخذ وعداً أمامه:
_ أقسم لك بأنني سأفعل ما بوسعي لكي لا تكون بحاجة إلى شيء، ولطالما لم تنقطع أنفاسي بعد لن أُشعِرها ثانية بنقص، عليها فقط أن تشير إلى ما تتمناه وأنا أحققه قبل أن ترمش بأهدابها، لا تقلق ستكون في حمايتي إلى أن تعود إليها سالماً.

حرك علي رأسه مراراً وتابع كليهما سفرهم إلى البلدة، نجح يوسف في استعادة جميع أوراقهم وعاد بعلي إلى منزله بعد غياب الشمس.

في غصون عِدة أيام، استطاع يوسف إنهاء جميع الأوراق اللازمة لسفر علي، وقف يشير إليه من بعيد مودعاً إياه، فرت دمعة من عينيه حين اختفى علي خلف باب الطائرة.

عاد يوسف بأدراجه إلى منطقته بعد أن أطمئن بتحليق الطائرة، لم يود مواجهة لينة باكراً كما أنه لم يفضل العودة قبل أن يطمئن بوصول الفتى أولاً.

جلس على مقهى قريبة من منزله ولم يبعد الهاتف عن عينيه ثانية، فلقد أوصى عمه بأن يخبره فور لقائهما، تمر الثوانِ عليه وكأنها دهراً، لا يستطيع التحمل كل هذا الوقت، كاد أن ينهض إلا أن اقتحام صديقه قد منعه حين عاتبه بقوله:
_ كلما سألت عنك يخبرونني بأنك لست موجوداً، أسبوعان يا يوسف لا تسأل فيهما عن صديقك؟

اعتذر منه يوسف بلهجة مشحونة بالتوتر:
_ اعتذر منك يا بلال، لكنه ظرف طارئ اضطررت إلى الإنشغال به، سأقصه عليك لاحقاً

أعتلى بلال المقعد المجاور له متسائلاً بفضول حول تلك الظروف الغامضة:
_ ولما لاحقاً، أخبرني الآن

أسبق يوسف بالرفض فمزاجه لا يمسح له بالنقاش حالياً:
_ لا ليس اليوم، لست في مزاج يسمح لي بالحديث

نهض عن كرسيه تحت نظرات بلال المتعجبة من حالته، توقف عن الحركة حين شعر بإهتزازة هاتفه معلناً عن وصول رسالة، أسرع في فتح هاتفه ليتمعن الرسالة الواردة.

تقوس ثغره بإبتسامة عريضة ناهيك عن شعور الراحة الذي راوده حين رأى صورة علي برفقة عمه، أغلق الهاتف وأعاد وضعه في جيبه ثم التفت إلي بلال الذي مازال يطالعه مندهشاً لما هو عليه.

جلس يوسف حيث كان هاتفاً بنبرة أكثر راحة:
_ حسناً، لا تحملق بي هكذا، سأخبرك

بادله الآخر ابتسامة عفوية، فبدأ يوسف في قص ما مر به من البداية تحت نظرات بلال المذهولة لما يقع على أذناه.

انتهى يوسف من الحديث رافعاً كتفية للأعلى مع زمه لشفتيه مردفاً:
_ أرأيت الآن ما أصاب رأس صديقك!

أخرج بلال تنهيدة مهمومة فلديه هو الآخر نصيباً من المصائب يجهلها يوسف:
_ لا أعلم يا صديقي هل علي مواستك أم عليك أنت مواستي

ضاق يوسف بعيناه عليه متسائلاً بقلق قد تمكن منه:
_ ماذا لديك أيضاً؟

تشدق بلال وهو يقلب عينيه ثم بدأ حديثه بتأفف:
_ لقد أتت شقيقتي صباح اليوم باكية، لقد تطاول عليها زوجها، حينها فارت الدماء في عروقي وكدت أن أقتله لكن أبي قد منعني من التعرض له، وإلى الآن لم يخمد غضبي، بل يزداد كلما تذكرت مظهر شقيقتي 

انتفض يوسف من مكانه فأثار الذعر في نفس بلال وسأله مستفسراً:
_ ماذا هناك يا بُني؟ لما نهضت هكذا فجاءةً؟

بلهجته الحادة التى لا تريد نقاش هتف:
_ انهض، علينا الذهاب

نهض بلال عن مقعده وهو يكرر سؤاله الفضولي:
_ أخبرني إلى أين نحن ذاهبان؟

"سوف نذهب للقصاص لشقيقتك"
هتف بهم يوسف ونبرته لا تبشر بالخير، لحق به بلال وأمسكه من ذراعه مرغماً إياه على التوقف وقال محذراً:
_ انتظر، ماذا تنوي القيام به، حذرني والدي بأن لا اقترب منه، حتماً إن حدث له مكروه، فمن سيكون موضوع اتهام سواي؟

حرر يوسف ذراعه من بين قبضتي صديقه وببرودٍ يشوبه السخرية قام بتوبيخه:
_ يا صغير والدك، لقد تطاول الرجل على شقيقتك، وأنت مازالت تخشى والدك؟!

حرك رأسه باستنكار مختلط بالإستهزاء وتابع سيره إلى الأمام، تسببت كلماته في إشعال نيران المروءة لدى بلال الذي احتقن وجهه وفارت دمائه، وعزم على أن يكسر ضلوع شبيه الرجال هذا.

تحرك خلف صديقه بخطوات راكضة لا يرى أمامه سوى القصاص لشقيقته التى هانها زوجها وألقنها ضرباً مبرحاً بكت بغزارة إثره.

وصلا كليهما إلى البناية التي تعود إلى ذاك الدنئ، كاد بلال أن يهم بالصعود إليه إلا أن يوسف تريث ومنعه فنظر إليه متعجباً من أمره:
_ لماذا أوقفتني؟

شرح له يوسف خطته بهدوء وهو يتابع المكان من حولهما:
_ لن يُحل الأمر هكذا ولا أريد أن يرانا أحدهم، سوف ننتظر إلى أن يظهر هو ثم نتبعه إلى تأتينا الفرصة ونلقنه درساً يفكر بعده مئات المرات قبل أن يعيد تكرار فعلته

كز بلال أسنانه بعصبية فلا يطيق الإنتظار حتى يلقن ذاك المعتوه درساً لن ينساه طوال حياته، مر الكثير من الوقت حتى ظهر مرادهم وهو يتغنج بجسده مع تغريداته التى تدل على رونقه صفوه.

تبعوه إلى حيث يذهب ومن حُسن حظهم أنه ذهب من زقاق جانبي من بين البنايات، استغلوا تلك الفرصة الثمينة وحاصروه، أحدهم قد ظهر له من الأمام والآخر من الخلف لكي لا يمكنه الهروب من بينهما.

اقترب منه يوسف أولاً وعيناه ينطق منهما الشر، لم يبذل مجهوداً في الصراخ عليه فكان دوماً يستعمل أسلوباً مبسطاً لكن الجميع يهابه، هدوء يشوبه التهديد في نبرته أردف وهو يلاصق صدره:
_ اليد التي تُرفع على النساء لا تستحق أن يُكتب في بطاقة مالكها ذكراً، يا أشباه الرجال أنت

هتف كلمته الأخيرة باستهزاء ثم ضربه برأسه فسقط الآخر أرضاً هاتفاً بحنق:
_ ماذا تفعلون أيها الحمقى، قسماً بالذي خلق الكون سـ..

قاطعه يوسف بنبرة صارمة:
_ لا تقدر على فعل شيء، هل لديك فكرة أيها السافل لماذا؟

صمت حين جذب انتباهه ثم سحب هاتفه وقام بالعبث فيه لثوانِ وتابع ما لم ينهيه مهدداً بعد أن وضع الهاتف أمام نظري الرجل:
_ هل ترى كم من المصادر الأمنية لدي، جميعهم بلا استثناء ذوات رُتب ومكانة مرموقة، أقل مصدر فيهم يمكنه إنهائك، وأنا لا أتمنى لألد أعدائي التعامل معهم مطلقاً، لأنهم لا يحبون من يخطئ وإذا وقع بين أيديهم من هم مثلك يرسلوه في رحلة أبدية إلى السماء.

ارتاب الرجل تهديد يوسف وسأله بنبرة مرتجفة:
_ ماذا تريد الآن يا يوسف؟

حاول يوسف منع ضحكاته من التسرب من شفتيه حتى لا تضيع هيبته التي فرضها عليه، أخذ نفساً ليواصل الحوار أمامه على نفس نبرته الحازمة:
_ تذهب إلى زوجتك وتعتذر منها، وكن متأكداً إن تكررت وقاحتك تلك مرة أخرى لن أتي إليك بمفردي، سآتي برفقة هؤلاء وأنت على علم ماذا يمكنهم فعله معك.

أماء له بتفهم فانسحب يوسف برفقة بلال الذي انبهر من طريقة صديقه في تهديد الرجل، انتظر بلال حين ابتعدا كليهما قدراً كافياً عنه وهتف معجباً به:
_ ما الذي حدث للتو؟، لقد أفحمت الرجل ولم يستطيع الرد عليك، هل سرت مهماً وأنا لا أعلم يابُني أم ماذا؟

قهقه يوسف على حديث بلال وعلق ساخراً:
_ المسألة ليست كما تظن، أنهما فقد زملائي في الخدمة العسكرية، كنت ألقبهم بتلك الأسماء كنوع من التسلية لا أكثر

ضرب بلال كفاً على الآخر لا يصدق أنه افتعل كل ذلك من خلف اكذوبة وضيعة لا يصدقها عقل، عادوا إلى حيث جاءوا فتفاجئ يوسف بهرولة زياد نحوه، وقف أمامه وتحدث فور وصوله بأنفاس لاهثة:
_ لقد تعرضت لينة للضرب يا يوسف..

انتفض يوسف من مكانه مذعوراً، تحولت ملامحه ولم يستطيع كبح جِماح غضبه الذي ظهر في نبرته المنفعلة:
_ من تجرأ وفعل ذلك؟

أخبره زياد من بين أنفاسه اللاهثة بسبب ركضه إليه:
_ كنا نلعب بالكُرة أمام بيتنا مع مجموعة من الفتيان فقامت لينة بركل الكُرة في وجه أحدهم فثار الآخر لفعلتها وصفعها بقوة، لكنني لم أصمتـ..

لم ينتظر يوسف سماع المزيد بعد، فتوجه بخُطاه عائداً إلى منزله ووجه يميل إلى الإحمرار من فرط غضبه، تفاجئ بجلوس الفتاة أمام بوابة البناية خاصتهم تبكي.

اتسعت حدقتاها حين رأت يوسف يتقدم منها، نهضت عن مقعدها وهرولت نحوه ثم هتفت وهي تعانق ساقيه:
_ لا تتركني مرة أخرى.

ملس يوسف على خصلاتها بحنو، أوصد عينيه لبرهة يحاول استعادة رونقه لكي لا يخيفها بحدته الطاغية الآن، زفيراً قوياً أخرجه على مهل وردد بنبرة أكثر هدوءً:
_ لن أتركك عزيزتي، تعالى معي

مد لها يده فاختفت يدها ما أن وضعتها داخل كفه، أغلق عليها يوسف وتقدم إلى الأمام وهو يتسائل عمن فعل ذلك بها:
_ من قام بضربك يا لينة؟

أجابته وهي تشير بإصبعها على فتى ما يلعب على مقربة منهم:
_ هذا هو يُدعى أمجد

حرك يوسف رأسه بتفهم وتابع سيره حتى وصل إلى الفتى، وضع يده على كتفه من الخلف وأرغمه على الإلتفاف إليه، ومن بين أسنانه المتلاحمة صاح به بنبرة أرعبته:
_ كيف تجرأت وقمت بضربها؟

دفع الفتى يد يوسف بعيداً عن كتفه وهتف بعدم احترام:
_ هي من بدأت بذلك فلتنال جزائها

رفع يوسف حاجبيه مستاءً من وقاحته، التفت برأسه حيث تقف لينة وأمرها قائلاً:
_ أعيدي له صفعته

تفاجئت لينة بأمره، كذلك تفاجئ الجميع مما يريده يوسف، تدخل بلال محاولاً حل تلك المسألة بقوله:
_ اهدأ يا يوسف إنه فتى صغير مثلها تماماً

أعاد يوسف تكرار ما قاله وكأنه لم يصغي إلى حرف مما تفوهه صديقه:
_ قلت لكِ أعيدي له صفعته

نظرت إليه الفتاة بذهولٍ تام وبتردد كبير رفعت ذراعها للأعلى و..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي