الفصل السادس

لا يمكننا الاستغناء عن حكم وأقوال أجدادنا لأنّ بها من العبر والدروس ما يفيدنا في حياتنا، ويحمينا من الوقوع في أخطاء من سبقونا، لأنهم عاشوا العصور القديمة.
خير لك أن تشعل مصباح ضئيلاً لا يكاد يرى من أن تنفق وقتك في استمطار اللعنة على الظلام.


وصلت أمينة الي منزلها لتقترب من الباب لتشرع في الدخول لتجد من ينتظرها في الظلام بجانب منزلها في صمت وعيونة ترتعش من الخوف والذعر فيبدو انه قد انتظر أمينه وقت طويل ،
لتتسع عيون أمينة من الصدمة وهي تقول بلهفة كبيرة وابتسامه ضخمه تعتلي وجهها:
-حمدا لله كثيرا اني رأيتك من جديد فقد كان بالي منشغل بالتفكير بكي من فتره كبيرة.

لتخرج من الظلام فتاة صغيرة فقد كانت تلك الفتاة المذعورة التي استنجدت بأمينة من وجود اشخاص يركضوا خلفها،اقتربت الفتاة من امينه لترتمي بين أحضانها وهي تقول بلهفه كبيره:
والدتي قد توصلت لي،وركضت حتي اهرب منها من ان تفتك بي.

لتمرر أمينة يديها علي شعر الفتاة بفرحة لتبث القليل من الامان والهدوء النفسي داخل نفس الفتاة فمن الواضح انها تعاني من الكثير والكثير من معامله والدتها السيئه لها وهي تقول بنبرة هادئة:
-لا تخافي فانتي الان بين يدي وتحت حمايتي ،سافعل كل ما بيدي لاتوصل لوالدتك وامنعها من ان تعاملك بطريقة سيئة،هل اطمئن قلبك الان؟!


لتبتسم الفتاه بفرحة كبيرة وتهز رأسها بالايجاب ، لتمد أمينة يديها لها وتقول بفرحة:
-اني اتدهور من الجوع، لم أكن امر بيوم جيد ابدا ومن عادتي عندما اشعر بالسعادة ابحث عن طعامي المفضل لتتضاعف سعادتي،هل لي ان اختار البيتزا فهي طعامي المفضل،هل تفضليها؟!

تحدثت الفتاة بخجل وهي تقول بابتسامة خجولة:
-نعم،احبها كثيرا فهي طعامي المفضل انا ايضا.

لتدخل أمينة منزلها ومعها الفتاة لتجلس الفتاة علي استحياء علي الاريكة في انتظار امينة ان تبدل ملابسها،نهضت الفتاة من علي الاريكة لتقف أمام حائط الشهادات الفخرية التي تحمل اسم أمينة الحزبي.

لتخرج امينة بعد ان ارتدت ملابس مريحة للمنزل لتري الفتاة تنظر بتركيز للشهادات لتقترب منها وهي تبتسم لها وتقول بتسأول:
-ما الذي يشغل تركيزك الي هذة الدرجة؟!

لتقول الفتاة بهدوء نسبي:
-اتسأل متي نجحتي كل هذا النجاح ،لتحصلي علي كل هذه الشهادات؟!

لتظهر علامات الدهشة علي وجه أمينة فتسأول الفتاة يدل علي ان عقلها يسبق سنها بالكثير، لتبتسم الفتاة بابتسامة بريئة وهي تقول بخجل:
اخشي ان اكون احزنتك؟!
فقد كان سؤالي حتي اصبح مثلك فانا فخورة جدا بكي.

لتبتسم أمينة وهي تمرر يديها علي وجنتيها و تقول بحب:
-أسال الله ان يكتب لكي مستقبل مشرق وباهر .

ليرن جرس الباب لتنهض أمينة من جانب الفتاة لتستلم البيتزا لتتناول طعامها بسعادة اخيرا هي والفتاه الصغيره بعد يوم متعب و شاق جدا بالنسبة لامينة.

لتعود امينة وهي تقول بترحيب:
-لا تتخيلي مدي السعادة التي اشعر بها لوجودك هنا معي بأمان.

لتصمت أمينه لثواني ويراودها سؤال مهم في تفكيرها ،لتجلس امينة وتقول بتسأول للطفلة الصغيرة:
-اتسأل كيف وصلتي الي عنوان منزلي فلا احد يعلم أين اسكن؟؟

ليظهر ملامح التوتر والارتباك علي ملامح الطفلة الصغيرهة لتقول بتردد:
-لقد ذهبت مرة اخري إلي مكان الإحتفال لاسأل الحارس عن عنوانك وقد ساعدني بإخلاص لاصل لمنزلك.

لتبتسم أمينة للفتاة وجلست بجانب الفتاة ليمضيان وقت ممتع في الحديث حول حياة كلا منهما ،ومشاهدة التلفاز
لتجلس الفتاة في حضن أمينة لتستمد من خلال احضانها لشعور الأمان والحب التي لا تشعر بهم ابدا مع والدتها .

ويالله كم لمس قلب امينة بالفتاة و احتواءها داخل احضانها بحب وحنان ،فقد كان العكس صحيح فقد كانت امينة من هي التي تستمد شعور الامان والحب من الطفلة.

شعرت أمينة لاول مره مشاعر الأمومة الجميلة التي كانت تشرحها مها لامينة مطولاً، لكن الاحساس لا يصل ابدا لامينة ابدا ، لكن في هذة اللحظة بين احضان تلك الصغيرة التي شكل حضنها بالنسبة لامينة العالم بأكملة.

لتغفي أمينة بجانب الفتاة ليمضيان اجمل وقت مر عليهما هما الاثنين، الطفلة تستمد شعور الامومة من امينة وامينة هي الاخري استمدت شعور الامومة من حضن تلك الصغيرة.


مع اشعة شمس يوم جديد علي مدينة القاهره مع تسلل اشعة الشمس من النافذة لداخل منزل أمينة ،لترفرف امينة بعيونها برقة لتحرك عيونها وهي تململ علي الأريكة بكسل ممتع.

لتفتح امينة عيونها و هي تبحث عن الفتاة حولها فمن المؤكد انها استيقظت قبلها،لتنهض أمينة وعلي وجهها ابتسامة هادئة لم تظهر علي وجهها منذ فترات طويلة.

فهي لأول مرة تغفي دون احلام مزعجه جدا كما يحدث لامينة يومياً من كوابيس مزعجة جدا لها،هل وجود طفل في حياة امينة كان له هذا الوقع السعيد؟
هل شعور الامومة كفيل بان يمحي كل تلك الآثار السيئة في حياة امينة،ويستبدلها بشعور بالأمان والاستقرار والسعاده؟
ما السر الذي يكمن في احضان تلك الصغيرة؟

فتلك الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة وتريد ان تحتمي بأمينة لعلها تجد طوق النجاة، ابتسمت امينة بحب وارتفع صوتها وهي تنادي باسم الفتاة لكن كان الصمت سيد الموقف.

لتنهض امينة من مكانها وتبدأ ان تبحث في المنزل عن الصغيرة لتجد المنزل فارغ تماما، لتتنهد أمينة بحزن فمن المؤكد ان الطفلة الصغيرة قد رحلت خوفا من بطش والدتها.

لتتذكر امينة حديث دار بينها وبين الطفلة وهي علي وشك ان تخلد في النوم بين احضان امينة لتقول لها بحزن دفين:
-انا اطلب من الله واتمني ان تكوني انتي والدتي ،ليست هي والدتي الحقيقه.

لتصمت أمينة وهي تقرر انها لن تقف ابدا مكتوفة الايدي امام بطش والدتها وما تفعله مع تلك الصغيرة،ستفعل كل ما بوسعها لتنقذها قبل فوات الاوان.

رن جرس الباب ليعلن عن وجود زائر لامينة لتتجة امينة باتجاة الباب وتجد مها قد حضرت ومعها الطعام المفضل لامينة،فمها قد قررت انها ستحضر اليوم في منزل أمينة لتخفف عنها احزانها، وليس هذا كل شئ بل ستدفعها لان تزور اليوم الطبيبة النفسية،فهي تسعي لان تصبح امينة بأحسن حال.

أبتسمت أمينة وهي في قمه سعادتها لتتفأجأ مها برد فعل امينةوسعادتها المفاجئة،ففي المساء كانت منهارة تماما وتعاني من حاله نفسية حادة.

ما الذي حدث في خلال الليل ؟
ليتغير حالها الي الافضل، لتقرر امينة ان تتحدث وتكسر الصمت وتقول بلهفة كبيرة:
-لقد وجدتها يامها ،وكأن الله قرر ان يمنحني القليل من السكينةوالصبر ليله أمس.

لتظهر علامات الدهشة علي ملامح مها وتقول بتسأول:
-علي ماذا تتحدثين ؟ وماذا حدث ليتحسن حالتك المزاجية والنفسية لهذة الدرجة؟

لتظهر ابتسامة كبيرة للغاية علي ملامح امينة وتتحدث بفرحة كبيرة:
الفتاة الصغيرة التي استنجدت بي وطلبت مني ان احميها من والدتها.

لتنظر امينة لملامح مها والتساؤل والحيره يظهر عليهم، لتكمل امينة حديثها وهي تقول:
-في الحفلة يا مها،لقد تعرفت عليها يوم الحفلة.

لتظهر ملامح السعادة علي ملامح مها وهي تستمع لحديث امينة،وهي تشعر لها مدي احساسها بالسعادة والراحة مع وجود تلك الطفلة في المنزل ليله امس لتقول امينة:
-لقد امضيت ليلة امس بالكامل بين احضاني،لقد كنتي محقه بخصوص شعور الامومة ،انه شعور مميز جدا يامها ،لقد شعرت ان قدماي لا تلمس الارض ابدا.


لتكمل امينة حديثها وهي تقول بفرحة:
ليله امس هي الليلة الوحيدة التي امضيتها بدون كوابيس،
اتمني ان اتبني تلك الطفلة الصغيرة يامها لما شعرت بجانبها بالحب والامان،ليكمل كلا مننا ما ينقص من مشاعرة لدي الاخر.

لتمد مها يديها لتحتوي يد امينة لتشاركها فرحتها وسعادتها البالغة لتقول بسعادة غامرة تسكن وجدانها:
من الواضح ان تلك الصغيرة قامت بدور افضل اخصائي نفسي، لا تتخيلي مدي سعادتي برؤيتك بهذا القدر من السعادة والاستقرار، وسأسندك للنهايه حتي تحصلي علي تلك الطفلة بشكل قانوني.

خرجت امينة ومها باتجاة المنظمة لمتابعة عملها بجد ونشاط كعادتهم ،انشغلت امينة بتلقي طلبات حماية الاطفال ومتابعة ما يمر بها كل الاطفال التي تم انقاذهم من امور تعليمهم وصحتهم وأحوالهم النفسية.

فأمينه تسعي دائما للحفاظ علي جميع الاطفال، ولا يتعرض اي منهم لاي أذي او يحتاج اي طفل بينهم لاي شئ دون ان يستجاب له افراد المنظمة فورا.

في اثناء متابعة أمينة لاحوال الاطفال قد شاهدت ادم وهو يركض بفرحة وسعادة كبيرة بين الأطفال وقد شفت جميع جروح وكدمات وجهة وجسدة تماماً ، اصبح طفل طبيعي يعيش حياه طبيعية سعيدة ،كما قدر الله له.

لتبتسم أمينة بسعادةوهي تشرد في افكارهاوهي تتخيل طفلتها الصغيرة التي تسللت داخل قلبها بدون استئذان وقد احتلت قلبها بالكامل بعد ان تتبناها امينة وتصبح والدتها الفعليه ،فمن المؤكد انها ستسعي لان تكون اسعد طفلة في الكون بالكامل.

اقترب فرد امن المنظمة من أمينة ليقول لها باحترام بالغ:
-يوجد ضيف بالخارج يطلب مقابلتك يا استاذة أمينة،
ماذا اخبرة؟

لتقول امينة بتسأول:
-ألم يخبرك من هو؟

ليهز فرد الأمن رأسة بالرفض لتخبرة امينة بأن يسمح له بالدخول ،فمن المؤكد انه ضيف يطلب مقابلتها ليطلب منها ان تساعد طفل يعاني من معاملة سيئة.

ما ان مرت ثواني حتي اقترب شاب يافع في اوائل الثلاثينات، اقترب من امينة علي استحياء ليبتسم بخجل ويقول بجديه:
-اعتذر لقدومي بشكل مفاجئ ،لكن تأكدي يا استاذة امينة لم اغادر بورسعيد حتي أتي الي القاهره الا لغرض مهم جدا وهو انقاذ حياه شخص مريض للغاية علي مشارف الموت.

لتنظر له امينة بتسأول لتقول له بحيرة:
-تأكد اني لن اتهاون ابدا واخاطر بحياة شخص علي مشارف الموت،لكن احتاج ان تعلمني بمزيد من التفاصيل.

ليقول الشاب بمهنيه:
انا الدكتور المختص بعلاج والدك، واوكد لكي ان حالة والدك متدهورة للغاية فهو علي مشارف الموت يرفض ان يخضع الي العلاج الكيميائي لننقذ حياتة من الموت، يستمر باخباري دائما ان كل ما يتمناة قبل وفاتة ان تقبلي وجودة في حياتك من جديد.

لتتغير ملامح امينة للدهشة بعد ان وصل الي مسامعها كلمه والدك ، لكن كانت امينة في حيرة من امرها،
هل ارتبكت بسبب ما فعله والدها بها ومحاولتها ان تتناسي وجودة بشتي الطرق؟
،ام هل ارتبكت امينة بسبب سماعها لحديث الدكتور وهو يتحدث بان والدها مصاب بمرض خطير جدا ويرفض ان ينقذ حياتة؟

مع ارتباك امينة وتخبط مشاعرها امام دكتور والدها لم تعلم ماذا يتوجب عليها فعلة أو ما سيكون موقفها؟!

لكن كعادة أمينة بسبب كل ما مرت به في السابق ،قد تغيرت ملامحها للجمود وقالت للدكتور بحدة وبغضب دفين:
-لقد كنت ارغب بشدة ان اساعدك لكن للاسف الشديد اضطر الي ان انهي حديثنا فلدي العديد من الاطفال التي يتوجب علي الاهتمام بهم.

ليصاب الدكتور بخيبة أمل قاسية ويأس شديد لينظر لامينة ويقول لها بحزن دفين:
-سأترك لكي رقم هاتفي وعنوان المشفي ان رغبتي في يوم بأن تساعديني.

ليمد الدكتور يدية بكارت يحمل ارقامة وعنوان المشفي ويغادر بهدوء بخيبه امل قوية بعد ان فشلت محاولتة بانقاذ مريضة وإقناعة بوجود ابنتة الوحيدة لان يتلقي علاجة المناسب لحالتة.

وقفت امينة تنظر للدكتور وهو يغادر تحت انظارها ورفعت يديها بالكارت الورقي ليمر داخل عقلها كل ما حدث لها في طفولتها ،ليظهر ملامح الغضب والاشمئزاز علي وجها لتشرع بأن تمزق الكارت وتلقية في الارض لكي يهدأ قليلا الم قلبها.

بدأت امينة في تمزيق الكارت لكن توقفت وهي تنظر لة لتقرر ان سماحة قلبها بمساعدة الجميع لن يسمح ابدا بان تترك والدها في تلك الظروف، فمن المؤكد انها تشعر بالغضب الشديد الان منة لكن من يدري ما ستؤول اليه الامور لاحقا .

فمن الممكن ان يتغير مشاعرها غدا فهي تشعر ان حياتها بالكامل ستنقلب رأسا علي عقب بظهور تلك الصغيرة لتحولها الي سعادة بالكامل.


في مكان اخر بالتحديد في المكان الخاص بإقامة الحفل الخاص بالمنظمة

توقفت مها بسيارتها امام المكان لتلتفت حول نفسها وهي تنتظر بخروج فرد الأمن لكنها يقابلها الهدوء في كل مكان.

لتستمع مها الي صوت خطوات تركض باتجاهها وهو رجل يرتدي زي فرد امن لتتقدم مها باتجاهة وتقول بتحية:
-السلام عليكم ،ارغب في ان اقابل فرد الامن الذي كان مكلف بحراسة المكان في يوم الحفلة.

ليبتسم فرد الأمن بوقار وهو يقول بطاعة لمها:
-تفضلي يا سيدتي، ها انا امامك.


لتبتسم له مها باحترام وتقدير لمجهودة الضخم عرفانا لما فعلة ما تلك الصغيره لتقول لها:
-اشكرك للغاية علي مساعدتك للطفلة الصغيرة في ان ترشدها لمنزل امينة الحزبي، لاتعلم كم هذا يشعرني بالفخر والسعادة.

ليتغير ملامح وجة فرد الأمن للتسأول وهو يقول لمها بدهشة:
-لا اعلم عن ماذا تتحدثين يا استاذه؟ فانا لم اري اي اطفال او لم يحدث ان ارشدت اي شخص لعنوان استاذة امينة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي