الفصل15
اسفة للتأخير بس والله كنت تعبانة
الفصل السادس عشر
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
كان يجلس مع زوجته بغرفة نومهما، كان الصمت مسيطر عليهما، صمت يثير قلقا في نفوسهم، كانوا بداخلهم يتمنون أتن يكون الشك حقيقة، سعادة تشوبها القلق، وخوفا من ألام الماضي التي لم تندمل جراحها بعد، كانوا كالمريض الذي يرجوا من الله الشفاء ويكره الدواء لمرارته، ولكن يجب أن تنظف الجروح لتلتئم بعد تنظيفها، قطع الصمت حديثهم الذي، دار بينهم
تحدثت بقلق، فاطمة : مصطفى، تفتكر ممكن ربنا يكرمنا ويكونوا هما، نفسي يكونوا هما، وفي نفس الوقت خايفة يكرهونا من غير ما يعرفوا كل اللي حصل
نهض من مقعده بهدوء، وروية وذهب تجاهها يربت على كتفها محتضنا إياها...
مصطفى: اهدي بس يا فاطمة، ان شاء الله نلاقيهم وهنفهمهم كل اللي حصل، صدقيني عمري ما هسيبهم لحد يأذيهم أو يبعدهم عننا، وبعدين ده لسة شك انهم يكونوا هما
عادت نظرات القلق تملأ عينيها مرة أخرى،
فاطمة: تفتكر الأمل يكون راح تاني يا مصطفى، أنا تعبت خلاص، نفسي الاقي ولاد أختي اللي اتحرمت منهم، أنا مش قادرة استحمل تأنيب الضمير أكتر من كدة
لتنهمر دمعاتها من الحزن على ماضٍ أليم، ماض فرق الأحبة، وجعل الإخوة أعداء، والسبب مجهول لكل الأطراف، ليحاول تهدئتها وبث الأمل فيها مرة أخرى
مصطفى : متقلقيش بإذن الله كل حاجة هتكون كويسة، مش انتي قلتي إن هنا عزمت رؤى عشان تيجي من بدري تساعدها في التجهيزات اللي هتعملها....ساعتها بس هنشوفها ويمكن انتي تقدري تقعدي معاها ...ويمكن أول متشوفيها تعرفيها...
وانا كمان هكلم حسام اسأله عمل إيه.....
فاطمة وقد هدأت دمعاتها قليلا، لتتساءل بتعجب: حسام ! صاحب سليم !
تسأله عمل إيه في إيه ! مش فاهمة!
ليتنهد وهو يجيبها، مصطفى : سليم كان كلمه وطلب منه يكلم صاحبه ضابط، وادى له الأسماء وعرفه الموضوع، وهو قاله هيكلمه، وطمن سليم
لتبادر الحديث بلهفة واضحة، فاطمة : بجد يعني في أمل يكون عرف هما مين، الحمد لله، طب كلمه دلوقتي شوفه عمل ايه
ليجيبها بتأكيد وهو يرفع الهاتف صوب عينيه، حتى يهاتفه، بأمل قد تجددت خلاياه
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍
في المشفى كان الجميع ملتف حولها عقب معرفتهم بإفاقتها.... كانت ترى اللهفة الواضحة في عيون الجميع.... حبا صادقا جعلها تحمد الله على مصابها.... مصاب جعلها ترى المحبة الصادقة في عيون أحبتها.... جعلها ترى مدى عشق زوجها إليها....وعلمت قدر محبتها عند والديها.... ومحبة صادقة اكتسبتها من أخوان صنعهما لها القدير... ووالدة ثانية أعطتها محبة صادقة تمنت أن تحدها من زمن بعيد.... كانت تتأمل وجوه الجميع بمحبة صادقة... ورغم ما بها ظلت تحمد الله على ما أعطاها... وهنا يرى الله عباده الشاكرين لنعمته النابعة من قلب الألم... تذكرت لحظة إفاقتها وحالة الهلع التي أصابتها ....خوفا من فقدان صفيريها....لترى زوجها يحاول تهدئتها من حالتها تلك عبر إخبارها أن كلا الصغيرين على قيد الحياة....ولم يصبهما مكروه.... ولكن كونهما ولدا قبل وقتهما; تم وضعهما في الحضانة الخاصة بالأطفال.... كانت في حالة عدم التصديق... لتطلب رؤيتهما... رغم خطورة وضعها ساعدها زوجها وأخذها لرؤيتهما حتى يطمئن قلبها.... وعند رؤيتها لهم أدركت أن في شدة أزمتها كان الله معها ونجى لها صغيريها من الهلاك.... ظلت تنظر لهما طويلا حتى وجهدت لسانها ينطق باسميهما، رحيم، وريان... حمدت الله كثيرا وعادت لغرفتها بقلب مطمئن....
تفق من شرودها على صوت والدتها تحثها على تناول الطعام حتى تتمكن من المغادرة قريبا.... وكذلك والدة زوجها تقف من الطرف الآخر بصحن كبير به الكثير من الفواكه.... يحاولان إطعامها نظرا لإصابة يدها.... وكان والدها وزوجها يقفون بابتسامة لما يحدث …. وهي تحاول إثنائهم عن الأمر...
الأم : يلا يا نوجة انتي لازم تكلي كل الأكل ده عشان تخرجي من هنا
ناهد : أيوة لازم تخلصي كل الأكل اللي في الصحن ده، عشان تقدري تقومي بالسلامة
لتقول بنبرة راجية، نجلاء : والله العظيم شبعت يا ماما، انتوا من ساعت ما فوقت وانتوا بتزغطوني زي البطة، وانا خلاص والله حاسة إني هنفجر
لتقول حياة بنبرة مرحة : بعد الشر عليكي يا نوجتي، وبعدين انتي طايلة الدلع ده كله، ده الواحدة نفسها في شوية دلع بس، اقول لك على سر بس ميلي شوية كدة خديني جنبك، أصل القاعدة دي بتفكرني بيوم ولادتي
لتمثل التذكر، ياااه كانت ليلة زي ال ....
ليقطع حديثها زوجها، مروان : العسل، فرجت علينا امة لا إله إلا الله، ولا اللي حصل، دي داخلة تولد وتقولي إياك تبص للدكتورة أصلها حلوة وعنيها ملونة
لينفجر الجميع ضحكا، ليقول حسام : لا وكله كوم وهي بتقول لك طلقني يا مروان، انت السبب،
مروان : اه والله زي مكون واخدها غصب
لتنظر نظرة نارية ، حياة : بقي كدة يا حضرة الضابط، مش عجباك دلوقتي، على العموم الكنبة نومها مريح جدا
مروان : إحم إحم لا بس والله كانت ليلة حلوة، يعني الكنبة مش حلوة خالص يا عمي للنوم، ولا ايه رأيك
نظر له ياسين بصدمة وقد اتسعت حدقتيه على أقصى درجة، ليذهب تجاه أخته الكبرى مائلا نحو أذنها متحدثا بخفوت،
ياسين : نوجا اللي يشوف جوز اختك مروان في الشغل يقول أسد الداخلية، واللي يشوفه في البيت مع اختك يقول توتو
لتنفلت ضحكتها يرافقها الألم، ليتجه إليه ممسكا إياه من ياقته كاللص،
مروان : بتقول إيه يا ياسين، سمعني كدة يا حبيبي، أصلي مقدرتكش من زمان إيه رأيك
ياسين : والله ده انا بمدح فيك وبقول عليك أسد الداخلية، بس لااا تقدير تاني لا
مروان يتركه وهو يهندم من ياقته :اه إذا كان كدا ماشي
لينظر حماه تجاهه، يعلم جيدا أنهم يحاولون إخراجها من حالتها تلك
لتتجه رفيقتها نحوها تطمئن عليها،
إيمان : حمدلله على السلامة يا نوجتي، قولي لي بقي انتي ليه سميتيهم رحيم، وريان
حياة : اه نفسي اعرف والنبي يا نوجا ايه السبب
تبتسم لهما بابتسامة صغيرة وتلتقي عينيها بعيني زوجها الحبيب، وتخبرهم بسبب التسمية
نجلاء : سبب تسميتهم اني ربنا سبحانه وتعالى كان رحيم معايا في شدة أزمتي، ورحمني أكتر لما نجاهم ليا، وعشان كدة سميت الكبير رحيم، والصغير كنت حاسة انه تعبان لكن ربنا رواه من رحمته وعطفه، فسميته ريان
كان الجميع ينظر لها نظرات جمعت بين الحب والاحترام والتقدير
تنظر لأختها بفخر كبير، حياة : قد ايه انا فخورة بيكي، كلامك بسيط لدرجة عمري متخيلتها، انتي ازاي بتخلي كل الأمور تمشي بالبساطة دي، نجلاء انتي كل حاجة بتقوليها بتخلي لربنا الفضل فيها، حتي اختيارك لأسماء ولادك
نجلاء : ربنا بالفعل له الفضل في كل حاجة في حيتنا يا حياة، ربنا بيعطف علينا ورحيم بينا لأقصى درجة، ازاي عيزاني مراعيهوش في كل تفصيلة في حياتي
هنا قطع حديثهم صوت رنين هاتف حسام، ليجده رقم والد رفيقه سليم، ليجيب بعد ثوان قليلة
حسام : السلام عليكم يا عمي، ازي حضرتك
على الجانب الآخر مصطفى: وعليكم السلام، الحمد لله احنا بخير يا ابني، أنا كنت عاوز اسألك على الموضوع اللي سليم كان كلمك فيه، انت لقيت حاجة يا ابني
حسام بعد صمت دام لدقيقة: صراحة أيوة يا عمي بس لسة شاكك، انا كنت هكلم سليم لكن حصلت حادثة لمرات أحمد اخويا واتلبخنا لكن لسة مش متأكد، بأمر الله بكرة بالكثير وجيب لحضرتك كل المعلومات الأكيدة
مصطفي: أنا اسف يا ابني مكنتش اعرف، ألف سلامة عليها وانا بانتظارك
ليغلق الهاتف وينظر لصديقه ليحدثه
أحمد : ده والد سليم!
يومئ برأسه بمعنى نعم حسام: أيوة كان بيسألني على الأخبار بالنسبة للموضوع بتاع ولاد اخوه
أحمد : اه فهمت، طيب كنت قلت له يا حسام وخلاص، ليه تستني سليم !
حسام : مش عارف بس حسيت ان كدة الأفضل، لما سليم يرجع هعرف اكلمه بالراحة، وافهمه، لكن دلوقتي قلقان،
المهم سيبك من الموضوع ده وسيبه لوقته، الزفتة اللي اسمها نيهال دي لقتها ولا لسة الرجالة ملقيتهاش
أحمد : مروان لقاها وعرف مكانها، بس بيديها الأمان، عشان اللي انا هعمله فيها محدش هيقدر يوقفني
حسام بقلق من نبرة العداء التي ظهرت في صوت رفيقه: احمد انت ناوي على ايه!
النبرة اللي في صوتك دي مخوفان عليك يا صاحبي
أحمد : متخفش انا مش ناوي غير إني اخد القصَاص
حسام بعدم فهم : يعني ايه مش فاهم!
أحمد : القرآن بيقول " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" وانا بس هاخد حق مراتي
هنا اقترب منهم الباقي من الرجال ليتحدث مروان قائلا : احمد انا عارف وحاسس بالنار اللي جواك، بس ده ميمنعش ان اقول لك اللي عندي، اللي انت عاوز تعمله يتحسب ضدك، لكن سيب كل الأمور تمشي بالقانون، واوعدك انها مش هتخرج منها، لأن ده تحريض بالقتل، و....
يقطع حديثه أحمد : اه تأخذ كام سنة وتطلع تاني عشان المرة دي تقتلها بجد، صح يا مروان، لكن لا لازم اعمل لها رعب لدرجة انها متقربش منها تاني
لينظر له الجميع بقلق، فمن نبرته هذه لا يبدوا أنه يمزح أبدا،
فتحي بقلق : انت ناوي على ايه يا ابني!
أحمد بابتسامة صغيرة : متقلقش يا عمي انا مش هاضربها ولا همد ايدي عليها عشان ده مش طبعي، لكن هاخد حق مراتي الأول
يقطع حديثهم دخول الطبيب التابع لحالتها الغرفة بابتسامة عملية، ينظر للتقرير الطبي الموضوع على السرير الخاص بها، وبعد مدة يتحدث بعملية
الطبيب : لا الحمد لله كدة الأمور ماشية كويس جدا، والأهم إن نفسيتك اتحسنت عن الأول، بس حضرتك إنسانة مؤمنة، وتقبلتي فكرة شيل الرحم بسهولة.....
صدمة جعلت بؤبؤ عينيها يتسع، نجلاء : ايه شيل الرحم !
بل صدمة شلت حواس الجميع ليصيروا كالأصنام.... صدمة شلت حواس الجميع..... كان الجميع يحسب حساب هذه اللحظة التي توقف فيها الزمن... كانت عينيها تدور في الفراغ بلا هدىً... هل أصبحت عاقراً.... هل فقدت جزء من أنوثتها التي خلقها الله عليها.... ما أشد الألام فتكاً بالمرأة.... ألا وهو ألم فقدانها جزء مهما من أنوثتها....
رفعت عيناها التي ملأها الدمع.... لتلتقي بعيني زوجها الحبيب.... تجد الألم الذي يسكن حدقتيه والتي علمت السبب خلفه.... كم تمنت في هذه اللحظة أن ترتمي بين أحضانه.... تريد أن تعلم ما بداخل عقله الآن.... هل سيتركها أم ....
يقطع هذا السكون تقدمه نحوها وأخذها بأحضانه كما لو كان يستطيع قراء ة أفكارها ...ليتركهم الجميع ويغادرون الغرفة تاركين لهم بعض الحرية.... فهما في أمس الحاجة إليها
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️❤️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
أما الأخوان كانا بالخارج يسيرون باتجاه أحد المحال لشراء هدية قيمة تناسب رفيقتها.... بعد ما استطاعت إقناع أخيها بالذهاب لرفيقتها مبكرا حتى تساعدها في الترتيب للحفل..... لم يشأ أن يرى الحزن بعينيها ....لذا أذعن للأمر...وهاهم قد استقروا على سلسال من الفضة الخالصة لتقديمها..... ولكن يجب تغليفها حيدا حتى تتناسب مع صاحبة الهدية..... دقائق قليلة مرت حتى انتهى البائع من إتمام المطلوب ....
لتتسع ابتسامتها فهذه المرة الأولى التي تشعر فيها بمثل هذه السعادة... للحظة بداخلها تمنت أن يصبح حديث هنا معها حقيقة….وتصبح هي زوجة أخيها ولا يفترقان أبدا...
محمد : ارتحتي كدة يا أنسة رؤى، ايه اللي خدناه من صاحبتك، الغرامة وبس
رؤى بسعادة : معلش يا أبيه، ربنا يخليك ليا يا أبيه، وبعدين هو حضرتك زعلان ولا إيه
محمد : لا يا ستي مش زعلان، بس كل ما في الموضوع إن دي أول مرة تتعلقي كدة بحد وخايف تسافر تاني وتسيبك، وحالتك ترجع زي الأول
رؤى وقد ظهرت لمعة من الحزن على عينيها، تحكمت فيها
سريعا: متقلقش يا أبيه، هنا قالت لي إنهم مش هيسافروا تاني
محمد : اه يعني اطلع انا منها
رؤى بابتسامة خبيثة: لا متتطلعش منها، هو ممكن حضرتك تتجوز هنا وتخليهاش تبعد عني خالص
صدمة ألجمته، منذ متى وصغيرته تتحدث بهذا الخبث، محمد : رؤى انتي فلتت منك على الآخر، يلا امشبي قدامي يا قردة
ليغادرا عائدين لمنزلهم الصغير، غافلين عن العيون الحزينة التي تراقبهم بلمحة من التمني
انتهي الفصل
رأيكم وتوقعاتكم
الفصل السادس عشر
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
كان يجلس مع زوجته بغرفة نومهما، كان الصمت مسيطر عليهما، صمت يثير قلقا في نفوسهم، كانوا بداخلهم يتمنون أتن يكون الشك حقيقة، سعادة تشوبها القلق، وخوفا من ألام الماضي التي لم تندمل جراحها بعد، كانوا كالمريض الذي يرجوا من الله الشفاء ويكره الدواء لمرارته، ولكن يجب أن تنظف الجروح لتلتئم بعد تنظيفها، قطع الصمت حديثهم الذي، دار بينهم
تحدثت بقلق، فاطمة : مصطفى، تفتكر ممكن ربنا يكرمنا ويكونوا هما، نفسي يكونوا هما، وفي نفس الوقت خايفة يكرهونا من غير ما يعرفوا كل اللي حصل
نهض من مقعده بهدوء، وروية وذهب تجاهها يربت على كتفها محتضنا إياها...
مصطفى: اهدي بس يا فاطمة، ان شاء الله نلاقيهم وهنفهمهم كل اللي حصل، صدقيني عمري ما هسيبهم لحد يأذيهم أو يبعدهم عننا، وبعدين ده لسة شك انهم يكونوا هما
عادت نظرات القلق تملأ عينيها مرة أخرى،
فاطمة: تفتكر الأمل يكون راح تاني يا مصطفى، أنا تعبت خلاص، نفسي الاقي ولاد أختي اللي اتحرمت منهم، أنا مش قادرة استحمل تأنيب الضمير أكتر من كدة
لتنهمر دمعاتها من الحزن على ماضٍ أليم، ماض فرق الأحبة، وجعل الإخوة أعداء، والسبب مجهول لكل الأطراف، ليحاول تهدئتها وبث الأمل فيها مرة أخرى
مصطفى : متقلقيش بإذن الله كل حاجة هتكون كويسة، مش انتي قلتي إن هنا عزمت رؤى عشان تيجي من بدري تساعدها في التجهيزات اللي هتعملها....ساعتها بس هنشوفها ويمكن انتي تقدري تقعدي معاها ...ويمكن أول متشوفيها تعرفيها...
وانا كمان هكلم حسام اسأله عمل إيه.....
فاطمة وقد هدأت دمعاتها قليلا، لتتساءل بتعجب: حسام ! صاحب سليم !
تسأله عمل إيه في إيه ! مش فاهمة!
ليتنهد وهو يجيبها، مصطفى : سليم كان كلمه وطلب منه يكلم صاحبه ضابط، وادى له الأسماء وعرفه الموضوع، وهو قاله هيكلمه، وطمن سليم
لتبادر الحديث بلهفة واضحة، فاطمة : بجد يعني في أمل يكون عرف هما مين، الحمد لله، طب كلمه دلوقتي شوفه عمل ايه
ليجيبها بتأكيد وهو يرفع الهاتف صوب عينيه، حتى يهاتفه، بأمل قد تجددت خلاياه
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍
في المشفى كان الجميع ملتف حولها عقب معرفتهم بإفاقتها.... كانت ترى اللهفة الواضحة في عيون الجميع.... حبا صادقا جعلها تحمد الله على مصابها.... مصاب جعلها ترى المحبة الصادقة في عيون أحبتها.... جعلها ترى مدى عشق زوجها إليها....وعلمت قدر محبتها عند والديها.... ومحبة صادقة اكتسبتها من أخوان صنعهما لها القدير... ووالدة ثانية أعطتها محبة صادقة تمنت أن تحدها من زمن بعيد.... كانت تتأمل وجوه الجميع بمحبة صادقة... ورغم ما بها ظلت تحمد الله على ما أعطاها... وهنا يرى الله عباده الشاكرين لنعمته النابعة من قلب الألم... تذكرت لحظة إفاقتها وحالة الهلع التي أصابتها ....خوفا من فقدان صفيريها....لترى زوجها يحاول تهدئتها من حالتها تلك عبر إخبارها أن كلا الصغيرين على قيد الحياة....ولم يصبهما مكروه.... ولكن كونهما ولدا قبل وقتهما; تم وضعهما في الحضانة الخاصة بالأطفال.... كانت في حالة عدم التصديق... لتطلب رؤيتهما... رغم خطورة وضعها ساعدها زوجها وأخذها لرؤيتهما حتى يطمئن قلبها.... وعند رؤيتها لهم أدركت أن في شدة أزمتها كان الله معها ونجى لها صغيريها من الهلاك.... ظلت تنظر لهما طويلا حتى وجهدت لسانها ينطق باسميهما، رحيم، وريان... حمدت الله كثيرا وعادت لغرفتها بقلب مطمئن....
تفق من شرودها على صوت والدتها تحثها على تناول الطعام حتى تتمكن من المغادرة قريبا.... وكذلك والدة زوجها تقف من الطرف الآخر بصحن كبير به الكثير من الفواكه.... يحاولان إطعامها نظرا لإصابة يدها.... وكان والدها وزوجها يقفون بابتسامة لما يحدث …. وهي تحاول إثنائهم عن الأمر...
الأم : يلا يا نوجة انتي لازم تكلي كل الأكل ده عشان تخرجي من هنا
ناهد : أيوة لازم تخلصي كل الأكل اللي في الصحن ده، عشان تقدري تقومي بالسلامة
لتقول بنبرة راجية، نجلاء : والله العظيم شبعت يا ماما، انتوا من ساعت ما فوقت وانتوا بتزغطوني زي البطة، وانا خلاص والله حاسة إني هنفجر
لتقول حياة بنبرة مرحة : بعد الشر عليكي يا نوجتي، وبعدين انتي طايلة الدلع ده كله، ده الواحدة نفسها في شوية دلع بس، اقول لك على سر بس ميلي شوية كدة خديني جنبك، أصل القاعدة دي بتفكرني بيوم ولادتي
لتمثل التذكر، ياااه كانت ليلة زي ال ....
ليقطع حديثها زوجها، مروان : العسل، فرجت علينا امة لا إله إلا الله، ولا اللي حصل، دي داخلة تولد وتقولي إياك تبص للدكتورة أصلها حلوة وعنيها ملونة
لينفجر الجميع ضحكا، ليقول حسام : لا وكله كوم وهي بتقول لك طلقني يا مروان، انت السبب،
مروان : اه والله زي مكون واخدها غصب
لتنظر نظرة نارية ، حياة : بقي كدة يا حضرة الضابط، مش عجباك دلوقتي، على العموم الكنبة نومها مريح جدا
مروان : إحم إحم لا بس والله كانت ليلة حلوة، يعني الكنبة مش حلوة خالص يا عمي للنوم، ولا ايه رأيك
نظر له ياسين بصدمة وقد اتسعت حدقتيه على أقصى درجة، ليذهب تجاه أخته الكبرى مائلا نحو أذنها متحدثا بخفوت،
ياسين : نوجا اللي يشوف جوز اختك مروان في الشغل يقول أسد الداخلية، واللي يشوفه في البيت مع اختك يقول توتو
لتنفلت ضحكتها يرافقها الألم، ليتجه إليه ممسكا إياه من ياقته كاللص،
مروان : بتقول إيه يا ياسين، سمعني كدة يا حبيبي، أصلي مقدرتكش من زمان إيه رأيك
ياسين : والله ده انا بمدح فيك وبقول عليك أسد الداخلية، بس لااا تقدير تاني لا
مروان يتركه وهو يهندم من ياقته :اه إذا كان كدا ماشي
لينظر حماه تجاهه، يعلم جيدا أنهم يحاولون إخراجها من حالتها تلك
لتتجه رفيقتها نحوها تطمئن عليها،
إيمان : حمدلله على السلامة يا نوجتي، قولي لي بقي انتي ليه سميتيهم رحيم، وريان
حياة : اه نفسي اعرف والنبي يا نوجا ايه السبب
تبتسم لهما بابتسامة صغيرة وتلتقي عينيها بعيني زوجها الحبيب، وتخبرهم بسبب التسمية
نجلاء : سبب تسميتهم اني ربنا سبحانه وتعالى كان رحيم معايا في شدة أزمتي، ورحمني أكتر لما نجاهم ليا، وعشان كدة سميت الكبير رحيم، والصغير كنت حاسة انه تعبان لكن ربنا رواه من رحمته وعطفه، فسميته ريان
كان الجميع ينظر لها نظرات جمعت بين الحب والاحترام والتقدير
تنظر لأختها بفخر كبير، حياة : قد ايه انا فخورة بيكي، كلامك بسيط لدرجة عمري متخيلتها، انتي ازاي بتخلي كل الأمور تمشي بالبساطة دي، نجلاء انتي كل حاجة بتقوليها بتخلي لربنا الفضل فيها، حتي اختيارك لأسماء ولادك
نجلاء : ربنا بالفعل له الفضل في كل حاجة في حيتنا يا حياة، ربنا بيعطف علينا ورحيم بينا لأقصى درجة، ازاي عيزاني مراعيهوش في كل تفصيلة في حياتي
هنا قطع حديثهم صوت رنين هاتف حسام، ليجده رقم والد رفيقه سليم، ليجيب بعد ثوان قليلة
حسام : السلام عليكم يا عمي، ازي حضرتك
على الجانب الآخر مصطفى: وعليكم السلام، الحمد لله احنا بخير يا ابني، أنا كنت عاوز اسألك على الموضوع اللي سليم كان كلمك فيه، انت لقيت حاجة يا ابني
حسام بعد صمت دام لدقيقة: صراحة أيوة يا عمي بس لسة شاكك، انا كنت هكلم سليم لكن حصلت حادثة لمرات أحمد اخويا واتلبخنا لكن لسة مش متأكد، بأمر الله بكرة بالكثير وجيب لحضرتك كل المعلومات الأكيدة
مصطفي: أنا اسف يا ابني مكنتش اعرف، ألف سلامة عليها وانا بانتظارك
ليغلق الهاتف وينظر لصديقه ليحدثه
أحمد : ده والد سليم!
يومئ برأسه بمعنى نعم حسام: أيوة كان بيسألني على الأخبار بالنسبة للموضوع بتاع ولاد اخوه
أحمد : اه فهمت، طيب كنت قلت له يا حسام وخلاص، ليه تستني سليم !
حسام : مش عارف بس حسيت ان كدة الأفضل، لما سليم يرجع هعرف اكلمه بالراحة، وافهمه، لكن دلوقتي قلقان،
المهم سيبك من الموضوع ده وسيبه لوقته، الزفتة اللي اسمها نيهال دي لقتها ولا لسة الرجالة ملقيتهاش
أحمد : مروان لقاها وعرف مكانها، بس بيديها الأمان، عشان اللي انا هعمله فيها محدش هيقدر يوقفني
حسام بقلق من نبرة العداء التي ظهرت في صوت رفيقه: احمد انت ناوي على ايه!
النبرة اللي في صوتك دي مخوفان عليك يا صاحبي
أحمد : متخفش انا مش ناوي غير إني اخد القصَاص
حسام بعدم فهم : يعني ايه مش فاهم!
أحمد : القرآن بيقول " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" وانا بس هاخد حق مراتي
هنا اقترب منهم الباقي من الرجال ليتحدث مروان قائلا : احمد انا عارف وحاسس بالنار اللي جواك، بس ده ميمنعش ان اقول لك اللي عندي، اللي انت عاوز تعمله يتحسب ضدك، لكن سيب كل الأمور تمشي بالقانون، واوعدك انها مش هتخرج منها، لأن ده تحريض بالقتل، و....
يقطع حديثه أحمد : اه تأخذ كام سنة وتطلع تاني عشان المرة دي تقتلها بجد، صح يا مروان، لكن لا لازم اعمل لها رعب لدرجة انها متقربش منها تاني
لينظر له الجميع بقلق، فمن نبرته هذه لا يبدوا أنه يمزح أبدا،
فتحي بقلق : انت ناوي على ايه يا ابني!
أحمد بابتسامة صغيرة : متقلقش يا عمي انا مش هاضربها ولا همد ايدي عليها عشان ده مش طبعي، لكن هاخد حق مراتي الأول
يقطع حديثهم دخول الطبيب التابع لحالتها الغرفة بابتسامة عملية، ينظر للتقرير الطبي الموضوع على السرير الخاص بها، وبعد مدة يتحدث بعملية
الطبيب : لا الحمد لله كدة الأمور ماشية كويس جدا، والأهم إن نفسيتك اتحسنت عن الأول، بس حضرتك إنسانة مؤمنة، وتقبلتي فكرة شيل الرحم بسهولة.....
صدمة جعلت بؤبؤ عينيها يتسع، نجلاء : ايه شيل الرحم !
بل صدمة شلت حواس الجميع ليصيروا كالأصنام.... صدمة شلت حواس الجميع..... كان الجميع يحسب حساب هذه اللحظة التي توقف فيها الزمن... كانت عينيها تدور في الفراغ بلا هدىً... هل أصبحت عاقراً.... هل فقدت جزء من أنوثتها التي خلقها الله عليها.... ما أشد الألام فتكاً بالمرأة.... ألا وهو ألم فقدانها جزء مهما من أنوثتها....
رفعت عيناها التي ملأها الدمع.... لتلتقي بعيني زوجها الحبيب.... تجد الألم الذي يسكن حدقتيه والتي علمت السبب خلفه.... كم تمنت في هذه اللحظة أن ترتمي بين أحضانه.... تريد أن تعلم ما بداخل عقله الآن.... هل سيتركها أم ....
يقطع هذا السكون تقدمه نحوها وأخذها بأحضانه كما لو كان يستطيع قراء ة أفكارها ...ليتركهم الجميع ويغادرون الغرفة تاركين لهم بعض الحرية.... فهما في أمس الحاجة إليها
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️❤️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
أما الأخوان كانا بالخارج يسيرون باتجاه أحد المحال لشراء هدية قيمة تناسب رفيقتها.... بعد ما استطاعت إقناع أخيها بالذهاب لرفيقتها مبكرا حتى تساعدها في الترتيب للحفل..... لم يشأ أن يرى الحزن بعينيها ....لذا أذعن للأمر...وهاهم قد استقروا على سلسال من الفضة الخالصة لتقديمها..... ولكن يجب تغليفها حيدا حتى تتناسب مع صاحبة الهدية..... دقائق قليلة مرت حتى انتهى البائع من إتمام المطلوب ....
لتتسع ابتسامتها فهذه المرة الأولى التي تشعر فيها بمثل هذه السعادة... للحظة بداخلها تمنت أن يصبح حديث هنا معها حقيقة….وتصبح هي زوجة أخيها ولا يفترقان أبدا...
محمد : ارتحتي كدة يا أنسة رؤى، ايه اللي خدناه من صاحبتك، الغرامة وبس
رؤى بسعادة : معلش يا أبيه، ربنا يخليك ليا يا أبيه، وبعدين هو حضرتك زعلان ولا إيه
محمد : لا يا ستي مش زعلان، بس كل ما في الموضوع إن دي أول مرة تتعلقي كدة بحد وخايف تسافر تاني وتسيبك، وحالتك ترجع زي الأول
رؤى وقد ظهرت لمعة من الحزن على عينيها، تحكمت فيها
سريعا: متقلقش يا أبيه، هنا قالت لي إنهم مش هيسافروا تاني
محمد : اه يعني اطلع انا منها
رؤى بابتسامة خبيثة: لا متتطلعش منها، هو ممكن حضرتك تتجوز هنا وتخليهاش تبعد عني خالص
صدمة ألجمته، منذ متى وصغيرته تتحدث بهذا الخبث، محمد : رؤى انتي فلتت منك على الآخر، يلا امشبي قدامي يا قردة
ليغادرا عائدين لمنزلهم الصغير، غافلين عن العيون الحزينة التي تراقبهم بلمحة من التمني
انتهي الفصل
رأيكم وتوقعاتكم