الفصل الخامس

ازدادت ابتسامة قاسم في نصر خادع ثم اكمل قائلاً
( ليين ستنتسوها الى الأبدلن يكون لكم بها اي صله بعد عقد القران )


عند هذه النقطه فحسب اندفع كلّاً من جاسر واحمد بينما بقي محمود على نفس هدوءه الخادعاندفعا كل منهم يممسك باحد من صحبته.

اما جاسر تولى امر قاسم بلكمة عنيفه وهو يفرغ جوعه الشديد منذ حفل الزفاف الى الان اما الأخر تولى امر اخيه الذي عاجله بلكمة غادرة



انتهت الزيارة البائسه بخروج قاسم مكدوما بشدة وصحبته
وقف جاسر امام عمه وهو يقول بصرامة (انسى امره ياعمي كان ذئب جائع انتظر زلة منكم و ثغرى ليجدها فرصه مناسبه للإنقضاض ياله من قذر عديم الشرف )


تنهد ابو احمد ومازال نظره مسلط على لين .. التي بدت الان في اسوء حالاتهاا وهي تحاول كبت انفعالاتهاا بقسوة لكن محاولاتها باءت بالفشل امام عينيه التي تحفظانها غيبا.


دقيقة صمت مطبقه بعثرت بقسوة أمام اندفاع محمود الى لين وهو يمسكها من شعرها بقوة مخرجا من جيبه مديه سلطها بخشونه على نحرهاا بينما هي تصرخ مستنجدة بوالدها لكن

ظلام قلبه المسيطر جعل من صراخهاا دافعاا له لبدء ماانواه لكن لحظة ضعف غادرة منه جعلت ذكرياته معهاا تطوف في ذهنه سكن قليلاا ثم دفعهاا بقوة مرتطمه بالارض وهو يقول بصوت يزلزل الأرجاء.

(انت السبب في وضعناا جميعا تحت النار انت يالين لن اسامحك ابدا سياتي اليوم ياللين الذي سألفك به بالكفن الابيض عندهاا لن اذرف دمعة واحدة )

ثم دون مزيد خرج بعنف صافعا الباب خلفه بقوة جعلت من لين تصرخ وهي تضرب خديهاا قائله (ليته فعلها لما لم يفعلها لما لم يرحمني من نظراتكم لما فليجيبني أحد فليفعلهاا احد عوضا عنه اريد ان اموت ليريحني احدكم من هذا العار )


تقدم جاسر امام عيني الجميع الذي مازال مصدوماا مماحدث انحنى إليها وهو يمسح دموعها ثم امسكها بقوة ساحبا إياها إلى الأعلى وهو يهمس بأذنها

(سأسحبك من تلك الهوةثقي بي )
سار بها الى احد الأرائك وهو ينهر احمد للتقدم ومساعدته فهو الأن بات عاجزاا امام سحر عينيهاا وهشاشة جسدهاا بين يديه .

ثم دون انتظار تحرك للخارج وقبل وصوله إلى الباب نظر الى احمد وهو يقول
(ساتولى امر قاسم )
ثم خرج بعدهاا بهدوء


حملها احمد الى غرفتها بعد خروج جاسر ومحمود فهي كانت عاجزة بحق عن السير بعد تلك المحادثه التي استنفزت قوتها وقوى الجميع .

دثرها جيداا ثم امر اسماء البقاء الى جانبها علها تبدد عنها جزء بسيط من معاناتها
اقتربت اسماء حتى جثت بقربهاا في السرير وهي ترمقها بنظرات حزن عميق ..فهي سمعت تلك المحادثه خلسه وكم تمنت الا تسمعها.


لكن مرارة الواقع جعلت منهاا ترتدي اسدال الصبر لتكمل تلك المحادثه بكل تحمل تمتلكه كانت تريد قتل ذللك المدعو قاسم


(كم كانت قبلاا تحسد لين عليه كان مثالا عن الحب والخوف عليها والإخلاص اما الان فهو لم يتوانى عن ذلهاا وكبتها بل لربما سيتبع معها اسلوب التعذيب بإبقاءهاا بجانبه مهانه )

تنهدت وهي تضم لين الى صدرهاا بقوة وهي تقول لها
(إبكي يالين البكااء قوة ابكي ارجوك البكاء يخفف الاوجاع )
ودون إلحاح وفي لحظات كانت الاثنتان تبكياان بقوة والم تحتضنا بعضهماا كأنهماا وحدهما في هذا العالم.


تململت اسماء في نومتهاا على صوت هاتفهاا الذي اعلن عن مكالمه في هذا الوقت المتأخر استقامت برهبه وهي تتدثر لين بقربهاا ثم نهضت ببطئ وهي تجيب (نعم )
أتاها صوته المحبب (هل أيقظتك ؟ )


ابتسمت بخفاء ولكن صوت انفاسهاا دفعه للقول (إذا فعلا أيقظتك )
اجابت بهدوء (لابأس ياشهاب .مأكد لم تتصل بي لتسألني هل انا مستيقظه لانك بالتأكيد تعلم موعد نومي فانا لم اتغير )

ضحك بخفوت وصوته الصلب تحدث أخيراا (سأراك غدا )
تنهدت وهي تقول (لما؟مالذي نست اخباري به في الأمس )
اجاب بصخب (اريد رؤيتك بالحجاب كنا اتفقنا )


اجابته بصرامه وصوت انفاسها بات جلياا(انا لم اتفق معك بأي شيء لذا لاتجعلني أنهي الممكالمه الأولى لك بعد عام )
تنفس بعمق وصمته طال حتى اعتقدت انه اغلق هو الخط لكنه قال اخيرا (هل أنت بخيرر؟ )


عند هذه النقطه لم تستطيع كبح دموعها ومشاعرهاا الخائنه ثم قالت بجنون (هل ابدوو لك بخيرر هل ابدو بخيرر بالله عليك اغلق انت لأنني لن استطيع الصمود أكثر )


لكنه بقي معها إلاا ان هدات انفاسهاا أخيرا قائلا اخيراا (اشتقت إليك )
ثم اغلق الهاتف اخيراا بينما بقيت هي تضم الهاتف الى صدرها وهي تقول همسا

(لو تعلم كم من الحب والشوق احتجزه لك وحدك وحدك انت لماا تركتني انتظر شوقكك المضني هذا

آه كم حبك داعب خيالي وزارني طيفك في الأحلام
آه كم حبك تغلغل بأعماقي وحرم عيوني طيب المنام
آه كم حبك سكن بوجداني آه كم حبك نبض بأوردتي
وملئ فؤادي شوق وهيام


كان ينظر الى صورتهاا مليا من بين صور عدة لها كان يحتفظ بهم في حاسبه يتمعن النظر بملامحها الفتيه سابقا التي سرقت اتزان عقله وإلى الآن وهو يسرد أطايب الشعر لها كان دوما

مايفعل تلك العادة لكن بوفاة اخيه غيث تحول الى كومه برود كاد ينسى حبه الملعون لهاا لكن اليوم مع رؤية صورتها باغته شوقها القاتل

عاهد نفسه من اليوم انها ستكون ملكه شاء الجميع ام ابى ولن يوقفه أحدعاد بذكرياته القديمه الى ماقبل زفافها بيومين


كان جالس في مكتبه منهك بعدة ملفات يعمل عليها يقلب بين مسودات عقود ينوي توقيعهاا الى ان وصله ظرف محكم الى مكتبه من شخص إدعى انه فااعل خير .

فتح الظرف بهدوء الى ان تلاشى هدوءه بمرأى تلك الصور كانت صور كثيرة للين في وضعيات عدة وجميعهاا في مواقف مخله وخادشه للحياء.
تحول الى اسد هائج وهو يعيد رؤية تلك الصور مرة بعد مرة الاا ان فقد عقله امسك هاتفه مخاطبٌ صديقه احد امهر مصورين ومخرجين الافلام .

بعد ساعه كان صديقه وليد جالس بجانبه يتامل الصور بدقه اخذ وقت طويل قبل ان يقول . اريد وقتا اطول لكن الصور جميعها ستبقى معي صرخ الاخر بجنون وهو يقول (هل جننت ستفعلها هنا ولن تخرج اي صورة من هنا؟)

تنحنح وليد وهو يقول (من هي ؟ اقصد الفتاة )
اجابه جاسر بحدة (لاتطرح الاسئله لولا شكوكي ماكنت لترى اي من هذه الصور لذا نفذ عملك بدون اسئله )

تافف وليد مجيب
(لاباس إذاا دعني انفذ عملي اريد الصور يجب علي دراسه تطابق الظلال احتاج وقت اطول وبعدها لك الجواب الشافي )

اغمض جاسر عينيه بوهن ثم قال (يوم فحسب لا اكثر وبعدهاا أحرق الصور جميعا )
تمتم وليد وهو ينصرف قائلا
ط(لك ذلك ثقي بي فأناا لم أخذلك قبلا)


بعد مرور هذا اليوم الذي كان اصعب ايام حياته تلقى الخبر وليد(صدقني مزيفة انا واثق انها صور مزيفه لكنها من صنع شخص ماهر لقد تطلب الامر مني وقت طويلا لإكتشاف عيبها )
همس جاسر بجفاء وهو يقول.

(اريد اسماء من نخبة من يتلاعبون بالصور )
وقبل ان يغلق الخط قال بصوت صلب (احرق الصور لن اسامح بأي غلط )

تنهد وهو يستريح في جلسته يفكر بهويه المرسل وهدفه من تلك الصور لما هو بالتحديد لما لم يرسل الصور الى احد إخوتها قاطع افكاره اتصال هاتفي نظر الى هاتفه ثم اجاب قائلا (نعم )


جاءه صوتا صاخب قائلا له (هل وصلتك الامانه )
اندفع جاسر بعنف وهو بتحرك بلا هدى ثم قال بحدة (من أنت )
جلس بنفور وهو يسمع صوت الاخر قائلاا ( لايهم من أنا المهم هناك مزيد من الصور لذا دعنا ننتفاهم )

اجاب جاسر بصراخ (هل جننت ؟نتفاهم باي شئ بعد تلك المهزله)
ابتسم الاخر قائلا(إهدأ)
ثم علاصوت ضحكته المجنونه الذي وصله بوضوح ثم أكمل بعدها

(انا وانت لنا مصالح مشتركه .انت تريد شئ من زمن بعيد وانا ساقدمه لك لذا فكر لانني لست مجرد شخص عادي انا اعلم كل شئ اما عما اريده واظن انك مهتم جدا بما أريد

انا لست رجل طماع بالمناسبه بعض اسهم بسيطه في شركة واحدة من سلسلة شركاتكم وإلا)صرخ جاسر بنفاذ صبر (وإلاا ماذا)
اجابه بحده (ستكون هناك فضيحة علنيه ووضيحة شرف ربماا كان هناك ايضاا اكثر من ذلك )


رد جاسر بغضب عارم
(ساشرب من دمك ساعثر عليك لأريك ضحية الشرف لن ارحمك ولله لن ارحمك )
لكن صوت إغلاق الخط كاان اكثر من كافي لجعل جاسر بحالة صراع وجنون شديدين.


عاد من ذكرياته القديمه على صورتها نهض بهدوء وهو عاقد النيه على امر شغل تفكيره مؤخراً بشكل خانق والان جاء زمانه ووقته لن يتوانى عن فعل مايريد بعد ان انقضى عزاء غيث .

هو لم ينسى حق غيث ولا دماءه سيجد الفاعل حتى لو دفع مقابل ذللك ثمنا غالي لذا سيسترد ماكان ضائع منه أولااوليحقق العدالة بعدها وصل إلى حيث جلوس والده المعتاد

ا كان متأملاً بشرود صور زوجته الراحلة إلى جانبها صورة وحيدة لغيث جلس قربه وهو يقبل يده ثم بدا حديثه بهدوء جبار قائلا


( كيف حالك ياأبي صمت قليلا ثم قال هل مازالت الذكريات تعتليك ؟؟ابتسم بألم ثم اكمل
(لقد كان شاب يافع ملئ بالطاقه محب لناا جميعاا كان دوماا مايذكر نيته في تزويحك ليريحناا من صخبك اليومي )


ظهرت ابتسامه طفيفه على ثغر والده مما دفع جاسر لإكمال حديثه (هل تذكر كيف كان يتذمر بشدة عندما تلعبان لعبة النرد؟؟ اه لقد اشتقنا إليه جميعاا كحالك ياأبي )

أراد المغادرة لكن صوت والده الوقور أوقفه قائلاا (اجلس ياجاسر وتكلم بماا قدمت لأجله .. لأن عيناك ترسل خطابات واضحه واناا هنا مصغي )

نظر اليه جاسر ببرود كحاله منذ ما يقارب عاام فوالده تغير كثيراا بعد فقدانه غيث وهو يعلم هذا اللكنة جلس بجانبه ثم قال
(اعلم مسبقاا أنك لن تسر لما ستسمعه لكن وبما انك كشفت امري وسمحت لي بالكلام سادخل في صلب الحديث اريد لين ساتزوجهاا بعد ان يطلقها ذللك الحثالة)


زفر والده هواء ساخناا ثم قال
(لين هل انت مدرك ما تريد ؟ هل حقاا هذا امر تريد مني القبول به؟ )
اومئ جاسر بهدوء ثم اكمل قائلاا

(نعم ياأبي سأفعلها حتى لو اضطررت لفعل المستحيل )
هتف والده قائلا
(المستحيل إذا انت تعلم برفضي لماا إذا انت هنا )
هتف جاسر بصخب مكمل
(لأنني اريدك معي سندي هل هذا امر مستحيل هل يجب ان تخسر ابن اخر لتوافق؟ إنها لين ياأبي انت تعلم من هي لين ارجوك كن معي ولاتكن علي )

صمت طال دون ان يتحدث اي منهماا إلاا ان قال والده بصوت عميق
(سؤال واحد ياجاسر وجواب صربح منك وصادق سيقرر موقفي من طلبك هذا)

اومئ جاسر ثم قال بحدة (لك هذا )
اخفض والده رأسه ثم همس بصوت يتحرق من الألم

(هل هذا يرضيك ؟هل تستطيع حمايتها من نفسك قبل الجميع ؟ هل تستطيع الوقوف في وجه الجميع دفاعا عنها حتى أمام اخيك؟ الذذي تعلم موقفه الصريح اجبني ياجاسر لاني لن اسمح لك بزيادة جروحها لانها ابنة اخي ابنتي التي لم انجبها وانت تعلم مكانتها واسماء عندي لذللك لن اتهاون بشئ يخصهماا ابدا)


ابتسم جاسر ثم نهض وهو يربت على كتف والده مغادر وقبل اختفاءه قال ببرود (نعم يرضيني ياأبي اما البقيه من اسئلتك انت تعلم جوابهاا لذلك أنا انتظر مساندتك لي وانت كما كنت دوماا وكما عودتنا خير السند المعين


خرجت من بوابة منزلها الاماميه الضخمه وهي تهندم ملابسها منتظرة خروج احمد لكن صوت صفيره جعلها تنظر باتجاهه كان متكا على دراجته مرتديا خوذته التي تجعل منه رجل.

وسيماا بحق رغم حدة طباعه تقدمت باتجاهه وهي تلقي تحية الصباخ عليه ثم وقفت قربه وهي تتأمل تعاليمه الهمجيه دون خجل حتى قاطع تأملهاا صوته قائلا
(هل إرتداء الحجاب أمر شاق إلى هذا الحد ؟)
ابتسمت وهي تجيب (صباح الخير )

اعاد سؤاله بخشونه إلاا انهاا ابتسمت بشكل أوسع مجيبه بتحدي (لما انت هنا في هذا الوقت الباكر ؟)
صوته الغاضب المزمجر اوقف شفتيها عن الإبتسام قائلا


(هل هذا استهزاء واضح بما طلبته ؟ هل انت تتلاعبين بصبري؟ هل يبدو لك أني اتساامر معك بشئ مضحك؟ )
تنهدت بصمت وهي تستدير للخلف وهي تكتم دموعها بعنف تحاول جعل انفعالاتها امام عشقهاا المرتسم بتلك الهمجيه الواقغ خلفه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي