الفصل الرابع

كانت مستلقيه بوهن كحالها منذ تلك الكارثه التي حلت عليها وشملت جميع عائلتها حتى إخوتها الشباب محمود واحمد باتو علكه طالتها جميع الألسنه بمافيهم اقاربهم الا عدد محدود.

تتأمل نقطه وهميه في سقف الغرفه وعيناها لاتحيد طرق خفيض على الباب ابعد نظرهااوهي تطالع والدها
الذي كان يدفعه احمد بهدوء حتى وصل إليها.


استقامت من جلستهاا وهي تسمع مايقوله والدها وعلامات الصدمة والرفض ترافقها لكن اعتراض احمد الصريح جعل من شفتيهاا تنطق دون وعي قائلة
(لاا يا أبي لن اراه لم اعد له كما انه لم يعد مقدر لي ارجوك تصرف وحدك ارجوك )


ساندها احمد بصرامه قائلاا (لم نراه منذ عام لم يطالب بشئ يخصها بعد ماحصل إلى الان ماذا اختلف الآن لذلك لا لا ياأبي سارفض زيارته لناا


وسوف أوكل محامي ماهر سيتكفل بكل مايخص معاملة طلاقها منه لأنه إلا الآن لايملك شئ ثابت عليها ليربطهاا به،أو يجعلنا نصغي إليه بعد كل شئ )


صوتها المؤيد لقرار أحمد و الراجي لأبيها برفضه تلك الزيارة كان حازما.
لكن والدها رفض معترضا لقرارهما قائلاً

(أريد ان اسمع منه أعرف موقفه الغائب عن الساحة وعن كل شئ أريد ان أفهم واسمع لذ لا إعتراض جهزي نفسك اليوم مساءاً يالين سنراه ونفهم كل شئ.



عم المساء بهدوءه المخيف وظلام ليله الداكن كظلام روحها وقلبها كانت جالسة تنتظر قدومه في ركن منزوي ببن عائلتها وحلتها القاتمة
السوداء تجعل من شحوب بشرتها البيضاء جلياً.

أما شعرها الذي استطال مؤخراً كثيرًا مع انها كانت تهتم به قبلا أكثر من أي شئ تقلمه كل فترو لكن الأن استطال بشكل ملحوظ .


بات يغطي وركيها بجمال وسحر اخاذ نهض احمد ومحمود مستقبلين قاسم حبيبها من الماضي أما الان ،فهو اخر شخص تريد رؤيته او نظر اليه او حتى سماعه.


وخاصة بعد ان تركها عرضة للجميع مؤكداً بذلك جميع الاتهامات بحقها اختفى من حياتها بهدوء ليعود الان بكل بساطه مطالبا ً بالحديث وعليها هي قسرا الاستماع له.


جلس بكبرباء وغرور واضحين للجميع وهو يلف قدم فوق قدم بينما يدخن بشرَه وهو يطالع الجميع بطريقة مستفزة نافثا دخان سيجارته عالياً وفردين اثنين من عائلته المتمثلين باخيه وابن عمه.

قطع الصمت المحدق والعيون المترقبه بحديثه الجامد قائلاً (كيف حالك يالين ؟؟)
مع أن عينيه كانت بعيدة جداً عنها لكن خصها بالسؤال بطريقة قذرة.

اجاب احمد ببرود وهو يقول
(بأفضل حالاتها شكرا عالسؤال بالمناسبه
جاء بالوقت المناسب )
ضحك قاسم باستفزاز وهو ينزل قدمه معدلاً جلسته لتصبح اكثر استفزاز.

ثم قال بشئ من الاستهزاء
(تلميح دقيق ،وصل ببلاغة لكن لابأس طالما لين هنا بينا وعلى مايبدو انها تجاوزت المحنة لذللك ستدخل انا في صلب الموضوع )

تولى محمود الحديث بصخب وهو يحرك يده مشيراً إليه بالإسراع في الحديث لإنهاء تلك الزيارة الغير مرغوبةتحدث قاسم أخيرا بصوت كفحيح الأفعى.

ونظراته القذرة ترسل رسالات واضحة للجميع قال بكل صلف
(سأكمل عقد قراني من لين الذي مازال معلقاً بذلك أرحمها بل ارحمكم جميعا من الفضيحه لكن لدي شرطين اثنين )

نظر الى لين بقساوة مكملا حديثه السام (شرطين .اثنين ياأبو احمد )
نهض محمود مندفع إليه وهو يمسك ياقه قميصه ساحباً إياه للأعلى بينما صحبته تحفزو مستنفرين لأي هجوم.

انتفض احمد وهو يمسك محمود من جذعه مبعداًإياه وهو يصرخ في وجه الأخر بقوة قائلًا له (الأن بات ابو أحمد رحم الله امس كنت تدعوه به عمي كم كنت ممثل قذر تدعي الإخلاص لنا؟؟وتتشدق بمحبتناا كذب وافتراء )


ثم جر محمود الى الخلف وهو يربت على كتفه مهدا له هامسا له بصوت خفيض
(اهدأ لانريد مزيدا من الفضائح ..والدنا لن يتحمل مزيدا من التشهير لذاا تنحى جانباا ودع لي كفة الحوار )


أومئ محمود بدماء تفور من شدة الغيظ وهو يجلس بعيدا يراقب بصمت وهويرمق لين بنظرات قاتله
إلى ان تحدث احمد وهو يقول

(انتهت الزيارة ياقاسم أما موضوع إكمال عقد القران عليك التواصل مع محامي العائلة وهو سيتكفل بكل شئ اما الان عليك النطق بكلمة واحدة وهي ما ننتظرها منك فحسب (طالق )

اكمل أحمد بصوت حاد جاد
(قلها فحسب انت طالق يالين)
ضحك قاسم بجنون وهويستريح في جلسته وكانه في داره ثم قال
(لاداعي لتلك المسرحيات دعنا نتحدث على بساط احمدي دون مقدمات الشهامة الآن .


لين اريدها فحسب وهذا شئ لن يتكرر ابدا مع فضيحتها المبهرة .
ثم ادعى التفكير مكملاً (لا اريد ذكر اسماء من فضائحكم التي للاسف سينهار مستقبلها قريبا ان لم تفعلو شيئ إزاء الموضوع )

زمجرا احمد بغضب وعروق رقبته ظهرت من شدة جنونه بينما الأخر ضغط بقوة على يده حتى اببضت مفاصله
اراد احمد الصراخ به وطرده خارجا إلا أن صوت طرقٍ قوي اوقف ماكان ينويه.

دخل جاسر بخطا ليث مترقب وهو يراقب الجميع فهو قبل مجيئه كان قد راى قاسم وصحبته يركن سيارته بالقرب من دار عمه لذا انتظر قليلاا ثم ثبت النيه واتجه الى دار عمه.

يريد كشف مايحدث جلس بكل اريحيه بجانب عمه والبرود يكلل ملامحه بينما عيناه مثبتتان على لين التي بدت في عالم اخر بنظراتها التائه وملامحهاا الشاحبه بينما وجنتيها تلمعان ببريق الإنكسار بفعل دموعها السائلة.

رف بعينه بعيداا وهو يطالع المزعوم قاسم بكل صلف وغرور بينماا لسانه تحرك قائلا موجها الحديث إلى احمد
(ها أنا هنا كما طلبتني يا أحمد )
بإشارة واحدة من جاسر

فهم احمد مابذهن ابن عمه بذكاء لذاا امام عيني قاسم المتسعه جلس بجانب جاسر امراا قاسم بإكمال ماكان يقوله


تأملهماا قاسم بعينين مشتعلتين ولكنه اكمل قائلاا (طلاق لن يحصل وستحققون شروطي دون تذمر لذا دعونا نسوي الأمر لأخذ مايخصني وأرحل )
اجابه احمد بهدوء قاتل كلفه طاقة جبارة



(ماشاءلله لايبدو هذا نقاش بل يبدو تهديد صريح لكن بما انك هنا في عقر دارنا بضيافتنا ولأجل الملح القديم الذي لم يبقى منه شيئ سنسمح لك بالخروج كما دخلت )


تنهد قاسم وهو يهتف بصخب
(هل هذا رفض ؟؟تعرف جيدا يا احمد لين اصبحت بضاعة معطوبة وانا قدمت عرضا لن تحصل عليه ابدا لذا فكر بعرضي جيداً )


اراد احمد ان يرد عليه بشئ يليق بما تفوه به لكن يد جاسر أوقفته ثم بدأ هو بالكلام قائلاً بصوت بارد
(ماشروطك؟ )


أمعن قاسم النظر بجميعهم ليستشف منهم اي ردة فعل على وجود جاسر وتدخله الصريح لكن تعاليمهم المؤيدة جعلت من غضبه يشتعل نهض بعنف وهو يقول

(ماشأنك أنت ؟ لما علي التكلم أمامك بتلك الامور الخاصة ؟ )
ابتسم جاسر بشراسه قبل ان يندفع إليه وهو يسلط مديه على رقبته وسط ذهول من الجميع


بينما اخوه وقف متسمرا يطالع الموقف بترقب ثم قال ببرود مستفز.
(أجب فحسب ماشروطك واإلاا ستخرج من هناا محمولاا وليس كما دخلت )

لكن صوته الوقور الذي هز الأرجاء جعل من جاسر ينزل مديته وعيناه مازالت تعصف برعب مرسلة برقيات تهديد صريحه لقاسم تنحنح ابو احمد بعد فترة طويله من الصمت ومراقبة مايحدث دون النطق وهو يراقب كل انفعال للين يلي كل قذيفه ينطقها قاسم .

لكن بكلام قاسم الاخير الذي جعل من لين تمثال من الانكسار والذل امام مراى الجميع ومن ضمنهم جاسر تحرك لسانه أخيرا قائلاا(اجلس ياجاسر ودعنا نسمع شروطه )


ابتسم قاسم ابتسامة شريره وهو يرى الجميع خضعو لإرادة ابو احمد فانتهز الفرصه قائلاا (حسناا لأجلك فقط ياعمي سأتغاطى عن تهور ابناءك وسأعود الى مجرى حديثي )
ثم عاد الى جلوسه المريح وهو يقول


( نصف اسهم شركه اوميغا للإستيراد والتصدير هذا ليس صعباا فانا في النهاية حامي العرض كما يقولون قال جملته الاخيرة وهو يطوف بنظراته على لين

هتف ابو احمد بقوة وهو يقول بحدة
(الثاني ماهو الشرط الثاني؟؟ )
ازدادت ابتسامه قاسم في نصر خادع ثم اكمل قائلاا


( ليين ستنتسوها الى الأبد لن يكون لكم بها اي صله بعد عقد القران )
عند هذه النقطه فحسب اندفع كلّاً من جاسر واحمد بينما بقي محمود على نفس هدوءه الخادع

الوفاءُ سلعةٌ ثمينة، في زمنِ هانَ فيه النّاسُ على بعضهم بعضاً، واستساغوا الفراقَ والنّسيان.
يبدأُ حين تلتقي بوجهٍ تُلهمُك تقاطيعُه، وتضعُ يدَك على موضِع قلبِك فتذكّرك ضرباتُه الهاربة بأنَّه ينبضُ هناك طوالَ الوقت، لكنّك تكتشفُه لأوّل مرة كما اكتشف الإنسانُ الأوّل الحياةَ وتلمّسها كأعجوبة.


وهكذا، تعرفُ معنى الحُب ولا تقفُ عند هذه المرحلة، بل تشتدُّ بكَ العاصفةُ الشعوريّة، تستحوذ عليك، وتخلبُك من نفسِك، وهنا تدركُ أنّك غارقٌ في الحُبّ.


وتمرُّ عليك سنينُ حبٍّ خُضَرٍ وأُخرَ يابسات، لكنّك لا تصلُ أبداً إلى مفترق الطّريق، ولا تضطرُ لأن تضعَ حدًّا لشعورِك فتوقفَه.
ولأنَّ هذا الوفاءَ عظيمٌ كعقيدة، كان من الصّعبِ أن نفي لأولئك الذين خذلونا.


ثمّ قضَيْنا باقيَ أيّامِ فراغنا نحملُ حسرةً على شعورٍ كان من الممكنِ ألّا ينتهي، أن يبقى إلى الأبدِ ماثلاً في صدورِنا.

يا لها من حسرةٍ كبيرةٍ، أن تكون مضطّراً لعدم الوفاء، لتجاوزِ شعورِك النقيُّ الطّاهرُ الصّادق.
حسرةٌ لا يمكنُ غفرانُها أبداً.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي