الفصل الثالث عشر

الفصل الثالث عشر
..................
هل لابد من الاعتراف بالحب لنثبت عشق قلوبنا لمن نحب
أم أن عيوننا تكفى ؟
هل تكفى مجرد نظرة .......ولكنها نظرة تحمل الكثير تحمل كل عشق .......اشتياق
حب ......
كل ماينبض به القلب لأجله
ولأن الاعتراف بالحق فضيلة
فالاعتراف بالحب .......نور
قطرة مياه تنعش قلب ذاق مرار الظمأ
....................
تمشى فوق سور حجرى بمرح فتحت ذراعيها تتلقى بوجهها نسمة هواء هبت قادمة من البحر نحوها تلقتها بابتسامة مغمضة عيناها مستمتعة بدغدغة الهواء
وهو خلفها ينظر إليها مبتسما منذ رأها يراها طفلة شقاوتها لذيذة وضحكتها نغم ينعم بسماعه
لايدرى من تعلق بمن ؟
أهى التى تعلقت به وأصبح كل مالها ......ملاذها من الدنيا وقسوتها
أم هو الذى تعلق ........تشبث بطاقة النور التى ظهرت فجأة في طريق مظلم لتنير له لتبث في قلبه الحياة
اعترف لنفسه بحبها والاعتراف لها تهور .......جنون ولكن ماذا يفعل مع قلبه الذى يصرخ به نطقها ......كلمة واحدة تشفى جرح
تروى ظمأ
ولكن هل هى مثله ؟
هل تحبه؟
والإجابة واضحة وضوح الشمس الأمر ليس مجرد تعلق بمن وجدها واعتنى بها
الأمر مختلف عيناها تختلف
لهفتها تختلف
حتى صوتها معه يختلف
هل هناك دليل أقوى من إحساس القلب بمن يحب
القلب صادق أن عشق
صادق إن شعر بالحب من حبيبه
شردت أغمضت عيناها على صورته وهويقف خلفها يناظرها بحب تجلى من عيناه وهى تصدقه حتى إن لم يتحدث .......حتى لو ظل صامتا هي تعرف مكنونه تعرف أنه عاشق مثلها تماماً
أنا مش قلتلك بلاش تطلعى على السور
ضحكت بمرح وهى تهبط مستندة على كفه:هو أنا عملت حاجة أنا بس شفت منظر البحر والموج مقدرتش أقاوم بصراحة
ابتسم مشاغبا:إيه البحر ناداكى ولا إيه
نظرت للبحر وأمواجه المتلاطمة بشرود :عندك حق البحر نادانى حسيت أنى عاوزة أروحله واتكلم معاه وأقوله حاجات كتير أوى
التقت عيناه هو الآخر بأمواجه البحر الثائرة مبتسما:أنا كمان ديما بحب أجى واتكلم معاه أشكيله وأفضفض وأنا عارف أنه مستحيل يخرج سرى لحد
تأملته بحب وهو يراقب البحر شاردا كأنه يخبره سرا كما يفعل دائما أيخبره عنها أم لديه ماهو أهم منها ؟
التف إليها فجأة فانتبهت وأرتبكت فابعدت عيناها عنه فابتسم
أنا جعت ايه مش ناوية تأكلى ولا إيه ؟
- أنا كمان جعت
- طيب يلا هعزمك على مطعم حلو أوى هيعجبك
ابتسمت مشاكسة:ربنا يستر
عقد حاجبيه مستنكرا:والله بقى كده أنتى أخرك سندوتش فول وطعمية
ضحكت قائلة:ياسيدى أي حاجة بدل ماأروح لماما رقية أقولها انا متغدتش وابنك سايبنى جعانة
- إلا رقية كده مش هندخل البيت ........يلا تعالى اغديكى واكسب فيكى ثواب
.....................
وقفت بجوار سيارتها تلعن حظها السئ اثنان من عجلات السيارة أصابهم خطبا ما والغريب أنهم اثنان وليست واحدة أغلقتها جيدا ووقفت بجوارها تنتظر سيارة أجرة تعرف أن المنطقة ليست مأهولة بالسكان ولكن لعل وعسى تمر إحدى السيارات وبالفعل جاءت سيارة ولكنها ليست سيارة أجرة !!!
سيارة تعرفها جيدا ........سيارة عمر
توقف أمامها بقوة حتى أن ذرات الرمال لطمت وجهها بقوة مسحت وجهها ووملابسها بقوة ونظرت له بغضب:أنت إيه اللى جابك هنا وايه اللى عملته ده في حد يوقف العربية بالمنظر ده
ووجهه غاضب محتقن كقنبلة مؤقتة تنظر الضغط على زر التفجير لتنفجر في وجه كل من هو قريب منها
فريدة لازم نتكلم وحالا
ابتسمت بتهكم :نتكلم ........وحالا لا معلش أنا مش هتكلم معاك ولا بينى وبينك أى كلام ياعمر
صرخ فيها :قلتلك هنتكلم ودلوقتى ولو متحركتيش قدامي بالذوق هأخدك بالعافية
صاحت به غاضبة:أنت شكلك اتجننت أنا مش رايحة معاك في حتة
أمسك بذراعها غاضبا يدفعها ناحية سيارته حاولت التملص منه ولكن كفه كانت قابضة عليها بقوة صرخت به:هصرخ وهفضحك
- اعملى اللى أنتى عاوزاه أنتى مراتى واللى هيتكلم هحط صوابعى في عينه وأولهم أنتى واركبى عشان لازم أتكلم وتسمعينى مش هفضل عايش في نار وأنتى مش عاوزة تحسى بيا
- مش عاوزة اسمعك ولا أشوفك ياعمر ابعد عنى بقى وانسانى
- مستحيل .........أنا لا هسيبك ولا هبعد عنك
دفعها نحو السيارة وأغلق بابها جيدا بالمفتاح والتف للناحية الأخرى وهى مازالت في محاولاتها اليائسة للخروج ولكنه كان الأسرع في الانطلاق بالسيارة ضربت ذراعه بغضب:وقف العربية ياعمر نزلنى أحسنلك
وكأنه لايسمعها أمامه طريق واحد وسيكمله لابد أن ينهى الأمر فريدة له ولن تكون لغيره
لم ينم ليلته السابقة أحداث يومه كانت عصيبة
صديق قديم جاء لزيارته دون سابق موعد والسبب لم يصدق أن يسمعه جاء سائلا إن كان انفصل عن فريدة أم لا والصديق السمج جاء راغبا للزواج لايعرف كيف منعوه عنه كل مارأه دماء تجرى على وجه صديقه بعدما لكمه أكثر من مرة لايعرف إن ثائرا فقط لأجل فريدة أم لما فعلته سهيلة وهو ظل صامتا صدمة وراء صدمة وهو مازال صامت
ولكن دائما كثرة الضغط تؤدى إلى الأنفجار ......
وهو نال عقاب خيانته نال مايستحقه
أنت رايح فين ؟
وصوتها نبهه أنها معه بجواره كما كانت دائما وستعود بجواره ستعود حياته لاستقرارها ستعود إليه فريدة وچودى
أكمل طريقه بعدما ألقى نظرة عليها :على البيت يافريدة
صرخت به غاضبة:بيت مين أنا مش هروح معاك في حتة خلى عندك كرامة بقى وطلقنى
قبض على عجلة القيادة بغضب مكتوم وتجاهل صراخها وأكمل طريقه حتى وصلا لمنزلهم أوقف السيارة وهبط منها سريعا واتجه نحوها فتح باب السيارة وأخرجها منها بقوة رغم اعتراضها وصراخها الذى جذب انتباه بعض المارة ولكنه أوقفها صارخا:اسكتى بقى يافريدة هنطلع وهنتكلم وهتسمعينى .........أنا مليش غيرك
مليش غيرك يسمعنى يافريدة أنا محتاجلك ........والله العظيم محتاجلك
ورغم غضبها ألمها لكن نبرته الحزينة أوجعته رغم مافعله وماتعانى منه بسببه ولكن قلبها يصدق ضعفه واحتياجه هدأت واستكانت وتركت كفها في كفه متجها بها نحو شقتهم وهى صامتة منساقة خلفه دون كلمة حتى وصل أمام الباب فتحه وأفسح لها الطريق ظلت واقفة للحظات مترددة ومع ذلك دخلت
دخلت ولاتعلم إلى أين يستقر بها الحال معه
أغلق الباب خلفها
اقترب
وارتعشت .........رؤيتها لشقتها أحيت بعقلها ذكريات زواجها ......حبها
كل ركن له ذكرى
له معنى
هنا كانت تجلس .......وهناك كانت تنتظر بلهفة
ورغما عنها ذهبت عيناها لغرفتها
متذكرة آخر ليلة قضتها فيها بعد أن أتى منكس الرأس معترفا بخيانته معترفا بزواجه من أخرى .......من صديقتها
لمسته فوق كتفها بثت في جسدها رعشة جعلتها تلتف إليه قلقة:في إيه عاوز تتكلم في إيه؟
- طيب نقعد يافريدة........أنا آسف على اللى عملته بس أنتى مش سيبالى فرصة نتكلم وأنا فضلت ساكت ومستحمل
التفت نحوه محاولة الحفاظ على مظهرها الصامد القوى :طيب خلاص وإحنا لوحدنا دلوقتى مش ده اللى كنت عاوزه ......خير اتفضل قول عاوزنى في إيه ؟
- مش هينفع وأنتى واقفة.......اقعدى نتكلم
- اتجهت إلى أقرب كرسى وجلست منتظرة أن يبدأ حديثه اتجه هو الاخر ليجلس مقابلها :وحشتينى يافريدة
قامت من مكانها غاضبة رافضة لأى كلمة اشتياق ينطق بها:عمر قلت عاوز تتكلم أتكلم على طول من غير لف ولادوران
ابتسم بحزن :أنا فعلا محتاج أتكلم وأنتى تسمعينى محتاج أحط دماغى على رجلك واحكيلك وافضفض
ابتسم بتهكم وهى تلتف نحوه:كان زمان ياعمر ........كنت زمان اسمع انت تتكلم .......تشتكى وأنا اطبطب واخفف
تتعب وأنا افضل جنبك سهرانة هموت من خوفى عليك وادعى ربنا اللى فيك يجى فيا
كنت زمان بعشق حتى صوتك
وجزأتى .......الخيانة
الخيانة والقهر والظلم ياعمر
أخفض رأسه نادما ثم عاد واقترب :وخدت جزائى يافريدة ربنا خدلك حقك منى
بيتى اللى فضلت عايش فيه مستريح ومطمن اتهد على دماغى بعدك عنى أنتى وچودى
وضريبة خيانتى كانت طفل .......طفل كنت مستنيه عشان اخلص منها كنت مستنى أنه يتولد عشان اطلقها بس ........بس ربنا حلها من عنده من غير طفل
سألته باهتمام :تقصد إيه ........الولد جراله إيه ؟
ابتعد عنها متنهدا بألم :راح يافريدة ........قتلت ابنى
أكمل بقهر :قتلته يافريدة
اتسعت عيناها مذعورة لاتصدق ماقاله اقتربت منه متسائلة:يعنى إيه ياعمر قتلته ازاى
- الهانم راحت تتابع عند الدكتور زى العادة .......الدكتور شك ان الطفل في حاجة مش مظبوطة .......خد عينة منها وحللها
صمت قليلا ثم عاد وأكمل :اكتشف ان الطفل مصاب بمتلازمة داون وهى .......
هي قررت ونفذت مع نفسها سقطت الجنين قالتلى بالحرف الواحد أن مش مستعدة أربى طفل زى ده
وضعت فريدة كفها على فمها تكتم شهقة ألم :يعنى إيه طفل زى ده ........ده نعمة من ربنا ترفضها ليه
عادت ونظرت له بتساؤل وشك:عمر أنت اللى طلبت منها تعمل كده
التف إليها مستنكرا:أبدا يافريدة ........ولا حتى كنت اعرف انا عرفت بالصدفة
- وعملت إيه ؟
طلقتها يافريدة .......خلاص مسحت النقطة السوداء اللى في حياتى ........أنا مخنوق يافريدة حاسس أنى ضايع
- وطلاقك ليها هيشيل الذنب ياعمر .......هيرجعك عمر بتاع زمان اللى حصل حصل خلاص ومتقدرش توقف الزمن وترجع تمسح اللى فات ........شوف حياتك بقى وادعى ربنا يغفرلك
- ربنا غفور رحيم يافريدة ......وانتى بتحبينى واللى كان بينا يشفعلى عندك ......مش بس عشان انتى بنت عمى
لا عشان الحب اللى كان بينا واللى لسه موجود في قلبى ومتأكد أنه في قلبك ليا
صاحت به وهى تبتعد عنه :حب إيه أنت سكران الحب ده خلاص راح مات وأنت اللى قتلته بايدك وبخيانتك ليا
لاحقها مترجيا:مستعد لأى عقاب في الدنيا مستعد أعملك أي حاجة تتمنيها بس نرجع يافريدة .......نرجع لبيتنا وحياتنا من تانى
- لاياعمر مش هرجع مفيش حاجة هترجع زى الأول خلاص كل واحد فينا له طريق غير التانى وصعب نتقابل
- لا يافريدة مش صعب ولا حاجة أنا ممكن اعمل اى حاجة ......اى حاجة في الدنيا تخلينا نرجع ونكمل حياتنا زى الأول
- نكمل إيه ياعمر .........مينفعش خلاص شوف حالك وسيبنى اكمل حياتى مع بنتى
- ماهى بنتى أنا كمان ........عاجبك أنها مشتتة بين أم وأب كل اللى بينهم العند بس تفتكرى لما تكبر وتلاقى أمها وأبوها كل واحد في حتة هتبقى مبسوطة
صرخت به قائلة:وهو ده ذنبى ياعمر هو أنا اللى خنت ولا أنت
- أيوه أنا اللى غلطت أنا اللى خنت وأنا دلوقتى اللى جاى طالب السماح
واقترب واقترابه خطر ويده تمتد نحو وجنتها :عشان خاطرى يافريدة سامحينى ........وحياة بنتنا سامحينى
حاولت إبعاده عنها ولكنه كعادته محكم السيطرة عليها يعرف جيدا أنها تريده ويعرف كيف يعزف على وتر حبها له وإن كانت ترفضه بصوتها ولكن قلبها يريده
وهو يريدها ........يشتاق للمسة أصابعها على وجنته
يشتاق لصوتها .........يشتاق لقربها كما تشتاقه هى
والقرار جرئ سيقتحم أسوار قلبها كما كان.......
سيحكم سيطرته على قلبها لن يترك لها فرصة الرفض لن يتركها تبتعد .......هى له ولن تكون لغيره
اقتراب .......يقابله رعشتها
وهى خائفة تخشى الضعف أمامه لكن عيناه قيدت تفكيرها
قيدت ثورتها عليه
وضعفت وضعفها نجاته .........سبيل للفوز بقلبها من جديد
أنفاس متلاحمة ولمسة على وجنتها واللمسة تقترب من شفتيها ومقاومتها انهارت وهو ذكى استغل الضعف ليقتحم أسوارها واحكم سيطرته عليها وعادت فريدة
عادت لعشقها ولكن هل عادت لضعفها من جديد
..................
أفاقت .........انتبهت ولكن بعد فوات الأوان
عمر نائم بجوارها عارى الجسد وهى في سريرها من جديد
هي استسلمت من جديد
بكت انهارت صرخت.......وصرختها أيقظته مفزوعا وجدها مكومة تضم جسدها وتبكى اقترب منها قلقا:فريدة في إيه حصل إيه ؟
صرخت به وهى تبتعد عنه:أنا ازاى عملت كده .........أنا ازاى سلمتك نفسى ازاى عملت كده
اقترب منها بهدوء متفهما شعورها متفهما استنكارها لضعفها لانسياقها خلف قلبها :فريدة حبيبتى ممكن تهدى اللى حصل ده طبيعى أنتى مراتى واحنا خلاص رجعنا لبعض ومفيش حاجة ممكن تبعدنا تانى
- لا ياعمر أنا مرجعتش ........مرجعتش فاهمنى
صاح بها لعلها تفيق من صدمتها:لا يافريدة رجعنا..........ومش هنتفرق تانى وهتعيشى معايا هنا زى الأول وهجيب چودى من عند مامتك وكل حاجة هترجع زى الأول
هزت رأسها بنفى :لاياعمر لا أنا همشى من هنا ومش هرجع
صرخ بها :لا يافريدة خلاص اللى حصل بينا ملوش غير معنى واحد أنك مراتى ورجوعنا بقى أمر منتهى
ظلت تنظر إليه لاتعرف ماذا تفعل هي التي فعلت ذلك بحالها هي التى سلمت جسدها إليه هى التى ضعفت أمام حبه قامت مبتعدة عنه متجهة لحمام غرفتها وهو ينظر إليها لايعرف ماذا يفعل ؟
كيف يعيدها مرة أخرى ؟
انتظر لبعض الوقت قبل أن تخرج عصبية غاضبة أمسكت بحقيبتها واتجهت نحو الباب فأوقفها :روحى يافريدة واعملى حسابك أنك هترجعى قريب ..........وقريب أوى كمان
....................
جلست أمامه يراقبها يراقب شقاوتها ضحكتها لايعرف ما يحدث له لم يكن يوما هوائيا علاقاته بالنساء كانت دائما علاقات عابرة حتى علاقته بكاميليا لم تكن يوما بتلك الصورة
جنون ........لهفة
اشتياق
مشاعر غريبة على قلبه وعقله وهى وحدها جعلته يشعر بكل هذا
هى وحدها كانت فرحة ..........نور
ضحكة بريئة وسط ابتسامات منافقة
لم يكن يدرى أن هناك أعين تراقبه بعدم فهم بحيرة
تابعه آسر منذ دخل المطعم بصحبته فتاة غير مريم ومايراه علاقة حب
ابتسامة رجل محب
مريم صادقة هو لايحبها وهى لاتحبه
ولكن أين هي ؟
أين مريم ؟
ولابد من المجازفة
اقترب على وجهه ابتسامة حاول أن تكون هادئة أوقف العامل الذى أشار إليه جاسم ليدفع الحساب قبل أن يغادر اقترب هو منهم قائلا:نورت المطعم يااستاذ جاسم
التف جاسم نحوه مندهشا لم يكن في حسبانه أن آسر سيجازف ويقترب من خطيب حبيبته السابقة قام واقفا أمامه:أهلا ياأستاذ آسر
- ياريت يكون الأكل عجبك أنت والآنسة
ونظرته نحو همس أغضبت جاسم ولكنه تدارك غضبه بابتسامة مقتطبة :تمام .......الأكل تمام
أشار لهمس :يلا احنا كده اتاخرنا
وقفت واتجهت نحوه وعيناها تتسائل عن سبب تجهم وجه فجأة خرجت من المطعم بصحبته ولكن واضح أن هناك أمر يشغل عقل جاسم
مالك ياجاسم
نظر إليه متسائلا:تقصدى إيه أنا كويس أهو
- حاسة أن فى حاجة زعلتك مرة واحدة
ابتسم بهدوء:لاأبدا أنا كويس اركبى يلا عشان اتاخرنا على المكتب
ركبت بجواره فسألها :أنتى تعرفى آسر ؟
قطبت حاجبيها متسائلة:مين آسر ؟
- اللى كان واقف يكلمنى دلوقتى صاحب المطعم
- وأنا هعرفه منين .......دى أول مرة أشوفه
- ده اللى كان هيخطب مريم وعصام رفضه وطرده
اتسعت عيناها بدهشة :معقول
ثم استطردت قائلة:طيب وأنت جايبنا هنا ليه- عاوز تتاكد أن علاقته بمريم رجعت من تانى
ضحك قائلا:ليه بقى ......مريم زى أختى ياهمس وأظن أنتى أكتر يعرف كده
أبعدت عيناها عنه متوترة:وأنا اعرف منين دى حاجة تخصك أنت ومريم
ابتسم بمكر متسائلا:مش عاوزة تعرفى مريم كانت عاوزة منى إيه
مدت شفتيها كطفلة غاضبة :لا مش عاوزة أعرف دى حاجة تخصكم
وضحكته استفزتها أكثر فنظرت له بغضب واضح :ممكن أعرف بتضحك على إيه
- ولا حاجة ياهمس بس مريم كانت عندى عشان عاوزانى ادور على باباها مريم محتاجاله لازم يكون جنبها وأنا وعدتها أنى هدورعليه لحد ماأوصله
ابتسمت وعيناها تتطالعه بتقدير واحترام :أنت طيب أوى ياجاسم
- وأنتى جميلة أوى انتى دنيا تانية ياهمس
وكلمة تكفى ........كلمة تعنى الكثير والكثير
................
سارى الرويدى لم يكن بحاجة لخلاف مع شخصية كجاسم في الوقت الحالي كل شيءسيتأثر مشاريعه وسمعته خصوصا إن ارتبط اسمه بقضية كقضية محمود وكان لابد من وسيط بينه وبين جاسم
شخصية لها احترامها ونفوذها أيضا وجاءته الفرصة التي تمناها (نزار الشهاوى)
رجل أعمال شخصيته قوية وسمعته معروفة وكلمته مسموعة خاصة مع جاسم الذى تولى الكثير من قضاياه وجاءت المناسبة تخرج ابنة نزار الصغرى ودعوة جاءته في موعدها ومكالمة خاصة أوضح له مايريده ونزار وافق على الوساطة ودعوة أرسل بها لجاسم الذى وافق على الدعوة بصدر رحب

دخل جاسم ڤيلا نزار الشهاوى ورغم أنه نادرا مايلبى دعوة كهذه ولكن نزار له مكانة عنده
لمحه نزار من بعيد فاتجه نحوه مرحبا
أهلا أهلا أستاذنا العظيم
- أهلا بحضرتك يانزار باشا وألف مبروك للانسة مرام
أخرج من جيبه علبة قطيفة صغيرة :دى هدية بسيطة للأنسة مرام
- لالا ياجاسم أنت اللى تقدمها بنفسك ولا إيه
- اللى تشوفه حضرتك
وتقدم به نزار ناحية مجموعة من رجال الأعمال في صدارتهم سارى الذى ابتسم بنفاق مرحبا بجاسم
أهلا أهلا جاسم بيه
وجاسم تحامل على ذاته ورسم على وجهه ابتسامة باردة ورد بتحية مقتطبة وحديث خفى بين سارى ونزار ونزار طلب من جاسم التحدث ثلاثتهم ووافق جاسم ونزار توسط وسارى مازال متعالى
آسف يانزار باشا وساطتك على دماغى وحضرتك عارف معزتك بس أنا مش هتنازل عن القضية وانا كلمت صاحبة الشأن ولسه مصممة على رأيها وانا هكمل القضية مهما يحصل
واو
وكلمة جاءت من صوت أنثوى مرام الشهاوى ابنة نزار كانت تستمع لحديث جاسم
عندك حق يااستاذ جاسم أنت بجد راجل شهم أنا عرفت القضية وفرحانة جدا أنك مش هتتنازل
مرام الشهاوى الابنة الصغرى لنزار فتاة صغيرة ملامحها جميلة لها شخصية قوية كوالدها ولكنها تخفيها وراء شخصية أخرى لاتهتم بأى شيء يطلب الكثيرون ودها وهى لاترى بأحدهم رجل تعتمد عليه يريدها لأجلها هي وليس لأموال وسلطة والدها ونفوذه
ابتسم جاسم مجاملا:شرف ليا رأيك فيا ياآنسة مرام
التف لنزار معتذرا:آسف يانزار باشا لازم امشى دلوقتى
وسارى على وشك قتله جاسم تعالى عليه ورفض أي وساطة ولكن لابد أن هناك حل آخر
.................
أيام تمضى وفريدة صامتة حزينة منذ آخر لقاء لها مع عمر ورقية حاولت معرفة الأمر وهى أخفت ظل صوتها حبيس حلقها
حتى همس رفضت الحديث معها وإخبارها بما حدث
...............
دخل جاسم مكتبه وجد حورية تجلس تتابع عملها وهمس ليست موجودة
حورية فين همس
- راحت مشوار قالت نص ساعة وراجعة زمانها جاية
عقد حاجبيه متسائلا:مشوار إيه هي تعرف حد
- مش عارفة ياجاسم وبصراحة مسالتش هي قالتلى كده وخرجت بسرعة
رفع كتفيه بقلة حيلة:طيب أنا هاخد أوراق ونازل تانى ولما تيجى كلمينى اطمن عليها وابقى فكرينى اجيبلها موبيل بدل القلق ده
ابتسمت مشاكسة :طيب ياحنين
خرج من مكتبه بعدما أخذ أوراقه اتجه لمطعم آسر لمقابلة أحد موكلينه ولكنه توقف وتوقف العالم من حوله
همس تجلس مع آسر وضحكتها تملئ وجهها وآسر قام من كرسيه ليكون بجوارها وبيده علبة قطيفة زرقاء صغيرة وهى ابتسمت بفرح عندما رأت ماتحمله العلبة
والضربة قاسية مؤلمة كان يخشى أن تحب غيره أن يكون كل مافى الأمر مجرد تعلق والآن ثبت الأمر
همس لاتحبه
*************

لأول مرة منذ فترة كبيرة يعتذر عن لقاء أحد موكليه لايعرف كيف ترك المطعم وخرج
لايعرف ماذا يحدث؟
همس مع آسر
متى عرفته ؟
متى كان بينهم علاقة همس دائما معه تخرج معه صباحا
وتعود معه في المساء
أم آسر له طرقه الخاصة الذى أوصلته لهمس بعدما رأها معه في المطعم
ولكن إن كانت تحبه لما تعرفت على آسر
أسئلة محيرة وإجاباتها قاسية
همس تحب غيره
أكثر من ساعة وهى يدور بسيارته لايعرف وجهته ولاطريقه وأخيرا وجد نفسه أمام مكتبه توقف قليلا يخشى مقابلتها يخشى سؤالها ولكن إن كان مايحسبه صحيحا ماذا سيفعل ؟
خطى مكتبه بهدوء لايدل على نيران قلبه وألمه
رأها
هي كماهى تجلس على مكتبها تعمل بنشاط اقترب منها وعلى شفتيه كلمات وكلمات
عتاب .........صراخ ولكنه دائما يستطيع التكتم على مافى قلبه
جاسم كنت فين
صوت حورية نبهه لحاله فاقترب منها متجاهلا همس التى ابتسمت عند رؤيته
صرخ بهاقائلا:في إيه ياحورية ماقلتلك كان عندى شغل
تعجبت حورية من هجومه وحدته فاقتربت منه بهدوء متسائلة :مالك ياجاسم في إيه أنت كويس
مسح وجهه بتعب :أيوه ياحورية أنا تمام مرهق بس شوية
اقتربت منه همس بمرح: جاسم عاوزة أقولك على حاجة هتفرحك أوى
صوتها يقتله ود لو أسكتها لو نسى صوتها
ود لو أصبح مثلها فاقد للذاكرة لينساها ولكنها واقع هيمعه وصوتها قريب منه
التف إليها قائلابقسوة نبعت من ألمه:مش وقته ولو سمحتى متسبيش المكتب وتخرجى لأى سبب من الأسباب بدون علمى مفهوم ولا لا
تعجبت همس وحورية من طريقته الحادة الغريبة عليهم
مالك ياجاسم في إيه أنت كويس
صاح بها غاضبا:مالى ماأنا كويس أهو شيفانى مجنون
- لاأبدا بس شكلك تعبان ومضايق
ابتسم بتهكم :لامتقلقيش عليا أنا زى الفل بس اللى قلته يتنفذ
التف لحورية قائلا:خلى عم محمد يعملى فنجان قهوة ويجيبهولى المكتب
سألته همس بدهشة:جاسم أنا هعملك القهوة زى كل يوم ليه عم محمد يعملها
صرخ بها بكل مايحمله قلبه من غضب منها :أنا حر مش عاوز منك حاجة قلت عم محمد اللى هيعملها
أنهى حديثه متجها لمكتبه مغلقا بابه وتاركها تنظر لحورية بدهشة وتعجب :في إيه ياحورية إيه اللى حصل أنا عملت إيه لكل ده
هزت حورية رأسها متعجبة هي الأخرى :والله ياهمس مش عارفة ومش معقول عشان خرجتى من غير مايعرف
- أيوه ماأنا كنت جاية أحكيله واقوله أنا كنت فين بس مدنيش فرصة أتكلم
ربتت على كتفها :معلش ياحبيبتى يمكن حاجة حصلت وإحنا منعرفش إيه هي سيبيه شوية وبعدين كلميه وأنا عارفاه دماغه ناشفة وعنيد لو اتكلمتى معاه وهو مش عاوز ممكن يقاطعك ويعمل حوار سيبى كل حاجة ماشية وكله هيبقى تمام
....................
البعد والجفاء ألم قسوة تؤلم القلب ولكن مامقدار الألم عندما يكون القاسى الجافى بالقرب منك تراه عيناك كل يوم تكون بجواره دائما ولكنه متجاهل قاسى وقسوته مؤلمة وجاسم منذ ذلك اليوم وأصبح مختلف ليس مع همس وحدها ولكن مع الجميع يخرج صباحا بصحبتها وطوال الطريق صامت لايتحدث مع أنه يريد الحديث يريد البوح بمافى قلبه ولكنه يخشى ردها يخشى أن تواجهه بحقيقة هو رأه بعينه والأيام تمر والبعد يزداد والألم يتملك منها إن تعرف مافعلته ستعتذر ولكنها لم تفعل مايغضبه فماذا حدث منها ليعاملها بتلك القسوة والحدة والتجاهل المتعمد
......................
ويومها يمر كالسابق بدون جديد تجاهل متعمد وهى أصبحت متجاهلة مثله تعامله فقط مع حورية وهى بعيدة عنه كل البعد
أتى أحد عملائه أدخلته حورية وتركت المكتب لبعض الوقت طلبها جاسم فلم يجد غير همس فطلب منها المجئ مرغما
دخلت المكتب واتجهت نحوه ظل يملى عليها بعض الأمور المهمة وهو يحادث ضيفه الذى يتضح عليه أنه صديق مقرب
بس أنت مكار ياجاسم كده تخطب من غير ماتقول أيوه ياعم تلاقيك مدارى على الموضوع
ودهشتها وصدمتها لم يكن لها مثيل ونظرته لها لم تفهمها متى ارتبط وبمن
ابتسم لصديقه قائلا:مين قال الكلام ده ماأنت عارف أنا ومريم سيبنا بعض من زمان
ضحك صديقه قائلا:أنا أقصد مرام الشهاوى ناس كتير بتتكلم وشافتكم مع بعض أكتر من مرة هتخبى ليه بقى
وهى صامتة والقلب يتألم ويأن الأن فهمت لما يتجاهلها طوال الفترة الماضية بحياته أخرى يحب أخرى
ولما تتعجب من هي ليحبها ؟
من هي ليربط حياته واسمه بها؟
همس ......همس
انتهبت على صوته يناديها :أيوه ياأستاذ جاسم
- مالك واقفة ساكتة كده ليه ؟
- لاأبدا في أوامر تانية ؟
- لامفيش اتفضلى أنتى
أسرعت من أمامه قبل أن تخونها عيناها وتفيض دمعا وقهرا وألما
أغلقت الباب واتجهت نحو مكتبها تجر أقدامها بصعوبة حتى تصل إليه جلست بتعب أخفت وجهها بيدها تبكى بحرقة وألم تبكى على حبيبا تركها بعدما تعلقت به وكان رجلها وأمانها
بعدما كان كل شيء أصبح لاشئ
رفعت رأسها على صوت مريم تناديها:همس
قامت متجهة نحوها وكأنها جاءت بموعدها ألقت بنفسها بين ذراعيها تبكى ومريم لاتفهم مايحدث كل ماتعرفه أن همس تحتاج إليها
ربتت على ظهرها وتركتها تبكى وبكاؤها تتعالى شهقاته دون كلمة حتى هدأت وأبعدت رأسها عنها
- كده هديتى شوية ممكن أفهم في إيه مين زعلك
هزت رأسها نافية:مفيش حاجة أنا بس مضايقة شوية وكنت محتاجالك ولقيتك أودامى
تفرست مريم ملامحها غير مصدقة:قلبى بيقولى أنك بتكدبى عليا ياهمس
- وهكدب ليه يامريم أنا مليش غيرك أشكيله وأحكيله بس مش دلوقتى لما أحس أنى عاوزة أتكلم
انتبهتا على صوت جاسم يودع صديقه عند الباب حتى خرج الرجل وتعلقت عيناه بعيون همس الباكية هي تؤلمه ببكاؤها وهو عاجز عن فعل شيء
عاجز عن فهم أي شيء إن كانت تبكى وتتألم لما سمعته عن خبر ارتباطه فلما تبكى ؟
لما نظرة الحزن والألم بعيناها؟
أنا هفضل واقفة كده مفيش اتفضلى
انتبه لمريم فاتجه نحوها مبتسما ومرحبا:ازاى بقى نورتى المكتب يامريم
- ده نورك ياأخى العزيز بس بصراحة أنا كنت جاية ليكوا انتوا الاتنين
سألها باهتمام وهو ينظر لهمس :خير يامريم في إيه
رفعت يدها أمامهاقائلة بمرح:أنا اتخطبت لآسر ياجاسم
والدهشة عنوان وجهه آسر كيف ؟
وهمس ..........وعلاقته بها
معقول أن تكون مريم مخدوعة وعيناه تنتقل لهمس التي
تبدو سعيدة وعيناها مبتسمة هل ممكن أن تكون منافقة لدرجة تصدق أم أن مارأه كان مجرد خيال
انتبه لمريم تناديه:جاسم روحت فين مش تباركلى
- أبارلك أنا بس قولى على إيه
التفت لحورية التي تقف خلفها فاتجهت نحوها قائلة:أنا اتخطبت ياحورية........
وقفت بجوار همس قائلة:الفضل كله ليكى ياهمس لولاكى أنتى عمرى ماكنت هحس بالفرحة زى دلوقتى
سألها جاسم باهتمام مبالغ :وهمس مالها ومال خطوبتك فهمينى
ضحكت مريم مندهشة:إيه مالك اهدى وهفهمك
كل الحكاية أنك لما كنت مع همس في المطعم بتاع آسر وأنت عرفتها عليه
همس راحتله المطعم واتكلمت معاه عنى وحكتله كل حاجة واتفقت معاه أنه يجى ويتقدملى من تانى وكمان السوسة دى اختارت معاه الهدية اللى جبهالى عشان يصالحنى وأخيرا ماما وعصام وافقوا كان نفسى بابا هو كمان يكون موجود بس عندى أمل قبل معاد الفرح مايجى يكون موجودك معايا
ونظرة حورية متشفية تنظر إليها ولسان حالها يقول :أحسن ياابن القاضي
أما هو فصدمته لاتوازيها صدمة
عندما رأى همس مع آسر كانت تحادثه عن مريم والعلبة التي رأها كانت هدية مريم
الآن فهم لما أرادت همس إخباره بأمر ما ورفض حتى سماعها

جاسم روحت فين ..........اعمل حسابك خطوبتى الخميس الجاى يعنى كمان أسبوع عارف لو مجتش واستقبلت المعازيم أنا هعمل فيك إيه ............ولا بلاش لتزعل
وهو نسى كل شيء نسى العالم وعيناه تتطالعها باعتذار وهى تتجاهل تجعله يذوق مما ذاقته هي على يده طوال الفترة الماضية
دخل لمكتبه بعد حوار مع مريم ووعد بأنه سيكون بجوارها كشقيق أكبر لها تركها مع همس تتحدث معها عن تجهيزات حفل الخطوبة ولكن حورية أسرعت خلفه تغلق الباب ووقفت أمامه ساخرة:تستاهل ياابن القاضي شفت أنك ظلمتها ده أنت طلعت راجل ظالم
قام من مكانه حائرا مشتت التفكير والذهن:مش قادر أصدق ياحورية يعنى همس كانت بتتفق معاه يخطب مريم .........طيب مقالتش ليه .........ليه سابتنى الفترة دى كلها وأنا فاكر أنها على علاقة بيه
- أصل مخك على أدك ماهى البنت يومها جت وقالتلك عاوزة أقولك على حاجة ياجاسم وبسلامتك مرضتش تسمعها تستاهل أنا فرحانة فيك عشان لما حكتلى قلتلك مستحيل عشان أنا عارفة أن همس بتحبك بس أقول إيه مخك على أدك مفيش مخ خالص تفكر وأهى مريم هتتخطب أهى وأنت خليك كده مبلط في الخط
تذمر من عتابها قائلا:بقولك إيه اطلعى بره وابعتيلى همس أتكلم معاها
- وأنت هتعمل إيه هتصالحها ولا إيه؟
- ملكيش دعوة ياحورية ابعتيها وخلاص
- بلاخيبة قوم أنت ناديها
زم فمه بغضب :اطلعى بره ياحورية المرة الجاية هقطع لسانى قبل مااحكيلك حاجة بدل التقطيم بتاعك ده
- تستاهل ماأنت راجل متسرع وظالم يارب تتطلعه عليك ومترداش تصالحك
- اطلعى بره ياحورية وابعتى همس
خرجت حورية وبعدها بدقائق دخلت همس فقام متجها نحوها بلهفة:خبيتى ليه عليا ياهمس ليه سكتى الفترة اللى فاتت دى كلها
أخفضت عيناها بعيدا عن عيناه قائلة:حاولت اكلمك وافهمك رفضت تسمعنى ياجاسم
أخفض رأسه لايعرف ماذا مايقول هو ظلمها دون وجه حق ولكن ما رأه لاتفسير له غير أن هناك علاقة بينهم
ابتعد عنها يوليها ظهره :أنا شفتك مع آسر في المطعم وكل اللى جه في دماغى أنك .........أنك على علاقة بيه
اتسعت عيناها دهشة قائلة :أنا ياجاسم .........شفتنى امتى وفين وجبت منين أن بينا حاجة
التف إليها قائلا:يوم مااتخانقت معاكى وزعقتلك وقولتلك متسبيش المكتب تانى يومها كنتى عاوزة تقولى حاجة وأنا رفضت اسمعك

تذكرت الأن رد فعله يومها وقسوته الغير مبررة ولكنه أخطئ في حقها ولن تتهاون معه
ودلوقتى حضرتك عرفت كل حاجة .......ممكن أروح مكتبى
اقترب منها معتذرا:حقك عليا ياهمس سامحينى أنا ساعة ماشفته قريب منك وبيديكى الخاتم كنت.......كنت عامل زى المجنون
أدعت اللامبالة قائلة:ليه أخصك في إيه أنا مجرد واحدة اتعرفت عليها وخلاص بكره هتمشى
- تمشى فين أنتى مش هتمشى أبدا ولا هتسيبينى
- لا همشى أكيد هيجى اليوم اللى هبعد عنكم
- لا .......قلتلك لا وأنتى عارفة ليه
- أنا معرفش حاجة ياجاسم ..........
واقترابه زاد وهى ابتعدت حتى وجدت نفسها محاصرة بينه وبين الحائط همس بجوارها:أنتى عارفة كل حاجة ياهمس عارفة اللى في قلبى حتى من غير ماأقوله
سكتت وطال صمتها وعيناها تتأمله وهو يتحدث خرج صوتها مستنكرا: أنت راجل خاطب لو خطيبتك سمعتك هتزعل عن إذنك
دفعته برفق فأمسك ذراعها بقوة:أنا لاخطبت ولا ارتبطت بحد ياهمس كل دى إشاعات
- الإشاعة مش هتكون من غير سبب ياأستاذ جاسم
تعجب من مناداتها له بأستاذ:همس قلتلك آسف ليه معاملتك دى وإيه حكاية أستاذ دى
ابتسمت بهدوء:حضرتك صاحب المكتب ورئيسى ........المقامات محفوظة طبعا ......... أنا مجرد سكرتيرة أكتر من كده مفيش
صاح بها قائلا:لا في وأنتى عارفة
- لا معرفش ياجاسم معرفش حاجة سيبنى في حالى سيبنى أحاول افتكر أي حاجة وأرجع لحياتى اللى قبل كده بلاش .........بلاش تعلقنى بيك
اقترب منها أكثر وصوته يرجوها سماعه:أنا خلاص ياهمس حياتى بقت مرتبطة بيكى ........أنا خلاص قلبى اتعلق بيكى ومبقاش عندى استعداد أنى أبعد عنك ولا أنتى تبعدى عنى .........بس سيبى الأيام تثبتلك أنى عمرى ماهسيبك ولا هتخلى عنك ........عشان خلاص أنتى بقيتى جزء منى ........
حتة منى ياهمس كأنك بنتى ومن دمى أوعى في يوم تقوليلى نبعد عشان ده هيبقى آخر يوم في عمرى
بعد بينا مستحيل وبكره الأيام هتأكدلك كلامى يا.......همس
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي