الفصل الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم
حوقلوا لعلها تكون المنجية..

"كان هناك رجلاً يخبر اللواء بأن لديكم عم يقطن خارج البلاد، صحيح؟"
كان سؤال يوسف للصغار وبالأخص الفتاة لأنه على عِلم بأنها أول من ستجيبه، أماءت له مؤكدة وأردفت:
_ نعم، كنا نتواصل معه على الإنترنت في صالة الألعاب الإلكترونية من آن لآخر برفقة أحمد.

أزهر أملاً داخل يوسف بعد كلامها، حتماً العلاقة بينهما قوية طلاما حرص أحمد على ودِه من آن لآخر، تنهد بارتياح شديد حين شعر أنه على حافة تسليم أمانته لصاحبها.

حمحم ووزع أنظاره بينهما قبل أن يردف متسائلاً بجدية:
_ أين هي صالة الألعاب تلك؟

اكتفت الفتاة برفع كتفها مبدية عدم عِلمها بينما صوب يوسف نظريه على الفتى الذي تابع سيره فاستشف أنه ذاهب إلى هناك، أمسك بيد الفتاة وأسرع خطاه خلفه وبعد مرور دقائق معدودة وصلا إلى المكان المطلوب.

تأفف يوسف بضيق ولعن سذاجته بحدة:
_ مغلق بالتأكيد، إنها الثالثة بعد منتصف الليل، تباً لحماقتي

أوصد عينيه للحظات قبل أن يواصل أسئلته:
_ حسناً، أين يقطن منزل مالك الصالة؟ هل هو قريب من هنا؟

رفع "علي" رأسه للأعلى كما رفع ذراعه وأشار إلى المنزل المقابل لهم فتفهم يوسف أنه نفسه منزل مالك الصالة الإلكترونية، حاول التحلي ببعض الجرأة أو ربما الوقاحة، بالله كيف سيطرق أبواب العالم في تلك الساعة المتأخرة من الليل لكنه مضطر إلى ذلك وللضرورة أحكام.

أخذ نفساً عميق ثم أمرهم بنفاذ صبر:
_ تعاليا معي، لكن بهدوء من فضلكما لا تتسببا في إزعاج الآخرين

وافقوه فسبقهم هو إلى الدور الكائن به الرجل، لا يعلم كيف سيتحلى بتلك الوقاحة لكنه ذكر نفسه بأنه مضطر ولولا ذلك لم يكن ليفعلها، ابتلع ريقها ثم كور يده وطرق الباب بخفة ثم أزاد من طرقه، بقوة أكبر.

انتظر عدة دقائق حتى رأى إضاءة خافتة قد تسللت من زجاج الباب فعلم أن أحدهم قد استيقظ من غفوته، كتم أنفاسه إستعداداً لتلك المواجهة الصعبة، أزفر أنفاسه حين ظهر شاباً في أواخر العشرينات من عمره بملامح جامدة إرتخت رويداً رويداً حين رأى الصغار.

عاد ببصره على يوسف وسأله مستفسراً:
_ بماذا يمكنني مساعدتك؟

حمحم يوسف وعرف عن هويته أولاً قبل أن يطلب مراده:
_ إنني يوسف صد..

قاطعه الشاب بقوله:
_ أعلم من تكون، لقد رأيتك اليوم في الجنازة، بالتأكيد أنت واحد من الضباط الذين كانوا حاضرين اليوم

لم يعارضه يوسف وفضل تركه على اعتقاده فربما هذا يساعدهم في الوصول أسرع إلى مرادهم، بآسف معانق للخجل تحدث يوسف:
_ أعتذر منك كثيراً لمجيئي في ذلك الوقت المتأخر من الليل، لكنهما أخبراني بتواصلهما بعمهما من صالتك الإلكترونية، أنا بحاجة شديدة للوصول إليه

تفهم الرجل الوضع لكنه شرح له صعوبة الوصول إليه:
_ ليست هناك مشكلة، لكن الأمر ليس سهلاً كما تظن، أحمد رحمة الله عليه كان يتواصل معه من خلال الفيس بوك وبالتأكيد أنت على علم بصعوبة الوصول إلى بريده الإلكتروني وكلمة السر خاصته؛ اعتذر منك لا يمكنني معرفتهم فأنا ليس سوى مالك للصالة لا أكثر، كنت أتمنى مساعدتك لكني لا أملك ذلك

نكس يوسف رأسه بحزن شديد ثم شكره ممتناً:
_ لا تكترث، أعتذر مرة أخري فيما سببته من إزعاج

أولاه يوسف ظهره موجهاً حديثه للصغار:
_ هيا بنا نلحق القطار قبل أن يفوتنا ميعاده

هبط ثلاثتهم درجتين من السُلم ثم توقفوا وعادوا بنظرهم إلى الشاب حين تذكر شيئا:
_ انتظروا، في بعض الأحيان تحتفظ أجهزة الحاسوب البريد الإلكتروني وكلمة السر، أتمنى أن يحالفنا الحظ تلك المرة، أستأذن منك في تبديل ثيابي سريعاً وأعود إليك

تقوس ثغر يوسف ببسمة لم تتعدى شفتاه فلم يريد خلق أملاً جديد داخله ويتخبر إن لم يصل إلى شيء، ارتدى الشاب ثيابه سريعاً ثم هبط معهم، ولج إلى مكانه وأشار لهم على إحدى الأجهزة هاتفاً:
_ هذا هو الحاسوب الذي كان يستخدمه أحمد دوماً للتواصل مع عمه

قام بتشغيل الحاسوب ثم ردد حين دَوُن كلمة فيسبوك وردد قبل تجربة دخوله:
_ بسم الله الرحمن الرحيم

اتسعت حدقتيه حين رأى كلمة السر والبريد الإلكتروني مازالوا محتفظان على الحاسوب، هلل في سعادة بالغة:
_ مازال الحاسوب يحتفظ بهما

أوصد يوسف عينيه في سعادة دقت طبول قلبه وحمد ربه داخله على وصوله لأول الطريق، قاموا بفتح صفحة المرحوم أحمد وبعد بحث طال لمدة نجحوا في الوصول إلى صفحة عمهم الإلكترونية، قام يوسف بتصويرها على هاتفه لكي يصل إليها بسهولة فور عودته إلى المنزل كما أنه أخذ رقم الشاب لربما يحتاج إليه لاحقاً.

شكره مراراً وتكراراً على نُبله ثم غادروا المكان ليتجهوا إلى المحطة مهرولين بخطاهم فلم يعد هناك سوى عشر دقائق على تحرك القطار وإن فاتهم سيضطرون إلى الانتظار للصباح حتى يأتي ميعاد القطار الآخر.

قطع يوسف التذاكر فور وصولهم وركض ثلاثتهم إلى القطار الذي ارتفعت صافرته معلنا عن تحركه، قفز الفتى في أول باب رآه فتفاجئ بسرعة القطار التي تضاعفت، خفق قلبه رعباً أن لا يلحق به يوسف وشقيقته.

أسرع يوسف من ركضه لكي يصل إلى الباب بينما لم تنجح الفتاة في مسايرة خطواته السريعة، أضطر إلى حملها وتابع ركضه، مد "علي" يده ليُمسك بشقيقته فرفضت هي إعطائه يدها خشية أن تسقط أسفل عجلات القطار.

شعرت بالذعر من الموقف ولم يكن أمامها سوى التشبث في عنق يوسف ثم دعت العنان لعبراتها في السقوط من فرط خوفها بألا يلحقوا بـعلي، تمزق قلب يوسف إرباً حين شعر بنبضاتها القوية التي وصلت إليه وعزم على فعلها من أجل أن يعيد لها أمانها من مجدداً.

ركض وركض حتى بات أمام الباب مباشرةً، أمسك به وشد من قبضته عليه لكي لا يفلت يده وباليد الأخرى وضع الفتاة على حافة الباب فأسرع "علي" في التقاطها من بين يده جاذباً إياها للخلف حتى يسهل عليه الصعود دون عائق أمامه.

صمد يوسف وهو يصارع حياته بقرب عجلات القطار، فقط يريد الوصول من أجلهم، تفاجئ بالفتاة تشير إليه ونظريها في جانب معاكس له ثم ظهر شابان قاما بمساعدته في الصعود، استند يوسف برأسه على خلفية المقعد يلتقط أنفاسه التى هربت من رئتيه.

أنتبه إلى سؤال أحد الشباب الواقفين أمامه:
_ هل أنت بخير؟

رفع نظريه إليهم وأردف ممتناً:
_ حمداً لله، شكراً على مساعدتكما

هتف أحدهم ماحياً التكلف:
_ لم نفعل سوى ما تحتم علينا فعله

عادوا إلى أماكنهم بينما نظر يوسف إلى الفتاة التي لها الفضل في إنقاذ حياته، زم شفتيه ممتناً لها ثم فرد ذراعيه ووجه حديثه لهما:
_ تعاليا..

جاءوه راكضين واستكانوا بين أضلعه، شعور الأمان ليس إلا قد راود ثلاثتهم في تلك الأثناء حتى غفوا على نفس وضعهم دون مجهود فاليوم كان طويل ومتعب للغاية.

                             ***
"التذاكر أيها الشاب، أيها الشاب أستيقظ"
هتف الكُمثري عالياً ليثير انتباه يوسف، فتح عينيه ببطئ فتفاجئ بمن أمامه، لوهلة لم يعلم أين هو، انتفض فجاءة من مكانه فسبب في ذعر الصغار.

وزع يوسف أنظاره عليهم وهو يعيد آخر شيء يتذكره، أزفر أنفاسه على مهلٍ يهدئ من روعه فذعر مرة أخرى لصياح الكُمثري:
_ هيا من فضلك لدي عملاً آخر غيرك

رمقه يوسف بإزدراء هاتفاً بحنق:
_ ماذا تريد أنت؟

بإقتضاب وملامح عابسة أجابه:
_ التذاكر

حرك يوسف رأسه بتفهم ثم ناوله التذاكر التي كانت سبباً في ذُعر الجميع، تأكد من صحة التوأم وسألهم باهتمام:
_ هل تشعرون بالجوع؟

أماءا له فحثهم على تناول الطعام بنبرة مرحة:
_ وانا أيضاً أتضور جوعاً، أروني ماذا لديكما من الطعام

سحبت الفتاة حقيبتها الخاصة وقامت بفتحها، أخذت منها بعض الأطعمة وبدأت توزعها بينهما بالتساوي، شرع ثلاثتهم في الأكل حتى فرغت جميع الأطعمة لديهم، توقف القطار في آخر محطته وكانت تلك وجهة يوسف المقصودة.

نهض من جلسته وأعاد وضع حقيبة ظهره في الخلف وكذلك فعلوا التوأم، اصطحبهم خارج المحطة ثم أوقف سيارة أجرة وأخبره عن وجهته المقصود الوصول إليها.

مرت خمسة عشر دقيقة حتى وصلا إلى الحي القاطن به، ترجل من السيارة ودفع الأجرة للسائق ثم ألقى نظرة سريعة على منطقته ومن ثم رفع رأسه يطالع منزلهم القديم وعلى الرغم من أنه يعتبر تراثاً إلا أنه بحال أفضل عن المنازل حديثة الصنع.

هدوء دون غيره ينتشر في الأجواء، لم يستيقظ أحداً بعد فالوقت مازال باكراً للغاية، صعد الأدراج حتى توقف في الطابق الثاني فكان الأول يعود لجيرانهم، قرع الجرس ووقف في إنتظار فتحه من قِبل والدته التي تفاجئ بسرعة إجابتها عليه.

قطب جبينه بغرابة، لاحظ عينيها المنتفخة فألقى بسؤاله بتوجس:
_ ما بكِ يا أمي، ولما عينيكِ متورمتان؟

ابتسمت له لكي تطمأنه على حالها موضحة سبب تورم عينيها:
_ لا تقلق عزيزي، فقط لم أنم طيلة الليل، لم يراودني النعاس في غيابك

وجهت بصرها على الصغار بغرابة من خلفه، التفت يوسف برأسه إليهم مشكلاً بسمة عذبة على محياه وقال:
_ علي و...

توقف من تلقاء نفسه حين لاحظ أنه يجهل اسم الفتاة فأسرعت هي هاتفة بإسمها:
_ لينة

رفع يوسف حاجبيه مبدي إعجابه بلطافة الإسم:
_ لينة! تمتلكين إسماً مميزاً

بحياء رددت:
_ شكراً

أعاد النظر إلى والدته ومن ثم أردف:
_ هما ضيوفنا يا أمي، من أخبرتك عنهما

رحبت بهم والدته بحفاوة على الرغم من فضولها الذي ازداد أضعافاً لمعرفة هويتهم، دعتهم للدخول ثم أشار لهم يوسف للجلوس مستأذناً منهما ببعض المساحة له، ولج لغرفة والدته التي انهالت عليه بالأسئلة القلقة:
_ من هؤلاء يا يوسف، وما تلك الحقائب التي بأيديهم؟ وماذا يفعلون في منزلي؟

تفاجئ يوسف بهذا الكم من الأسئلة، أستقلى على الفراش بتعب بائن وبدأ يقص عليها بدايةً من استشهاد رفيقه إلى لحظة وصولهم إلى المنزل وأنهى حديثه بقوله:
_ سوف أتواصل مع عمهما بعد أن أحظى بقيلولة، أتمنى أن لا يكون نذلاً مثل خالهما

دخلت السيدة في حالة لا يرثى لها بعدما أخبرها عن الفجعة التى حدثت وقلبت حياة التوأم رأساً على عِقب، بالله لن يكون هناك أعظم من ذلك ابتلاء لهم، لا تعلم ماذا دهاها لكنها تشعر بحُطام بقايا قلبها الذي كُسر حزناً على ما أصاب الصِغار.

لم تستطيع منع عبراتها التي تحولت إلي بكاء مريرة متحسرة على حالهم:
_ يا صغاري، كل هذا الألم كان من نصيبكما، هكذا دون سابق إنذار يجدون أنفسهم بمفردهم دون عائل لهما، أسأل الله الصبر لقلوبهما، فأنا لا أمت لهما بصلة ويؤلمني قلبي حين قصصت عليا ما أصابهما، فكيف لصغار مثلهما أن يتحملوا تلك المصيبة وهما قد شهدا موت أخيهم ووالدتهم في اللحظة ذاتها

أستقام يوسف وطالعها بآسى شديد، فهو نادم على إخبارها بكل ذلك فهي شديدة التأثر بأقل الأشياء سوءًا، لكنها في النهاية كانت ستعلم، تنهد ثم طلب منها بلطف:
_ من فضلك يا أمي، انظري إن كانا بحاجة إلى شيء لأنني لا أستطيع الوقوف فلم أنم منذ ثلاثة ليالي

أخذت طلبه على الرحب والسعة، خرجت من الغرفة وتوجهت ناحيتهم مع رسمها لإبتسامة حزينة لما أصابهم، وقفت أمامهم وأردفت بحنو أمومي:
_ أخبرني يوسف أنكما ضيوفنا، إلتمسا له العذر لقلة وعيه، أنتما أصحاب المنزل

تفاجئ يوسف بسب والدته له فور خروجه من غرفتها، عقد ما بين حاجبيه وهتف بإقتضاب زائف:
_ فقط دقيقتان معهما أصبحت قليل الوعي؟، ماذا ستفعلين إن مر عشر دقائق بعد حتماً ستقومين بطردي.

انفجرت الفتاح ضاحكة على داعبته، ابتهج يوسف لضحكتها التي كان المتسبب بها، فهو يشعر اتجاههم بالشفقة الشديدة ويريد فعل أي شيء لكي يسعدهم فقط، ها هي الفتاة قد نجح في رسم الضحكة على وجهها، ماذا عن الفتى لحاله الذي لم يتبدل كثيراً مازال ملتزم بصمته ولابد أنه سيطول معه ذاك الوضع.

تابعت والدته بتعريف نفسها:
_ أنا أُدعى ميمي، يمكنكم مناداتي ميمي دون خالتي

ذُهل يوسف من كلماتها فلم تسمح لهما يوماً بمناداتها دون لقب، هدر متعجباً مما وقع على مسامعه:
_ ماذا؟، هناك تفرقة عنصرية وأنا لا أقبل بذلك قط

بمزاح شاكسته:
_ لا يهم قبولك عزيزي

توجهت الأنظار على لينا التي قهقهت عالياً، رفع يوسف إحدى حاجبيها مستاءً:
_ هل أعجبتكِ لتلك الدرجة؟

أماءت له مؤكدة فحرك رأسه في استنكار مصطنع، أخذ شهيقاً وأخرجه على مهل قبل أن يهتف:
_ تعالى معي يا علي

نهض الفتى وتوجه ناحيته، بتلقائية عابثة نهضت توأمه لكن يوسف اعترض تقربها بلطف:
_ انتظري أنتِ مع أمي، نحن فتيان مثل بعضنا

غمز إليها ليمحي أى حرج  قد سببه لها أمامهم فعادت هي إلى جلستها بهدوء بينما أحاط يوسف كتف علي بذراعه واصطحبه إلى غرفته، أعتلى يوسف طرف الفراش، أشار على الملاءة بجاوره مشيراً إليه بالجلوس.

تقدم علي نحوه وجلس إلى جواره، تنهد يوسف قبل أن يخبره بما يريد:
_ يمكنك اعتباري شقيقك منذ ذلك الحين، لكنني أريد منك شيئاً

التفت علي برأسه نحو يوسف الذي تابع مسترسلاً:
_ لابد أن تخرج ما تخفيه داخلك، عليك إطلاق مشاعرك، صمتك لن يحل الأمر بل سيزيده سوءًا، ابكِ يا علي

مد يوسف ذراعه خلف علي وربت على ظهره بحنو ثم بهدوءٍ جذبه إلى حضنه وحثه على التفاعل معه لكي يكون على حال أفضل مما هو عليه:
_ ابكِ يا علي

أحتاج الأمر إلى عشر دقائق لنجاحه لإخراج بكائه، ضمه يوسف بشدة شاعراً بشهقاته القوية التي هزت كيانه، لم يحاول تهدئته قبل أن يخرج آلامه بنفسه.

حالة سكون حلت تدريجياً إلى أن هدأ علي تماماً، تراجع يوسف للخلف ناظراً إليه وسأله مهتماً:
_ هل تبدوا أفضل الأن؟

أماء له الفتى فاعترض يوسف تصرفه هادراً:
_ لا تومئ برأسك فقط، تحدث معي أود سماع صوتك

بعد تردد طال لبرهة همس:
_ أنا بخير

إلتوى ثغر يوسف بإبتسامة سعيدة ثم ربت على كتفه مردداً:
_ أنا متعب للغاية وبحاجة إلى النوم، هل تريد النوم بجانبي؟

لم يكن هناك مجالاً لاعتراض علي فجسده منهك للغاية، لكنه أراد الإطمئنان أولاً على شقيقته فنظر تلقائياً نحن الباب، استشف يوسف ما يرمي إليه بنظراته وأردف مطمئناً إياه:
_ لا تقلق عليها، هي برفقة أمي وهذا يعني أنها في أمان

لم يبدي الولد ردة فعل فاستلقى يوسف على الفراش ومن ثم حث "علي "على النوم بجانبه، توجه نحوه وفي ثوانٍ قليلة قد بات كليهما في ثُبات عميق.

                                ***
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي