انتقام مقعد

ريم رمرومه`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-19ضع على الرف
  • 10.9K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

في قااعه ضخمه في إحدى المنااطق الشعبية زفافٌ اسطوري لإحدى العائلات الراقية
كان حفل انيق ،ومظااهر الترف و السخاء تظلل أجواءه بدقه ،والحضور نخبة من عائلاات تضااهي عائلتا العروسين قدر ٌورخااء
تجمعت الحشود لإستقباال العروسين إستقباالااا شعبيا بحتا على رغم من ثرراء كلاا العائلتين ..لكن الطابع الشعبي مازال مسيطر ٌعلى جميع عااداتهم تقدم احد الشباان وهويلتقط يد العرووس بزهووو بينماالعريس يقف على حدى يرراقب العروس بنظراات جائعه متلهفة.
وقفت العروس في منتصف دائره شكلها اخوانها الثلاااث وكلن منه يلقي لها مطارب الشعرر وهي تدور بينهم بخجل وكلما تعمق احدهم في مدحهاا ذابت امام الحضور من خجلها المتشرب الى خديها
جميع من في الحفل بدى عليه الإعجااب إماا بالعرووس الفاتنه او بإحدى مراسم العرس المبهرر إلا هو كاان جالس بين إخوته الثلاث ووالده يراقب بعينين مشتعلتين ابنة عمه تلك الفتااة التي سلبت لبه منذ الصغرر ولم ترحم شبابه بريعاان نضج انوثتها هو لاينكر كره عاائلته الدفين لعاائلتها بسبب الورث .لكن الصلح بااتوحليفهم في النهايه كأي عاائلة إلا ان ظلاام قلوبهم ماازال مسطر الى الان لكن شاءت الاقدار ان يكون قلبه معلق بهوااء عشقها وهااهي تتهاادى الأن بفستان زفافهاا وسط اخوتها.
عيناه تسرحان بوله على جميع تفااصيلها تضيقاان بمكاان معين ثم تعودان الى طبيعتهما المتأملة
اماالأخر القابع على يمينه هو اصغر إخوانه (شهااب)واكثرهم جنونا يعرف عنه التهور أما الثبات والحكمة شيم تناافي صفااته
كان ينظر باتجاه أحد المدعواات بنظراات قاتله
نظرات تهدد بالإفترااس يراقب تهااديهااعن بعد ليعصف في صدره شعور الغيرة .
ااماثالثهماا وهو الأكبر (غيث )كان يجلس بكل اريحيه متكأ بظهره على كرسيه .يتأمل صديق عمره احمد وتلميذته وابنة عمه المقربه. .هو عاقل لاايحمل ضغينة لأحد وقلبه صاف من أي حقد مع انه الاخ الاكبرر لكليهمااا .. لكن صفة الهدوء وطابع الوقاار اكتسبه بعد خبرة طويله من التدريس فأصبح مجاله لاينفك عن واقع حيااته
طرقت الطبوول معلنة رقصة شعبيه لكلاا العرسين
اخذاا كلاا العريسين يرقصان متهااديان برقه راسمين لوحة فنيه عن االحب
كانت تنظر إليه نظرات خجوله ترسل في طيااتها حبها الصادق اما نظراته الثااقبه
تحكي قصص عن التملك ،توقفت الأصوات الصااخبه معلنه الخطوة القاادمه وهي عقد القران
جلست بقرب حبيبهاا المنتظرر وشااهدان اثناان من اهلها وفي ا لجهة المقاابله مأذون الحفل بدأ الماذون إكمال الزفاف بسؤاله المعهود هل تقبل بهاا زوجه تصونها لم يكمل كلااامه بفعل صوت قوي صدح من إحدى شاشات العرض تحولت انظاار الجموع الى مكاان الصوت وهم ينظرون بصدمه الى الصور االخلااعيه والمقااطع الحميمية للعروس بشكل وضيع منبثقه من شاشة العرض مع صوت ضحكااتهاا المستفزة العاالية.
وقفت العروس بذعرر عاارم وهاالة الخوف والرعب سيطرت عليها ،و ثباات عينيهاا على نقطة لاتحيد جعلت منهاا تمثال للصدمة وضعت يدها المرتجفة تكمم فمهاا المرتعش ونظرهاا يطوف على أخويها دون شعور ثم تعود بنظراتهاا الى زوجهاا القابع امامهاا وملامحه القاتمه تجعل منه شيطان اسود .. ثم تهاادت وهي تصرخ ..هذاا ليس صحيح ..هذه لست انا لست انا قالت جملتهاا الاخيرة ودموعهااا الجارحه تغزوو خديها ثم علاا صوتهاا وهي تمسك يد زوجها الذي .لم تتوج فرحته بعد وعقد قرانهاا بات معلقاً وهي تقول بعدم تصديق (هذا كذب صدقني .. لست انا انا لست كذلك لما انت صامت .اخبرني انك تصدقني )
لكنه تحول الى تمثال لايجيب وهو يطالع شاشة العرض بصمت مطبق ونظرات غير مقروءه
اقتربت عائله ابوغيث الى المنصه والجميع يطالع مايحدث بدهشه عاارمه ..وكل فرد منهم هائم بأفكااره ابتعد جاسر عن إخوته وعائلته وهو يلتقط هاتفه ..انتظر بفارغ الصبر حتى جاءه الصوت المرتقب صررخ بجنون وهو يقول (سأقتلك يااوليد سأشرب من دمك )
تنهد الاخر مجيب (مااذا يجري جااسر ؟؟ ماخطبك ؟)
صررخ الاخر قائلااا (الم امرك بحرق جميع الفيديوهاات المفبركه والصور )
همهم وليد مجيب (صدقني يااجاسر هذا مااحصل .. ماطلبته كاان أمراا مفعولا)
اغلق الخط دون البقيه عائداا بوجهٍ ملتهب الى الجموع التي باشرت بنهش لحم العروس وعائلتهاا ،اقترب بحذر وهو يرى انهياارهاا وصوت نحيبهاا يعلو اخذ يراقبهابصمت ذابح.ثم فجاة نهضت مهروله وهي تمسك ذيل فستاانهااا حتى وصلت الى اخوهاا الحنون ..ارتمت عند قدميه وهي تقول (احمدد اخي .. انت الوحيد الذي ستصدق الحقيقه .. هذه لست انا ولله لست .اناا ثم انحنت بشدة امامه وهي تضرب خديهاا وتقول بصوت عالي كذب لست انا
اناا قاطعهاا اقتراب اختهاا الوحيدة وهي تنحني إليهاا تضمهاا الى صدرهاا وهي تقول بحناان بالغ وقلب مذبوح عليها وصوتهاا يحكي قصص عن الألم (اهدئي يالين الصبر يالين )
انتفضت بين يديهاا وهي تشهق بقوة بينماا اصوات الجموع تطرق بعنف الكلماات وتنهش بعرضهاا وعرض عائلتهااا دون رحمه
بقيت على حالهاا بين احضان اختهاا الصغيرةواخوانهاا الاثنين يراقباان مايحدث كل منهماا له تعاابير قاتمه مشتعله . بينما والدهاا تهاادى على احد المقااعد وهو ينظر اليهاا بصمت ثم يطوف بنظراته الى الحضور الذي بدأ بالهتااف والقذائف
تشاابك افرراد من عائلة العريس مع جموع من عائلة العروس بينماا وقف شقيقااها مشااهدين...حتى انتفض الاصغر بينهماا على قول احد أفراد عائلته هاتفاا (العروس لن تخرج منها حية بعد الفضيخه جعلت من شرفناا ممرغٌ بالوحل )تحولت عيناه الى جمر مشتعل ثم اندفع الى لين .وهو يزمجررر بغضب (سأغسل عارنا الان ... ساغسل عاارك ..اليوم )
صرخت بهلع وهي تنكمش بين احضاان اختهاا ...حتى باتت كالجنين في وضعيتها وهو يقترب بخطا مجنونه ...حتى وصل اإليهاا وانحنى امام عينيهاا وعيني جميع الحااضرين قابضاا بقوة على شعرهاا مرجعاا إيااه للخلف ..بينماا هي بقيت سااكنة الانفااس وهي تمتم بهمس (صدقني ..لست انا ماكنت لأفعل هذاا بكم ابدا)ولكن كلاامهاا المترجي اطبق بعنف اماام قوة يده التي اشتدت على شعرهاا .. اخذت تتلوى بين يديه .بينما شقيقها الاخر..تسمر بوقفته يراقب تلك الفوضى الكاارثيه التي لن تحل على خير ابداا
اشتعلت عينيه المتقدتتين بلهيب اصفر وهو يقترب بجمود حتى وصل اليهم وهو يراقب محمود ..اخوهاا الاصغر ممسك بشعرهاا يحااول جرهاا امام جميع الحااضرين بينما اخاهاا الكبير احمد كانه تحول الى تمثال منحوت لااايتحرك وعلاامات الصدمة لم تفاارقه اماا القصه الغامضه خطيبها الذي اختفى فجأة دون انذااراو حتى البت بماايحدث ...
وصل اليهاا ثم انحنى قاابضاا على يد محمود الممسكه بشعرهاا وهو يعصرهااا قائلاا له بنبرة تحذيريه (كفى .. ياامحمود ..ماتفعله الان يؤكد صحة مارأينااه جميعا لذا اإهدا ... لن تحل الامور هكذاا .. وامام الجميع ليس هنا ... لذاا توقف وجمع شتات نفسك .... )ثم نظر إليهاا مطولا بعدها اشااح نظره عائد الى محمود الذي بدوره ازداد جنونا وكأنه لم يسمع شيئا وهو ...مغيبا بشدة لكن قبضته الحديدة التي تزيد من قوتهااا على يده جعلته يفلت شعرها ... لكن سرعاان مااصدح صوته وهو يقوول مخاطب جاسر .القابض على يده (ولله .. لو تأكد مارايته لأشرب من دمها سأحرقها حيه )
ربت جاسر على كتفه وهو يبعده قسراا عن لين التي تهاادت بدورها ارضا والدواار اوشك ان يداهمهاا لكن صوت احمد الرقيق الهامس في اذنها اعادها إلى واقعها قائلا لهاا ( انهضي يالين سنعود الى منزلنا.. ولنرى بعدها حل لمصيبتنا)
أومأت بصمت وهي تراقب الجموع الذي يطالعهاا باتهاام كانهم اثبتوو جرمهااوعليهاا انتظاارحكمهم بصمت نهضت ببطأ متكأه على سااعد اخوهاا واختهاا الوحيدة تلف خصرهاا من الطرف الاخرر
وصل إليهما صوته الوقور وهو يقوول (احمد سأقلكما لن ادعك وحدك امام جموع الذئاب تنهد أحمد وهو بحالة من الهذيان قائلا لاداعي يااغيث يكفي بقااءك هناا ومعرفة مااسيجري لانني لم ارى قااسم بعد هذاا العرض المشرف )
امسك غيث كتف احمد ماانعاا أياه من التقدم وهو يمعن النظر بلين ثم قال بصوت صلب حااد ( لين مثال النزاهه لن تفعل شيئاا كهذا. كانت طالبتي اعوام عدة يااحمد لذاا اناا خير المعرفه بأخلااقها تأكدوو من كل شئ ارجوكم )
تنهد احمد بصمت ثم قال بخفووت (فاات الأواان يااغيث فاات )
وقبل تقدمهم لإكمال طريقهم علت الأصووات . والهتافات الصااخبه واصبحت القاعه فوضى عارمة وفجاة صدح صوت أعيرة ناريه والجميع تحولو الى قضااة
تقدم احد ابنااء اعماامهاا وهو يقول بصوت هز الأركاان لن يخرج احداا قبل غسل العار اغلقووو الأبواب انتفص احمد بينما اهتز غيث بوقفته اما جاسر اندفع اليهما وهو يقول بصوت أمرر (علينا يا احمد إخرااح النسااء حالاا يبدو انها ليلة دمويه عليك إخرااج لين وأسماء وانا ساتولى البقيه )
سانده غيث قائلا (بسرعه ياأحمد هياا. واناا سأخااول اللحاق بك مع والدينا اما محمود ساجعل شهاا ب يرافقه كظله ..تقدم احمد محاولا اكماال سيره بسرعه الااا ان صرخة عاالية شقت الاذان .دوت بنحيب مخيف..(لين )
نظر بقلق.الى لين التي تهاادت بين يديه وثوب زفاافهاا الابيض بدى بالتشرب الى اللون الاحمررالقانئ ا...انحنى بجنون وهو يحااول امساكهااا ولكن جسدهاا الغض بدى كانه فقد الحيااة صررخ بقوة وهو يهز راسه بعدم تصديق (ليييين


يالله ..لين انا هناا معك انا اصدقك استيقظي فحسب استيقظي يإلهي )
حااول حملهاا لكن صدمته بتللك الحظه جعلت من قوواه خائرة ... لذاا جثى قربهاا وهو يهزهاا بعنف بينماا عويل اسمااء صم أذانه
اقترب غيث محااولا حملها بعد رؤيه احمد المنهار امامها بضعف.. الاا ان صوت رصاصة أخرى صدح بعنف جعلت من غيث اسيراا لهاااتسمر غيث وهو يمسك مكاان الرصاصه التي اخترقت جوفه بصدمه بدأت دماائه تخرج بغزارة نظرر الى جرحه بوهن مذعورا ثم شهق عاليا وأنفاسه بدأت بالتحشرج بدأ بالترنح وواخيراا سقط بعنف امام عيني احمد و جااسر الذي اندفع اليه بدوره بسرعه محاولاا اسناده
امااا احمد اصبح بحاله من الوهن الهستيري وهو يرى صديق طفولته وشقيقته بين احضاان الموت ..
تحول الزفاف الأسطوري بلمح البصر الى ملحمه دمووية قضت على احلاام ومستقبل كثيرين
جميع حضور هذاا الحفل سيتداول قصة العرس الأسطوري
التي تحولت الى شلال دم .
انتهى الحفل .
وانتهى معه فرحة حياتهاا وشرفهاا المغدور وانتهى معه كثير من الاشيااء التي لن تعود كما كانت
نقل غيث الى المشفى بضجة عاارمه وصخب رافق إصابته بعيار ناري حيث طار به جااسر وشقيقه الصغير شهااب الى اقرب مشفى
بينما لين الذي خرجت محموله بتخفي وتستر شديدين نقلت الى المشفى بصحبة احمد الذي تشتت عقله بضياع بين شريكة جوف وبين صديق عمر
مضت السااعاات الاولى مطبقه على كلاا العائلتين .
كلاا العائلتين يعاانون بشده لحظات سوداء مرت بهم ولم تحرر اي منهم الى الان ولاايبدو الفرج ببقريب

اما العائلة الاولى كانت تنتظر شابهم المفعم ولدهم البكر الذي حضر الحفل على قدميه .. ويبدو انه عاد منه محمول والموت يحااصره ..
اما العائله الثانيه فقدت كل شئ في هذا اليوم كل شئ (شرفهم الذي تبخر في الهوااء بفعل فضيخه معلنه لجميعهم لن تنسى حتى تبعاات هذاا الفضيحه التي لن تبووء بخيررعلى جميعهم
اطبق الصمت المخيم والجميع ينتظر بفارغ الصبرر
انتظاار يشق الصخر
لكن صوت الممرضه التي خرجت من إحدى الغرف جعل من الصمت بركاان هائج ثاار بسمااع الأتي (البقاء لله إنا إليه راجعون )
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي