الفصل الثالث

ستيقظت إليزابيث في وقت متأخر من اليوم، بسبب عدم قدرتها على النوم حتى وقت متأخر من الليل فلديها الكثير من الأشياء التي ترغب في التفكير بها وأهمها طريقة تعاملها مع من هم أدنى مرتبة منها!

أمسكت الجرس الذي يوجد بجوار السرير ورنته حتى تحضر خادمتها التي توجد بالخارج، لم يمر الكثير من الوقت حتى دخلت تلك الخادمة ووقفت أمام سرير الأميرة، وقامت بتحيتها بتوتر ثم قالت ببكاء حاولت إخفاءه:

-أرجوكي اغفري لي سموك، لقد كسرت زجاجة العطر المفضلة لكي.

وما إن أنهت حديثها، حتى انفجرت في البكاء، فهي لم تستطع السيطرة على دموعها بسبب النظرة التي ارتسمت على وجه الأميرة، معتقدة أنها غضبت منها، بكت من شدة خوفها على ما سوف يحدث لها، الجميع يعرف أنّ سمو الأميرة تعتز بأشيائها وتغضب إذا حدث لهم شيء.

أثناء قلق الخادمة، كانت تنظر إليها إليزابيث بصدمة عكس ما ظنته الخادمة، هل كانت شديدة الصرامة مع خدمها لدرجة بكاءها على أمر بسيط هكذا! بالتأكيد لم تقصد أن تكسره.


تذكرت هنا الكلام الذي وجه ذلك الطبيب لها، على ما يبدو أنه كان محق، وأنها حقاً تافهة، هل تلك أشياءها العزيزة مهمة أكثر من البشر؟

كيف جعلت حياة خدمها صعبة هكذا؟

وكم خادمة طردت من أجل شيء قد كُسر؟

ابتلعت ريقها من شدة توترها وحزنها على طريقة تعاملها معهم، لتردف قائلة إلى الخادمة محاولة منها طمأنتها، بينما كانت توعد نفسها أنها ستحاول جاهدة إصلاح كل ما اقترفته من أخطاء تجاههم وتغير من طريقة معاملتها القاسية:

- لا داعي لكل ذلك القلق، فأنا لن أفعل لكي شيء، لمجرد حدوث أمر بسيط حدث دون إرادتك، لذلك كفي عن البكاء وجهزي لي الحمام، فعلى ما يبدو أني تأخرت في الاستيقاظ اليوم، وقد تقتلني والدتي.

ما إن أنهت حديثها، حتى وجدت الخادمة تنظر لها وفمها مفتوح مما جعل وجهها يبدو بشكل مضحك بسبب الحالة من الذهول التي ارتسمت عليها.

لم تستطع السيطرة على ضحكتها لتنفجر بالضحك بسبب مظهر خادمتها وما إن انتهت من الضحك تحت دهشة الأخرى حتى قالت لها:

-الى أين ذهب عقلك وشردتي؟ أفيقي وإذهبي إفعلي ما أخبرتك به، لكن قبل ذلك أريد معرفة اسمك؟

تلعثمت الخادمة وهي تقول:

-أُدعى سارة، أعتذر لكِ سمو الأميرة بسبب وقاحتي في تشتت تركيزي، سوف اذهب الآن لأفعل ما أمرتني به.

سمحت لها بالمغادرة، ثم نظرت إلى الشرفة التي بجوار سريرها تراقب السماء بحزن، فلطالما اعتقدت أنها أميرة جيدة مختلفة عن إخوتها، والديها والنبلاء.

كيف اعتقدت أنها مختلفة؟
هل لأنها تعطي بعض النقود لهم!

يا لها من سطحية تافهة كما قال، ولكن مهلاً، لما تفكر به وبحديثه القاسي لها؟


تنهدت عندما لم تجد بداخلها أي رد ، حينها قررت بأنها سوف تنسى ذلك الطبيب وتلك الحادثة.

نهضت من على السرير كي تجهز وترتدي ثوب يرتقي لمستوى والدتها الملكة، تعلم أنها عندما تصل إلى والدتها سوف توبخها على تأخرها في الإستيقاظ اليوم، يا لها من حبيبة، تريد لها أن تكون الأميرة المثالية في المملكة.


كان يقف العديد من الأشخاص البسطاء، أمام العيادة منتظرين موعد فتحها، كي تتم معالجتهم بواسطة ذلك الطبيب القادم من الخارج، منذ فترة ليست ببعيدة، والأكثر أهمية لديهم أنه لا يأخذ منهم نقود، يا له من شخص طيب، يساعدهم بصدق أكثر من هؤلاء النبلاء اللذين يستعبدونهم دون أي رأفة منهم.


وصل ديفيد أخيراً إلى العيادة بعد تأخيره ساعة من الزمن عليهم، بسبب عدم استطاعته النوم مبكراً لتفكيره بها، وبالذي فعله معها!


لا يستطيع نسيان تلك الدموع التي تلألأت من عيناها الزمردية الجميلة، كيف إستطاع أن يقسى على فتاة بهذا الشكل، حتى لو غضب منها، كان يجب عليه أن يتحكم بنفسه ولا سيما أنها من العائلة الحاكمة!

ألا يفكر بمستقبله وبحياته!

عندما قرر العودة إلى مسقط رأسه ومساعدة الفقراء، كان يعرف القوانين التعسفية المشددة، التي بسببها تركو والداه بلدتهم، سافروا بالخارج كي ينعم أطفالهم بحياة أفضل، حيث لا يوجد تفرقة بين نبيل أو عامي، بالأدق لا يوجد تلك الألقاب التي عفى عليها الزمن، ولكن لما همه أمرها؟


لقد عاد مجدداً في التفكير بها، حيث كلما يفكر بشئ ما أو شخص، يعود إليها ثانية

كان عليه أن يتركها وشأنها ما إن أخبرته عن هويتها، لما أراد إصلاحها؟

لطالما اعتقد أن لا وجود للحب، وبالأخص أن يكون من النظرة الأولى، وما لم يتوقعه أنه قد يحب شخص لمجرد رؤيته له، فهل يوجد حقاً ما يسمي بالحب من النظرة الأولى؟


ولو كان ذلك غير صحيح، فلماذا قلبه يخفق بقوة هكذا؟ لمجرد تفكيره بها وبعينيها، حاول بعدها تفسير تلك المشاعر الغريبة التي لأول مرة يشعر بها.


بينما كان هو غارقاً بأفكاره، كانت إليزابيث هي أيضاً مثله، تحاول تفسير ما تواجهها من أحاسيس تراودها لأول مرة!

حتى تسائلوا معاً في نفس الوقت بشكل منفصل، هل ربما يمكن أن ينجح ذلك الحب أم لا، في ظل تلك القوانين العقيمة!


أدركت إليزابيث، أنها وقعت في حب الطبيب، هي لا تعرف كيف ولما هو! كل ما تعرفه، أن قلبها يخفق كلما مرَّ بخاطرها، لكن يجب عليها أن تقتل ذلك الحب و هو في المهد، كي تحافظ على حياته، عائلتها لن يتركوه وشأنه، إذا علموا بأمره.


أثناء تفكيرها به، تذكرت نقاش والدتها الحاد؛ بسبب بعدها هذه الفترة عن حفلات الشاي التي دعت إليها، أيضاً بسبب عدم إقامتها أي حفلة في القصر منذ فترة كبيرة، حتى حفلة ظهورها الأول بالنسبة لوالدتها كانت كارثة بسبب إختفائها المفاجئ.


كيف تخبرها أنها تشعر بالملل الشديد من تلك التجمعات؟ بسبب نفاق كل من حولها، فلا أحد منهم يحب الآخر، وكل تلك الابتسامات مجرد نفاق.


كم تتمنى أن تجد لها صديقة مخلصة، والأهم أن تكون قريبة من تفكيرها. لكن هل ستجد ذلك بتلك المنافقات؟

لا تعتقد ذلك! فدجكل ما يهم تلك الفتيات لقب ولية العهد لذلك يحاولوا التقرب منها فقط من أجل أخيها ولي العهد أليكسندر.

قطع حبل أفكارها لمسة يد أخيها الأكبر، لتقول له بضحكة مشاكسة:

-لو كنت عملة ذهبية، ما كانت أتت بسرعة مثلك.


قال لها بتساؤل وهو يضحك:

-لن أصحح لكِ المثل الذي قولتيه الآن، ولكن هل يجب أن أفهم من جملتك تلك هو أنكي كنتي تفكري بي؟

لتردف له بحزن:

-أجل بسبب حديث أمي معي منذ قليل.

رد عليها متسائلاً، عن ماهية حديث والدتهم الذي جعل وجهها يعلوه ذلك التعبير الحزين:

-ما الذي قالته لكِ والدتي؟

أجباته بحذر فمهما كان أخيها يحبها، إلا أنه مثله مثل الجميع هنا:

-تريدني أن أكون صداقة مع النبيلات والأميرات لدينا بالمملكة، وذلك عن طريق حضر حفلات الشاي التي تتم دعوتي بها، كيف تحاول اجباري بذلك؟ وكل ما يهم تلك الفتيات هو أنت! أو لأوضح معنى كلامي أكثر.


قاطع حديثها يكمل كلامها قائلاً:

-من أجل العرش، فإنهم فتيات سطحيات، ما هم إلا عبارة عن مجموعة من الدمى، التي تتم تحريكها بواسطة عائلتهم الطامعة بالسلطة.

ما إن سمعت ما قاله لها حتى اندهشت، لا تستوعب أن الجالس أمامها و يتحدث بتلك الطريقة هو الأمير أليكسندر! لتقول دون تفكير:

-هل أنت من يقول ذلك،؟ لا أستطيع أن أصدق ذلك!

اندهش من كلامها فقال متسائلاً:

-لم أفهم، ما الغريب في حديثي؟

ابتلعت ريقها وقالت:

-بصراحة، لطالما اعتقدت أنك تهتم بالحياة الإجتماعية، وليس لديك أي نقد لمن حولنا.

تفهم أليكس دهشة أخته، أردف يقول لها بإبتسامة هادئة:

-أنتي لم تتحدثي معي من قبل عن رأيك بالأفراد التي نتعامل معها، ولم أعرف سوى الآن أن لكي بعض الإعتراضات التي تدور حولنا، وهذا أسعدني.

قالت له بدهشة:

-ما السبب الذي أسعدك، أخي؟

وقف وهو يقول لها ما إن غمز لها:

-أن أختي العزيزة ليست مثل هؤلاء التافهات.

غادر ما إن قال لها ذلك، تاركاً أخته حزينة دون علم منه، فما إن سمعته يقول بأنها ليست تافهة، حتى تذكرت ديفيد ورأيه بها، فهمست لنفسها قائلة:

-لكن يوجد غيرك من يراني تافهة يا أخي.




أثناء ذلك كان يجلس الملك مع الملكة في الحديقة يستمع إلى شكواها من إبنتهم الوحيدة، عن كيف هي غير مسؤولة للمكانة التي هي بها، وكم هي متهورة، غير انعزالها عن الآخرون، في حين أنها يجب أن تكون إجتماعية وتحكم في الحياة الاجتماعية.


قال لها ما ان أنهت حديثها:

-عزيزتي، كم تشبهك إليزابيث عندما كنت في مثل عمرها، وهذا ما جعلني أحبك.

احمرت خدودها الجميلة من شدة خجلها مما جعلها جميلة، من يراها لا يصدق عمرها الحقيقي و تردف بخجل:

-أنت لاتتغير! هل قصدت من حديثك هذا، هو أن تجعلني أخجل وأتناسى مشكلتي مع ابنتي.

نظر إلى عيناها وهو يمسك يديها ويقول برقة:

-بل أقصد كم كنتي جميلة بإختلافك عن الجميع، الذي لم يكن يدل إلا على ذكائك، لذلك دعي إليزابيث تخوض حياتها كما تحب، مادامت لم تخرق أي قانون.


استسلمت له، هو محق بأنّ ابنتها تشبهها حينما كانت في شبابها، ولكن لن يفهم أبداً، بأنها تعرف ضريبة ذلك الإختلاف، وتخشى عليها من عواقب تمردها وأن يحدث ما لا يحمد عقباه.

مرت الأيام ببطيء على كلاً من ديفيد وإليزابيث، بسبب إشتياقهم لبعض، وكم تمنوا فرصة لقاء للإعتذار.

كم هو جميل توافق أفكارهم، ولكن ما لا يعرفوه أنهم سوف يدفعون ثمن ذلك.


قررت إليزابيث الذهاب بنزهة على ظهر حصانها برق، في هذا الجو الجميل، وما ان بدأت جولتها و توغلت قليلاً في الأراضي الخضراء، حتى توقفت تتأمل السماء، وهي تمسد ظهر برق برقة، وهي شاردة تفكر هل ديفيد يفكر بها الآن، أم نسي تلك الفتاة التي قابلها.


عادت إلى وعيها، على صوت هليل الحصان، مزعجاً بذلك برق فكادت تفقد السيطرة عليه مجدداً! ولكن إستطاعت أن تتحكم به لحسن حظها، ما إن إلتفتت الى العربة كي تؤنب صاحبها، لتتفاجئ بأنه ديفيد، فخفق قلبها بشدة؛ يا لسعادتها الغامرة برؤيته، انه وسيم وفارع الطول أيضاً.

شردت وهي تتأمله ليقول لها بإبتسامة:

-يبدو أنه مقدر لنا أن نتقابل وأنتي تسقطي من على ظهر الحصان.

قالت مسرعة ووجنتيها تشبه فاكهة الفراولة من شدة خجلها مما جلعها تكون في أبهى صورة لها:

-لكني لم أسقط؛

ما إن سمع إجابتها حتى ضحك بأعلى صوته على عفويتها، ليردف قائلاً وهو يتأمل اللوحة الجميلة أمامه، غير مصدق أن هناك شخص جميل هكذا:

-نحمد الله على ذلك، فكاد قلبي أن يتوقف من شدة الخوف من أن يحدث لكي أي مكروب.


بعد جملته عمَّ الصمت على مكان حيث ما عاد يوجد صوت إلا صوت الرياح و زقزقة العصافير حولهم.


قطع الصمت عندما قالت له بتوتر:

-هل كنت ستحزن إذا أصابني مكروه.


تفاجئ من سؤالها الذي إن دل على شيء، هو اهتمامها به، لجيب على سؤالها برقة:

-اعتقد أني حينها كنت سأصاب بزبحة صدرية.


لتسأله مجدداً بجرأة:

-لما؟


إقترب منها ممسكاً بيديها يساعدها على النزول من على ظهر الحصان ويقول:

_لأن على ما اعتقد، أني فقدت عقلي، منذ أن رأيتك أول مرة، و ها أنا أخاطر بكل شيء بكلامي هذا، لكن الأهم أني أردت أن أعتذر لكِ؛ بسبب ما فعلته.

لا تصدق ما تسمعه يقوله الآن، فعلى ما يبدو أنه أيضاً شعر مثلها، ولكن يا لجرأته!

فهم صمتها أنها رفضت مشاعره، ولكن هل هو مجنون أن يتوقع عكس ذلك ألا يعرف من التي تقف أمامه!

هذا غير القانون الذي تم وضعه من قبل كبار العائلة الملكية الأولى منذ قرون، ليحموا بها نسلهم النقي، وهو منع زواج النبلاء أو أصحاب الدم الأزرق بالأدق من العامة مهما كانت مكانهم ومن يخالف ذك القانون سوف يواجه مصير بائس لا يتذكر ما هو!


قطع الصمت بقوله:

-أعتذر على وقاحتي سمو الأميرة، فلتغفري لي


قاطعت كلامه مسرعة قائلة:

-لا أرجوك، لا تعتذر! لم أقصد الرفض، بل لا أعرف ماذا أقول لك، ولكن هذا هو ما شعرت به أيضاً.


شعر بسعادة غامرة ليقول لها:

-أعتبر من ذلك أننا اصدقاء الآن.


ما إن قال ذلك حتى إختفت إبتسامتها، ولكن إستعادتها بسرعة كي تحافظ على كرامتها، لتقول وهي تمد يديها البيضاء له:


-أصدقاء للأبد.


ضحك مردفاً:

-الأبد وقت طويل، ولكنه شرف لي صداقتك.

ما لم تفهمه إليزابيث أن السبب الذي جعله يطلب صداقتها لا شيء آخر؛ هو خوفه من رفضها الإرتباط به، لذلك قرر التأني في علاقتهم، حيث يصبحوا أصدقاء أفضل من لا شيء..

لترد عليه بهيبة الأميرات دون قصد منها:

-بل الشرف لي.

جملة بسيطة منها، لكن أوضحت الفرق الطبقي بينهما، جعلته يضم حاجبيه ببعضهما، متسائلاً هل يجب عليه أن ينهي ذلك الحب قبل أن تتفاقم الأمور؟

قالت له مسرعة، فلقد شعرت بأنه قريب منها ولكن بعيد عنها أميال:

-إذا ً، الى أين أنت كنت متوجه الآن؟


أجاب عليها بهدوء:

-كنت متجه إلى العيادة، وعلى ذكر ذلك، أعتذر لكي يجب أن أذهب الآن فلقد تأخرت مجدداً عنهم.

قالت له وهي تشعر بأسف داخلي:

-أعتذر لك، لقد تأخرت بسببي.

قاطعها مسرعاً:

-أميرتي الحلوة، لا تقولي ذلك، فالوقت معك بالنسبة لي أهم من أي شيء، ولولا أن هناك مرضى يحتاجوني الآن لكنت تركت كل شيء وجلست معك.


توردت وجنتيها من كلامه المعسول وقالت بخجل:

-يا لك من كازانوفا، هل أنت تقول ذلك لكل فتاة تقابلها.


قال لها بجدية:

-لم أقل ذلك لأي فتاة قبلك، ولن أقول.


ابتسمت ثم اردفت قائلة:

هل بإستطاعتي الذهاب معك في المرة القادمة؟
ولا تقلق سوف أتنكر جيداً ولن يتم التعرف علي.


شعر بسعادة لا مثيل لها، وأجاب عليها بفرحة ظهرت على وجهه:

-بالتأكيد، ولكن لا أعرف كيف نتواصل؟


أجابته وهي لا تعرف هل ما تفعله خطأ أم صواب؟ لكن كل ما تعرفه أنها تريد أن تراه مجدداً:

-أخبرني فقط عنوان عيادتك وأنا سآتي إليك ما ان أستطيع.

ما إن أعطاها العنوان حتى وعدته بزيارته في أقرب وقت يسمح لها بذلك.

وافترقا بسعادة غير المرة السابقة.



غير مدركين بما يحدث الآن في قاعة العرش بين الملك، الأمراء والفيسكونت.

كان الملك يصرخ بالفيسكونت قائلاً:

-أظننت أنك تستطيع النجاة!

الكونت متوسلاً:

-الرحمة جلالتك، ابنتي صغيرة ولا تعرف قوانينا جيداً.

قاطعه أليكسندر بغضب:

-ابنتك صغيرة، معك حق، ماذا عنك أنت، ألم تحاول مساعدتها على المغادرة كي تتزوج ذلك الصعلوك! لقد لوثت بذلك نفسك وعائلتك، غير مهتم بما سيحدث للقبك، كيف سولت لك نفسك بفعل ذلك وفكرت أنك تستطيع إستغفال العائلة المالكة وأهنتها بل أهنت عرقك كله.

أجابه الكونت متردداً:

-لم أستطع فعل شيء لها، لقد حاولت أن تنتحر وهددت بأنها ستحاول فعل ذلك مجدداً حتى تنجح في القضاء على حياتها إن لم أتركها تتزوج.
كنت سأتبرأ منها ما إن تغادر، إنها ابنتي! لا أستطيع رؤيتها مقتولة.


كان ينظر إيفان لهم بحزن، فهو يشعر بالكونت، ما الذي كان يجب أن يفعله لأبنته من أجل قانون عفى عليه الزمن، لما لا يعدل والده ذلك القانون ويجعل من يريد الزواج من عامي فقط أن يتخلى عن لقبه!


تفاجئ بصوت والده الجهوري وهو يقول حكم قاسي جداً غير عابئ بتوسل أب بالرحمة على ابنته:

- لقد تم تجريدك من لقبك وجميع أملاكك، أنت وأسرتك وسوف يتم نفي ابنتك بعد رؤيتها إعدامه أمامها.

ما أن سمع ذلك الحكم حتى صدم، فلقد انتهى هو وعائلته، ولكن لا يهم كل هذا، المهم الآن هو ابنته التي سوف تنهي حياتها لا محالة ما إن تشاهد إعدام حبيبها.إ
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي